إضافي¹ " عائلة"

1.6K 138 29
                                    

نخوض فالحياة لنحيا ونحيا لنخوض، ويمر الوقت مع الخوض سريعًا كالرجفة الأولى للمسة يدّ مُحبة، كأول نفسٍ لطفلٍ وُلدَ للتو، كنظرة الشغف عند رؤية عزيز، كتربيتٍ عفويٍ على كتف حزين، كإتفاق توأمان على أمرٍ محايدٍ بعد فقدان أمل، كمعاناة أُزيلت بواسطة حب..

كَأول شيء بأي شيء نادرًا ما يحدث، فالأوقات اللطيفة تمر بسرعة البرق دائمًا؛ وهذا ما يجعلها لطيفة!

-بعد مرور أربع سنوات-

بمبنى "المهدي" الذي تم تجديد هيئته بشكلٍ مُبهجٍ وجميل، ممرٌ زينته الأشجار والنباتات الخضراء من كل جانب، هنا يمينًا زُرع الياسمين وعباد الشمس، وبجواره ورودٌ حمراء رائعة المظهر، وهنا على اليسار زُرع النعناع الأخضر الطازج وبجواره القليل من الريحان ذو رائحة نفاذة محببة للعائلة، وبالمنتصف أمام الباب الحديديّ الرئيسي الخاص بالمبنى، صبارٌ زُرع بعناية بواسطة الفتيات؛ وهذا لأستخدامه دائمًا للبشرة والشعر..

هوسٌ ورديٌ لطيف، وطاقة إيجابية خفية كالفتيات ووجودهن بالمنزل..

بالطابق الأول، دارت "كريمة" بالطبق الرئيسي ووضعته على الطاولة وهي تنادي بعلوٍ:
-" يا إسلام يلا، الفطار جاهز!"

ثم تمتمت بخفوتٍ مغيظٍ:
-" يخربيتك يا إسلام كل ده نوم!، كانت ليلة سودة مطلعلهاش شمس يوم ما خلفتك"

جلس على الطاولة في وقتها والمنشفة تتوسط كتفاه، ثم قال بخبثٍ وهو يأكل قطعة فلافل:
-" أنتِ بتدعي على اليوم ولا بتوصفيه يا ماما؟، دا فعلًا كان يوم ملهوش شمس أنتِ مش فاكرة الكسوف ولا إيه؟"

لوت شفتيها بضجرٍ وهي تحرك يديها بعشوائية وقالت:
-" مِسم، الشمس اتكسفت لما شافتك يعني؟"

تفوهت بجدية، فـ "كريمة" أم مصرية عشوائية تزوجت وهي صغيرة، فكانت لم تتعدى السن القانوني بعد، ولا تكترث عزيزي فهي من أصرت علىٰ الزواج هربًا من الدراسة وما يخصها..

ضحك "إسلام" بل انفجر بالضحك على سؤال والدته البريء، ثم مال بخده على يداه وقال بهيام اصتنعه للتو:
-" تؤ يا كوكو، أصل أنتِ كنتي أجمل ست تولد فاليوم دا فقامت الشمس لاغية الشيفت بتاعها"

ضحكت بخجلٍ ثم قالت بعد أن استوعبت:
-" أنت بتضحك عليا يا إسلام؟، اتنيل كل عشان تروح الشغل"

وهنا خرجت من الغرفة "رَوان" التي نضجت ملامحها بشكلٍ كبير، وقالت:
-" صباح أبيض، لا ومنيل عليك وعلى دماغك يا إسلام، أنا مش قيلالك تصحيني الفجر معايا تنضيف؟"

جلست على مقعدها بينما تمتم أخيها بعجرفة:
-" ياساتر، مش كفاية بصتبح بوشك العكر دا يا روني يا حبيبتي، هنام كمان عليه؟"

مالت بفهمها وهي تضرب بيديها على الطاولة، وقبل أن ترد اقتحم النقاش أبيهم "يوسف" بعد أن قام بتأدية صلاة الصبح وقال:
-" احترموا الأكل ياشوية عيال!"

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now