سريع

By itsmaribanks

872K 73.5K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

14- مضمار ريدكاي

17.2K 1.4K 1.2K
By itsmaribanks

بعد يومين

هانتر

"بحقك! أنت تمزح صحيح؟"

سيتشو تحدث بصوت ضعيف، ينظر إليّ وجسده مستلقي على سرير المشفى، يجعل ضحكة تخرج مني، أهز رأسي مؤكدا "صدقني الأمر صحيح، والدك تحدث مع عائلة جوني وجلب أسماءهم جميعا، وحدث ما حدث"

أجل، لا أصدق أنا أيضا أن دايتو وآيس فعلاها وإختطفوا ذلك المدعو سيث زينفر مع جميع أصدقاءه وأفراد عائلته المسؤولين عن الأمر، ثم قاموا بإقتلاع رجولتهم، قبل أن يقرر داي ترك أمر التخلص منهم لآيس والكر، الذي الإله يعلم أين أخذهم.

"لقد جعل الأمر حرفيا يا رجل" ضحكتُ أسير ناحيته، أبعد خصلاته المتدلية عن جبينه كي لا تزعجه، قبل أن أضيف "مالذي تتوقعه من دايتو تاكاهاشي؟"

"أبي مجنون" ضحك بصوت متعب وإبتسمتُ أومئ له، أفكر في الطريقة التي رفض فيها والدي الفكرة، لكن دايتو وآيس لم يترددا بعد كل شيء.

هما مجنونين.

"أجل، ولا تنسى آيس" علقتُ أرفع أحد حاجباي أبتسم له، لمعة إستمتاع كانت تظهر على ملامحه المتعبة رغم ذلك كان ما يزال يُجبِر إبتسامته على أن تلوح وتظهر.

"كيف تشعر؟" تمتمتُ أرمي قارورة مشروب الطاقة في الهواء وأعيد إلتقاطها، أفتحها وآخذ أول رشفة أشعر بالمذاق الغازي في فمي، عيوني عادت عليه أراه يومئ لي بخفة "قال أحدهم أن لديّ سبعة أرواح"

كلماته جعلت ضحكة تهرب مني ومن ثم تقدمت أضرب كتفه بخفة كي لا أؤلمه، أضيف "المضمار يشتاق لكَ منذ الآن"

"أرغب في هزيمتك في سباق" هو سايرني في الموضوع يضحك يجعل إبتسامة مغرورة تظهر على شفاهي، أغمزه "تقصد أنا من أهزمك"

قهقات خفيفة صدرت عنه لعدة لحظات قبل أن يأخذ ثواني من الصمت، يرمي سؤاله بنبرة إهتمام "كيف حال أوديت؟"

"لقد كانت تبكي مثل الأرملة لأجلك" علقتُ أضحك وأدحرج عيناي، آخذ رشفة أخرى من قارورتي وأتابع فيما أقوم بتقليد صوتها "أوه يا إلهي، أنقذ سيتشو المسكين أعدك أني لن أغضب منه مرة أخرى"

"هي قالت هذا؟" سيتشو فتح فمه مع إبتسامة بلهاء على شفتيه، يجعلني أتكّ لساني، آخذ رشفة أخرى وأومئ مؤكدا "أجل بكل حرف وكلمة، إنها باربي خاصتك، تتذكر؟"

"أين هي الآن؟ هل هي بخير؟" الإهتمام بدا واضحا في نبرته يجعل إستغرابي الداخلي يزداد في كل مرة أراه يمنحها هذا القدر من الإهتمام والعطف.

أعني، كيف يعقل أن تتعلق بإنسان لهذه الدرجة؟

أوديت بيرد لو لم تكن جارتنا وأعرف أنها بلهاء منذ صغرنا كنتُ لأحكم عليها بأنها تستغل عواطف سيتشو، لكن أوديت باربي؟

كلا، هذه فتاة قادمة من كوكب آخر، وحتى الآن ليس بمقدوري تحديد فصيلتها.

حسنا، بعد كل شيء، أعتقد أنها لطيفة.

كل ما في الأمر أني لا أفهم لماذا ألبرت متعلق بها لهذه الدرجة!

"هي بخير، عادت للمنزل مع والدها" قلتُ بهدوء أتابع حركاته بعيناي، أراه يطلق تنهيدة، ينظر أمامه بشرود "هل أبي ما يزال غاضبا؟"

"ما يزال يريد صفع مؤخرتي مئة مرة" قلتُ أهز كتفاي وأقلب عيناي بسخرية، أسمع صوت التكة التي أطلقها بلسانه، ينظر إليّ "جهز نفسك"

"أوه يجب عليّ فعل ذلك"

"عليكَ فعل ماذا؟" الصوت الأنثوي جذب إنتباهي وإلتفتت أرى نايومي تدلف للغرفة وفي يدها علبة طعام وبعض العصائر والأدوية.

اوه صحيح، الأكل اللين لأجل فكّ سيتشو الذي تعرض لإصابة مؤلمة، ولا يجب أن يتناول أي أطعمة صلبة أو صعبة المضغ.

"صباح الخير أيها الوسيمين" قالت تضحك دون أن تنتظر ردة فعلنا، تسير ناحية الطاولة المحاذية للسرير وتضع كل شيء عليها، قبل أن تتحرك إلى سيتش، تنحني إلى مستواه وتطبع قبلة على خدّه الأيمن ثم الأيسر.

"لسوء الحظ أني مصاب بإعاقة مؤقتة ولا استطيع إبعادك" سيتشو علّق بسخرية يجعلني ونايومي نضحك بخفة.

"لقد احضرت طبق بطاطس مفرومة لذيذ" قالت تعرضه أمامه وتقوم بفتح العلبة.

ضحكاتها صدحت في المكان وسيتشو تنهد بإستسلام يراقبها تقرب أول ملعقة من فمه مثل طفل صغير.

هذا ذكرني فجأة ب—–الفراشة وصديقها.

جوني.

زممتُ شفاهي وفي تلك اللحظة غابت إبتسامتي واحتدت ملامحي أتذكر منظر كلاهما معا في كل مرة كنتُ أراهما بها.

وكل شيء اختفى أمام ناظراي في اللحظة التي إنهار فيها صديقها.

بقدر ما أحب إزعاجها لكن لم يعجبني مطلقا منظرها بذلك الشكل.

أو بالأحرى منظرهما، أعني....لا أحد منهما يستحق.

"هل تحدث أحدكم مع جوني اليوم؟" رميتُ سؤالي ناحية نايومي وكنتُ أقصدها مع جميع أفراد عائلتي وعائلة سيتش، أرى الأنظار تتجه ناحيتي ولاحظتُ أن نايومي أخذت وقتا للصمت قبل أن تبتلع بخفة، تصدر إيماءة شبه ظاهرة وتردّ بهدوء "آدم فعل"

لم يكن يرغب في رؤية أية أحد، لكن مع أبي لم يقاوم.

"جاك أيضا تحدثت معه" نايومي أضافت وأومأتُ أنا أرسل شبه إبتسامة صغيرة، أشعر في داخلي بالثقة في قدرات والدتي على مساعدته.

كنتُ أحترم ذلك الشاب كثيرا، حتى دون أن أخبره أو أظهر ذلك.

تعجبني طريقته في الحديث والتعامل مع المواقف السيئة.

يذكرني بأبي نوعا ما.

وأبي يحترم هذا الشاب، وأنا أحترم من يحترمه أبي.

"لقد غادر هذا الصباح" نايومي أضافت تقطع حبل أفكاري، وعيوني إرتفعت أرمقها بهدوء أرى لمعة حزن فيهما، هي تابعت فيما تضع الملعقة في علبة الطعام تجعل بذلك سيتشو يزفر، "أعتقد أن على أحدنا رؤيته"

"سأذهب أنا" قلتُ مباشرة أرى إيماءة صغيرة تصدر عنها.

_

"تفضل" كلوفر تحدثت بصوت هادئ على عكس العادة تقدم قطعة حلوى إلى جوني وتضعها في فمه.

حسنا، هذا كثير بالنسبة لصديق، أليس كذلك؟

عيوني راقبت الإثنين يجلسان على أحد مقاعد المشاهدة في ملعب كرة سلة، جوني كان ينظر للأمام مباشرة، يبتسم بهدوء فيما يمضغ قطعة الحلوى.

"تبدو وسيما جدا" ضحكت كلوفر بخفة وإبتسامة إرتسمت على شفاهي فيما أقوم بالترجل من السيارة، أصفع بابها ورائي بخفة وأسير للأمام إلى حيث يجلسان وأول من جذبتُ إنتباهه كانت هي..

"أهلا فراشة" غمزتها أخرج لساني وهي قلبت عينيها، تلوي شفاهها بغيظ وملامحها إحتدت "أهلا بوتو"

"أهلا جوني" اقتربت منه آخذ يده في مصافحة سريعة أرى إيماءته فيما يحدق في الفراغ فقط، عيونه تخلو من أية ردود أو مشاعر.

لا شيء.

"هانتر، كيف الحال؟" هو علّق بإبتسامة ولانت ملامحي أبتسم، أومئ وأتخذ جلستي بجانب كلوفر، أتحدث "مضماري يفتقد إثنين من أفضل متسابقيه"

رأيتُ عيون كلوفر تُصوّب ناحيتي، فيما تابعت أطالع ملامح جوني، أرى تعابير الإمتنان تغزوه.

أجل، أحب طريقة علاج أمي.

"ما رأيكَ بجولة يا رجل؟" مددت يدي أمام كلوفر أتخطاها وأضرب كتفه، أتابع "ألم تشتق إلى السيارات؟"

الحقيقة أني أنا من إشتقتُ لهؤلاء الرفاق في الجوار، ولا أطيق صبرا كي يعود صديقي المفضل وهذا الجوني مصبوغ الشعر إلى المضمار.

هو ظلّ صامتا لا يعقب عن كلامي، يتخذ لحظات يقلّب فيها كلماتي فيما نظرات كلوفر مثبتة عليّ، تلكزني بيدها وتجعلني بذلك أحوّل بصري ناحيتها، أرى كل علامات التعب المرتسمة على وجهها.

هل هذه ملامح فتاة في السابعة عشر من عمرها؟

لكني لم أبين كل ذلك، بدلا منه رسمت إبتسامة ماكرة أغمزها في اللحظة التي تحدث فيها جوني بهدوء "مع أحدكما شريطة؟"

كلوفر افترقت شفاهها ترمقه بغير تصديق مع شبه إبتسامة تجبر نفسها على الظهور، في حين طرطقت لساني أقف من مكاني، أمدّ ذراعي إلى بنطالي وأجذب عصابة حريرية سوداء طويلة، أبتسم وأمدها له "تفضل"

كنتُ أقصد وضعها في يده مباشرة وهو أخذها بصمت يضعها على عينيه بهدوء وعلى مهل، يرفع خصلاته للخلف بعدها، ووقف يرسم إبتسامة صغيرة على شفاهه، ينطق "أين مفاتيح الكامارو؟"

رأيتُ الإبتسامة تشقّ شفاه كلوفر تنظر إليّ بغير تصديق، تبتلع وتجذبها من جيب سترتها مباشرة تمدها له "ها هي"

لم يتردد في الضغط على الزر يسمع صوتها القريب ودون أن نبادر بأي خطوة هو إندفع للأمام ناحية الصوت، فيما ركضت كلوفر خلفه تقف إلى جواره وتمسك بذراعه، يجعلاني أتبعهما بصمت، إبتسامة صغيرة على شفاهي أرى الطريقة التي فتح بها الباب يركبها كأنه يحفظ طريقه جيدا.

"مالذي ستفعله؟" رميتُ سؤالي له أسمعه يرد بهدوء "قوما بتوجيهي"

كلماته جعلتني أتبادل النظرات مع كلوفر، أومئ لها وكلانا تحرّك للمقدمة إلى المقعد المجاور له، وكنتُ على وشك التقدم عندما وضعت يدها أمامي تحرك رأسها لي "أنا سآخذ المقعد الأمامي، اركب في الخلف"

"حقا؟" إبتسمتُ بسخرية أرفع حاجبي أراها تومئ لي بثقة، تدفع صدري بعيدا أكثر وتتقدم لتركب قبل أن أحيط بخصرها أدفعها للخلف أجعل ظهرها يرتطم بي ومن ثم قلبت الإتجاه أسير أنا لأركب بجانبه، أجذبها معي وأجعلها تجلس فوق ساقاي.

فراشة خفيفة جدا.

"ألم تسأم من هذا؟" زفرت هي بحدة تطالعني في اللحظة التي ربطت حزام الأمان على كِلينا أهتف لجوني "انطلق يا صاح"

"ماذا––" كانت على وشك الحديث عندما وضعتُ يدي على فمها أهمس بقرب اذنها "لا تزعجي جون"

ضحكة جوني هربت منه وفي الثانية التالية شغل المحرك يضع يديه على المِقود بإمساكة محكمة يعلن فيها سيطرته عليها.

نسائم هواء هبّت من النوافذ بقوة في اللحظة الذي شغل فيها السيارة يبدأ القيادة، عيونه مغطاة، وجهه للأعلى وذقنه مرفوع، جسده في حالة تيقظ وتابعتُ أنا بصوت جاد "للأمام لعشر ثواني بسرعة 60 وإلتفت إلى اليسار بزاوية 30 درجة"

كنتُ أشير على مخرج الملعب وفعل هو كما طلبتُ منه، أراه يقود للأمام وبنفس السرعة دون أن يرى حتى، يجعل إبتسامة معجبة تتشكل على شفاهي.

كان ماهرا للدرجة التي يعرف فيها السرعة دون النظر حتى.

بدأتُ أشعر بالتهديد من طرفه.

كلوفر سكنت أمامي تنظر إلى الإلتفاتة تقترب، تحسب الوقت بصمت،  وبمجرد إنقضاء العشر ثواني هي هتفت "إلتفت جون"

لم يتردد جوني في فعلها، يضغط المكابح لثانية ويجذب عصا ناقل الحركة قبل أن يلتف بالسيارة بنفس الدرجة المطلوبة، يلفها بمهارة ويتابع للأمام، إبتسامة تشكلت على شفاهه يردف "أين؟"

"للأمام جون، أمامك طريق خالي" كلوفر تحدثت بإبتسامة واسعة، تتابع "أنت تحسن صنعا"

شعرتُ بإرتجافتها ضدي ولم أعلم كيف إمتدت يداي أضعهما على كتفيها، أراها تلف عنقها ناحيتي بغير فهم لكني منحتها نظرة هادئة للحظات قبل أن أعود للتركيز على الطريق، أنطق "يمكنك زيادة السرعة"

"جيد إذا" جوني نطق بإبتسامة يضغط على دواسات الوقود  ويزيد السرعة إلى 80، يسمح للهواء البارد بصفعنا بقوة، فيما تخترق السيارة الجوّ مثل رصاصة مندفعة وتصدر صوتا حادا على طول الطريق الخالية.

الخليط المكثف بين الحماس والحياة.

الأدرينالين وكيمياء الجسد.

"سيارة على يسارك بعد ثماني ثواني خذ اليمين" قلتُ بهدوء وكلوفر نظرت إليّ بعيون متسعة هلِعة تتحرك شفاهها دون أن تنطق "هذا قريب"

"اجل فراشة" همست بإبتسامة أومئ لها وأعود للتركيز للأمام.

الحقيقة أنها كانت مدة طويلة لأن السيارة كانت قريبة، أو بالأحرى كانت مدة تفصل بينها وبين الإصطدام عدة لحظات فقط.

"جوني الآن"

"كلا انتظر" هتفتُ بالمقابل أراها تقترب وشعرتُ بقلبي يضرب في صدري بقوة، أنفاسي إنحبست عندما سمعت بوق السيارة ونظرات السائق الهلعة، لكن جوني تمتم بهمس حاد "ثمانية، الآن"

في تلك اللحظة هو لفّ المقود للجانب الأيمن يبتعد عن الطريق وللحظة شعرتُ أني أعلو للسماء، انضغط الهواء في صدري وفي التي تَلتها أطلقتُ أنفاسي بإرتياح أرى أنه فعلها.

"الطريق خالي؟" هو سأل مجددا بين أنفاس مهتدجة، يجعلني أومئ، أردف بهدوء فيما أرمي بصري  للأمام "حوالي عشر سنتمرات لليسار، قد في وسط الطريق هناك سيارتين على كِلا جانبيك"

"فهمت" رمى كلماته، وكلوفر أطلقت زفرة قوية مرتاحة، فيما أعيننا مثبتة للأمام نرى الطريقة التي نفّذ فيها التعليمات يقود في الوسط الذي كان متاحا قبل ان تظهر سيارة.

"خذ اليسار" هتفت هي ترمي له كلماتها وفعل هو ما طلبته منه يلف المقود للجانب الأيسر، يزيد السرعة ويجذب عصا ناقل الحركة، إبتسامة كانت على شفاهه في اللحظة التي مرّت فيها سيارة كيا رمادية يصرخ منها شاب زنجي "ضع عينيك على الطريق أيها المجنون"

عيوني اتسعت من كلماته أرى أصابع جوني تخف حول المقود وخفف سرعته أيضا، لكن قبل أن يبادر أي منا بكلمة، وجدت كلوفر تفتح الحزام وتخرج وجسدها من النافذة.

حركتها فاجأتني تجعلني أمسك بساقيها من الداخل أراها ترفع أصبعها الأوسط لصاحب الكيا وهتفت بصوت مرتفع "اذهب وضاجع نفسك بسرعة ثمانين أيها الزنجي الأبله"

عيوني اتسعت من فعلتها قبل أن تهرب مني ضحكة أراها تعود للداخل، تتمتم بغيظ "هيا جوني للأمام، قيادتك مذهلة"

أضفتُ أنا بهدوء "إلى اليمين، أسرع"

"فهمت" جوني تمتم وزاد سرعته يحكم إمساكه بالمقود ويلفّه للجانب الأيمن، مما سبب ميلان جسد كلوفر تتمسك بي وتنظر إليّ، ولا أعلم كيف واللعنة أعطيتها تلك الإبتسامة الهادئة.

أنا لستُ هادئ.

أمسكت بخصرها أثبتها كي لا ترتطم بأي شيء فيما يزيد جوني سرعته، تمرّ أمامنا السيارات والمباني بصور متسارعة فيما يزداد الهواء يضرب بقوة وجوهنا، يمنح الجوّ حماسه المعتاد.

كأن–––كأن العالم كله مضمار سباق، كأن الطرقات كلها لنا، ملكنا وليس علينا التفكير سوى بالسرعة، فيما محركاتنا تعمل بلا هوادة.

أجل، الحياة تستحق هذا.

"اليسار جوني الآن" قلتُ له وفعل هو مباشرة مثلما طلبتُ يتفادى السيارة التي أطلقت بوقها بقوة وبغضب، مما جعل كلوفر تضحك وتضيف بصوت متحمس "أسرع جوني، لا تهتم لهم"

هو إبتسم فيما كانت الشريطة تتراقص مع الهواء، تمنحه منظر.....زورو ربما؟ أم أنه غوجو الذي تحبه والدتي؟

"ها أنا ذا قادم" جوني تحدث بإبتسامة جانبية مشعة، وإبتسمتُ أعلم جيدا ذلك النوع من الإبتسامات التي يمتاز بها المتسابقون.

النصر، الحياة، السباق والأدرينالين.

كانت إبتسامة الحريّة.

كلوفر ضحكت تتمسك بفخذي تجعلني أصدر هسهسة خافتة بسبب قوة إمساكها بي، لكنها لم تهتم، بدلا من ذلك ضحكت تضرب كتفه وتهتف "هيا جوني، هيا"

"الطريق ممهدة، للأمام أسرع" قلتُ أراقب الطريق في اللحظة التي وقع فيها بصري على المرآة أرى سيارة الشيفروليه كامارو الحمراء تقترب منا من الخلف.

رمشتُ عدة مرات أتأكد مما أراه عندما لمحتُ وجه نايومي المبتسمة، تلحق بسيارة جوني، تجعل بذلك إبتسامة تتشكل على شفاهي، أهمس "نايومي!"

"ماذا؟" كلوفر نطقت تنظر إليّ وأدركتُ أنها سمعتني.

هي بادلت بصرها بيني وبين المرآة قبل أن تلمح الشيفروليه التي أصبحت أقرب تسير بمحاذاتنا، النافذة كانت مفتوحة وخصلات عمتي البنية القصيرة كانت تتطاير مع الهواء، فيما تميل رأسها وذراعيها على المقود، تغمز بخفة "المتسابق معصوب العينين؟"

الطريقة التي انفعل فيها جوني على كلماتها جعلتني أرمش بغير فهم، وكلوفر تحدثت بإبتسامة "نايومي، مالذي تفعلينه هنا؟"

"أرى مهارة السائق" أجابت وعيونها مثبتة على جوني الذي تشكلت انفراجة صغيرة بين شفاهه فيما يواصل القيادة، قبل أن تتابع "أحببتُ ما تقوم به جون"

"شكرا" إبتسامة صغيرة لاحت على شفاهه، في اللحظة التي لمحت فيها السيارة القادمة وعيوني اتسعت أهتف بصوت حاد "لليسار، اليسار جون إلى اليسار"

الأمر كان وشيكا لكن السرعة التي لفّ بها المقود جعلتنا نتخطى الأمر، نسمع شتائم أخرى، تجعل جميعنا نضحك.

"سأسبقكَ، يمكنك إتباع صوت سيارتي؟" نايومي هتفت بصوت عالي، فيما إبتسم جوني يهزّ رأسه "هيا"

بذلك انطلقت الشيفروليه للأمام في حركة أفعوانية أرضية تتخطى السيارات وفتحتُ فمي أرى الطريقة التي كان يصغي فيها جوني السمع، يتبع الصوت ويقود على نفس المسار دون أن يخطئ ولو سنتمتر واحد.

هذا مذهل.

أجل، الحياة مكونها الخطر. ماذا نكون نحن إن لم نقفز نحوها نلاعب الموت أحيانا؟

أحب هذا واللعنة.

وجوني هنا يجعلني أشعر بالإنتماء لهذا العالم، الخطر، الأدرينالين والسيارات.

الغضب، الحماس، والعجلات.

_

"لقد أذهلتني بحق جون" نايومي تحدثت فيما كنا نجلس أنا وهي وجوني على مقاعد المشاهدة في المضمار الذي كان مفتوحا الليلة.

أصوات السيارات والهتافات في الأسفل وعلى المدرجات كانت قوية تملئ الأجواء حماسا وقوة كعادتها.

أضواء أعمدة الإنارة تمهد الطرق للمتسابقين بينما تعرض الشاشات الكبيرة صور مكبرة لكل المضمار، فيما النيران أشعلت الليلة مختلطة بالألعاب النارية وأصوات المحركات المرتفعة.

"شكرا" جوني تحدث ينظر للأمام، كان قد خلع الشريطة الآن، قبل أن يضيف بصوت هادئ "وشكرا للمساعدة أيضا، نايومي"

نطقه لإسمها كأنها شخص يقدره للغاية جعلني أنظر إليه مطولا.

معجب؟

"لقد عدت" صوت كلوفر جعل أنظاري تتجه ناحيتها أراها تقترب ومعها كيس بلاستيكي به بعض المشتريات، إبتسامة كانت على شفاهها، لمعة في عينيها ونظراتها كلها موجهة ناحيته هو.

هو فقط.

جوني ديب.

لا أعلم مالذي يوجد في هذا الشاب الذي يجعله محط إهتمام الجميع.

هذه الفراشة، نايومي، أبي، أمي، سيتشو وحتى أنا.

أعني....لا بدّ أنه مميز.

"أحضرتُ لك رقائق البطاطا بطعم الجبن المفضلة لديك" هي ضحكت تجلس بجانبه، تميل على كتفه وتجذب الكيس، تفتحه وتمده له، تبتسم فيما تأخذ أول رقاقة، تقربها من فمه "قل آه"

"توقفي واللعنة" جوني ضحك بالمقابل وهي مباشرة حشرتها في فمه تجعله يخرس، تضحك وتميل له، تتابع "سأطعمك المزيد، لحظة فحسب"

إبتسامة كانت على شفاهي أنظر إليهما قبل أن أراها تجذب أكياس أخرى وتمد واحدا لنايومي، قبل أن تقدم الثاني لي، تنظر إليّ ببعض التوتر، تتمتم بهدوء "لم أعلم ذوقك المفضل لذا أحضرتُ لكَ حار مثل خاصتي، آمل أن يعجبك"

"شكرا" منحتها إبتسامة أومئ لها، آخذه منها وأهمّ بفتحه، أراها تهز رأسها قبل أن تعود إلى الكيس مرة أخرى، تتابع بإبتسامة "أحضرت عصائر برتقال وكيوي أيضا"

"أحب عصير الكيوي" نايومي تحدثت مباشرة بضحكة، تجعل كلوفر تردّ عليها بسرعة "جوني يحبه أيضا، يا للصدفة الجميلة"

"اوه حقا؟ أعتقد أن لدينا قواسم مشتركة" ضحكت نايومي تضرب كتفه بخفة، فيما عيوني كانت مركزة على كلوفر، توزع علب العصائر وبصرها مثبت على هذا الجوني، تتمسك به كأنه حبل الحياة.

أليس هذا كثير بالنسبة لصديق؟

"هاي! بوتو" كلماتها جذبتني تجعلني أحول بصري ناحيتها، أراها تقف مكانها، تغمزني وتردف بصوت تحدي "لماذا لا تأتي وتريني الطريقة التي تقود بها البي ام دابليو؟"

رميتُ نظرة عليها أرمش وأحاول فهم مالذي تحاول فعله لكني لم أتوصل لأية نتيجة، بدلا من ذلك إبتسمتُ بجانبية، أومئ بخفة وأقف أسير قبلها، أنطق دون أن ألتفت فيما أتناول رقائقي الحارة "تعالي فراشة"

لم يسعني سوى سماع صوت ضحكتها الساخرة خلفي، تجعلني أرغب في الإتفات ناحيتها، حملها ورميها في بركة مياه مملوءة بالبطّ.

لكن لا أستطيع واللعنة!

ليس الآن على الأقل.

_


"إلى أين نحن ذاهبان؟" كلوفر سألتني تسير بجانبي فيما أفتح باب معدني لغرفة صغيرة مربعة الشكل في رقعة بعيدة من المضمار، تجعلني أبتسم قبل أن أقوم بتشغيل مصباح هاتفي بينما ننزل الدرجات الموجودة بالداخل.

"إلى مكان سيعجبك للغاية فراشة، سترغبين  في تقبيلي" قلت ألف عنقي ناحيتها وأسدد لها نظرة مؤذية، أراها تقوم بدحرجة عينيها للخلف، تلوي شفاهها بغيظ، تنطق بسخرية "أجل أجل، من الواضح أنه سيعجبني وأنا التي أسير معك في غرفة تحت أرضية مظلمة قد تغتصبني فيها"

هل تمزح معي؟ أم أنها جادة؟

كلماتها جعلتني أتكّ لساني بسخرية، أقلب عينيّ وأتمتم بصوت أكثر سخرية "صدقيني فراشة، اغتصاب الفتيات -خاصة القاصرات منهن- هو آخر إهتماماتي"

"أعرف أنواعك جيدا" قالت تلكز كتفي، تجعلني أضحك بخفة، أنظر إليها وأميل رأسي ناحيتها، لم يستغرق الأمر سوى ثانية عندما حاصرتها ضد الجدار، أهمس أمامها "مالذي تعرفينه عني فراشة؟"

عيونها كانت مثبتة عليّ بتحدي، نبضاتها تدق بقوة وأنفاسها سريعة.

كانت متوترة ونوعا ما قلقة، لكنها جريئة وأنا أحب التحدي.

"أخبريني، هل أكل القط لسانك؟" إبتسمت أقترب منها أكثر، أحاصرها كي لا تتحرك، وهي ظلت ثابتة، أرى خضراوتيها تلتصقان بي، تُكلّف إبتسامة وتردف بصوت مصرّ "مغرور، متعجرف، ماكر، وخبيث"

كلماتها جعلتني أرغب في الضحك، لكني رغم ذلك إستطعت كبح موجة الضحك تلك، فيما إبتسمتُ أكثر بطريقة مؤذية، أتمتم "إذا لماذا وثقتِ بي وأردتِ القدوم معي إلى هنا فراشة؟ أخبريني"

قربتُ وجهي من خاصتها أراها تلف عنقها للجانب بإنزعاج، تهسهس بغضب مكتوم "دعني وشأني"

لم أكن أرغب في أذيتها بأي شكل من الأشكال.

هذه الفتاة هنا لديها علل من نوع ما، وسأكتشفها عاجلا أم آجلا.

كنتُ على وشك قول شيء ما حينما صدح صوت الصراخ والهتاف القادمين من الأسفل مع صوت الإنفجارات يجعلونها تنظر إليّ بخليط من القلق، الفضول وغير الفهم، تتمتم "ما هذا؟"

انتظرت ثانيتين قبل أن أبتعد عنها، أبتسم وأغمزها، أتابع السير لأنزل باقي الدرجات، قبل أن أرمي لها نظرة من فوق كتفي "مرحبا بكِ عزيزتي في مضمار ريدكاي التحت أرضي"

"ماذا؟" هتافة خرجت من بين شفتيها تلحق بي وتسير بمحاذاتي، تتابع "مضمار تحت أرضي؟"

"أجل، إنه مضمار ريدكاي" لففتُ عنقي ناحيتها أبتسم، أتابع بهمس "الشرطة لا تعلم بأي شيء بشأنه"

"مضمار تحت أرضي؟" كررت بغير تصديق وهربت مني ضحكة صغيرة أومئ لها "مضمار تحت أرضي عزيزتي"

بمجرد إنهائي لجملتي وجدنا أنفسنا نقف أمام سرب من السيارات، حشد من عشرات الأشخاص من جميع الفئات، الجنسيات والأنواع، فيما ترتفع أصوات الموسيقى والصراخ في المكان.

النيران كانت مشتعلة على الأرض تزيد الجوّ حماسا، ودقّ قلبي بقوة أرى ما كنتُ أحلم به قبل سنتين قد أصبح حقيقة وواقعا جميلا.

مضمار ريدكاي التحت أرضي الذي طالما حلمت بإمتلاكه وبفضل والدي وسيتشو ودايتو تم تحقيقه.

عقدتُ ذراعاي على صدري أنظر إلى فابيو الذي كان هناك يراقص إحداهن وزجاجة بيرة في يده، يرفع لي ذراعه الثانية ويرسل لي تحية، يجعلني بذلك أهز رأسي له، أطلب منه أن يستمتع.

"أنت تمتلك هذا المكان؟" هي شهقت بحماس، فمها مفتوح وعيونها تلمع بنظرة مشتعلة مملوءة بالحياة فيما تطالع السيارات والأشخاص هنا.

أعتقد أنه الجو المناسب لها.

ولأكون صريحا، أحببت تلك النظرة في عينيها، أعتقد أني لا أحب رؤيتها منكسرة مثلما حصل قبل يومين، لا أعلم.

لكن لا أظن أنها فتاة سيئة بعد كل شيء، أستطيع رؤية هذا فيها.

أريد فقط أن أعرفها أكثر، هذا فقط.

"تصحيح فراشة، أمتلكه أنا وسيتشو معا" إبتسمتُ أغمزها لكنها لم تعرني أي إهتمام، بدلا من ذلك وجدتُ أعينها مثبتة على سيارة سوبرا أرجوانية يقوم أحدهم بتقبيل فتاته ضدها.

إبتسمتُ بخفة أميل ناحيتها وأهمس بقرب أذنها "تريدين واحدة أيضا؟"

"أريد قيادة واحدة مثلها، أجل" لفت عنقها بالمقابل تنظر إليّ بتحدي، رغبة، حماس وحاجة شديدة، كأن سيارة السوبرا تلك كانت تعني لها كل شيء في الوجود.

ردها جعلني أرمش لعدة ثواني، لأني بالطبع كنت أقصد القبلة، لكنها....حسنا، كيف أقولها؟ تذهلني.

"حسنا" أجبتُ ببساطة أعتدل في وقفتي، أضيف "تعالي"

"إلى أين؟" هي رمشت بغير فهم لكني لم أمنحها الوقت للتفكير، بدلا من ذلك سرتُ للأمام حيث كانا العاشقان يتبادلان قبلاتهم الفرنسية.

أنا أعرف هذا الشاب، إنه تاكر سنودن.

"تاك يا صاح!" قلت بضحكة أراه ما يزال متواصلا في قبلاته، يرمي لي نظرة خاطفة لا يفصل هذا.....حسنا، المهزلة.

"مفاتيحك" أضفتُ بهدوء وشعرتُ بنظرات كلوفر عليّ، وكما توقعت، تاكر لم يتردد في جذبها من جيبه ورميها لي في الهواء يجعلني ألتقطها، أهز رأسي وأبتسم له "شكرا عزيزي"

إلتفتت أنظر إلى كلوفر التي كانت تنظر إليهما بإستغراب، تجعلني ألف عنقي ناحيتهما أيضا، أسألها بغير فهم "هل هناك مشكلة؟"

"هل هذا ما تعنيه كلمة حب؟" هي تحدثت تلوي شفاهها وتحول خضرواتيها إليّ، تجعلني أبتسم، أهز كتفاي وأمط شفتاي، أرد بهدوء "لا أعلم، لم أجرب هذا من قبل، أنا واقع في حب السيارات"

"تعجبني هانتر" ضحكت هي تمد يدها وتأخذ المفاتيح مني، تسير قبلي بعدة خطوات وتتابع "سأقود أنا، صحيح؟"

"أجل فراشة، السوبرا لكِ الليلة بطولها"

بمجرد أن نطقت ذلك رأيتُ اللمعة في عينيها، ورغم أنها كانت سعيدة، لكني لاحظت الطريقة التي كانت تغلق فيها المكالمات في كل مرة يهتز هاتفها طوال اليوم.

كان لديها شيء ما مع عائلتها، ولكن لا دخل لي.

أرغب فقط في رسم إبتسامة على وجه أحدهم ولا بأس إن كانت هذه الفراشة هنا.

بالإضافة إلى أني أحتاج شريك سباقات، ريثما يشفى سيتشو.

لذا، لما لا؟

هي تحب رفقتي وأنا أيضا.

_

يتبع....

رايكم؟

ملاحظات؟

أفضل مشهد؟

شيء تاني؟

_

See you soon 💗

Luv...Mary ✨

Continue Reading

You'll Also Like

3.8K 129 1
سيولٌ مِـنَ الألَـمِ جرَفت هدوءُ أيامَها وَلـطَخت مَعها رُونقُ ألجمالِ في عَيـنيـها ، حين إختَـطَـف ذَلِكَ ألحادِثُ الأليمِ عائِلـتَها العزيزة ، لشهو...
1.3M 72.6K 61
يا من علمتني دروس الحياة لم يحبني احد كما احببتني انت فتاة وحيده تعيش مع عائلتها الصغيره في حبهم وحنانهم ليدخل حياتها شخص يخرجها من وحدتها إلى عالمهُ...
2K 193 1
-لَقد كان طُموحي ان احصل على النجمة الثالثة من ميشلان ولكنني بدلاً عن ذلك وجَدت نجمتي الحقيقية في الحياة.
2.1K 211 7
"" تحمل فتاة السلوان على كتفيها جناحين من الأحلام، تحلق فوق أمواج الحياة كمتزلجة على بحار الامل، حيث يلتقي السحر بالواقع، الماء بالسماء تصبح أميرة اط...