10_ الفصل العاشر "إستعداد"

2K 221 48
                                    

الفصل العاشر.
«مُعَانَاة كَالسُكَر.»
________________________

تتلعثمُ الأحاديث حين ألقاكَ، وكأن الثمانية والعشرين حرفًا أصبحوا كـالدُخان فالهواء؛ يتلاشون دون مَفَر للأمساك بأيًا منهم، تتبعثر الكلمات وكأنها حباتُ خرزٍ أكبرُ ما فيهم بحجم حبةِ السُكَر!
_________________________

تطبق الليل كـورقة مُتمسكًا بإشراقة شمسٍ ليوم جديد، استيقظت "حور" كعادتها صباحًا، نظرت إلى جدول المهام مُدعية عدم القلق ثم ابتسمت برضا، لحسن الحظ أنها بِـعطلة لمدة ثلاث أيام من الدورة الخاصة بها، تحركت إلى الشُرفة تروي تلك النباتات الصغيرة الخاصة بوالدها ثم جلست تحتسي الشاي بتأمل في نعم الخالق، أمسكت بهاتفها لتتفاجئ برسالة منه تحتوي على..

" يعني إيه اصحى من 5!"

قطبت حاجبيها بغير فهم إلى حين فتحها لتلك الصورة لتتفاجئ بمحتواها؛ والذي كان عبارة عن باب زُجاجي مُحطم عند القفل الخاص به، تغلغل قلبها القلق ثم أخذت تطرق..
" أنا مش فاهمة من الصورة غير أن في حد حاول يسرق المعرض!"

ثانية.. ثانيتان، دقيقة ونصف حتى رأي محتوى الرسالة ليرسل..
" بالظبط"

تنحنحت تطرق بإستفسار:
" طب وحصل إيه؟"

أرسل هو الآخر..
" هو كان بيحاول ولولا جرس الأنذار اللى جمع الأمن كان ممكن ينجح، الحمدلله اللى جات على كدا"

تنهدت براحة تطرق..
" طب الحمدلله، وأنت كويس؟"

" بخير الحمدلله وأنتِ؟"

أرسلت..
" بخير"

أتتها منه:
" طيب أنا مليش شوية فالشات فلو مش هيضايقك ممكن بعد كدا لو حبيتِ نتكلم فون"

أبتسمت برضا ثم طرقت..
" مفيش مشكلة، كنت عايزة أقول لو هتسافر معانا أننا هنمشي على الساعة 4 العصر كدا عشان نوصل بدري"

"خلاص ماشي بأذن الله، أنا جاتني ناس دلوقتي هخلص معاهم وابقى أتابع معاكِ يلا سلام"

أتتها تلك الرسالة لتنظر إليها بابتسامة طرقت ثُغرها الأسمر برقة ثم أكملت شرودها الصافي والذي أصبحت تواظب عليه مُؤخرًا..

_______________________

بينما في منزل «يوسف المهدي» جلس "إسلام" أمام التلفاز بوهنٍ يفكر دون توقف في ما اكتشفه البارحة، أمسك برأسه بألم وكأن الأفكار إنعقدت إلى عُقد صغيرة دون جدوى لحل أيًا منهم، أتاه صوت "كرم" وهو يجلس إلى جواره:
- " مالك بقى عشان مش عاجبني"

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓Where stories live. Discover now