سريع

By itsmaribanks

872K 73.5K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

25- نعود لنتوه

16.6K 1.6K 1.7K
By itsmaribanks


انجوي وعلقوا بين الفقرات علشان أشوف اندماجكم مع الفصل❤️

_

كان من المفترض أني أقود السيارة بسرعة قصوى في كل أنحاء كاليفورنيا وليس هنا على طريق جبلي أركنها وأجلس على سطحها مع كومة دفاتري بجانب هانتر الذي يسبب لي الصداع بشرحه للدروس.

"لقد تعبت" زفرتُ بقوة أغلق دفتر الرياضيات وبداخله قلم الرصاص، أمط شفاهي وأطالعه بإنزعاج "رأسي يؤلمني"

"طالبة كسولة" ضربني بلفافة الأوراق على رأسي، يضيف "أنهي حلّ المسألة"

"بحقك! لا يحق لكَ إجباري على الدراسة" رفعتُ الدفتر بالمقابل لأضربه به لكنه تخطاه يغمزني، يميل رأسه للجانب ويمسك يدي يعيدها لمكانها "هل تريدين الذهاب للجامعة؟"

كلماته جعلتني أخفض بصري للأسفل وأصدر تنهيدة صغيرة لكني لم أرد بأية كلمة مع ذلك، أسمعه يكرر "هل تريدين التخرج وبدء حياة جديدة كلوفر؟"

"أجل" همستُ بها وشعور بقلّة الثقة احتلّ نفسي.

أعرف أني طالبة كسولة لا أبذل أي جهد، لم أدرس كثيرا وضيعتُ إمتحاناتي، نصف الدروس لا أستطيع فهمها وإستيعابها والنصف الآخر لديّ فهم قليل فيه لا يمكنه مساعدتي أبدا.

ليس هناك أي تقدم، لذلك لستُ متأكدة من أني أستطيع فعلها.

"قوليها بصوت أعلى" ضرب رأسي مرة أخرى بتلك اللفافة وهذه المرة كانت أقوى سببت لي بعض الألم وجعلتني أصدر هسهسة خافتة أطالعه بإنزعاج "هذا رأسي"

"أخبريني إن كنتي ترغبين في الذهاب للجامعة" كان قد خلع القناع الطبي، وإبتسم لي يضيف "هيا فراشتي"

"أريد هذا واللعنة، توقف عن سؤالي" كتفت ذراعاي ألفّ وجهي للجانب "لا دخل لكَ في الأمر"

الشيء التالي الذي شعرت به هو يده على مؤخرة رأسي يدفعني بإتجاه الدفتر الذي حمله بيده الأخرى ويغرق وجهي بداخله، أسمعه ينطق "لن أتدخل إن أدخلتِ هذه المسألة في عقلك الغبي"

"هانتر!" هتفتُ بصوت مرتفع أبتعد عن يديه وأنظر إليه بحدّة، أضغط على أسناني وأحاول منع نفسي من القيام بأي شيء.

هو مزعج؛ مزعج جدا وسيصيبني بالجنون.

"ليس إسمي إنما مسألتكِ، هيا" وضع الدفتر مرة أخرى في حضني، يضيف "طبّقي ما علّمتكِ إياه، لا بأس إن أخطأتِ مرة أخرى"

"أنا لا أستطيع، لقد رأيتَ أني لم أفهم" طالعته بترجي وقلب عينيه يقدم القلم إليّ، يتنهد "إفعليها مرة أخرى"

"أشعر بالجوع"

"سنأكل لاحقا، سأدفع ثمن عشر وجبات إن حللتِ ثلاث مسائل، ما رأيك؟" إبتسم بمكر يغمزني، ورمشتُ أستوعب كلماته.

كنتُ حقا أشعر بالجوع هذا اليوم، وعشر وجبات بدت لي كأنها لا شيء، لكنها تفي بالغرض.

"ثلاث مسائل فقط؟"

"أجل، لكن أريدها جميعا صحيحة" عقد ذراعيه على صدره وخفضتُ بصري إلى جذعه أرى الفراشة الزرقاء في سترته، كانت جميلة وإبتسامتي إرتسمت بشكل لا إرادي على شفاهي تجعل وجنتيّ تحمرّان.

حالما رفعت عيناي إليه مرة أخرى رأيتُ النظرة التي أعطاها إليّ ومباشرة أعدتُ تركيزي على الدفتر، أسحب القلم وأبدأ الكتابة، أدعو من أعماق قلبي ألا يقول أية كلمة بشأن هذا.

ولحسن حظي أنه لم يتحدث.

"المكان غير مريح، لا أستطيع التركيز" عدتُ للكلام مرة أخرى حالما رأيتُ كمية الأرقام أمامي.

"لا تكوني طالبة متذمرة فراشتي، ثلاث مسائل وسنقضي وقتا ممتعا" قال بهدوء وإبتلعتُ آخذ نفسا عميقا أعيد التركيز على الأوراق أمامي.

إنها مجرّد مسألة رياضية، يمكنني حلّها.

"امم هانتر؟" تساءلتُ أرفع بصري ناحيته أسمعه يصدر همهمة صغيرة ويقترب مني، يطالعني بحاجب مرفوع "نعم؟"

"هلّا بدأتَ الحلّ معي، فقط البداية، أرجوك" أعطيته نظرات الجِراء البريئة أرمش مثل طفلة صغيرة وأراه يطالعني بصمت لعدة لحظات.

جيد.

لكن الشيء التالي الذي فعله هو ضربي بلفافة الأوراق مجددا عدة مرات جعلتني أضع يداي على رأسي لأحميه، أسمعه ينطق بحزم "لا للحيل، طالبة كسولة، طالبة كسولة"

"توقف! لقد فهمت، توقف!" ضغطت على أسناني وعندها فقط توقف هو، يضيف "أمامك نصف ساعة"

قال كلماته وسار يقفز من فوق السيارة يتركني في الأعلى بمفردي، إبتلعت أخفض بصري إليه،  "إلى أين أنت ذاهب؟"

"لأقضي حاجتي" هز كتفيه مع إبتسامة، وأضاف "حلّي مسائلك ولا تتبعيني"

"لا تتأخر" هززتُ رأسي ونبرتي كانت هادئة أرى الإيماءة الصغيرة التي صدرت عنه، ينطق "تخشين البقاء من دوني؟"

"لأنه إن حصل شيء سأقود السيارة وأتركك وحيدا"

"اللعنة عليك" سقطت تعابيره يجعل ضحكة تهرب مني، وحينها ابتسم هو يبتعد نحو الجهة الأخرى من الطريق ويأخذ طريقه للداخل بين الأشجار.

تتبعتُه حتى اختفى وعدتُ للنظر إلى أوراقي أطلق تنهيدة وأبدأ حلّ أوّل مسألة.

"هو لا يرغب بمساعدتي، ليكن" تمتمت بصوت منخفض آخذ ورقة شرحه وأبدأ تطبيق الخطوات واحدة تلوَ الأخرى، بهدوء وبتركيز شديد.

الأمر ليس سهلا مثلما يبدو مطلقا.

شتمت كثيرا تحت أنفاسي أطلق زفرة مغتاظة وأعيد المحاولة مرة أخرى وأخرى وأخرى.

لا أتذكر كم استغرق مني الأمر حتى حللتُ المسائل الثلاث لكنها كانت أكثر من نصف ساعة، لأن عدد المرات التي أخطأتُ فيها كانت لا تحصى ولا تعد، ووجدتُ نفسي في كومة من الأوراق المكموشة حولي.

أين هو؟

عقدة تشكلت بين حاجباي أراقب الطريق لكن لا وجود له.

إبتلعت وبدأت بجمع الأغراض كلها في الحقيبة، أغلقها وأقفز من فوق السيارة قبل أن أسحبها وأرميها في المقعد الخلفي.

إلتفتّ بعدها للخلف أرى إن كان قادم لكن لا أثر له.

هل إلتهمه دبّ؟

ترددتُ قليلا قبل أن أقرر التقدم للأمام، آخذ خطواتي بحذر شديد ولعنتُ نفسي لعدم شرائي هاتف جديد بإمكانه مساعدتي في مثل هذه الظروف.

"هانتر؟" رفعتُ صوتي أمسح المكان بعينيّ وأبحث عن أي أثر له. من المستحيل أن يكون قد إبتعد كثيرا لقضاء حاجته.

لماذا هو غير موجود إذا؟

إلهي! أخشى أنه قد فقد وعيه أو ما شابه.

وإلتهمه دبّ حين وجده فاقدا للوعي.

"هانتر لقد حللتُ مسائلي" تابعتُ بصوت أكثر إرتفاعا، أضيف "هل أنتَ هنا؟"

تقدمتُ أكثر أراقب كل شيء، الأشجار والطريق أمامي، عيوني كانت تترقب في كل الجهات، وما أزال لا أستطيع إيجاده.

"إن كانت هذه لعبة سأقتلك"

"حاولي إيجادي فراشة" صوته القريب جعلني أوسع عيناي، ألتف لكل الجهات كي أبحث عنه لكن لم أجده، تقدمتُ للأمام أكثر أهتف "لا تلعب بهذه الطريقة معي، هذا مزعج"

"حقا؟" ردّ من مكان قريب وأدرتُ وجهي لجهة اليسار أبحث عنه.

"هانتر بحقك! لقد وعدتَني بعشر وجبات إن حللتُ المسائل، لقد حللتها دعنا نرحل" زفرتُ بضيق أضع يداي على خصري وأجول بعيناي في المكان، أرفع رأسي بعدها للأعلى أرى إن كان على أحد الأشجار لكنه ليس هناك.

"سأدفع ثمن عشر وجبات إذا" صوته هذه المرة كان بقرب أذني وخفق قلبي يجعلني ألتف مباشرة لأجده يقف خلفي، إبتسامة صغيرة على شفاهه يضيف "تماما كما وعدتكِ"

رمشتُ أنظر إليه، كل هذا الوقت كان خلفي وبقربي دون أن أشعر؟

"ألن تتأكد إن كانت صحيحة؟" رفعتُ حاجبي وإتسعت إبتسامته يحيط رقبتي بذراعه ويدفعني للسير معه، يحرّك رأسه "لقد حللتِ المسائل وهذا تقدّم، صحيح؟ ستخطئين اليوم وتصيبين غدا إن واصلتِ"

أخطئ اليوم وأصيب غدا؟ هذا صحيح.

"هل هذا يعني أنك ستدفع ثمن الوجبات حتى لو كانت الحلول خاطئة؟" ذراعي ارتفعت بشكل آلي لأحيط بخصره من الخلف بينما نواصل سيرنا، أتحسس نحافة خصره تحت السترة وشدّته.

هو قهقه بخفة "فراشتي لديها معدة كبيرة"

كلماته رغم أنها جعلتني أصاب بالإحراج لكني إبتسمت على ذلك لأنها الحقيقة وأشعر حقا بأن كوني شخص لديه شهية كبيرة ويتحدث عن الطعام بهذا الشكل، أنه أمر مضحك فعلا.

"من لا يحب الأكل؟" لويتُ شفاهي أخفض بصري إلى أحذيتنا حين خرجنا من بين الأشجار، أسمع صوته الهادئ "الجميع يحبّ الأكل، لكن ليس مثلك، أنتِ تحبين الطعام الذي أدفع أنا ثمنه، صحيح فراشة؟"

"اخرس!" قرصتُه من فوق السترة أسمعه يصدر صوتا متألما وإبتسمتُ أنا على ذلك أتابع "لا داعي لإزعاجي في كل ثانية، ألم نعقد صلحا بيننا؟"

"فعلنا ولا مشاكل بيننا" شدد على عنقي بذراعه يجذبني بشكل أقوى ناحيته، قبل أن يضحك "من يكون بوتو دون فراشته؟"

"بالمناسبة، أنت وضعتَ وشم الفراشة أيضا، مما يعني أنك فراشة" علقت بسخرية أرفع عيناي لمقابلة خاصته حين إبتسم لي يميل رأسه "لا مشكلة لديّ، يمكننا جعل مونلايت فراشة أيضا"

"فراشة بنية" ضحكتي هربت مني حالما وصلنا إلى السيارة وابتعد عني قليلا يرفع حاجبه "ولماذا هذا؟"

"لأن لون عيونك بني، ألم تسميني فراشة خضراء لعيوني؟"

"وجهة نظر" حرك رأسه يومئ بخفة، يمدّ أصابعه ويقرص أنفي بقوة كأنه يريد خلعه من مكانه، يضحك بصوت مرتفع "الآن لنطعم فراشتي الخضراء"

"دعني" صرختُ مثل أم فقدت صوابها مع إبنيها التوأمين وضحك هو يفلتني ويبتعد عني، يغمزني.

"عليك اللعنة ريدكاي" هتفتُ بصوت مرتفع وهو أعطاني إبتسامة يسير ليركب في المقعد المجاور للسائق.

زفرتُ أقود خطواتي للأمام وفتحت الباب أركب وأصفعه ورائي، أنطق بغيظ "ستدفع ثمن هذا"

"لا أطيق صبرا لأرى ما ستفعلينه"

ليس الآن.

أريد تناول شيء ما.

زفرتُ أمسك بالمقود، وتكّ هانتر لسانه ينطق "هذا ما ظننتُه"

"دعنا نأكل شيئا ما أولا"

"بالطبع فراشتي"

_

تمسكتُ بذراعه أسير معه في الشارع حيث تصطف عدة مطاعم بجانب بعضها أطالع الأجواء في المكان بعيون ترقب بإهتمام شديد.

لم يسبق لي القدوم هنا.

"طعام صيني؟" نطقت ما أزال أنظر إلى المكان، رائحة الأكل الشهي ملأت أنفي أرى أشخاص جدد، يبتسمون ويضحكون، يدعوننا لتذوق ما لديهم.

"سيتشو ونايومي يحبّان المكان، البارحة صديقك جاء إلى هنا أيضا رفقة يومي، لذا أعتقد أنكِ ستحبّينه" حرّك كتفيه وجذبني لندخل بين أحد الأزقة الضيقة حيث الرائحة تغيرت إلى أخرى لا تقل لذة عنها.

شعرتُ بلعابي يسيل وأردتُ أكل أي شيء الآن.

"جوني جاء إلى هنا إذا" تمتمتُ بخفوت أخاطب نفسي، أخبرني البارحة أنه سيخرج معها لكنه لم يكن قد حدد المكان بعد.

إبتسمتُ داخليا على الأمر. أعني أنه من الجميل رؤية هذا التقدم بينهما.

سعال هانتر جعلني أرفع بصري ناحيته ورأيته يجذب القناع لوجهه كي يغطي فمه وأنفه، يرمي لي نظرة هادئة وينطق "سيعجبك الطعام، ثقي بي"

هززتُ رأسي له برفق أحكم إمساك ذراعه وترددتُ قبل أن أرمي كلماتي "ما رأيك أن نشتري طعامنا ونتناوله في مكان آخر؟"

"ألا يعجبك المكان هنا؟" قال بينما يدفع باب المطعم الصغير، لكني حركتُ رأسي نافية مباشرة "أرغب فقط في أن نسير قليلا"

رمش بضع مرات قبل أن أرى عيونه تضيق بسبب إبتسامته تحت القناع، يومئ لي ويغمزني "بالطبع فراشتي، أي شيء"

منحته إبتسامة صغيرة ممتنة وهززتُ رأسي له دون التفوه بأية كلمة.

في تلك الأثناء هو أفلت ذراعه من يدي وتحرك للأمام يقدم طلبيته للشاب الصيني، يحمحم قبل أن يتحدث بلغة صينية متقنة لعدة ثواني وافترقت شفاهي بإعجاب من هذا.

يتحدث الصينية أيضا؟

"من فضلك" تحدث بلغة إنجليزية يومئ للشاب الصيني الذي إنحنى يرمي له نظرة محترمة بها إبتسامة واسعة، يردّ "لحظة فحسب"

هانتر إلتفت إلي بعدها يحرك كتفيه "لن يتأخر كثيرا"

"لماذا لم تخبرني أنك تتحدث الصينية؟" تقدمت أقف أمامه، وارتفع حاجبه "لم تسأليني؟"

"كيف لي أن أعرف؟" حاجبي ارتفع أنا الأخرى أراه يبتسم لي، يضرب وجنتي بخفة ويميل رأسه للجانب "مالذي يهمّ في الأمر؟"

"لم أعلم أنك شخص ذكي"

"أوه أنا كذلك" غمزني في نهاية كلامه يجعلني أبتسم وأضرب ذراعه بخفة، "مالذي تجيده أيضا غير الرياضيات واللغة الصينية؟"

"اليابانية" ضاقت عيونه خلف القناع يبتسم، وتابع "لاعب كرة قدم جيد، أجيد العزف على الڨيثار وأسرع متسابق في كاليفورنيا"

"يا رجل!" افترقت شفاهي وسمعتُ ضحكته يهتز كتفيه أيضا على ذلك، "ماذا؟"

"لماذا لم تخبرني بهذا في البداية، كان يجب أن أواعدك" ضربت كتفه بضحكة وارتفع حاجبيه معا، ما يزال يبتسم "لم يفُت الأوان بعد"

اوه هذا فقط––––يُشعرني بالغرابة.

"أين تعلمت كل هذا؟" غيرتُ مجرى الحديث أنظف حلقي وتقدم هانتر مني يمد ذراعيه على كتفيّ الإثنين  بحيث استقرّا معصميه هناك وجمع يديه خلف رقبتي، أراه قريبا مني يتحدث بهدوء ولا يمحو الإبتسامة "تعلمتُ اليابانية لأن سيتشو كان يذهب كثيرا لبلده وأردتُ أن ألحق به في كل مكان لذلك تعلمتها من والده، الصينية لأني تخيلتُ بوتو الخارق قادم من الصين، أبي علمني العزف على الڨيثار، وكنتُ ألعب كرة القدم مع سيتشو وفابيو منذ صغري لذا بطبيعة الحال سأصبح بارعا فيها، هل نسيتُ شيئا؟"

"الأسرع" قلتُ أرفع أصبعي السبابة وضحك هو بخفة يردّ "أبي وصديقه ورَّثا هذا الحبّ لي ولسيتشو"

"ماذا عن الرياضيات؟" ارتفع حاجبي، أسمع رده المباشر "جينات أمّي"

"جديا هانتر، أنا بحاجة لشخص مثلك"

"مالذي سيفعله شخص مثلي حين أكون أنا شخصيا معكِ؟" ضرب رقبتي بخفة وإبتسمتُ أخفض بصري، أشعر بشيء يدغدغ معدتي من هذا، كان لديّ الكثير من الأشياء التي أرغب في قولها له، لكني أشعر بالإحراج.

لستُ معتادة على هذا.

"سيدي" نداء الشاب خلفنا جعل هانتر يبتعد عني، ويسير ناحيته، أعيني ارتفعت للأعلى أرى الأكياس الكثيرة التي أعطاها له بإبتسامة، يومئ "الدفع نقدا من فضلك"

"طبعا" هانتر أخذ الأكياس الكثيرة بيد واحدة بينما الأخرى انزلقت إلى جيب بنطاله يسحب الأوراق النقدية ويقدمها له.

لف عنقه ناحيتي ينتظر أن يعيد له الفكّة، ورأيته يبتسم ويشير إلى معدتي، يجعلني بذلك أبعد بصري عنه بإنزعاج وأشعر بإحمرار وجهي.

إلهي! هذا لا يحتمل.

"شكرا سيدي، عد مرة أخرى" قال الشاب الصيني وأضاف شيئا بلغة صينية يجعل هانتر يبتسم، يردّ عليه بنفس اللغة ويرمي نظرة خاطفة عليّ.

"هيا بنا فراشتي" غمزني يلف ذراعه حول عنقي مرة أخرى ويسحبني معه للخارج.

"إلى أين نحن ذاهبان؟"

"إلى أي مكان، لا يهم"

_

الليل كان هادئا جدا تلمع نجومه في السماء الصافية؛ كنتُ أجلس على رصيف الشارع الفارغ بجانب هانتر وأمامنا بلو وينجز مركونة.

كانت هذه هي الوجبة الثالثة التي أتناولها، وهو كان قد انتهى من وجبته بالفعل؛ لا أصدق أني كنتُ أرغب بتناول الوجبات العشر كلها، أكاد أنفجر.

سمعته يتحدث "حسنا أخبرتكِ بكل شيء، مالذي تجيدين فعله غير الثرثرة والسباق؟"

قلبتُ عيناي بفم ممتلئ أبتلع ما فيه، وأنطق "دعني أنهي طعامي أولا"

"عجبا! تشبهين الجِراء المصابة بالكَلب حين تتناولين الطعام" ارتفع حاجبه يضع يده تحت ذقنه يراقبني بإهتمام واحتدت ملامحي أنظر إليه، "مالذي قلته للتو؟"

"أمزح، أعني أنكِ ظريفة" ضحك بخفة يرفع ذراعيه لمستوى صدره، يتابع "لا تغضبي فراشة، أنتِ تعجبينني بكل حالاتك"

"دعني أتناول طعامي بسلام" زفرت بغيظ وإبتسم هو يقف ويسير ناحية السيارة، أسمعه ينطق دون الإلتفات لي "لنرى هذه المسائل"

ها نحن ذا.

انحنى يجذب حقيبتي من المقعد الخلفي ورماها على كتفه يعود أدراجه ناحيتي، إبتسامته لا تزول أبدا من شفاهه، وجلس بجانبي يفتحها ويجذب الأوراق، يأخذ نفسا يعيد إطلاقه "أشعر بالغباء قبل أن أراه"

إلهي ارحمني!

فتح الورقة والتعبير المباشر الذي لاح على وجهه هو الذهول، شفاهه افترقت يسقط فكه وعيونه اتسعت بشكل جميل جعلني أطالعه بينما أمضغ طعامي، مقلتيه تحركتا تمسحان الصفحة ورموشه كانت ترتفع وتنخفض بشكل جذاب.

هانتر بدى لي رائعا تحت ضوء عمود الإنارة هنا، في هذا الشارع الفارغ حيث لا شيء سوانا والسماء وبلو وينجز.

"هل تسمين هذا حلّ؟ هل هكذا يتم التعامل مع الرياضيات؟"

لف عنقه ناحيتي بغير تصديق وإبتلعت أبتسم بإحراج، أحرك كتفاي "لم ترغب في رؤيتها من قبل"

"ظننتُ أنكِ–––" توقف يزفر بقوة قبل أن يعيد التفتيش داخل حقيبتي وفي اللحظة التالية جذب الأوراق يلفها ويشكل عصا يضرب بها رأسي بقوة، ويجعلني أعود للوراء، أسمعه ينطق "ستعيدين حلّها غدا كلها، ولن أتهاون معكِ"

وضعتُ بقية الطعام بعدما شبعت ووقفتُ أبتعدُ عنه، أبتلع ما بقي في فمي وإبتسمتُ له "توقف عن هذا"

"بحقك! كيف لم تفهمي بعد كل ذلك الشرح؟" وضع الأوراق جانبا ورمقني بنظرة متعبة جعلتني أحرك كتفاي "ربما لستَ معلما جيدا"

ضحكتُ بصوت مرتفع تردد صداه، وهانتر إبتسم يقف من مكانه قبل أن يبدأ الركض ناحيتي وهذا جعلني أشهق، ألتفت وأهرب منه بعيدا على طول طريق الشارع، أهتف بصوت مرتفع "أمسِك بي إن إستطعت بوتو"

بمجرد أن أنهيتُ جملتي وجدتُ ذراعيه تحيطانني من الخلف ينطق بجانب وجهي بضحكة خفيفة "مالذي قلتِه فراشة؟"

"بحقك!" ضحكتي ارتفعت أكثر أرفع رأسي خاصة بعدما سببت يديه لي بعض الدغدغة، وتملصتُ منه ألتفت لأواجهه، أميل رأسي وأنطق "سريع في الإمساك أيضا"

"أنا الأسرع، هذا ليس ذنبي" هزّ كتفيه يمط شفاهه، يجعلني أبتسم على هذا، أطالعه بصمت ولا أعلم لماذا لكني أردتُ البقاء هكذا.

أطالعه بصمت وأبتسم.

كان هو يفعل المثل معي، يحاول الغوص من خلال عيوني وأعتقد أني لم أستطع وضع أية حصون عندها، نطقتُ بصوت منخفض "لنطالع النجوم"

كانت عيونه بها نظرة جميلة، بها لمعة من شيء بعيد ذكّرني بالنجوم، بالليلة التي تُهنا فيها معا.

"هيا بنا" نطق بهدوء يتقدم مني ويلفّ ذراعه حول رقبتي كعادته، يجذبني معه إلى السيارة وغمزني "ما رأيكِ؟"

رفعتُ رأسي للأعلى وكانت السماء جميلة جدا وهادئة. أومأتُ "أجل"

_

"هل شعرتَ بالنعاس؟"

صوتي كان خافتا بينما أستلقي على سطح السيارة بجانب هانتر أراقب السماء وهي تزداد حلكة طوال الساعة الماضية التي كنا فيها هنا.

هو أصدر همهمة خفيفة، يتحدث بنبرة منخفضة "كلا"

عنقه إلتف ناحيتي يعطيني نظرة صغيرة وتابع "ماذا عنك؟"

"كلا"

كان كل شيء مستيقظ في داخلي، أردتُ فقط أن أعيش في الظلام، لأن النهار سيأتي بمشاكله.

وربما هانتر سيكون في الأيام القادمة مثل طيف حلم جميل كان هنا ثم اختفى.

لا أريد حصول هذا.

استدرت على جانبي أضع يدي تحت خدي، ورمشتُ أتأمل هيئته، وجهه يقابل السماء والهواء الليلي البارد يحرّك خصلاته، ظل رموشه يبدو جميلا جدا على خدّيه وأردتُ تقبيلهما.

همستُ "هل آلمكَ العلاج؟"

سؤالي جعل إبتسامة صغيرة ترتسم على شفاهه ببطئ، يبتلع وتتحرك تفاحة آدم خاصته في حلقه، يجيبني بهدوء "قليلا"

"أنت تبلي بلاءا حسنا" قلتُ بنفس النبرة وإمتدت ذراعي أضعها على صدره أشعر بأنفاسه تعلو وتهبط بإنتظام، أتابع بينما أرسم إبتسامة على شفاهي "كأنك بوتو الخارق"

شعرت بتصلب عضلاته تحت لمستي حين إنخفضتُ إلى بطنه، وضحك بخفة يهتز صدره "تعتقدين هذا؟"

"لا أعلم لماذا أتخيله دائما في زيّ رائد الفضاء"

علقت أضحك بخفة أرى هانتر يلفّ عنقه ناحيتي، يبتسم لي وينطق "وماذا أيضا؟"

"يغني قصيدة أحبها"

"أريد سماعها" نهض يدفع بجزئه العلوي للأمام، يتكئ على ذراعه العائدة للخلف ويدي وقعت على فخذه أرى عيونه تتابعها، إبتسامة دافئة تظهر على شفاهه دون قول أية كلمة.

لكني قبل أن أسحبها سمعته ينطق بهدوء "لا بأس، دعيها هناك"

شعرتُ أني أكثر شخص محرج على هذا الكوكب واللعنة! لماذا يجب على هذا أن يحصل؟

"أخبريني بالقصيدة" أمال رأسه للجانب يناظرني حيث كنت مستلقية، وشعرتُ فجأة بالشجاعة بقول هذا له.

نظفتُ حلقي أهرب بعينيّ بعيدا للفضاء، أصفي ذهني وأستدعي الكلمات فيه، أبدأ الغناء بنبرة ناعمة للغاية.

"يختبئ الطائر الصغير في عشّه

يحسب أحلامه ويغلق عينيه بأمان

برد الشتاء–––"

قاطعني هانتر يتابع الغناء بدلا عني "لا يخيف الطائر الصغير"

عيوني إنتقلت إليه بتعجّب، أراه يطالعني، تتحرك شفاهه ويتابع "الأمطار تغني لأجل الطائر الصغير"

كان يحفظها، يعرفها.

أضفتُ أنا أيضا أنضم إليه في الغناء "والطائر الصغير يختبئ في عشّه، ينام بسلام بسلام"

أعتقد أني الآن أعرف من أخبر أمي بهذه القصيدة.

"من أخبرك بها؟" سألته بخفوت وحرك كتفيه يبتسم "أبي، علمتها له جدتي"

"أمي علّمتني هذه القصيدة" هربت ببصري بعيدا عنه  حين سمعته يتحدث بصوت هادئ "لديكِ صوت جميل بالمناسبة"

لم يتحدث عن والدتي ولا بشأن الموضوع.

لكزني بذراعه يميل ناحيتي ويبتسم "لم تخبريني أنكِ تغنين"

"لم تسألني" عضضتُ شفتي بخفة، أضيف "أغني بمفردي من حين لآخر"

"لديكِ أغاني أخرى؟" سؤاله جعلني أومئ له، أدفع بجسدي لأعتدل بجلستي، "ربما لدي واحدة"

"أريد سماعها أيضا" بدى مهتما جدا ويرغب حقا بسماعها، ولم أكن أنا لأتردد في فعل هذا، لذلك وجدت نفسي أحمحم وأبدأ الغناء مجددا.

'لن يؤلمك أي أحد، لن يبلّلك المطر

حين أكون معك لن تفيض دموعك

حين تمسك يدي لن تضيع روحك

وأريد أن أبكي، أريد أن أصرخ

لتكون معي سأبكي

لأنقذك كي أنقذ نفسي سأصرخ

وأريد أن تسرقني النجوم

حتى أستطيع رؤيتك تلمع

ولن يؤلم روحك الهواء

سأكون الهواء الذي يمنحك الحياة"

صمتت قليلا أرى عيونه مركزة عليّ يصغي إليّ بإنتباه شديد، انفراجة صغيرة بين شفتيه، يتجاوب مع اللحن الهادئ مما جعلني أبتلع، أغير بصري إلى حضني وأتابع بصوت منخفض أكثر

"أوه يا ضوئي الساطع

أخبرني أين تريد الذهاب وإلمع لأجلي

أريد أن أبكي وأسقيك بدموعي

أنا على الأرض أرغب في الإرتفاع

أوه يا شعلتي المنيرة أنِر روحي

لاقيني في نور نجمة أو عمق محيط

أوه، أريد أن أصرخ

أوه، دموعي ما زالت تحكي"

حركت ذراعاي أرفع صوتي، وأندمج مع شعور القصيدة بكامله

"دموعي تحكي، أريدك معي

حين أكون معك لن تفيض دموعك"

إبتلعت أنظر إلى هانتر، أبتسم وأختم القصيدة بصوت خافت "أوه يا ضوئي الساطع إلمع لأجلي"

توقفتُ أبتسم بخجل وأشعر بإحمرار وجنتاي، أرى هانتر الذي كان يطالعني بذهول، يرمش بغير تصديق، ثم بعدها صفّق بيديه معا يبتسم لي "أنتِ مذهلة"

"شكرا"

شعرتُ أني لم أكن نفسي المعتادة، كأن جزءا جديدا مني ظهر للتو أمامه، وهانتر تابع "كانت أفضل شيء سمعته صدقيني، هذا مذهل"

"بحقك! إنه ليس شيئا كبيرا"

عبرتُ بسخرية مصطنعة وشعرت بيده تمسك خاصتي يجعل عيوني تلاقي خاصته أرى اللمعة في عينيه، يضحك بخفة "ربما أنا من كان عليه مواعدتك منذ البداية"

انقباض معدتي والدغدغة فيها جعلتني أتوه حقّا، أسمعه يتابع ويده تمتد ليعيد خصلاتي للخلف "أعتقد أن لديكِ ما هو أجمل خلف هذا الستار فراشتي"

أوه هانتر! أرجوك توقف.

غمزني "فراشة حقيقية ناعمة"

"هيا بحقك!" حاولت السخرية للتخلص من هذا الإحراج وضحك هو يصفع وجنتي بخفة "ناعمة وتشخر أثناء النوم"

"ماذا؟" عيوني اتسعت أنظر إليه بصدمة وأسمع ضحكاته المرتفعة، يومئ لي "تشخرين ويسيل اللعاب من فمك، لكنك جميلة لا تقلقي"

"بحقك! هذا غير صحيح"

هذا غير معقول! إلهي! هل رآني؟

هذا محرج.

ضحك هو أكثر وبعثر خصلاته يحرك رأسه "أمزح، لا تقلقي"

"هل أنت جاد هانتر؟"

منحني نظرة دافئة يحرك رأسه نافيا "كنتُ أمزح صدقيني"

أطلقتُ تنهيدة مرتاحة وإحتلّنا فجأة جوّ من الصّمت لعدة دقائق قبل أن أسمعه يقطعه، ويتحدث "سأنهي العلاج الكيميائي وأخضع للعلاج الإشعاعي قبل إجراء العملية"

قلبي خفق أطالعه ببعض القلق، في حين تابع بهدوء "لا أعلم مالذي سيحصل حينها، ولا أعلم لماذا أخبركِ بهذا، لكنه يبدو مثل توقيت مناسب جدا"

أدخل يده من كمّ عنق سترته يسحب قلادة فضية بها خاتم، وخفق قلبي أكثر بإضطراب عندما رأيتُ أنه كان خاتم فراشة زرقاء.

إبتسم هو يتابع وطيف حمرة لاح على وجنتيه "ربما سأنجو وربما لا، لكن إن فعلتُ أرغب في أن نبدأ مواعدة حقيقية، ما رأيكِ؟"

رمشتُ أشعر بإضطراب داخلي، كلماته بدت مثل عناق مؤلم، لكنه رغم ذلك تابع "وحتى ذلك الحين خذي هذا"

فتح القلادة يزيلها من عنقه وجذب الخاتم منها يعطيه إليّ، "رأيتُه البارحة في طريقي لزيارة الطبيب وفكرتُ بأنه سيليق بكِ، كما أنه لم يسبق لي رؤيتك تضعين خواتم"

حملتُه بين أصابعي أطالع الرسم المتقن الجميل فيه، الفراشة كانت جميلة ولونها أزرق مبهج.

كان خاتما جميلا.

"شكرا لكَ" الكلمات بالكاد خرجت من شفاهي، وعضضت باطن وجنتي قبل أن أضيف "أعتقد أني أوافق على إقتراحك"

عيوني إرتفعت إليه ورأيتُ خاصته تراقبني بغير تصديق، في حين تابعت أتصنع السخرية "تبدو خيارا جميلا لتضييع الوقت"

كلماتي جعلت ضحكة خفيفة تخرج منه، يومئ لي ويعض شفته السفلية بخفة، ينطق "سأقبل بهذا"

لبستُ الخاتم بهدوء وإبتسمت بخفوت حينما رأيته في أصبعي، بدى جميلا ومريحا للعين.

"أحببتُ الخاتم بالمناسبة" تحدثتُ أضيف، وحولتُ بصري إليه أرى الإيماءة الصغيرة الصادرة عنه "يليق بفراشتي"

الصمت عاد ليحلّ علينا، وفجأة شعرتُ بالغرابة رفقته، أعني كنتُ أختبر هذا لأول مرة وهناك شيء بداخلي كان يتحرك بإتجاهه، ينجذب إليه.

بدت تلك التفاصيل الصغيرة به جميلة جدا وجذابة، رغم أنها لم تكن كذلك من قبل.

شكل عيونه، رموشه، شفاهه، خصلات شعره ولونه، إبتسامته، كتفيه وملابسه وكل شيء به، بدى مميزا.

حتى أحاديثه المزعجة.

كأنه لم يسبق لي رؤية هذا من قبل في أي شاب آخر.

أعني أن توباييس أوسم منه وأكثر جاذبية، لكن هانتر يبدو أفضل.

أريد أن أكون قريبة منه، أنا حقا أريد هذا.

لكني لستُ متأكدة إن كانت هذه الخطوة صحيحة، ماذا لو كان هذا وهم مخادع؟ ماذا لو رحل؟

"تشعرين بالنعاس؟" سألني يقطع الصمت وهززتُ رأسي نافية "كلا، وأنتَ؟"

"كلا" حرك كتفيه.

أضاف بإبتسامة "ما رأيكِ أن نحاول النوم؟" فتح ذراعيه لي يميل رأسه، "عناق؟"

تماما مثلما تهنا آخر مرة.

إبتسمتُ بخفة ومِلتُ ناحيته أحيط خصره بذراعاي بينما لفني هو بخاصته حول كتفاي إلى ظهري، رائحته مجددا غزت أنفي وأحببتُ حقا حين تختلط هذه الرائحة بقماش الملابس.

جسدي كان منهك لذا بدى مريحا للغاية إغماض عيناي، أنطق "هل أنت متأكد أنك ستعطيني مفاجأة إذا عرفتُ نوع عطرك؟"

"أجل" ضحك بخفة وإبتسمتُ أنا على ذلك.

سأعرف نوع هذا العطر.

"ننام؟" سألني بخفة وهززتُ رأسي "أجل"

"أتمنى ألا يسيل لعابك مرة أخرى" الكلمات خرجت مختلطة بضحكاته وفتحتُ شفاهي على وشك قول شيء ما عندما أضاف "أنا أمزح"

"من المستحسن أن تكون كذلك"

"ستقتليني إن لم أكن أفعل؟"

إبتسمت عندها "ربما"

_

يتبع...

اجا في بالي تخيل للفصل وقررت أترجل فيه بس وكده طلعلنا وحبيته ✨✨

جمال الفصول الغير مخطط لها عظيم ✨✨

المهم نزلو فصلين في حال ما إذا كان الشغف نايم الأسبوع القادم :'(

نروح بقى للأسئلة ❤️

رايكم؟

أفضل مشهد؟

جملة أعجبتكم؟

رايكم بهانتر وكلوفر؟

نقد أو ملاحظات؟

بلاش تقولو الفصل قصير علشان التحديثات متقاربة جدا فأكيد مش هتكون الفصول طويلة لأني مش هاخد مدة طويلة للكتابة. راعوا هذا رجاءا.

أخشى أن أخبركم أننا نوشك على الإنتهاء من رحلتنا في سريع 😔

شعور صعب الوداع، خصوصا أن هذه الرواية حملت تجارب فترة ماضية وفترة قادمة وتستطيع ضمّ الكثيرين لها وأحبها ❤️😔

حاليا قاعدة أفكر في الفصل الجاي لي هنبدأ فيه رحلتنا مع هانتر والعلاج ونواصل معاه إن شاء الله لغاية النهاية فإما نودعه أو نقول أهلا بكَ في الحياة مرة أخرى. :'

أعتقد ده لي عندي أقوله، في حاجات كتيرة عاوزة أتكلم عنها بس هخليها لستوري الانستا برضو ✨

هشوفكم قريب إن شاء الله، إهتموا بأنفسكم وبالذين تحبونهم وٱتركوا الأثر الجيد خلفكم ❤️

Bye bye....All luv ✨


Continue Reading

You'll Also Like

ROBOT By Ü

Fanfiction

28.8K 2.6K 18
. لو أن الروبوتات نَطقتْ لصاحت -أطفِئوني- . ابتدت 10\3\2018 انتهت 21\8\2021 الساعة 10:10
200K 10.6K 66
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
1M 37.3K 43
روايتي الرابعة " مستمرة " كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎
548K 41.8K 15
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...