' أَهـيَـفُ ١٥٣٤ '

By jisruqw

81 10 5

هُوَ إسمٌ على مُسـمى ، هَيئَةٌ ضامرةٌ هيفَاء ، خُصرٌ رقيقٌ منحوُت ، إنه كَـمَلاك .. خَنّاسٍ شقِيّ ، إبـنُ إبل... More

١ : غـادةٌ عَلى الأَبـوَاب .
٢ : الصَـومَـعه .
٣ : إبـرِيز .
٤ : خِصـام .
٥ : افـعَـى بَيـضاَء ، افـعَـى سَـودَاء .
٦ : اُمـسِيـةٌ راقِصـه .
٨ : آهـيَف ١٥١٩

٧ : هِيـامُ آبـيـل .

7 1 0
By jisruqw


الحاديةَ عشرَه مَساءاً حيثُ إنتَهى الحَفل ، تَم تدبرُ كل الاوضاعِ والجميعُ في مهجعهِ إستِعدَاداً لِلخلودِ لِلـنوم

.

طُرِقَ بَابُ حُجرَتِها لَيلاً رَيثمَا كَانَت تُمَشِطُ شعرَها ، تَركت فُرشاةَ شعرِها وَوقفَت خَلفَ البَابِ وحَكت

-مَن؟
سألت عن الطارِق

-إنـ .. إنهُ انا ، ا-اهيف
اجاب

فَتحَت لَهُ البَابَ بعدَ سماعِ نبرتِهِ المُتردِده ، لاقتهُ بِـهيئتِهِ الَتي كانَ عليها صَباحاً ، لِباسُ نومِه .. ولاقاها بِـلِباسِ نومِها ايضاً حيثُ فُستانُها الحريريّ الأبيَض الذي بلغَ قُصرهُ اعلى رُكبتَيها .. عقدَت انامِلَها بِـخجلٍ كونَها لَم تَتوقع زائِراً في هذهِ الساعةِ المُتأخرةِ من اللَيل

تحمحَم الأخرُ وَسألَ بِـتَردُد :

-هَل تَشعُرينَ بِـأيِّ تَحسُن؟

رُسِمت إبتسامةٌ على شِفَاهِها خافضةً سنامَها نحوَ الأرضِ واجَابَت خَجِله

-نعم ، لقد تحررَت .. اشعرُ بإرتياحٍ كَبير
قالت

صارَ يُحدِقُ يميناً وَيساراً وكأنَهُ يوجدُ ما يُريدُ قَولَه ، لاحَظت كحلاءٌ الأمرَ في عَيناهِ وكأنهُ يوجدُ ما يَكبِتُه

-اهيف؟
قالت

-هاه؟؟
اجابَ بفزعٍ خفيفٍ حيثُ كانَ مشدوهاً بكومةِ افكارِه

-أهُناكَ ما تُريدُ قَولَه؟

-انا فقط .. اردتُ قَولَ انَني سعيدٌ لأنَكِ سعيده

-حسناً أشكُرُك .. لكِن اعرِف انكَ تُريدُ قَولَ المَزيد

تنَهدَ وعبثَ بِأصابِعهِ قليلاً .. اخفضَ ناظريهِ لِلأسفلِ ومنهُ إلى الاعلى ، عيناهُ بِـعَيناها .. وقالَ مهموماً

-حسناً انا فَقط .. لا اعرِف ، كُنتُ مُشوشاً ولا اعرِفُ مَاذا عَليّ ان افعَل ، فكرتُ بِـقتلِه .. لَكِنها ستكونُ مُبالغه ، فَكرتُ بـِأن اجعلكِ قبيحةَ المنظرِ امَامَه ، لَكِن لم اقدِر ، وكَأنَ شيئاً مَنعني .. قررتُ اخيراً ان اغسلَ دِماغَه واصُوبَ ناظِرَيهِ نحوَ صبيةٍ اخرى .. لَكن قد اكونُ حصِرتُ كلاهِما في غرفةٍ واحِده رُغماً عنهُما ، ماذا لو لَم يتوَافَقا؟ مَاذا لو كَانَت الفتاةُ العشوائيةُ الَتي إخترتُها لهُ مُجبرةً كَما انتِ؟

توسَعت عَينا كحلاء .. اخفَت فاهَا بِـيَدِها واهِلةً مِنهُ بعدَ إدراكِها ما قَال ومَا حدَث

-اهيف ، انتَ من كانَ خلفَ تغيير الأمير آبيل رأيه؟؟ أقُمتَ حقاً بِـغَسلِ دِمَاغِه؟؟؟
إستفهمت

-اجل ، انا فَعلـ -
اجاب

لم يَختَتِم كَلِمَاتَهُ إلا وَقَد عانَقتهُ بِـقُوه ، تلّبَكَ الأَخَرُ رافِعاً يداهُ بِبُطئٍ لا يَدري إذا اُوجِبَ عَلَيه ان يُبادِلها العِناق ، ولكن في النهايه ... احسَّت هِيَ بِأطرافِ اصابِعهِ تُلامِس ضهرَها المَكشُوف مِنَ الفُستانِ القصير وبقوةٍ مُتَردِده تسحَبُها إليهِ بِبُطئ .. ثوانٍ حَتى فُصِل عِناقُهما المُفاجِئ ، اخذَت تعبثُ بِـأصابِعها مُحمرّةَ الوجهِ ، اما الأخرُ تراجَعَ لِلخَلفِ خُطوةً بعدَما شَعَر بِـسخونةِ اُذُنَيه

-اشكُرك ، انا مُمتنةٌ لَك .. واسفةٌ بِـخصوصِ شِجارِنا صَبَاحاً
قالَت

-اوه لا .. هذا لَا شَيئَ حقاً ، يُمكِنُنا نسيانُ الأمر
اجابَ مُستطرداً

-كيفَ حالُ رقَبَتِك؟

-انا اشعُرُ بِـتحسنٌ كَبيرٍ حقاً ، شُكراً لكِ

إبتسمَت بإرتياحٍ وحلَّ صمتٌ في الوَسط لِـيَكسِرَهُ قائِلاً بصوتٍ مُنخفِض شابِكاً يديهِ بِـبَعضِهما مُتجنِباً النَظرَ في عَينَاها

-بدَوتِ جـ .. جميلةً اليَوم

سحبَت خصلتها الأماميةَ إلى ما خلفَ اُذنِها خجِلةً لِـتُرسمَ بَسمةٌ على وَجهِها مرةً ثانيه

-اشكُركَ عَلى هذا المَديح ..

تَحمحَمَ وتراجَعَ لِلخلفِ اكثرَ خافضاً سنَامَهُ لِلأسفَلِ واجاب

-مُتعادِلان .. صحيح؟

-صحيح

-إذاً ... تُصبِحينَ عَلى خير؟

-اراكَ غداً

اخرُ حوارٍ جرى على لِسانَيهُما قَبلَ ان يَخرُجَ عن حدودِ حُجرَتِها ..

.

على الجَانِبِ الأخَر ، حيثُ جِنَاحُ الأمير .. كَان على سَرِيرهِ مُرتدياً زِيّهُ البسيط ، قميصٌ قُماشيٌ ذا اكمامٍ طويلَه كاشِفاً صَدرهُ وبِنطالهُ الأسود .. طرقَت الحَسناءُ البَابَ ليحكي قائِلاً بصوتٍ مسموعٍ مِنَ الجَانِبِ الأخَر "اُدخُلي" ، فتَحَت البَاب ثُمَ دخلَت لِـتُغلِقهُ بِـهُدوء ، توقفَت عِندَ البَابِ وشبكَت يَداها بِتَوتُرٍ واخفَضت رأسَها نحوَ الأسفَل

-تَعالَيّ
قال آبيل

تَرَددت الصبيةُ ان تَتقدَم .. التَوتُرُ يهمِشُ فِكرَها
لَاحظَ الأميرُ تَرَدُدَها فَنهضَ مِن عِندهِ إلَيها ، إقتربَ بِبُطئٍ مِنهَا ، صارَ قريباً لدرجةِ انَ انفَاسَها إضطَربَت ، مَرّرَ أصابِعهُ بينَ خُصلاتِها البُنيةِ وقال

-مَا الخَطب؟

إبتَلعت الصبيةُ ريقَها واجابَت

-انا فقط مُتوترةٌ جداً جلالَتك ، انا اسِفةٌ حقاً

-لَا بأس ، انا اتفهَمُ الأمر .. لَن نفعَل شيئاً الليله
اجابَ مُبتسماً ثُم رفعَ رأسها بِيَدِه إلَيه

-جلالَتُك .. حقاً؟؟

-اجل ، انا شخصياً لا أستَطيعُ ، ولا اريد .. لقد تقابَلنا لِلتو ، انا إستَدعَيتُكِ لغرضٍ اخر
أنبرَ ثُمَ اضافَ قائِلاً

-اُعجِبتُ بِكِ كَثيراً مِن بَينِ الجَميعِ هُناك ، احببتُ ان التَقيكِ على إنفراد ، رُبمَا ندردِشُ لِـبَعضِ الوَقت؟

إحمرَّت وجنَتيها فأؤمأت بالإيجَاب وحكت

-كما تُريدُ يا مولاي

-كلا ، ارجوكِ .. الأنسةُ الَتي ادعوهَا لهذا الجِناحِ لن تَتحدثَ مَعي بِـرسميه ، لا اشعرُ بإرتياحٍ عِندَما تُخاطبينَني بجمودٍ هكذا ، يُمكِنُكِ قول "آبيل" كما تَشائين
اقّر

إبتَسَمَت واجابَت

-كَما تُريد ، يا آبيل

-اجل ، هذا ما اعنِيه .. كيفَ لي ان اُناديكِ يا آنِسَتي؟

-انا ، إسمِي جوزفِين

-جوزفين .. خَمنتُ انكِ لستِ بِـعربيةٍ مِن لهجَتِك الرَكيكه ، لكِنَكِ تُحسنينَ صُنعاً مع ذلك

.
.

الثَانيةُ صَباحَاً وَلم يَكُفا عن الدردشةِ حتى انَ صوتَ قهقهاتِهُما مَسموعٌ يتعدى حدودَ الجَناح ، حَلَّ صمتٌ في الأرجاءِ اخيراً بعدَ صوتِ ضِحكاتِهُما العالِ .. كانَ كِلاهُما عِندَ الشرفةِ حَيثُ الريحُ الباردةُ تُداعِب خُصلاتَ شَعرِها الَتي لم يتوقَف هو الأخرُ عن التحديقِ بها مُعجَباً ، وضَوءُ القَمر يعكسُ على عيناهِ اللامِعه الَتي تصوبُ نحوها

-هذهِ مَرتي الأولى ..
قال

-مرتُكَ الأولى في مَاذا؟
اجابَت

-ان ادعو آنسةً لِـجِناحي ، بَقِيَ والدِي يُحاوِلُ إقنَاعي ان اتزوج لِـفترةٍ طَويله ، شَعرتُ ان الوقتَ كَانَ مُبَكِر ، لَكِنَني لم أستَطِع تفويتَكِ عِندَما رأيتُكِ

-انا سعيدةٌ لِأنكَ تَراني بِـصورةٍ حَسِنه

.

صارَت الخَامِسةَ صَبَاحاً فَكَانَ كِلاهِما عَلى سَريرِه ، كَانَ يُثرثِرُ بِشَأنِ إهتِمَاماتِهِ ومَا حصلَ معهُ خِلالَ الحَربِ ومَا شابَه ، جوزفين تسلطَ عَلَيها الرقادُ وما عادَت قادرةً على فتحِ عيناها والتركِيز ، خلالَ حدِيثهِ شعرَ بِـرأسِهَا عَلى كَتِفِه .. نَامَت

-جوزفين؟ هَل نِمتِ؟

احبَّ كونَها على كَتِفِه ، إلّا انهُ رفَعهَا بِبُطئٍ ووضعَها على الجانِبِ الأيمنِ من السَرير
تنهدَ ثُمَ إبتسَم كالاحمَق ، نهضَ نحوَ الشرفةِ واخفى وجهَهُ بِـيداهِ وقهقهَ على حَالِه ، مُغرَم

.

التَاسِعَةُ صبَاحاً ، الطاولةُ الملكيه يَنقُصُها الأمير الأصغَر ، كَانت كحلاء تقفُ خلفَ كُرسي إبريز مُباشرةً ، وكذلكَ اهيف خلفَ كُرسي عُثمان .. بِـمُجردِ مُلاحظةِ الجَميعِ لِـتأخُرِ الأميرِ حدّقَ اهيفٌ وكحلاءُ بِبَعضِهُما ، رُسِمَت إبتسامةٌ ساخِرةٌ على وجهِ كُلٍ مِنهُما

-أهيف ، إذهَب وتفقَد الأمير
حكى الأميرُ عُثمان

-امرُك
اجابَ ثُمَ رحَل

.

كِلاهُما على السريرِ نائِمان ، حرصَ آبيل على إبقاءِ مسافةٍ بَينَهُا كَما وعدَ جوزفين ..

طرقَ اهيفٌ البَابَ بقوةٍ حيثُ فزعَ كِلاهُما ، نهضَ آبيل وصاح

-مَن على البَاب؟؟

-جلالتُك انا اهيف ، خادمُ الاميرِ عُثمان ، ارسلني لدعوتِكَ على مائِدةِ الفُطور

-اه .. سألحقُ بِكُم ، امهِلني بِضعَ دقائِق

رحلَ اهيَف ، نهضت جوزفين وتحمحمت

-انا اسفةٌ يا آبيل ، لَم اقصِد النومَ هُنا حقاً .. انا اعتذرُ كثيراً
قالت

-لـ .. لا بأسَ مُطلقاً ، لا تَهتَمي !

-هَل ..؟

-لا ، لا لا .. انا اؤكدُ لكِ
حكى مُجيباً

دقائقٌ كَانت حتى خرجَ كِلاهما متوجِهاً كُلٌ منهما إلى حيثُ يَجِب ..

.

Continue Reading

You'll Also Like

31.3K 1.8K 38
التاريخ الفيكتوري ... العصر الذهبي .. حيث القصور و الملوك .. الفساتين و المجوهرات.. الدوق البارد و قائد الفرسان .. عصر القصص الرومانسيه و الدراميه...
11.9K 629 22
"بارك جيمين، كم مرة يجب أن أوضح لك بما يكفي؟! أنا أكثر من متأكد بنسبة 100% مما أفعله حاليًا! سأتزوجك وستبقى معي وستكون زوجتي، صحيح؟ هل نسيت شيئًا؟" "...
1.6M 89K 53
"سأتركك مثلما تشائين ولكن بشرط" "ما...ماهو" خرج صوتى لا يُعادل الهمس، حتى شعرت بأنفاسة على رقبتى "...تعلمين انا احب الالعاب، لهذا...قررت لتوي...اذا...
Lelice By جيمي

Historical Fiction

545K 33.9K 57
علاقتنا علاقة زمن طويل روبي اعرفكِ منذ كنتي في الثامنه لقد غبت عنكِ كثيراً هل سوف تسامحيني لغيابي اثنتا عشر عام ؟ جيون جونكوك روبي ماكبرايد