سريع

By itsmaribanks

874K 73.6K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

22- مرايا مكسورة

22.2K 1.6K 2.2K
By itsmaribanks

أملتُ رأسي أرخيه على زجاج النافذة أتابع الطريق بينما يتولّى هانتر القيادة، عيوني تابعت المنظر بتعب، تشكّل شفاهي خطّا رفيعا ونظراتي شردت إلى اللامكان.

لم أكن أعلم إلى أين يقوم بإصطحابنا، لكني فقط وافقتُ على مرافقته، لم أكن أرغب في البقاء بمفردي، لستُ معتادة على هذا؛ البكاء والإنصياع لأفكاري المؤرقة، أرغب في أن يتم إشغال ذهني وإبقاءه بعيدا عن كل شيء.

لا أريد أن أقضي وقتا بمفردي، أريد أن يرافقني أحدهم لكي لا أشعر أن العالم ينهشني ويقوم بإلتهامي.

أنا خائفة.

خائفة من أن أكبر، أن أعاني وتتوالى عليّ الأفكار، ولا أرغب سوى في البقاء طليقة، حرّة أفعل ما أشاء.

الأمور لم تعد تسير على هذا المنوال، الأمور أصبحت تؤلم، وهانتر بإمكانه إلهائي.

أجل، يمكنه ذلك.

تحركت مقلتاي ناحيته ألقي عليه نظرة جانبية، يد واحد تتولى القيادة، بينما ذراعه الأخرى مثنية تستقرّ على إطار النافذة، عيونه كانت للأمام تركّز على الطريق ثم سرعان ما نقلها ناحيتي حين شعر بنظراتي عليه، يجعلني بذلك أبعد بصري عنه، أعود للتحديق للخارج عبر النافذة.

شعور بالغرابة إحتلني ولم يعجبني كونه رأى إنهياري.

"ماذا هناك؟" تحدث يقطع الصمت فجأة، صوته هادئ ونبرته احتوت لمحة من الإهتمام جعلت شيئا ما بداخلي يتحرك؛ لا أعلم أين ولا كيف، لكن شيئ ما بداخلي تفاعل مع صوت هانتر.

لم أعد أستطيع مقاومة هذا، لم تعد لدّي أي قدرة حتى أتخذ حذري منه.

ليس اليوم.

"لا شيء" قلتُها بصوت منخفض قليلا، أتابع بعدها "كنتُ أتساءل كيف وافق سيتشو على منحك سيارته؟"

دققتُ عنقي قليلا ناحيته أرمي عيوني عليه أرى نظراته الموجهة إليّ وفي نفس الوقت ذراعه تعمل عملها على المقود والحفاظ على مسار السيارة.

افترقت شفاهه على وشك الحديث في اللحظة التي سعل فيها بخفة، يجعل حاجبي يرتفع، إبتسم يطالعني ونطق "سيتشو صديقي بعد كل ش--"

توقف يسعل مجددا، لكن هذه المرة كانت أقوى، وفعلها لعدة مرات متتالية، يده المستقرة على النافذة اندفعت تمسك بالمقود بينما الأخرى أخذت طريقها نحو فمه يقوم بتكوير أصابعه وتقريب قبضته من شفاهه يسعل هناك، يجعلني بذلك أميل ناحيته ومددتُ يدي أضرب ظهره بخفة.

"هل أنتَ بخير؟" ارتفع حاجبي أبادل بصري بينه وبين الطريق، ولاحظتُ الطريقة التي ارتفعت بها ساقه عن دواسات الوقود يقوم بتخفيف السرعة، إبتسم يرفع رأسه لي، يومئ وينطق "نزلة برد"

ماذا؟

رمشتُ أتذكر ما حصل آخر مرّة، في حين تابع هو يسعل لمرة أخيرة وإبتسم يغمزني "يبدو أن لديك مناعة جيدة حقا فراشة"

كلماته جعلتني أدفع كتفه بعيدا عني وعدتُ لمكاني أعقد ذراعاي على صدري، أراقب الطريق من جديد، أسمعه يضحك بخفة، ويتابع "كان هذا مديحا بالمناسبة"

"لستَ بارعا في هذا" عبرتُ أبتسم بسخرية ورميتُ نظرة عليه أرى أن إبتسامته ما تزال على وجهه.

"حسنا، هناك أشياء أخرى أنا بارع بها" هزّ كتفيه وأمسك بالمقود بكلتا يديه ينقر عليه بإبهاميه، ساقه تحركت وضغطت قدمه على دواسات الوقود يزيد السرعة، أعاد ظهره للوراء ويديه إنخفضتا لأسفل المقود يلوي شفاهه بإستمتاع بينما يلفه بسلاسة، يتابع "كالسرعة مثلا"

تضخّم شيء في صدري، نيران ألهبتني وشعرتُ بالرغبة تنمو في داخلي، الحرارة ملأتني، عيوني كانت ترى الطرقات تمر بالتصوير السريع، سريع جدا.

تنقلت نظراتي في كل مكان، أيدي هانتر، ساقيه، وجهه المرتخي، الطريق أمامنا وتخطينا للسيارات.

كان يذهب لمكان ما ولم أكن أعلم أين، لأنه لم يكن إتجاه مضمار ويست.

لم أرغب في أن أسأله، شيء ما بدأ يحكني في يداي وساقاي.

أرغب بأن أسرع أنا أيضا.

"صحيح فراشتي؟" بهدوء لفّ عنقه لا يشعر أبدا بالقلق بشأن أي شيء، إبتسامة جانبية نمت على طرف شفاهه يغمزني "نحن وُلِدنا لنسرع فقط، أنا وأنتِ"

أنا وأنتِ؟

أنا وهو؟

هانتر وأنا؟

إبتلعت أتأمل كلماته، أرمش وأحاول أن أفهم إن كان يقولها لمقصد ما.

كانت عيونه عليّ وإرتفعت إبتسامته الجانبية أكثر كأنه ربِح للتو في منافسة كان واثق فيها، صوت أنفاسه خرج مسموعا حين إبتسم تخرج تلك الأنفاس من أنفه، وتحركت ساقه يضغط على الدواسات يعيد عينيه إلى الطريق.

يده انزلقت يجذب ناقل الحركة، ولفّ المقود يبتعد من خلف إحدى السيارات يأخذ الجهة اليمنى الممهدة والفارغة، ومن ثم دفع الناقل للمرة الثانية يضغط على الدواسات ويزيد السرعة للأمام يتخطى السيارة.

عيوني كانت تنتقل بين حركاته، سرعته وحركة السيارة السلِسة.

أردتُ ذلك.

"أين نحن ذاهبان؟" رميتُ سؤالي أبتلع، كان لديّ الكثير لأقوله وأسأله عنه.

أردت معرفة معنى ما قاله لأمي، سؤاله عن الكثير، كان لدي جعبة حقا.

لكني أردتُ فقط الإلهاء، أردتُ أن أنسى نفسي، هويتي، وأين أنتمي.

لأني أنتمي للطريق والسيارة.

"إلى مملكة تحبينها للغاية فراشتي" تحدث بإستمتاع وواحدة من ذراعيه أفلتت المقود يعيدها على إطار النافذة عندما لفّه بالثانية يضحك بصوت مرتفع، يطلق صرخة بعدها وهتف "أحبّ هذا"

إبتسامة صغيرة ارتسمت رغما عني على شفاهي، ولففت عنقي أدير وجهي إلى النافذة من جهتي أرى كل شيء يتحرك بسرعة في اللحظة التي رأيتُ فيها الوجه الأنثوي الحاد المطلّ من سيارة الشرطة التي كانت تسير بجانبنا، ووقع قلبي على النظرات الشديدة الصادرة عن الشرطية.

"هانتر ريدكاي، اركن السيارة حالا" صرخت من خلال المكبر واهتز جسدي لوهلة بفزع من الصوت الخشن والحاد المباغت.

هانتر زفر بقوة خلفي يتمتم "ديبي؟"

كانت إمرأة ثلاثينية، ببشرة سمراء فاتحة، وجه ممتلئ، عيون سوداء قاتمة تحيطهما بالكحل، شفاه ممتلئة، وأنف صغير، شعرها كان معقوص للأعلى تحت قبعتها.

كانت ذلك النوع من الشرطة الذي سيلاحقك حتى في أحلامك ولن يشعر بالملل منك.

هذه هي ديبي إذا.

"ٱركن السيارة" تابعت من خلال المكبر وقادت السيارة للأمام تسير بمحاذاتنا وبالموازاة معنا، عيونها كانت تصدر شرارات حادة لكلينا وسرعان ما لففت وجهي إلى هانتر بقلق أراه يبتسم لها ويبدو مستمتعا بإغظاتها.

كان ينجح في ذلك حقا.

"وإلا ماذا ديب-ديبي؟"

ديب ديبي؟

إسم جميل؛ أعترف بهذا، لكنه لا يليق بها.

"هذا آخر إنذار، سأضطر لثقب إطارات سيارتك" قالت ويدها ارتفعت أمامها تحمل المسدس.

هذه مجنونة، وسيتشو حتما لن يعجبه الوضع.

"أمسكي بي إن استطعتِ ديب ديبي جميلتي" غمزها، ثم هتف مباشرة "تشبثي فراشتي"

بتلك الكلمات هو لم يمنحني أي لحظة للتحكم بنفسي، ثم بسرعة ضغط على الدواسات.

السيارة إندفعت تخترق الهواء وهنا بدأ قلبي يطرب للشعور الذي عمّني فجأة، خاصة مع النوافذ المفتوحة والهواء البارد المنعش الذي يتسرب بدفعات قوية للداخل يلفح وجوهنا.

"هانتر ريدكاي لن تنجو مني" صوتها خرج مهددا صارخا به من خلال المكبر، ورميتُ أنا بصري من المرآة الخارجية أرى سيارتها تندفع للأمام.

اللعنة! هل هذه شرطية حتى؟

"هي تقترب منا؟ هل الشرطة سريعة؟" تمتمت بفم مفتوح وقليل من القلق احتلّ صوتي، أرى هانتر يطالعني بحاجب مرفوع للحظات قبل أن يلقي نظرة على المرآة هو الآخر، وشتم تحت أنفاسه يزيد السرعة، ينطق "نسيتُ إخبارك أن ديبي متسابقة أيضا"

ماذا؟

انقعد حاجباي أشعر بالإنزعاج. "متسابقة وتريد القبض علينا؟"

"إنها الشرطة بعد كل شيء" حرك كتفيه وإبتسم لي "ما رأيكِ أن تأتي فراشتي لنقوم بالحيلة المفضلة لديك؟"

"مالذي تتحدث عنه؟" رميت سؤالي بغير فهم عندما إلتفت للوراء حيث المقاعد الخلفية ومباشرة اتسعت إبتسامته.

فعلتُ المثل أدق عنقي للخلف حينما فتحت عيوني بصدمة أرى عبوّات النيتروس الموجودة هناك.

هل يعلم سيتشو بشأنها؟

"ما هذا؟" هتفت بغير فهم، وضحك هانتر يعيد بصره على الطريق "منقذي من الدودج تشارجر التي تلاحقنا بها"

"ريدكاي توقف" الصوت الحاد الصادر عن مكبّرها سبب لي الازعاج قبل أن يخفق قلبي بقوة على صوت الطلق الناري الذي ضرب الهيكل فجأة.

إلهي!

"تبا" شتم هانتر ويده ضربت المقود قبل أن يخرج رأسه ونصف جسده من السيارة يبقي ذراع واحدة تتولى التحكم في المقود الذي كان يهتز.

"تبا لكِ ديبي" صرخ بصوت صاخب يرفع أصبعه الأوسط بإنزعاج، وتابع "هذه ليست حتى سيارتي"

"انتبه!" خرجت مني فزعة وملتُ للجانب بسرعة أقترب منه وأمد ذراعاي إلى المقود ألفه لجهة اليمين وأتخطى سيارة كانت قادمة بإتجاهنا.

"أين كنا؟" هانتر عاد للداخل بأنفاس متسارعة يعود للتحكم في المقود، ونطق هذه المرة بجدية "اسحبي واحدة من العبوات كلوفر"

قال كلوفر، هذا يعني أن الأمر جاد.

"ماذا؟" رمشتُ بغير فهم، وزفر هو يسحب الناقل ويلف المقود للجانب الأيمن كي يعيق طريقها.

"اسحبي واحد من أنابيب العبوات وإفتحيه، لا تقلقي هي موصولة بالمحرك، هيا"

عيوني تتبعت المسار الذي كان يمرّ تحت الكراسي، ولم يكن أمامي سوى تنفيذ ما طلبه مني، لذا بسرعة أنا جذبتُ واحدا من الأنابيب الرفيعة ومددتُ يدي أضغط على الزر وأحرّر ضخّة واحدة من الغاز.

السيارة اندفعت بعدها للأمام فجأة تجعل جسدي يتحرك يمينا وشمالا، في حين نطق هانتر بإبتسامة "أحسنتِ، هيا واحدة أخرى"

"ألن تحترق؟" بدوتُ قلقة حقا، خاصة بعدما حصل مع سيارة جوني آخر مرة، لكن هانتر اكتفى بهزة من رأسه "ستحترق عندما تقودينها أنتِ"

اللعنة عليه!

ضغطت أسناني بغيظ وحرّرتُ ضخة أخرى من النيتروس أرى هانتر يتولى التحكم في السيارة وتخطي ما كان أمامنا بكل راحة.

"لقد ابتعدت" قلت بعدما لاحظت إختفاءها عن الأنظار، في حين تحدث هانتر "لقد أشرتُ لها بأصبعي، متأكد ستقلب كل أرجاء كاليفورنيا لتجدني"

أنهى كلماته بإبتسامة وحقا كان مستمتعا، يجعلني بذلك أرفع حاجبي، أنطق "ألا تخشى الشرطة؟"

"الشرطة؟" ناظرني بخفة من زاوية عينه قبل أن يعيد تثبيت بصره على الطريق، يحرك رأسه بخفة ويتابع "بحقك! الشرطة أصدقائي، نحن نلعب فقط"

بذلك القول هو عضّ شفته السفلية ومن ثمّ حررها يوسّع إبتسامته، ولم أستطع أنا إبعاد عيناي عنه، عن شفاهه.

تسللت الكلمات مني "تستمتع بهذا؟"

"الحياة قصيرة" هزّ كتفيه وخفّت سرعة السيارة قليلا مما جعلني أدرك أن مفعول الضخة زال.

هانتر لفّ المقود لليسار يأخذ طريقا متفرعا عن الشارع الذي كنا به، يتابع "قد يباغتني الموت في أية لحظة، لماذا عليّ إضاعة سنين شبابي في إنتظار شيء إن كان بإمكاني فقط الإسراع؟"

لوى شفاهه وحركة فكّه جعلتني أشعر بدغدغة في معدتي، خاصة عندما تحركت بنيّتيه إلي بطريقة ناعسة يبتسم لي "ألا تعتقدين ذلك فراشة؟"

حرارة.

حرارة كانت تبدأ في الإرتفاع في وجنتيّ، وزممتُ شفاهي أناظره، أرى بصره مركّز عليّ، يده تلفّ المقود للجانب، دون أن إلقاء نظرة واحدة على الطّريق.

"أن علينا الإسراع بقدر إستطاعتنا كي لا تفوتنا الحياة بسرعتها؟" قال ذلك وعيوني إنخفضت إلى فخذيه بسبب حركة ساقيه، أرى واحدة ترتفع قليلا وقدمه ضغطت على دواسات الوقود يزيد السرعة.

"معك حق" قلتُ كلماتي وأدركتُ أخيرا أن الطريق التي كنا بها هادئة، لا بنايات سوى قليل منها ومساحة الاسفلت على الأرض أصبحت أوسع، لكن لا وجود لأي سيارات.

إبتلعت؛ كان مكانا جديدا، لكني رغم ذلك لم أقلق، لا أعلم لماذا لديّ هذه الثقة به.

لم يخيّب ظني مطلقا من قبل.

"أسرعي إذا ولا تحملي همّ شيء آخر" كلماته رنّت في أذنيّ وإعتدل في جلسته يعيد بصره على الطريق، ذراعيه كلتاهما ممتدتان إلى المقود وأصابعه إلتفت بحركة مثالية حوله.

كان يتجهز لشيء ما.

"هل عليّ القلق الآن؟" رميتُ سؤالي وضحك بصوت مسموع حتى بدأ يسعل تختلط تلك القهقهات بسعاله، لكنه رغم ذلك ظلّ مركزا على الطريق.

هو حتما مريض.

"قليلا فقط فراشتي، سأصطحبك للنعيم، مستعدة؟" غمزني بلفة سريعة من عنقه وقبل أن يتسنى لي الوقت لهضم كلماته أنا رأيتُه يسحب هاتفه من جيبه، يفتحه ويشكل رقم أحدهم قبل أن يقربه من أذنه، ثم مباشرة هو تحدث "أنا قادم"

مهلا! هاتفه لم يغرق مع السيارة؟

السرعة التي إندفع بها للأمام لم تسمح لي بطرح كل تلك التساؤلات ولا الحصول على إجابتي، لأن الشيء التالي الذي رأيته التصوير السريع المزدوج للطريق.

عيوني تحولت مباشرة للأمام، ولمحتُ قبالتنا مدخل لموقف سيارات تحت أرضي.

لماذا نحن ذاهبان إلى موقف سيارات تحت أرضي؟

إبتلعت ألفّ عنقي إليه، افترقت شفاهي على وشك أن أقول شيء ما أو أسأله، أو حتى ألعنه، لكنه منعني يغمزني ويمرر لسانه على شفته العلوية بخفة، ينطق بعد أن أعاد هاتفه لجيبه "ضخّة أخرى بعد فراشتي، هيا"

"أين نحن ذاهبان؟"

"هيا فراشتي"

يدي تحركت بشكل لا إرادي أمسك بطرف الأنبوب الرفيع، وضغطت على الزر أرسل ضخة نيتروس أخرى كما طلب مني تماما.

حينها فقط عاد جسدي للوراء وكذلك خاصة هانتر حين صرخ بصوت حماسي يقدم شفاهه للأمام بإستمتاع، يهتف بصوت مرتفع "أنتِ حقا تعجبينني فراشة، أوه حتما تفعلين"

ماذا؟

رمشتُ وانفراجة تشكلت بين شفاهي أرى أنه يعي نظراتي عليه لكنه فقط لا يقوم بمطالعتي، عيونه على الطريق ويمرّ بحالة إنتشاء قوية.

ضرباتي تسارعت، الإحساس تضاعف جدا، جلدي إقشعر وصولا لوجهي وجفّ حلقي أرى السيارة تلتفّ للجانب الأيسر، بحركة افعوانية تعود للجانب الأيمن، يتحرك زاحفا على الأرض، يديه تلعبان بالمقود جيدا وبمهارة جعلت بطني تنقبض.

يبتلع الطريق مثل وحش.

كان أمهر مني، وقيادته منظمة أفضل من قيادتي.

أتساءل كيف هزمته من قبل، لأن هانتر الذي يقود أمامي لا يبدو أنه يهزم.

خاصة أنه هزم آدم ريدكاي.

هل كان يسمح لي بالفوز؟

تبا!

"وها نحن ذا" هتف بصوت عالي ودخلنا الموقف التحت أرضي الذي كان مظلما، وبدى مهجورا.

لا، لقد كان حقا مهجورا منذ زمن.

هانتر شغّل الأضواء الأمامية يقود بداخله، وفي تلك الأثناء تنامى إلى سمعى أصوات موسيقى قادمة من مكان ما، كانت منخفضة مما يدلّ أنها بعيدة.

عيوني إتسعت أرى أننا كنا نتقدم نحو مدخل مظلم بسرعة كبيرة، ثم باللحظة التالية إنخفضت السيارة للأسفل تنزلق على أرض ملساء مائلة وتهبط.

شفاهي افترقت يقع فكّي على الأرض بذهول أرى أننا دخلنا طريقا تحت الأرض وعندها فقط زاد ذهولي على أصوات الهتاف، السيارات، الأغاني والتصفيرات.

ماذا؟

هو نطق "أهلا بكِ في نعيم ريدكاي فراشة"

قلبي خفق مرتين بقوة يهزّ صدري بحماس مرتفع، ورمشتُ أتأمل ما أراه أمامي؛ الأضواء المنتشرة والطرقات الممهدة تحت الأرض؛ الحشود والسيارات الكثيرة.

اللعنة! أين نحن؟

الوجوه؛ الوجوه كان بعضهما مألوفا لي لأني كنتُ أراهم في مضمار ويست كثيرا.

والآن هم هنا؟

مهلا لحظة!

لففتُ عنقي ناحية هانتر الذي خفف سرعته يقود السيارة بهدوء، ونطقتُ "هل نحن في مضمار ريدكاي التحت أرضي؟"

إبتسم وأشار بعينيه للخلف يرفع حاجبيه، يجعلني ألتفت بإستنكار وعندها رأيتُ الإسم الذي تكرر على الجدران القديمة بخطوط يدوية متنوعة كتِب عليها 'ريدكاي' بكل الأحجام والأشكال.

"لكن كيف؟ المدخل كان في ويست" رمشتُ أحاول أن أفهم ما معنى هذا، عندما أجابني هانتر يغمزني "هناك الكثير لا تعرفيه عني عزيزتي، مضماري لديه عدة مداخل"

إنحنى يقرب جسده ناحيتي ورائحته هاجمت أنفي لكني لم أتحرك من مكاني، أردتُ أن أظل هناك وأرى ما يحصل.

خدّه لامس خاصتي بخفة تمرّ بشرته عليّ، وهمس بقرب أذني بصوت خفيض تسرّب إلى عقلي "هم يسيرون فوق المدينة وأنا أسرع تحتها، هناك فرق بين من يمشي ومن يفعل مثلي"

شعر جلدي وقف وقشعريرة هزت كياني تضرب كلماته كل جوانب ذهني، وهو إبتعد عني قليلا لكن ظلّ وجهه قريبا من خاصتي يعقد بصره بي وينطق "تعلمين هذا فراشة، عندما تضيّق الحياة علينا الخناق ماذا نفعل؟"

مدّ ذراعه يلف أصابعه حول معصمي وجذب يدي ناحيته يلمسني بخفة، يخفض بصره إليها ويتابع "نرمي الحجارة ونبكي"

ومن ثم هو جذبني أقرب بحيث مال جسدي إليه وهانتر وضع يدي على المقود يتابع "أو ندخل مضمار تحت أرضي ونتسابق"

ارتجفتُ تحت لمسته، وهذا شيء لا أفعله أنا كل يوم.

لا أفعله كل مرة.

"نت--نتسابق؟" كررتُ بعده بنبرة تساؤلية لا أقدر على فهم ما حلّ بي، ويدي الأخرى إمتدت تلتف أصابعها على المقود، في حين إبتسم هو ينزاح قليلا عن المقعد "انضمي لي فراشة، ما رأيكِ؟"

"مالذي سنفعله؟" كنتُ ما أزال على نفس وضعيتي أرمش وأطالعه.

النظرة التي منحها لي كانت شديدة، تلمع مثل عيون القطّ وبها طيف مكر لاح فيهما، إبتسامته كعادتها موجودة هناك ونطق "مستعدة فراشتي لنقوم بأول سباق مشترك لنا؟"

سأتسابق أنا وهانتر معا؟ أنا وهو في نفس الفريق؟

انضغطت معدتي على الفكرة أشعر بدغدغة بسيطة بها؛ في حين كانت إجابتي عبارة عن نظرات أسلطها عليه.

هذا اليوم يزداد غرابة.

_

الطريق كانت ممهدة أمامنا لكن في نهايتها القريبة كان هناك إنعطاف وتليه عدة انعطافات أخرى تقتضي إستخدام أسلوب الإنسياق السريع.

كنتُ أقف أمام صفّ السيارات بجانب سيارة سيتشو وكان هانتر معي يطالع الطريق هو الآخر.

"راهنتُ بالسيارة" نطق بهدوء يعقد ذراعيه على صدره وعيونه ركزت على المنافس الذي اقترب بسيارة جي تي ار سكايلاين زرقاء بخطوط سوداء تزين أطرافها، العجلات كانت تومض بأضواء تحيط مركزها ونظراتي وقعت على الجميلة المثيرة تدور عجلاتها الجذابة وتتجه إلى خطّ الإنطلاق.

عيوني إتسعت من الطريقة التي تشع بها، ورمقتُ السائقة التي كانت بها، شعر بني معقوص على شكل ذيل حصان مرتفع للأعلى، عيون خضراء تشبه خاصتي في درجة لونها الداكنة وشفاه ممتلئة تزينها إبتسامة واثقة.

كانت ترتدي سترة سباق زرقاء فوق فستان أبيض يظهر أعلى صدرها ولم أرى أكثر من ذلك بسبب أنها كانت في الداخل.

تبا! كانت مثلي.

"نسختكِ أفضل، أنتِ المفضلة لديّ فراشة" همس هانتر خلف أذني وإلتفتت إليه أطالعه أرى أنه يثبت بصره على تلك الفتاة التي على وشك التسابق معنا.

إبتلعتُ ولا أعلم لماذا شعرتُ فجأة بكل ثقتي تختفي، شعور باغتني بأن الجميع هنا أفضل مني بكثير.

أين جوني؟

أريد جوني الذي يخبرني أن كل شيء على ما يرام.

"لا أريد هذا" نطقتها بخفوت أجذب أنظاره إليّ، وطالعني هو بحاجب مرفوع، في حين تابعتُ أشعر بتورّد وجنتاي "لا تستطيع أن تراهن بسيارة صديقك بهذه السهولة، ستكلّفه الكثير من الخسائر"

"من قال أني سأخسر السيارة؟" تحرك يأخذ وقفته أمامي.

"كيف لكَ أن تعلم؟ لا يمكنك الجزم" حركتُ رأسي بنفيّ ومباشرة رمى كلماته بوجهي بهدوء "لأني أثق بقدراتك"

للمرة الثانية هذا اليوم، قلبي خفق بقوة هزته، وفجأة لم أعلم ما عليّ قوله، بدلا من ذلك وجدت نفسي أطالعه، وتابع هو يتقدم مني، "ألستِ أنتِ من قام بتحطيم رقمي القياسي في السرعة فراشة؟ أكثر من مرة"

"كنتَ تسمح لي بهذا، قدراتك التي رأيتُها قبل قليل تثبت على أنك شخص---"

قاطعني يتجاهل كلماتي الأخيرة ويتابع الحديث "إليكِ الأمر بشأن متسابقي مضمار ويست--"

عيوني راقبته تتعلق به وكانت نظراته تمتلئ بالحماس، متأهبة ومستعدة.

لأجلي أنا؟

هو تابع "لا يخسرون، وهم الأفضل، إن تحطموا تحت سياراتهم، إن قادوا بعصابة على أعينهم وحتى إن دمّروا كل سيارة يجلسون خلف مقودها"

خفقة، خفقتين، وإرتجافة حركتني، لا أعلم ما هو شعوري الآن، لا أفهم مالذي أفكر به ولا أين تأخذ هذه الأفكار في عقلي مسارها، لكني أردتُ الإستماع أكثر إليه؛ أردته أن يخبرني المزيد.

إبتلعت عيوني ذلك اللون البنيّ الجميل في خاصته ورمشتُ بضع مرات، أردتُ أن أفهم ما معنى تلك النظرات به.

أرغب بهذا جدا.

"سنتسابق" قلتها ببطئ، وبعيون جراء ما تزال متعلقة بخاصته، أنا تابعتُ "أنا وأنت"

هانتر أومأ يرمي نظرة خاطفة ناحية الفتاة يبتسم بجانبية جعلتني ألتفت للنظر إليها تجلس في مقعدها، يديها على المقود وأظافرها الجميلة ظهرت بشكل واضح مطلية بلون أحمر.

كانت تتبادل النظرات معه، تتحرك شفاهها ويبدو أنها تقوم بمضغ قطعة علكة في فمها، تبتسم له بإتساع، شيء ما بها يوحي بالخطر ويهددني.

لماذا تبتسم له؟

"بإنتظارك ريدكاي" خاطبته تميل رأسها براحة للجانب قليلا ولم أستطع رؤية تعابيره لأن عيوني كانت عليها تبتسم له كأن شفاهها شمس مشعّة.

اللعنة على هذا! جميع الفتيات تمتلكن شفاه، ليس وكأننا كائنات فضائية.

حتى الكائنات الفضائية لديها شفاه أيضا.

والضفادع.

"هل ترين فراشة؟ تلك السيارة الزرقاء أمامك تريدكِ أن تقوديها، يجب عليكِ إمتلاكها، إنها لكِ" صوته كان هامسا بقرب أذني جعلني أقشعر، ومن نبرته أدركتُ أنه كان يبتسم بمكر كأنه يخطط لشيء ما.

تلك السيارة ملكي. تكررت الجملة في ذهني.

"تلك السيارة تريدني أن أقودها" أنا نطقت خلفه وتحرك يقف بجانبي، يضع يده على كتفي وتحدث بثقة "اجعليها ملكك، مضماري ملكك أحرقي طرقه إن أردتِ"

ارتفع حاجباي بذهول أشعر بحرارة وجنتاي، معدتي انقبضت بشعور جميل، وبحركة لا إرادية أنا لففتُ عنقي أرفع بصري ناحيته حين رأيتُ إبتسامته الموجهة إليّ، ومن ثم رفع قبضته في الهواء يقربها مني ويغمزني "فريق واحد؟"

هل هذا هو هانتر ريدكاي الذي أعرفه؟

لماذا أصبح فجأة بشبه آدم ريدكاي؟

لم أمنع تلك الإبتسامة الخافتة من الظهور على شفاهي أشعر بشيء دافئ في صدري يمتلئ هناك، إبتلعت وهززتُ رأسي اضرب قبضتي بخاصته "أجل"

"هيا لنحضر سيارتك إذا فراشة" سبقني ناحية باب الأودي خاصة سيتشو، قبل أن يتوقف فجأة ويطالعني من فوق كتفه بإبتسامة مستمتعة "سأكون مقعدكِ أيضا"

"ماذا؟"

صحيح، هذا هو هانتر ريدكاي الذي أعرفه.

_

"مستعدين؟"

الصوت نادانا وضرباتي تسارعت ألف أصابعي وأحكم إمساكي بالمقود؛ جلوس هانتر خلفي زاد توتري ولا أعلم لماذا أفعل هذا الآن.

لماذا أجلس فوق ساقيه الآن؟ على أحدنا أن يقود فقط.

كان من المفترض أن أعود للمنزل، أدخل غرفتي وأواصل البكاء.

لكني فتاة لا تبكي ولا ترقص.

أنا أسرع فقط.

"فريق واحد فراشة، تتذكرين؟" نطق خلفي بهدوء ورأيتُ يده تمتد للأمام بجانبي يضعها على المقود.

"ثلاثة" صاح الشاب الأشقر في الوسط بإبتسامة حماسية يرفع ثلاثة من أصابعه ثم خفض واحدا وتابع "إثنان"

تبا تبا تبا! أنا متوترة.

"أنتِ سريعة" هانتر همس.

اللعنة بوتو! اخرس. لا ينقصني هذا التوتر.

أعلم أني سريعة، لكن دائما هناك من يفوقك بعدة خطوات، هناك دائما شخص يجيد التعامل مع شيء تراه أنت ثغرة قد تسقطك.

"إنطلاق!"

الصافرات ارتفعت وكذلك الهتافات، أصوات المحركات والمفرقعات، كما هو الحال مع الموسيقى.

جسدي اهتز يرتجف لكني لم أتحرك، شعرتُ بتصلّب عضلاتي وعيوني رأت السكايلاين تندفع للأمام وتنطلق على الطريق بينما كانت الأصوات المتذمرة والمستغربة تصل مسامعي.

نبضاتي كانت قوية، وصلت إلى طبلة أذني وضاق نفسي يتشكل العرق على جبيني وعمودي الفقري.

"مالذي تنتظرينه؟" هانتر تحدث وعيوني كانت على السيارة الزرقاء تبتعد عني.

أوه تبا! مالذي فعلتُه؟

سيارة سيتشو.

"كلوفر؟" هانتر أضاف يضع يده على كتفي لكني ظللتُ متصلبة.

لماذا أنا خائفة؟ الخسارة؟

الجميع يخسر عادة.

هانتر راهن على سيارة صديقه؛ وسيخسر سيتشو سيارته بسببي.

تماما مثلما خسر جوني سيارته، وكذلك هانتر فعل، بسببي فقط.

أنا فقط.

كلا! لا يجب أن يخسر ألبرت تاكاهاشي الأودي خاصته، لأني أيضا سريعة مهما بلغ المنافس سرعته.

رفعتُ عيوني إلى الشاشة التي تعد الوقت ولمحت الخمسة عشر ثانية الأولى قد انقضت بالفعل.

الشيء التالي الذي استوعبته هو إندفاع السيارة للأمام وحركة جسم هانتر خلفي جعلتني أدرك أنه بدأ القيادة.

تسارعت ضرباتي أكثر أشعر بإندفاع الأدرينالين، دفعاته كانت مثل ضخات النيتروس، تلهب صدري كما يفعل هو مع المحرّك، وتزيد عمل دماغي مثلما تفعل العجلات.

"دع الأمر لي" هتفت أقبض على المقود، وهانتر أبعد ذراعيه عنه "إنها لكِ، هيا"

لم تكن الفتاة قد إبتعدت كثيرا، والطريق أمامي كانت ممهدة، زممتُ شفاهي أتمتم تحت أنفاسي المنضغطة "دواسات الوقود"

ساقه تحركت تحتي ونطق بإبتسامة "تحت أمركِ، ألهبي مضماري"

صحيح؛ سألهب مضمار ريدكاي مثلما فعلتُ مع ويست.

أفعل ذلك مرارا وتكرارا لأنها أنا.

نعم حطمتُ سيارة أحدهم، أحرقت سيارة الثاني، وأغرقتُ سيارة الثالث.

لكني الليلة سأفوز لأمتلك سيارتي الخاصة.

الإنعطافة ظهرت أمامنا بينما نقترب منها، وهانتر همس يحسب الثواني تحت أنفاسه.

ضرباتي ما تزال تهزني لكني أردتُ التركيز، ثم باللحظة التالية تحركت ساقه تحتي يضغط على المكابح ويهتف "الآن كلوفر"

اسمي بدى مكرهبا بصوته في تلك اللحظة أنا لففتُ المقود للجانب الأيسر بقوة جعلت جسدي يميل هو الآخر ناحية النافذة، قبل أن أرى ذراعه تمتد إلى ناقل الحركة يجذبه، وساقه بعدها تحركت مرة أخرى يضغط على دواسات الوقود.

سيطرتُ أنا على المقود أحافظ على السيارة، ورأيتُ مؤخرة الجميلة الزرقاء تظهر أمامي لكن رغم ذلك كان ما يزال هناك مسافة فاصلة بيننا.

"أسرع" همستُ له وتحركت ساقه قليلا يضغط على الدواسات، يده عبثت في الناقل، ولففت المقود آخذ الجانب الأيمن وأمحو بعض المسافة بيننا.

"لديها عزم دوران أعلى ساعدها في البداية، الآن هي تعتمد على القدرة الحصانية للسيارة"

تحدث هانتر يشرح وإبتلعتُ ريقي.

لقد كانت تتفوق علينا.

هو تابع "لا تستخدم أي شاحن توربيني لكن المحرك جيد"

"مالحلّ إذا؟ هل أصدمها؟" نطقتُ بإنفعال لا أبعد بصري عنها، أرى أنها تعيق طريقنا.

تبا!

"احتفظي بالسرعة القصوى الآن وقومي بمناورة عادية، ترصيص عجلاتها الخلفية ليس جيدا كما يبدو أنها مغلقة"

كان ينطق بهدوء وعيوني إنتقلت إلى الإطارات الخلفية أحاول ملاحظة ما يتحدث عنه، ومن خلال الإرتجاجة التي قامت بها سيارتها علمتُ ما يتحدث عنه.

هو تابع "نقترب من منعطف إنسياقي، لن تساعدها تلك العجلات كثيرا"

شرح لي ولففتُ وجهي ناحيته من الفكرة التي لمعت بذهنه في حين واجهني هو بإبتسامة ينطق "مستعدة فراشة؟"

"الآن فهمت لماذا يناديك الجميع بملك المضمار" رميتُ كلماتي أسمع ضحكته لكني سرعان ما أدرت وجهي للجهة الأخرى أتجنب نظراته لي.

سعال آخر إحتلّه وظهر أمامنا المنعطف، يجعلني أبتلع، "نحن نقترب"

"للأمام--" توقف وواصل السعال مرة أخرى في حين تحركت ساقه تحتي على دواسات الوقود يقترب من المنعطف، الدماء ضُخّت في عروقي مثل المياه الراكضة تلمع عيوني بنظرة متأهبة.

ساقه الأخرى ضغطت الفرامل تصدر صوت إحتكاك حاد حين دخلتُ الطريق، وحينها أنا لففت المقود للجانب الأيمن ما يزال صوت الإحتكاك يطغى على سمعي.

الطريق كانت ضيقة لكني لم أجد أي صعوبة وبدلا من ذلك سيارة السكايلاين أمامي رغم سرعتها إلا أنها كانت تأخذ مسارا مستقيما وسط المكان الملتوي مما منحني وقتا ومسافة كافيين كي أتخطاها.

هانتر سعل مرة أخرى وضحك بخفة "أحسنتِ فراشتي، للأمام الآن"

إبتسامتي اتسعت والحماس إشتعل حقا هذه المرة في قلبي يجعلني أواصل للأمام.

"نكاد نصل، أسرع عزيزتي" قال ذلك بصوت مستمتع، وإبتسمتُ على ذلك أقبض على المقود ثم فجأة شعرت بهالة تملؤني؛ كان شعورا غريبا، شعورا مغايرا وجديدا.

بدى لي أني شعرتُ بحضور سيتشو في السيارة، هالته لوهلة من الزمن طغت على المكان وشعور بالراحة إحتلني.

لأن النهاية إقتربت، ولم أخسر السيارة.

لكن فجأة اهتزت السيارة وانقبض قلبي أرمي عيوني بسرعة على المرآة حينما وقع بصري على الفتاة تقترب مني، مقدمة سيارتها تضرب مؤخرة خاصتنا.

سحقا!

عيوني وقعت عليها من الداخل ورأيت الإشتعال في عينيها الخضراوتين المماثلة لخاصتي تجعلني أبتلع.

"قودي للأمام" هانتر وجه كلامه بنبرة جادة وأسرعتُ أنا لا أنظر أبدا خلفي.

أردت أن أرد الضربة لها لكن لا وقت لهذا.

لماذا لا أكون أكثر تحضرا مثل جوني خاصتي وبدلا من سرقة ملامحهم باللكمات، سأسرق سياراتهم بسباقات قاتلة؟

هذا ما يفعله جون جون خاصتي في كل مرة يشعر أنه بحاجة لسيارة.

الفرق الوحيد أنه يفعل ذلك مع فتيان الشوارع في سباقات غير شرعية.

وأنا أتوق لرؤية الجديدة خاصته.

طللبتُ منه مئة مرة أن يريني كيف يتم فعل ذلك. أين يتم ذلك بالضبط.

لكنه فقط يتجاهلني في كل مرة، وبدلا من ذلك يسمح لي بقيادة السيارة ويجعلني أنسى الموضوع برمّته.

الليلة، سأكسب هذه السيارة.

في اللحظة التالية ظهرت أمامي من الجانب الأيسر، وفي الوقت نفسه أنا وهانتر نظرنا إليها؛ كانت أسنانها مشدودة، عيونها محتدّة وفكّها مشتد.

قشعريرة سرت في جسدي حين رمت لي نظراتها الغاضبة، وهتفت "ليس الليلة ريدكاي، سيارة تاكاهاشي تلك ملكي"

تبدو أفضل مني واللعنة!

"أجل بالطبع عزيزتي" هانتر ردّ من خلفي بضحكة ثم عيوني اتسعت حين شعرتُ بأصابعه تضغط على خصري، يتابع "عندما لا تكون منافستكِ هي كلوفر سكوت"

ضرباتي تسارعت هذه المرة بقوة، دفئ احتلّ صدري وكان ذلك شعورا غريبا.

شعور جديد لم أجرّبه من قبل.

هي طالعتني لوهلة بتحدي وساق هانتر تحركت يضغط على دواسات الوقود يردف مخاطبا إياي "للأمام عزيزتي، أنا خلفكِ"

تقدمت سيارتنا تتخطاها قليلا ولم أضيع وقتي في إستيعاب الأمر، بدلا من ذلك لففتُ المقود مباشرة للجانب الأيسر كي أعيق طريقها، واشتد قلبي أرى أضواء النهاية.

الهتاف تعالى، الموسيقى، وكل المؤثرات الخاصة بالسباق يندمج بعضها ببعض لكي يمنحني المأوى الذي أريده.

هانتر تحدث بإسترخاء "ما رأيكِ بجولة في مرآب أبي لنغير عجلات سيارتك الجديدة؟"

رمشتُ ألتفت له، أرى إبتسامته يميل رأسه للجانب "ٱنظري للأمام فراشة، ستّ ثواني"

ستّ ثواني لأسرع بها.

عيوني راقبت المرآة الخلفية ورأيتها تأخذ الجانب الأيمن مما جعلني أهمّ بإتخاذ نفس الإتجاه كي أعيقها لكن ذراع هانتر كانت أسرع حين منعني من ذلك، ينطق "لا تفعلي"

"لماذا؟"

عيوني راقبت الخلف، وكانت قد عادت للجانب الأيسر مرة أخرى.

اللعينة الساقطة!

"ثلاث ثواني" هو نطق وقلبي دقّ بقوة.

إلهي! ماذا لو ظهرت فجأة؟ ماذا لو كانت لديها حيلة أخرى؟

لا أحد يفوز دائما، أنا لا أفوز دائما.

ماذا لو خسرتُ في اللحظة الأخيرة؟ ماذا لو حصل كل شيء بسرعة مثلما حصل مع سيتشو وجوني؟

تبا!

صوت النفث والضخّ جعلني أعود للواقع مع حركة هانتر، وحولتُ بصري إليه أرى أنه ضغط على أنبوب عبوة النيتروس.

اوه لا!

لكن قبل أن أدرك أي شيء، السيارة اندفعت بقوة للأمام تخترق الجوّ.

عدتُ للخلف يصطدم ظهري بصدره، معدتي إنقبضت، أصابعي إرتجفت حول المقود، وذراعه إلتفت حول خصري بقوة تشدني ناحيته وتجعلني أستشعر أنفاسه بقربي؛ بينما الأخرى أمسكت المقود معي يقود تماما كما أفعل ويدعم حركتي.

ساقه زادت السرعة وأفلته لوهلة لجذب ناقل الحركة قبل أن يضغط المكابح ويمد يده بسرعة يضعها فوق خاصتي ليلف المقود عند آخر انعطافة.

ضرباتي؛ إلهي! ضرباتي كانت تسابق البرق في سرعتها، لا أعلم هل السبب هانتر، الشعور الغريب أم أنها القيادة التحت أرضية في أول تجربة لي؛ لكني على أية حال كنتُ في بعد آخر.

بُعد السرعة فقط.

رميت نظرة للمرآة وكانت السيارة في الخلف بيننا مسافة معقولة.

النهاية أمامي، هانتر معي، وكسبتُ أول سيارة لي.

تبا!

لقد كان ذكيا، في كل حركة وفي كل عملية أثناء السباق.

أعني من كان يتوقع أن نظرة واحدة على مؤخرة السيارة الجميلة بإمكانها منحك إستراتيجية جديدة للتفوق على محرك يفوق خاصتك، وعزم يتخطى سيارتك؟

ثم النيتروس في اللحظات الأخيرة؟

هانتر ريدكاي الأفضل بالتأكيد.

الصافرة ارتفعت وصاح الحشود حينما عبرت السيارة خط النهاية.

البعض قفزوا بقوة هزت هذه الأرض السفلية وآخرون صاحوا بسعادة بالغة يأخذون أرباحهم من الرهانات التي وضعوها علينا.

اللعنة ريدكاي، أنتم الأفضل.

وأقصد هانتر ومضماره.

في اللحظة الأخيرة إلتفت السيارة واحتكت العجلات بالاسفلت بصوت حاد قبل أن تتوقف، فيما توجه الكثيرون ناحيتنا يحملون قوارير البيرة، أوراق الدولارات الخضراء والكثير من الأشياء التي يتميز بها المتسابقون فقط.

كم لعنتُ من مرة هذا اليوم؟

لكن اللعنة أيضا، كاليفورنيا هي الأفضل.

أطلقتُ نفسا قويا مرتاحا أحاول فيه تنظيم هذه الفوضى بداخلي وتجاهلتُ الأصوات بجانبنا؛ هانتر زفر هو الآخر بإرتياح، ونطق بهدوء "فعلناها--"

أجل.

أضاف بعدها "مثل فريق"

العبارة كانت مثل شيء جميل في داخلي، في عقلي وفي صدري.

فريق واحد؟ أصدقاء؟

شخص تشترك معه الكثير؟

هانتر ريدكاي الذي لا يشبه جوني ديب خاصتي.

لكنه في فريقي أيضا.

سعلة أخرى هربت من شفاهه وإلتفتّ ناحيته مباشرة أطالعه "هل أنت متأكد أنها نزلة برد؟"

"تماما مثلما أراكِ الآن فراشة" غمزني وسعل مرة بعد يغطي فمه بقبضته.

لم يشعر بالبرد في آخر مرة.

لا أعلم لكن ذراعي إمتدت تضرب ظهره بخفة، أراه يبتسم لي، ويتابع "لنحصل على سيارتك"

هذا محرج!

بوتو اللعين أنا أساعدك، قل شكرا على الأقل.

جذبت ذراعي وبسرعة ترجلتُ من السيارة أقف أمام الحشد، لم يسعني حينها سوى الإبتسام، ووقعت عيوني على السكايلاين تتوقف أمامنا، تنزل صاحبتها بإنفعال وبقوة وحدة هي قامت بصفع الباب مصدرة صوتا مرتفعا.

تلك الساقطة تقوم بأذية سيارتي الجديدة.

تقدمت تقود خطواتها بقوة ناحيتنا، عيونها رمتني بنظرة قاتلة، وأكاد أجزم أنها تريد تناول أحشائي مع معكرونة صينية وصلصة إيطالية.

مقرف!

لكنها بمجرد وصولها إلينا تخطتني ببساطة كأني شبح ووقفت أمام هانتر الذي كان قد ترجّل للتو من السيارة، تنطق بحدّة "لقد استخدمت النيتروس"

"ليس ممنوع، أم أنكِ لا تتذكرين قوانين مضماري جميلتي؟" حرك كتفيه بإبتسامة وبغير إكتراث هو تابع "وافقتِ على الرهان واللعبة هي اللعبة"

زمّت شفاهها تبادل بصرها بيني وبينه بحدّة.

اوتش! هذا مؤلم.

أعني حينما تخسر سيارة مثيرة مثلها.

"سأنفخكَ في يوم ما ريدكاي" قالت تلك الكلمات تضغط على حروفها، وبإمتعاض هي جذبت المفاتيح من جيبها بينما مدّ هانتر يده لها يفتحها أمامها.

وضعت المفاتيح في راحته تضيف "انتظرني فقط"

"تجدينني دائما هنا" هزّ رأسه لها بنفس الإبتسامة، وهي ألقت نظرات أخيرة على كلينا قبل أن تبتعد.

هانتر تحرك ناحيتي يقدم لي المفاتيح، وخفق قلبي على ذلك، أصابعي أمسكتها حين أخذتها منه، لم يكن أمامي سوى الإبتلاع، أنقل نظراتي إلى الجميلة المتوقفة على مقربة منا.

زرقاء، لامعة وجامحة.

تماما بالطريقة التي أحبها.

"تريدين سباقا للمرآب؟" كلماته جعلتني أنظر إليه، أرى تلك العيون البنية اللامعة بتحدي.

بادلته الإبتسامة أنطق "إن فزتُ سأصفع مؤخرتك"

ضحكة تسللت منه، ورقص بحاجبيه يردف "بدأت أشك أنكِ واقعة في حبّ مؤخرتي"

ساقط!

احتدت ملامحي على تلك الكلمات وضحك مرة أخرى يضيف "إن فزتُ أنا سأقبّلكِ"

"هذا غير عادل، دعنا نتراهن بالمال"

"كلانا مفلسين، هناك عملات أفضل" غمزني بتلك الكلمات، ومدّ ذراعه يضرب أسفل ظهري مكان الوشم بخفة، يضيف "هيا فراشتي، جولتنا الخاصة بدأت للتو"

_


لا أصدّق أني خسرتُ!

أنا لا أصدق هذا حقا.

"مالذي نفعله هنا؟" طرحتُ سؤالي على هانتر الواقف بجانبي أمام باب منزلهم.

كنا قد ذهبنا إلى مرآب والده وتركنا السيارات هناك لإصلاح أي ضرر، وبعدما هزمني هو، رفضتُ أنا تقبيله.

أعني، هذا محرج.

والآن نحن هنا، أمام منزل والديه.

"أريد أن أريكِ شيئا" تحدث بهدوء وامتدت يده يضغط على زر الجرس الذي رنّ في الداخل.

بدى هانتر هادئا وجادا.

شعور بالتوتر باغتني فجأة؛ نذكرتُ كلماته مع والدتي، معرفته لها ومعرفتها له؛ أسئلتي الكثيرة عادت دفعة واحدة إلى ذهني وشردتُ أبتلع.

لا أرغب حقا في البقاء قريبة من عائلته، لقد تذكرتُ الطريقة التي كانت تنظر بها أمي له، الحديث عن ريدكاي ونظرات الكره المتبادلة بينهما.

ما استطعت استنتاجه من كلامهم آخر مرة هو أنها كانت تعرف والده.

لها علاقة به.

وهذا محرج.

"سنتحدث قليلا، لا تقلقي" أضاف هو بهدوء، ثم لفّ عنقه ناحيتي عندما لم يفتح أي أحد الباب، بإبتسامة جميلة على شفاهه نطق "لا أعتقد أن أحد بالداخل، على الأرجح أن أمي ستقضي ليلتها في المصحّة"

جذب هاتفه من جيبه يشكل رقم أحدهم وانعقد حاجباي عند تلك اللحظة أنطق "هاتفك لم يغرق؟"

رمى لي نظرة سريعة يقربه من أذنه، يعود خطوات للوراء ويرفع رأسه للأعلى يطالع النوافذ، "كلا هو مضاد للمياه"

"ولديك رصيد به؟" أضفت حينها، لكن بدل أن يجيبني كان الطرف الآخر قد فتح الخط لأسمع صوت هانتر "مساء الخير جميلتي، كيف أحوال المصحة؟"

صمت يستمع للحديث وإبتسامته زادت إتساعا، عفوية ومحبّة جدا.

كانت---والدته.

"لا أمي كل شيء بخير، أتساءل فقط أين وضعتِ مفتاح المنزل"

يده الأخرى بعثرت خصلات شعره وقضمت شفتي السفلية أرى تلك الحركات التي يقوم بها.

"نايومي؟ اللعينة الصغيرة في ويست، أبي في المرآب، أخبرني أن لديه عمل مع دايتو"

صمت قليلا وكانت تتحدث هي إليه، عندما رأيته يغمض عينيه ويعض شفته كأنه اقترف خطأ للتو، هو تحدث مباشرة "اوه كلا كلا، لا داعي لتأتي، ركزي على عملك سأتدبر أمري"

إبتسمت بشكل لا إرادي على ذلك.

والدته شخص يقلق كثيرا على طفله.

هذا دافئ.

"بالطبع أمي سأكون بخير، أنا في العشرين لستُ طفلا" قلب عينيه بإبتسامة رؤوفة محبة وفي تلك اللحظة شعرتُ حقا بشيء يضيق الخناق على صدري.

هذا يؤلم قليلا.

ربما كثيرا.

"أحبكِ أيضا، اهتمي بنفسك ولا تفكري بي، إلى اللقاء" أنهى كلماته وأرسل لها قبلة هوائية ينهيها بضحكة صغيرة "حسنا أراكِ"

أغلق الخط حينها ونظر إليّ "لا نايومي ولا آدم؛ سنتسلق"

أومأت له أخفض بصري "يمكنكَ المبيت في منزل جدتي إذا أردت"

هذا فقط يبدو غريبا؛ اللعنة! غريبا جدا.

خطواته اقتربت مني ونطق "أريد أن أريكِ شيئا ما"

ارتفعت عيوني تقابل خاصته وشعرت حقا بأني أقف إلى شخص مختلف، ليس هانتر ريدكاي الذي أعرفه.

كان شخصا مختلفا.

"تعاليّ" غمزني وأعاد هاتفه إلى جيبه يسير إلى الحديقة الخلفية.

خطواتي قدتها أتبعه، أراقب ظهره وأفكّر بشأن كل ما حصل بيننا.

هاتفه لم يفسد تحت المياه، لقد كان لديه رصيد وكان بإمكانه الإتصال بأي شخص في تلك الليلة.

لماذا لم يفعل؟

وقفنا تحت الشرفة جنبا لجنب، وأشار هانتر إلى أنبوب الصرف المعدني السميك، يرمي كلماته "يمكنكِ التسلق بالإعتماد عليه لأنه أكثر أمانا، سأستخدم الشجرة"

إبتسمت بخفة وكلماتي هربت مني بسخرية "تمزح معي بوتو؟"

"ماذا؟"

"راقبني أفعلها" قلتُ بتحدي وتحركتُ خلفه أمد يدي وأصفع مؤخرته بخفة، أرى إبتسامته تتسع يراقبني أسير ناحية الشجرة لأبدأ تسلقها.

"ماذا لو سقطتِ؟" وقف أسفلها حين بدأت التسلق وتابع "أخشى على فراشتي"

"فراشتك بخير بوتو، فكر بنفسك" غمزته أتابع فعل ذلك، قبل أن يصدمني الواقع.

هل قلتُ فراشتك للتو؟

أنا قلتُ فراشتك لهانتر؟

احمرار طغى على وجهي ورميت نظرة خاطفة عليه أراه يبتسم لي.

إلهي!

"لا تفرح كثيرا"

"سأفرح قليلا وعيوني عليكِ، ثم سأفرح كثيرا حين تسقطين"

"اللعنة عليك"

"لكني سأمسك بكِ فراشتي"

نعم، اللعنة!

_

"منزل جميل، أين غرفتك؟" سرتُ في الرواق أراقب تفاصيل المنزل، الجدران البنية العسلية بلون أقرب للذهبي، إطارات الصور والسقف الأبيض المرتفع.

هانتر كان يسير بجانبي ونطق "لماذا تريدينها؟"

"لأرى الفوضى التي يسببها الجرو الظريف" قلتُ تلك الكلمات بغير إكتراث وفي اللحظة التالية هو انفجر ضاحكا بقوة، يجعلني أنظر إليه لكنه سرعان ما اختلطت ضحكاته بسعاله.

وجهه احمرّ ووضع يده على صدره بينما الأخرى كورها أمام فمه، يسعل بقوة.

اقتربتُ منه أضع يدي على ظهره الذي مال قليلا وربتت عليه بخفة "هل أنت بخير، هل أحضر لكَ كأس ماء؟"

لم يجبني، بدلا من ذلك واصل السعال قليلا قبل أن يتوقف وضرباتي كانت متسارعة.

"أنا بخير" صوته بدى متحشرجا، يتابع وقد نظف حلقه "لا تقلقي، أنا أصاب بنزلات البرد بشكل قوي ومتكرر"

"ليس لديك أي مرض صحيح؟ أرجوك قل لا لأني سأقتل نفسي إن كان لديك" ترجيته أرى إبتسامته تتسع على شفاهه ينطق "اهتمام مفاجئ، مالسبب يا ترى؟"

تعابيري سقطت وضحك هو بشكل أخف قبل أن يفتح أحد الأبواب أمامي ثم تنحى للجانب ينطق "تفضلي فراشتي"

ضحكتُ أكتف ذراعاي على صدري وقلبت عيناي أتمتم بسخرية بينما أقود خطواتي للأمام "نبيل جدا، ظريف جدا"

"فقط معك" أضاف بعدي.

رائحة العطر الرجولي غزت أنفي بمجرد دخولي، ولم تكن تلك الرائحة الوحيدة هناك، خليط من عدة أشياء داعبت أنفي.

جميلة وخفيفة ورجولية في الوقت نفسه.

كأنها---كأنها تدل على صاحب المكان.

هانتر أنار المصباح واتسعت عيوني أرى الفوضى المنتشرة في المكان.

الملابس المنتشرة على الأرضية والسرير، كتب مبعثرة على المكتب، الكثير من السترات على باب الخزانة، قوارير عطور جذابة، وڨيثارة موضوعة في زاوية الغرفة.

كان هناك رفّ به الكثير من لعب السيارات، أوراق مبعثرة على الأرض والكثير من الأشياء الأخرى التي لم أستطع تحديدها.

افترقت شفاهي ألف عنقي ناحيته "هل تمزح معي؟ بإمكان أحدهم أن يلتقط فيروسا هنا"

"هراء، غرفتي نظيفة، هي غير مرتبة فقط"

تحرك للأمام ينحني لإلتقاط أحد قمصانه وكان ذا لون أسود، ثم رماه على وجهي يضيف "ملابسي نظيفة كلها، أنا فقط لا أقوم بطيّها"

لويت شفاهي بإنزعاج لكن رائحة الملابس كانت جميلة رغم ذلك.

"مالذي نفعله هنا؟ قلتَ لديكَ شيء ما لتريه لي" تحدثتُ أغير مجرى الحديث وتحركت ناحية سريره أضع القميص عليه بهدوء.

"أنا قلتُ ذلك؟ لا أتذكر، على الأرجح أني قصدت بأني أرغب بأن نقضي بعض الوقت معا" كان هادئا، وقاد خطواته يقترب مني، يأخذ القميص الأسود وأمامي هو خلع سترته ومن ثم القميص تحتها، يقف أمامي عاري الصدر بإبتسامة مؤذية على شفاهه.

صدري انقبض من حركته لكني لم أبتعد، لم أتحرك وعقدت بصري بخاصته أتك لساني بسخرية وأنطق "جئتَ بي لتقوم بإغرائي؟"

"كلا" أجاب بنفس الإبتسامة وأدخل ذراعيه في أكمام القميص القصيرة، رأسه بعد ذلك وتبعثرت خصلاته يتابع بينما ينزله ليغطي معدته "لستُ ذلك النوع من الفتيان"

"أي نوع أنت إذا؟" رفعت حاجبي له، أضيف "الذي يكذب بشأن هاتفه؟"

"أردتُ قضاء بعض الوقت معا، كما أنكِ إستمتعتِ بتلك الليلة، اعترفي"

معه حق.

"لا تبتسم هكذا" قلبت عيناي أضرب كتفه وضحك هو بخفة "لا يمكنني"

تجاهتله أتخذ جلستي على جانب السرير وعدتُ للوراء أستلقي عليه بشكل أفقي، أطالع السقف وأتحسس الراحة الموجودة به.

هو اتخذ جلسته بجانبي، يثني واحدة من ساقيه بينما الأخرى ممتدة، واحدة من ذراعه عائدة للخلف يرتكز عليها وأمال رأسه يثبت بصره عليّ بصمت.

"لماذا تنظر إليّ هكذا؟" رميت سؤالي ما أزال أطالع السقف.

"لا أعتقد أن النظر محرّم" إبتسم لي حين رمقته بنظرة خاطفة.

"أحاول التركيز على بعض الأشياء وأنت تقوم بتشتيتي بوتو" تنهدت ألتف للجانب الآخر ووضعتُ يدي تحت خدي أضيف بصوت أكثر إنخفاضا "أشعر بالتعب"

لم يقابلني منه سوى الصمت، وهو لم يتحرك مكانه.

ظلّ السرير ساكنا بضع لحظات أخرى توالت فيها أفكاري متدافعة واحدة ضدّ الأخرى.

الكثير من الأشياء.

تحدثتُ بعدها "أمي كانت تعرف والدك إذا؟"

"أجل" قال بصوت هادئ، وزممتُ شفاهي، فيما أضاف هو "حبيبته السابقة"

"هل كانت سيئة؟" تابعتُ أسئلتي، وأعلم أنه سيخبرني بشيء لن يرضيني.

"كانت مستغلّة" قال بنفس النبرة وقلبي إنقبض، هو تابع حينما لم يجد أي رد مني "أكرهها لأنها تخلت عنه في وقت حاجته لها فقط لأن آخر كان أغنى منه، ثم عادت إليه بعد مدة ونامت معه"

اللعنة!

اشتدت شفاهي، وهانتر واصل الحديث "في اليوم التالي رفعت دعوى ضده بتهمة التحرش بها"

وقفتُ بسرعة ألف وجهي ناحيته "لكنك لا تعرف جانبها من القصة"

"هل أنا بحاجة لذلك؟"

"وهل أنا بحاجة لتصديق هذا؟" اندفعت مباشرة، بينما إبتسم لي بسخرية "إنها الحقيقة"

"حقيقة ماذا؟"

"أن والدتك كانت---" قاطعته أحدجه بغضب "ساقطة؟ هل هذا ما تقصده؟"

رمش بضع مرات يطالعني، وأضفت أنا أنفجر به "توقف عن هذا أرجوك، هذا الكره الذي يشعّ منك اتجاهها، لا تنسى أنها والدتي أيضا وأنها إنسان أيضا"

تذكرتُ اللحظة التي تمّ إجترارها للخارج من طرف الشرطة وانقبض قلبي عليها.

هي أمي، وهي من أنجبتني لهذا العالم أيضا.

كانت أول من دعمني وأول من إبتسم لي أيضا.

كانت الروح التي انشققت أنا منها.

"أم أنك جلبتني إلى هنا فقط لإغاظتها؟" دافعتُ أكثر عنها ورأيتُ ملامحه تحتد وفكّه يشتد.

عيوني لمعت لأجلها، ولأجل كل شيء يحصل حولي، وإبتلعت أتابع "أعتقد أنها دفعت ثمنها بالفعل بعدما حصل آخر مرة، توقف عن---"

قاطعني ينطق بهدوء "لا أقوم بإستغلال أي شيء لصالحي، لا أنتِ ولا والدتك"

"ماذا يسمى هذا إذا؟" أضفتُ وصوتي ارتجف، فيما تحدث مباشرة "يسمى أني أرفض ألا تتحدثي معي بسببها، لا تنسي أنها تكرهني قبل هذا"

لقد فعلت. أمي كرهته.

"رغم أنها هي المخطئة، مالداعي من كرهها لي؟" أضاف يدافع عن نفسه ووجدت فمي يخرس، أطالعه بصمت لا أجد الكلمات أبدا للحديث.

وهذا مؤسف جدا.

"اللعنة" همستُ بها أعود للخلف مرة أخرى وطالعتُ السقف بجمود أشعر بالوخز في عيناي.

هو تحدث "هذه ليست مشكلتكِ، وليست مشكلتي أيضا"

"أعلم" همستُ بها وعقدة في حلقي، لا أعلم لماذا أضفت أسترسل في الحديث "لكني أشعر أنها مشكلتي"

كان قريبا جدا مني، أشعر بنظراته وبضيق صدري.

تابعتُ "مالذي تفعله حين---" ابتلعتُ أرمش عدة مرات وأضفت "تشعر بهذا؟"

"أخبر أمي، أو أبي، وسيتشو، أقود سيارتي وأغادر المدينة"

"لا أستطيع فعل هذا" همستُ وإلتففتُ للجانب الآخر كي أخفي وجهي عنه، إبتلعت ما أزال أشعر بالألم.

أريد من أبي وأمي أن يتحدثا إليّ ويضحكا معي في الهاتف.

ما زلتُ صغيرة، أريد أن أُعامل كأميرة كما كان يحصل في سن الخامسة، والثامنة.

أم أني لم أعد إبنتهم؟ وجنجر؟

"العائلة ليسوا أشخاصا يحملون ألقابنا فقط، تعلمين؟ بإمكانهم أن يكونوا أصدقاء أيضا" هو تحدث بهدوء وحلّ صمت لعدة لحظات.

ابتلعت أحاول أن أتخلص من العقدة "مثل جوني"

جوني عائلتي أيضا.

أشعر كمن تمت تعريته حين لا يكون في الجوار.

أشعر بالبرد عندما لا أقضي يومي معه.

فجأة السرير مال إثر الثقل وضرب قلبي بقوة في اللحظة التي شعرتُ بجسد هانتر خلفي، ذراعه تمتد وتحيط بخصري يجذبني ناحيته.

عيوني اتسعت وهربت الكلمات مني، أسمعه يهمس "أي شخص يهتم لأمرك لأجلك يمكنك إعتباره عائلة لكِ"

توقف للحظات والكلمات التالية التي نطقها جعلت قلبي يوشك على التوقف حين أضاف "وأنا أهتم لأمرك"

ماذا؟

"أشعر بالوحدة أحيانا حين لا أفهم مالذي أرغب به، ويصادف أن هذا هو شعوري الآن عندما تتحدثين هكذا"

وحيد؟

إبتلعت ولففتُ وجهي لمقابلة خاصته، تعابيره هادئة مترجية تطالعني، نطقت أطرح سؤالي "لماذا؟"

افترقت شفاهه على وشك الحديث، لكنه سرعان ما تراجع يهزّ رأسه، ابتعد بعد ذلك عني ونطق "انسي الأمر"

"مالذي قصدته بأن هذا هو شعورك؟"

هو نظر إليّ برفق مثل طفل صغير، حركة رموشه منحته منظرا بريئا، وتردد قبل أن ينطق "تعلمين؟ لماذا لا نفعل الأمور بشكل صحيح فقط؟"

"بشكل صحيح؟" كررت واعتدلت في جلستي أنا أيضا، كلانا يقابل الآخر، أرى الإحمرار الخفيف على وجهه.

ثم الشيء التالي التي فعله هو الإندفاع ناحيتي يلف ذراعيه حولي ويجذبني إلى صدره بحركة مفاجئة جعلت عيوني تتسع، فيما همس بقرب أذني ويده وُضعت خلف رأسي "بإمكان جوني أن يكون عائلتك، ويمكنني أنا أيضا أن أكون كذلك وأكثر"

"هانتر" قلتُ إسمه بخفوت، وجذبني ناحيته أكثر يشدّ من إمساكي، يردف "تعلمين كلوفر، لن تتخلصي من الوحدة بكثرتهم حولك، بل عندما تحتضنين أنتِ نفسك"

نبرته كان بها شيء ما.

كان دافئا للغاية وكان به شيء ما.

"إن كان على شبابك أن يتعب بهذا الشكل فٱركلي كل شيء واستمتعي بهذه السنين، هي لا تعود"

قال ذلك وإبتعدتُ عنه أطالعه، أرمش بضع مرات وأتمتم "هل أنتَ بخير؟"

بدى لي---حزينا.

في اللحظة التالية إبتسم "لا ضغينة بيننا"

وقف بهدوء إلى النافذة يفتحها وهبّ هواء الليل المنعش يملئ الغرفة.

عيوني راقبته يسير إلى الخزانة ويفتحها، يجذب مجموعة أوراق تحت كومة الملابس وإبتسم يطالعها قبل أن يتقدم ناحيتي، يضعها أمامي وعاد بإتجاه النافذة يصفعه الهواء البارد ويجعله يسعل بخفة.

فتحتُ الأوراق ورأيتُ كشف طبي، قلبي خفق حين سمعته ينطق "اكتشفتُ الأمر قبل أيام فقط"

إلهي!

هذا مستحيل.

"لم أخبر أي أحد، كانت نفس النتائح عند ثلاثة أطباء"

إلهي! هانتر.

رأيته يبتلع وتتحرك تفاحة آدم خاصته، يضيف "لا أعلم ما عليّ فعله، قال الطبيب أن لدي إحتمال 50% إن أجريتُ العملية"

سرطان رئة.

وقفتُ من مكاني أقترب منه بسرعة، ورأيتُ الإبتسامة الصغيرة على شفاهه يتحدث "فكرتُ أني ما زلتُ في بداية حياتي وأن هذا لا يجب أن يحصل"

"آسفة"

دقات قلبي كانت تضرب بقوة شديدة، كنتُ أرى خليطا من الإنكسار والتحدي في عينيه.

لم يكن يرغب في الهزيمة.

"لذلك تسرع" همستُ وهو إبتسم يومئ لي "أجل"

صمت لعدة لحظات وراقبت خصلاته تتحرك، حين أضاف "لستُ خائفا رغم ذلك، الخوف مجرد وهم وكذلك الموت، أنا لا أخشى مواجهة الموت حقا، جميعنا سنموت في يوم ما"

إمتدت يده يعيد أحد خصلاتي للخلف، وتابع "لكني أفكر من حين لآخر في أمي وأبي، لقد فقدا الكثير في الماضي، لا أريد أن يكون اختبارهما التالي أنا"

هذا يؤلم جدا.

"ألا تفكر في إخبارهما؟"

"لا أعرف كيف سأصارحهما"

عيونه تعلقت بي وهذه المرة تحدث بجدية أكبر "فليبقى الأمر سرا بيننا"

"لكن هانتر لا يجب على هذا أن---"

قاطعني "سرّ بيننا كلوفر"

انكسرت نظراتي، وحلّ صمت طويل علينا.

لا أعلم ما عليّ قوله لكني فقط أشعر بالغرابة، كأن الأمر لم يعد بوتو والفراشة بعد الآن.

لم أرد أن يكون هانتر في هذا الموقف أبدا.

أنا أرفض هذا واللعنة!

صوت معدتي الفارغة كسر الصمت وتلاقت عيناي بخاصته حين أصدر ضحكة خفيفة وأردف "فراشتي جائعة مرة أخرى"

إبتسمتُ بألم هذه المرة على ذلك، وغمزني هو يلف ذراعه حول عنقي، يجذبني معه كعادته "لحسن حظك أني طباخ ماهر"

رائحة القميص كانت جميلة ومنعشة، وأحببتُ لسبب ما هذا القرب الخاص به مني.

هو سار يجذبني معه إلى الباب وبحركة لا إرادية ذراعي إرتفعت تحيط بخصره أشعر بدفئ بشرته تحت القميص.

لا أستطيع الآن رؤية الأمور كما في السابق، شيء تغير فجأة.

هو نطق يقرب شفاهه من أذني ويهمس "لم أقبّلك بالمناسبة، أنا فزت"

"هل تريد تقبيلي؟" رميته بسؤال مباشر وطالعته مباشرة أراه يرمش.

تلك الرموش واللعنة! لقد كان بريئا للغاية.

كان هانتر مختلف.

"هل تريدين؟" ردّ لي السؤال وكنا نقف عند نهاية السلالم، يبتسم لي "توقفي عن النظر إليّ بهذا الشكل، وأجيبيني"

بهذا الشكل؟ يقصد مريض؟

شفقة؟

"ربما" هززتُ كتفاي وتابعت "أنت؟"

"أجل"

سبابته صفعت خدي بخفة، وتابع "دعيني أحضر لكِ شيئا لتأكليه أولا، أنتِ ضيفتي"

بتلك الكلمات تحرك للأسفل ينزل الدرجات وراقبت ظهره أرى إشتداد عضلاته، كتفيه أيضا.

بصمت أنا تبعته وشعرتُ برغبة في البقاء بجانبه هذه الليلة؛ سرعة تحوله من شخص منكسر إلى آخر مبتسم جعلتني أصاب بالذهول.

كيف لشخص إخفاء كل هذا؟

جوني؟ هانتر؟

أعتقد أن لكل شخص منا شيء يؤلمه ويؤذيه بطريقة مختلفة عن الآخرين.

جميعنا كذلك.

دخلتُ المطبخ من بعده أراه يقوم بوضع مريول الطبخ بهدوء، عيونه طالعتني ينطق "أي شيء تريدين تناوله على العشاء؟"

"سأقف على خيارك"

"رأي صائب" حرك كتفيه وسار ناحية المطبخ، بينما تحركت أنا لأجلس أمام الطاولة، ونطقتُ أرمي سؤالي له "هل تشعر بالحزن أحيانا؟"

كان يخرج بعض الخضراوات، ودق عنقه بإتجاهي يطالعني من فوق كتفه "جميعنا نفعل ذلك"

"ماذا عن الوحدة؟"

"أجل أيضا"

قال ذلك وظلّ يراقبني لكني فقط أومأتُ أخفض بصري وأشعر بنظراته عليّ، فيما رسمتُ إبتسامة على شفاهي "آمل أن يعجبني طبخك"

عيوني ارتفعت لرؤيته، إيماءة صغيرة صدرت عنه يبادلني الإبتسامة "ستتناوليه رغما عنك"

لم أرد وهو عاد للعمل، دفئ كان في هذا المنزل وأردتُ البقاء لأطول فترة ممكنة، بدى مثل مهرب جميل للغاية.

"وشيء آخر" نطقتها فجأة أسترعي إنتباهه، أراه يرفع أحد حاجبيه "لماذا لم تأخذ السيارة؟ أنا السبب في فقدانك خاصتك"

"لأنها تليق بكِ أكثر" نبرته كانت دافئة جدا، ثم أضاف بعدها يغمزني "كما أني أفضّل البي ام دابليو"

ضحكة هربت مني بصوت منخفض وضحك هو أيضا يعود للعمل.

لم أعلم لماذا، لكن جسدي تحرك بشكل لا إرادي أسير ناحيته، ذراعاي أحطتهما حول خصره من الخلف أشدّ عليه وأشعر بتصلب عضلاته إثر ذلك.

همستُ بخفوت "شكرا لك" إبتلعت قليلا وأغمضتُ عيناي أضيف "على كل شيء"

يديه شعرتُ بهما توضعان فوق خاصتي وضحك هو بخفة "فراشتي بدأت تصبح عاطفية فجأة"

شددتُ أكثر عليه، خدي على ظهره تداعبني رائحة القميص وسمعته يتابع "هل يمكنكِ تقبيلي إذا؟"

بمجرد أن أنهى هو كلماته، أرخيتُ أنا ذراعاي حوله، وإلتفت ناحيتي يعطيني تلك النظرات.

كانت مختلطة، كانت تشتعل وكانت تنطفئ، تموت وتحيا.

كان خليطا بين كل شيء.

إبتسم لي "هيا فراشة"

مع تلك الكلمات إرتفعت على أطراف أقدامي ويداي أمسكتا بخديه أقترب منه، ضحك هو بخفة "تقبلين كالأطفال"

"اخرس" قلتُ ذلك وقبل أن أطبق شفاهي فوق خاصته هو أبعدني يلتفت للجهة الأخرى، يقرب يده من فمه ويسعل.

صدري انضغط وهذه المرة استمر الأمر قليلا أراه يسير ناحية الطاولة يستند عليها بذراعه، لذا لم اتردد بإحضار قارورة مياه من الثلاجة آتي له بها. "تفضل"

فتحتها أقربها منه وأومأ بوجه محمرّ يأخذ عدة جرعات بينما أقف أمامه وأطالعه بصمت.

وضعتُ يدي على كتفه أنطق بهدوء "ستكون بخير"

إجابته كانت فقط إبتسامة نقية وإيماءة صغيرة.

جوني فقد بصره وكاد العالم أن يفقد سيتشو.

أتمنى ألا يفقد العالم هانتر أيضا.

_

يتبع....

رايكم؟

لا حد يقولي ايساياما بقى '-'

عندي سيناريوهات كتيرة بخصوص الموضوع وعاوزة أتكلم عليها في الانستغرام :))

المهم بقى

أفضل مشهد؟ ولماذا؟

جملة أعجبتكم؟

توقعاتكم؟

نقد أو ملاحظات؟

_

See you soooooon i hooope :'(

Luv u guys 💗

Continue Reading

You'll Also Like

34.1K 1.4K 18
ارتشف دمائي ،روحي ...خُذ كل شيء ودعني العب بك كالدميه في النهايه فأنا الملكه هنا والجميع خاضع لي "عَنِدما يجوب الليلُ مُحتلاً سمائنا ستستمتع بصوت ع...
1.2K 307 17
المُـوبِقُ هُوَ الحَـاجِزُ العظِيمْ المُستحِيل لوقُوع شَئ. حَاجِرْ دِينِيْ، عقَائِدِي، إجتِماعِيْ، ثقَافِيْ وَ فكْرِي هـوَ ماسَيجعَـل إجتمَاع شَخصَان...
5.8K 531 10
موجاتٌ من الزَّيف أنارت دروبنا وقناعُ القوةِ أبى السُّقوط عن ثغورنا، والإفشاء عمَّا تحويه قلوبنا من صدوعٍ دُفِن صدى اللَّهفة والحاجة فيه. من رحم الز...
5.5K 508 12
فتاة مهتمة بالفن والموسيقى بحياة هادئة مملة تتحول حياتها بعد ان وقعت في عالم لا تعلم عنه شيءا ...