سريع

Oleh itsmaribanks

872K 73.5K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... Lebih Banyak

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

فصل خاص | ستنقذني دائما

16.9K 1.6K 1K
Oleh itsmaribanks


هانتر بعمر الرابعة.

آدم

لمسات خفيفة داعبت بشرتي مصحوبة تجعلني أتململ في نومي وأدفن وجهي في الوسادة، قبل أن أستشعر الثقل فوق معدتي تأتيني أصوات ضحكات صغيرة "أبي! إستيقظ"

هانتر!

انعقد حاجباي ما أزال أغمض عيناي وتمتمت بصوت ناعس أرفض فتحهما "ليس الآن هان"

"لقد ارتديتُ ملابسي" ضحك بخفة ولم أمنع أنا إبتسامتي بينما أشعر به يتحرك للأعلى ناحيتي، وزنه الثقيل ضغط على صدري يفسد نومي عنوة.

"أبي، ٱنظر إليّ" يديه الصغيرتين كانتا على صدري العاري وتنهدت أهتف بصوت متعب "جاك"

"أمي في الحمام" ضحك بصوته الناعم ثم باللحظة التالية واجهني الضوء القوي حين أبعد الوسادة عن وجهي، يجعلني بذلك أفتح عينيّ بألم من شدة الإضاءة.

هانتر ضحك يقف أمامي بجسده صغير الحجم السمين يغطي الضوء وتحدث "أنا أحميك أبي"

إبتسمتُ على ذلك، أرمش عدة مرات حتى إستطعت أن أتبين كيف كان يبدو شكله الفوضوي في ملابس السباق التي إشتراها البارحة معي.

السترة الحمراء كانت كبيرة عليه والقميص الأبيض الذي يرتديه تحتها كان ضيقا يلتصق ببطنه المنتفخة بينما بنطال الجينز الأزرق تدلى بشكل ظريف عليه، حذاءه الرياضي الأبيض كان نسخة مصغرة عن خاصتي.

"هانتر هل تقف على السرير بحذاءك؟" تمتمتُ بصوت منخفض اثر النعاس ثم حمحمتُ أطالع ملامحه، عيونه انخفضت بعض الذنب ينظر إلى قدميه بينما يرمش، يمط شفاهه وينطق "لكنه جديد لأذهب به إلى المرآب"

هو متحمس للذهاب إلى مضمار ويست لأول مرة في حياته، وأعتقد أن حبّه للسيارات تخطى خاصتي بأضعاف مضاعفة رغم أنه ما يزال في الرابعة.

إنه إبني بعد كل شيء.

"آسف أبي" تمتم بخفوت وإتسعت إبتسامتي أدفع جسدي قليلا للأعلى، أفتح ذراعاي له "تعال إلى هنا يا بطل"

إبتسامته اتسعت على تلك الكلمات يندفع لي وإرتمى على صدري يضحك، يديه كانتا على وجهي واقترب يطبع قبلة على شفاهي ينطق "هل سنذهب للمضمار الآن؟"

ضحكتي تسربت مني بصوت مرتفع نوعا ما، أميل رأسي للجانب قليلا "إن قبّلتني مرة أخرى"

مع كلماتي تلك، إبتسامته اتسعت يطبع قبلة أخرى على شفاهي ويجعلني أضحك عليه.

كانت هذه عادة علّمتها له جاكلين، أن يعطي والده قبلة الصباح بهذه الطريقة، وأعتقد أن هذا الصغير أكثر شيء يحبه هو قضاء الوقت معي.

"هل سنذهب إذا أبي؟" رمش أرى اللون البني في عينيه، فيما مددتُ واحدة من ذراعيّ أحيط بها خصره وأجذبه ليجلس فوق معدتي، بينما الأخرى رفعتها حيث رأسه، أقوم ببعثرة خصلاته التي لم تُمَشَّط بعد، أنطق "أليس علينا أولا الإستحمام وتناول  الفطور؟"

"لكن أبي هكذا سيصل سيتشو قبلي ويأخذ أفضل سيارة" تذمر بطريقة طفولية جعلتني أضحك أغطي وجهي بيدي ولا أستطيع منع هذه القهقهات من الإرتفاع.

قرصتُ خدّه بعدها أهمس له "سيتشو ما زال نائما، سنصل نحن أولا"

سرعان ما عادت إبتسامته الواسعة بالظهور على شفاهه، أراه يبتعد قليلا عني وينطق "هيا بنا أبي، الفطور جاهز"

"أنت جهزته؟" رفعتُ حاجبي له مع إبتسامة ناعمة أعطيها له، وخفض عينيه كما عادته عندما لا يقول الحقيقة كاملة "أمي حضرته لكني ساعدتها"

"حقا؟ ومالذي فعلته؟"

عيونه ارتفعت إليّ بحيرة وتشوش وعلى الأرجح يحاول إيجاد شيء ما ليقوله، يرفض تماما ألا يظهر أمام والده أنه بدون فائدة.

أحبّ هذه العلاقة التي تربطني بهانتر، كونه يهتم جدا لرأيي به، هذا إن لم يكن رأيي به هو الوحيد الذي يهتم به، الطريقة التي ينظر بها إلي وتشع تلك النظرات من عينيه لا تجعلني سوى أشعر بمزيد من الفخر بهذا الفتى، وبنفسي وبجاكلين أيضا.

كانت نعمة كبيرة أن منحني الإله هذا المخلوق ليراني بهذه الطريقة الكبيرة كأني محور حياته.

من كان يتوقع أني سأفعلها؟ أني سأنجو من تلك الشوارع وتلك الحياة لأحصل على حياتي الخاصة، عائلة.

وطفل مثل هانتر؟

حتى أقصى أحلامي لم تكن هكذا.

أعتقد أنها الحياة، كل منا يُشرق في حينه، صحيح؟

أجل آدم، ها أنت تفعلها، وستعلّمهم كيف يفعلونها، بداية من هانتر ولكل شخص يعرف إسمي.

"فخور بكَ أنك تساعد والدتك" علّقت أبتسم له، وضربتُ بطنه السمين بخفة أضحك وأمازحه "مالذي تناولته هذا الصباح؟"

"كعك" رفع يديه في الهواء وضحكتُ على طريقته، ثم بالثانية التالية جذبته ناحيتي أضمه إليّ بقوة قبل أن أقلب الوضعية وأرميه على السرير بينما أعتليه، أرفع قميصه وأكشف بطنه، أغمزه وأرمي كلماتي "ستدفع ثمن إفسادك نومي هانتر"

"أبي أرجوك، أبي" ضحك بصوت مرتفع حين خفضت وجهي إليه أقوم بنفخ بطنه بشفاهي وآكله مثل كعكة طرية، أسمع ضحكاته تتعالى أكثر وأكثر، تخرج من عمق حلقه وصدره، عاليا مثلما يجب أن تكون.

"هل ستفسد نومي مجددا ها؟ تحدث" قلدتُ صوت الأشرار في الأفلام الكرتونية، وهو ضحك بقوة يجد صعوبة في إخراج الكلمات "لا، لا"

يديه كانتا تشدان خصلاتي لكني فقط إكتفيت بقهقهة خفيفة أبتعد عنه، ألصق جبيني بخاصته وأهمس له "ستقود بسرعة اليوم، صحيح؟"

"أنا سريع، سأكون الأسرع" كان هادئا هذه المرة وعيونه مغمضة يستشعر هذا القرب مني فيما يديه على وجنتيّ يمسك بي بخفة ورفق.

العطر الملتصق بملابسه كان نفسه خاصتي وهذا سبب آخر جعلني أبتسم هذا الصباح.

شفاهه طبعت قبلة أخرى على خاصتي ينطق بخفوت "هل ستشجعني أم ستشجع نايومي؟"

"سأشجع كليكما" أجبته برفق أغمض عيناي أنا الآخر، أتنفس بهدوء وأضيف "وسيتشو أيضا، لأننا واحد، ماذا نقول هانتر؟"

"الفرد للجماعة والجماعة للفرد" قال تلك الكلمات وعانقته أضم رأسه إلى جلد صدري العاري، أستشعر أنفاسه وملمس بشرته الناعم، أنطق "أنا فخور جدا بكَ هانتر"

_

"هل انتهيت أبي؟" هانتر نطق يقف عند ساقي بينما كنت أجلس على المقعد أمام الطاولة في المطبخ أتناول فطوري.

"هانتر دع والدك ينهي طعامه على مهل" جاك نطقت من حيث كانت تقوم بمسح أرضية الردهة، تجعلني أرمي لها نظرة مطولة، أراها في فستان أرجواني قصير، تضع مريولا حول خصرها وشعرها كان على شكل ذيل حصان، تواصل عملها وتجبرني على رسم إبتسامة صافية رغما عني.

عيوني إنخفضت إلى ساقيها بينما أرتشف من كأس عصيري، أنطق "لن أتأخر في العودة رغم ذلك حلوتي"

بذلك القول رأيتُ عيونها ترتفع للأعلى وتثبت بصرها عليّ في حين أرسلتُ لها غمزة سريعة أتابع "إنتظريني"

"إلى أين أنتما ذاهبان أبي؟" تعلّق هانتر بساقي أكثر وتذكرتُ للتو أنه هنا.

حمدا للإله أني لم أقل أكثر من ذلك.

جاك ضحكت بخفة تعطيني نظرة جميلة قبل أن تعود للعمل، في حين لففتُ عنقي أخفض بصري إلى هانتر الذي يطالعني بفضول، ورسمتُ إبتسامة صغيرة على شفاهي أنطق "إلى أرض إنجاب الأطفال"

"آدم! لا تتصرف بسفالة مثل دايتو" هتفت جاكلين بصوت محذر تجعلني أضم شفاهي لداخل فمي وأتبادل النظرات مع هانتر الذي فعل المثل يغطي فمه بيده ويضحك "ستضربك"

"هل سمِعتني؟" أضافت بعدها، ونظفت حلقي آخذ رشفة عصير قبل أن أهتف "أجل حلوتي، كنتُ أحاول إعطاءه فكرة عامة"

عند تلك الكلمات أنا غمزته أرى عدم الفهم في ملامحه لكن رغم ذلك كان يجاريني يضحك معي.

متأكد أنه سيصبح كارثة حقيقية حينما يكبر.

حسنا، وستلاحقه الشرطة كثيرا.

"لا تعطيه أي فكرة، يكفي ما يفعله دايتو" أطلت على المطبخ في حين رفعت يداي بإستسلام "حاضر"

"مالذي أفعله؟" صوته جاء فجأة وطالعتُ خلفي أراه يدلف من الباب دون سابق إنذار رفقة كاتي التي كانت تمسك يد سيتشو ونايومي من كلتا الجهتين.

أخيرا عادت جميلتي من رحلتها في منزل صديقي.

بجانب نايومي كان هناك ميرا، الإبنة الثانية لدايتو ومدللته الصغيرة، تمسك بيد نايومي جيدا لأنها ترفض أن يحملها أي أحد، خصلاتها السوداء القصيرة جدا كانت في حالة فوضى، بينما عيونها المشابهة لخاصة دايتو طالعت الجميع وإتسعت إبتسامتها.

كانت تحب منزلي كثيرا، رغم أنها ما تزال في سنتها الأولى.

"سيتشو" صاح هانتر بسعادة يجعل أنظار صديقه تنتقل ناحيته ثم سرعان ما أفلت يد والدته يهتف بالمقابل بإبتسامة واسعة "هانتر"

"انتظرني" نايومي انضمت إليهما، يأخذ ثلاثتهم بعضهم في حضن كبير.

"أجل هكذا أيها الوسيم" تمتم دايتو يضحك بإستمتاع، يعبر جاك ويمد يده ليبعثر خصلاتها "جاكي شان، كيف حالكِ؟"

"لا تلطخ الأرضية، لقد نظفتها للتو" زفرت بقوة تجعلني أبتسم على ذلك الإنفعال في حين رفع هو يديه بإستسلام "معك حق"

انحنى يخلع حذاءه بعدها وارتدي خفا بسيطا كما الحال مع كاتي التي فعلت نفس الشيء، تقترب من جاك لتعانقها، وفضلت البقاء معها.

"وسيمي هنا" تقدم داي للداخل يفتح ذراعيه ووقفتُ أرمي له إبتسامة أخوية "هنا والآن"

"اشتقت إليك يا رجل" ضحك يجذبني ناحيته، يأخذ كل منا الآخر في عناق أخوي قويّ، أسمعه يتابع "تبدو بحالة جيدة"

"ربما لأني سأهزمك في السباق اليوم" مازحته أضرب كتفه بعدما فصلنا العناق واتخذ كل منا جلسته على واحد من المقاعد.

"هراء! أنا من سيفوز" تحدث يرقص بحاجبيه ويجعلني ألوي شفاهي بتفكير، آخذ رشفة أخرى.

"هراء! أنا سأهزمك" صوت هانتر جعلنا ننظر إليه يطالع سيتشو بإصرار، يتابع "أنا سأكون الأسرع"

"أنا من سيهزمك" سيتشو جادله ونايومي تدخلت تشد كل منهما من شعره "أنا من سيفوز وسآخذ لعب السيارات خاصتكم كلها"

"في أحلامك" صاحا في نفس الوقت، في حين ضحكت ميرا عليهما تصفق بيديها الصغيرتين، وإبتسم دايتو بجانبي ينطق بهدوء "إنهم رائعون"

عيوني تعلقت بخاصته أعقد بصري به، نظرات تحمل مغزى كنا نتبادلها، تحمل الكثير من القصص، من التجارب ومن الذكريات؛ ثم في الثانية التالية رفع يده يجعلني أضربها بخاصتي، أبتسم بهدوء وأنطق "للأبد"

"حتى تشهد الأرض مماتنا" غمزني يميل ناحيتي وطبع قبلة على خدي يضحك "لا تغضب لأجل هذا"

"هذه المرة فقط" ضربتُ كتفه بخفة أشعر حقا أني في الديار، هنا بين كل هذه الأرواح التي باتت تمثل المأوى لي.

"آدم آدم" نايومي ركضت ناحيتي تجعلني أحول إنتباهي لها أرى الجميع أمامي يطالعوني بإهتمام، في حين تابعت هي "أخبرهم من سيفوز، أنا صحيح؟"

"اوه لدينا شخص أناني هنا" دايتو صفر يضحك بخفة وهذا جعلني أبتسم قبل أن أعيد النظر إليها، أعطيها ذراعي وهي سارت ناحيتي لأحملها في حضني؛ مسحتُ على خصلاتها برفق ومررتُ إبهامي على شفاهها بنعومة أنطق "ماذا إتفقنا نايومي؟"

"لكنهما يقولان أني لا أستطيع–––" قاطعتها بضحكة صغيرة "لكني أريد أن أعرف على ماذا إتفقنا؟"

"أننا جميعا واحد" همست تخفض بصرها في حين رأيتُ دايتو يومئ بفخر، ينطق "هذه هي فتاتي"

"وماذا أيضا؟" رفعت حاجبي أبتسم لها، أراها ترمقني بعسليتيها وترمش عدة مرات، لكن قبل أن تتحدث، سبقها هانتر وسيتشو يصيحان معا "الفرد للجماعة والجماعة للفرد"

"كنتُ سأقولها، لماذا قلتماها؟" ملامحها اشتعلت غضبا تجعلني أنفجر ضاحكا مع دايتو الذي ضرب وجهه بخفة.

"دعني سألقنهما درسا" نزلت من حضني تركض ناحيتهما في حين هربا هما يضحكان، وبقت ميرا تراقب الجميع.

فتاة لطيفة وعاقلة.

"ماذا الآن؟" دايتو سأل.

"إلى مضمار ويست"

_

المضمار لم يكن ممتلئا بالكثيرين في هذا الوقت من الصباح، وأغلبهم كانوا يقومون بحركات جديدة لأجل سباقات الليلة.

الجوّ كان غائما لكن منعشا رغم ذلك، وبه لمسة خفيفة من البرودة التي تعدّل المزاج؛ كنتُ أقف أمام سيارتي المرسديس المركونة عند خط البداية بجانب الأودي خاصة دايتو التي جلبها مؤخرا.

"هانتر" هتفتُ إسمه أراه يركض ناحيتي بإبتسامة وحماس يشع من عينيه، وقف أمامي يرفع بصره إليّ يصيح "ستدعني أقود، صحيح أبي؟"

"جاهز يا بطل؟" غمزته أنحني لمستواه وأقدم له مفاتيح السيارة، أتابع "من سنهزم اليوم؟"

"دايتو وكاتي" غمزني بنفس الطريقة التي أفعلها أنا، يجعلني أرمش بذهول من فعلته، فيما ضحك هو يطالع المفاتيح، يشد على شفاهه بإصرار ويتابع "سأكون الأسرع وأصبح ملكَ المضمار"

"ستكون كذلك" وضعتُ يدي على رأسه أبعثر خصلاته وتمنيتُ لو أن جاكلين هنا لترى ما سيحصل، لكنها كعادتها في العمل، وأستطيع تفهّم هذا.

حلوتي بدأت تصبح طبيبة حقيقية وليست مجرد خريجة مستعدة لتعالج شابا مريضا.

إبتسمتُ داخليا على الفكرة، قبل أن أستقيم وأرى دايتو يضع سيتشو فوق سقف السيارة، يخاطبه "سنهزم والدتك وستخبرها أني السيد هنا، إتفقنا؟"

"أجل" هزّ رأسه، لكن دايتو كرر "ماذا ستقول؟"

"أنك السيد هنا"

"فتى مطيع" صفع خده بخفة وإلتفت إليّ يرفع حاجبه "هل السيدة اللطيفة مستعدة؟"

"دائما" مددت شفاهي أرفع حاجباي وأومئ له، في اللحظة التي ظهرت سكايلايت أمامنا بأضواءها الوردية المشعة مع الطلاء الأبيض اللامع الجديد الذي إختارته بمفردها، أغنية أنثوية كانت مرتفعة من داخلها وعجلاتها أصدرت صوتا حادا جعلنا ننظر إليها تنضم إلينا في الإصطفاف عند خط البداية.

زجاج النافذة إنخفض يكشف عن كاتي الجالسة في الداخل في ملابس السباق الجلدية الحمراء، شعرها على شكل ذيل حصان وفي حضنها تجلس نايومي التي ارتدت ملابس مطقمة معها، تنظر إلى الجميع بتحدي والشقراء لفّت عنقها إلينا، ارتفع أحد حاجبيها وتحدثت بإبتسامة بها مسحة مكر وسخرية "من منكما مستعد للخسارة؟"

"لستُ أنا، لديّ رهان سأنفذه معكِ إن فزتُ" دايتو ردّ بإبتسامة مماثلة لخاصتها وكلاهما طالعا بعضهما بنظرات مشتعلة.

"ماذا عنك ريدكاي؟" قالت توجه سؤالها، تجعلني أدخل يداي في جيوب سترتي القطنية السوداء، كنتُ أضع القلنسوة على رأسي تخفي شعري لكن خصلاتي الأمامية المكشوفة تحركت إثر الرياح الخفيفة أومئ لها "سأنفّذ على أرض المضمار"

"لا تنسيا أن إسمي كاثرينا ويست، والمضمار يحمل إسمي"

"سنرى" حركتُ كتفاي ثم تبادل ثلاثتنا النظرات، قبل أن أخفض بصري لهانتر أبتسم له "مستعد يا بطل؟"

"دائما" للمرة الثانية إستخدم نفس الطريقة التي رددتُ بها على دايتو قبل قليل، وقلبي خفق مرتين أرى النظرة التي أعطاني إياها، يومئ لي ويدفع ساقي "هيا أبي"

كان متحمسا للغاية وسرتُ أنا أفتح الباب، أركبُ وآخذ وضعيتي خلف المقود قبل أن أشير له بالتقدم، أنحني لأحمله وأضعه في حضني، صفعتُ الباب بقوة وعدلتُ من وضعية هانتر لكي لا يقع، إنحنيتُ أضع ذقني على كتفه وأهمس بقرب أذنه بينما أطالع الطريق أمامنا "خائف هانتر؟"

رائحة جاك كانت ملتصقة به وهذا جعلني أشعر بكل شيء بي يتسع، خفقاتي ما تزال منقبضة من هذا الشعور القويّ حين إجتمعتُ مع إبني في مقعد واحد لأول مرة على أرض المضمار.

أخذ أنفاسه يبتسم ينظر أمامه ويهزّ رأسه نافيا "كلا، أنتَ معي"

يديه وضعتا على خاصتي، ولا أعلم كيف إستطعت تحمّل موجة المشاعر التي باغتتني إتجاهه.

"صحيح أبي؟" لفّ عنقه ناحيتي يطالعني بإبتسامة نقية واسعة، يتابع "ستنقذني دائما"

إبتسمتُ بهدوء أومئ له، وجهه كان قريبا مني ونظراته كانت أمامي يدعني أغرق فيها، أرد "أجل عزيزي، سأنقذك دائما، أينما كنتَ"

هزة صغيرة من رأسه كانت مملتئة بالإصرار وإلتفت يعيد مطالعة الطريق، يضع يديه بتردد على المقود، وشعرتُ بنبضات قلبه حين إرتفعت يدي إلى صدره يجعلني أبتسم.

تذكرتُ نفسي في أول مرة تسابقتُ فيها، كنتُ خائفا ومتوترا لكني فعلتُها على أية حال.

هانتر يجرب نفس الشعور، لكن في سنّ أصغر وهذا يجعلني أشعر بالفخر.

هذا المخلوق لم يلتحق بالمدرسة بعد، وهذا ما يجعلني أدرك أنه وُلِد للسيارات وللتسابق، وُلِد ليسرع.

"مستعدين؟" أحد المراهقين وقف في المنتصف بإبتسامة يطالعنا جميعا، وهززتُ رأسي حينما نظر إليّ أقوم بتشغيل السيارة، ألف أصابعي حول المقود وآخذ أنفاسي بهدوء وبطئ.

"تذكر هانتر، نحن نتسابق لأننا نستمتع، في كل الحالات نحن الفائزون لأننا حيث ننتمي، صحيح؟"

"أجل أبي" هز رأسه يضغط على بوق السيارة ويضحك بخفة.

"ثلاثة" هتف المراهق وصوت المحركات تعالى، بينما تابع "إثنان"

"أنا معك" أحطته بيدي وجذبته أقرب إلي، ثم في الثانية التالية صرخ المراهق "إنطلاق"

العجلات دارت جميعها، تنطق بسرعة عادية، مما جعلني أنظر للجانب أرى دايتو وكاتي يطالعاني هما أيضا بإبتسامات مشعة.

"أصبح الجميع يعرفون هذه الحيلة إذا" دايتو تحدث يخاطب كلانا، وضحكت كاتي تنطق "نلجأ للطرق القديمة إذا"

"أراكما في النهاية" رميتُ كلماتي وكل منا زاد سرعته للإنطلاق للأمام، ضغطتُ على دواسات الوقود أشعر بها تندفع وتخترق الهواء؛ جسد هانتر عاد للخلف يصرخ بحماس "أبي"

"يعجبك هذا صغيري؟" ضحكت ألفّ المقود للجانب عند المنعطف في اللحظة التي فرملتُ فيها السيارة أجعل العجلات تصدر صوت إحتكاك حاد، في حين عدتُ للإندفاع للأمام أتخطى سيارة دايتو وأهمس لهانتر "هذا يسمى إنسياق"

"إنسياق" كرر كأنه يحفظ الكلمة وإبتسمتُ على ذلك،  أتابع "تريد أن نُسرع عزيزي؟"

"أجل أبي" صاح بحماس يلتفت للجانب ليرى سيكايلايت تقترب منا، لمحتُها أنا أيضا من المرآة وهتف هو بضحكة وحماس "يا إلهي كاتي قادمة، ستمسكنا"

"ليس ريدكاي" غمزته أراه يطالعني بعيون مشعة بالإعجاب وزدتُ السرعة أشعر بالهواء يهبّ بقوة جعلت قلنسوتي تعود للخلف وتكشف خصلاتي التي تطايرت مثل خاصة هانتر، أسمعه يضحك بصوت مرتفع "كأننا نطير"

"نحن نفعل، أغلق عينيك"

"أخشى أن يفوتني كل شيء" قال ذلك وضغط على بوق السيارة يجعلها تصدر صوتا مرتفعا، ضحك مرة أخرى "أبي هل ترى كيف أفعلها؟"

"أجل" هززتُ رأسي له، ثم في اللحظة التالية خففتُ السرعة آخذ يديه وأثبتهما على المقود، أسمع ضرباته ضد صدري، في حين أدخل هو شهيقا قويا يملئ به رئتيه، يسمعني أهمس "سنقود معا لنفوز معا"

لم يرد وكان مسحورا من الشعور، مما جعلني أضحك بخفة، أتابع "تثق بي؟"

"أجل"

"إذا لا تخف ما دمتُ معك"

بتلك الكلمات أنا زدتُ السرعة حين مرت أمامي الأودي خاصة دايتو تتخطاني، تجعلني أضم شفاهي بعزيمة، أضيف "قم بإصطياد دايتو هانتر، هيا"

زدتُ السرعة وأحكمت يداي على خاصته أحرص على ألا نفقد السيطرة.

أثق أن جاكلين ستقتلني إن رأتني أفعل هذا الأمر الخطير معه.

"لا تخبر والدتك حين نعود، اتفقنا؟"

هو لم يرد، كان مشغولا بالطريق التي تندفع ناحيتها السيارة مثل الوحش البالع، وإبتسمتُ على ذلك ألحق دايتو، أراقبه من النافذة وأميل رأسي للجانب "ليس اليوم داي"

"ليس بهذه السهولة آدم" غمزني ورأيتُ سيتشو يعيش نفس الحالة التي كان يختبرها هانتر حاليا، الخضوع لسحر السرعة والهواء والحرية.

تبادلت الأنظار مع دايتو ومرت سكايلايت مثل البرق الخاطف تتخطانا، قبل أن يسرع كل منا يلاحقها.

أطلقت زفرة طويلة ومرتاحة، شعور بالطمأنينة إحتلني على ذلك المقعد، خلف المقود، أمام الطريق وفوق أرض المضمار، الهواء يهبّ بقوة ويطفئ كل حريق بداخلي، رائحة جاك العالقة بهانتر جعلت الإبتسامة رغما تحفر نفسها فوق شفاهي.

إستشعار نبضات صغيري وحماسه جعلني أرغب في بلوغ السماء من السعادة وأقسمت في تلك اللحظة على أن أمضي كل ثانية من حياتي لأجله، أجعله الصديق القريب مني وبئر أسراري؛ وأكون له الأب الذي طالما أردتُه.

كان الإله رحيما بي حينما منحني هذه الفرصة وهذه العائلة، منذ اللحظة التي تمّ إعتقالي فيها وإجباري على الخضوع للعلاج.

هل نرى؟ في النهاية ليس كل ما تُجبِرنا عليه الحياة سيء، ماذا لو لم يكن الطبيب نيكولاي سكارتر هو المسؤول عن حالتي؟ ماذا لو لم تكن جاكلين هي إبنة أخيه؟

أشتاق للكثيرين ممن فقدتهم وما أزال أرسم ملامحهم كل ليلة قبل النوم، ما زالوا يحيون في قلبي وروحي حتى اللقاء.

أما الآن أنا مع الأشخاص الذين واصلوا وسيواصلون معي الطريق.

لذلك أجل، لن أضيع ثانية أخرى في السقوط، وسأقف دائما لأجلهم.

هانتر ريدكاي، الشاب الذي سيكمل ما بدأتُه، يحمل إسمي ويتفوق عليّ، الشاب الذي سيقف أمامي يوما ويبتسم لي مثل رفيق الدرب الدائم.

لديّ ثقة وإيمان في هذا.

"أبي أسرع أرجوك، نحن نتأخر" ترجاني يعيدني للواقع، وإبتسمتُ أزيد السرعة وأنطق بخفوت "نحن الرابحون هانتر"

أجل، سيكون الرابح دائما في نظري، وسأحرص على ذلك ورؤيته بذلك الشكل حتى آخر لحظة من حياتي، حتى تشهد الأرض مماتي.

"قُد هانتر، أسرع ولن تفوتك الحياة" همست له بها، وإحتفظتُ بالجزء الآخر من الجملة لسنوات أخرى من حياته.

قد هانتر، أسرع ولن تفوتك الحياة، لأنها لن تتوقف عندك حين تنكسر بإنتظارها أن ترفعك.

"يا إلهي! نحن نقترب منهم مجددا، أبي هناك منعطف"

ضحكتُ على ذلك، وأمسكتُ جيدا بيديه إستعدادا للوصول إليه ومن ثم لألف المقود معه بالتزامن مع الضغط على الفرامل، أفلتُ واحدة من يداي أجذب عصا ناقل الحركة، وعدتُ أضغط الدواسات، أسمع صرخته الحماسية المليئة بالأدرينالين.

"أنت الأفضل أبي"

الكلمات جعلت صدري على وشك الإنفجار حقا، رأيتُ الطريقة التي ينظر بها إليّ، وفي كل مرة وفي كل مرحلة من مراحل حياته سأكون هناك لأجله.

حتى لو إضطررتُ لإنهاء حياتي في سبيل إنقاذ خاصته.

ما منحني إياه هانتر يستحق أن أقدم ضعفه.

إنها العائلة بعد كل شيء.

_

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

1.5M 117K 52
قصة حقيقة بقلمي الكاتبة زهراء امجد _شال ايدة من حلگي بعد مصاح مروان رجعت كملت جملتي اكرهك انت اناني متحب بس نفسك كأنما معيشنا بسجن مو محاضرة !!! مروا...
34.1K 1.4K 18
ارتشف دمائي ،روحي ...خُذ كل شيء ودعني العب بك كالدميه في النهايه فأنا الملكه هنا والجميع خاضع لي "عَنِدما يجوب الليلُ مُحتلاً سمائنا ستستمتع بصوت ع...
5.5K 508 12
فتاة مهتمة بالفن والموسيقى بحياة هادئة مملة تتحول حياتها بعد ان وقعت في عالم لا تعلم عنه شيءا ...
200K 10.5K 66
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .