سريع

By itsmaribanks

866K 73.1K 73.7K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

21- حصان بري

21.2K 1.7K 1.2K
By itsmaribanks

الشتائم والكلام غير اللائق سيعرض صاحبه للحظر مباشرة دون التنبيه، بالإضافة إلى مقارنات الشخصيات من روايات أخرى (ذكرتني بفلان وعلان)

رجاءا إحترموا هذا.

__

"أمي أنا خائفة"

صرختُ الكلمات بصوت ناعم أفرد ذراعاي على كِلا جانباي أحاول أن أحافظ على توازني، عيوني ارتجفت من منظر الأرض البعيد عني بينما أسير فوق السور المحيط بحديقة جدتي، تابعتُ السير وذراعا أمي حولي دون أن تلمسني بهما، أسمع ضحكاتها الصغيرة خلفي، تسير معي وتتبع خطواتي، تراقبني جيدا وتضع عيونها عليّ كي لا أسقط.

"لا تكوني جبانة كلو، هيا يا فتاة" تحدثت بصوتها الرنان وزممتُ شفاهي أواصل سيري وأحافظ جيدا على وزن جسدي في حالة ثابتة، ثم باللحظة التالية لا أعلم مالذي حصل وجعل ساقي ترتجف، ربما كان صوت الغراب فوق الشجرة أم أنه مواء قطة جدتي مع الهرّ الخاص بالجيران.

الشيء التالي الذي حصل في نفس اللحظة هو إمتداد ذراعيها تحيطان جسدي الصغير وتمسكني تمنعني من السقوط، تجذبني ناحيتها ومباشرة كلماتها خرجت مع ضحكة صغيرة "قطعتِ مسافة طويلة، أنا فخورة"

رمشتُ مرتين، وبعدما كنتُ أظنّ أني فشلتُ في الحفاظ على توازني، لكن سماعي لكلماتها جعل طرفيّ شفاهي يرتفعان للأعلى وإبتسامة واسعة لاحت على شفاهي تشعّ كأنها شمس شابّة.

هكذا شعرتُ بها.

عيون أمي الخضراء أعطتني نظرات دافئة للغاية وبدت مثل الحضن الأكثر دفئا، رغم أني حقا كنتُ بين ذراعيها، في حين تحدثت "والآن يا قوية! ما رأيكِ بتصفيفة شعر جديدة مع جنجر؟"

"موافقة" هززتُ رأسي عدة مرات ويداي إمتدتا للأعلى أعبث بخصلات شعري، بينما جذبتني تضحك وقبّلت خدي بقوة ترفعني للأعلى وتدور بي في حديقة جدتي، تنطق بصوت مرتفع "هذه هي أميرتي الجميلة"

كنتُ أميرتها.

أنا أميرتها.

إبتلعتُ أخرج من الذكرى، وتنهيدة قوية خرجت من شفاهي بينما أستلقي على سريري في غرفتي، في حين أصوات الموسيقى بالأسفل وضجيج الطلاب الذي كان يملأ المكان، جعلاني غير قادرة على الحصول على قليل من الراحة.

أعلم أني فتاة تحب الفوضى، لكن–––

ليس اليوم.

أشعر أني وحيدة، أشعر أني بحاجة لشيء لا أعرف ما هو، لا أعلم ماهيته الحقيقية ولا ماهية رغبتي، إلاّ أنها تكبر بداخلي.

اللعنة!

أريد أن أبكي، أحتاج لحضن أمي.

أنا بحاجة إليها هي دون غيرها.

أمي.

"قودي بحذر كلوفر" هتافها القلق بينما تضعني في حضنها  وأنا أعبث في المقود، وصل لمسامعي يصمّها، وإبتسمتُ أخرج لساني من طرف شفاهي أميل رأسي للجانب بتركيز شديد، أحرك المقود بحركات عشوائية جعلت السيارة بغير سيطرة وأمي في كل مرة كانت تمد ذراعيها لتعيد الأمر لزمامه تحت ضحكاتي المرتفعة.

لا أصدق أنها سمحت لي بقيادة سياتها في عيد ميلادي الثامن اليوم.

"سيتم إعتقالي على هذا، أنتِ تجلبين المشاكل" زفرت تحكم إمساكي كي لا أقع من جهة، وبالمقود من جهة أخرى، قهقهة هربت مني أحرك ساقاي في الهواء، أنطق بإبتسامة متسعة "أمي عندما أكبر سأشتري سيارة سريعة وأصبح متسابقة، ما رأيكِ؟"

لففتُ وجهي ناحيتها أرمش وأرمق خضراوتيها اللتان منحتاني نظرة رقيقة، وبسرعة هي مدت رأسها إليّ تنقر أنفي بشفاهها، تبتسم لي "متأكدة ستكونين أفضل متسابقة"

عيوني اتسعت على كلماتها، ومباشرة تسربت الكلمات من فمي "هل تحبين المتسابقين أمي؟"

رأيتها تشرد قليلا في الأمام، لم أفهم ما تفكر به ولا ما يوجد في عقلها، لكن أمي إختفت إبتسامتها مما جعل حاجباي يرتخيان على وشك أن أسألها ما بها حين نطقت "أجل أحبهم"

مدت شفاهها المصبوغة بأحمر الشفاه ذا اللون الوردي، وفكرت قليلا قبل أن تتابع "ليس جميعهم، لكن أحبهم"

هذا يعني أن أمي ستحبني أنا أيضا عندما أصبحُ متسابقة.

"كلوفر؟" النداء جاء يخرجني من شرودي مع صوت طرقات الباب.

هززتُ رأسي عدة مرات بخفة أعود للواقع؛ لم أميّز صوت الطارق لكني مباشرة رددتُ بصوت مرتفع "تفضل"

عيوني راقبت القفل يُدَار ثم يليه إنفتاح الباب عندما وقع بصري على جوني يدلف للداخل، إبتسامة صغيرة على شفاهه ونطق بهدوء يقوم بإغلاق الباب خلفه "لا تقولي أنكِ تبكين مثل الأميرات اللواتي تكرهينهنّ"

كلماته جعلت إبتسامة واسعة تتشكل على شفاهي، أراه يقف هناك دون حراك وكانت هذه هي إشارتي لأقف وأسرع كي أساعده على التقدم.

خطواتي تحركت ناحيته حتى وصلتُ إليه ومباشرة تأبطتُ ذراعه أنطق بهدوء "كيف عرفتَ مكان غرفتي؟"

"الفضل يعود لجنجر" هزّ كتفيه معا بإبتسامة وأنا بدوري فعلتُ المثل أفكر بجنجر..

لا أصدق أنها هي من إتصل بجوني لتحصل على رقم هانتر حسب ما أخبرني به، وعندما سألتها قالت أن رقمه كان محفوظا عندها منذ زمن حينما كنتُ أراسله من هاتفها عندما ينفذ رصيدي أو الشحن.

صحيح، كان عليّ أن أعرف أنها ستستخدمه ذات يوم.

جلستُ على السرير رفقته بهدوء، الصّمتُ حلّ على المكان وجوني بدى مرتاحا بإنتظاري كي أتحدث لكن لم تكن لديّ أي كلمة لأقولها، ليس لديّ شيء وهذه أول مرة أفعل هذا مع جوني.

ليس من عادتي أبدا أن أصمت عندما يكون جوني معي بمفردنا، كنتُ أتحدث دائما، أثرثر وأسبب له الصداع.

لكن الآن؟

أنا لا أعلم.

لففتُ ذراعي حول خاصته أتأبطها ومِلتُ بجسدي ناحيته أرخي رأسي على أعلى ذراعه أطالع بشرود علاّقة الملابس خلف الباب، أبتلع ببطئ و أحاول إيجاد شيء ما لأخبر به جوني.

أخبره عمّ يدور في ذهني.

"قطعة السّكر بدأت تكبر، صحيح؟ لم أتخيّل أن يأتي يوم لا أسمع فيه صوت عويلك" علّق بضحكة صغيرة محببة للغاية إلى سمعي، وعيوني ضاقت بسبب إبتسامتي أشدّ من إمساكه وأفرك جبيني على قماش سترته.

"أريد أن أركض بعيدا" تنهدتُ والكلمات خرجت معي، أرفع كتفاي وأبتلع قليلا قبل أن أضيف "لكني أشعر بالتعب"

"مالذي يؤلمكِ؟" نطق بهدوء ويده إرتفعت تقود طريقها إلى رأسي يربّت على خصلاتي بهدوء، "يمكنكِ إخباري"

"أمي تم اعتقالها اليوم" الكلمات خرجت خافتة من بين شفاهي، وإبتلعت أرخي عيوني للأرض، أفكر قليلا في كل كلمة قالتها لي.

قالت أن بي علة عقلية وأني أسوأ من أختي.

"جون؟"

"نعم" نطقها بهمهمة خافتة، في حين تابعتُ أنا "هل تعتقد أني مثال سيء؟"

"بالطبع لا" قال مباشرة، وذراعه التي كنت أميل عليها جذبها يرفعها ويحيطني بها، رأسه للأمام والعصابة حول عينيه لكن إبتسامته لم تخفَ عني، كعادة جوني خاصتي دائما.

مسالم، هادئ، داعم وقوي.

جذبني ناحيته يضيف "أنتِ أفضل شخص يمكن أن يحصل عليه المرء كلوفر، أخبريني أين يمكنني أن أجد غيرك من يستطيع إحراق سيارتي؟"

أنهى جملته بضحكة صغيرة وإبتسمتُ أنا بخفة، انكسار كان بداخلي لكن كلماته بدت مثل هواء منعش يبعد هذا الضيق عني قليلا، وبينما أنا أغرق وسط كلماته هو تابع "عليكِ أن تعلمي أنك بعيدة كل البعد عن كونكِ مثال سيء"

إبتسامتي ظلت مرتسمة على شفاهي، أفكر في جوني، طالما كان لديه هذا التأثير عليّ؛ عندما يقول كلمة سأصدقها مباشرة وآخذها كحقيقة مطلقة، ماذا إن كان يتحدث عني أنا؟

"والدتك ستكون بخير، ثقي بي يا قطعة السكر" أضاف بصوت أكثر إنخفاضا يجعل عيوني ترتفع إليه أرى الإبتسامة الصغيرة الواثقة على شفاهه الرفيعة.

"تعتقد ذلك؟" كلماتي خرجت مني دون وعي أشرد في وجهه وبعيدا في أفكاري، أرى الإيماءة الصغيرة التي صدرت عنه ينطق "أجل، إنها مجرد مرحلة وستمر، كغيرها"

"هل مررتَ بمرحلة مشابهة جون؟" قلت مباشرة واقتربت منه أكثر أتشبث به، أشعر أنه منجاي الوحيد في هذه اللحظة.

هو هز رأسه بخفة، يمد شفاهه للأمام للحظات بتفكير، ثم تابع الحديث بعدها بهدوء "أكثر من مرة. الحياة سقوطات كثيرة يا قطعة السكر، عليكِ أن تعلمي هذا"

رمشتُ آخذ كلماته في ذهني، وفكرت قليلا قبل أن ترتخي جفوني، ينحني رأسي ويسقط كتفاي، أنطق بصوت خافت "لكني أستحق عائلة جيدة"

إبتلعتُ للحظة وتابعت "أريد أن يهتمّا لأمري. أمي وأبي"

"أنا أيضا أستحق عائلة، كلوفر" هو تحدث مباشرة يجعلني أرمش، أتيقظ له وأنتظر منه أن يتابع.

جوني لم يسبق له مطلقا الحديث عن عائلته بشكل مفصّل، وهذه الجملة بالضبط حملت الكثير بين طياتها.

لكنه كعادته تجاوز الموضوع، يبتلع بخفة مما جعل تفاحة آدم خاصته تتحرك، يردف "ستكونين بخير كلوفر، أنا أثق بكِ"

ذراعه جذبتني أكثر ناحيته يعانقني هذه المرة وشعرتُ بصدري يتسع بدفئ عظيم، لذا لففت ذراعاي حول خصره أشعر بشفاهه تقبّل مقدّمة رأسي يتابع "لا تنسي أنكِ عائلتي أيضا"

عيوني إتسعت فيما أضمه إليّ، ولا أعلم ما هو سبب الإرتجافة لكني تمسكتُ به، أدفن وجهي ضد قماش سترته وأنطق بخفوت "وأنتَ عائلتي جون جون"

أجل؛ أمي ستكون بخير.

عائلتي ستكون بخير وأنا سأكون بخير أيضا.

هذا ما قاله جوني، وأنا أثق بجوني ديب خاصتي.

"والآن أخبريني مالذي يزعج قطعة السكر؟" تحدث بنبرة خفيفة، مطمئنة كأنها السلام يتجسد أمامي، وأغمضت عيناي للحظات، أرى فوضى أفكاري داخل عقلي، ولا أعلم مالذي يجب عليّ قوله أولا.

كلمات أمي؟  شعور الفشل؟ أم أنه الهدف المجهول؟

أنا لا أعلم.

الموسيقى التي بالأسفل وأصوات الضحك كانت تُسمع في خلفية عقلي، في جزء مرمي بعيدا والمسيطر في هذه اللحظة هو–––

أنا؟

ربما.

الكلمات تسربت مني دون وعي أنطق "أشعر أني خذلتُ نفسي وخذلتُ الجميع"

انخفضت نبرتي أكثر أتمتم بخفوت "خاصة أمي"

عيوني ارتخت أفتحها ثم خفضت بصري إلى يداي في حضني، أستمر في التمسك بجوني، وأعلم في صميمي أني سأكون بخير طالما هو معي.

سواء كان يراني أم لا.

"لماذا؟ ما هو السبب كلوفر؟" تابع بصوت أكثر هدوءا وإبتلعتُ أنا أخرج الكلمات من حنجرتي كأنها حنطل "لأني طالبة فاشلة، ولأنني––"

ترددتُ قليلا قبل أن أضيف الكلمات "ولأنني أضيع وقتي بالتسابق، أنا جون–––"

قاطعني بنفس النبرة الهادئة "تحبين ما تفعلينه؟"

عيوني إرتفعت إليه وشفاهه كانت في خط مستقيم مع إبتسامة صغيرة للغاية عند طرفها، رأسه للأمام فقط، وضاق صدري على رؤيته بتلك الحالة.

أردتُ من عيونه أن تطالعني وأن تمنحني تلك النظرات التي طالما عهِدتها منه، أردتُ الكثير من جوني، نظراته وإبتساماته معا.

لي حينما أجد المأوى الوحيد به هو.

اللعنة!

"ماذا؟" رمشتُ بغير فهم، في حين أضاف هو مباشرة "تحبين ما تفعلينه كلو؟ السباقات؟ هل هي حقا مضيعة وقت بالنسبة لكِ؟"

"إنها كذلك لأنها تلهيني عن دراستي" أجبتُ أبصق الكلمات مثل حصى خشنة في فمي، ورأيتُ هزة صغيرة تصدر عن رأسه ينطق "هل هذا ما ترينه؟ أم أنه فقط لأن أحدهم أخبركِ بذلك؟"

أمي قالت ذلك.

كان هذا سؤال صعب في هذه الحالة، في هذا الموقف.

'إلهي! هل ذهبنا بعيدا؟

هل أضعناها كلها؟ كأن الورود تنفذ منا

كؤوس بلاستيكية، هل ضحكنا بما فيه الكفاية

النظر للوراء إلى أنفسنا

الآن كل شيء انتهى'

الأغنية التي تم تشغيلها في الأسفل جعلتني أتوقف، أتذكر كلماتها ولا إراديا إبتسمتُ عليها.

الأغنية التي يحبها جوني، الورود تنفذ منا.

"أجيبيني كلوفر"

"أحب التسابق، أحب القيادة والهواء الطلق" رددتُ مباشرة ولففت أصابعي في قبضة ضعيفة، أبتلع وأتابع "أحب أصوات المحركات ورائحة الزيوت، وأعشق تدفق الأدرينالين في جسدي، صوت إحتكاك العجلات–––"

توقفت قليلا أبتعد عنه، ووقفتُ أمامه أتابع "العجلات جون، العجلات، أحب كل هذا واللعنة! أنا أنتمي لذلك"

"مالذي يزعجك في الأمر إذا؟" إبتسامته رغم صِغرها إلا أنها أصبحت أوسع قليلا وهذا جعلني أبتسم أيضا، حتى وأنا أشعر بالتوتر إتجاه هذه الأسئلة المباشرة التي يضعني فيها أمام الأمر الواقع.

"هيا قطعة السكر! أنا أستمع"  ذراعيه إنعقدتا على صدره يبتسم هذه المرة بوضوح، يجعلني بذلك أتنهد بخفة، أسير لأعود للجلوس بجانبه، وأصدرت تنهيدة أخرى أكثر خفوتا، أردّ "هي تلهيني عن دراستي وأمي لا يعجبها الوضع"

طالعته ورمشتُ تلمع عيوني أمامه، أتمنى من قلبي أن يرى نظرة الجراء خاصتي ويضحك عليها كعادته، إبتلعت أنطق "مالذي يجب عليّ فعله جون جون؟"

ظلّ هادئا لثواني يأخذ كل كلامي، ومن ثم تنهد يبتسم بإتساع، يمد ذراعه ويتبين طريقه إلى معصمي ليلف أصابعه حوله، ومن ثم وقف يرمي كلماته بنبرة أكثر نشاطا وحماسا "تعلمين ماذا؟ أنتِ بحاجة للرقص وبعض الحلوى"

جذبني لأقف أنا الأخرى، وتابع "ربما تحتاجين القليل من هانتر ريدكاي أيضا"

ماذا؟

_


"من يريد المزيد من كعكات الجدة؟"

لمحتُ جدتي تنادي الجميع فيما تحمل صينية الكعكات، عيونها الخضراء تشعّ وهي تنظر للكثيرين يندفعون ناحيتها فيما إبتسامة واسعة تفرض وجودها على شفاهها ذات أحمر الشفاه القرمزي.

"هذا أفضل كعك تذوقته في حياتي يا رفاق" هتف فابيو بصوت مرتفع والعديد من الأشخاص الآخرين -الذين لم أستطع تحديد هوياتهم جميعا- ضحكوا معه ومع جدتي التي بدت مستمتعة للغاية.

أجل، جدتي تعشق الحفلات، وأخبرتني أنها كانت لا تفوت أي حفلة في شبابها حتى حفلات الملاهي الليلية التي تعرفت فيها على جدي.

يدي كانت تمسك بذراع جون بينما أسير ناحية السلالم وعيوني تطالع جميع الحضور في الأسفل، ثم في اللحظة التالية نظراتي توقفت عليه، تيار كهربائي خفيف صعقني عندما لمحت الطريقة التي يرمقني بها.

هانتر كان يقف بقرب طاولة المشروبات والعصائر في الردهة الواسعة، يتكئ على الحائط وذراعيه على صدره، إحدى ساقيه للجدار وعيونه أصدرت نظرات حادة، شفاهه مزمومة وواحد من حاجبيه مرتفع.

لماذا ينظر إليّ هذا المعتوه بهذه الطريقة؟

لا أعلم لماذا، لكني وجدت نفسي أرمي له إبتسامة صغيرة دافئة، ومباشرة رأيتُ الطريقة التي ارتفع بها حاجبيه الإثنين بإستغراب، عقدة ذراعيه ارتخت والحدة فجأة اختفت.

كنتُ بإنتظار ردة فعله التالي، لكن كلمات جوني جعلتني أبعد إنتباهي عنه، "هل وصلنا السلالم؟"

عيوني إنتقلت للنظر إلى طريقنا وبالفعل كنا أمام السلالم.

اللعنة عليّ!

"أجل، تعال جون جون" أمسكت بذراعه جيدا كأنه شيء––––

لا أعلم! ثمين للغاية؟

"حسنا ها نحن ذا" نطقت أساعده في اتخاذ خطواته لكن لم يبدُ أنه يعاني من صعوبة في ذلك، لاحظت أنه يسير كأنه يحفظ الطريق.

كان بحاجة لمن يقوده لمقدمة السلالم ومن ثم كان يهبطها كأنه يراها.

تماما مثلما فعل بالسيارة.

إبتسامة صغيرة تشكلت على شفاهي وشعرتُ بالفخر بالطريقة التي يتصرف بها بقوة.

كلا! لم يكن يتصرف.

جوني خاصتي قوي جدا.

"أنت تجيد هذا" علقتُ بإعجاب بمجرد أن أصبحنا في الطابق السفلي، وهو اكتفى بهز كتفيه يبتسم ووجهه مصوب للأمام "الحاسة السادسة على ما أعتقد؟"

قهقهة صغيرة أخرى صدرت عنه وإبتسمتُ على ذلك في اللحظة التي سمعت فيها صراخ أحدهم يهتف بصوت مرتفع "أجل يا رجل، تجرعه كله، هيا هيا"

آخرون هتفوا بنفس الكلمات واختلطت الأصوات ببعضها بين الصراخ والهتاف والضحك، بالإضافة إلى الموسيقى الصاخبة، مما جعلني ألفّ عنقي للخلف أرى بعض من شباب مدرستنا و–––

توباييس وودي هنا أيضا؟

اللعنة! لماذا توباييس وودي هنا؟

ضحكاته كانت مرتفعة وضيقتُ عيوني عليه فيما تولدت بداخلي رغبة بالإنقضاض عليه.

لماذا على هذا المدلل أن يأتي إلى هنا؟

نفختُ خداي أدحرج عيناي وقلبتهما أنقل بصري وأمرره على الوجوه جميعها، أرى الكثير منهم، بعضهم من مدرستنا تعرفتُ عليهم مباشرة وآخرون غرباء عرفتُ مباشرة أنهم طلاب السنوات السابقة الذين تخرجوا.

لا أصدق أن هذه هي الفكرة التي خطرت في ذهن جنجر.

دعوة جيش من الأشخاص إلى منزل جدتي؟

عيوني واصلت البحث عن أختي عندما وقع بصري على نايومي ومهلا!

اوه! تقف أمام أحد الشباب وتتحدث معه، إبتسامة صفراء ممتعضة على شفاهها فيما يبدو أنها تكبح غضبها.

نظري حولته إلى الشاب الأشقر الذي يقف أمامها، هيئته مرتبة وجذابة نوعا ما، نمط ملابسه كلاسيكي وبه مسحة من الذكاء الخبيث.

إبتسامة تشع ثقة أم ربما غرور؟ كانت على شفاهه، عيونه خضراء فاتحة وتضيق مع تلك الإبتسامة التي تلوح على تعابيره.

هل يخبرها بشيء ما؟

"إلى أين تريدين أن نذهب؟" جوني خاطبني لكني لم أهتم كثيرا، بشرود أجبته "انتظر"

عيوني ضيقتها بشكّ أنظر للأمام مباشرة إليهما، الشاب واصل الحديث وتلك الابتسامة اللعينة لا تزول، بينما احمرّ خدّا نايومي وانضغطت شفاهها مع بعضها، احتدت ملامحها، رغم ذلك ظلت تتكلف تلك الإبتسامة.

"هل أنتِ بخير؟" جوني سألني.

أين الجميع واللعنة؟ سيتشو؟ هانتر؟ والبقية؟

نظرت حولي أرى الكم الهائل من الأشخاص لكن لا أثر لأي من الأصدقاء، حتى هانتر.

هل قلتُ الأصدقاء؟

تحركت شفاهي بلا وعي أنطق "أعتقد أن أحدهم يزعج نايومي، إنه شاب"

"ماذا؟" صوته ارتفع فجأة بحدة يجعل كتفاي يهتزان بفزع، وأدرتُ عنقي ناحيته أرى الحدة على وجهه، اشتداد فكه وانضغاط تقاسيمه فجأة.

اوه تبا!

"أين؟" رمى سؤاله مباشرة وإبتلعت بتوتر من الحركة المفاجئة، لكنه أضاف مباشرة "أين كلوفر؟"

"أ–أمامنا" خرجت من شفاهي منخفضة ولم يضيع هو أي ثانية في التقدم للأمام، أراه يندفع عندما هتفت أنا به "انتبه جون هناك أشياء–––"

توقفت حينما رأيتُه يصطدم بالطاولة الصغيرة، ثم باللحظة التالية عيوني اتسعت أراه يرفع ساقه ويركلها بعيدا عن طريقه يجعلها تنقلب للجانب ويسقط كل ما عليها.

الأنظار تحولت ناحيته والبعض توقفوا عن الحديث ينظرون إلى هذا المعصوب الذي يسرع للأمام دون أن يرى أمامه.

اللعنة!

"نايومي!" قال اسمها وهي انتبهت له تنقل بصرها ناحيته بالتزامن مع فِعل الأشقر لنفس الأمر.

"جون هل هناك مشكلة؟" هي تحدثت وحمحم الشاب الذي معها، مما جعل جوني ينتبه لوجوده وتحديد مكانه ثم دون أن يدرك أي شيء وجد الشاب نفسه يعود عدة خطوات للوراء إثر اللكمة التي وجهها جوني إلى وجهه مباشرة.

أعتقد أنه كان يستهدف فكه لكن عدم الرؤية جعله يوجهها إلى منتصف وجهه.

"إلهي!" شهقت نايومي بغير تصديق والجميع هذه المرة توقفوا عمّ كانوا يقومون به.

الشاب احتدت ملامحه يضع يده على أنفه وينظر للأمام حيث جوني، بدى كأنه يرغب في قتله، أسنانه كانت منضغطة في حين نطق بحدة "أيها الأعمى اللعين!"

صرخ بآخر كلمة واندفع للأمام يقفز فوق جوني ويمسكه من مقدمة سترته يدفعه ضد الجدار، يده بعد ذلك امتدت الى عنقه يخنقه، يهتف بصوت مرتفع "مالذي تظن نفسك فاعلا؟ أعمى مثلك يضع يده القذرة على وجهي؟"

مدلل سافل!

"توقف ليو" انفجرت نايومي بوجهه تحاول إبعاده عن جوني، وبسرعة وجدتُ أنا أقدامي تهرع ناحيته، أمد ذراعاي إلى ظهر قميصه وجذبته أجعله يلتفت ناحيتي، في حين هتفت بصوت غاضب "غادر المكان"

"وإلا ماذا؟" رفع حاجبه لي ثم عاد إلى جوني الذي سدد ركلة مباشرة إلى معدته مما جعله يعود للخلف قليلا فقط، ومن ثم اندفع ناحيته يرفع قبضته حين أمسكتها نايومي تهتف به بغيظ "توقف حالا"

"دعه وشأنه" صرختُ بالمقابل ورفعت قدمي أركل خلفية ركبته عندما وجدت ذراعه تمتد ويدفعني يجعلني أعود للخلف على وشك السقوط لولا الذراعين اللتان أمسكتاني فجأة.

عيوني ارتفعت للأعلى إلى الخلف أرى هانتر يقف هناك، إبتسامة صغيرة بها بعض الغضب على شفاهه، ونطق بينما عينيه على المدعو ليو "لدينا مشكلة؟"

ثلاثة من الشباب ظهروا من الحشد بالإضافة إلى ليو الذي ترك جوني وتقدم ناحيتنا يثبت عينيه على هانتر، ينطق بحاجب مرفوع "ماذا قلتَ؟"

نظرات هانتر انخفضت إلى يرمي لي إبتسامة صغيرة وتحدث ما يزال ينظر إليّ "لقد دفعتَ فراشتي، أهنتَ صديقي و–––"

رفع عينيه ناحيته يغمزه ويتابع "أزعجتَ يُومي"

بهدوء أبعدني وتقدم ناحية المدعو ليو يقف أمامه وجها لوجه بينما فعل المثل الشباب الثلاثة الآخرون الذين بدوا أنهم أصدقاءه.

ضربات قلبي تسارعت أرى هؤلاء ضد هانتر بمفرده.

تبا! لا أصدق أن الحرب ستقوم داخل منزل جدتي المسالم.

جوني تقدم للأمام لكن يد نايومي أوقفته.

"ماذا هانتر؟ نفذت منك ألعاب السيارات خاصتك؟" علق ليو وإبتسم هانتر بهدوء يرفع حاجبيه "تعرف اسمي؟ هذا سيوفر عليّ دقائق التعريف بنفسي"

ضحكات الشباب هربت منهم يلتفون حوله وحينها رأيتُ فابيو ينضم إليه وتبعه سيتشو الذي كان يضع الشاش حول رأسه.

هذا الياباني لم يُشفَ بعد حتى وجاء ليقف هنا.

إلهي! أشعر أن أحدهم سيموت وجدتي ستلحق بوالدتي في السجن.

"أعتقد أن لدينا مشكلة صغيرة" ضيق هانتر عينيه يقرب اصبعه السبابة والابهام معا ليشير إلى صغر حجم المشكلة، بينما تابع "ويجب أن نحلها بالطريقة التي تريدها"

الشيء التالي الذي رأيته هو اندفاع ليو ناحية هانتر يرفع قبضته في الهواء.

_


"هذا مؤلم"

تذمّر هانتر يلوي شفتيه، يجعلني بذلك أخفض بصري إليه حيث كان يجلس أمامي على الأريكة بينما أقف بمقابلته أقوم بوضع الضمادات على الكدمات التي حصل عليها.

"ٱثبت بوتو، دعني أرى هذه اللعنة معك" تمتمتُ بغيظ أحرك أصابعي على وجهه، وبالضبط في المنطقة الواقعة تحت عينه حيث كانت بشرته مزرقة قليلا؛ ضغطت بإبهامي عليها وأصدر هو هسهسة خفيفة يتمتم "توقفي"

"وأنا التي ظننتُ أني الوحيدة المثيرة للمشاكل هنا" تككتُ لساني أقلب عيناي بسخرية، أتابع "يبدو أن لدي منافس"

"لا تنسي أني أنقذتُ الوضع" تحدث بإبتسامة لا ينزعج أبدا من كلامي وضغطتُ أنا بإبهامي على الجرح تحت شفته السفلية أجعله يتأوه مرة أخرى، يعقد حاجبيه ويرمي كلماته بإنزعاج "توقفي عن هذا"

"جيد" إبتسمتُ برضا على ذلك وتابعت ما كنتُ أقوم به.

لا أصدق أن هذا اللعين بالإضافة إلى سيتشو وفابيو وبالطبع جوني حوّلوا الحفلة إلى مباراة ملاكمة.

أعني واللعنة! حتى جوني؟

جوني ديب صديقي العاقل الذي لا يرى كان يضرب كأنه شبح الموت.

"سيتشو أنت تنزف، إلهي!" صوت أوديت الهلِع جاء من المطبخ حيث كانت معه مع جدتي، وعلى الأرجح يبدو أن إحدى جراحه السابقة انفتحت.

هو يستحق ذلك، لم يطلب أي أحد منه التدخل.

لم يكن ينقصه كدمات جديدة، ما لديه لم يُشفَ بعد ويكفيه حقا.

"باربي والدراما خاصتها" تنهد هانتر يعود للخلف كي يسترخي على الأريكة مما جعله يبتعد عني؛ يجعلني بذلك أرفع أحد حاجباي، أطالعه بإستنكار وهو هزّ رأسه "ماذا؟"

"هل تفعل ذلك عمدا؟"

بالطبع هو يتعمد هذا.

"كلا" حرك رأسه نافيا يتصنع نظرة بريئة، ومن ثم أماله للجانب يضيف "تريدين إنهاء عملك، تعالي إذا"

وقفت مكاني لعدة لحظات أرمش مرات متتالية قبل أن أضع كل شيء جانبا وأبتعد عنه، أنطق ببرود "انسى الأمر، سأبحث عن جوني لأرى إن كان على ما يرام"

"أوه بحقك! هو بخير، نايومي تهتم به" رد مباشرة بصوت مرتفع قليلا يجعلني أتوقف وألتفت ناحيته بكامل جسدي أرى أنه وقف من مكانه بالفعل، عيونه كانت محتدة وإبتسامة صفراء ارتسمت على شفاهه يتابع "أتساءل مالذي يجعلكِ تتعلقين به إلى هذا الحد؟"

ضيقتُ عيناي بإستنكار على كلماته، وخرج كلامي بطيئا حين نطقتُ "ولماذا هذا السؤال؟"

ارتفع حاجبيه وعقد ذراعيه على صدره يبتسم لي، يميل رأسه للجانب وينطق بسخرية "عليكِ إفساح المجال لنايومي، ألا تعتقدين ذلك؟"

ماذا؟

غمزني في نهاية كلامه يجعل عيوني تتسع.

"مالذي–––" قاطعني ينطق "هو صديقك، والأصدقاء لا يعاملون بعضهم بهذه الطريقة فراشة"

"مالذي تتحدث عنه؟" رميتُ سؤالي  بوجهه أحاول أن أكبح إنزعاجي الذي يدعو غضبي، فيما نظر هو لي بهدوء يلتزم الصمت دون أن ينطق بأية كلمة؛ ووقفتُ أنا هناك أطالعه، ليس لديّ شيء لأقوله.

لم تكن المشكلة في كلماته، شعرتُ في تلك اللحظة أني لا أنتمي لأي مكان حقا، كان للجميع شيء يريدونه؛ الجميع دون إستنثاء كل شيء واضح أمامهم، أهداف، مساعي.

عداي.

اللعنة حتى جنجر تستطيع التعامل مع الوضع أفضل مني.

"أكره التنظيف!" صوتها جاء من المطبخ متذمرا، ومباشرة ردّ فابيو يضحك بخفة "بإمكاني مساعدتك"

والآن بعد أن ملأتني هذه المشاعر لا أريد سوى أن أرى أمي وأبي يقفان أمامي الآن، ينظران إليّ بصمت بينما أصرخ أنا بهما، أخبرهما بكلّ ما أزعجني بهم، كل شيء سيء وكل ما هو مقيت.

كل الكلمات القاسية التي كانا يخبران بها بعضهما عند كل شجار يقومان به أمامنا.

لماذا فضّلا الفراق على أن يبقى الجميع رفقة بعضهم؟

أن نبقى نحن رفقة بعضنا؟ كعائلة؟

ثم الغصة عادت تؤلم حلقي عندما عادت إليّ صور هانتر، سيتشو والعائلة الخاصة بهما.

كنتُ أنظر إلى عينيه، أقف أمامه عندما جاءتني تلك الصور، أراه يطالعني بنظرة جادة تحمل مغزى.

"أنا ذاهبة" قلتُ الكلمات ألتفت وبذهني عشرات الأماكن للذهاب إليها، هل سأختار غرفتي؟ مضمار ويست؟ أم أنه الملعب؟

قدماي قادتاني إلى السلالم كي أعود إلى غرفتي، وصوت جدتي داعب سمعي لا أركز في كلماتها، لكن بدى واضحا أنها تقوم بتلطيف الأجواء.

كعادتها؛ جدتي تعرف جيدا كيف تتصرف في كل الأوقات الحرجة، كأنه لم يحصل أي شيء.

لكنها لا تتجاهل أي شيء أيضا.

"تعلمين، لا يمكنك الهرب هكذا في كل مرة تقوم فيها الحياة بركلك"

صوت هانتر جعلني أتوقف مكاني، وعيوني اتسعت قليلا أرمش بضع مرات قبل أن ألتفت للوراء أراه ما يزال يحافظ على نفس النظرات الهادئة الغامضة، بينما تابع تحتد تعابيره "لا يمكنكِ فعل هذا دائما، هذا جبن؛ أنتِ جبانة"

"أنا لستُ كذلك" رددتُ مباشرة بنبرة حادة أضغط أسناني ضد بعضها وكذلك إعتصرتُ أصابعي أشكّل قبضتين من كِلا جانبيّ، عيوني تعلقت بخاصته أرغب في طعنه بنظراتي لكنه ظل هادئا، يتابع "عليكِ أن تدركي أن حياة والديك تخص والديك ولا دخل لكِ بها، ليس عليكِ حمل ثقل لا يخصكِ أنتِ"

تقدم يقود خطواته ناحيتي ببطئ، بهدوء وبروية.

بثقة.

ارتعشت نظراتي بإقترابه ولم أعلم كيف أرد ما ضربني من كلماته للتو، إبتلعت ببطئ، أراقب حركاته وهو يقترب، أضاف "ممّاذا أنتِ خائفة؟ من خسارة أحدهم؟ خسارة نفسك؟ أم أنكِ تخشين إنكشاف نفسك وعرضها للعالم"

"ومالذي تعرفه أنت عني؟"  الكلمات رميتها مثل السم أرغب بأن تضربه وتجعله يتوقف، لكنه فقط قام بمحو المسافة الفاصلة بيننا يقف أمامي مباشرة، ذراعيه لكلا جانبيه وإبتسم بجانبية إبتسامة غير ظاهرة يصدر 'هه' خفيفة، يرفع أحد حاجبيه وينطق "أعرف أنكِ تحجبين نفسك كثيرا، أن لديكِ الكثير لتقوليه"

قشعريرة سرت على طول عمودي الفقري وافترقت شفاهي لثانية قبل أن أبتلع وأنطق مباشرة بإبتسامة صفراء "تجد متعة في هذا؟ بوتو؟"

لكنه تجاهل كلامي بالكامل، يضيف "تقودين السيارات بتلك الطريقة، تصرخين، تتعلقين بجوني وتحاربين كل شخص يقترب منكِ"

انحنى لمستواي ورفع سبابته إلى جانب رأسي يطرق بخفة ويتابع إلقاء كلماته "لديكِ شيء هنا يشغل بالك بإستمرار، ربما تريدين أن تعرفي حقا كيف سيكون الأمر عندما تتصرفين على طبيعتك الحقيقية"

قلبي ضرب مرتين بقوة على كلماته وإرتجافة هزت جسدي في حين إنخفضت يده للأسفل إلى أعلى صدري على مستوى القلب وطرق هناك بأصبعه على بشرتي "لديكِ هنا مشاعر محبوسة، أنتِ ترغبين في تجربتها كلوفر"

أخذتُ خطوتين للوراء أشعر بحرارة وجهي وعلمتُ أن وجنتاي أصبحتا باللون الأحمر الآن، إبتلعت آخذ نفسا أحاول به عدم إبداء الإنفعال الذي أجهل سببه، هل هو كلامه؟ الحقيقة؟ صوته؟ أم لمسته؟

"ظننتُ أننا عقدنا صلح بيننا" رفعتُ حاجبي أميل رأسي للجانب، أراه يحرك كتفيه ببساطة، يلوي شفاهه قليلا بتفكير "فعلنا"

"توقف عن إزعاجي إذا"

"لا أحد يزعجكِ بالطريقة التي أفعل أنا فراشتي، كِلانا يعلم أن هذه هي الحقيقة" كان واثقا للغاية، متأكد للغاية أن لا خطأ في كلماته.

"كيف تعرف هذه الأمور؟ لا يمكنك أبدا أن تجزم، تخيل أن أطلق عليك أحكامي من خلال أفعال عشوائية تقوم بها! هذا غير منطقي البتة" اندفعت ناحيته وطالعته بتحدي، لكن نبضاتي والحرارة في صدري كانت ما تزال هناك.

منذ سمعتُ ما قاله.

ضحكة صغيرة خرجت منه يهز كتفيه "الأمر يختلف عندما تكون والدتك طبيبة نفسانية، فراشتي أنا معالجك هنا"

نطق كلماته بصوت منخفض يغمزني، وإقترب مني يمد يده ليأخذ واحدة من خصلاتي ويعيدها للخلف، ينطق بهدوء "لا أحد مجبر على حمل أثقال غيره كلوفر، لا أنتِ ولا أنا ولا أحد بهذا العالم"

ارتجفت مرة أخرى وشعرت بشيء يجعل نظراتي ترتعش مرة أخرى بينما أحول بصري إلى خاصته أرى تلك العيون البنية مثبتة عليّ، ثم هو منحني إبتسامة صغيرة، يضيف بنبرة أكثر هدوءا "توقفي عن وضع الحواجز، ولا تفكري بأي أحد لأن كل منا يسير بطريقه المخصص له"

حتى أمي؟

أمي؟

"أنت حقا لا تفهم" خفضتُ نظراتي للأسفل وقبضتاي كانتا ما تزالان معتصرتين، في حين هو أجابني مباشرة "على الأقل هذا ما أريده منكِ في الوقت الحالي"

"ماذا تريد؟" سألت مباشرة أرفع بصري مرة أخرى، وهو إبتسم بجانبية "جناحيك ليسا بتلك القوة كي يحملا هذا الكم من الأشياء، جربي أن تحلقي قليلا"

غمزني يضيف "وقبّليني لأني ملاكك الحارس"

دفع وجهه بإتجاهي عندما دوّى صوت انكسار شيء ما من المطبخ يتبعه مباشرة صوت أوديت الفزِع "آسفة! أوه إلهي!"

باربي ومشاكلها.

تبادلنا الأنظار أنا وهانتر أراه يتنهد، يبتعد عني قليلا وينطق "لماذا جلبتُها معي؟ لماذا جلبتُ سيتشو منذ البداية؟ ليس به أي فائدة ترجى حين تكون هي في الجوار"

كان يطالع المطبخ عندما قال كلماته تلك ولا أعلم كيف هربت الحروف من شفاهي أنطق "هذا ينطبق عليكَ حين أكون أنا في الجوار"

إلهي!

هانتر لفّ عنقه مباشرة ناحيتي، لكني لم أنتظر أي لحظة، وبسرعة هرعتُ أقود خطواتي ناحية المطبخ، لا أرغب أبدا برؤية ومواجهة نظراته الآن.

ليس الآن واللعنة!

لأني الآن عليّ الإهتمام بأمر باربي التي يبدو أنها كسرت شيئا ما، وأتمنى ألا يكون كأس قهوتي المفضل لأني سأقطع يديها حينها.

لن أفعل في الواقع.

لكن هذا لا يعني أني لن أفعل أي شيء أيضا.

_

"سيتشو هلاّ أعطيتني علبة السكر؟" أوديت تحدثت بضحكة صغيرة تقوم بتحضير الكعك مع جدتي.

"حاضر" نطق هو يفعل بالضبط ما طلبته منه، ورفعتُ حاجبي أرى الطريقة التي يتحرك بها كأنه غير مصاب البتة.

لا أصدق أنه رفع شعره للأعلى يعقصه بماسك مطاطي فقط لأنها طلبت منه ذلك.

تأثيرها كبير عليه، وأفضل تسمية الوضع بتأثير باربي.

تماما كما يحدث الأمر مع جوني الآن الجالس رفقة نايومي في الخارج على الأريكة يستمعان لبعض التسجيلات ويبدو أنها تخبره أو تشرح له ما يتم عرضه على الشاشة أيضا.

في الواقع لم أستطِع أبدا منع الإبتسامة من الظهور عندما رأيته على ذلك الشكل.

ربما كان مع هانتر حق عندما قال لي أفسحي المجال لنايومي.

وعلى ذكر ذلك، أين هو الآن؟

لففتُ عنقي بإتجاه مكان وقوفه قبل قليل بجانب الثلاجة، ولمحته رفقة جدتي يقوم بتحضير طبق صدور الدجاج، إبتسمت عندما رأيته يضع مريول الطبخ أيضا حول خصره، خصلاته تتدلى على جبينه ويضحك على نكات جدتي الغير مضحكة.

جدتي بدت مثل مراهقة تستمتع بأيامها، رغم كل الفوضى التي عمّت المكان بعد الشجار والتي تحتاج لتنظيف مكثف، إلا أنها لم تبدُ أنها تبالي على أية حال.

حسنا، الجميع يبدون بخير.

"ٱنظر إليّ، هل تؤلمك؟" تكلمت أوديت بصوت رقيق تلمس وجه سيتشو الذي أمال رأسه ناحيتها يبتسم لها برفق، ينطق بهدوء "قليلا فقط، فابيو قام بكل شيء"

صحيح، فابيو يضرب مثل فلاش، جعل فكي يسقط عندما رأيت السرعة التي يوجه بها ضرباته الغير ماهرة لكن سرعته كانت كافية بإفزاع الجميع.

هل هو إنسان حتى؟

"لا تدخل في أي شجار مرة أخرى" يديها كانتا تقومان بالخبز عندما خفضت بصرها إلى جسده صعودا وهبوطا، تتابع "ما زِلتَ لم تُشفَ بعد"

كلماتها جعلتني ألكم باطن وجنتي، ودون إنتظار رد سيتشو، أنا فقط تحركت للخارج أغادر المطبخ، لا أعلم حقا ما يجب عليّ فعله.

أرغب في الإستمتاع مع جدتي، و–––هانتر.

لكني في نفس الوقت لا أشعر بتلك الرغبة في ذلك، شيء في داخلي يجعلني لا أرغب سوى في النوم، ربما الركض أو فعل شيء ما.

لا أستطيع نسيان ما حصل مع والدتي، طلاق والديّ، والأوراق التي أراد أبي أن أطبعها من حاسوب أمي.

تنهدتُ أغمض عيناي أسمع صوت جوني يخاطب نايومي لكني لم أتمعن في أية كلمة قالها، هما كانا يضحكان معا، لكني لا أفهم.

حاسوب أمي.

صحيح.

"فابيو انتظر" صاحت جنجر تضحك بصوت مرتفع بينما تلاحقه ينزلان الدرج معا، ورفعت بصري إليهما أرى كل منهما يحمل كيس قمامة.

صحيح، هما يقومان بالتنظيف.

هززتُ رأسي أعود لما كنتُ أفكر به وصحيح....حاسوب أمي.

كان في غرفتها، وكان بإمكاني الذهاب إليه ببساطة لكني لا أعلم لماذا فضلتُ ألا أفعل، أردتُ فقط أن أخرج وأغادر المنزل.

شعور أن أكون بمفردي من دونهم، ربما لأتحدث كيفما أشاء.

وأعتقد أني أعرف المكان المناسب لهذا بالضبط.

ركضتُ أعود إلى المطبخ وحمحمت "جدتي اسمعي! سأقوم بجولة في الخارج لبعض الوقت"

أملتُ رأسي بإبتسامة أتابع "لن أتأخر في العودة"

هي إلتفتت لي تعطيني نظرات لينة ويدها كانت تمسك بخاصة هانتر، تنطق "ستكونين بخير؟"

لماذا تمسك يده؟

هذه جدتي أنا وليست جدته.

"أجل" قلتُ ببساطة وهانتر أعطاني نظرات غامضة لم أفهمها، لكني لم أنتظر أي لحظة أخرى وإلتفتت مباشرة أغادر المنزل، في عقلي وجهة واحدة فحسب.

_


وقفت أمام ملعب كرة القدم القديم أطالع صمته وسكونه بهدوء، إبتلعت آخذ خطواتي الأولى للأمام إلى حيث السياج السلكي المحيط به، وبسرعة قفزت للأعلى أقوم بتسلقه؛ لم يكن مرتفعا كثيرا وليس به أية أسلاك شائكة لذا لم أجد أي صعوبة في بلوغ أعلاه ومن ثم القفز للداخل.

نفضتُ يداي ومن ثم استقمت واقفة أراقب الهدوء المسائي الجميل الذي يطغى عليه ويغطيه.

لا شيء كان به صالحا، لا الأرض ولا المقاعد ولا أي شيء، لكني شعرتُ حقا برغبة تغمرني بأن أركض في مساحته.

لذا بهدوء أنا سرتُ أخلع سترتي القطنية السوداء ورميتها على الأرض لا أكترث البتة إن إتسخت.

لم يسبق لي الإهتمام بهذه الأشياء مطلقا.

سمعت أحدهم في يوم ما في مضمار ويست يقول أن الفتاة التي لا تخشى تلطيخ نفسها بزيت السيارات وانكسار أظافرها بينما تلف المقود، لا يمكن لأي شيء آخر إخافتها.

وأعتقد أن معه حق.

عدا أني الآن––––ربما أشعر ببعض الخوف.

وأخطر أنواع الخوف هو أن تخاف من شيء تجهله.

إبتلعتُ وقبضت على أصابعي أترك أقدامي للريح، أبدأ الركض وأسرع منذ البداية، نبضاتي شيئا فشيئا تتسارع والأفكار أرغب في طردها بعيدا عني.

لستُ فتاة ترقص.

لستُ فتاة تبكي.

لستُ فتاة تلوم الآخرين.

لستُ فتاة كما يريد منها الجميع أن تكون.

اللعنة! انا كلوفر فقط، كلوفر سكوت فحسب ولستُ أي أحد آخر.

قال هانتر أني أخشى كشف نفسي؛ أكره إذا أن معه حقّ، أكره هذا حقا.

ضغطتُ على أسناني أطلق صرخة عبرت الهواء وتلاشت مع النسائم بينما أواصل الركض ألف ساحة الملعب كله.

حبات من العرق تشكلت على جبيني، تحت ذقني وعلى عنقي.

كنتُ أنفعل وحرارتي إرتفعت.

ليس بي علّة، ليس بي لوثة، ولستُ مريضة.

أنا متسابقة أيضا.

كلوفر سكوت.

"أنا كلوفر واللعنة!" توقفت أهتف بإسمي عاليا، ووقفت مكاني أسترجع أنفاسي، فبدلا من أن أشعر أني بحال أفضل، وجدت صدري يضيق أكثر وعيوني ترى بقعا بيضاء أمامي.

لهثتُ بقوة وإنخفض صوتي أتمتم "أنا كلوفر سكوت"

بدى أشبه بالهمس، ووجدت نفسي أنحني لإلتقاط مجموعة من الأحجار الصغيرة، أتقدم للأمام حيث باب معدني موضوع بإهمال وإبتلعت أقف على بعد مسافة معينة منه أحمل واحدة من الأحجار وتمتمت "اللعنة على الجميع إن كانوا سيرفضوني"

رفعت يدي أرميها بقوة موجهة إياها مباشرة ناحية الباب أسمع الصوت الحاد الذي دوّى إثر الإرتطام، وإبتلعتُ آخذ واحدة أخرى أضيف "اللعنة على أمي"

رميتها مرة أخرى والصوت كان أقوى.

"وعلى أبي"

حجر صغير آخر، ورمية أخرى.

"وعلى الضغط والدراسة والحياة وكل شيء"

مرة أخرى وهذه المرة صرخت بأقصى صوت لديّ "تبا لكِ، أنت المريضة التي تحملين علّة عقلية لا أعرف عنها شيئا"

رميت كل الأحجار وصدري كان يعلو ويهبط بوتيرة متسارعة، وخزتني عيوني أتذكر كل الكلمات، الضحكات والسخريات.

الوجوه تتالت صورها في ذهني، وتكرر كثيرا كلام هانتر يصمّ أذاني.

"أجل، أنا أخشى كشف نفسي" ركلت واحدة من الأحجار ولم أدرك حجمها إلا حينما تسلل الألم إلى مقدمة قدمي كالسم يؤلمني، يجعل حرارتي ترتفع، عيوني آلمتني وهذه المرة تبللت تتجمع بها بعض الدموع.

لستُ فتاة تبكي، لستُ كذلك.

"اللعنة عليكَ هانتر أنت أيضا، اللعنة عليك لأنك تعرف هذا، فهمت؟" صرخت بصوت انكسر، وإبتلعت العقدة في حلقي، أتقدم لأركل شيء آخر، أتابع "اللعنة على أبي، أجل لن أعطيك تلك الأوراق اللعينة، هل تفهم؟ لن تأخذها"

سحقا!

لم يسبق لي الشعور بهذا من قبل، لم يسبق لي مطلقا أن تألمت بهذا الشكل.

انخفضت ساقاي تنثني كل منهما، ووجدت نفسي أجلس على الأرض، أدفن وجهي بين يداي، عيوني آلمتني لذا بكيتُ.

تركتها تخرج بألم وبكيتُ.

"تبا لكما، يا لكما من والدين حقا!" صوتي كان منكسرا متألما، مثل طفل صغير أنا غطيتُ عيوني جيدا كأني أخشى أن يراني أي كائن حي ويحكم عليّ بالإعدام لخطئي.

الخطأ....أنا فتاة لا ترقص ولا تبكي.

اللعنة لا تبكي.

"هذا يؤلم، إتفقنا؟ يؤلم كثيرا" تابعتُ وهززت جسدي أنتفض أرغب بخروج كل شيء بعيدا عني، لكنه هنا، عليّ أن أمر من خلاله.

"أنتِ طفلتي كلوفر"

صوت أمي تردد في ذهني، وارتعشت شفاهي أنطق بصوت أصبح أضعف "هل الأمهات يخبرن طفلاتهن أن لديهن علة عقلية، أمي؟"

صدري كان يؤلمني حقا، ووجهي أصبح رطب بسبب البلل الناتج عن الدموع.

إستنشقت ما نزل من أنفي وإبتلعتُ ريقي آخذ معه تلك الإرتعاشات التي داهمتني، يداي مرّتا تمسحان وجهي بأكمله وفي اللحظة التالية أنا رأيتُ الظل أمامي يجعل هلعا خفيفا يضرب روحي، قبل أن أرى الساقين أمامي تهبطان وتنثيان وببطئ شديد أنا رفعتُ بصري للأعلى ووقع مباشرة على هانتر الذي كان ينظر إليّ بهدوء.

إبتلعتُ وأردت حقا أن أختفي في تلك اللحظة لأنه رآني بهذا الشكل.

إنتظرت أن يعانقني ويخبرني تلك الكلمات اللطيفة المتفهمة التي من شأنها إشعال فتيل غضبي أكثر.

لا تعانقني واللعنة.

إبتعد عني.

لكنه فقط تحدث بهدوء يجذب يدي ويفتح راحتي أمامه، يضع بيده الأخرى مفاتيح سيارة فيها، ومن ثم نطق "تريدين القيادة؟"

سيارة أخرى؟

شهقة خرجت مني أستنشق السائل الهابط من أنفي ورمشتُ أطالعه حين إبتسم بعدما وضع المفاتيح في يدي وامتدت أصابعه تبعد عني خصلاتي التي إلتصقت بجانب وجهي، قبل أن يتابع بشبه إبتسامة "لا أمانع إن حطمتِها"

ماذا؟

لماذا أشعر بهذا الآن؟ عندما لمسني وعندما قال ذلك، لماذا هذا الشعور يغمرني؟

كأنه–––بحر دافئ للغاية.

والألم هنا في الداخل كان مثل الحصان البري، يركل ويضرب ويؤلم بقوة منذ الصباح. لكن الأمر لم يكن منذ الصباح.

أنا غذيته من زمن بعيد للغاية، منذ مدة كان هذا الحصان البري يستعد لينقض عليّ.

لم يكن يوصلني لبرّ الأمان مثلما توقعت، كل شيء انهار.

"موافقة فراشة؟"

_

Continue Reading

You'll Also Like

2.1K 211 7
"" تحمل فتاة السلوان على كتفيها جناحين من الأحلام، تحلق فوق أمواج الحياة كمتزلجة على بحار الامل، حيث يلتقي السحر بالواقع، الماء بالسماء تصبح أميرة اط...
962 253 16
المُـوبِقُ هُوَ الحَـاجِزُ العظِيمْ المُستحِيل لوقُوع شَئ. حَاجِرْ دِينِيْ، عقَائِدِي، إجتِماعِيْ، ثقَافِيْ وَ فكْرِي هـوَ ماسَيجعَـل إجتمَاع شَخصَان...
5.8K 530 10
موجاتٌ من الزَّيف أنارت دروبنا وقناعُ القوةِ أبى السُّقوط عن ثغورنا، والإفشاء عمَّا تحويه قلوبنا من صدوعٍ دُفِن صدى اللَّهفة والحاجة فيه. من رحم الز...
178K 9.2K 63
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .