𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠

By kostov_writer

14.5K 780 7.4K

-" welcome to VantaBlack" -" مرحبََا بكَ في ڤانتَا بلَاك " -" If you wanna live, you should die first " -" إ... More

intro
01
02
03
04
05
06
07
08
09
10
11
12
13
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29

14

172 16 230
By kostov_writer

' YANG '

' اليانغ '

-

أغنية الفصل -

Daddy issues the neighborhood

" لَم يدَعها تحيى و لم يقتلْها ، تاركًا إيّاها في العدَم مُعلّقَة ! "

ارتدَت ردَاء نومِها البُنِي ذُو القمَاش الحرِيري لِتضعَ أقدامَها بدَاخل نعلِها الرّيشِي الذي كان بجانب السّرير المَلكي الذِي بِغرفتها ثُم راحَت إلى الشّرفة تطل منها ،أخذَت لمرضِها يومَ إجازَة من العمَل لترتاح قليلًا و لكن يبدو بأن ذلكَ لم يحدُث ، فالسّاعَة لم تدُق عقاربَ السّابعَة صبَاحا إلا أنّهَا اسْتيقَظت جَراء ذلكَ الضّجِيج الذِي اخترقَ طبلَة أذنَيها .

شَاهدت تلكَ الشّاحنَة الكبيرَة المركُونة في بَاحَة المنزِل بينما ؤلئك العمّال يُخرجونَ الأثاث منها ليضعونهَا أرضا ، دحرَجت عيونها هنا وهناك حول المكان لِتحطّ بِها على تلكَ المرأَة و هِي تنظر إليها بينما بسمَة متكلفَة تخترق ثَغَرها.

عادت دوريس أدراجَها إلى غرفتهَا الواسِعة لتحملَ ردَاء حمّامها المعلق ثم دَخلت ذلك الباب الذِي في زاويَة غرفتها ، كروتين يومِي هي ستأخذُ حمّامًا دافئا ثُم سترتدي ملابسَها لتخرجَ من المنزل و بما أن المرض قَد هاجمَ جسدها اليوم ، قررت عدَم الخرُوج و البقَاء هنَا.

بعدمَا أنهَت حمّامهَا قامت بـإرتداء ملابسِِ عادِيّة ، بنطَال جِينز فَضفَاض مَع بَلوزَة قماشِية بيضَاء اللّون و سترَة صوفيّة بنفسَجيّة فوقَها لِتأخذَ حذاءها الريَاضي من مارْكَة نايك بعدَها مرتدَية إيّاه ثم سرّحت شَعرها على شكل كَعكَة سُفلِية مُبعثرَة.
أخذَت هاتفَها بَين يدِها لتحطّ بأقدامِها خارِجَ الغرفَة فَنزلت تلكَ السّلالِم بِهدوء ، تَتجه إلى حديقَة منزلها و بالذّات ناحيَة تلك الأرجوحَة المعلقَة وسط أزهارِها التِي تقوم بالإعتناء بها دائما لحبّها لها.

فَتحَت هاتفَها لِتردّ على رسالَة صدِيقتها نِيكي التي تركتها لها البارحَة ليلا و لم يَكن محتوَاها سوى

- سنخرج لنسهر مع الأصدقاء ، ما رأيكِ بالقدوم يا عزِيزتي الكسُولة؟ -

- صَباح الخير ، نمتُ ليلة أمسِِ فالتّعبُ قَذ زارَ جسَدي و ها أنا ذي  لم أذهب للعمَل اليوم ! لنخرج فِي يومٍ آخر يا فتاة -

رمَت ذلكَ الهاتف بجَانبها لتأرجِح نفسَها بأقدامِها بينما ترمقُ تلكَ المرأة القادمَة نحوَها ، بِوجهِِ مُكشّر كالعادَة هي وقَفت قُبالتها ثم نطَقت آمرَة لها -" مالذِي تفعلينه هنا ؟ هيّا قِفي و ساعدِي العمَال بنقْل الآثاثِ إلى داخل المنزِل !"
حرّكَت إبنَة هِيل حاجبَها الأيسَر عاليًا لِتقَهقه مُجيبَة بنبرَة كلّها سُخريّة -" و لماذا يجبُ علي فعلُ ذلك ؟ إنهَا آثاثُك يا أيتهَا السّيدَة و ليسَت لِي ! فاذْهبِي أنتِ و ساعدِيهم !"
صَاحَت تلكَ المرأة بِوجهْها ، خَاطيَة إلى الأمَام بأقدامها -" كَيفَ لكِ أن تتحدّثي معي هكذا يا قَليلة الإحترام ؟ أوه ، تريدِينني أن أخبرَ فيلكس برفضِك لأوامري و عدم تنفيذِكِ لها ؟ "
شَخرَت المريضَة لِتمدّدَ جسدَها تحتَ أنظارِ المرأة الغاضبَة ثم رفَعت أكتافها دلالة على عدَم مبُالاتها و بِصوتِِ كلّه ثقَة، تلفّظت كلمَاتها -" بالتأكِيد ستفعلِين ذلك ! أوليسَ حبيبُ قلبكِ ، زوجُك العنيف دائما ما كان خلفَ ظهرك ؟ إلهِي حتى في منزلِي لا تُوجد للراحَة عنوَان معكِ يا جورجينَا "

تلكَ المرأة قَد ثارَت غضبًا حينما نسَبت إبنَة زوجها هذا المنزل أو بالأخَص هذا القصر إلى نفسها فمَكثت تتحدّث ضاغطَة على أسنانها لِشدّة إنزعاجها -" منزِلكِ ؟ منذُ متى و هو كذلِك يا أيتها الحقيرَة؟ إن أملَاكَ والدُك أملاكِي أما أنتِ فجهنّم مصيرُك، وغدَة صغيرَة"
هَمهمَت دوريس تحتَ أنفَاسها لتهزّ رأسها بإيمَاءات خفيفَة ، تستهزُء بهذه الشّمطاء التي تقفَ أمامها -" همم ، نعم ، نعم، كلّ شيء لكِ يا جورجِي ، حتى سَيّارتي ملكٌ لكِ ، أوه ؟ أنا ، جيكوب ، كذلك نخصّك "

إستقامَت من تلكَ الأرجوحَة لِتقفَ قُبالَة زَوجَة والدِها ثُم أشارَت لها بِيدها ساخرَة -" هيّا ابتعدِي يا جورجِي الغاضِبة "
تَجمّدت فِي مكانها كَمُكرِِ منها بِغرضِ عدم الإبتعاد عن طريقهَا ، تحاولُ إستفزاز تلكَ الشّابَة التِي فورَما دَفعَت جسدَ جورجينَا بِكل بُرود لِتهم بالرّحيل و بالنّسبة للأخيرَة فقد وقَعت أرضًا مُتظاهرَة بأن تلكَ الدّفعة التي لم تكن للقوّة دخل بها قَد أوقعَتها ، إلتفَتَ جسدُ السّيدة الصّغيرَة هِيل إلى المُمثلَة لتجثو على ركبتيها أمَامها و بِبرود أخرَجت صوتََا هامسًا من حنجرَتها -" بالمُناسبَة يا جورجي المنزلُ لي و معظمُ أملاك زوجُك العزِيز تخصنِي ، بالرّغم من الكرْه الذي أكنّه له و لكن مع الأسف لازلتُ إبنتَه ، أوه ؟ وريثَته الوحيدَة يا أيتها الشّمطاء و بالمناسبَة ابحثِي جيدًا في أوراقِه ستجدِين بأن هذا القصر بالذّات قد كُتبَ على إسمِي ، هممم نسيتُ بأنّكِ لا تَمتلكِين كلمَة مرور الخزْنة التِي تحتوي على كلّ أوراقِه و مالِه "

ثُم استقامَت تنفضُ ذلك الغبارَ الوهمِي عن أكتاف جورجينا التِي تحترقُ غضبًا هنا لتحملَ جسدَها راحلَة ، تاركَة خلفها إمرأة تكادُ ترتكبُ جريمَة بِحق البَشريّة لما قد واجَهتْه في هذِه اللّحظة و ها هي ذي الآن تحاولُ التفكيرَ بخطّة محكمَة لَتطيحَ بإبنَة فِيلكس الحقيرَة بالنّسبة لها.

وَقفَت بِسرعَة لتَأخذَ طريقَها نحوَ الطّابق السّفلي و بالذّات إلى غرفتها التي أغلقت بابها فورَ دخولها ثم أخذت ذلك الهاتف لِتضغطَ على رقمِ زوجهَا بدافع الإتصال بِه.

رَنِين قصير قَد أخذَه إلى أن ردّ عليها بِنبرَة معسولَة ، كلّها حبّ و رقّة -" مرحبا بأجمَل إمرأة في العالم ، صباحُ الخيرِ يا حبِيبتي ، يا مالكَة قلبِي ، كيفَ حالُ نحْلتي ؟"

أبعَدت ذلكَ الهاتفَ عن أذنهَا لتزفرَ الهواء من رئتيهَا ثم قرّبته مرّة أخرى إليها و بِتظاهر أطلقَت العنَان لِشهقاتها المُتواصلَة بينما دموع التّمساح تلك قَد سقطَت من جفنَيها ليتحدّث ذلك الرّجل مرّة أخرى -" مَالذِي يحدُث معكِ يا عزيزتي ؟ لما البكَاء ؟ من أبكَى زُرقَة عيْنَيك ؟"

تحدّثت  جُورجينا باكيَة بكُل قوتها -" لقَد .. لقد طلبتُ .. من .. مِن دوريس أن تخرجَ هايلي للمشْي.. لكنها.. رفضَت قائلة بأنها مشغولة.. ثم دفَعت ، لقد دفعتني فوقعتُ أرضا ، دفعت جسدِي بكلّ قوتها ، أهئ.. لماذا إبنتكَ تكرهني هكذا يا فيلكس ، هايلي المسكينَة.. لم تخرج منذ البارحَة ، الكلاب تحتاج إلى المشي دائما.. أنا مع العمال لهذا لم أستطع.. إخراجها.. قدمِي يؤلمني ..لقد أوقعتني. "

مَكثَت تبكِي بِتظاهر بَينما البسمَة قد شقّت وجهَها الملعون فانتظرَت ردّ زوجها الذي فورما شتمَ إبنته قائلا بأنه قادمٌ بعد قليل ، ليغلقَ الخط في وجهِها أما هي فرمت ذلك الهاتف فوقَ سريرها لتأخذ علبة الماكياج الخاص بها لتباشر بتزييف تلك الكدمات فوقَ جلدِ بشرتها ، ركبتها ، فخذها و كاحلها ، تحاولُ التصنعَ لكسبِ ودّ رجل الأعمال الوَعر الذي دائما ما كان واقفًا في صفها.

°

دخَلت حُجرَتها لتستلقِي فوقَ سريرها ثم أخذت ذلك الكتاب الذي على جنبِ لتواصلَ قراءتَه، لطالما كانت دوريس مُولّعة بالكُتب ، المطالعَة و القراءة ، لطالما أحبّت اكشتافَ كلّ ما هو غريبِِ ، غامضِِ و جدِيد ، لديها شغفُُ لحبّ كلّ هذا و لم تمَل منهم ، بالرغم مِن أنهَا سريعَة الملَل ، تضجرُ من البَشر ، الأماكن و الحياة ، لكنها عكسَ ذلكَ مفتونَة هي بأوراق الكتب و أغلفتها ، مفتونَة بِشخصياتها الخيالِية و رواياتها.

تمْتلك مكتبَة كبيرَة في غرفتها الواسعَة و لم تكتفِي بهذا ، بل قامت بتوسيع مكتبَة القصر التي في الطّابق العُلوي ، تتوسطُ قاعَة الموسيقى و صالَة الريَاضَة ، رغمَ هذا المنزِل الشّاسع بمساحته إلا أنها لم تشعر يوما بأنّه منزلَها ! كثيرا ما شعرَت بأنها لا تنتمِي إلى هنا إلا غرفتها هذه و التي قليلا ما اخترقَ شعور الإنتماء قلبها حينما تكون فيها.

سلسلَة هاري بوتر التي تُحبها و ها هي ذي تعيدُ قراءة كُتبها للمرّة الثانيَة على التّوالي ، أحبّت أحدَاثَها ، أحبّت ذلكَ السّحر الذِي زادَها جمالََا و في الحقيقَة لطالما تساءَلت إن ما كان من السّهل تمثِيل هذِه المَشاهِد وَ تعدِيلها.

.

ذَلك البَاب الذِي دُفعَ بِقسوَة لِيفتحَ تحتَ أنظارِها جعلَها تقفزُ من سَريرها مُنصدمَة مِن ذلكَ الصّوت جراءَ ضربِ الباب عرضَ الحائط ، شَاهدَت والدُها بِوَجهه الخَشن يَدخل الغُرفَة فِي حين يَتقدّم ناحيتَها بَينما تلكَ الشرِيرَة تقفُ خلفَه تتصنّع البكَاء مع بَسمَة خَفيّة تشّق ملامحَ وجهِها .

-" مَالذِي فعلتِه بها ، أيتهَا الحقيرة "

صاحَ بتلكَ النّاضجَة ليَسحبَ جسدَها من فوقِ السّرير فتقعُ أرضا بينما ذلك الكِتاب قَد سقطَ بِجانبِها ، أرَادت المُقاوَمَة فَوقَفت بِعجالَة مِن مَكانهَا ، تحاولُ الهربَ من هذا الرّجل التّعسُّفِي لو لَم يُمسكْها مرّة أخرَى ، يسمُع صوتَها الصّارخ و هِي تطَالبُه بِتركِها ، لَكن هل إهتَم ؟ لم يَفعَل بتَاتًا..

-" دَعني و شأنِي ، مَالذي تفعلُه.. لَن أدخلَ القَبو مرّة أخرى ، أيّها المُستبِد الحَقير ، أكرَهك "

شَتمَته وسطَ جرّها إلى ذلكَ القَبو في حين زَوجَته تمشِي خلفَه بينما تتحدّث بِزيف وَاضح منها -" دع إبنتَك يا عزِيزي ، لقد أخطأت كلانا يعلمُ ذلك و لكن مالذِي تفعله ؟ هذَا العقابُ باتَ روتينًا لها فسَتصبحُ هشّة خائفة و لن تفِيدَك بأي شيء مُستقبلا !"
تَوَقّفَ فِيلكس في مَكانه ثُم إلتفتَ لِنيظرَ صوبَ تلكَ المُزيّفة ، تحدّث بِحبّ معَها و الإبتسامَة لم تُخْفَ عنهَا -" كيفَ لها أن تتجرّأ على رفْع يدِها علَيك ؟ يجبُ معاقبتُها كَي تتأدّب يا حبِيبتي "

رمقَ إبنتَه بِحدّة ثم تابَع جرّها -" امشِي أمامِي أيتُها اللّعينَة "

فَتحَ بَاب ذلكَ القَبو لِيدفعَها إلى الدّاخل ثم أغلَق الباب خلفَه ، يخطو إليها بُِبطئ بينما الأخيرَة عادَت للخَلف راكضَة بجسدِها ، تحاولُ الهرب منه إلا أنّه لا يُوجد مفَرّ من هذَا الظّالم الذي أمامها ، إرتطمَ جسدها بذلكَ الجدَار البارد لِيقفَ قبَالتها ، لم يَعد يفصلُ بينهما إلّا إنش واحد فَأغلقَه بِآخر خطوَة قد خطاها قُربَها ، رفَع يَده الغَليظَة لِيحيطها حولَ عنقِ الشّابة و بِجفَاف رفعَ جسدَها لتخْتنقَ أمامَه بِقلّة حيلَة -" سأنهِي حياتَك إن قمتِ بذَلك مرّة أخرَى ، سأكسرُ يدك و أقطع أصابعَك الرّقيقة هذه أيتهَا السّاقطة "

-" دَ.. عـنـ..ي ، أَنـ ..ـا أ..مــو..ت ، أهئ.. إبـ ـتع..د "

-" آه "

حمَلت يَديها تلك بِصعوبَة لِتضربَ معصَم الخَشن أمامَها ، تحاولُ إيقَافه لِعدم قُدرتها على إلتقاط نقطَة أوكسجين ، أما الأخيرُ فورمَا رمى جسدَها لِيصطدمَ أرضًا فتَئنُ لألمِها .

أطلقَ العنان لكلماته المُعتادَة ، قَبلَ أن يَهُمّ بالرّحِيل من هذَا القَبو -" يومان ، لا أكل ، لا شُرب ، إنجِي إن إستطَعتِ أيتها اللّعينَة " ثُم خرجَ يقفلُ الباب خلفَه بالقفْل كي لا تهرُب.

سَحبَت جسدَها بِصعوبَة إلى تلكَ الزّاويَة ثُم عدّلت نفسها فَاتّكأَت على ذلكَ الحائط الصّلب لتحضنَ ركبتيها إليها ثُم أخرَجت سُعالاً مبْحوحًا نتيجَة خنقِ فيلكس لها .

عيُونَها قَد جفّت فهي لم تبكِي و لن تبكِي ، لربمَا لسَببِِ واحدِِ و هو أنّها قَد اعتادَت على مثل هذه الأمُور ، اعتادَت على ضربِ والدها لها ، الإساءَة لها و حبسِها ، تُحبسُ هنا في هذا القبو أو في تلكَ الغرفَة الباردَة التي في المنزِل.

شَعرَت منذُ مدّة طويلَة بأنّ حياتها قَد سُلبَت ، تَم سلبُ الحيَاة منها ، سُلبَ الموت منها ، سُلبَ كلّ شيء منها ، لا هي حيّة أو مَيِتة.
لَم يدَعها تحيى و لم يقتلْها ، تاركًا إيّاها في العدَم مُعلّقَة !
تحاولُ النّجاة فِي مكان لَيس مكانها ، في منزل لم يعد منزلا لها ، في حياة ليست حياتها ، تريدُ الهرب و لكن حتى الهرب لم يَعد موجودًا في قامُوسِ احتياجَاتها.

سُلبَت منها الحرِيّة و من نحنُ من دون الحُريّة ؟ لقَد خلقنا أحرارًا فكيفَ للبشر أن ينتزِعوا أعزّ ما نملك بعدَ شرفنا منّا ؟ .

وَضعَت كفّيها حولَ وجهِها لِتقوّس شَفتيها لما تشعُر بِه ، ليسَ حزنًا أو حتى كُره بل فَراغ ، تشعرُ بأنّها فارغة ، وحيدَة هي ، لا يُوجد من يُنقذُها ، من ينتشِلُ البؤسَ من قلبِها ، لا يوجدُ من يأخذ اليأس عن عقلِها و تفكيرها ، لقد وقعت في كآبة لم تجد لها حلّا غيرَ الغرقِ فيها أكثر من سابقتهَا.

دُوريس هِيل لم تشعر و كأنها مسجونَة فالمحبُوس يمكنُه الدّراسَة حتى و هو في السّجن ، يمكنُه أن يتمرّن و يلعبَ رياضتَه المفضَلة ، لديه أوقاتَ الأكل و الشّرب .

المَسْجون سُجِن عن أحبّته و عالمِه لكنّه يستطيعُ خلقَ عالمًِا خاصًا به في السّجن أما دوريس هيل فَقد حُبِست عن كلّ شيء و بالرّغم من أنها في العالم الخارجِي إلا أنها ليسَت كذلِك ، كيفَ لها أن تعيشَ بشكلِِ عادي بينما الحُريَة قَد سُلبَت منها ؟ قراراتها قَد تم إنتَاهكُها فَلم تعد تُقرّر ، لم تعد تفَكر و كأنها آلة بَشريَة تقوم بما يأمرها البَشر.

عَدّلَت نفسَها لِتستقِيم بِجسدِها ثم أخذَت طريقَها بِخطوات بطيئة ، تحاول عدم إحداث أي ضجة ، نحو تلك الصّنادِيق اللّوحيّة فأبعدَتها واحدَة تلو الأخرَى لتخرج تلكَ الحقيبَة من أسفلها ، بَسمة مُزخرفَة بِنُورِِ ساطِع قَد وُضعت على ثغرها ، حملتها بين يديها ثم عادت بِخطواتها إلى تلكَ الزّاويَة لتجلسَ القرفصاء بعدَها.

فَتحَت حقيبَة الظّهر التي خبّأتها هنا تحسّبا لحبسها ، فكلّ ما يتم حبسها ستكمل هذه الحقيبة لتملأها مرّة أخرى بعد خروجها فتعود و تُخبِئها في ذلكَ المكان ، في كثير من الأحيان لن يحالفها الحظ فتبقى جائعة و عطشة طوال مدّة حبسها ، فمثلا حينما يُغلق والدها القبو و يأخذ مفاتيحه معه أو حينما يكون في المنزل فيراقبُ كل تصرفاتها لهذا من الصّعب تجاوزَه و القدوم إلى هنا ، أما عن زوجته فأغلب الأحيان دوريس ستنجحُ في أخذ الحقيبة إلى القبو و إخفائها من دون أن تلاحظها .

أخذَت تلكَ القارُورة المملوءة بالمياه المعدنية لتفتحَها ثم إرتشفَت كل ما بداخلها دفعَة واحدَة لترميها أرضا بعدها ، استنَدت بظهرها على الحائط ثم أغمضَت عيناها تحاولُ النّوم ، متأكدَة هي من شيء واحد و هو أن فِيلكس لن يرجعَ إلى القبو حتى تنتهي المهلَة المحدّدة لحبسها .

لم تتساءل عما سيقوله لجايكوب أو حتى نيكي صديقتها و ما هي الحجّة التي سَيقدّمها كعذرِِ عن إختفاء إبنته الوحيدَة في كلّ مرّة لمدّة يومان أو أكثر من دون أن تُجيبَ على هاتفها و اتّصالات معارفهَا ، كالمدرسَة التي تُدَرسُ بها ، في الحقيقة هي لم تهتم بكلّ هذا فالسّيدة واثقَة من أن ذلك الوغد لديه حلُول أي شيء ، كل شيء و سيسعَى جاهدًا ليَظهرَ بصورة حسنَة أمامَ العامَة ، حتى لو بالكذب و الخدَاع.

.

أمامَ تلكَ الجامعَة ركَنت سيَارتَها لِتترَجلَ منها بِخفّة ثم أغلقت بابها لتتقدمَ إلى الدّاخل ، كانت فِي كلّ مرّة تشعرُ فيها بأنها ليست بخير ستأتي إلى هذه الجامعة التِي عاشَت بها أفضلِ أيّامها ، بالرّغم من إساءَة والدها لها و تعنيفها إلا أنها كانت تنسى كلّ همومها في اللحظَة التي تضعُ خطَاها على عتبَه بوابَة هذه الجامعَة.

أخرَجت بطَاقتها لِتريها إلى الحارس الذي فورما سمحَ لها بالدّخول ، أولا فهي دوريس هيل إبنتَة فيلكس هيل و ثانيًا الشّابة قد تخرّجت من هذا المكان فقد درست الأدب لتدخلَ امتحان الأساتذَة فتم قبولها لتُمسي مدرسَة في الإبتدائيّة .

أخذَت طريقَها ناحيَة تلكَ المَكتبَة لِتدخلها بِهدوء ثم أخذَت كِتاب رواية البؤساء لتذهب و تجلس خلفَ تلكَ الرّفوف ثم باشرت بالقراءَة.

بالرغم ما يحدُث معها إلا أن الظّلام لم يُلوّن قلبَها فحتى و إن كانت للكآبَة عنوان في فؤادها ، دائما ما تحاول أن تتجنّبها ، أن تخرجَ من تلك القوقعَة التي تعيشُ فيها ، بُغية عدم الغرق في ظلام دامس يصعبُ الخروج منه بعدهَا.

اليانغ القِوى الفلسفِية المُكمّلة لِليين ، قوَى تحملُ من النّور ما لا يحملُه أي شيء ! معاكسَة لكُل ما يمتلكُه ذلكَ المُظلم ، بالرغم من النقطَة السّوداء التي باليانغ إلا أنه إستطاع  التحكم بِنورِه الذي يحطيه فَغلبَ على كلّ لَيل حاول إنتهاكَك.

كَانت نورًا ساطِعًا يَصعبُ طَمسَه ، إنها اليانغ .

- يتبع -

تعليق و تصويت منكم سَيسعدنِي :)

Continue Reading

You'll Also Like

203 83 4
هّيَ......تٌتٌرآقُصّ عٌلَيَ ألَحًآنِ جّحًيَمًهّ هّوٌ........يَصّنِعٌهّآ لَهّآ بًبًرآعٌهّ . . . _أتٌعٌلَمً شُيَئآ؟! لَقُدٍ طِحًتٌ بًکْلَ مًعٌتٌق...
11.9K 881 26
"شكراً ديانا" "على ماذا؟ انا لا اتذكر اننى فعلت شيئاً!" "لم تفعلى، لكن بسببك، عدت لحياتى القديمة، لأنكى كنتى مصدر شجاعتى"
217K 1.5K 69
انا عملت الكتاب لانو حابة اشارك الناس رائي فالروايات يلي قريتها ومن خلالها فممكن الناس يتعرفو علي روايات يقرائوها
1M 72.6K 55
تدور أحداث القصة حول قصة حقيقية... عن (فتاتين) كان عمل عائلتهما خارج القانون.. تنقلب حياة رنا رأساً على عقب بعد انفصال والديها وتتعرض لعدد من الحوادث...