' أَهـيَـفُ ١٥٣٤ '

By jisruqw

69 10 5

هُوَ إسمٌ على مُسـمى ، هَيئَةٌ ضامرةٌ هيفَاء ، خُصرٌ رقيقٌ منحوُت ، إنه كَـمَلاك .. خَنّاسٍ شقِيّ ، إبـنُ إبل... More

١ : غـادةٌ عَلى الأَبـوَاب .
٢ : الصَـومَـعه .
٣ : إبـرِيز .
٤ : خِصـام .
٦ : اُمـسِيـةٌ راقِصـه .
٧ : هِيـامُ آبـيـل .
٨ : آهـيَف ١٥١٩

٥ : افـعَـى بَيـضاَء ، افـعَـى سَـودَاء .

6 1 0
By jisruqw


في طَريقه لاقى رِضى

-كُنتُ أبحثُ عَنك ! الأمير أبيل سيعودُ بعدَ يومان بِإذنِ الله ...

-وما مشكلتي؟ انا تحت امر الامير عثمان فقط

-هذه هي مُشكٍلَتُك .. ان سموّ الامير عثمان قالَ أنكَ سَتُساعِد

-بِحق ... ماذا عَليّ أن أفعَل؟

إبتسمَ رِضى بِخُبثٍ ثم حكى

-التخطيط لِحفلةِ الإستِقبال سيكونُ من تحت افكار سمو الأميرِ عُثمان ، وبما أنكَ خادِمهُ الأن ... ستكون المُشرف على كُل شَيئ ، الطعام ، المَجلِس ، ملابِسُ الأمير ، الموسيقى ، وحتى الجواري

-الجواري !! ما شَأني في النِساء ؟!
صاحَ أهيف ثُم أخفضَ صَوتَه

-أوامِر .. هيا لِلعمَل الوقتُ يُداهِمُنا
اجاب رِضى

.

مشى أهيف مُتبعاً خطى رِضى .. مع كل خطوةٌ يعلِمهُ التنظيمات الَّتي أمرَ بِها عُثمان حَتى أنَّ أهيف قَد ضَجِرَ قبل ان يَبدأ

وصولاً إلى المطبخ لآلقاء نظرةٍ على المخزون والمواد .. لفت نظرُ أهيفٍ احد الخدم ... اسمرٌ نحيل جداً ، ضعيفُ البنيه يُحدق بعينان كبيرتان نظرةً تبعثُ الريبه
قام اهيف بصرف النَظرِ عنه .. توجد مشكلة !

-ما هذا يا اخي؟ القَصرُ لا توجدُ فيه سِوى كيس سُكرٍ واحِد؟؟ كَيفَ ستعدون سبعةً وعشرون نوعاً من الحلوى إذاً ؟؟؟
أنبرَ أهيف مُتململاً على الطَباخ

-سيد أهيف .. لا توجدُ حمولاتٌ قريبه ، لا أمل لتوصيل السكرِ لِلقَصر .. ما باليَدِ حيله
حكى الطباخ عاجزاً

-ستتدبرون الامر .. بشكلٍ ما ، تحدثوا مع الميناء او ما شابه لا اعرف

-أنتَ لا تعرفُ شيئاً اساساً ، كيف تمَ تخويلكَ لشيئٍ كهذا؟
اجاب رِضى

-أذهب لعملكَ يا أخي لا تُشغلني ، اعطني القائمه واذهب لزوجتكَ او ما شابه
قالَ أهيف مُستهزءاً

-انا اعزب

-لا عجبَ بهذا
اجاب مبتسماً

غادرَ رضى ... إلتفتَ أهيف فكانَ الفَتى الغريب قد رحل

خروجاً من المطبخ إلى مُصَممي القَصر

-هون الله عليكم
قالَ اهيف ريثما يدخل
لَم يُجب احد ... وكيفَ سيتحدثونَ إلى مشعوذ؟ 

-فهمت .. الامير عثمان امرَ ببعضِ التفاصيل ، اودُ إطلاعكم ، اينَ رأسُ العمل؟

.

مَضى يَومٌ شَاق ، عادَ إلى الحُجرةِ الَتي قيلَ انَها لَه ورمَى بِـجسدهِ على السَرير ، كادَ جفنهُ يُغلَقُ أخيراً إلا ان صوتَ طرقِ البابِ العَنيفِ قد افزَعَه ، فَتحَ البَابَ فَـ وجدَ الرجُل المُريبَ الَذي لاقاهُ خلالَ وقتِ العَمل ، عيناهُ الجاحِظتان تحملُ النظرةَ ذاتَها ، شفتاهُ البيضاءُ المُتشققه المُتعطشه لِـدماء اهيف رُبما؟ بشرتهُ الداكنه الجافه ومقلتا عيناهِ الصفراوتان ، كل تِلكَ التفاصيل كَانَت تشعلُ رغبةَ اهيف في الإبتعاد عن هذا الشخص اكثر واكثَر .

-تَفضَل؟
قال اهيف

دفعَ الرجلُ اهيَف ودخلَ غُرفَتَه دونَ دستور

-هيه انت !!
صاحَ الشاب

توجهَ الرجلُ نحوَ اول دفترٍ لاقاهُ على الطاوله ، واخذَ المحبرةَ والريشه .. وصارَ يَرسُم
بقَى اهيَف خلفهُ يُحدقُ من فوقِ رأسِه بِما يَرسُم ، كانَ رسمهُ دَقيقاً .. وكأنهُ لوحةٌ إحترافيه

بُستان ، يرسمُ بُستان .. شجرةَ اجاص ، حفره .. افعى سوداء ، هذهِ افعى سودَاء صحيح؟

حدّقَ الرجلُ الغريبُ بِـأهيف بِعيناهِ الجاحظِتانِ نظرةً مُختلفةً عمّا سَبَق ، نظرةً مرعوبه ، صارَ يكتُب بشكلٍ اسرَعَ من الطبيعيّ .. كتبَ بِـحروفٍ لا يَعرِفُها سِوى السحره ، حروفُ لغةِ السحر

-لا تهرُب الليله ، خطوةٌ لِلأمام .. سيُكسرُ عُنُقُك .. خطوةٌ لِلخلف .. سَيُكسرُ عُنُقُك ، انهم في كُل مَكان ، اقول المزيد ، اُقتَل ، تعرِفُ المزيد ، تُقتَل ، إبقَ ، إياك ، انقذني ، انقذنا ، انقِذ نفسَك
هذا ما كُتِب على اللوحةِ الغامِضه .. الحروف والكلمات صارَت تَتلَاشى وكأنها لم تُكتب !

عاودَ الرجل التحديقَ بعيناهُ المرعوبتانِ نحو اهيفِ الَذي إستَطاعَ فِهمَ كُلَ شَيئ .. اخذَ اهيف نفساً عميقاً وحكى

-من يَحكُمُك؟؟ مَن إستَحضَرَك؟؟

صارَ الرجلُ يَإنُ انيناً واضحاً ومسموعاً .. كانَ كـ لُغةٍ واضحةٍ لِأهيف

-لا تستَطيع الفصح عن إسمه إذاً ..
قالَ أهيَف

حكى الرجلُ اخيراً ، كلمةً مفهومةً واحِده

-هنا ، هنا
قال

-عُد مِن حيثُ جِئت !!
حكى اهيف بِـحده خافِضاً صَوتَه

وَبِغمضةٍ عَينٍ إختفى الرَجُل .. حِينَها شعرَ اهيفٌ بشخصٍ يقبعُ خلفَ بابِ حُجرتِه ، اطفئ الشموعَ لإخماد نور الوسط وإلتزمَ سريرهُ حتى يشعرَ بِـرحيل الشخص ..
غلبهُ النُعاسُ ، لم تُفارِق تلكَ الهالةُ ولا الهيئةُ بَابهُ حتى غفت عيناه ، افاقَ فجراً على صوتِ المطرِ الغزير بعدَ نومٍ عميق وسطَ حجرتِهِ المُظلمه .
رأى كيانً طويلاً اسودَ الظِل فَاوهَ سريره ، إختفى فَورَ ان صحى "اهيف" وابصرَ جيداً

افاقَ عَطِشاً وحجرتهُ لا تشملُ قطرةَ مياهٍ واحِده ، اشعلَ شمعتهُ بغيةً لإحضارِ مياهٍ من الخارِج ، كَانت المَمراتُ هادِئةً مُظلمه .. وطويله
وكأنها لا تنتهي ... توقفَ اهيف مُنتصفَ طريقِهِ

اصواتٌ تنادي
.
اصواتٌ تهمس
.
عندَ اُذُنِه

إلتفتَ وشهدِت عيناهُ عشراتٍ من الظِلال التي تُشاهِدُه ، امامَ وجهِهِ وخلفَ ضهرِه ، لَم يرتَعِب عِلماً انها مِن صنيعِ ساحِر يحاولُ الإطاحةَ بِه ، لم يرمِش لهُ جفنٌ لكن ملأت الإستفهاماتُ رأسَه ، هذهِ المرةُ الاولى التي يواجِهُ بِها كياناً لا يستَطيعُ التَوصلَ إلى حاكِمِه ، او حتى إسمُه ... المرةُ الاولى الَتي يواجِهُ بها خطراً حقيقياً ، ساحراً ومشعوذاً حقيقياً .. كل ما يراهُ اهيف في هذهِ الليلةِ العسيره مو من صنيع السحر الاسود ، وهو ما لا يُجيدهُ الشاب .

-اذهب !!!
.
-سترويكَ مياهُ الهَيمَان !
.
-الحرَّان !!

.

تريّثَ الشابُ ونفخَ شمعتَه لِيطغو الظلامُ الدامِس تماماً ، واخيراً وجدَ مخرجَ نور ، حديقه القَصر الخلفيه .
خرجَ وإبتلَ بالكامِل ، وجدَ شجرةَ تفاحٍ فتوقفَ عندَها ، انهُ يمتثلُ لأوامر الكياناتِ تِلك ، هو يعرفُ انهُ هنالِكَ فخٌ قد يُطيحُ بِه ، انهُ يخاطِرُ بِـحياتِه .

تماماً عندَ شجرةٍ التفاحِ وجدَ حُفره ، خرجَت مِن الحُفرةِ افعَى بَيضاء .. عندَها ادركَ اهيف انهُ وَقِعَ بِالفَخ ، سَمِعَ الاصواتَ المُتداخله مُجدداً تحكي وتهمسُ عندَ اُذُنِه

.
-خطوةٌ لِلأمام ، تُكسرُ اعناقُهم
.
-خطوةٌ لِلخَلف ، يُكسرُ عُنُقُك
.
-ثبات ، يُكسرُ عُنُقُك
.

تجمدَ اهيف في مكانِه ، خرجت الافعى مِن حفرَتِها شيئاً فشيئاً نَحوه ، صَعَدت على جسدهِ نحوَ عُنُقه ، إلتفَت عليه
.
مصيرهُ إما يتخذَ قرارهُ قبلَ ان تكسرَ الافعى عُنُقه ، فإذا بقِيَّ واقِفاً ستكسرُ الافعى عُنُقه
.
او ان يتقدمَ خطوةً لِلأمام ، فَتُكسرُ اعناق كُلِ من في القصر ، اي يُقتلُ الجميعُ بسببِ خطأ إرتَكبهُ اهيف ، ومنهُم كحلاءُ العينين .
.
او ان يَرجِع خطوةً لِلخلفِ هو فَيُكسرُ عُنُقه ، اي ان احتماليةَ موتِه شاسعه
.

-انا لستُ شخصاً طيباً .. لا افكرُ بِالاخرين ، ولا اهتمُ إن ماتَ الجميعُ هنا ... لَكِن إن ماتوا ..المستفيد هو انت ، اليسَ كذلك؟
حكى اهيف مُخاطباً الافعى ، إذ ان مُدبرَ كل هذهِ الاحداث يتجسدُ على هيئةِ افعى

لدغتهُ الافعى فجأةً بقوه ، نشرَت سُمَّها في عُنُقِه .. صاحَ الماً ونزعها عنهُ بقوةٍ رامياً إياها ارضاً ، حرقها فوراً وصارَ يعملُ على إخراجِ السُّمِ من عُنُقِه ..

.
-إتخِذ قراراً !!!
قيلَ لهُ

تجاهلَ الاصواتَ وإختَفى من بقعتِه
لم يتقدم ولم يتأخر ... إختفى في مَكانِه فقط

.

عندَ مطلعِ الشمسِ اخيراً ، صارَ الخدمُ ينهضونَ واحِداً تلو الاخر إلا احدَهُم ، قد تأخر
.

صباحاً حيثُ كانَت كحلاء تُساعِد في بضعةِ اعمالٍ سَمِعت تذمُر رئيسِ الخدمِ

-مرّت ساعةٌ ولم يأتي الخادمُ الجديد !! احضروا لي ذاكَ الساحرَ المدللَ حالاً !

راودها شعورٌ سَيئٌ مِمَا سَمِعت ..

Continue Reading

You'll Also Like

23.5K 2.3K 91
الوصف بالتشابتر 0 رواية مترجمة
213K 11.9K 51
"خطيبة ولي العهد" حائزة على المرتبة الأولى في روايات الدراما 🥇 أميرة مملكة شارلوت الاولى و الوحيدة ، الفاتنة ، الجذابة ، ذات الملامح الآسرة .. الت...
68.3K 3.2K 20
" أَمسكني إن كُنتَ تستطيع أيها الاسكندر الأكبر" " إن أمسكتُك سأُقوم بمضاجعتك " ... " سَأَشُنُّ حرب حُبٍ على أرض شِفاهك وأحتلها بين قواطعيّ حتى تُدمى...
2.9M 199K 22
{مكتملة} "إن لم تستطيعي رؤيتي.. فاشعري بي"