مُعَانَاة كَالسُكَر ✓

By EekaUa

72.2K 6.3K 2.2K

رُبما خانني الشعور بقول أنني كافية.. لم أكُن يومًا كافية قبل وجودكَ؛ بل كُنتُ كـتائه في بحر الخِذلان، كُنتَ... More

«اقتبـاس»
1_ الفصل الأول "قَـرار!"
2_الفصل الثاني "مشاعر"
3_الفصل الثالث "إدراك"
4_الفصل الرابع "شِفاء!"
5_الفصل الخامس "مَصيـر"
6_ الفصل السادس "مُعالجة"
7_ الفصل السابع "موافقة"
8_الفصل الثامن "فُرصة!"
9_ الفصل التاسع "رِحلة!"
10_ الفصل العاشر "إستعداد"
11_ الفصل الحادي عشر "تشابُه!"
12_الفصل الثاني عشر " مراسم"
13- الفصل الثالث عشر "سؤال وأجابة"
14- الفصل الرابع عشر "وقتٌ مُمتع"
15- الفصل الخامس عشر "وقعت بالخطأ!"
16- الفصل السادس عشر "محاولة"
17- الفصل السابع عشر "كارثة"
18- الفصل الثامن عشر "لم يتخطىٰ بعد!"
19- الفصل التاسع عشر " احتواء"
20- الفصل العشرون "بلا سكر!"
21- الفصل الواحد والعشرون "ندوب الماضي"
22- الفصل الثاني والعشرون "يوم الميلاد"
23- الفصل الثالث والعشرون "انفجار!"
24- الفصل الرابع والعشرون "تغييرات مرئية"
25- الفصل الخامس والعشرون "أهلًا رمضان"
26- الفصل السادس والعشرون "العاشر من رمضان"
27- الفصل السابع والعشرون "عيدٌ مُبارك!"
- ما ناقشته الرواية. ✓
إضافي¹ " عائلة"

28- الفصل الثامن والعشرون، الأخير " زفاف!"

2K 200 47
By EekaUa

تبدلت الأيام وتغيرت بأضافة الله لها روتينات وقواعد وآمال جديدة، طقوس جديدة وأحلام جديدة، طموح أكبر لتحقيق أكثر مما حُقق، ثقة أكبر ومهام كثيرة، حياة مختلفة، وأهل تمتعوا بخصال جديدة تميزهم وتساعدهم في العيش مع أبناءهم بسلاسة وسهولة..

جرت الأيام وكل فرد من عائلة "المهدي" وتبدلت أحواله إلى حال أفضل، تمت خطبة كل من "إسلام" و "سلمى" وبعدهما "تالية" و "عصام" واصبحت العلاقة بينهم رسمية أكثر من ذي قبل، نجحت الفتيات " رَوان" و"سمر" و "سما" وبدأوا في التخطيط للمرحلة الجديدة، "كرم" ويونس" قاموا بأفتتاح الورشة بعد أن تمت بها جميع التغييرات وأصبحت أكبر وأنجح ورشة تصليح سيارت في بلدتهم، تعاقدت "حور" مع الشركة التي نحجت في اثبات نفسها بها وأصبحت من أهم وانجح مصممات الأزياء داخلها، وهذا بالتأكيد بعيد عن مشروعها الخاص الذي نال نجاحًا مبهرًا، حيث أنها افتتحت من قريب أول محل يحمل اسمها بعد أن أصر عليها "سيف" بأنه سيكون بأسمها فقط، هذا غير أن تلك الماركة الخاصة بأسم "Hoor" احتلت الأسواق خصيصًا أنها تميزت بأسلوب مبهر وراقي في تحلية ملابس المحجبات..

ومازال "طارق" مُصر على الاقتراب من "سيادة" أكثر وتوطين علاقتهم، وبعد عناء دام لشهور أخيرًا وافقت؛ ولكن هذا سيتم تحديدًا عقب إنتهاء زفاف أخيه "سيف"..

__________________

_ بعد مرور أشهُر عديدة_

كانت نائمة بغرفتها تحت فراشها الوردي، نامت بأعجوبة بعد أن بدأت الأجواء تنتشر من حولها أكثر وأكثر، هُلكت بالتسوق واحضار ما نُقص، وأخيرًا باتت بثلاث ساعات من النوم دون انزعاج، رَن هاتفها الذي على يمينها وبصعوبة قامت بفتح إحدى مقلتيها وأجابت بصوتٍ متحشرج:

"نعم يا سيف عايز إيه؟"

أتاها الرد الحانق:
" عايز إيه إيه يا حور؟، أنت عايزة تشليني؟، في وحده يوم فرحها تفضل نايمة لحد الضهر؟"

أجابت ببرودٍ وكأن عقلها لم يتسوعب بعد ما هي به:
"آه، أنا، يلا بقى تصبح على خير"

انفجر الآخر وقال بغيظٍ مكبوت:
" يا حوري يا حبيبي، قومي بقى عشان خاطري، يخربيت البرود دا أنا متوتر أكتر منك"

"متوتر ليه؟"

سألت ليرد سريعًا:
-" يا مصيبتي السودة، ارقع بالصوت، يابنتي بقلك النهاردة الفرح، فرحنا ياحور!!"

صُعقت بشررٍ أصاب جميع أوصالها وكأنها أُفيقت للتو، انتفضت مبعثرة الشعر والملامح من تحت الغطاء وهي تقول بتوترٍ:
-"الساعة، الساعة كام؟"

فأتاها الرد منه:
"الساعة 11 ونص يا هانم، يلا قومي عشان يادوب تلحقي تخلصي"

أومأت بتثاؤب بعد أن تنهدت بإرتياح من معرفة الوقت، ثم قالت بهدوءٍ:
"حاضر يا سيف، قايمة أهو!"

أغلقت الهاتف وما إن اعتدلت التقطت أصوات تنبع من خارج الخرفة، فتنحنحت إلى الباب، وبعد أن فتحته تفاجأت بالفتيات وهم يرقصون ويمرحون على الأغاني التي تم تشغيلها على السماعة الخاصة بها، لاحظت وقوفها "سلمى" التي فجأة قامت بسحبها في منتصفهم وأخذوا يصفقون بعلوٍ، ضحكت هي بإتساع عليهم ثم قامت بإخفاض الصوت قائلة:
-" لسه صاحية ومش عايزة صداع، هيصوا بصوت واطي، وبعدين نص ساعة وهنتحرك على الفندق، مش عايزة تأخير"

همهمن ببلاهة ثم أكملوا بعد أن رحلت ما كانوا يفعلونه..

-بعد مرور ساعة-

كانت بالضبط داخل الفندق تجلس على المقعد الذي كُتب عليه بخطٍ لامع "Bride" من الخلف، وباقي الفتيات في غرفة أخرى ليتجهزون، وضعت المختصة بعض النضارة والرقي على وجه "حور"، وهذا بالطبع حسب اختيارها هي، وبعد مرور الوقت المستغرق للأنتهاء، وتحديدًا عقب قول الفتاة التي تُدعىٰ بِـ "منال":
-"كده نكون خلصنا الميكب، شكلك زي القمر"

ضحكت بثغرها بخجلٍ ثم وقفت لترتدي ذلك الفستان الذي صممته هي كما كانت دائمًا تحلم، طالعته بأعين دامعة ثم توجهت لأرتداءه، وبمساعدة "تالية" التي اتجهزت قبلها استطاعت أن تضع بعض التفاصيل على الفستان وهي ترتديه، أسفله وعلى الذيل، على الأكتاف وعلى الأكمام، وكانت "حور" تطالع ورقة التصميم تارة وتنظر لحالها بالمرآة تارةً أخرى، وبعد مرور ربع ساعة، تمكنت "تالية" أخيرًا من مساعدة "حور" ثم تركتها للمختصة التي ستقوم بلف الحجاب لها، اعتمدت "حور" لفتها المعتادة، سامحه لمثلثها الأبيض الناصع أن يتدلى على صدرها، واضافت له تاجًا بسيطًا يشببها تمامًا، ثم مرة أخرى عادت لترى حالها بالمرآة وحنيها لمعت اعينها من رؤية هيئتها التي تُشبه الأميرات، دارت نصف دائرة يمينًا ثم نصف دائرة يسارًا سامحه للفستان بأن يأخذ مجراه بالتحرك..

-"يالهوي!!!!!"

خرجت تلك الكلمة من أختها "سما" التي اقتحمت الغرفة الخاصة بها، فاندهشت "حور" ببسمة طفيفة وقالت:
-" إيه رأيك؟"

لم تُجيب، فكانت متسعة الأعين من هول صدمتها بما رأته توًا، فعادت "حور" سؤالها مرة أخرى:
-"وفي إيه يا سما، بقلك إيه رأيك!"

-"رأيي إيه بس يخربيت الحلاوة أنتِ طالعة زي القمر واحلى يا حور!"

قالت آخر حديثها بصوتٍ متحشرجٍ؛ أدى إلى بكاء "حور" أيضًا وهي تقول:
-"بجد؟، وأنتِ كمان طالعة حلوة أوي يا سما"

احتضنتها أختها بحبٍ ثم قالت بحماسٍ:
-"هروح أنادي البنات عشان يشوفوكي"

أومأت بابتسامة بالغة السعادة، فهي الآن تشهد أنها تعيش أجمل يوم بحياتها..

°°°°

بنفس الفندق على الجهة الأخرى كانت غرفة "سيف" التي يشاركها مع الشباب، لم يستطع الهروب منهم على أي حال؛ حتى اليوم، و في ظل أفكاره المشتتة بسبب تشاجر "إسلام" و "طارق" على لون ربطة العنق؛ التي وبالصدفة حدث بينهما تشابه، كان يحاول أن يتغاضى عن الصوت المزعج الذي ينبع من كلاهما، وخصيصًا عند قول "إسلام":

-" يلا ياض يا نايتي أنت روح غيرها عشان أنا أكيد طبعًا مش هغير حاجة"

رد الآخر بحنقٍ:
-" يابني أنت عايزني ارتكب جناية!!، معروفة أخو العريس بيلبس بيج"

رفع إحدى شفتيه وقال بعجرفةٍ:
-"وأخوات العروسة يلبسوا بمبي مش كده؟، يلا ياض مش هغيرها برضو"

خرج "عصام" وهو يجفف شعره بالمنشفة وقال:
-"عليا النعمة لو ما اتلميتوا لارميكم بره الفندق"

تفوه "سيف" وهو يعدل ربطة العنق الخاصة به:
-" آه باللهِ قلهم لأحسن كلوا دماغي من الصبح"

جلس "سيف" على المقعد الخاص به وأخذ الحلاق يضيف لشعره بعض المثبت ثم نبس:
-" وبعدين يلا أنا كلمت حور وقالتلي أنها جاهزة هي والبنات"

نثر "إسلام" وهو يربط ربطة عنقه:
-" سرعة يونس وكرم فاللبس ولن أشتكي يارب"

ضحك عليه "طارق" وقال وهو يثبت شعره بالمشط:
-" بحس يونس وكرم توأم والله، دول شبه بعض فحجات كتير"

أضاف"عصام" وهو يرتدي قميص بذلته:
-" من زمان أوي، دا يونس فالصور وهو صغير نسخة طبق الأصل من كرم"

-"طب يلا يا بهوات، العريس جهز وأنتوا لسه بترغوا"

وضع "سيف" جملته وهو يراقب شكله النهائي بالمرآة ليرد عليه "عصام":
-" هعمل شعري بسرعة"

______________

وبعد مرور نصف ساعة على استعداد "سيف" والفتية كانوا يقفون بحديقة الفندق الكبيرة صفًا واحدًا، عدا "سيف" الذي وقف مقابلًا لهم يتهيء لما يسمى بالـ (first look)، كان "سيف" يقرص على أصابعه من التوتر الذي يمتزجه بعض السعادة والفرحة البالغة لما هو يعيشه اليوم، حلم طال انتظار تحقيقه، حلم عبارة عن "هي" فقط، وفكرة أن ما هو آتٍ سيمران به سويًا تجعله يرقص داخله فرحًا، أُفيق من شروده العميق بها على صوت تصفيرات الشبان، الذي ما أن نظر إليهم استنتج أنها خلفه، ابتسم بأتساعٍ فهو الآن سيراها بفستان الزفاف، الكثير من المشاعر الغير مرتبة داخل كلاهم وأكثر، ولكن ما يسيطر على الوضع الآن هو شعور عدم تصديق ما يحدث، فقط يحتاجون إلى بعض الاستيعاب لما هم يعيشانه..

ابتلعت هي غاصتها بخوف وتوترٍ زين ابتسامتها التي ارتسمت على ثُغرها ما أن سمعت صوته المتساءل وهو يقول للشبان:

-" زي القمر صح؟"

ضحكت بخجلٍ من أخيها الذي رد عليه بشجنٍ:
-" قمر إيه دي المجموعة الشمسية كلها وراك يا غالي!"

وحينها أتى إذن المصور بأن يدور "سيف"، وما إن فعل بدأ بتفحص مظهرها بعناية، كانت كالبدر المكتمل بليلته، كانت تشع جمالًا وحياءًا ورقة، ابتسم لها بحبٍ حين تذكر أنها حبيبته الرقيقة التي لن تُغير هيئتها أبدًا؛ حتى اليوم..

تقدم خطوتان منها وقام بإمساك كفها الذي غرق بمحيط كفه الكبير وقام بتقبيله، ثم قام بإحتضانها بقوة، لم تعي هي لدموع عينيها إلا بعد أن شعرت بتدليهم على خديها، تنهدت بحرارة وهي تذوق لذّة تحقيق الأماني للمرة الثانية على التوالي، ولكن تلك اللذّة غير بالطبع، فبالأخير فازت به هو..

ابتعدت من عناقه بهدوءٍ وأخذت تجفف بأطراف أصابعها الدموع، ثم اعارها باقة الورد التي صُنعت يدويًا بالخرز الذي يطرز فستانها..

ثم همس بجوار أذنيها:
-" طالعة بجد أجمل مما توقعت"

ضحكت بخجلٍ وقالت له بنفس الطريقة:
-" وأنت طالع حلو أوي"

ثم بدلت الحديث بعفوية:
-" شوفت أهو البدلة اللي نقتهالك طلعت قمر عليك"

ضحك عليها بعلوٍ وقال:
-"طب ماطبيعي، أي حاجة بتشاوري عليها بتبقى زيك"

نظرت إليه بلومٍ على اعادتها لنفس السياق مجددًا ثم قام هو بالغمز لها وكأنه يؤكد أنه لا مفر اليوم من قول ما يريد دون هروب!

________________

بصالة الزفاف كانوا الفتية يجلسون على الطاولات الخاصة بالمدعويين، يتناقرون على ملابسهم التي كانت تشبه بعضها كثيرًا، حيث أن بذلة "يونس" كانت طبق الأصل من بذلة "كرم"، وهذا ليس بالصدفة فتعمد "يونس" أن يثير غيظ "كرم" خصوصًا بعد علمه بأنه يطابق الألوان مع خطيبته "ملك"، نظر إليه "كرم" بحنقٍ بادله هو بنظرة شماته وغيظ، أما عند "إسلام" و "طارق" فكانا يتناقشون بعلوٍ على لون ربطة العنق التي كانت محتواهم طوال اليوم، و" عصام" الذي كان يبادلهم الشجار ثم وقف يتفحص المدعويين تارة ويتابع "سيف" بالهاتف تارةً أخرى، فهم إلى الآن فيما يسمى بالـ "photo session"...

على الناحية الأخرى للصالة، كانت جهة النساء، وبالنظر على أول طاولة كانت تجلس فتيات عائلة "المهدي" برفقة "تالية" التي كانت تتحدث في..

-" كنا مختارين قماش تاني بس هي أصرت على دا، وبصراحة عندها حق"

تفوهت "سلمى":
-" لا بجد شكلها مبهر أوي كنت هيعيط لما شفتها"

بينما أضافت "رَوان":
-" فكروني لما اتجوز الف الطرحة زي لفة حور كده عشان دخلت دماغي"

نثرت "سمر" بسخرية:
-" وأدي اللفة الألف على التوالي، هتلفي كل اللفات دي على فرحك يا روان؟"

طالعتها بحنقٍ:
-" بس يا أم نص لسان أنتِ، في لفات كتير عجباني، هعملهم كلهم بقى وامري لله"

ضحكت عليها "سمر" كونها الوحيدة التي استمعت الى ما قالته بسبب صوت الأغاني الذي ضج بالصالة، ثم انضممن إلى بقية الفتيات حيث قاموا بألتقاط الصور لبعضهم بعض..

°°°°

على المائدة المجاورة لهم، كانوا الأمهات يجلسن وهم يتسامرون سويًا على أحداث اليوم، على عكس "أمل" التي كانت بوادي آخر غير واديها، قطعة من قلبها ستنقسم اليوم لتحيا بعيدًا عنها، ابتسمت بحبٍ وقطرات الدموع تلطخ رمشيها حين تذكرت مناقاشاتهم الحادة وصراخهم المستمر على بعضهم، تلك الفتاة الصغيرة التي كبرت في ليلةٍ وضحاها وخرجت من أسفل أناملها، مشاعر كثيرة تكاثرت داخلها والأصعب أنها لا تستطيع أن تخفيها..

نظرت إلى الفتيات وكأنها تحاول أن تثبت لمن لا يراها من الأساس أنها لا تبكي ولكن.. اندلعت الدموع بالتزايد وكأنها شلالات مع نحيب هاديء استمعن له الأمهات، فطالعوا بعضهم بأسى ثم اجتمعن حولها لعلهم يخففون عنها قليلًا...

وبعد ثلاث دقائق صدحت تلك الأغنية التي توضح وصول العروسين، وبعد أن وقفوا الفتيات جوار المقعد الخاص بها، ظهرت هي وهي بيده من البوابة الخاصة بالصالة، ما تلك المشاعر!، ما هذا التوتر الغريب من نوعه!، هي لا ترى شيء سوى الرهبة وعدم تصديق ما هي تعيشه الآن ولكن؛ اخرجها من كل هذا بسمته الساكنة التي أدت إلى انكماش ما بآخر عينيه، وعندما ظهرت على وجهها تلك النغزة الصغيرة على خدها ابتسم هو باتساعٍ أكثر وكأنهما يشجعان بعضهما..

وهم يتقدمون وسط المعازيم رأت والديها وهم يصفقان لها بسعادة وفرح، فابتسمت هي بعينين لامعتين ثم وقعت بأحضان والديها التي تحيا وسط انفاسهما، ثم بعد ذلك تقدمت معه إلى مكانهم المخصص لهم، طالعت الفتيات بحبٍ وبادلوها بنظرات سعادة كادت تفيض من عينيهم..

وبعد خمس دقائق كانوا الفتيات يتمايلون على أنغام الموسيقى الشعبية وهي إلى جواره مازالت تحت تأثير أحداث اليوم..

فوكزها بعمدٍ:
-" في إيه هو انا غاصبك ولا إيه؟"

ابتسمت بتوترٍ وقالت:
-" يمكن عشان متجوزتش قبل كده؟، بس بقى يا سيف أنا متوترة لوحدي."

أمسك كفها وقال بصوته الساكن:
-" حاولي تستمتعي يا حور دا يوم مبيتكررش، وبعدين أنتِ مش مبسوطة أننا اتجوزنا؟"

نظرت إليه بلومٍ ونثرت ببسمة طفيفة:
-" بالعكس دا اجمل يوم في حياتي"

فقال بمرحٍ وهو يحرك يده بعشوائية على صوت الأغنية التي بدأت للتو:
-" طب اومال ايه بقى، يلا نهيص مع الناس اللي بتهيص دي، وانسي خالص أن اليوم فرحنا"

وبالفعل وقفت معه واتجهت إلى البقعة الخاصة بأصدقائها وأقاربها وبدأت تتأقلم مع الوضع حتى تلاشى ذلك التوتر تمامًا، أما هو فذهب وسط أصدقاءه يستمتع بالأمر كعادته...

أن تعمقت بالنظر على العائلتين عزيزي القاريء، بالتأكيد ستجد شخصًا منهم يشبهك تمامًا، لا يوجد بطل محدد لأي قصة كُتِبت أو سُرِدت، الحقيقة أنت البطل في كل قصة!

لم تنعم عائلة "المهدي" و "عمران" بالمعاناة الدائمة؛ بل رُزِقت بحياة صحيحة صحية ساكنة، ولم تنعم أيضًا بالهدوء المستمر؛ فهي بالكاد استطاعت أن تخلق من معاناتها سُكر!

يتمايلون في سعادة وفرحة طغت عن ما عاشوه من قبل، يعيشون اليوم بيومه، غير عابئين بما تحمله رياح الأيام الآتية لهم، فقط كل ما يطمئن قلوبهم؛ أنهم يعبرون جسر الحياة برفقة بعضهم..

في نهاية كل أمر ننظر دائمًا من منظور الوداع، الفراق، الحزن على عدم وجود ما اعتدنا عليه لفترة، كالأصدقاء، الأقارب، وعلاقات لا نكترث بالثقوب التي تضعها بداخلنا آملين أن يأتي اليوم الذي سيتغير به كل شيء، ولكن للحق لن ينتهي الألم إلا بتغيُر ما بأنفسنا..

تلك السموم التي تملئ قلوبنا من إناس لا تعلم قيمتنا، حَولها إلى مصل واقي من ما هو قادم في حياتك مع اشباههم.

كثرة الأصدقاء ليست دلالة على كونك محبوب، ربما هي شبكة عنكبوتية لزجة تكونت للإيقاع بك!

خضوعك لقوانين وعادات قديمة مؤذية لك ليست واجبًا عليك!، والواجب الحقيقي هي دَفنها لتُحيي نفسك.

وبالنسبة للآباء فهم لا يعلمون أبدًا قدر ما يزرعوه بداخلنا إلا بالمواجهة، فعليك التحلي بالشجاعة والثبات دون أن تجرح مشاعرهم.

الحقيقة التي نراها أن الجميع يسعى إلى حياة مريحة، لا يعلمون أنها ليست مسكن للسكن ولا الهدوء، دائمًا هي لاذعة بها القليل من هذا وذاك، البعض من هنا وهناك، ليست بطعمٍ مُحلىٰ ولا حتىٰ مُرّ، هي فقط معاناة سُكرية الطعم!، كل ما يتطلب منك هي خلق ما يُريحك في براحِها الغير مُريح، والتأقلم على أوضاعها الغير مرتبة!

♡النهاية♡

__________________

تمت بحمد الله.
بداية: 18/12/2022
نهاية: 24/4/2023
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
لِـ مَنار نَجدي.

Continue Reading

You'll Also Like

7.3M 359K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
17.3K 1.9K 45
أحبت مارثا ذلك الفتى الغامض، أحبت كيف يتمحور حوله كل شيء، ثم يختفي الفتى المدعو بـإدريان في ظروف غامضة. فتبحث مارثا في الأمر وتكتشف أشياء لم تكن تتو...
843K 24.8K 39
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...