' أَهـيَـفُ ١٥٣٤ '

By jisruqw

69 10 5

هُوَ إسمٌ على مُسـمى ، هَيئَةٌ ضامرةٌ هيفَاء ، خُصرٌ رقيقٌ منحوُت ، إنه كَـمَلاك .. خَنّاسٍ شقِيّ ، إبـنُ إبل... More

١ : غـادةٌ عَلى الأَبـوَاب .
٣ : إبـرِيز .
٤ : خِصـام .
٥ : افـعَـى بَيـضاَء ، افـعَـى سَـودَاء .
٦ : اُمـسِيـةٌ راقِصـه .
٧ : هِيـامُ آبـيـل .
٨ : آهـيَف ١٥١٩

٢ : الصَـومَـعه .

10 1 0
By jisruqw


- انا ادعى كحلاء ، انت؟

-ادعى مارت

امالت رأسها بإستغراب

-أانت اجنبي؟

-اجل

تنهدت لِتُكمل

-انا ... هاربه ، اراد والداي ان يزوجاني لسكير همجيّ .. لذا هربت ، قدما بلاغٍ عن هروبي ... الحرس الملكي بنفسه يبحث عني الان ، انهم يتبعون خطايّ

-لذا فقررتي الدخول للغابة الملعونه لكي لا يتبعكِ احد؟

-اجل ... تعثرت بمجموعةِ اغصانٍ وصدمت رأسي بحجرِ حسبما اظن؟

-لقد فعلتِ ، ضمدت جرحكِ

-أشكُرك حقاً ..

-ابقي هنا ، حل الليل اساساً
قالَ بحزم

-مهلاً .. انا لم ابقى بمنزل رجلٌ غريب من قَبل

-لِمَ؟ كَم عُمرُك؟

-انا؟ تسعةَ عشرَ عام .. ماذا عنك يا سيد؟

-لست سيد ، لا اعرف .. انا اميّ ، لم اعرف كم هو عمري يوماً ولم اعرف كيفية العد لذا

-اذا تعيش هنا بمفردك؟
قالت بهدوء

-اوه اجل



نَهضَ فأعطاها احدى ثيابهِ العريضه لتُدفأها

-هاكِ ، الجو بارد

استطاع رؤية اللمعة في عيناها

-انا حقا اشكرك على لطفك .

ومع ذلك كان يستطيع رؤية الحذر في عيناها ايضا .

.

مَضى منَ الزمان سَاعةٌ ثُم صَاحَ عليها نادهاً

"أنسه ... أنسه كحلاء !"

أتت مسرعةً الى عندهِ فَإبتسمَ بغباء

"العشاء جاهِز"
قال

"شٌكراً لكَ حقاً"
اجابت

جلسا الإثنان على المائِدةِ ذاتها .. لَم يَكُن بِمًقدورِهُما إستِهلال موضوعٍ يتحدثانِ فيه ، حتى أنبرتْ هِي

-كَيف تَدعو ان هذهِ الغابه خَاصتُك؟

حَدقَ بِها قَليلاً ، بالطَبع لَن يقول أنهُ سحرَ الغابةَ بِأكمَلِها بَعد وفاةِ والِده لِكَي لا يَجِدهُ احد .. يحاولُ إختلاق تَمويهٍ يُسكِتها بِه .

-في الواقع ... كان جَدي غنياً لِلغايه ، كان فاحش الثراء لذا طلبَ الإذنَ من السلطان أَن يَملُكَ الغابه .. ورِثتُها انا لاحقاً
أنبر مُتحكماً بلغةِ جسده لكيلا يظهرَ كاذباً

-إذا ... انتَ تعرف ، مدينتنا صغيره وانا اعرف الجميع بِها .. لطالما عملت منظفه في بعض المنازل ، اعرف نسائهم .. واطفالهم واولادهم ، باعة السوق كذلك ، لَم اركَ من قَبل رغم ذلك
حَكت تُحدق بالارض مُستغربةً تُراجعُ الذاكره

-لا اخرجُ إلا قَليلاً .. لابُد أننا لَم نَلتَقي
اجاب
ثم اكمل قائلاً

-اينَ ستذهبين عندَ خروجكِ من هنا؟

تنهدت مَهمومةً تحمل شَجناً على عاتقها ، إستدمعتْ وحجبت ملمَحها

-أنسه .. أتبكين؟؟
سألها

كشفت عن اديمها مجدداً بَعدما مسحت دموعها

-أسفه ، لا املكُ ادنى فِكره ... وايضاً لا استطيع البقاء هنا ، انت ذكرٌ بِالنهايه .
حَكت بحيره

-أنستي .. لستُ ذلكَ النوع من الناس ... كما انكِ لستِ جميلة لِتِلكَ الدرجه
اجاب مُستهزءاً بعدما نغزهُ حديثها

-ومن يهتَم لِلجمال؟ لَو أنكَ تخرج لَعرفت لِما اخاف .. انت محق ، ما كان يجب ان اخافَ منك ، انتَ تجهلُ الكَثير
اجابت بإنفعالٍ خجول تَعملُ جاهدةً لِكبتِه

اعوجَ شمراخهُ قليلاً عاقداً حاجبيه

-ما الذي فاتني؟ لا يفوتني الا ما لا اكترثُ بِشأنِه

-يغتصبون الفتيات ذوات العرق الروسي ليُسمحَ لهم بالدخول لروسيا يا سيدي ! هذا ما فاتَك !!
صاحت مدمعه

-كحلا .. انسه كحلاء ... انا اسف ، لَم أعرِف هذا حقاً .
حكى بِتأنيب

هَزت رأسها قليلاً
-لا عليك .. انا اسفه ، أويتني في دارِك واجلستني على مائدتك واطعمتني من طعامك ... اشكرك حقاً
حكت بصوتٍ باكٍ

-بِما أنكِ روسيه ... لما لستِ في روسيا؟

-والدي عربيّ
اجابت

-اوه ... انا كذلك نصفٌ بنصف

-حقاً؟

-اجل ..قيل أن والدتي من الاندلس ، لا اعرف ان كان هذا صحيحاً

-الم تسألها؟

-لَم التقيها قَط ...

طُرق البابَ فَفزعَ كلاهُما
طلبَ منها ان تلتزم الصمت ليرى من الطارق ، فالضيوف لديه امر معدوم .. ليس حتى نادر

فتح الباب ولم يكن هناك من يكون ...

-فَخ .. كحلاء اوصدي الباب باقوى ما تستطيعين !!

داومَ نفسه على تأهب لمواجهة اي خَطرٍ يطرق

-ازريمينتوس !
قال

-أتريد ان تمزق اوعيتي بأطرافي وتفجر دماغي بذروتي دون ان تعرف من انا؟ اليس فتاكاً ان تستخدمها قبل ان نبدأ؟ عيب عليك يا ولد .. استخدام هذه التقنيه محرم فمن اين درستها؟
حكى صوت مجهول من الا مكان

لَم يلتفت اهيف حتى لِيكون على درايةٍ بمرجع الصوت ، إكتفى بإغلاق عيناه وإرخاء عضلاته والتمتمه ، فَسحقَ البقعةَ التي كانتْ تحمِله

تعالى الضباب والتراب في الوسط والمشهد اصبح مشوشاً ... يوجد سحر لكل شيئ حتماً

-فارابينا ..
انبرَ اهيف ، وقبلَ نُهوضِه هُوجمَ من حَيثُ لا يحتَسِب ، كان مضيقه بين يدين من هاجَمه

-كما قَتلتُ والِدك ... سإقتُلكَ حتماً ، ستموت ميتةً شنيعة كما ماتَ هو ، اعدك بهذا يا أهيف
همسَ المجهول بإذنِ أهيف
بومضةٍ إنعسكت الادوار

-بماذا تهذي؟؟ مَن أنت؟
أنبر اهيف

-أتعرفُ ساحرةَ العرب؟ هي قَد تُخبرك عني .. لعلكَ تتذكرُ "هارمار"

-هارمار؟؟ من أنتَ بِحَقِ ..
انبرَ اهيف ثُم شعرَ كما لو ان شياطين السعير جميعاً سحبتهُ الى قَعر الارض فأُغشى عليه





فتح محجراه ليستشعر مكاناً مظلماً وبارِد ... رفعَ رأسهُ فوراً فوجد الكحلاء تجلس على الارض جَانِبه

-اين نحن؟؟
حكى مصدوما

-السجن الملكيّ ... منذ اسبوعان
اجابت تُداعب اناملها

-اسبو ... ماذا؟؟

-انت نائم منذ اسبوعان .. سمعت انه تم سحرك
رفعت رأسها مسلطة بؤبؤاها الزرقاوان نحوه

-تم سحري؟ هذا سخيف ... انا فقط خرجت لأرى ..
لَم يُكمل الا وقاطعته

-توقف ارجوك ! أتحاول استغفالي مجدداً؟؟
لا اصدق انني كنت في منزل مشعوذ ولم أدرك ، كم انا مُغفله ... ولم تخبرني حتى أنكَ إبنُ الاثير الخزامي ... أنتَ حقاً إبن الساحر الذي مجدهُ التاريخ؟؟
أنبرت بغضب مُدمعه

قَعد هو يُرجرجُ قدمهُ يسرى
-لستُ مُضطراً بإخبارك اي شَيئ ، حسناً؟

-على الاقل كان عليكَ طَردي ، لا اعلم ماذا كان سيحدث لو لَم يُطرق الباب آنذاك ..

-هكذا الامر إذاً؟ كُنتِ تَهلَكين هُناكَ امامَ منزلي !! لستُ شخصاً خطيراً يؤذي كل من وقعَ امام محجريه حسناً؟
صَاحَ بوجهِها

-يالَ بختي .. واحتجزونا في الصومعه ذاتها
حَكت بتمتمةٍ وضجر

.

تنهدَ ثم حَكى

-بأي تُهمةٍ أُعتقلنا؟

-وكأنكَ لا تعرف؟
اجابت ثم اكملت قائله

-يبحثون عنكَ نسبةً لوالِدك .. كما انكَ قمتَ بهدم مَقر الوزراء ، أتعلمُ انني كُنتُ قريبةً مِنَ الحادثةِ وكِدتُ اموت بصخور المبنى؟ أنقذني احد الباعةِ حَفظهُ الله .. يُدعى عبد المجيد ، يبيع الاقمشه .

-هيا يا هذه ، انتي على قيد الحياة لم يُصِبكِ مكروه .. كما أنَني لَم افعلهُ دون هدف ، يستقصدون السطو على داري ومنطقتي ، تعاونوا مع ساحرٍ ليرسل لي سحره بكيانات مختلفه ، تارةً طفل .. تارةً حيوان ، انهم يمسونني فقط لان والدي آذاهم فقررت ان اوقف هذا
لدرجةِ أنني عندما رأيتكِ امامَ بابي ظَننتُ أنك احدى اعمالهم .

-اه اجل صدقتُك .. صحيح .. صحيح ، على كُلٍ ...

قاطعها فروى

-ولما انتِ هنا؟ ألم تغلقِ الباب على نفسك وما شابه؟ بماذا اوصيتكِ؟

-كسروه ببساطه؟

-كان مسحوراً ، لم يكن ليُكسر بتلك السهوله

-اعتقد ان من اقحمكَ سُبات اسبوعان هو مَن فتحه ... شخص بنفسِ مستواك ، او ربما اعلى؟
حَكت مُستهزءه

-وبسببهِ وجدوا فتاتهم المفقوده الهاربه فإحتجزوها مع اهيف ، ابن الاثير الخزامي؟

-بالضبط هكذا ... كان يجب ان تتم محاكمتنا منذ اليوم الاول لكن ، تأخر الامر اسبوعان لسببٍ ما
اجابت مع إبتسامه جانبيه

حَلَّ الصمتُ قليلاً .. ثم تنهد ثائلاً

-يا كحلاء ... انا ابلغ واحد وعشرون ، اعرف العَد والكتابه والقراءه ... اجيد الرياضيات وجميع الاختصاصات الاخرى
حكى يعبث بالقيد الذي رُبطت يداه به ثم اكملَ قائلاً

-وكنتِ على حَق .. كان هناكَ كتبٌ تعمُ المَكان ، لكِني اخفيتها .. والان اخبريني لماذا يوجدُ قيدٌ لعين على ذراعي ولما لا استطيع كسره؟ من وضعه على يدي؟
تحدث يحاول جاهداً

حدقتْ بعينيه ثم أظهرت له كَف يدها الذي هام باثار الحروق

-ما هذا؟

-حاولتُ نَزعَهُ عن يَداك ، يحرِق كُلَما لَمِستُه

-يالهذا ... امهليني ثانيه

اغمضَ عيناهُ لثوانٍ ثم بدأ يقول تمتمته المعتاده

-اكانيو ...
لَم يُكمِل حديثهُ إلا وصاحَ مُتألماً

-ماذا حدث؟؟
حكت قَلِقه

-لا اعرف ، دعيني احاول ثانيةً
اكانيوس .. برتنيليو ... ا- لا استطيع !!

-هَل أنت بخير؟
حَكت تحفظُ وجنتيه بين يداها

-كُلما إستخدمت سحري حُرقت يداي .. اللعنة على هذا ، إنه يمتص طاقتي ، ما هذا القيد اللعين؟

فُتِح الباب ... احدُ الحرس مَع طلبيةِ طعام
ما إن رأى اهيف بشحمهِ ولحمهِ قَد افاق ابلغَ صاحبهُ لِنشرِ الخبر في انحاء القَصِر .

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 82.7K 53
"سأتركك مثلما تشائين ولكن بشرط" "ما...ماهو" خرج صوتى لا يُعادل الهمس، حتى شعرت بأنفاسة على رقبتى "...تعلمين انا احب الالعاب، لهذا...قررت لتوي...اذا...
1.4M 104K 26
. . « عندما فرضتُ نفسي في تلك الرحلة لم أكن أعلم شيئًا عن ذلك الماركيز الذي دعى عائلتي لقضاء العطلة في منزله الصيفي. ظننته رجلًا أربعينيًا وله أرب...
2.9M 199K 22
{مكتملة} "إن لم تستطيعي رؤيتي.. فاشعري بي"