كل الغرام اسمك، كل الصور في ن...

rwaiah95_ által

299K 5.2K 717

🤍 Több

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦
٤٧
٤٨
٤٩
٥٠
٥١
٥٢
٥٣
٥٤
٥٥
٥٦
٥٧
٥٨
٥٩

٢٤

5.2K 101 14
rwaiah95_ által

ركزت رأسها على صدره بينما أنظارها ناحية السماء الصافية، القمر المكتمل و النجوم المنثورة بعشوائية حوله، هول المشاعر المتضاعفة أجبرتهم يخرجون للحديقة، ضيق البيت ما يوسع فيضانات مشاعرهم، جميع الأضواء مغلقة و حتى إنارات الشارع مغلقة، تتضح لهم لمعة النجوم من دون الحاجة لتلسكوب إلا إن مناف أصر على وجوده، أشر لها ترتفع و بالفعل أعتدلت بجلستها تقترب من التلسكوب أمامها تتأمل دقة وضوح القمر، فجواته و نوره المشع، أرجعت رأسها لصدره من أكتفت من التأمل: إذا حصل و جاء أحد بعد عبدالإله بيكون بدر
همهم مناف يبتعد كذلك عن التلسكوب بينما ينزل أنظاره ناحيتها: و بعد؟
نفت: الباقي سر، أبي نزرع هنا نفس الورود اللي بالمركز
همهم مناف بينما يحاوطها بأكملها، أرجع رأسها للخلف يحاول يستدرك عمق كلّ مشاعره، كيف إنها تهيضه بأكمله وهو من أساس هايج منها، تجيه بطريق آخر و تستذكر أطفالهم، ما يدرك كمية عظيم شعوره من فكرة إن بعد أشهر قليلة بيكون وسطهم عبدالإله، من بعده "بدر" نفس ما سمته، تعمق بشعوره من فكرة إن ممكن تكون بنت، نسخة مصغرة من لدن تنهيه لا مُحال، تراوده أفكار أخرى متطرفة من إنها تبقى بهذا المنظر طوال حياتها، بكلّ لطف العالمين بمظهرها هذا و تذمرها اللي ما يتوقف من الحمل

«بيت فراس، بعد الفجر»
لأوّل مرّة يعجز عن شيء، يعجز عن أبعاد أنظاره ناحيتها و ناحية هدوء ملامحها، بعيدًا عن ملامحها الحادة البازغة من أنظارها، بنومها تتحول لكتلة هدوء يجذب فراس بشكل ما عهده، ما عهد نفسه ما يقوى على إبعاد نظره عن أيّ شيء، مهما كان بالنهاية يملك القوة على نفسه و أنظاره، عقله يحدد إتجاه أنظاره إلا إن هذي المرّة قلبه هو اللي يحدد، يتأمل أبسط تفصيل فيها، حفظ أعداد شامات وجهها العشوائية و حفظ أمكانهم بالتحديد و بكل دقة من شدة تأمله الدقيق، تعمق بتفكيره و أخذ مجرى آخر، كيف هو وقع، كيف أبحر فيها بلحظات يجهلها، كيف فجأة أستوعب عمق وقوعه و إبحاره فيها، كيف تحول شديد خوفه من إنه يضرها بعد إهانتها الصريحة له إلى مشاعر الحبّ اللي هو يجهله، كيف هي بحد ذاتها وافقت عليه، أستوقفته النقطة الأخيرة، هي تكرهه شديد الكره، تكره معه الحلال قبل الحرام كيف تقبل فيه و تربط إسمها بإسمه، تربط كلّ حياتها فيه رغم شديد بغضها له، تشتت و ضاع من عمق تفكيره اللي أنتهى من حسّ بتحركاتها على السرير، لحظات قليلة من فتحت أنظارها المُعلقة ناحية سقف الغرفة، مررت أنظارها على يمينها حيث هو ببرود تام، وقفت بهدوء تتجه ناحية دورة المياة من دون تنطق بأيّ شيء، كان منه شديد الإستغراب من تصرفاتها، و كأنها عايشة لوحدها دونه، ما تنطق الحرف أمامه و ما تعبره إلا بنظراتها الحادة و اللي تشابه فيهم نظرات مناف
تنهد بينما يدفن رأسه وسط المخدة أكثر، ينتظر خرجوها و اللي ما طال، أعتدل بجلسته من خرجت يرتب حكيه بذهنه قبل ينطق لها بأيّ شيء، يتبعها بأنظاره من إتجهت ناحية المرايا تلقي نظرة على مظهرها، تجمع نصف خصلاتها للأعلى بحركة سريعة من ثم رمت جسدها بخفة على الكنبة، وسط إيدها جوالها و تظهر على ملامحها شبه إبتسامة ثارت فضوله سببها و اللي كانت من رسايل أهل الإمارات و أعتذاراتهم الشديدة لعدم حضورهم و تباريكهم على الزواج، رغم عدم محبتها للسب "الزواج" إلا إن رقة حكيهم و عناية إختيارهم للمصطلحات أعجبتها و جدًا

خرج من الغرفة من عجز يخرج الحرف منه، من أشتد حاله و ولع داخله من تجاهلها المو طبيعي له، تشتته ألف مرة بكل حركة تصدر منها، بكل مرة تزيد تعقيد الأمور أكثر

«قصر عبدالإله»
دخل نيّاف بينما يبحث بأنظاره على إيلاف، إتجهت خطواته ناحيتها من سمع علو الأصوات بالمطبخ و سرعان ما صدّ من ظهروا أمامه، شدّ على إيده بغضب من إنه شافهم، صرخ بغضب من أعتلت أصواتهم أكثر من دخلته المرعبة و المفاجئة: إقطع!
عضّت إيلاف شفايفها و أسرعت بخطواتها ناحيته: نيّاف!
دخل إيده بجيب ثوبه يخفي رجفة غضبه المُترجم بنظراته: يلا بنمشي
همهمت بخفة تبتعد بخطواتها عن المطبخ متجهه للأعلى تأخذ آخر أغراضها، لكم الجدار أمامه من شديد غضبه، بلحظة أشتعلت أعصابه لإنه للأبد يكره الشوفات هذي، ما يرحم نفسه و يحط كلّ الغلط عليه و يصب كلّ غضبه على ذاته، عضّ شفايفه من تقدمت ألين ناحيته تنطق بخفوت من غضبه: توصل بنات تركي؟ عمر مشى من مدة و سيف نايم، تميم و حمد ما حصلتهم
همهم نيّاف بخفة: أمشي معهم لا تجلسين لحالك
نفت: عندي مهرة أنا
أبتعد بخطواته و توقف من أدرك إنها هي بنت تركي، هي اللي بتكون معه و هي اللي بيوصلها، أنطفى كلّ غضبه من وضحت له، من كانت كفها مستنده وسط ذراع أختها، أنزل أنظاره على الأرضية، رهبة عظيمة مرت وسط جسده تمنعه عن الحراك، من شديد الصدمات اللي أنهلت عليه من أختفى غضبه بلمح البصر، هو نيّاف اللي ما عنده أيّ حل يخفف من غضبه ولو قليل كيف أسمها يمحي غضبه بهذي الطريقة
شاف طرف كعبها اللي ما خفى طرقة على الأرضية و اللي توصل لقلبه بأسرع طريقة، أرتجف أكمل جسده يماثل شديد إرتجاف دواخله، وقف سيل و عمق أفكاره من أرتفع صوت إيلاف تناديه، ما كان يقوى على الركوب من هول شعوره إلا إنه كان مجبور بالنهاية
تنهد بينما يرجع رأسه للخلف من ركب السيارة و من كان يسمع همسها للمياسة بالخلف، أشر لإيلاف اللي جالسة بجانبه بمقعد الراكب: أفتحي الدرج، عطيني البكت
سرعان ما كشرت الغيد: مو الحين .. إذا نزلنا
رفع حاجبه يلتفت ناحيتها، من دون نقاب بينما الطرحة تخفي ملامحها، مناكيرها الأحمر و اللي يماثل طرف فستانها الواضح من أسفل عبايتها، يقسم إن جميعهم قادرين على سماع نبضات قلبه من شدتها و سرعاتها، أرجع أنظاره ناحية إيلاف و اللي فوق رأسها أكبر علامة أستفهام، هز رأسها بخفة يشغل السيارة، بأول دقايقه من شغل السيارة تحدثت مرة أخرى: أفتح المكيف
مدّ إيده للخلف يفتح التكيف الخلفي، أحمرت ملامحه من كتّمه الشديد لإرتجافه و لكمية الصراخ اللي بتفجر شرايينه، من إن أبسط شيء منها يهيج كل شعور فيه و كيف إذا كانت تكلّمه بهذي الطريقة و العادية بالنسبة للجميع إلا إنها كارثيه بالنسبة لنيّاف، ما بين أكثر من شعور و تخبط

ما يعرف كيف مر الوقت و توقفت سيارته أمام بيت أبوه، كان من إيلاف شديد الإستغراب من كل شيء يحصل، من غضبه المفاجئ حتى صمته العميق طوال الطريق، و الآن موصلها هي قبل بنات تركي، فسّر مباشرة من شاف إستغرابها: بمشي الديرة، جيبي العزبة
أشرت على الشاص بإستغراب: ما بتروح فيه؟
نفى نيّاف: أستعجلي
همهمت تسارع بخطواتها ناحية المجلس الخارجي و اللي تتواجد فيه عزبة نيّاف الدائمة، سحبت الشنطة تعود بإدراجها ناحية سيارة نيّاف تمدّها له

تنهدت بعمق من هول كل شيء، من كل تصرفاته و اللي  تعجبها لآخر حد، لأوّل مرّة تتأمله بهذا القرب، رغم عديد المرّات اللي وصلها لبيتهم إلا إنها لأوّل مرة تتفحصه بهذي الطريقة، من شماغه الملتف حول مقعد الراكب بجانبه و اللي كانت جالسة فيه إيلاف، ثوبه المرتب بدقة على المقاعد الخلفية و بجانبها مباشرة، سبحته الملتفه حول المرايا، خاتم إيده الحجري و اللي يشابه خاتم مناف، يعاكسها بكلّ شيء إلا إنه يعجبها أضعاف، تستذكر توقف نبضاتها من مدّ إيده يفتح المكيف لإنه كان يقربها بشكل خيالي و يذكرها بإقترابه منها بالبرّ

أسرعت بخطواتها ناحية الدرج بينما ترفع صوتها للمياسة: ببدل و أجيك أنتظري
رفعت طرف فستانها لأجل ما تتعثر فيه، تركض بأعلى الدرج ناحية غرفتها، جلست بأقرب كنبة تراجع تصويرها، كلّ صورة تصورتها و كل صورة نشرتها، تأملت ردود الجميع عليها و كمية المدح الهائل و اللي تستحقه، تحبّ هذي الفقرة بعد كل مناسبة تحصل لهم و بعد كل صورة تنشرها، كمية الحبّ و المدح اللي تحصله من الكلّ يطير قلبها بالفرح
أبتعدت تنزع فستانها من أكتفت من الرسائل و اللي أستخسرت تنزعه من إنتهاء الملكة، أستبدلته ببيجامة حرير تماثل لون فستانها، أسرعت بخطواتها للأسفل لإنها متشوقة لموضوعهم و اللي بيكون نيّاف أساسه
من جلست مقابل المياسة تحدثت بكلّ حماس طغى عليها: بتحاكيني عن نيّاف قبل؟ وهو صغير
رفعت المياسة حاجبها: وش الطاري
رفعت الغيد أكتافها بعدم معرفة: ما أعرف بس ودّي، بينكم ثلاث سنين قليل مرّة أكيد تعرفين عنه أكثر
همهمت المياسة ترجع جسدها للخلف: تعرفين إن خالتي نهى و عمّي فهد كانت بينهم مشاكل؟ مناف ظل عند أبوي عبدالإله و نيّاف كان تعبان و ما قدرت خالتي نهى تتركه عندهم
إتسعت عيون الغيد بذهول: كيف! خالتي نهى ما كانت تبيهم!
نفت المياسة بقوة: وش هالاستنتاج غيد! عمي فهد كان رافض إنهم يتربون بعدين عنه و خالتي كانت تعبانه بعد الولادة، تدرين إنها ولدت مناف بعدها بكم يوم ولدت نيّاف؟ ما كان تعبها عادي و عمي أنتهز الفرصة و قال إن خوالي بيهملون عياله و من هالكلام
عضّت شفايفها بصدمة: عمّي فهد خبيث كذا!
ضحكت المياسة بذهول تنفي: عيب! ماهو خبيث بس يبي عياله يتربون حوله، لو إنه خبيث ما رجع خالتي و جاب منها بنات مرّة ثانية، أمي شيخة وقتها رفضت نيّاف يبقى بعيد عن أمه وهو بهالحالة
الغيد: تربوا بعيد عن بعض؟ طيب مو المفروض الشخصيات تكون عكس؟ نيّاف تربى عند خوالي و المفروض يكون ماله بالبرّ
المياسة: مرّات يروح مع أعمامي للديرة، يطير عقله من المناظر اللي لأوّل مرة يشوفها، تعلق قلبه هناك لدرجة صار هو يطلب أبوي عبدالإله يروحون
الغيد: طيب كيف شخصياتهم وقت تلعبون، علّميني التفاصيل
أخذت المياسة نفس تسترجع الذكريات: تعرفين رائد صاحب مناف؟ أمه صاحبة خالتي نهى و بكل مرّة يجونا يجي مع أمه، كنت طول وقتي أتأمل علاقاتهم غيد بحياتي ما شفت مثلهم، تدرين إنه يحسّ بمناف من دون يتكلم؟ لدرجة كنت أشك إنه توأم مناف لإن مستحيل كمية الترابط بينهم، كان يراعي مناف بكلّ شيء
ضحكت تكفكف دموعها و اللي عجزت تكبتهم: مرّة مناف أنجرح بعمق، أخذوه للمستشفى و كان رائد معه، أخذوني معهم بالغلط و كنت أتأمل أبسط تفصيل بينهم، وقت كانوا يخيطون جرح مناف كان يكبت صرخاته و دموعه و مدّ رائد إيده لمناف يطلب منه يعضّه لأجل ما يكتم غضبه، كان طفل الغيد ما أعرف كيف يفهم كل هالأشياء، وقتها ما كنت أستوعب بس الحين أموت بكل تفصيل أتذكره
عضّت الغيد شفايفها من أستذكرت رائد و من بكاء المياسة الغير طبيعي: طيب أنا أبي أعرف نيّاف مو مناف، ما أبيه يكسر خاطري
خرجت من المياسة همهمه مهزوزة لإنها للآن ما تستوعب كيف مناف قادر يعيش من دون صاحب عمره، كيف بيوم و ليلة أختفى رائد عن حياته، ما تلومه و عمرها ما لامته بفقدانه لكلّ مشاعره بعد وفاة صاحبه لإن هذا أقل شيء ممكن يحدث، قضت طفولتها تتأملهم إثنينهم سوا، كانت مغرمة بعلاقتهم و حنيتهم الطاغية على بعض، رغم شديد علاقة مناف و تميم إلا إنها متأكدة إن تميم مستحيل يجي مكان رائد، مستحيل تميم يهتم أو يلاحظ أبسط تفاصيل مناف و اللي كانت أهم أشياء رائد، كل أملها إن لدن تعتلي مكانه، لدن هي اللي تبقى لمناف و تصلح كل خراب حدث بحياته، لإنه تعب و تعب كثير، لإنه شال آل نافل بأكمله وهو بعمر الـ ٣١ و متأكدة إنه بيشيلهم حتى لو بعد المية السنة، لإنه مناف
أعتدلت بجلستها تستذكر مواقف نيّاف: يعني .. كان عادي، وراء خالتي طول الوقت عكس منـا...
قاطعتها الغيد بضجر: ترى بشك إنك تحبين مناف أقول لك نيّاف تقولين مناف!
إتسعت عيون المياسة بصدمة: سلامات! متزوجة يا مجنونة متزوجة
أخذت نفس بينما توقف: تدرين وش؟ أنا متأكدة مو شاكة إنك تحبين نيّاف
عضّت الغيد شفايفها بينما تأشر على إيدها: إن قمت نتفت شعرك والله .. وقتها وريني كيف تحضرين إستقبالك
كشرت المياسة بينما تتجه للأعلى من وصلها إتصال تميم و اللي من قبلت الإتصال تحدث: أطلعي برا
قوست شفايفها برجاء: تميم تكفى
نفى: ما فيه تكفى و إنتي بهذي الحالة، برا ميس
المياسة: والله ما فيني حيل تميم، أنزل إنت
ضحك بذهول: وين أنزل! أبي أنام وراي مجلس
المياسة: تميم أنا بالمجلس تعال
كشر بينما يسحب المفتاح من السيارة يلبي طلبها، من دخل المجلس كانت واقفة بينما أنظارها ناحية الجوال، قبل تصدر منه أي حركة لفت الجوال ناحيته، ضحك يتقدم منها أكثر من كانت تظهر صورة لهم سوا بالسنوات الماضية، كانوا كبار كفاية لإمتلاكهم جوالات خاصة، كانوا على بُعد من بعض بينما مهرة تعتلي كتف تميم و حمد بالخلف متمسك بطرف مهرة لأجل ما تطيح، كانت المياسة مستندة على كتف عمر، ظاهرين على الصورة ألين و سيف يتضاربون بالخلف، الغيد و أُسيد و الوليد يلعبون سوني، ميهاف حاضنه إيلاف و اللي كانت بالمهد، و بالأخير مناف و لدن، كانت لدن لابسه فستان باللون الوردي مليء بالورود البيضاء، كانت أصغرهم سنًا بعد إيلاف و بحدود الثمان سنوات، كانت تشتكي لمناف عن شيء يجهلونه، عضّ على شفايفه من عمق التفاصيل بالصورة، من شدة حنينه لهذاك الوقت: أشتقت مرّة
نفت المياسة: ما أشتقت أنا، أوضاعنا الحين أحسن بكثير تميم
نفى يوضح مقصده: وقت الصورة كان كل شيء حلو، هذا ما يعني إن أوضاعنا كانت أحسن بس المتعة كانت أشد
أشرت المياسة على لدن و مناف: ما أذكر إن كان بينهم شيء
ضحك تميم بذهول: كانت بزر! وش بيكون بينهم
عقدت حواجبها بحنق من فهمه الغلط: تميم! أقصد بينهم ترابط، ما كان يحتك فينا مناف
تميم: الأكيد إنها تسلطت عليه
ما ردّت بينما تجلس تستذكر عدة مواقف: حصلت صور لنا قديمة، تعرف وش حصلت بعد؟ صورة بغرفتك، كنّا زايرينكم و قلت إنك رتبت الغرفة لي
إبتسم بإتساع من الذكرى، جلس مقابلها يسرد أفكاره وقتها: تدرين غيرت الأثاث كلّه؟ أمي كانت معصبة تقول ماله داعي محد بيشوف غرفتك، حبيبتي هي ما تدري
المياسة: عليّ جراءة ما أعرف من وين جبتها، على أيّ أساس أدخل غرفتك
تميم: بعدها بشهر شك نافل .. الله ياخذه
ضحكت رغم وجع الذكرى: الله أخذه، أحبّ عماني مرّة، وقتها محد حسسني بالعار رغم سوء فعلتي، حتى أبوي عبدالإله ما فتح الموضوع معي نهائيًا و كأنه ما كان
تنهد تميم يستذكر سوء كل شعوره بهذيك الفترة، سوء كل حدث حصل لهم و لعودتهم للإمارات، كيف إنهم لمدة خمس سنوات ما دخلوا السعودية و ما قابلوا أهلهم، يستذكر حرقة أبوه على كل الأحداث اللي حصلت و على إنه عاجز يقابل أمه و أبوه، لإن مرّت سنوات عديدة و ثقيلة على قلوبهم من فراق أهلهم و السعودية، لإنهم ما أعتدوا على البُعد هذا بعد زيارات عديدة بالحيل، ما يمر الشهر من دون يزورون أهلهم و فجأة ينقطعون لسنوات .. ما كان هيّن عليهم نهائيًا

«بيت فراس، المغرب»
رمى القلم وسط معمعة الأوراق أمامه على طاولة المكتب، لإنه مو قادر يركز ولو قليل التركيز بالأوراق أمامها، من الصباح و من خرج من الغرفة ما أختلف وضعه، يزيد غضب من تشتت ذهنه و من عدم إصدارها لأيّ صوت، ما نزلت للطابق السفلي نهائيًا و قضت طول النهار بغرفتهم، يتساءل كيف إنسان يبقى يوم كامل من دون يتحدث، كيف ما تكلّمه، يحتاج يجلس معها جلسة مطوله و يأخذ منها إجابات الأسئلة اللي تدور بذهنه بإستمرار، مستحيل يقضي طول حياته بهذا الشكل لإنه ما توقع ولو قليل التوقع إنها بتكون بهذي الشخصية، التجاهل و عدم الإهتمام لأيّ شيء، تنهد بينما يصعد للأعلى حيث غرفتهم، قبل يعتب الباب وصلته ريحة عطرها، عقد حواجبها بإستغراب إزداد من فتح باب الغرفة و كانت أمامه بكل جمال العالمين، إعجابها بذاتها بازغ بنظراتها و ما يلومها، كيف يلومها وهو بحد ذاته عاجز يبعد يبعد أنظاره عنها، شعرها مصفف بأجمل طريقة توضح معالم وجهها اللي تأسره بكلّ ما فيه، فستان سماوي متماسك بحبل رفيع أعلى أكتافها، ماسك على أكمل جسدها حد خصرها يوسع بشكل خفيف جدًا، فتحة طويلة على جانب فخذها و مباشرة غطتها بقرف من أنتبهت لأنظاره عليها، ضربت كتفه بخفة تمشي للأسفل لإنها أستوعبت إنها قضت طول الوقت بالأعلى تتجهز و ما جهزت أي ضيافة، قبل تدخل المطبخ تنهدت براحة من رسالة إيلاف لها "أمي تقول لا تسوين شيء .. جابت كل شيء معها"

مررت المبخرة على سائر الصالة، ما كان منها أيّ رهبة من إستقبال أهلها، أعمامها و خوالها، لإنها معتادة تمسك زمام الأمور ببيت أبوها و ما كانت أوّل مرّة تستقبل أحد، عضّت شفايفها من تذكرت إنها ما عطت فراس خبر، رجالهم جايين مع النساء إلا إنها ألتهت بالتجهيز و راح عن بالها، ألتفتت على صوت خطواته النازلة من الأعلى و مباشرة تحدثت من شافته جاهز للخروج: أهلي جايين، أفتح المجلس
رفع حاجبه من صيغتها، من إنها تأمره دون الطلب
ما ردّ يتجه للخارج لإن وصله خبر منهم، يعرف إنهم جايين و ربط الموضوع بتجهيزها
مررت كفها على معصم إيدها بتوتر من إنها بتتورط مع أهلها، إتبعته و سرعان ما تنهدت بعمق من كان يفتح المجلس، رجعت ناحية الصالة و قبل ترجع رن الجرس لذلك عادت بإدراجها ناحية الباب تفتحه
إبتسمت بإتساع من دخول أهلها دفعة وحدة و من حضن أمها المباشر لها، و من دخلت إيلاف قبل الجميع تضبط الضيافة قبل دخول أحد و بالفعل من دخلوا كان كل شيء جاهز و كأن ميهاف اللي مجهزة كل شيء، أنهل عليها المدح من خالاتها و ما كان منها إلا شديد الإبتسام ناحية إيلاف اللي تقدمت تسلم عليها: وحشتيني مرّة ميهاف مرّة
ميهاف: تدرين إني صحيت من نفسي؟ ما أزعجتيني خمس ساعات عشان أقوم
إيلاف: دخلت غرفتك بالغلط، نسيت إنك هنا
ضحكت ميهاف تبعثر شعرها تتناسى العاطفية لإن مو وقتها نهائيًا، ما كانت لإيلاف نفس الرغبة و اللي العاطفية تمليها، أشرت لميهاف تجلس بينما هي وقفت تصب القهوة و تضيف الموجودين
جلست ميهاف بجانب شيخة و اللي مباشرة تحدثت: لو أعرفك صدق بكون أعرف إن أمس ما حصل شيء، ميهاف لا تأخذين الحياة بهذي النظرة، بهذي القسوة، الحياة تعطيك حقك و تعيشك تجربة جديدة، ليش كذا يا أمي
رفعت ميهاف حاجبها: وش ممكن يحصل؟ كلّميني بوضوح أمي أتركي الألغاز
شيخة: تبين فراس إنتي؟
ما ردّت ميهاف تمثّل الإنشغال و تنهدت شيخة لإن آخر شيء تبيه يكونون بهذا البُعد، ما يعيشون لحظاتهم و أول أيامهم لإنها متأكدة إنها أحلى أيام ممكن تمر بالعلاقة، لإن لو أستمروا بهذا الحال بيأخذون مدة طويلة و ممكن المدة هذي تطول لمدى الحياة
أعتدلت بوقوفها من أشرت لها المياسة و من ألتفوا كل البنات حول المياسة اللي بدأت توريهم الصور اللي حصلتها، كان منهم شديد العاطفية و الحنين لسابق أيامهم و اللي كانت تمليها المشاعر، عاطفية الصور تجبر عواطفهم تهيج و تشتاق لكل سابق حياتهم، ما ينكرون حلو حياتهم حاليًا إلا إن سابقهم كان الأفضل، كانوا بعز مراهقتهم يعيشون كل لحظة بكل تفاصيلها و خرجوا بأجمل ذكريات، عضّت لدن شفايفها من أشرت لها المياسة على طرف الصورة، من كانت تشكي لمناف من شيء حتى هي تجهله لذلك مباشرة طلبت من المياسة ترسل لها الصورة، لإن لو هي ناسية مناف إستحالة ينسى

ألقت نظرة أخيرة على الحضور، أمها جالس وسط خالاتها بكل فرحة العالمين، زوجات أعمامها يسولفون بينهم و السرور يوضح عليهم، شيخة وسط البنات و بين فترة و فترة تشاركهم بسوالفهم عن ماضيهم، تحبّ الألفة و الترابط بينهم، الحب الواضح على الجميع من دون النفاق، و هي سعيدة من فرحة جدتها عايشة بزواج ميهاف و فراس ولو إن سبب فرحتها إنهم أحفادها، ما راح تنكد عليهم بذات تنكيدها الشديد على مناف و لدن لذلك يريح الموضوع، أبتعدت عن الصالة تردّ على نيّاف اللي مباشرة تحدث بإستياء: الحين ما أجتمعتوا إلا وقت مشيت؟
إيلاف: نيّاف مين طاقك على يدك عشان تمشي؟ الديرة ما بتطير لو جلست عندنا شوي
نيّاف: قلبي طقني و سيرني للديرة
إيلاف: كلّم قلبك يتحمل أجل، مبسوطين حنّا مرّة
نيّاف: مبسوط أنا بس أبي ميهاف
إيلاف: صدقني ما درت عنك
رفع نيّاف إيده ناحية شعره: و البيت؟ درت عني؟
ضحكت إيلاف بذهول: ما أتخيل وش ممكن تسوي إذا عرفت إنك تقول لها البيت
نيّاف: لا يكثر بس عطيني ميهاف
كشّرت بينما ترجع للصالة تمدّ لميهاف الجوال و جلست بجانب لدن اللي مباشرة حاوطت أكتافها

أهتزت ضلوعه من سمع علو ضحكاتها، يستشعر عمق سعادتها بضحكتها، أرتجف أكمل جسده و اللي يرتجف بكلّ مرّة يوصله طاريها، ما يملك السيطرة على جسده نهائيًا، لإنها تأثر فيه بشكل مستحيل، ما عهد نفسه بهذي المشاعر، بهذي الخفة اللي أبسط شيء منها يهلكه بهذي الطريقة اللي تتركه يرتجف بشكل خيالي، يستشعر جملة شيخة مرارًا و تكرارًا "ولد البرّ و بنت الدّلال"، ما خفى عليه كمية الدّلال اللي تحصله من أبوها، الكلّ يعرف بحب تركي لعياله بس هي غير و فسّر هالشيء على إنها صغيرتهم، ما يرضى عليها أيّ شيء و مستعد يحارب الكلّ لأجل رضاها و سعادتها، يذكر إن نافل مس الجميع إلا هي، ما يذكر إن أسمها مر على لسان نافل نهائيًا، يفكر بعمق لو كان بيدّللها بالطريقة المعتادة عليها هي، هو يعرف الدّلال بس دّلال تركي غير، تركي يلاحظ أبسط تفاصيل الغيد وهو يادوب يدّلل ألين بشكل خفيف

«بيت فراس، بعد مدة»
بينما الجميع تجهزوا للمغادرة كانت الغيد واقفة مقابل شيخة: أمي .. بتعلّميني ليه رفضتي نيّاف؟
عقدت شيخة حواجبها: وش الطاري؟
المياسة: من أمس تسأل عنه .. طاحت أختي
همهمت شيخة بإبتسامة توجه أنظارها ناحية الغيد: تدرين وش يقولون؟ من سكن الروح .. تسأل عنه الروح
كشّرت الغيد تنفي: أنا أسأل يا أمي، بتعلّميني؟
همهمت شيخة مرّة أخرى: يمكن لإنكم مو حول بعض، لإنه جلف ماهو حول الزواج، نيّاف ولد ديرة ربى نفسه وسط البرّ، العاطفة ما تميله ولو إن عواطفه تهيج دايمًا لكن مو على حب، مو عليك إنتي بالذات يا أمي و هذا البيّن منه، لو أعرف شيء واحد عنك بيكون حبك للدّلال، من طلعتي على هالدنيا كنتي وسط إيدين تركي يدّللك بكل ما فيه، كيف تكملين بقية حياتك عند شخص ما يدّلل؟ ما يعرف الدّلال الحقيقي، دّلال تركي
رفعت الغيد أكتافها بعدم معرفة تزفر: ما أعرف أنا .. خلاص
أكملت مشيها ناحية جلسة البنات و اللي أصرت ميهاف على عدم مغادرتهم، لدن، ألين، المياسة، مهرة، إيلاف، بنات خالاتها "صفاء و ميساء" خوات فراس و "إبتهال" بنت سهى، جلست مقابل لدن بينما أنظارها ناحية المياسة اللي تلبس عبايتها، تحدثت بأسى: تميم ما يقدر يصبر شوي؟ بس شوي
نفت المياسة: بيمشي
لدن برجاء: ترجعين معنا طيب
نفت مرّة أخرى: يقول أنا جبتك أنا أرجعك
وقفت مهرة بجانبها: بسير وياهم .. ألين؟
هزت ألين رأسها بالإيجاب و مباشرة بررت لميهاف اللي عقدت حواجبها بعدم رضا: تكفين .. ما نمنا إلا خمس ساعات
رفعت الغيد إيدها تبعثر شعرها: إذا كذا حتى أنا بمشي معكم
كشّرت لدن: و أبقى لوحدي أنا؟
نفت صفاء: حنّا بنبقى خليك معنا
ألتفتت لدن ناحية إيلاف اللي هزت رأسها بالإيجاب: بجلس برضو
همهمت لدن بينما ترسل لمناف "بتمشي؟ بنبقى أنا و إيلاف"
مباشرة وصلها ردّه "ما بمشي"
رفعت أنظارها ناحية ميهاف اللي تنتظر ردّها: مناف هنا، بنبقى
همهمت ميهاف تتبع البنات للخارج و سرعان ما برد جسدها من شافت تميم و حمد يخرجون، من بين لها إن مناف لوحده عند فراس، نبض قلبها بكلّ رعب، حاولت تهدي نفسها بإن مناف فطين و ما يخفى عليه شيء، ما ينخاف عليه، رجعت ناحية الصالة إلا إن قلبها ما تركها، الوسواس تمكن منها لذلك وقفت تلتفت ناحية إيلاف: سوي شاي .. بشوف مناف و فراس أنا
همهمت إيلاف بإستغراب بينما تتجه للمطبخ، عضّت شفايفها من خرجت تتجه للمجلس، شديد الحر أجتاحها من سوء كل شعور يحتلها، لإنها ما تبي تكون بهذا الخوف القلق بكلّ مرّة مناف يبقى مع فراس، لإنها تعرف إنهم سوا بكل مكان سواءً لوحدهم أو مع أحد إلا إن بهذي اللحظة تمكنها شديد الرعب، من دخلت وقف لها مناف، عقد فراس حواجبه بإستغراب من جيتها و من إن ممكن يكون فيه أحد، راقب تقدمها من مناف حتى حاوطها، قبّل جانب رأسها و كتفها بينما هي ركزت رأسه على كتفه، صدّ بنظره من سوء الشعور اللي أنصب عليه، هي مستحيل تحضنه بهذي الطريقة، بهذي الحنية اللي ما يعرف متى حصلت عليها، أرجع أنظاره ناحيتها من جلست مقابلهم و من رجع مناف بجانبه، كان منهم شديد الصمت العجيب، رفعت حاجبها بإستغراب من سكونهم و تساءلت لو كانوا بهذا الصمت طوال الوقت و اللي قُطع من إبتسم فراس بإتساع من وصله إتصال نيّاف: حيّ الغايب
بادله نيّاف الإبتسام بينما يلف الكاميرا ناحية الناقة اللي محاوطه جسده: فراس .. والله إني مغرم
ضحك فراس بعلو: يا مجنون نيّاف يا مجنون وش اللي على رقبتها
أبتعد نيّاف كُليًا عن الناقة يوضح لفراس العقد اللي يحاوط رقبتها، لف فراس الجوال ناحية مناف اللي هزّ رأسها بقلة حيلة: الله يفتح عليك ياخوك
عضّت ميهاف شفايفها و هي كلّها فضول لأجل تعرف موضوعهم، غلبها الفضول و أجبرها تجلس بجانب فراس اللي سكن أكمله من إقترابها المجنون له، من حاوطه عطرها و من نزلت إحدى خصلاتها على أكتافه، من أقتربت أكثر تظهر نفسها لنيّاف: حرام عليك نيّاف والله حرام! رقبتي مقصرة بشيء؟
هز نيّاف رأسه بالإيجاب: مقصرة كثير
أبعد فراس الكاميرا عنه يلتفت بوجهه ناحية ميهاف، ما كان قرب عادي لدرجة وجود تلامس طفيف بين أنوفهم، همس لها بخفوت: تبي مثله إنتي؟
ما كان منها الردّ إلا إنها أبتعدت بجلستها و خفق قلبها من ربت مناف على كتف فراس: ماشين حنّا
همهم فراس بعدم وعي يتبعه للخارج

«بيت مناف، الفجر»
تمدد بنصف جسده على المركى بينما أنظاره تتبع لدن اللي خرجت من ثواني، يتأمل أبسط تفاصيلها، من إبتسامتها الوسيعة و شدّتها على الوشاح اللي يحاوط أكتافها توضح برودة الجو، من أقتربت منه مدّ إيده ناحيتها و مباشرة توسطت أحضانه، شابك إيدينه سوا يشوف كيف مررت إيدها تخرج جوالها من الجيب، خلال ثواني لفت الجوال ناحيته تتساءل عن الصورة، أخذ الجوال من وسط إيدينه يكبر الشاشة ناحيتهم و يركز أنظاره عليهم، كان بعمر الـ ١٥ سنة و كأنه بعمر الـ ٣٠، ما يصدر منه أيّ تعابير يثبت إنه مناف، مرر كف إيده على رأسها يسرد لها القصة: كان رائد موجود، لعبتي معاه و رمى عليك الرمل، كنتي تعرفين إني الوحيد اللي أقواه و جيتي تشكين لي منه
ميّلت رأسها ترفع أنظارها ناحيته: سويت له شيء؟
نفى: ما أعطاني فرصة، جاء يعتذر لك
مررت أصبعها وسط كفه و أخذت نفس تستذكر حكي الغيد عن رائد و اللي ما قد تعمقت فيه، تعرف عمق علاقته مع مناف لكن بمنظورهم هم، تعرف إنها أعمق بكثير بداخل مناف لذلك تحدثت بهمس شديد: مناف .. نسمي على رائد؟
خفق قلبه و أحتر أكمل جسده لإنه ما يبي موضوعهم يتمحور حول رائد نهائيًا، يبيه بعيد أشد البعد عنه لإن كل ضعف بداخله يظهر بمجرد مرور طاريه، ما أعتاد يبوح لأيّ شخص عن أيّ شعور يملكه لرائد، لإن بالنهاية هو مناف، يتحفظ بكلّ مشاعره، تحدث من دون يرتب حكيه: تعرفين ليه بسمي على عبدالإله؟ لإني أبي عبدالإله ثاني، أحتاج عبدالإله ثاني و ما أكتفي بعبدالإله واحد، ما كان عبدالإله معي مثل ما هو معكم، ما كان مثل ما هو مع عياله و مع شيخة، عبدالإله مركز حياتي و نقطة بداية و نهاية كل شيء بالنسبة لي، الدرب المؤكد بحياتي و أصح أشيائي هو، يدلني على الصح بطريقته و يوضح لي الحياة من مفهوم ثاني، يتفهمني و يتفهم طريقتي، طريقة مناف اللي محد يفهمها
تنهد بينما يبعثر شعره: ما أبي رائد ثاني أو بالأصح ما بيكون فيه رائد ثاني، هو رائد واحد و الأوّلي ماله ثاني
سرت الرهبة وسط جسده لإنه ما يبي يكمل، ما يبي يوضح لها كمية ضعفه عند رائد و كمية حاجته له، أكتفى بتوضيح عبدالإله من وجهة نظره إلا إنه يعجز أمام رائد، عميق جرحه ما برى و عمره ما بيبرى دامه يخص رائد، ثبت أنظاره ناحية عيونها و اللي كانت كلّها فضولها و رغبة بالتكملة إلا إن مناف ما عاد يقوى يتكلّم و بالوقت ذاته ما يقوى يرفض طلبها، ضغط على ألمه و جرحه يتحدث: نروح فوق؟ أوريك صورنا سوا
همهمت بإعجاب تسابقه بالوقوف و تمد إيدها ناحيته إلا إنها ضحكت بعلو من رفع حاجبه من كانت بتساعده على النهوض، شدّت على وشاحها مرّة أخرى تتجه للداخل بجانبه

تبعثرت دواخله من كمية الذكريات اللي أنهلت عليه من فتح الصندوق و اللي يجمع مئات الصور، مئات الذكريات بجانب رائد، بعثر شعره بربكة و رفع أنظاره ناحيتها يشوف كمية الحماس المستحيل اللي فيها، كيف بعثرت الصور تتأمل كل وحده، أقتربت منه توضح له الصور معها و تطلب من تفسير كل صورة، تأمل الصورة وسط إيدها، كانوا بالمدرسة و الواضح إنهم على أواخر المرحلة، كان متلثم بشماغه و ساند رأسه على الجدار بينما أنظاره ناحية رائد اللي يبتسم بعبط ناحية الكاميرا، تنهد يسرد كل آلامه يفسر لها سبب وضعيتهم: وقتها الأستاذ أعطانا درجات الاختبار، جاب الدرجة الكاملة و أنا نقصت نص
عضَت شفايفها ترجع شعرها خلف إذنها: و هذي؟
ثبت أنظاره ناحية الصورة يسترجع الأحداث: زعّلنا نيّاف وقتها، مشى للديرة بدونا و رحنا نراضيه، فيه صورة ثانية بنفس هالمكان شوفيها
أنحنت تدور وسط الصورة و خفق قلبها من كان قريب للكاميرا بشكل خيالي، من كانت إبتسامته واسعة لأبعد حدّ يوضح كمية سعادته، خلفه رائد محاوط أكتافه، رفعت أنظاره ناحيته: أنت؟ ولا نيّاف
مناف: أنا مو نيّاف
أرجعت أنظارها ناحية الصورة لإنه يختلف تمامًا عن وضعه حاليًا، كان ضئيل الجسد ما يُقارن بضخامة جسده حاليًا، تخرج منه أجمل إبتسامة ما تذكر إنها شافتها بالخمس السنوات الماضية، ميّلت رأسها ترفع ناحيته الصورة الأخرى، تنهد للمرّة الألف بهذي الجلسة يتأمل كل تفاصيل الصورة، كان يضحك بكل سعادة العالمين بعد ما وصله خبر قبول رائد بالمستشفى، بهذيك اللحظة ما كان متوقع ولو قليل التوقع بإن مقتل صاحبه بيكون بذات المستشفى، أنرمت جمرة أخرى بداخله من سوء كل شيء، من سوء شعوره أنرمى وسط صدره، نفى بقلة حيلة لإنه أكتفى من كل رمد داخله و أكتفى من الذكريات، خرج من المكتب يقلق لدن

بعثرت شعرها بربكة لإنها ما تعرف وش تسوي، ما تعرف كمية دمار داخل مناف من ذكرى صاحبه و ما تعرف كيف تتصرف، أتبعته لداخل غرفتهم المظلمة بكلّ ما فيها، أقشعر جسدها من داهمتها برودة التكيف الغير عادية و اللي تجبرها تتذكر مناف بأول زواجهم، ذاب قلبها من أستوعبت كل شيء، من أستوعبت إن جرح رائد فُتح بأبشع الطرق، بإن مناف ممكن يرجع مناف الأوّلي و اللي للآن ما تحسن، خفق قلبها بكل رعب بينما تسكر الباب خلفها تحتم الظلام على الغرفة، تقدمت من السرير تتحسس مكانه و تنهدت من مدّ إيده ناحيتها و من توسطت أحضانه، قوست شفايفه من برودة جسده و اللي تقسم إنه يضاد شعلة داخله، مررت إيده وسط عنقه حتى خلخلت إيده بشعره و عضّت شفايفها من أستشعرت القشعريرة اللي سرت وسط جسده و اللي أزدادت من قبّلت كتفه العاري
——————
٤٦٥٤ كلمة🤍
أعذروني على القصور، و أعرف كمية تقصيري لكن ما ودي أجي ببارت قصير ولو ودكم تقرأون بدري تعالوا إنستقرام يوميًا أنزل هناك💕

Olvasás folytatása

You'll Also Like

497K 9.8K 40
مكملين الأحداث أنستا " rwiloq
34.6K 775 76
معرفتي الاولى بتكون جداً مختلفة وتمس بعض من الواقع لا كثيراً ..اذا كان فيه تشابة لأي رواية او أسماء أبطال فهذا من باب الصدف لا اكثر 🤍.. مهم مهم "ل...
19.3K 651 24
يذهب اخ بطلتنا لإقناعها للدخول معه الى فريق باور، فهل ستقبل و ماذا سيحدث بعدها يا ترى..؟!(+14)
487K 15.7K 71
أول رواية لي مبتدئة...اتمنى تنال أعجابكم ونكمل مع بعض🤍🤍