الفصل التاسع عشر.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
________________________
رُبما كل ما نحتاجه هو نقطة انطلاق جيدة!، خطوة تغير وفكرٌ زاهي جديد!
رُبما سيبدأ كل شيء من القرار!
_________________________
- " مساء الخير"
رفع بصره وحين تيقن من ملامحها إنتفض واقفًا ونبس:
- " مساء النور، أنا يعني لقيتك مبتجيش بقالك فترة فأخدت الطرابيزة بتاعتك أشتغل عليها و.."
- " مفيش مشكلة، ممكن أقعد على وحدة تانية."
قالتها بهدوءٍ وهي تبتسم بدون تكليف، فتنحنح هو من المقعد فورًا وهو يُلملم أغراضه:
- " لا طبعًا ودي تيجي اتفضلي مكانك، هقعد أنا أشتغل فمكان تاني."
أومأت بهدوء تام وهي تجلس مكانها، وحين لاحظت وقوفه رفعت بصرها تتساءل بنظراتها عن السبب، ولكنه فسر قائلًا بنبرة هادئة:
- " آسف على اللي حصل آخر مرة، دا كان صاحبي بيحب يهزر كتير، وبالنسبة للهرتله اللي هرتلتها وقتها فحاولي تغفريهالي بعزومتي ليكِ على مشروبك المفضل."
وضعت خدها على راحة يدها قائلة عقب ضحتها برقة:
- " وإيه هو مشروبي المفضل؟"
ابتسم "طارق" ثم رد وهو يغمز غمزة مشاكسة:
- " ايس كوفي بالكراميل!"
ضحكت بخجلٍ وهي تومئ مؤكده ليتحرك هو من موضعه يلبي مطلبها بابتسامة رضا ارتسمت على مقاسمه..
_________________
أمام بناية أحفاد "المهدي" وقفوا الشبان يتناقشون في ما حدث اليوم وتحديدًا حين تحدث "كرم" المُفاجئ بالنسبة لهم، فتريس الحديث "يونس" الذي قال بسخرية تشبه سُخرية والدته من كل شيء وهو يقول:
- " مِسم شباب آخر زمن، الواد مريسينا أنه لسه متخطاش الأمر لحد مـا تخطانا كلنا!"
ضحك "إسلام" بعلوٍ مصتنع وكأن الكُرة أصبحت في ملعبه، وتحديدًا حين تُصبح السُخرية متمحوره حوله وحول "يونس"، يصبح الأمر أكثر مُتعة بالنسبة له، وكزه " عصام" بضيقٍ من علو ضحكته المزعجة ولكنه رغمًا عن ذلك تحدث بنبرة لعوبة:
- " بس شكل بباها هيوافق ياض يا يونس، مشفتش عنيه كانت بتلمع من الفرحة إزاي!"
اتسعت حدقتي "كرم" وتبدلت ملامحة المُشمئزة لأخرى حالمة وتساءل:
- " تفتكر هيوافق ياض؟"
ابتسم "عصام" مجيبًا عليه:
- " وميوافقش ليه؟، دا يا سعده ويا هناه اللي يناسب كرم المهدي!"
ابتمسوا جيمعًا متفقين معه أما هو فربت على كف "عصام" بحب وهو يوزع بصره عليهم قائلًا بامتنان:
- " ربنا يديمكم ليا والله، ربنا كرمني بتلات أخوات والله مش واحد بس"
احتضنه أخيه "إسلام" ونظرًا لفرق الطول بينهم كانت رأسه بطول صدر أخيه، أبعده "كرم" يقول بنبرة حانقة:
- " أبعد ياض مبحبش التلزيق، وبعدين احضن حد قدك فالطول بدل ما أنت عامل زي الكوالا اللي متعلق فجزع شجرة كدا!"
أنت تقرأ
مُعَانَاة كَالسُكَر ✓
Romanceرُبما خانني الشعور بقول أنني كافية.. لم أكُن يومًا كافية قبل وجودكَ؛ بل كُنتُ كـتائه في بحر الخِذلان، كُنتَ كـنجاةً لي من موج أحزاني، ظننتُ أن كل ما يمُر ثقيل؛ إلى حين وجودكَ أصبح بخفة الريشة.. أصبَحَت بقُربكَ كُل مُعَانَاتي كَالسُكَر. ♡
