قل مات عمر

By ArwaMedhat17

168K 20.7K 7.2K

- " أيتها الزهرة الخلابة، يا ذات النظرة الأخاذة، يا من أسرت ذاك القلب بتلك العينان الحسناء، سرقت سطوري الغزلي... More

اقتباس
|المقدمة|
part 1 ( تهديد من مجهول )
part 2 ( احداث ذلك اليوم تطارده )
part 3 ( أين اختفت ؟ )
part 4 ( ماذا تريد من تلك المقابله ؟ )
part 5 ( شخص اجري تعديلا في عداد عمره للتو )
part 6 ( هل أخذ بثأره بهذه السرعه ؟ )
part 7 ( هل ينوي الشجار ؟ )
part 8 ( علمَتْ بكل شئ )
part 9 ( أفسدت كل شيء !! )
part 10 ( اتضح القاتل )
part 11 ( السلاح أمام رأسه )
part 12 ( انفاس خلف رأسه )
part 13 ( فقِأَت عينه ! )
part 14 ( ما سبب تلك الزيارة )
part 15 ( مكالمة طارئة !!)
part 16 ( يعقوب )
part 17 ( خاتم خطبة )
part 18 ( قل مات عمر )
part 19 ( الأمر يخص عمر )
part 20 ( عُلم القاتل !)
part 21 ( اختُطِفت )
part 22 ( أصيب بنوبة ما )
part 23 ( رحيق )
part 24 ( صرخة كشفت الأمر )
part 25 ( الشرطة تقتحم المكان ! )
part 26 ( صديق قديم يدعى رائف )
part 27 ( من ذاك ؟ )
part 28 ( اول لقاء )
part 29 ( عمر )
part 30 ( دليل إدانة للقاتل )
part 31 ( جاسوس في الكوخ )
part 32 ( عمل في القرية )
part 33 ( مفاجأة قلبت الموازين )
part 34 ( لكَ إرث من الراحلين )
part 35 ( ! اختطاف مجددًا )
part 36 ( !!حادث سير )
part 37 ( هكذا تنتقم بجد )
part 38 ( زائر غير متوقع )
part 39 ( ربما مات )
part 40 ( قراءة فاتحة و ربما زواج )
part 41 ( ضيف منتصف الليل )
part 42 ( سُكينة.. شقيقته من أمريكا )
part 43 ( قرار مصيري )
part 44 ( البحث عن أوراق هامة )
part 45 ( ضربه أفقدته وعيه )
part 46 ( عادت سكينة )
part 47 ( خطبة و عقد قران )
part 48 ( منوم )
part 50 ( فريسة و صياد )
part 51 ( كنت ع الثبات و هزتني )
حاجة مهمة جدا
part 52 ( صدمته سيارة )
part 53 ( صفير ينذر بالموت )
part 54 ( اختطفت مجددًا )
part 55 و الأخير من الجزء الأول
•• حلقة خاصة ••
قصاصات من الكواليس ١
قصاصات من الكواليس ٢
قصاصات من الكواليس ٣
|| محارب الجنوب ||
هام / يخص الجزء الثاني ❤️
استفتاء صغير
part 1 season 2 | بونص |
احممم
part 2 season 2 | ربما خِطبة |
معرض الكتاب
part 3 season 2 | لِقاء السحاب |
part 4 season 2 | صدام عنيف |
part 5 season 2 | أحمق جديد يتقدم الساحة |
part 6 season 2 |فتى و فتاة وُجِدَا في الحادثة |
part 7 season 2 | مصاب مجهول الهوية|
part 8 season 2 | فاقد للذاكرة |
part 9 season 2 | يهذي بحبها |
....

part 49 ( أعيرة نارية تتبعهم )

1.5K 308 84
By ArwaMedhat17

بسم الله الرحمن الرحيم

" قد لا نملك الخيار أحيانًا، فإما أن نضحي بإحدانا، أو أن يموت كلانا "
- اروى مدحت
*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

مرت أيام عدة كان فيها " يونس " يعطي المنوم لـ" مالك " بانتظام، لم يكن يدري ما المادة التي صنع منها هذا المشروب حتى! فقط طلب من صيدلي في ( بني سويف )  منوم و لم يرَ حتى أضراره على غلاف العلبة

وضع " يونس " المنوم في الطعام كعادته و ذهب ليضعه أمام " مالك " الذي استيقظ منذ ساعة بهدوء

وضع " يونس " الاطباق أمامه دون أن ينطق، نطق " مالك " بهدوء :
- انت بتحطلي اي في الاكل يا يونس؟

قال " يونس " بعدما تنهد :
- هكون بحطلك اي يعني.. ما انت سليم اهو! لو بحطلك حاجة كانت أثرت فيك

قال " مالك " بينما يحرك رأسه بألم :
- يونس أنا بقى يجيلي صداع غريب، و بحس بدوخة، و اول ما اقوم مش بعرف عدا كام ساعة أو احنا في الصبح ولا في الليل حتى، بحس اني اترميت و نمت لوقت طويل! انطق يا يونس و انا مش هأذيك

قال " يونس " دون أن يظهر على وجهه أي تعابير :
- اولاً مش بحطلك حاجة.. هكون بحطلك اي يعني.. مخدرات؟ ولنفرض.. هعمل كدا ليه؟ أنا ما بحطش حاجة زي ما قولت، كل اكلك عشان ورايا مشوار

قال " مالك '' و قد شعر بذلك الألم في رأسه و الذي يراوده منذ يومين :
- يونس، هنفضل كدا لحد امتى؟ من حقي افهم!

قال " يونس " :
- لو فكيتك انت عارف كويس هتعمل فيا اي

قال " مالك " بنبرة ساخرة :
- انت غبي؟ اصل اكيد يعني مش هتفضل حابسني هنا للأبد.. بعدين قولت اني مش هعمل حاجة! أنا لسة ما فقدتش اعصابي عليك.. فكني و انا مش هعملك حاجة، و ياريت تعمل كدا قبل ما اغير رأيي!

تنهد " يونس " ثم قال و قد نهض ليرحل :
- ماشي.. دلوقتي هروح مشوار و ارجعلك تاني.. المية جنبك لو عوزت تشرب

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

نطق " داوود " :
- عاملة اي؟

قالت " رحيق " بلا مبالاة :
- معلش هشوفك بعدين يا داوود بشتغل دلوقتي

اتخذ أحد الكراسي و جلس قائلًا :
- اوك ماشي.. هخلص شغل في المركز مع أمنية و اعدي عليكي نتفسح تمام؟

قالت باستغراب بعدما تركت القلم من يدها :
- أمنية مين؟

قال " داوود " بعدما نهض و استعد للرحيل :
- الدكتورة اللي شغالة معايا في مركز العلاج الطبيعي.. أنا و هي فاتحينه مع بعض

رفعت " رحيق " إحدى حاجبيها بينما تقول متدعية اللا مبالاة :
- امم.. مقولتليش يعني

قال " داوود " متصنعًا النسيان بدوره :
- تقريبًا نسيت بقى

هزت هي رأسها بينما عادت برأسها للاوراق إشارة منها بانتهاء الحديث، بالفعل اتفق معها " داوود " أن يمر لأخذها في تمام الساعة السادسة و النصف، و أن تترك عملها اليوم باكرًا في المشفى و أن يترك هو المركز باكرًا كذلك

جلست بشرود أمام الأوراق، لم تكن تشعر بالغيرة من أمنية.. لكنها شعرت بشئ غريب لم تعهده من قبل

أبعدت الأمر عن عقلها سريعًا و لم تشأ التفكير في الأمر كثيرًا، لكنها قررت إنهاء العمل باكرًا و الذهاب لـ" داوود " في المركز قبل أن يمر عليها هو

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

تلك الأصوات التي تصدر من الميكرفون بنبرة محترفة أذهلت " أصيل " كثيرًا، قال بعدما سمع تلك النبرة التي تحولت للنبرة الطفولية على الفور عندما بدأت التسجيل :
- تمام اتقبلتي معانا يا أنسة..

نظر على الأوراق ليتذكر اسمها لكن سرعان ما تابعت هي بسعادة لتقول قبله :
- سكر.. اسمي سكر

قال " أصيل " :
- تمام.. تقدري تيجي الشغل من بكرة و تسجلي إحدى الشخصيات الثانوية للفلم و اللي بتظهر في نهايته و ده كبداية ليكي.. خصوصًا إننا قربنا نخلص الفيلم

هزت " سكر " رأسها إيجابًا و خرجت من الغرفة و استعدت للرحيل، نظر " أصيل " خلفه لتقع عيناه على نظرات " حور " الغاضبة، و نظرات " آسيا " التي حاولت أن تخفيها بنظرها للورق الذي أمامها

نطق " داوود " :
- مالك يحور فيه حاجة؟

نظرت " حور " للباب بعدما رحلت الفتاة ناطقة :
- عجبك صوتها اوي هاا!؟

ضحك قائلًا :
- صوتك انتي مظبوط اكتر.. أنا بس حسيته لايق على شخصيات الكرتون اللي هتقدمها بعدين لانه صوت طفولي مش اكتر.. بتغيري من أي انتي بس انتي متتقارنيش على فكرة

قالت " آسيا " بحرج دون أن تبعد نظراتها عن الورق :
- بس عموما الصوت عادي يعني مش مميز

نظر " أصيل " باستغراب فقالت مصححة جملتها بإحراج :
- ده رأيي كواحدة في الفريق يعني مش اكتر..احم..

لم يفهم " أصيل " لمَ قد تغضب " آسيا " أو تغار من الفتاة الجديدة! لذا قال بحرج :
- لا عادي .. انا صراحة مش لاقي حد غيرها و الفيلم هيخلص و هي شكلها طيبة يعني و هتشتغل حلو

نظرات " حور " الحارقة أحاطته فقال بلا فهم :
- فيه اي يا حور؟

قالت " حور " :
- عاجباك؟ أخطبهالك يحبيبي؟ عاجباك؟ هاا.. اي رايك؟

قال " أصيل " متنهدًا :
- لا.. ممكن تهدي!

نظر لـ" آسيا " و تابع حديثه :
- آسيا.. المفروض تصوري دلوقتي

نظرت له بغضب و نهضت دون أن تجيب و دخلت الغرفة، قال بغير فهم :
- مالها دي! لا حول ولا قوة الا بالله

قالت " حور " لـ " أصيل " باستهزاء :
- روح سجل يا.. يا سكر

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

قالت " تالا " مضيقة عينيها :
- يعني انتي تتجوزي و ترمي الهم عليا! انتي عارفة إني مش بعرف اشتغل وحدي الايام دي يا رحيق يعني اي هتسيبيني دلوقتي و الساعة لسة خمسة!

قالت " رحيق " بترجي :
- معلش عشان خاطري.. بعدين مانتي عارفة أننا متخانقين امبارح! سلام بقى يتوتو

قبلتها في جبينها و رحلت ركضًا قبل أن تنطق الاخرى، قالت " تالا " بامتعاض :
- اه يختي.. مانتي تتفسحي و انا اشيل المرار.. والله لاوريكي يا رحيق

أعدت كوبًا من القهوة لتواجه العمل بمفردها حتى المساء، وضعته على الطاولة فوجدت أحدهم قد وقف أمام الطاولة

رفعت رأسها لتجده " معتصم "، نطق بحرج :
- أنا آسف والله دي مش معاكسة بس حرفيا أنا نفسي في كباية قهوة، و مفيش اي كافيهات في البلد، و انا مش بعرف اعملها وحدي.. ممكن اخد الكوباية دي؟

رفعت إحدى حاجبيها لتنطق :
- مش فاضي تشوف حد يعملك و فاضي تيجي المستشفى عشان تاخد واحدة مخصوص؟

قال :
- أنا مش جاي اخد القهوة مخصوص! أنا كنت هنا بتحرى عن موضوع معين من الصبح! أنا شوفتك الصبح اصلا وانتي شوفتيني هتستهبلي

تذكرت بالفعل انها رأته صباحًا مما عكر مزاجها مع بداية اليوم لمجرد رؤيته، أشارت على الكوب لانها لم تشأ التحدث كثيرًا بسبب هذا الاختلاط الذي حدث بينهما مما ضايقها

نطقت دون أن تحيد بنظرها عن اوراقها :
- معتصم باشا.. مينفعش تنطلي كل شوية.. أنا ساكتة و مش راضية اقول لاخويا.. و مش قصدي حاجة على فكرة.. اتفضل

أخذ " معتصم " الكوب و رحل بانزعاج دون أن يجيب.. لم يكن بمقصده أن يتحدث إليها! لولا اعتبار هذا سرقة لكان أخذ الكوب دون أن يتحدث!

كان مذاق الكوب لذيذًا جدًا فجلس يحتسيه و على وجهه انزعاج رهيب.. نطق بامتعاض :
- ياربيي.. ياربي يعني يوم ما تعجبني قهوة حد تكون قهوة المفترية دي..!

نظر للكوب و نطق :
- على فكرة بقى.. طعمه جميل اوي! استغفرك ربي و اتوب اليك.. طب انا مينفعش اجي و اخد منها قهوة.. ده اسمه اختلاط و حرام.. اعمل اي؟ اتجوزها يعني عشان اشرب قهوة حلوة! يا رب!

ذهب ووضع الكوب أمامها و اكتفى بكلمة " شكرا " و رحل

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

كان يمسك بجهاز اللابتوب خاصته في يده كعادته، دخل بعدما طرق باب المكان و لم يجبه أحد، كان الباب مفتوحّا على كل حال

وجدها جالسة تتمرن بصوتها بينما تمسك عدة أوراق بيدها، ينزل حجابها الطويل لتلمس أطرافه الكرسي الذي تجلس عليه، خمار أبيض ملفوف بطريقة لطيفة على فستان وردي فاتح، لا ترتدي حُليًا ولا تضع مكياجًا

حمحم قائلًا :
- أصيل فين؟

رفعت " حور " رأسها عن الاوراق لتجده، " رائف " يقف بهيئته يرتدي تيشيرتًا لبني اللون و بنطالًا ابيض، و بجواره يقف " عمر " و الذي ارتدى قميصًا احمر مقلم بالاسود، و بنطالًا ابيض أيضًا

امتعض وجه " حور " لأنها لا تحب التحدث للغرباء.. لكنها أشارت على إحدى الغرف بسبابتها و عادت بوجهها للاوراق

همس " عمر " لـ " رائف " بغير فهم :
- مالها البت دي؟

قال " رائف " :
- بتكرهني.. حوار كدا هبقى احكيهولك بعدين

هز " عمر " رأسه بعدما شعر أنه رآها في مكان ما من قبل.. دخل إلى الغرفة فوجد " أصيل " يسجل إحدى المقاطع، كان هذا المقطع يتطلب منه الوصول إلى طبقة القرار من صوته لأن الشخصية كانت غليظة نوعًا ما و غاضبة في هذا المقطع

أنهاه " أصيل " بعدها حمحم ونفث الهواء من فمه بتعب، ابتسم عندما رأى " رائف " و " عمر " و اللذان لم يلحظهما عندما كان يسجل، ابتسم ثم صافحهما قائلًا :
- ازيكم؟ عاملين اي؟

اجاب كليهما بالحمد، اتخذ " رائف " كرسيًا ثم قال :
- اقعدوا عاوز اتكلم

جلس كلاً من " أصيل " و " عمر ".. نطق " رائف " :
- بص يا أصيل.. كنت عاوزك تعملي ڤويس اوڤر على مقطع فيديو كدا.. بس بالله بسرعة لاني محتاجه قريب

ابتسم " أصيل " ثم قال :
- اكيد.. عاوزه امتى؟

قال " رائف " :
- النهاردة.. دلوقتي ياريت

قال " أصيل " :
- بس مش هلحق يبني! طب المدة قد اي بتاعة الفيديو؟

قال " رائف " بينما يبحث في هاتفه عن الاسكريبت الذي سيعطيه لـ" أصيل " ليسجله :
- دقيقتين بس

قال " أصيل " :
- طيب ده صغير جدا.. مكنش فيه داعي انك تيجي و تتعب نفسك.. كنت بعته ع الواتس و خلاص يجدع

قال " رائف " :
- عادي طلعت اشم هوا.. و قولت أتمشى أنا و عمر.. مش تبارك لعمر؟ فتح مصنع أدوية

قال " أصيل " بسعادة بالغة بدت على وجهه :
- مبارك عليك يا عمر.. فرحتلك جدا بجد

ابتسم " عمر " ثم قال :
- الله يبارك فيك يا أصيل..

صمتوا جميعًا بينما وجد " رائف " الفيديو الذي كان يبحث عنه، نطق " عمر " في هذه الأثناء :
- هي مين البنت اللي برا اللي مش بتطيق حد؟

وضع " رائف " يده حول فم " عمر " فورًا قائلًا بصوت هامس :
- اسكت الله يخرب بيييتك ده اخوها!

صدم " عمر " بينما سأل " أصيل " :
- فيه اي يجماعة تقصدوا مين؟

قال " رائف " مصححًا :
- مفيش دي بنت ع السلم كانت بتبصلنا بقرف فهو بيسأل

فهم " أصيل " على الفور أنهم يقصدون " حور "، لكنه لم يشأ إحراجهم فهز رأسه إيجابًا مصطنعًا الغباء ثم قال :
- اها.. تمام فين الفيديو؟

اخذ " أصيل " منه الفيديو و قرأ الاسكريبت القصير جيدًا، قرأه " أصيل " على عجل لكن بمثالية، ثم أنهاه

شكره " رائف " بحرارة ثم رحل مع " عمر "

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

وصلت " رحيق " لمركز العلاج الطبيعي الخاص بـ " داوود "، لم يكن من الصعب عليها الوصول إليه بسبب صغر حجم القرية و التي يعرف الجميع بعضهم البعض فيها

كان الباب الخارجي بالطبع مفتوحًا، دخلت و ألقت نظرة على المكان، قامت بفتح إحدى الغرف، كانت تحوى مكتبًا و بعض الاثاث، و لم يكن بداخلها أحد

توجهت إلى غرفة أخرى، فتحت الباب لتجد " داوود " يجلس على مكتبه، و تقف بجوار المكتب فتاة بدت صغيرة في السن.. تمسك بعض الأوراق بيدها.. لكنها بدت قريبة منه جدًا!

نظرت " رحيق " نظرة لا تحوي مشاعرًا ثم ألقت التحية دون أن تظهر تأثرها قائلة :
- السلام عليكم.. أنا قولت اعدي عليك أنا يا دوك

استغرب كلمة ( دوك ) التي قالتها، فهذه كلمة على حد فهمه مستنبطة من كلمة " داوود "، مما يعني أنها تقصد تدليله الآن! لكن يفترض بها أن تشعر بالغيرة لا أن تقف و تتحدث بهدوء و برود!

نطق " داوود " :
- و عليكم السلام.. تعالي اقعدي

أشار لـ" أمنية " و تابع حديثه :
- اتفضلي يا أمنية و نتكلم في موضوع الورق ده بعدين

نظرت له " أمنية " بإزدراء ثم خرجت من الغرفة و تركته مع " رحيق "، نهض من على مكتبه و جلس على الأريكة قائلًا :
- اقعدي

قالت باعتذار :
- معلش مش هقدر.. ما سألتش أصيل لسه أننا نطلع.. ياريت نطلع على طول بلاش نقعد يعني هنا

نهض " داوود " ثم قال :
- تمام.. أنا كدا كدا خلصت.. كان فاضل بس موضوع كدا مع أمنية و خلاص هأجله.. يلا أنا جاهز

لن تردف " رحيق " و اكتفت بهز رأسها و الخروج.. كانت نظرات " أمنية " المقرفة تحاوطها، سألت " رحيق " قبل أن يتبعها " داوود " من الداخل :
- فيه حاجة؟

نظرت لها " أمنية " من أعلى لأسفل ثم قالت :
- أنا اللي مسؤولة هنا عن علاج البالغين.. داوود للاطفال بس

هزت " رحيق " كتفيها بغير فهم ثم قالت :
- أيوة بس انا..

قاطعتها " أمنية " قائلة :
- ياريت متكرريش زيارتك

رفعت " رحيق " إحدى حاجبيها ثم قالت بهدوء و كأن شيئًا لم يحدث :
- و انا اقلل من زياراتي لجوزي في عيادته ليه؟

نطقت " أمنية " بلا فهم :
- جوزك؟ جوزك مين؟

قالت " رحيق " :
- داوود

امتعض وجه " أمنية " أكثر ثم قالت :
- مقاليش .. عموما.. اقعدي استنيه يقفل المكان

نطقت " رحيق " بنبرة باردة :
- هو مش مجبر يقولك اصلا.. اعتقد انك.. زميلته في الشغل مش اكتر.. هاا

خرج " داوود " من الغرفة في تلك اللحظة فانقطع الحديث بين " رحيق " و أمنية "، وضع " داوود " يده على حجابها بامتنان ثم خرجا و تركا " أمنية "

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★*

- والله برغم اني مش في بالي موضوع السواقة.. و مش بستعمل العربية غير كل فين و فين.. بس السواقة متغلاش عليكي يا لب القلب
قالها " داوود " بمزاح، شعرت " رحيق " بالسعادة لتلقيبه لها بـ ( لب القلب ) لكن و برغم هذا نظرت له " رحيق " ببرود قائلة :
- هنروح فين عشان اكلم أصيل؟

لم تعجبه نبرتها في الحديث، لم تكن نبرة محتقنة بالغضب، أو نبرة حزينة أو معاتبة أو حتى نبرة مؤنبة! كانت نبرتها باردة لا تحوي شيئًا من الحدة حتى..!

نطق " داوود " :
- الكوبري اللي برا القرية.. بعدين انا مش هخطفك يبنتي! ليه كل حاجة هكلم أصيل هكلم اصيل؟

نطقت بينما تقلب في هاتفها :
- والدي.. والدي و لازم استشيره في كل خطوة عادي يعني

قال بلا فهم :
- مش هو اخوكي؟

هزت رأسها إيجابًا لكنها اردفت بقولها :
- علميًا اه اخويا.. عمليًا والدي و تاج راسي

ضغطت على زر الاتصال لتتصل به، في هذه الأثناء قال " داوود " :
- طيب يلا.. عمومًا يعني مش شايف فيها حاجة اني افسحك أو نتمشى.. البلد كلها لو شافتنا راكبين عربية فهم عارفين عادي أننا متجوزين ما الخبر انتشر انتي عارفة

هزت رأسها نفيًا بينما تقول :
- الموضوع مش موضوع حد يشوفنا مع بعض.. أنا لو شاكة واحد في المية إن لو حد شافنا مع بعض و احنا بنتمشى مش هيكون عارف أننا متجوزين مش همشي معاك عادي ولا هتفسح.. الموضوع موضوع اني بحب اعرف بابا خطواتي لاني متعودة على كدا

ابتسم " داوود " قائلًا :
- طب اركبي و قوليله في الطريق

صعدت " رحيق " للسيارة دون أن تنطق و ركب هو بجوارها في مقعد السائق، ربطت حزام الامان و كذلك فعل هو، و انطلق بالسيارة

في الطريق هاتفت شقيقها و أخبرته، ثم أغلقت الهاتف و التزمت الصمت طوال الطريق

أوقف " داوود " السيارة فجأة على أحد جانبي الطريق قبل وصولهم لوجهتهم، نطق بتجهم بعدما ترك عجلة القيادة :
- مالك؟

أجابته " رحيق " بنبرتها الهادئة كالعادة :
- ولا حاجة.. وقفت ليه؟

قال " داوود " بترجٍ :
- بصي.. زعلانة مني عاتبيني، كيدتك في حاجة اشتكي.. لكن ما تسكتيش كدا دايما و كأن حاجة محصلتش! مبحبش الهدوء الغريب ده بحس انك ناوية تسميني أو حاجة!

تنهدت بهدوء ثم قالت :
- أنا بحب ما اكبرش الموقف.. لو دايقني بعرف أحله بطرقي و بهدوئي من غير ما اضطر اني ارفع صوتي على اللي يستاهل و لا اللي ميستاهلش

سأل بتلقائية :
- طب و انا أنهي بالنسبة لك؟

أجابت على سؤاله بسؤال :
- انت أصيل أو حور أو تالا؟

هز رأسه نفيًا فقالت :
- اعتقد عرفت انت و بقية الناس تندرجوا تحت قائمة انهي في اللي يستاهلوا و اللي ميستاهلوش

نظرت لعينيه فجأة و ظلت هكذا دون أن تتحرك ثم قالت بحكمة و هدوء :
- هل يصح انك تكون قاعد في مكتبك و فيه بنت قريبة منك حتى لو كان الوضع عادي؟ مجرد أننا واقفة قريب منك في اقل من متر ده عادي بالنسبة لك؟

فهم على الفور أنها تقصد " أمنية " فقال :
- لا

قالت :
- تمام.. اعتقد اني لازم انصحك نصيحة.. بما انك قولت لا.. فياريت تطبق على نفسك اللي انت مش بتوافق بيه.. يعني مش معنى انك رافض المبدأ و شايف أنه غلط.. انك تسمح بيه لنفسك.. و توافق عادي إن دكتور أمنية تقف في مكتبك.. ولا اي؟

لم يجب، وترته عينيها كثيرًا، كان يعتاد منها أن تنظر للطريق أمامها أو تتحدث بينما تشغل يدها بشئ ما كالاوراق أو الهاتف، لكن توجيهها لعينيها لتلتقي بعينيه بهذه الطريقة تجبره على موافقتها في كل ما تقول حتى لو لم يفهم معناه أو مقصده حتى!

قال " داوود " و قد وضع يده على عجلة القيادة دون أن يبعد نظره عن عينيها :
- اتفق معاكي.. لكن مع العلم إن دي اول مرة تحصل.. و مع العلم كمان.. إن أمنية كانت جاية تمضيني على حقها في المكان لانها قررت تمشي منه!

شعرت بالراحة كثيرًا لما سمعته، " أمنية " ستستقيل و تذهب دون أي مجهود منها، و هي التي أرهقت نفسها في التفكير في حل عندما كانت صامتة في السيارة

نطقت بهدوء :
- يكون افضل.. تقدر تتفضل

كانت تقصد بحديثها أن يعود للقيادة لكنه لم يفعل، بل قال :
- متعودتش اتأسف لحد.. بس انا آسف

ابتسمت بصدق هذه المرة و قد لاحظ هو هذا لذا قال :
- طب ما بتضحكيش الضحكة دي ليه دايما بقى! ليه بتضحكي الضحكة الباردة و الصفرا دايما؟

قالت " رحيق " بضحك :
- حرفيا عارف كم المجهود اللي بذلته عشان اتكلم و انا عاملة eye contact قد اي..!

ضحك قائلًا :
- لاحظت.. لاحظت انك مبتعرفيش تبصي في وش حد وانتي بتكلميه .. بس بجد استغربت على كم القوة اللي شوفتها في عينك وانتي بتتكلمي!

قالت بضحك :
- ضهري مسنود يبابا.. أصيل اصلا معلمني اصول الدفاع عن النفس و انا صغيرة.. يعني متعلمة اساسيات كدا اقدر اضرب اي حد بيها.. خاف على نفسك بقى هاا

ضحك قائلًا :
- ده انا اخد حذري بقى!

شغّل السيارة مجددًا ليقود، لكنها قالت قبل أن يفعل :
- بالمناسبة.. مبحبش كلمة لب القلب

رفع إحدى حاجبيه قائلًا :
- ده غزل فصحى.. ده انا فكرت فيه بالعافية!

قالت بضحك :
- غزل فصحى على عيني و على راسي بس شوف غيره

غمز قائلًا بينما يقود :
- ماشي يا لب القلب

*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*★٭*

كان هناك سيارة خلفية تلحقهم، أسرع " داوود " دون أن ينطق، سألت " رحيق " :
- متسرعش في السواقة عشان بخاف

لم يجبها و قد بدأ يسرع أكقر فأكثر و يسلك منعطفات جانبية، سألت بقلق :
- داوود متسرعش! فيه اي؟

رأته ينظر عبر مرآة السيارة أكثر من مرة فنظرت هي بدورها لتجد سيارة أحدهم تلاحقهم، لم تنطق حتى وجدت أعيرة نارية تطلق نحوهم!

قالت بقلق :
- مين دول يا داوود! فيه اي

قال سريعًا ليحاول طمأنتها :
- انزلي تحت عشان متتأذيش.. فيه مسدس في درس العربية اللي قدامك.. لو حصل أي حاجة استعمليه تمام

قالت و قد تسلل القلق أكثر فأكثر الى قلبها :
- مين دول يا داوود انطق!

صرخ قائلًا بعدما وجد أحد الأعيرة قد صُوّب ناحية مرآة السيارة فحطمها :
- بقولك انزلي تحت عشان ما تتأذيش! الرصاصة كانت قريبة منك!

امتثلت لأوامره و نزلت لأسفل على الفور علّها تحتمي، ظلت تحوقل و تدعو الله أن يخلصهما من تلك المصيبة التي حلت عليهم من العدم!

" تضطرنا الأمور أحيانًا أن نضحي بإحدانا، أو أن يموت كلانا!! "

ڤوت بقى عشان والله اتمررت في البارت ده بالذات.. شوية البارت يتحذف! و شوية بدال ما ادوس نسخ ادوس لصق للبارت اللي فات و اضطر بمعاناه اني افضل الاتنين عن بعض.. حرفيا أنا أتمنى متلاقوش الأحداث دي مختلطة و اني مكونش نزلت البارت ده نص بس و نص من اللي قبله!

و بالمناسبة.. البارت ٣٠٠٠ كلمة يعني طويل نوعًا ما 🫡♥️

و أه صح.. بفكر أرجع فقرة المعلومات الدينية في رمضان.. اي رايكم ؟! ♥️ أنا كنت بطلت احطها بسبب اني بقعد ابحث.. و في مرة حطيت معلومة و اتضح أنها غلط مع اني والله كنت جايباها من كتاب.. فمعرفش بقى بخاف اقول حاجة غلط و كدا.. 🥲

دمتم سالمين ♥️✨
 

Continue Reading

You'll Also Like

17.4M 895K 181
حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصب...
17.1K 1.9K 45
أحبت مارثا ذلك الفتى الغامض، أحبت كيف يتمحور حوله كل شيء، ثم يختفي الفتى المدعو بـإدريان في ظروف غامضة. فتبحث مارثا في الأمر وتكتشف أشياء لم تكن تتو...
453K 32.8K 14
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
14.7K 1.8K 8
لكل خطة؛ خطة أخرى بديلة و لكل خطة بديلة، خطة أكثر خبثًا. الخطة ب - رحمة علاء