سريع

By itsmaribanks

873K 73.6K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك
3- ماكر
4- متعجرف
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

5- بعض الفوضى

19.3K 1.4K 815
By itsmaribanks

مططتُ شفاهي بتذمر أرى أن جوني لم يردّ على رسائلي حتى بعد مرور ثلاثة أيام، وهذا يزعجني بشدة.

لم يمضِ يوم لم نتحدث فيه، والآن ثلاثة أيام؟ هذا مزعج! مزعج جدا.

ألقيتُ نظرة على نفسي في المرآة، رائع! بنطال جينز أزرق واسع، تيشرت أبيض، قبعة رياضية سوداء وحذاء رياضي أبيض، عادية!

رميتُ حقيبتي بإهمال وخرجتُ أغادر غرفتي وانزل الدرج، جنجر كانت بالأسفل تتناول فطورها مع والدينا، وكعادتي أنا، لا أحب تشارك الفطور مع العائلة.

لا لأي سبب، أنا فقط هكذا.

"صباح الخير أبي العزيز، أمي العزيزة، جنجر حبيبتي" رميتُ كلماتي بعجالة، أتخطى المطبخ وأسير بإتجاه الباب حينما أوقفني صوت أمي فجأة "مهلا كلوفر"

إلتفتُّ ببطئ ناحيتها، أراها تضع صحن الفطائر المحلاة على قاطع المطبخ، عيونها الخضراء عليّ ترمياني بنظرة ثاقبة، جعلتني أبتلع وأرفع حاجبي "ماذا هناك؟"

"لماذا أنتِ متعجلة؟ الدوام سيبدأ بعد خمس وأربعين" رفعت حاجبها لي بتحذير وهذا جعلني آخذ أنفاسي بهدوء.

حسنا كلوفر، أنتِ لا تريدين إغضاب السيدة أوبري وايلز، ليس الآن وليس هنا، وليس وجوني لا يتحدث معي ليرفع معنوياتي بعد شجارنا.

"سأسير على أقدامي" حركت كتفاي أمنحها إبتسامة هادئة، لكنها فقط رفعت حاجبها لي "سأوصلك أنا"

ماذا؟

"تعاليّ وتناولي فطورك مع شقيقتك" أمرتني بنبرة لا نقاش فيها، وهذا جعلني أفرق شفاهي "لكني أريد الذهاب الآن و––" قاطعتني تغمض عينيها وتزفر بحدة "لا تناقشيني كلوفر"

"استمعي لكلمات والدتك كلوفر" أبي نطق يلقي نظرة  خاطفة عليّ قبل أن يعيد تثبيت بصره على الجريدة كعادته.

رأيت جنجر تطالع هاتفها بعدم اكتراث، وبملل أنا قلبت عيناي أسير ناحيتهم، وأتخذ جلستي على الطاولة معهم لأنضم إليهم، علقت حقيبتي على ظهر الكرسي ومددت شفاهي أشرد أفكر في طريقة لترضية جوني ديب خاصتي.

"مالذي تريدين على الفطور؟" أمي سألتني وشفاهي تحركت بطريقة لا إرادية أجيبها "جوني"

اوه اللعنة!

أعين الجميع أصبحت عليّ، واتسعت عيناي أحمحم بسرعة وأصحح كلامي "أعني، أريد بعض الفطائر" ابتسمت بخفة احاول اخفاء توتري، خاصة مع عيون أمي التي ضاقت تطالعني بشكّ.

ان علمت أني أتسكع مع جوني ستكون نهايتي لا محالة.

جنجر كانت تبتسم وتنظر إلى هاتفها، رفعت عينيها لتلاقي خاصتي وتغمزني، تجعلني بذلك أبتسم وأقلب عيناي.

ٱنظر مالذي فعلته جوني، كدتَ تفضحني مع أمي.

"تفضلي" وضعت الصحن أمامي ثم مدت لي الشوكة وذهبت لتجلس على مقعدها في حين عينيها عليّ تراقبني بإنتباه شديد، نظراتها تلك سببت لي التوتر وجعلتني أجهل الطريقة التي أتناول فيها طعامي، لذا ببطئ رفعت عيناي لملاقاة خاصتها، أرى التحديقة الحادة.

ابتسمت بتوتر "هل هناك شيء ما أمي؟"

النظرة لم تزل، ورفعت حاجبها لي تعود بظهرها للوراء وتنطق بهدوء يسبق العاصفة "لم تعودي تحضرين الحصص، وصلتني عدة شكاوي عن تصرفك في المدرسة"

تبادلتُ النظرات مع جنجر التي ابتلعت ببطئ تراقب ما يحصل بهدوء، نظفت حلقي وقد بدأت تتعرق راحتا يداي، أتهرب بنظراتي بعيدا "مالذي تقصدينه؟ تهربت مرة أو إثن––" قاطعتني تضرب الطاولة بصوت غاضب "ستة" احتدت عيناها تتابع "ستة مرات كلوفر، وهل سمعتُ بأنكِ تتجولين مع أشخاص خارج مدرستك؟"

قلبي وقع في عمق سحيق بمجرد سماعي لذلك، نظرت إلى جنجر قبل أن أعيد عيناي إلى أمي التي بدت غاضبة حقا، ابتلعت أبتسم بتوتر وأطلق ضحكة خافتة "ماذا؟ مع أشخاص خارج المدرسة؟ اوه بحقك!"

"يمكنك التهرب لكني سأكتشف عاجلا أم آجلا، وإن عرفت بأن الأمر صحيح، لن يحصل خير" حذرتني تبدأ في تناول طعامها، بينما بقيت أنظر إليها بشفاه مفترقة.

هل ستعلم بأمر جوني؟ ستكون نهايتي حينها.

"لا تنفعلي هكذا عزيزتي، دعي الفتاة تستمتع بأيام شبابها" قال أبي وعينيه لا تغادران صفحة الجريدة، يجعل أمي تنظر إليه وتقلب عينيها، تردف بنبرة ممتعضة "نعم، كأنك تهتم إن وجدت فتى شوارع مستلقي عاري في سريرها"

"أمي" هتفت بإنزعاج وإحراج أشعر بإحمرار وهي نظرت إليّ "ماذا؟ هذا ما يحصل دائما، فتيان الشوارع سيئون"

ليس جوني ديب خاصتي. ليس هو.

"لقد شبعت" وقفت ببرود أرمي حقيبتي على كتفي وبدون أية كلمة أخرى أنا خطوتُ للمغادرة لا أسمع أي رد من أي منهم.

يتجاهلوني كعادتهم، أجل الفتاة الذكورية التي تخيب آمال بابا وماما.

من يهتم على أية حال؟ أنا لا أهتم.

"ستكونين في المنزل الخامسة مساءا" أمي وجهت كلماتها لي بنبرة آمرة وقبضت على حامل حقيبتي أضغط عليه بأصابعي، توقفت للحظة دون أن ألتفت، قبل أن أواصل سيري وهذه المرة بخطوات أسرع، لا أرغب في البقاء في المنزل أكثر من ذلك.

اللعنة!

أخذت نفسا عميقا حينما أصبحت في الخارج وسرتُ في الشارع أرمي كل الكلام إلى الجزء المنفي في عقلي، كنتُ أفكر في جوني.

هو غاضب ولا يريدني، هذا يجعل مزاجي يصبح أسوأ وأسوأ.

أستطيع تحمل غضب أمي وبرودة أبي مدى الحياة، لكن لا يمكنني تحمل عدم الحديث مع جوني.

"بئسا" همست تحت أنفاسي بغضب، آخذ هاتفي من جيبي وأعيد الإتصال عليه، وهذه المرة رنّ الهاتف.

اوه اللعنة! أخيرا!

خفق قلبي أسمع الرنين قبل أن يفتح هو الخط، لم أنتظر أي كلمة منه ومباشرة اندفعت أهتف بصوت مرتفع "أنا آسفة، أقسم بحياتي أني لن أكررها، أنا غبية وحمقاء، أعلم أنك ستسامحني، وأعدك بأني سأحاول إصل––"

"كلوفر" قاطع كلامي بصوت هادئ يتبعه بتنهيدة عميقة، يجعلني بذلك أصمت وأرمش، أحاول فهم نبرته الغريبة، هو تابع "سأتصل بكِ في وقت لاحق"

"جوني" همست اسمه بخفوت، أرمش وأبتلع بينما أتابع سيري "هل كل شيء على ما يرام؟"

تنهيدة صدرت عنه، وذلك كان جوابي قبل أن يضيف "لاحقا" قطع الخط بعدها وشعرتُ بأني اصطدمت بجدار قوي، لأن جوني لا يتحدث بهذه الطريقة مطلقا.

ما به؟

تساءلتُ داخل عقلي أحاول إيجاد شيئا ما، لكن لا إحتمالات غير أنه تعب من مشاكلي وعلى الأرجح أنا قد سببتُ الكثير من الإزعاج في الآونة الأخيرة.

حسنا، هذا صحيح، وبدأت أشعر بالسوء.

هيا كلوفر، عليكِ تصحيح الأمر بأية طريقة، جوني لا يجب أن يخيب أمله منكِ.

_

"شكرا لكِ عزيزتي، والدي جلبها لي" تحدثت أوديت على مديح احدى الفتيات على قلادتها أمام الخزائن في الرواق.

كنتُ واقفة على مقربة منهم أتلصص على كلماتهم وأتظاهر بالعبث في أغراضي، كان عليّ أن أعرف الطريقة التي تحب أوديت أن يتم الحديث بها معها.

"تبدين جميلة كعادتك" كاثرين زوريس، الصهباء ذات الشعبية في المدرسة هي الأخرى، تحدثت بنبرتها اللينة اللعينة تشير إليها والفتيات ضحكوا معا بينما يواصلون سيرهم.

جيد، ها قد ابتعدت.

كان وقت استراحة الغداء على اية حال، وكان يجب عليّ أن أكرر القرف الذي يحصل يوميا، آخذ غدائي وأجلس بمفردي على طاولة، آكل بصمت بينما أتحدث مع جوني، لكنه لم يتحدث معي، ولا أعلم المرة رقم كم التي أقول فيها هذا.

لكني حقا أفتقده.

ربما أنا أيضا أفتقد التسكع في الجوار.

ليتني فقط أستطيع الذهاب إليه.

توقفتُ فجأة أرمش حينما ومضت الفكرة في عقلي، نعم! لما لا؟ يمكنني الذهاب إليه والحديث معه.

إبتسمت أصفع باب خزانتي، أرمي الحقيبة اللعينة على كتفي وأسير في الرواق أقصد الكافيتيريا، شفاهي تتحرك لأدندن لحن أغنية علقت في ذهني لكني لا أعرف الكلمات ولا إسمها.

_

"لا تنسوا حلّ واجبات الصفحة 58، سآخذ الأوراق الحصة القادمة وسيتم خصم النقاط" الآنسة بيبر تحدثت حينما رنّ الجرس يعلن نهاية الحصة الدراسية.

الطلاب وقفوا يجمعون أغراضهم، لا يعطون أي لعنة اهتمام سوى للمخططات التي كانت بإنتظارهم، تسكع، قيادة سيارات، الاستعداد لحفلات الليلة، مباريات كرة قدم وسلة، قيادة دراجات، مواعدات، وربما....بعض الأشياء الممنوعة على القاصرين.

المراهقين. الفكرة جعلتني أطلق تنهيدة، أفكر في أنه يجب عليّ أن–––أستغل كل لحظة من هذه السنوات القليلة اللعينة.

عليّ ذلك.

تحركت أرمي حقيبتي على كتفي بغير إهتمام، عيوني على أوديت التي تجمع أغراضها بإبتسامة على وجهها.

"اهلا أوديت" إبتدرت الحديث مع إبتسامة على شفاهي، أراها ترفع عينيها ناحيتي، ابتسامتها اتسعت حالما وقعت عيونها عليّ، تتحرك شفاهها لتنطق بنبرة حماسية "اوه كلوفر"

"نعم إنها أنا" ضحكتُ بغرابة أميل رأسي للجانب قبل أن تأخذني في حضن قوي تضحك هي بخفة "لم نتحدث منذ آخر مرة، كيف حالك؟" ابتعدت عني تنظر إليّ ورمشتُ أنسحب خطوتين للخلف أطالعها بإستغراب، ابتسمت لها "نعم، بخير، أنا على ما يرام" قضمت باطن وجنتي أرمي بصري من النافذة في الخارج أتابع "ماذا عنكِ؟"

"منزعجة" نفخت خديها بتذمر، نظراتها منعقدة وضربت سطح الطاولة بخفة.

نعم، أنا أيضا منزعجة.

أيا يكن.

"اوه حقا؟ لماذا؟"  نعم كنتُ أتظاهر الإهتمام، لأني حقا لا أهتم، أعني من يهتم؟

جديا لا أعلم مالذي أفعله، لكن الإقتراب من أوديت يعني الإقتراب من نايومي، وهذا يخلق فرصة لجوني خاصتي كي يتقرب منها.

أتخيل أن تصبح صديقتي -وهذا صعب- وتحبني وأخبرها عن جوني كثيرا للدرجة التي تود التعرف عليه وثم——بوم! أحسنتِ كلوفر، جوني فخور بكِ.

اه تبا! أريد أن يحصل هذا الآن.

"لقد انفصلت عن كيفن" قالت بنفس الإنزعاج، تغلق سحاب حقيبتها وتبدأ السير بينما أسير معها، أسمعها تتابع "لقد كان وغدا"

نعم، جميعهم كذلك.

نفخت خديها تتابع وهي تعيد أحد خصلاتها للوراء "أعني، لماذا الفتيات الجميلات تنكسر قلوبهن دائما؟"

ثقتها عالية جدا.

"لأنهن جميلات" ضحكت بخفة أحاول إضفاء بعض المتعة للجوّ، أرى عيونها تلتصق بي، تبتسم ببراءة وتهز رأسها "نعم"

صمت احتلنا لبعض الوقت وقد كنا على وشك الانتهاء من السير في الرواق الذي بدأ يخلو، قبل أن تتحدث مجددا "ماذا عنكِ؟"

"ماذا عني؟" رمشتُ أحاول فهم سؤالها، لتبتسم تفرقع أصابعها وتوضّح "أعني، هل كسر أحدهم قلبك من قبل؟ هل كنتِ في علاقة؟"

لا، أبدا، لن يحصل.

"لا" أجبتُ ببساطة أحرك كتفاي وأنظر للأمام متجاهلة نظرة الإستغراب الصادرة عنها.

"ولا مرة؟" أصرّت على سؤالها ورميت لها نظرة من زاوية عيني أهز رأسي نافية "ولا مرة"

نعم، ألا تصدقين واللعنة؟

"هذا يعني––" توقفت تنظف حلقها، تضحك بتوتر وتخلل أصابعها الجميلة في خصلاتها الذهبية، "أعني، هذا يعني أنه لم تحصلي على قبلة أبدا؟"

حسنا، هذا معقد.

وهذا أيضا شيء يخصني.

لقد كانت قبلتي الأولى مع جوني الذي سرقها مني قبل لا أتذكر كم من سنة، لكني كنتُ في الثالثة عشر، وكان رهانا قام به مع رفاقه، لا يهم.

لقد أصبح صديقي منذ ذلك الوقت.

"لا" أجبت ببرود، وسمعتها تنظف حلقها واحمرار خفيف ظهر على وجنتيها "آسفة! أنا فقط أتحمس قليلا"

"لا بأس" أجبتُ بهدوء أحاول ألا أبدي إنزعاجي، وعيناي كانتا للأمام حيث اقتربنا من المخرج.

لا أعلم لماذا أنا أتحدث معها الآن، هذا سخيف.

"إذا؟ مالذي حصل بينك وبين هانتر؟ هل تحدثتما؟" رمت سؤالا آخرا في وجهي، وهذا جعلني أقبض على أصابعي محاولة السيطرة على إنفعالي، لذا بحركة بطيئة لففت عنقي ناحيتها أرمي لها نظرة استجوابية، أراها تبتسم ويبدو أنها لا تلاحظ أن أحدهم هنا لا يريد أن يزعجه الآخرون بأسئلتهم.

"لماذا قد أتحدث معه؟" حركت كتفاي.

اهدئي كلوفر.

لم يكن بمقدوري أن أهدأ، ليس وقد تذكرت مالذي فعله آخر مرة كنا معا، لقد رمى اللعنة بي في المياه، رماني مثل كيس قمامة.

كيف أخبر العالم بأكمله أني أود تناول المثلجات في جمجمته؟ كيف؟

"أنا أيضا لم أتحدث إليه" قالت بهدوء.

أجل لا أهتم.

"ولا سيتشو" نبرتها أصبحت أكثر إنزعاجا حالما نطقت اسمه، ولاحظت بأنها منزعجة.

أشعر بالفضول الآن.

"لا أعلم ما به ذلك الشاب" قالت تتابع بشرود، وأنا رميت لها نظرة من طرف عيني، أستمع بينما تستمر في كلامها "يبدو غريب أطوار، مثل مهووس أو ما شابه، سأراه أينما ذهبت"

قلبت عيناي بطريقة خفيفة لم تلاحظها أوديت، ونطقت بنبرة ساخرة ذات طبقة منخفضة "لابدّ أن هذا مزعج"

"جدا" مطت شفاهها، ترمي خصلاتها للخلف مرة أخرى، وتتابع "أعتقد أن انفصال كيفن عني له علاقة بذلك الشاب، وصدقا سأقتله إن كان هذا صحيحا"

كان حادة! اوتش!

اخترت عدم الإسترسال في الحديث وجذب مواضيع أخرى، لا أريد أن تبدأ أوديت الثرثرة عن حياتها ودراما الشباب خاصتها أو سيتشو المهووس.

أردت نايومي لأجل جوني، وأعتقد أنه ليس اليوم المناسب، رغم ذلك، أنا أحرزتُ تقدما.

إن أردت دخول قلب أحدهم، استمع لمشاكله وثرثرته أيا كانت.

واصلنا سيرنا نغادر المبنى، رأيت الطلاب يسيرون ويتوزعون مفترقين، الكثير منهم، الكثير جدا لديهم سيارات وشعرتُ بالغيرة.

توبايس وودي مثلا، لاعب كرة السلة المشهور، هو في السنة الثانية، يمتلك سيارة رياضية مذهلة من نوع جي تي ار، حمراء كالنار وتسرق قلبي في كل مرة يركنها أمام الثانوية، صوت محركها يجعل قلبي يدق، اللعنة! النظر إلى تلك العجلات، الأضواء الأمامية والخلفية، ثم المقود الجلدي.

لماذا لا أمتلك سيارة مثلها؟

أريد سيارة، على الأقل ستكون خاصتي كي أحطمها.

عيناي تحركتا تراقبان توبايس وودي يسير مع إثنان من رفاقه من فريق كرة السلة، يفتحها ويركب المقعد الأمامي خلف المقود.

جميلة، ساحرة، مذهلة، سارقة للأنفاس.

"هاهو اللعين" هسهست أوديت بجانبي تقطع لحظة متعتي وتفسدها، تجعلني أدير عنقي لأراها تحدق في نقطة معينة، لذلك بسرعة نقلت بصري أرى سيتشو يقف أمام سيارة–––سيارة هانتر الذي كان بالداخل، يطل من النافذة وينظر ناحيتنا مباشرة.

ضغطت على أسناني والدماء بدأت تغلي في داخلي، لماذا ينظر إليّ؟ هل يظن أن تلك النظرات الناعسة التي يرميها لي تماثل جمال جي تي ار؟

"سأذهب لأتحدث معه" بتلك الكلمات  تحركت أوديت تدقّ الأرض بأقدامها، يديها على شكل قبضتين وتقصد مسار سيتشو الذي عقد ذراعيه على صدره، عيونه تضيق تطالعها بينما تقترب، شعره الأسود الكثيف عائد للخلف بينما بعض خصلاته تتدلى على كلا جانبيه.

أوديت وصلت إليه ورأيت تعابير الغضب على وجهها ترمي الكلمات بوجهه، في حين كان يطالعها هو فقط بصمت، بإسترخاء، عيونه تدرس ملامحها جيدا، ويستمع لها.

هادئ للغاية، سيتشو ألبرت تاكاهاشي.

أيا يكن.

رميت بصري إلى داخل السيارة أرى هانتر هناك، ذراعه واحدة على المقود بينما الأخرى يلوح لي بها مع إبتسامة جانبية.

قلبتُ عيناي، أتابع سيري حيث يجب أن أنتظر أمي لتأتي كي تقلّني، آخر شيء أريده هو عصيان أوامرها والتسبب في بكاءها مساءا مثلما تفعل كل مرة.

تنهدت بتعب حالما جاءت هذه الفكرة في عقلي، أمي تغضب بسرعة ولديها مشاكل كبيرة مع الغضب، للدرجة التي تجعلها تنهار باكية مثل طفلة صغيرة في نهاية اليوم، وهذا يحزنني ويؤلمني كوني أراها بذلك الشكل.

لذلك لا، لن أتحرك من مكاني حتى تأتي.

هاتفي اهتز في جيبي يعلن وصول رسالة وخفق قلبي أجذبه وأفتحه لأراها.

جوني، جوني، جوني.

لكنه لم يكن جوني، لقد كان رقما غريبا.

[ليس عليكِ أن تكوني لئيمة هكذا، على الأقل كان يمكنك ردّ تلك الإبتسامة ؛)]

هانتر!

إنه هو.

رفعت رأسي للأعلى ناحية البي ام دابليو المتوقفة على مقربة من مكاني، أرى هانتر ما يزال في الداخل، ينظر إليّ خلف الزجاج، أخذ هاتفه يكتب شيئا ما، ثم في اللحظة التالية اهتز هاتفي في يدي، رفعت حاجبي أرمي له نظرة ثاقبة، قبل أن أفتح الرسالة وأجد صورتي هناك.

صورتي وأنا واقفة شاردة بإنتظار أمي.

هل يمزح معي؟

[لا تبتسمين مطلقا، لا عجب ألاّ أحد معجب بكِ :)]

قبضت على الهاتف للدرجة التي أردت كسره حينها لكني تراجعت، آخذ أنفاسي وأتحكم في تعابيري كي لا يراها، رفعت عيناي إليه أبتسم بسخرية.

"مالذي تعنيه بأنها ليست مشكلتك؟" هتفت أوديت بحدة في وجه سيتشو الذي لوى شفاهه بإنزعاج منها.

أعتقد أن الأمور قد بدأت تزداد سوءا بينهما.

[هل هذا اعتراف على أنك معجب بي؟ ؛)]

ضغطت زر الإرسال ورميت له نظرة باردة قبل أن أبدأ السير مبتعدة عن المكان، وعنه وعن الجميع.

شردت في شاشة هاتفي أتردد قبل أن أضغط على زر الإتصال على رقم جوني.

فلنترك هانتر في الهامش الآن، لأني أريد جوني.

الرنين استمر لثواني قليلة قبل أن يفتح الخط، وأسمع صوته الهادئ من الجهة الأخرى "انتِ لا تيأسين مطلقا، هل تفعلين؟"

ابتسمتُ. لقد كان جوني.

"هل سامحتني؟" ضحكتُ أرمي سؤالي له وأسمع تنهيدته المختلطة بالقهقهة الخفيفة الصادرة عنه، يرد بنفس النبرة "هل تعلمتِ درسكِ؟"

"أعدك أني سأعوضك، بالمناسبة أنا جادة بشأن نايومي" رغم أن نبرتي كانت ممازحة إلا أني كنت أعني كل كلمة، وأرى أن جوني عرف ذلك.

سمعتُ صمته لبضع لحظات وعلمتُ أنه يفكر بها.

"من الصعب على المرء أن يتخلص منكِ، تعلمين كلوفر؟" رمى كلماته ولم يكن بمقدوري أن أكون أكثر سعادة من ذلك.

"ومن الصعب عليّ ألا أتحدث إليكَ، هل نحن جيدان الآن؟" أملت رأسي أبتسم بطريقة طفولية، ورغم أنه فعل غبي، لكن حينما أتحدث مع جوني فأنا أفضل إستخدام كل الأساليب.

اللعين لا يمانع حتى لو تحدثت معه مثل ساقطة مجنونة، هو فقط يأخذ الأمر ويقبل أي شيء مني.

لماذا لا أجد سيارة مثل جوني؟ أعني–––أني أحب السيارة، ورغم غرابة التشبيه فأنا أستطيع تخيل جوني سيارة، سوداء بحواف صفراء مشعة، أضواء أمامية حمراء وعجلات حالكة السواد.

سأفقد وعيي!

"سآتي لإصطحابكِ الليلة، موافقة؟" عرض عليّ وشهقت بسعادة أقفز في مكاني وأهتف بصوت مرتفع "هل تمزح؟ سأخرج حتى لو تم دفني كيلومترات تحت الأرض"

"استعدي، لأنها ستكون ليلة مجنونة" ضحك بخفة يجعل قلبي ينبض بقوة، أسمعه يضيف "ويجب أن ترتدي ملابس خاصة، ربما سنشتري لكِ بعضا منها في طريقنا"

"ملابس خاصة؟ مثل ماذا؟ ثوب سباحة؟" قلبت عيناي بصوت غنجي لعين وهو ضحك بخفة يتحدث "توقفي، تبدين غبية، مثل قطة عجوز نافقة"

"اخرس وأخبرني نوع الملابس" هتفت في وجهه حينما سمعت الصوت خلفي "إنه تقليد خاص لأجل السباقات، ملابس جلدية على حسب الألوان"

إستدرت أرى هانتر يقف هناك، يبتسم بجانبية ويديه في جيب بنطال الجينز الأزرق الداكن خاصته، مالذي يفعله هنا؟

"صحيح" جوني قال من الجهة الأخرى يؤكد على كلام هانتر الذي يبدو أنه استطاع سماعه، أضاف بهدوء "هل هانتر معك؟"

"نعم، إنه يلتصق بي مثل القذارة التي تأبى الغسيل" قلت ذلك أحدجه بنظرة حادة قبل أن يندفع ناحيتي يجذب الهاتف من يدي ويضعه على أذنه "لا تقلق يا فتى الوشوم، فتاتك في أمان معي"

"أعده إلي" مددت ذراعاي لآخذه منه لكنه دفعني يستمع إلى جوني من الجهة الأخرى، يضحك بخفة ويرد "أوه بالطبع سأهتم بها"

"أعطيني الهاتف اللعين هانتر" هتفت بقوة أقفز وأسرقه منه، أضعه على أذني وأتحدث بقوة "جوني لا تهتم به، إنه يزعجني"

"تجاهليه فحسب كلوفر" زفر جوني بقلة حيلة، ولاحظت بأنه لا يرى أي مشكلة في تواجد هانتر حولي، هذا شيء ما.

"سأتصل بك لاحقا" بتلك الكلمات هو ودعني وتمنى لي يوما طيبا في حين هانتر كان ما يزال ينظر إليّ وهذه المرة كان يمضغ قطعة علكة في فمه، يلوكها ويتابعني.

"ماذا هناك الآن؟" أطلقت أنفاسا حارة مغتاظة، في حين شفاهه إرتفعت للأعلى تشكل قوس ابتسامة ماكرة يقترب مني وينحني إليّ، يتحدث بصوت منخفض "عند ذهابك لإبتياع تلك الملابس، أريدك أن تختاري اللون الأحمر"

"ماذا؟" رمشت أنظر إليه بإستغراب، لكنه فقط تابع الإبتسام "إنه أحد طلباتي لكي تدفعي ثمن السيارة" أمال رأسه لي يغمزني "اللون الأحمر وضعي لمسات سوداء"

سمعت صوت عجلات سيارة تتوقف في الشارع تلاها صوت نداء إسمي "كلوفر"

كانت أمي، تصنمت مكاني ألتفت وأراها تحدق بي من النافذة، أعينها تطالعني بإبتسامة على وجهها سرعان ما اختفت حينما وقع بصرها على هانتر الواقف أمامي.

اللعنة!

هل أنا في مشكلة؟

حاجبيها انعقدا تنظر إليه بحدة، مما جعلني أشعر بالغرابة، ألتفت وأنظر إليه، هل به شيء ما؟

كان بصره عليها لبعض الوقت ثم سرعان ما أبعده عنها يبتسم لي بمكر ويغمزني "أتوقع رؤيتك الليلة أيضا كدفع للثمن" وضع يديه في جيوبه يسير مبتعدا في حين تنفست بغيظ أتقدم ناحية أمي التي كانت عيونها تطالعه بإهتمام شديد.

ركبت بجانبها أصفع الباب ورائي، أرخي رأسي للخلف وأغمض عيناي، أتمتم قبل أن تسبقني "ليس مغتصبا وليس فتى شوارع، ولا تقلقي لن تجديه عاريا في سريري، اطمئني أمي، هل لنا أن نذهب؟"

سمعت ضحكتها الخافتة تشغل المحرك وتبدأ القيادة، قبل أن تطرح سؤالها "من يكون؟"

"هانتر" قلت أقلب عيناي، أدير وجهي للجانب قليلا كي أنظر إليها، اوه! لقد قصت شعرها إلى مستوى كتفيها، رمشتُ أستوعب الأمر وأنها بدت فقط––––أجمل.

"أحب قصة شعرك" أشرت بعيناي أرى إبتسامة ترتسم على شفاهها وتهز رأسها لي "أنا أيضا، جميلة صحيح؟ يمكنك الحصول على واحدة إن أردتِ"

"جنجر ستريد ذلك" عبرتُ بسخرية أقلب عيناي وأعاود النظر أمامي، أسمع بذلك الصمت الذي سقط علينا فجأة.

أغمضت عيناي بإسترخاء، وقد شعرت بأني حقا أفضل حالا بعدما حصل، أعني بذلك جوني.

لكن ما يزال هناك شيء يجب عليّ القيام به لأجله، ومن الجيد أنه لدي ساعات أخرى للتفكير بشيء ما قبل التسلل كعادتي.

"هانتر ريدكاي" أمي نطقت تقطع الصمت وتجعلني أفتح عيناي وأوجهها مباشرة إليها، كانت مركزة على الطريق وتقلب الأفكار في عقلها "متسابق سيارات، إنه في الجامعة حسب علمي، كيف تعرفتِ عليه؟ ما علاقتك به؟"

"ماذا؟" افترقت شفاهي، ابتلعت ادرك بأنه عليّ التصرف الآن، ابتسمت أهز رأسي "حسنا، صديقتي تواعد صديقه، لقد تحدثنا في أحد الأيام وهو أراد إلقاء التحية"

قلت ذلك ثم توقفت فجأة أفكر، قبل أن أنطق "مهلا! كيف عرفتِ أنه هانتر ريدكاي؟"

"ابقي بعيدة عن ذلك الشاب كلوفر، خاصة هو" تنهدت أمي تغلق عينيها وتعيد فتحهما، أنا راقبت تعابيرها وهي ترتخي بتعب حقيقي.

حسنا، لا أفكر في البقاء قريبة منه على أية حال.

"إطمئني أمي" قلت مع إبتسامة رقيقة أمد يدي وأضعها على خاصتها، أراها تدير عنقها وتنظر إليّ مبتسمة هي الأخرى "شكرا"

ألقيت نظرتي عليها، أتأمل ملامحها المتعبة والتي تبدو شاردة تفكر في أمر––أمور في الواقع، أمور كثيرة.

"إسمعي كلوفر" قالت تقطع الصمت، تبتسم بهدوء وتهز رأسها بينما تأخذ الطريق على اليمين، غير طريق المنزل.

لم نكن ذاهبين للمنزل إذا.

"آسفة بشأن نقاشنا صباحا، لقد انفعلت كونكِ تتهربين وشعرت بالقلق، أنا فقط––" توقفت تطلق تنهيدة، تلكم باطن وجنتها بلسانها، تتابع "لا أريدك أن تقعي في مشاكل وأنتِ في سنّ صغيرة، اسمعي نصيحتي"

اوه أمي.

قلبي إمتلأ وشعرت برغبة في معانقتها.

"أعلم" قلت بصوت منخفض، وهي اندفعت مباشرة تواصل حديثها "بالطبع أنتِ فتاتي الذكية والقوية ولا أحد سيستطيع التلاعب بكِ، لكني بعد كل شيء والدتك وأخاف عليك"

ابتسامة ارتسمت على وجهي، حمحمت "آسفة أيضا، أعدك أني لن أتهرب مجددا"

"متأكدة؟" ضحكت ترميني بنظرة من زاوية عينها وأومأت بإبتسامة "تمام التأكيد" صمتتُ لوهلة قبل أن أعاود الحديث "إلى أين نحن ذاهبتان؟"

"لتحصلي على قصة شعر جديدة" قهقهت أمي برقة تجعل عيوني تتسع وإبتسامتي أيضا، هل هي جادة؟

"ولنشتري بعض الملابس أيضا" هي أضافت تميل رأسها، "وربما لنخرج في جولة تسمى جولة ماما وابنتي"

الكلمات جعلتني أضحك وأمي ضحكت هي الأخرى تضغط على دواسات الوقود وتزيد السرعة بقوة، تفتح النوافذ تاركة الهواء يضرب وجوهنا في حين كل شيء يمرّ بسرعة خاطفة.

نعم إنها أمي، كانت متسابقة شوارع في وقت ما، حسب ما أخبرتني به.

"أسرع أمي، دعينا نسرع" قلتُ بحماس أطل من النافذة وأرى نظرات الإنزعاج من الناس في الشارع، وبعضهم يرمون لنا الشتائم.

"لكِ ذلك" ضحكت وزادت السرعة أكثر تلتف بطريقة لولبية دودية في وسط الشارع، تجعل قلبي يخفق بحماس شديد.

أحب قيادتها المذهلة.

لم يكن جوني أول شخص يجعلني أتعلق بحبّ السيارات والسرعة، أمي فعلت ذلك قبله منذ كنت في الثامنة.

"سأسمح لكِ بالقيادة في طريق عودتنا" قالت ذلك وأنا هتفت بإنتصار "أحبك أمي"

_

 
هواء الليل البارد لسع جلدي العاري يرسل لي شعور القشعريرة ويجعلني أحب ذلك.

صوت عجلات سيارة جوني وهي تحتك بالاسفلت بينما نتجه إلى المكان الذي أخبرني أنه حلبة سباق خاصة بمتسابقي كاليفورنيا.

ابتسمت أخرج من النافذة وأثبت نفسي فوقها بينما أرفع ذراع واحدة في الهواء أما الأخرى أتشبث بها كي لا أسقط، إبتسامتي كانت واسعة أغمض عيناي وأسمع صوت المحرك وزهيره الذي يعد بمثابة أغنية حلوة لمسامعي.

شعري الذي قصصته مع والدتي في وقت سابق كان يتطاير بطريقة فوضوية في الهواء وأحببت شعور البرد يتسلل خلف أذناي وإلى عنقي.

أحببت أيضا الملابس الضيقة التي كنت أرتديها، كانت عبارة عن صدرية رياضية جلدية بلون أسود ذات حواف وخطوط حمراء لامعة، سترة جلدية سوداء في ظهرها حرف CR كبير بلون أحمر وكان يعني California Racers أي متسابقي كاليفورنيا، بنطال جلدي أسود وحذاء ثقيل.

أحببت الملابس، اشتريتها مع جوني.

ولم تكن حمراء، كانت سوداء مع لمسات حمراء تماما عكس ما طلبه هانتر مني.

لأني أحببت التحدي. أحببت فعل عكس ما يُطلب مني.

"كلوفر ٱدخلي، سأنساق بقوة وستسقطين" جوني تحدث بينما يركز على الطريق، لكني ضحكت بصوت مرتفع أرى أننا كنا نقترب من طريق متعرج، وعلى مرمى البصر من هذا الإرتفاع أنا لمحت مكانا في ظلام الليل، أضواء حمراء وخضراء مشتعلة، أصوات ضجة وموسيقى قادمة.

لابدّ أنه المكان، لكني لم أستطع تحديد ما يكون.

"اوه بحقك، قُد فحسب" حثثته على ذلك وأردت الأدرينالين بكل ذرة في الكون، اردت المغامرة والخطر.

"حسنا، تشبثي" ضغط على حروفه وهتف بصوت مرتفع "الآن"

فتحت عيناي أتشبث بكلتا ذراعاي وآخذ شهقة قوية في حين إلتفّت السيارة بقوة، تجعل جسدي يميل للجانب مرة، مرتين، ثلاث، يمين وشمال، نبضات قلبي تضرب بقوة، شعري يحلق في الهواء الذي يعانقني، وعيوني تتسع أرى الطريق المتعرجة التي لا تنتهي.

أحب هذا.

صرخت بقوة أرفع ذراع واحدة، ثم بسرعة إنزلقت للداخل أرى إبتسامة جوني الموجهة ناحيتي، الحلق الأسود في شفته السفلية جعل ابتسامته تصبح أكثر جاذبية وبدي مثيرا بشكل سيء.

لا أصدق أنه صديقي وليس الشاب الذي أواعده.

كان يرتدي تيشرت أسود واسع وقصير الأكمام يظهر وشوم ذراعيه وعنقه أيضا  وبنطال جينز أسود داكن، حذاء ثقيل وشعره المصبوغ بالأصفر عائد للخلف في شكل فوضوي.

"تشبثي" قال بإستمتاع وزاد من السرعة يجعلني أعود للخلف قبل أن يتوقف فجأة وأنا اندفعت للأمام، لكن ذراعه كانت أسرع حينما جذبتي ناحيته يمنعني من الإصطدام.

ضحكت وخلعت سترتي أرميها للأمام تحت نظراته المستغربة، رفع حاجبه يركز على القيادة "مالذي تفعلينه؟"

"أشعر بالهواء" غمزته وعدت لأخرج أرفع ذراعي وأسمح للهواء بأن يضرب جسدي بأكمله، معدتي العارية وظهري، أحببت الشعور المنعش.

جوني قهقه في الداخل وفعلتُ أنا المثل، أشعر بكل شيء حي يغمرني، أشعر بأني أمتلئ بالحياة.

ثم بعدها بدأت الأصوات تقترب، الموسيقى والسيارات، رفعت عيناي أرى أننا في البقعة التي لمحتها من قبل.

الأضواء الحمراء قوية، الدخان الملون في كل مكان، والسيارات تستعرض قوة محركاتها، تستطيع معرفة ذلك من خلال الأصوات التي تهز الأرض.

لقد كنا في منطقة بنائية غير محاطة ولا مسيّجة، وكل شيء حولنا يمتلئ بالحيوية.

الناس يصرخون والفتيات في كل مكان.

سرعة جوني انخفضت وأصبحت أبطأ بينما يقود بين الحشد وهذا ما منحني الفرصة لأتأمل أن الأشخاص هنا كانوا يرتدون مثلي، السترات كانت تشبه خاصتي، اقمصتهم عليها نفس الحرف CR، بناطيلهم، وآخرون يضعون قبعات فيها الحروف.

مذهل وساحر.

"انزلي" جوني أوقف السيارة وانزلقت للداخل أحمل السترة وأفتح الباب لأترجل، أرى جوني يفعل المثل، يلتف حول مقدمتها ويسير ناحيتي.

الهواء بارد، الموسيقى في كل مكان، الأشخاص يملؤون المكان، الكؤوس تُضرب في الهواء وعيوني أغلقتها أستشعر اللحظة الحالية بينما يد جوني توضع على كتفي العاري إلا من حامل الصدرية، أصابعه الباردة أرسلت رجفة إلى جانبي الأيمن، لكني إبتسمت، وقفت إلى جانبه أرفع رأسي له "لم تخبرني عن هذا التقليد"

"لم تسأليني ولم يكن لدي إهتمام" ضحك بخفة يمرر لسانه على الحلق في شفته يتابع "بالإضافة إلى أنه يقام كل سنة، مالفائدة؟"

"سأقتلك المرة القادمة إن لم تخبرني بهذه الأشياء" وجهت سبابتي بتهديد أنقر بها صدره القوي، أراه يقهقه بخفة ويصفع وجهي برفق، يهزني ويغرق أصابعه في خصلاتي "أنتِ بالكاد تستطيعين حمل سكين، كيف ستقتليني؟" كان يسخر مني بمزاح وإبتسمت أتمسك بذراعه وأنظر إلى الأضواء المشعة.

المكان كان فارغ، مملوء بالبنايات المهدمة والأخرى في قيد البناء، لكنه بدى مملوءا بالحياة مع هذا الكم الهائل من السيارات، الأضواء، الدخان، الموسيقى والأشخاص.

"تعالي لنشرب شيئا ما" قال جوني وسار قبلي في حين تبعته أحمل السترة في يدي، أتحدث وعيوني تتأمل المكان "مالذي سنشربه؟ مياه؟"

ضحك يلتفت من فوق كتفه ويغمزني "عصائر"

"عصائر؟" رمشتُ أنظر إليه، أرى الضحكة التي تسربت منه، يحيطني بذراعه ويقرص خدي "توقفي عن طرح الأسئلة ودعينا نذهب"

"جوني!" الصوت الذكوري جعلنا نلتفت لنرى من قام بنداءه، عيوني إلتقطت ثلاثة شباب يسيرون ناحيتنا، ابتسامات على وجوههم ولم تكن تبشر بالخير أبدا، أحدهم وقد كان الأضخم تحدث يتقدم منه "لم أرك منذ أيام"

"أهلا سيث" جوني رمى كلماته ببرود ولاحظت إشتداد فكّه، ملامحه حادة وينظر إليه، يعقد النظرات به، بالمدعو سيث.

سيث كان ضخم، معضل، ولديه وشوم أكثر من خاصة جوني، اللعين لديه واحد على عينه أيضا، عيونه بنية حالكة وشعره بنفس اللون، قصير وذا تصفيفة حادة، يرمقه بإبتسامة مستفزة.

الإثنان الآخران، كان أحدهما أشقر، نحيل القامة وعيونه زرقاء باهتة، باهتة جدا كأنها سماء في يوم حار وجاف.

بينما الآخر كان ذا شعر أسود، عيون بنية، وجسد مماثل لخاصة جوني.

كلهم يضعون الوشوم مثله او أكثر.

"تقول أهلا سيث؟ بالطبع، أهلا جوني" نبرته كانت ساخرة، ولم أحب هذا المدعو سيث أبدا.

مقرف.

عيونه انخفضت ينظر إليّ، إلى أعلى صدري ولسانه مرّ يلعق شفته ويبتسم أكثر "تحظى بمتعتك وتنسى رفاقك" ببطئ علق بصره به، بنظرة صفراء هو تابع ينظر إلى جوني مرة أخرى "هل هذا صحيح؟ تتهرب من أداء واجبك"

"الدفعة القادمة ستكون بعد أسبوع حسب ما أتذكره، أليس هذا هو جدولنا؟" جوني تحدث ببرود وغضب مكتوم، وشعرت بالقلق، لذا تمسكت بذراعه أنظر إلى المدعو سيث الذي ضحك وهز رأسه "بالطبع" رفع ذراعه يضعها على عنق جوني ويضربه بخفة، يعيد هزّ رأسه "بالطبع جون، بالطبع"

"جيد" جوني تحدث يبتعد عن يده ويمسك بمعصمي، يرمي نظرة حادة ويستعد للمغادرة قبل أن يمنعه سيث بإمساك ذراعه بقوة.

الإثنان الآخران تحركا للأمام يحيطان به، قي حين سيث ثبّت بصره عليّ، يبتسم "لم تعرفنا على صديقتك"

مد ذراعه لي يقدم نفسه "سيث دوين"

جوني أمسك بيدي كي لا أصافحه، ورد ببرود "لا دخل لها"

"لم أقل هذا" سيث حرك رأسه وسمعت ضحكات الآخرين، الأشقر تقدم منه يضع يده على كتفه يميل ناحيته ويهتف بسخرية "ما بكَ جوني؟ خائف أن تهرب متعتك منك؟"

وجهي احمر من شدة الغضب لكن قبضة جوني منعتني من الحديث أو القيام بأي رد فعل.

"وغد حقير" لوى الأشقر شفاهه يبصق الكلمات في وجهه، يقرب وجهه من خاصته وينظر إليه بتحدي "سافل يلعق الأقدام كي يحصل على بعض الدولارات، هل أنا مخطئ؟"

أصابع جوني شكلت قبضة قوية، وفكه إشتد أكثر، في حين أردت فتح فمي للحديث لو لم أشعر بالقبضة الممسكة بذراعي من الخلف، خفق قلبي ألتفت لأرى هانتر يقف هناك، في ملابس سوداء، عيونه حادة ونظراته قاتمة، شفاهه كانت مزمومة في خط رفيع، يسحبني، يجعل جوني يدير عنقه ناحيته، لكنه بمجرد أن لمحه، أومأ يفلتني ويتركه يسحبني بإتجاهه.

"إلى أين تأخذني؟" حركت ذراعي لأبتعد عنه لكنه فقط كان ينظر إلى الثلاثة مع جوني.

الثالث ذا الشعر الأسود تبعنا بنظره يتحدث "إذا أنت تتشاركها"

الكلمات جعلت سيث يضحك، عيونه مثبتة على هانتر الذي تجاهله يأخذ سترتي ويضعها على ذراعاي.

"ما اسمك؟" سيث رمى كلماته ناحية هانتر، الذي كان ما يزال مركزا معي ويتجاهله بالكامل.

"لا دخل له" جوني ضغط على كلماته في حين سيث ابتسم، ما يزال لا يبعد بصره عن هانتر، يكرر "هل تحمل اسم فتاة؟"

"هل تقصد ان كنت احمل اسما يشبه خاصتك؟" هانتر رد بسخرية ينحني ويغلق السترة لأجلي، بينما أدرت عنقي أرى النظرة الحادة على وجه سيث، الذي اندفع ناحيته قبل أن يقف جوني في وجهه يضع يده على صدره ويهتف بصوت مضغوط "قلت لك لا دخل له"

هانتر رفع رأسه وهذه المرة أعينه انعقدت بخاصة سيث، يبتسم بسخرية "هل تشعرين بالغضب؟ سيدتي؟"

"اخرس" جوني هتفه بحدة وهانتر شكل قبضته يلوي شفاهه.

الأشقر اقترب منه، يجذبه من مقدمة سترته ويهمس أمامه بصوت حاد "هانتر ريدكاي"

"ابتعد هانتر، لا دخل لك" جوني صرّ على الحروف لكنه كان عنيدا، يبتسم أمام الأشقر ويتك لسانه بسخرية "نعم إنه هانتر ريدكاي، لا تتبول في سروالك"

"تظن نفسك ظريفا؟" الأشقر ضحك يرفع قبضته ليوجهها ناحيته لكنه تخطاها يقف خلفه ويدفع ظهره ليسير للأمام.

اوه هانتر!

الأنظار أصبحت علينا وبعض الأشخاص تجمعوا حولنا لا يفوتون متعة المشاهدة، في حين قلبي كان يخفق.

"خذهم وارحل سيث، سأدفع لك بعد أسبوع" جوني تحدث إليه، ونبرته كانت أشبه بطلب،....ترجي.

"ثلاثة أيام" سيث قال بهدوء قاتل، عيونه على هانتر وذراعيه على صدره في عقدة قوية.

تابع "هانتر ريدكاي، سأحرص على عدم نسيان هذا الإسم"

"من الأفضل حفظ أسماء الأسياد" هانتر عبر بسخرية وسمعت زفرة جوني القوية.

توقعت أن يتخذ سيث أي رد فعل، لكنه فقط تراجع مع رفاقه يبتعدون عن المكان.

يركبون سيارة جي كلاس سوداء متوقفة على مقربة وانطلقوا مبتعدين.

"مالذي تظن نفسك فاعلا؟" جوني اندفع ناحية هانتر يسحبه من أكمامه، ويهتف أمام وجهه "هل تعتقد أننا نلعب هنا؟"

"لقد كنتُ أساعدكما" هانتر عبر بهدوء، نظراته ارتمت علي لوهلة، سرعان ما عادت الى جوني، يتابع "لقد سببت له بعض التشويش، كان ليمزق ملابسها هنا وأمام الجميع ورغما عن أنفك أيضا، ألم يكن يريد فعل ذلك رغما عنك؟"

شعرت بالحرارة ترتفع في وجهي حينما قال تلك الكلمات.

جوني أفلته يجعله يعود خطوتين للوراء، يزفر ويمرر يده في خصلاته "لكنك أصبحت أحد اهتماماته"

"لستُ خائفا" هانتر هز كتفيه، يبتسم وينظر إلى سيتشو الذي انضم لنا للتو "لا شيء لنخاف منه"

جوني ظل صامتا واقتربت منه، اسير ناحيته وأضع يدي على ذراعه، اتمتم بخفوت "من هؤلاء؟"

"اصدقاء" تك لسانه بسخرية ورمشتُ أحاول فهم ما يحاول قوله، لكني لم أعرف.

"الأسود جميل أيضا، رغم أني طلبت الأحمر" هانتر رمى كلماته بإبتسامة، يسير ناحيتنا أنا وجوني، هو أعطاه نظرة هادئة يتابع "ٱتركها معي واذهب لحلّ المشكلة"

جوني رمش ينظر إليه، وهانتر أومأ يتابع "تعرف أين هم ذاهبون، وعلى الأرجح يجب أن تتحدث معهم الليلة، لا بأس كلوفر ستبقى معي"

"ماذا؟" فرقت شفاهي لا أفهم مالذي يحصل، لكن جوني فقط أومأ ينظر إلي ويبتسم برفق "البقاء مع هانتر أم العودة للمنزل؟ أنا حقا آسف"

"سأبقى" قلت ذلك بخفة وانزعاج أشعر بنظرة الرضا التي يرميني بها هانتر، ثم بعدها فقط ودعني جوني ورحل يقود الكامارو خاصته بعيدا عن المكان.

يتركني مع هانتر، واللعنة هانتر.

"مالذي يحصل؟" طرحت سؤالي عليه وهو سحبني يتجاهلني، يسير للأمام "تريدين التسابق؟"

"ماذا؟" رمشت أنظر إلى ظهره أمامي، هانتر أدار عنقه يحدجني من فوق كتفه، يغمزني ويرمي المفاتيح لي في يدي "سأراهن عليكِ، ومن الأفضل أن تجعليني أفوز بالمال اللعين"

"لا يمكنك فقط––" قاطعني يضحك بطريقة مزيفة "اوه يمكنني"

اللعنة!

_

يتبع..

رايكم؟

كلوفر؟

هانتر؟

جوني؟

والدتها؟ اوبري وايلز؟ يب حبيبة آدم السابقة.

أفضل مشهد؟

توقعات؟

-

See you ✨

Continue Reading

You'll Also Like

202K 10.6K 66
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
ROBOT By Ü

Fanfiction

28.8K 2.6K 18
. لو أن الروبوتات نَطقتْ لصاحت -أطفِئوني- . ابتدت 10\3\2018 انتهت 21\8\2021 الساعة 10:10
34.1K 1.4K 18
ارتشف دمائي ،روحي ...خُذ كل شيء ودعني العب بك كالدميه في النهايه فأنا الملكه هنا والجميع خاضع لي "عَنِدما يجوب الليلُ مُحتلاً سمائنا ستستمتع بصوت ع...
1.2K 306 17
المُـوبِقُ هُوَ الحَـاجِزُ العظِيمْ المُستحِيل لوقُوع شَئ. حَاجِرْ دِينِيْ، عقَائِدِي، إجتِماعِيْ، ثقَافِيْ وَ فكْرِي هـوَ ماسَيجعَـل إجتمَاع شَخصَان...