سريع

By itsmaribanks

872K 73.5K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

16- السارقة أم المتسابقة؟

16.9K 1.4K 1.2K
By itsmaribanks

الأسبوع القادم سيكون أسبوع الإمتحانات. مالذي يمكن أن يكون أسوأ من هذا؟

"هانتر أعطاكِ سيارته؟"

سؤال أوديت تردد أمامي، وألقيتُ نظرة خاطفة عليها أراها تضع يدها في جيوب تنورتها البيضاء القصيرة، فيما الأخرى تعدل بها خصلاتها الشقراء، تتركه ينسدل على كتفها العاري ليقوم بتغطيته بسبب القميص القطني القصير ذا اللون الوردي الكاشف لأحد الكتفين الذي كانت ترتديه، ومن ثم عدتُ أجمع أغراضي بعد رنين جرس نهاية الدوّام، ورميتُ حقيبتي على ظهري أهمّ بالسير وتتبعني هي.

سحبتُ قلنسوة سترتي البيضاء ذات السحاب، وأزلقت يداي في جيوب بنطال الجينز الضيق خاصتي، أدقّ الأرض وأتبع مساري للأمام، صوت وقع حذائي الرياضي اختلط مع خاصة كعب أوديت.

رددتُ "تصحيح، لقد أعارها لي طوال هذا اليوم"

إبتسامتي كانت واضحة على شفاهي أغادر قاعة الصف وأقود خطواتي عبر الرواق فيما أرفع كتفاي مثل جندية، عيوني للأمام تلمع بإنتصار وشعرتُ أني السيدة الحاكمة هنا.

اللعنة! أحبّ هذا.

"مهلا لحظة! تقولين أن هانتر أعاركِ سيارته بهذه البساطة فقط؟" أوديت سبقتني تسير بطريقة معكوسة وتنظر إليّ بجاجب معقودين، تقطيبة على جبينها وترمش بغير فهم، ملامحها كانت غير مصدقة.

هززتُ رأسي "نعم، لقد فعل"

فعل لأني رافقته الليلة الماضية للمضمار، وصدقا لقد كانت الأجواء مثيرة، خاصة بوجود جوني.

نايومي قضت ساعتين معه البارحة يتحدثان عن السيارات، وكنتُ أقوم بحساب كل دقيقة تمرّ كي أزوده في وقت لاحق بالمعلومات.

أحب هذا ايضا واللعنة.

"بدون سبب؟" ضيّقتْ عينيها بشكّ ورفعت أحد حاجباي أطالعها بنظرات ثاقبة "هل يجب أن يكون هناك سبب؟"

"أعني––" توقفت تهزّ كتفيها، تقلب عينيها في الجوار وتتابع بعدها "ليس من عادته فعل هذا"

رمشتُ عدة مرات أقلب الفكرة في ذهني، ليس من عادة هانتر أن يعير سيارته لأي شخص؟

"حسنا، لقد فعل معي" حركتُ كتفاي بغير إكتراث، أمرر عيوني على الطلاب، خاصة توبايس وودي صاحب سيارة الجي تي ار، أراه يقف أمام خزانته، ظهره متكئ على بابها المغلق ويبتسم يحادث رفاقه في فريق كرة السلة.

لا أحب هذا الشاب. إنه مدلل وماهر في كرة السلة و....لديه سيارة رائعة.

أنا نوعا ما أشعر بالغيرة منه، وأدرك هذا جيدا.

أريد واللعنة الحصول على ما لديه.

"أعتقد أنه معجب بكِ كلوفر" أوديت رمت كلماتها تجعلني أتصنم مكاني، عيوني اتسعت قليلا وطالعتها مباشرة أرفع أحد حاجباي، قبل أن أبتسم، أطلق ضحكة ساخرة وأقلب عيناي كأنه أغبى شيء سمعته في حياتي.

وبالفعل، إنه أغبى شيء سمعته من أوديت.

"ذلك البوتو معجب بي أنا؟ إذا أنا سيئة الحظ" تككتُ لساني بسخرية وضحكت أوديت تعود إليّ بخطوات سريعة وتسير بجانبي، هي ضربت كتفي بخفة تتمتم "ٱنظري للجانب الجيد، أشهر متسابق والأسرع أيضا"

غمزتني في نهاية كلامها، تجعلني بذلك أقلب عيناي، أبتسم فيما أجذب مفاتيح سيارته من جيب بنطالي "يمكنني أن أكون الأسرع أيضا، هذا لا يجعله مميزا"

لماذا لا يُعجب بي شخص يشبه جوني؟ لماذا هانتر لا يشبه جوني؟

هذا جنون! أعني مجرد التفكير بالإرتباط بشخص إسم جروه بوتو، يجعلني أُصاب بالعمى.

" هو فتى جيد" أوديت أضافت، ووجدتُ نفسي أتساءل في داخلي، هل هي تقف في صفي أم في صفه؟

"اوه هو الأفضل، أراهن على هذا" رميتُ كلماتي بسخرية وأصوات الطلاب كانت تضجّ بصخب وتملئ الرواق.

أوديت مطّت شفاهها وإبتسمت لا تضيف أية كلمة بينما نتابع سيرنا، ولم يستغرق الأمر طويلا حتى وصلنا نحو المخرج، وعضضتُ شفتي بين أسناني أوسع إبتسامتي أتقدم فيما ألعب بمفاتيح السيارة بين أصابعي، عيوني مسلطة على البي ام دابليو المتوقفة هناك أمام مبنى الثانوية، بدت لي مشعة، مملوءة بالخطر والمغامرة والحماس، وأنا أحب هذه الخلطة السحرية.

"ستركبينها؟" أوديت لحقت بي، وإبتسمت قبل أن أطلق ضحكة صغيرة "لا، سأخبئها في حقيبتي مثلما تفعلين مع سلاحفك"

"كلوفر لا تقولي هذا أمام فيفي، ستسمعك وتتأثر" هي ردت بإنزعاج بريء، واكتفيت أنا بعدم قول أي شيء، أعلم في صميمي أنه لا فائدة من مجادلتها عندما يتعلق الأمر بالسلاحف.

أعدتُ رمي عيناي ناحية السيارة ومباشرة أسرعت في خطاي أقترب منها، أضغط على المفاتيح، وأسير لأفتح الباب.

إنحنيت ألقي نظرة للداخل، أبتسم وأهمس بسعادة مكتومة "مرحبا أيتها الفاتنة، كيف الحال؟"

أغمضتُ عيناي بعدها أستنشق الرائحة بداخلها، مميزة وتليق بها. كانت خليطا بين الجِلد الجديد، النار المحترقة والعطور الرجولية.

أحببتها.

لا أستطيع إنكار ذلك.

"لا زلتُ غير قادرة على فهم مالذي يفكر به هانتر" أوديت تمتمت ترمي كلماتها فيما تسير لتركب في المقعد المجاور للسائق.

"أنا لا أهتم أوديت، توقفي عن التفكير في الأمر" أجبتُ بغير إكتراث، ما أزال أركز مع السيارة، أحافظ على إبتسامتي وركبتُ أجلس على المقعد خلف المقود، أغمضتُ عيناي أستمتع بالأمر، أدفن جسدي جيدا في المقعد المريح ويداي وضعتهما على المِقود أمرر أصابعي عليه، أشعر بروحي ترتبط بالسيارة، تطير في فضاء آخر، لا أرى فيه سوى شعلة نارية تخترقني وتلفني برائحة البنزين والدخان.

"مونلايت" نطقت أوديت بهدوء ورمشتُ أقوم بلفّ عنقي ناحيتها، وهي أعطتني إبتسامة رقيقة تتابع "إسم السيارة، مونلايت، ألم يخبركِ؟"

مونلايت؟

إسم مثير يجعلني أريد الإرتباط بهذه السيارة.

لا أصدق أن بوتو لم يخبرني بهذا.

"لم أكن أعلم عن هذا" هززت رأسي بخفة، أمسك بالمقود جيدا، وبعد هذه الكلمات شعرت حقا أني صديقة هذه السيارة، "لا يستخدم لسانه سوى لإزعاجي"

"كان ليخبركِ إن سألتِه" قهقهت بخفة وإبتسمتُ أنا أميل رأسي، وأراها تفتح حقيبتها وتُخرج السلحفاة خاصتها.

رائع، الآن عليّ تحمل كلام الأطفال الذي تخبرها به طوال الطريق.

"ما هي وجهتكِ أوديت؟" رميتُ سؤالي فيما عيوني مسلطة عليها تقوم بتقبيل رأس السلحفاة الصغير الذي دخل مباشرة إلى قوقعته، تجيبني بضحكة "مضمار ويست، لا مكان آخر أفضل منه لقضاء الوقت"

أتمنى لو كنتُ مكانها، لا تقلق عليّ والدتي عندما تعلم أني مع هانتر أو سيتشو.

بصدق، أنا معجبة بالطريقة التي يثق بها والديها في هذين الإثنين، هانتر ريدكاي وسيتشو تاكاهاشي.

"حسنا، إلى مضمار ويست إذا" هتفتُ بحماس أجعلها تبتسم لي وأصابعها تعبث بالسلحفاة التي أصبحتُ أشعر بالشفقة عليها حقا.

بطريقة ما، بدأتُ أحب هذا، أعني هذه المدعوة فيفي أو أيا كانت.

قمتُ بتشغيل السيارة أستعد للقيادة في اللحظة التي سمعتُ فيها صوت الطرق على الزجاج، يجعلني بذلك أجذب أنظاري ناحية النافذة، أرى الأظافر الطويلة ذات الطلاء الأخضر الصارخ تنقر أمامي.

عقدة تشكلت بين حاجباي وفتحت النافذة أطالع الواقفة أمامي برفقة إثنان من الفتيات، عيونها الخضراء الباهتة طالعتني ترمش عدة مرات، وشفاهها تحركت تنطق بصوت ملتوي "أليست هذه سيارة هانتر ريدكاي؟"

ماذا؟

لففتُ عنقي ألقي نظرة على أوديت أنتظر منها أن تخبرني بهوية الفتاة، إلاّ أنها بدت جاهلة للأمر أيضا.

"مالذي تفعله سيارته معكِ؟" تابعت الغريبة تعاود جذب أنظاري ناحيتها أراها تعيد واحدة من خصلاتها البنية الفاتحة ذات الدرجة القريبة من الصُفرة، ونظفتُ حلقي أرفع أحد حاجباي "عفوا! لكن من تكونين؟"

مسحتها بناظراي أرى الفستان الأحمر الداكن القصير الذي كانت ترتديه تحت سترة فورميلا بنفس اللون وحذاء ذا كعب رفيع ذا لون أسود.

"عفوا؟" كررت من بعدي تطالع الفتاتان اللتان تذكرتُ للتو أنهما موجودتان، ورميت نظرة خاطفة على كل منهما، إحداهما كانت شقراء، بينما الأخرى سمراء ذات شعر أسود بدرجة داكنة للغاية.

"تمزحين صحيح؟ لا تعرفين من أكون؟" رفعت أحد حاجبيها ونبرتها حملت نوعا من الفخر.

هذا يزعجني ويجعلني أرغب بطحنها تحت مونلايت.

"تعرفين هذه الواقفة هنا أوديت؟" قلتُ أرفع طرف شفاهي في إبتسامة ساخرة ورميتُ نظرة على أوديت التي حركت رأسها نافية، تهزّ كتفيها وتنطق "لم يسبق لي رؤيتها"

"أوه آنسة––" توقفت أخفض بصري إلى سترتها، أبتسم وأتابع بنبرة تظاهرت جعلها مهذبة "آنسة فورميلا، لا أعرفك"

تبادلت الأنظار مع رفيقاتها ولاحظت حمرة صغيرة تطغى على وجهها، تحمحم وتوجه لي إبتسامة صفراء "لا أعتقد أن لديكِ مفهوم السباقات في عقلك أيتها الصغيرة، وإلاّ لكنتِ عرفتِ من أكون، ولما تجولتِ في سيارة غيركِ"

"مالذي فعلتِه حتى حصلتِ عليها؟ قمتِ بمداعبته؟" سخرت الشقراء تجعل الجميع يضحون، وضربت كفها بالسمراء الطويلة.

"مالذي قلتِه للتو؟" هتفت بحدة أفتح الباب وأترجل من السيارة مباشرة، آخذ خطوتين ناحيتها وإندفعت أمد ذراعاي وأهز كتفيها، أتابع بصوت أعلى "تتحدثين عني أيتها الساقطة ذات المؤخرة الملتوية العارية؟"

"كلوفر! إلهي!" أوديت اندفعت بقلق، والطلاب تجمعوا ينظرون إلينا، فيما شدت الأفعى السامة الشقراء أسنانها أمامي تطالعني بحدة وتدفعني للخلف بالمقابل، "ما مشكلتكِ؟ متوحشة، ما هذه الطريقة الهجومية؟"

"لا تفتحي فمك المرة المقبلة" رميتُ كلماتي وإلتفتتُ أعود للسيارة، عندما أوقفني كلامها فجأة "لكن هذا لا يعني أن ما قلته غير صحيح"

"ساقطة" همست تحت أنفاسي، وإستدار جسدي أندفع ناحيتها كالوحش قبل أن أقفز فوقها أسمع هتافات الطلاب للشجار.

"أقسم سأجعلكِ تلعقين القذارة أيتها ال––"

قاطعني صوت أوديت "كلوفر! توقفي"

"ابتعدي عني أيتها المجنونة" هتفت الشقراء بالمقابل تدفعني بعيدا عنها وتجعلني أقع على الأرض بجانبها، كنت على وشك العودة لمهاجمتها في اللحظة التي شعرتُ فيها باليد التي تمسك بأعلى ذراعي بقوة، تجعلني أرفع رأسي للأعلى وأول ما إلتقطته هو تلك النظرات المتقدة في زوج العيون البنية، الإبتسامة الهادئة والحاجب المرتفع؛ كان يرتدي سترة رياضية سوداء وبنطال جينز أزرق داكن مع حذاء رياضي أسود بحواف بيضاء.

هذا ما كان ينقصني. وجود بوتو في الوقت الذي تتم إهانتي به.

"هانتر!" الشقراء وقفت بسرعة واندفعت بعد ذلك تتابع "إن كنتَ تبحث عن سيارتك فهي مع––"

هانتر لم يسمح لها بمتابعة كلماتها وركز نظره عليّ، يميل رأسه وينطق "قفي فراشة"

"أستطيع فعل ذلك بمفردي، لستُ طفلة" بصقتُ كلماتي بحدة أنفض ذراعي منها وأدفع جسدي للأعلى كي أقف.

هو إبتسم ثم أبعد نظره عني يعيده على الفتيات، عيونه ركزت على صاحبة العيون الخضراء، ينطق بهدوء "مالذي يحصل هنا ستيلا؟ ألا يمكن للعالم أن يتخلص من إزعاجك؟"

"سيارتك كانت معها وفكرتُ ربما تكون مسروقة" المدعوة ستيلا ردت بإبتسامة ونبرتها كانت هادئة تماثل خاصة هانتر.

"أنا سارقة أيتها الساقطة؟" اندفعت ناحيتها وشعرتُ أني على وشك الإنفجار في اللحظة التي إلتفت فيها ذراع هانتر حول خصري يرجعني للخلف وينطق "توقفي فراشة"

انحنى يهمس بضحكة "سيحترق جناحاكِ"

"كلوفر ليست سارقة" أوديت رفعت صوتها وهانتر أطلق تنهيدة يهمس "أين أنت سيتشو لتنقذني"

"أوه حقا؟ وماذا عن الطريقة التي تهاجم بها الآخرين؟" الشقراء تحدثت تلوي شفاهها بإشمئزاز، تتابع "ألا تعرف من نكون؟"

"نعم وسأفعل ذلك مرة أخرى إن فتحتِ فمكِ مرة أخرى" رددتُ بالمقابل وكنت أشعر برغبة داخلية تعتمر في صدري كي أقلتها وأقتلع حلقها.

ساقطة!

تستفزني وتتدخل فيما لا يعنيها ومن ثم تدعوني بالسارقة والمتوحشة.

إن كان الأمر كذلك، فحسنا، أنا كذلك.

"هذه فتاتي، ستيلا! ألا تعرفينها؟ كلوفر سكوت التي حطمت رقمي القياسي في السرعة" هانتر تحدث بأريحية واتسعت عيناي فيما افترقت شفاهي ألفّ عنقي نحو أوديت التي إبتسمت.

أوه صحيح! كنتُ قد أخبرتها أني لا أواعده وأنها كانت كذبة وطلبتُ منها عدم إخبار نايومي.

لكن الآن بعد أن قالها هانتر، أعتقد أني لن أنجو من تحليلاتها التي تسبب الصداع.

الفتيات تبادلن الأنظار وفجأة شعرتُ برغبة في فعلها، كان عليّ فعل شيء ما لإثارتها مثلما أثارت أعصابي، لذا دون تردد وجدتُ نفسي أبتسم بسخرية، أشبك أصابعي بخاصة هانتر الذي طالعني دون التفوه بأي شيء، وأملتُ رأسي لها أغمزها "مفاجأة عزيزتي، صحيح؟ تعلمي ألا تفتحي فمك واستخدمي عقلك للتفكير"

بتلك الكلمات أنا طالعت هانتر، أرسل له قبلة في الهواء قبل أن أضيف "هيا بنا عزيزي إلى المضمار"

"بالطبع" نطق هو بصوت مرتاح، يتبعني فيما ما أزال أسحبه، وبمجرد وصولنا إلى الباب جاءتني الكلمات

"ظننتُ أن ذوقك في المتسابقات أرقى، هانتر. مبتدئة؟" المدعوة ستيلا رمت كلماتها ووجدت نفسي أطحن أسناني ضدّ بعضها واعتصرت أصابع هانتر بين خاصتي، أسمعه يردف بهدوء "دعكِ منها"

"اوه حقا؟ من منا المبتدئة؟" لم أكترث لكلماته وأفلتّ يده أتجه صوبها، أعقد ذراعاي على صدري وأرفع ذقني بثقة، عيوني إلتصقت بها في حين النظرات كانت عليّ.

ستيلا إبتسمت بخفة تطالعني، ترفع ذقنها هي الأخرى وتتحرك شفاهها تنطق بنبرة حملت الثقة بين طياتها "الأقل سرعة"

عيونها شعّت بالتحدي ورمشتُ أفهم ما كانت تقصده، أرى إبتسامتها تتسع، ترفع حاجبها وتمرر لسانها على شفتها "خائفة؟"

"منكِ؟ قطعا تتوهمين" تككتُ لساني بسخرية وهي تبادلت النظرات مع رفيقاتها، قبل أن أتابع أنا "لنرى من منا البطيئة"

عيوني إحتدت وأضفتُ بصوت مضغوط "الآن"

"موافقة" ردّت مباشرة وإبتسامة ساخرة إرتسمت ترفع طرف شفاهي ناحيتها.

"قابليني في مضمار ويست بعد ساعة" بتلك الكلمات أنا تراجعتُ أعود للسيارة، أسمع هانتر ينطق بصوت جامد أخفى القلق بداخله "لا يمكنكِ فعل هذا"

"من سيمنعني؟ أنت مثلا؟ هيا تفضل" قلتُ بحدة أراه يقف أمامي بصمت، شفاهه تشكلان خطا رفيعا، يجعلني بذلك أضرب صدره بخفة وأتخطاه، أهتف بأوديت "فلنذهب باربي"

"هيا بنا" هي رمت كلماتها وكِلتانا ركبتا قبل أن أصفع الباب ورائي بقوة، أمرر عيوني على الجميع من خلال النافذة وأخيرا إستقر بصري على هانتر أرسل له نظرات ثاقبة، إيماءة صغيرة صدرت عني ومن ثم إنطلقتُ أقود مبتعدة عن المكان، أصابعي تلتف حول المقود كأني أودّ إقتلاعه من مكانه، أضغط على دواسات الوقود ولا أخفف من السرعة مطلقا.

عيوني كانت كأن النيران تشتعل بها، خفقات قلبي تسارعت أكرر الكلمات في ذهني.

مبتدئة، مبتدئة، مبتدئة.

الساقطات. من هي المبتدئة؟ كنت أراقب أمي وهي تلعب بالسيارات مثل الدمى أثناء القيادة عندما كنتُ في الثامنة.

سأفوز في هذا السباق وأرفع أصبعي الوسطى لهن.

"كلوفر إهدئي" أوديت تمتمت بصوت خفيف يحمل نبرة قلق في طياته، إلا أني رغم ذلك لم أخفف السرعة، بدلا من ذلك إبتسمتُ أنطق "أنا هادئة أوديت، لم أبدأ العبث بعد"

هذا صحيح.

ما زلتُ لم أجرب الحركات القاتلة التي أخبرني عنها جون جون خاصتي.

وجدتُ نفسي فجأة أهدأ بمجرد تذكره، أنفاسي تهدأ وأعصابي ترتاح كأنه لم يحصل أي شيء.

جوني خاصتي، صحيح، هو من سيكون معي.

خففتُ السرعة قليلا وجذبتُ هاتفي أضغط على إسمه وأتصل به، سمعتُ صوت الرنين من الجهة الأخرى للحظات قليلة قبل أن يفتح الخط، وجاءني صوته الهادئ "ماذا يا قطعة السكر؟"

لقد علِم أنها أنا، تطبيق الإتصالات الخاص بأمثاله أفاده إذا في معرفة من يتصل به.

نايومي هي من قامت بهذه الإضافات في هاتفه كي تساعده في الإتصال والقيام بمختلف الوظائف الأخرى.

لحسن الحظ أن صورها ليست في معرضه، دون الحديث عن حديثي معه عنها على الانستغرام. ستكون فضيحة إن وجدتها.

إبتسامتي إتسعت عند سماعي لصوته ورددت مباشرة لا أعطي تركيزي للقيادة "جون جون كيف حال المتسابق معصوب العينين؟ هل رأيتَ منشورات الانستغرام؟ الجميع يتحدثون عنك، أصبحتَ مشهورا يا رجل بعد سباق البارحة"

أنهيت كلماتي أسمع ضحكته القادمة من الجهة الأخرى، عميقة وبها بحة خفيفة، قبل أن ينطق "هل تصدقين أنني إستيقظتُ للتو؟ على صوت نغمة الرنين التي تحمل إسم كلوفر سكوت"

"آسفة جون جون، أنا بحاجة إليكَ بعد ساعة في المضمار" طرطقتُ لساني، واتخذ هو لحظات من الصمت، يضيف بعدها "وقعتِ في مشكلة؟"

"الأمر ليس كذلك، أنا فقط––" حاولتُ التفسير عندما قاطعني فجأة "اوه بحقك! أنتِ حقا واقعة في مشكلة"

"نوعا ما" رميت كلماتي أعضّ شفتي بخفة، ألفّ المقود للجانب وأسمعه يتنهد بقلة حيلة "لا تستطيعين البقاء عن المشاكل دون تواجدي معك، صحيح؟"

"جوني هذه المرة لم يكن خطئي، إحدى الساقطات نعتتني بالمتسابقة المبتدئة وتحدتني أن نقوم بسباق في مضمار ويست، ولهذا أحتاجك كي تشجعني بعد ساعة هنا، أرجوك جون، أرجوك، أرجوك وافق" اندفعتُ في الحديث، فيما جاءني صوت أنفاسه الهادئة، يأخذ وقته.

"كلوفر!" هتفت اوديت فجأة!

وصوت بوق سيارة ارتفع يفزع اللعنة بداخلي ولمحتُ زنجية ترفع صوتها من السيارة لي بغضب "ركزي على القيادة"

كلماتها جعلتني أندفع، وبدون تردد أنا خرجتُ من النافذة أصبخ بالمقابل "اللعنة عليك"

"هل تستخدمين الهاتف أثناء القيادة أيضا؟ كلوفر!" شدد على إسمي بحدة وإحمرّ وجهي مباشرة أدرك أن  جوني على الخط.

تبا!

"أراك بعد ساعة جوني في المضمار، أحبك وسيمي" بتلك الكلمات أنا أغلقتُ الخط وتنهدتُ بإستسلام، أعاود السيطرة على السيارة، وأسمع أوديت بجانبي تنطق "تبدين مستعدة للسباق"

لففتُ عنقي ناحيتها أرى تعابير التشجيع متوزعة على ملامحها، إبتسامة داعمة ونظرة مشعة، فيما تتابع "أثق في قدراتك"

"شكرا" قلتُ بهدوء ولا أعرف كيف ظهرت تلك الإبتسامة الرقيقة التي وجّهتها لها قبل ان أعود للتركيز على الطريق.

قضمتُ باطن وجنتي أغرق في الموقف الذي حصل للتو، لا أعلم، لكني أشعر فجأة أني أعرف أوديت منذ زمن طويل.

حسنا، أنا أعرفها منذ زمن، لكن هذا ليس المقصد، ما أعنيه هنا، هو أنها تبدو مثل–––لا أعلم! شخص يعرفني جيدا وأنا أيضا أعرفه.

كأننا قضينا وقتا طويلا معا.

الإنتماء ربما؟

تبا!

لكن أوديت بدأت تظهر لي بهذه الطريقة، ولم أعد أريد من اليوم أن يمرّ دون وجودها.

"الأصدقاء يدعمون بعضهم، لا داعي للشكر" هي قالت بضحكة صغيرة مملوءة بالحيوية تضع يدها على كتفي، تجعل بذلك انقباضة تقبض على صدري.

الأصدقاء يدعمون بعضهم.

هم يفعلون.

_


"أخبري أمي أني بمنزل توبايس وودي لاعب كرة السلة صديقك، ستصدق"

رميت كلماتي إلى جنجر من خلال الهاتف وكرهتُ نفسي عندما قلتُ ذلك.

أعني، لماذا قد أكون في منزل توبايس وودي؟

"مالذي ستفعلينه في منزل وودي مثلا؟" صوت جنجر المشوش جاءني كأنها تقرأ أفكاري.

"لا أعلم جنجر، اختلقي أي عذر مناسب لها، أخبريها أني في أول موعد لي مع ثيو أندريس، هي تحبّ هذا الشاب الغني" اندفعتُ وضحكت كلتانا بمجرد إنهائي لكلماتي.

"حسنا سأرى بهذا الموضوع، وستدفعين لي لاحقا" جنجر تحدثت وأرسلت لها قبلة في الهواء قبل أن أغلق الخط. لففتُ عنقي في المدرجات الممتلئة بالمشاهدين المتحمسين، الشاشات التي كانت تعرض المضمار بأكمله والموسيقى التي تصدح في الجوّ.

اللعنة! هناك فتى دي جي مراهق يشغل موسيقى كالفن هاريس.

أحبّ هذا.

"كلوفر" صوت النداء جعلني أدير عنقي نحو مصدره عندما وقع بصري على أوديت القادمة ناحيتي، برفقتها نايومي تمسك بمعصم جوني وتساعده في تبيّن الطريق.

إبتسامتي اتسعت مباشرة ودون إنتظار أنا ركضت أتخطى الجميع وأقود خطواتي نحو جون جون خاصتي، أصطدم بجسده وألفّ ذراعاي حول خصره بقوة، أدفن وجهي في قميصه الأسود، وأنطق بإبتسامة "إشتقتُ إليك"

"كيف حالك قطعة السكر؟" كلماته كانت ممزوجة بضحكاته المنخفضة يضع يده على شعري، ورفعتُ رأسي إليه أتأمل هيئته، عصابة سوداء تحيط بعينيه، شعره المصبوغ بدرجة فاتحة أكثر راجع للخلف بطريقة جذابة، وشوم عنقه ظاهرة وكذلك خاصة ذراعيه.

"جيدة بوجودك جون جون" تراجعت للخلف أرى الصورة الكاملة، قميص أسود قصير الأكمام، بنطال جينز أسود وحذاء ثقيل بنفس اللون.

أسود بطريقة مناقضة للصبغة الفاتحة جدا.

أحببته.

"تبدو وسيما" قلتُ بإبتسامة، ومباشرة نطقت نايومي تضحك "أخبرته بهذا"

"أنتِ أخبرتِه؟" رفعتُ حاجبي لها اراها تومئ بإبتسامة في اللحظة التي قرص فيها جوني يدي بخفة يجعلني أخرس، وبدلا من ذلك منحتها إبتسامة رقيقة أغلق فمي للأبد.

"سيتشو هنا، أوه يا إلهي!" أوديت هتفت بحماس والجميع وجهوا أنظارهم إلى حيث كانت تشيى بعينيها، لففتُ عنقي أنا أيضا أرى سيارة الأودي السوداء تتوقف حيث السيارات المصطفة بشكل عشوائي، يُفتح بابها وينزل منها هانتر بإبتسامة جانبية على شفاهه، يسير ليلتف حول مقدمتها، ويفتح الباب الآخر، ينحني ليساعد سيتشو في الخروج منها.

عيوني لمعت وإبتسامتي ارتسمت دون وعي مني أرى الياباني يقف على قدميه، يلفّ جبينه بضمادات ويترك خصلاته السوداء تتدلى فوقها، كان معه عكاز يرتكز عليه بواحدة من ذراعيه، بينما الأخرى يلفّها حول رقبة هانتر.

كان يرتدي ملابس جلدية سوداء بدءا من السترة الجلدية فوق القميص، ومن ثم بنطال الجينز، قبل أن ينهي ذلك بالجزمة ذات العنق القصير، إبتسامة على شفاهه رغم آثار الكدمات التي تغطي وجهه.

شعرتُ بالسعادة لوجوده هنا.

أوديت إندفعت ناحيته تركض ولم يستغرق الأمر سوى لحظات عندما قامت بلفّ ذراعيها حول خصره بخفة كي لا تؤلمه، تجعل من إبتسامته تتسع.

"تاكاهاشي، تاكاهاشي، تاكاهاشي، تاكاهاشي"

المضمار تمّت زلزلته بأصوات الهتافات وأدرتُ عنقي أرى الجميع يصرخون بإسمه، أشعر بشعر جلدي يقف، شيء في صدري يتسع، ومن ثم ألقيتُ نظرة على سيتشو أراه يفلت العكاز ويرفع ذراعه عاليا بإبتسامة جذابة على شفاهه، وبدون وعي مني أنا هتفتُ بإسمه أيضا بصوت مرتفع.

في اللحظة التالية ظهرت سيارة أودي أخرى تتوقف أمام خاصة سيتشو، واتسعت عيناي ألمح فتاة ذات ملامح يابانية تنزل منها، ترتدي ملابس جلدية سوداء، شعرها الأسود ينسدل على طول ظهرها وتطرق بجزمة ذات كعب مرتفع وعنق طويل، ملامحها تشبه خاصة سيتشو وسارت ناحيته تعانقه، وبعدها فعلت المثل مع هانتر وأوديت.

"ميرا!" نايومي هتفت بصوت حماسي مع إبتسامة واسعة على شفاهها، قبل أن تندفع ناحيتهم.

وبقيت مكاني أسير لأقف بجانب جوني، أرمش عدة مرات وأستوعب أن الواقفة هناك هي شقيقته.

"أخيرا جاءت من اليابان" تمتم جوني يضع يده على كتفي، وإبتسمتُ بخفة "تشبهه كثيرا"

عيون هانتر ارتفعت في تلك اللحظة يرسل لي قبلة في الهواء ويغمزني بعدها، يجعلني بذلك أبعد عيناي عنه، أطالع صفوف السيارات واراقب الهتافات.

أستعد لبدأ السباق خاصتي.

_


"لا تسرعي عند الإنطلاق"

هانتر تحدث فيما ينحني من نافذة السيارة يلقي نظراته وكلماته عليّ بهدوء، يلفّ عنقه ويأخذ نظرة خاطفة عليها قبل أن يعيد أنظاره عليّ يتابع "ستيلا متسابقة جيدة وذكية، ستمنحك وقتك أولا وتراقبك، لذا لا تسرعي وتكشفي كل أوراقك، اتفقنا؟"

"فهمت" رددتُ ألف عنقي للجانب الآخر أراها تطل من نافذة سيارتها، تبتسم بمكر والثقة كانت تشعّ من عينيها.

ساقطة!

"لا تكوني واثقة أيضا، تصرفي بمنطقية" هانتر أضاف وعقدتُ نظراتي بخاصته أرى الجدية الطاغية على تعابيره، يبتسم بجانبيه ويمدّ ذراعه ليعيد خصلة خلف أذني "لا تخسري فراشة، لأني سأسخر منك حتى آخر يوم في حياتك"

"سأفوز وسترى بوتو" قلتُ أغمزه وهو إبتسم لي.

"إلى خطّ الإنطلاق" الصوت جاء من المكبّر وتبادلت نظرات التحدي مع ستيلا، هانتر إبتعد وقدتُ أتقدم للأمام بالموازاة معها.

عيوني كانت على طريق المضمار تلمع، لمحتُ إحداهن تقترب في المنتصف وترفع راية حمراء في يدها، وإبتلعت ألفّ أصابعي جيدا حول المقود، هي طالعتني الفتاة ذات الشعر المجعد حالك السواد تهتف "مستعدة؟"

إبتسمتُ أشعر بأنفاسي تصبح أسرع أهز رأسي "مستعدة"

"مستعدة؟" وجهت سؤالها إلى ستيلا وأدرت رأسي ناحيتها أراها تخرج يدها من السيارة وترفع أصبعها الأوسط لي بإبتسامة هادئة "ولدتُ مستعدة"

جسدي اهتز بغضب من حركتها، ولا أعلم لماذا أدرت رأسي أبحث بعيناي عن هانتر بين الحشود أراه في المقدمة، يحرك رأسه لي نافيا ويلوح بيده كأنه يقول لي 'لا تنفعلي ودعكِ منها'

"الفائز من يقوم بجولة كاملة في المضمار ويعود إلى نفس النقطة بوقت أقل من الآخر"

نطقت الفتاة وكلتانا هزت رأسها، ثم بدأ العدّ يظهر على الشاشات وصوت إلكتروني يقرأ الأرقام

"ثلاثة، إثنان، واحد، إنطلق!"

بتلك الكلمات أنا قدتُ للأمام أتخطاها وأتركها خلفي، رميتُ نظراتي من المرآة الجانبية أرى أنها لم تنطلق بعدها وتعالت الهتافات بإسمها تنادي وتهزّ المضمار.

إبتلعت وافترقت شفاهي لا أفهم مالذي تفعله، لكني رغم ذلك واصلتُ القيادة أبادل بصري بين الطريق وبين المرآة أرى إن كانت قد أقلعت أم لا، لكنها استمرت في البقاء هناك لستين ثانية قبل أن تنطلق.

ارتفع حاجبي بغير فهم ولم يستغرق الأمر طويلا عندما صعقني الإدراك بما تفعله.

ترى ما لديّ وتدرسني.

شددتُ أصابعي حول المقود وصغطت أسناني ضد بعضها.

خففتُ السرعة قليلا في اللحظة التي مرّت فيها من أمامي مثل البرق تتخطاني وتجعلني أتخلف عنها.

هذا ليس جيدا بتاتا. عليّ الفوز.

بدون تضييع ثانية أنا همستُ "هيا مونلايت"

ضغطت على دواسات الوقود أجذب عصا ناقل الحركة وزدتُ السرعة أتقدم منها وأمحو المسافة الفاصلة بيننا عندما وجدتُ سيارتها تقف أمامي تعيق طريقي.

ستيلا أخرجت أصبعها الأوسط، تطل برأسها وتهتف "ماذا يا فتاة؟ لا تستطيعين التخطي؟"

لعينة!

ضغطتُ على أسناني حتى آلمني فكّي، ولففت المقود للجانب الأيسر أراها تفعل المثل وتعيقني، فعلتُ الشيء نفسه مع الجانب الأيمن وفعلت هي المثل أسمع ضحكاتها تصدح في الجوّ وتختلط مع هتافات الحشد لها.

"هل أصبحتِ تعرفين من أكون الآن؟" هي قالت ذلك وإندفعت للأمام تسبقني، تجعلني ألحقها ومجددا وقفت في طريقي تعيقني على الوصول.

حركاتها أغضبتني وألهبت أعصابي بكاملها. عيوني أدمعت من شدة الغضب وغصة تشكلت في حلقي أرى أننا قطعنا منتصف الطريق بالفعل.

مستحيل! أنا لن أخسر، ليس أمامها.

"ستيلا, هيا ستيلا" سمعت صياح إحداهن وإنقبض قلبي على ذلك.

"ستيلا" آخرون هتفوا بتقدمنا أكثر في الطريق، وزممت شفاهي أحاول التركيز، ناورتها لمختلف الجوانب لكنها كانت تقف حائلا بيني وبين التقدم للأمام، ترمي لي إبتسامتها المقززة من المرآة.

سحقا!

هاتفي رنّ في جيبي فجأة ولم أتردد في سحبه، بمعرفتي بالفعل من المتصل، أنا فتحت الخطّ أسمع صوت هانتر "قودي بطريقة معكوسة"

"ماذا؟" إفترقت شفاهي أراقب الشاشة أمامي في السيارة تشير إلى إقترابنا من الوصول.

هانتر تابع "إفعليها، الآن"

إبتلعت أنظر أمامي، أراها تبتعد عني، وزدت سرعتي أتحكم بالمقود بذراع واحدة فيما الأخرى تمسك الهاتف، أقترب منها وأراها تصدّني.

"افعلي ما طلبه منكِ كلوفر، إلتفي حولها" صوت جوني جاءني وافترقت شفاهي فيما لمعت عيناي أفهم مقصد كل منهما.

"فهمت" أغلقت الخط أرمي الهاتف بغير إهتمام، وإبتسمت أجذب عصا ناقل الحركة، أهمس تحت أنفاسي "إستعدي لبعض المتعة أيتها الساقطة"

حسنا، ها نحن ذا!

علي التركيز.

لففتُ المقود للجانب الأيمن أحاول المرور في اللحظة التي أعاقتني، تجعل إبتسامتي تتسع، يداي إرتجفتا وشددت أصابعي حول العجلة فيما تسارعت ضربات قلبي واضطربت أنفاسي أشعر أن كل العيون عليّ الآن.

بسرعة ودون إضاعة أي جزء من الثانية أنا ضغطت على المكابح للحظات قبل سحبي لعصا ناقل الحركة ومن ثم لففتُ المقود أدور بالسيارة بزاوية 180 درجة وألتفّ حولها، أرى وجهها أمامي، عيونها مسلطة عليّ بذهول وإبتسمتُ أغمزها وأرسل لها قبلة هوائية.

لم يستغرق الأمر طويلا حين عدتُ لإستخدام ذراعاي الإثنين أعيد لف المقود للجانب الآخر، أمنع إستمرار الإلتفافة وأقود في خطّ مستقيم لكن هذه المرة للخلف بمقابلتها.

قلبي كان يضرب بقوة جعلتني أفكر أنه على وشك التوقف، وإبتلعتُ ريقي، أضع ذراعي حول المقعد المحاذي لي فيما أدير رأسي للوراء وأقوم بإستبيان الطريق.

كان عليّ الإسراع؛ لكن هذه المرة بشكل معاكس. أي أنه عليّ القيادة للخلف بأقصى سرعة لي.

أصوات الهتاف إرتفعت من الحركة التي قمتُ بها، فيما إبتلعتُ أبتسم وكل جسدي كان يرتجف.

كنتُ أشعر بالفخر أن مونلايت لم تخذلني.

الأمر ليس متعلقا بمحرك السيارة ولا نوعها، إنما بالسائق الذي يتولى قيادتها. وفي هذه اللحظة أنا أثبتّ لنفسي أني جيدة في هذا.

هي ضغطت على أسنانها بغضب تزيد سرعتها وتحاول أن تتخطاني عندما واجهتها أقف في طريقها، أجعل السيارة تزأر ولا أفقد تركيزي على ما يدور خلفي.

كنا نوشك على الوصول وبسرعة أنا زدت السرعة للخلف أخرج ذراعي وأرفعها عاليا، برز أصبعي الأوسط يرسل لها تحية خاصة وإبتسمت أهتف "يعجبكِ ما ترينه أم تريدين بعض الحركات المثيرة؟"

بتلك الكلمات أنا لففتُ السيارة أقوم بإنسياق 360 درجة، آخذ دورة كاملة حول نفسي فيما أتقدم للأمام ثم بعد بضع ثواني كانت اللحظة التي وصلتُ فيها الخطّ أعبره، يقفز قلبي وتنضغط رئتاي، معدتي إنكمشت وأنفاسي تسارعت كأنها الأخيرة.

صوت الصافرة الحاد إرتفع وصرخ الحشد بشكل مجنون فيما ذراعاي كانتا على المقود أعيد السيارة لمسارها الصحيح، آخذ إنسياقا أخيرا تحتك عجلاتها بالاسفلت بصوت حاد يؤلم السمع، قبل أن أتوقف أخيرا، أفتح الباب وأرفع ذراعاي في الهواء، أرى صورتي معروضة على الشاشات.

عيوني أدمعت وإبتلعت أتسلق السيارة، أقف على سقفها وأخلع سترتي أكشف عن القميص القصير الأبيض الذي كنتُ أرتديه، لوحتُ بها في الهواء وإرتفعت الموسيقى حولي تجعلني أحرك جسدي معها.

كل شيء في داخلي كان يصرخ، يهتف بالإحتفال والحماس.

الحشد تجمعوا حول مونلايت يهتفون ويصفقون لي، فيما صوت التصفيرات يرتفع.

وواصلت تحريك جسدي أشعر بالفخر يملؤني حتى النخاع، يقع ناظراي على المدعوة تنزل من السيارة وتصفع بابها بحدة، معالم الغضب تطغى على وجهها.

إبتسمت ورفعت أصبعي الأوسط لها مرة أخرى أهتف "موتي بغيظكِ"

الحقيرات كثيرات.

شعرت بصوت خطوات خلفي ولففتُ عنقي أجد هانتر يقف بجانبي، إبتسامة على شفتيه ومدّ ذراعه يحيط جانب خصري ويجذبني ناحيته، يجعلني بذلك أفلت سترتي لتقع عند قدماي، فيما يده الأخرى شابكت أصابعها خاصتي، يتمتم بخفة "لقد فعلتِها فراشة"

جسده تحرك مع خاصتي على أنغام الموسيقى وضحكاتي إرتفعت مع خاصته أضع يدي على كتفه وأراقصه، دون تردد، دون تساؤل، ودون انفعال.

تماشيتُ معه فحسب كأنها لحظات لا تحمل لا إسم ولا تاريخ ولا أي شيء، كنتُ أرقص لأن إحساسا عميقا يغمرني ويملؤني حتى النخاع، يجردني من هويتي ويتركني هنا غارقة أراقص هانتر ريدكاي فقط.

بوتو والفراشة يرقصان.

واللعنة علي لأني أقول هذا، لكن هذا ليس مهما الآن.

"ياو! هانتر! هل هذه هي حبيبتك المزيفة؟" سيتشو هتف من الأسفل يقف متكئا على شقيقته ميرا، ومعهما اوديت، جوني ونايومي، إبتسم هانتر بطريقة جانبية، يلفّ عنقه ناحيته، يلقي نظراته على الجميع ويردّ بصوت مرتفع "لا، هذه حبيبتي الحقيقية"

عيوني إتسعت أطالعه عندما أدار رأسه ناحيتي يعطيني غمزة سريع وقبلة على الخد، يتابع "واصلي الرقص فراشة، واصلي الرقص"

لا أعلم لما ظهر الإحمرار على وجنتاي ولم أستطع هذه المرة التفوه بأية كلمة، أنا اكتفيت بالإبتلاع، أتحرك وضرباتي ما تزال متسارعة منذ نهاية السباق.

كل شيء كان جيدا، كل شيء يبدو في مكانه الصحيح، وشعرتُ أني أنتمي إلى تلك اللحظة، بين رائحة البنزين والنار، وأصوات الصراخ والعجلات، بين شعور الغضب والإندفاع، وإحساس الأدرينالين.

هنا، في مضمار ويست ولا شيء سواه.

ثم بعد ذلك كل شيء حصل بسرعة، عندما سمعتُ النداء الغاضب بإسمي.

"كلوفر!"

لففتُ عنقي وتجمد جسدي، توقف الدم عن الجريان في عروقي واتسعت عيناي أرى أمي واقفة بجانب اوديت، تمسك بجنجر من قميصها، وشقيقتي حركت شفاهها بأسف تنطق بدون صوت "لقد أجبرتني على إخبارها، آسفة"

إلهي!

إبتعدتُ بسرعة عن هانتر وانحنيتُ أحمل سترتي، قبل أن أقفز من فوق السيارة أشعر بالنظرات جميعها عليّ، خاصة نظرات أمي.

أنا في ورطة حقيقية هذه المرة.

_

يتبع...

رايكم؟

توقعاتكم؟

أفضل مشهد؟

أفضل جملة؟

_

See you soon ❤️

Luv.

Continue Reading

You'll Also Like

548K 41.8K 15
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
2.1K 211 7
"" تحمل فتاة السلوان على كتفيها جناحين من الأحلام، تحلق فوق أمواج الحياة كمتزلجة على بحار الامل، حيث يلتقي السحر بالواقع، الماء بالسماء تصبح أميرة اط...
902K 61.6K 26
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
17.4M 896K 181
حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصب...