ْ
'في يَومٍ عاصِف إضطَرَّت هيجين أن تَذهَب لِحانَة زَوج أمِّها لِكي تَعمَل كَعادَتِها، هذا العَمل لَيست هي من اختارَته حتى أنها تَعمَل فيه غَصبًا عَنها و بِدون مُقابِل ، دَخلت مُسرِعَة فَور وصولِها بَينما ثِيابُها الخَفيفَة و شَعرُها القَصير مُبتلان بِسبب المَطر الذي هَطل عَليها، ارتَدت ملابس العمل لِتجفف شَعرها بالمنشَفة ثم توجهت لتأخُذ طلبات العُملاء، قصدَت طاولة فيها مجموعة من الأصدقاء و بيديها ما طلبوه سابقًا من مشروبات و أكلات خَفيفَة، كانت يديها ترتجفان من شدة البرد و كون جسدها كان مبتلاً زاد الأمر سوءًا، وضعت اكواب المشروبات لِتصل لآخر كوب عصير، وضعته بجانب الرجل الأسمر ثُم و بدون احساس منها وجدته استقام منزعجًا بسبب العصير الذي انسكب عليه،رفعت رأسها تناظره بقلق كونه كان اطول منها بكثير، إنحنت مرات عديدة بينما تعتذر بنبرة مهتزة '
نبس الشاب الوسيم ماسِحًا قَميصه بمنديل ورقي بنبرة مطمئنة و هادئة : لا بَأس يا آنِسَة ، لَيس بالأمر الكَبير، لا تَلقلَقي.
' اتجه للحمام بعد طمأنته لها لِتلحقه بعد ثوان آخذةً معها مناديل مبللة، لمحتها زميلتها متجهةً للحمام لِتتبعها و فور دخولها للحمام أغلقت عليها الباب ظانَّةً أنها لوحدها هناك ثم وضعت لوحة على الرواق مكتوب عليها "مغلق من اجل الصيانة " '
- تستحقين هذا، سآخذ فضل العمل كله اليوم.
' تنهدت هيجين لتغمض عيناها فور شعورها بحرارتِهما يَليها سماعها لصوت شخص يخاطبها بقلق ثم فتحت عيناها تقابل الشاب الوسيم بابتسامة دافئة '
- هي انتِ بخير؟
- أجل أنا كذلك و أعتذِر على إفساد قميصِك و أيضًا سَهرَتَك ..
- أخبرتُك أنه لا بَأس حقا ليس الشيء السيء لتلك الدرجة.
- و أيضًا.. نحنُ مَحبوسان هُنا.. النادلة ظنت انني لوحدي هنا لهذا أقفلت الباب علي كونها تكرهُني، لا أعرِف السبب وراه كرهها لي ، أعتذِر لأنك محبوس بسببي..
' نبست كلماتها باختناق و لكنها حاولت تلطيف الجو بقهقهة كانت تبدو منكسرة ، مدت المناشف له ثم نبست ناظرة له و قد لاحظ الحُزن على عيناها '
-يمكنني غسله لك و ربما سيجف حتى نستطيع الخروج من هنا.
- لا تُتعِبي نفسكِ ، أنا بخير.
' جلس على الأرض ليريح ظهره على الجدار بينما يناظرها طالبًا منها الجلوس بجانبه، فعلت ما قاله لها لِتجلس تاركة مسافة لا بأس بها بينهما ثم نبس كاسرًا الهدوء '
- لماذا تكرهك زميلتك؟ تبدين لطيفة و هادئة و لستِ مسببةً للمتاعب.
- حتى و لو لم أسبب المشاكل، سيبقى الجميع يكرهني، إبتداءًا من أمي وصولاً لِلغريب، ربما أنت أيضًا تكرهُني كوني تسببت في فساد سهرتك، آخر مرة تلقيتُ فيها الحُب كانت قبل موت والِدي و من بعدها تخلى عني الجميع .
' ابتَسمت بانكسار بينما تمسح على الكدمات التي على معصمها و عيناها يناظران الفراغ حتى شعرت بيدَين يحضُنانِها، وسعت عيناها و بدأ ساءلً ساخِن يَشُق طريقه على وجنتيها و كل ما تَسمَعه صوت المطر الغزير و صوت الشاب الذي يهمس ب "لا بأس " بتكرار و هذا ما بعث الإطمِئنان لِقلبِها بعد دقيقتين ابتعد عنها و نبس بينما يناظرها ببسمة دافئة و هي مسحت دموعها بخشونة تبادله النظرات '
-يُمكِنُنا أن نُصبِح أصدِقاء ، أدعى مينغيو، كيم مينغيو.
- و أنا هيجين، جيون هيجين، هل أنت متأكد أنك تود مصادقتي؟ آسِفَة و لكني لم أعتد على هذا.
' قهقهت بخفة بينما تناظره ثم تلاشت بسمتها فور سماع صوت فتح الباب و الأسوأ من فتحه.....