سريع

By itsmaribanks

872K 73.5K 73.9K

"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل... More

بداية
1- إختطاف
3- ماكر
4- متعجرف
5- بعض الفوضى
6- بوتو والفراشة
7- رِهان
8- عيد الميلاد
9- رعب وتحدّي
10- حفلة مبيت
11- الفوز والخسارة
12- لكنه لم يفقدني
13- المأوى
14- مضمار ريدكاي
15- التسلل للخارج
16- السارقة أم المتسابقة؟
فصل خاص | اللحظة الإستثنائية
17- ضخات الأدرينالين
18- تائهين
19- ليلة بوتو والفراشة
20- لحظة التوهان
21- حصان بري
22- مرايا مكسورة
23- أفكار، مشاعر وحقيقة
فصل خاص | ستنقذني دائما
فصل خاص | ما نريد، ما نستحق
24- إقتناص الفرص والنهوض
25- نعود لنتوه
26- وهِن لكن سريع
فصل خاص | الإنخفاض والإرتفاع
26- نجوم تعرف ولا تعرف طريقها
28- الحكمة من الشيء
29- شكرا
30- رابط يجمعنا
31- ركُب الحياة
32- سافلة
33- سباق المدينة
34- المضمار الشبح
35- إنسجام
36- زهرة الياسمين
37- تحت السطح
38- هانتر ريدكاي وكلوفر سكوت
النهاية | هذه المرة لأجل نفسك.

2- احفظي سري وسأحفظ خاصتك

18.3K 1.4K 557
By itsmaribanks

كلوفر

السيارة توقفت في المضمار وأصوات الحشد كانت قوية، الكثير من الأشخاص والسيارات، عشرات منهم، أضواء المضمار منارة بقوة تضيء المكان بكامله بألوان عديدة وأصوات المحركات مرتفعة تكسر صمت الليل القاتل.

"هيا بنا صديقي" هانتر كان أول من تحدث يبتسم ويفتح باب السيارة من جهته، عيونه كانت عليّ بينما يلتف حول السيارة ويتجه ليفتح الباب لي، حرّك ذقنه يشير لي بالخروج "هيا"

"أنا لن أذهب إلى أي مكان، مالذي تريد مني فعله هنا؟" واجهته بحدة أتحداه للبقاء مكاني، عيونه احتدت ومدّ ذراعه يمسك معصمي ويسحبني بقوة للخارج، يجعلني بذلك أقف حافية القدمين وبقميص نومي فحسب على الاسفلت بينما الهواء البارد يلفح جلدي العاري، ارتجفت أسناني للحظة أرسل له نظرات قاتلة وأحرك ذراعي في الهواء اصرخ بغضب "ما مشكلتك؟ تختطفني لتأتي بي إلى هنا؟ هل جننت؟"

"كلمتين فحسب" أشار بسبابته لي ثم انحنى يردف بهدوء أمام وجهي "سنعيد السباق" أنهى كلامه وعيوني اتسعت أرجع رأسي للوراء وأرمش بعدم فهم، أستوعب تدريجيا مالذي يحصل هنا.

"سيتشو ستموت، اقسم أنك ستموت" أدرتُ عنقي أرى أوديت التي كانت مسحوبة من طرف سيتشو إلى مكان آخر يبتعدان عنا، ابتلعت أرى العيون الكثيرة علينا، الكثير منها، وكلها تراقب هانتر وأنا.

أدرتُ عنقي ببطئ أرمش وعلمتُ بأن السبب ربما هو–––حسنا! لقد تحدثت كثيرا في منصات التواصل الاجتماعي.

"أنا لن أعيد السباق" كتفت ذراعاي أمامي أرفع حاجبي وألوي شفاهي بغيظ منه، أتابع "ستعيدني إلى منزلي الآن وإلا ستكون في مشكلة"

"تريدين العودة إلى المنزل؟" بدى غير مكترثا، يحرك كتفيه ويضع يديه في جيوب بنطاله الضيّق، يبتسم بسخرية ويضيف "سابقيني ويمكنك العودة حينها"

ألا يفهم؟

نفخت خداي أشعر بالبرد يلسع جسدي بسبب ملابسي الخفيفة ثم بكل بساطة قدتُ خطاي مبتعدة عنه ألعن تحت أنفاسي قبل ان أشعر بقبضته القوية على ذراعي فجأة، صوته جاءني بجانب أذني من الخلف "إلى اين تعتقدين أنكِ ذاهبة؟ قلتُ سنتسابق أي سنتسابق، ولنرى حقا من هو الفائز الحقيقي"

"أنا لا أريد مسابقتك" انفجرت به انفض يده عني وأبتعد خطوتين للوراء.

"ستتسابقين" ذلك كان صوت سيتشو الذي ظهر من الخلف فجأة، ودققتُ عنقي أراه بملابسه السوداء، ذراعيه على صدره ويرفع حاجبا لي، أوديت كانت بجانبه واقفة وعلامات السخط واضحة على ملامحها.

أوديت زميلتي في الصّف لذا تقنيا نحن صديقتين.

"أصبحتَ تتخذ قراراتي بدلا عني؟" وجهت نبرتي الغاضبة إلى سيتشو أرى إبتسامة جانبية تتشكل على شفاهه، لكن قبل أن أتحدث او اضيف أية كلمة، تدخلت أوديت في تلك اللحظة تقترب مني وترقبني بنظرة ثاقبة "افعليها كلوفر"

"ماذا؟" عيوني اتسعت واصطكت أسناني أضيف "مالذي تتحدثين عنه؟"

"هو يشعر بالغيرة لأنكِ هزمته في مضماره" قالت ترمي نظرة ساخرة إلى هانتر قبل أن تعيدها ناحيتي تتابع بإبتسامة ماكرة "سيعيد السباق ليهزمك، أظهري له قدراتك"

"باربي محقة" سيتشو تحدث بسخرية وهي إلتفتت ناحيته تحدجه بحدّة "اخرس يا فتى الأنمي! اسمي أوديت"

"ما رأيكِ؟" عادت لتنظر إليّ بإبتسامة حين ارتجف جسدي وعانقت نفسي أحاول بثّ الدفئ بداخلي، هانتر تقدم مني يخلع سترته ويقدمها لي "تفضلي"

"لا تفضلي خاصتي" اوديت تدخلت تبعد يده التي تحمل السترة وتهمّ بخلع خاصتها عندما وضع سيتشو يده على كتفها يديرها ناحيته ويمنعها من ذلك، رمته بغضب في حين بادلها بأخرى محذرة يرفع حاجبه "أنتِ لن تفعلي ذلك"

"ارتديها" هانتر رمى سترته في وجهي بعدم إكتراث، ورائحة عطره ملأت أنفي بكامله أقوم بإبعادها عن وجهي وأطالعه بإنزعاج، لم يبدُ مهتما وسار ناحية سيارته البي ام دابليو البيضاء.

أين كانت هذه السيارة؟ كيف ظهرت فجأة؟

ارتديت السترة الواسعة بسرعة ثم تقدمت ناحيته بأقدام حافية أدفع صدره وأوجه سبابتي له بتحذير "إن فزت أنا بهذا السباق سأصفعك" كلماتي لم تفعل أي شيء سوى رسم إبتسامة مستمتعة على وجهه، يميل رأسه ويعقد ذراعيه على صدره، كتفيه العريضين للأمام تتحرك شفاهه ويتحدث "وإن فزت أنا سأقبّلك"

ماذا؟

افترقت شفاهي أنظر إليه مثل حجر متصنّم، عيوني تراقب حركاته في حين أشعر بوجنتاي تشتعلان، هانتر أمال رأسه للجانب يسألني ببراءة مصطنعة "ما بكِ؟ تشكّين بقدراتك؟"

هل يمزح معي؟ أنا أشكّ بقدراتي؟

ابتسمت بسخرية أعيد خصلاتي للخلف وأحرك رأسي بثقة، أنظر مباشرة في عينيه وأردف ببطئ أضغط على كل كلمة "لقد هزمتك مرة وسأهزمك مرة ثانية"

"سأفوز وسآخذ تلك القبلة" نبرة التحدي كانت واضحة في صوته جعلتني أشعر بشيء يتحرك بشكّ في داخلي، شيء حذِر جدا. هانتر لا يمزح معي.

"حسنا مفاجأة!" حركت يداي أمامي في الهواء أضحك بسخرية "ليس لديّ سيارة وصديقي ليس هنا ليعيرني خاصته"

"خذي خاصتي" سيتشو تحدث خلفي، صوت أنفاسه كان قريبا مني يمدّ يده ويحرك المفاتيح في الهواء أمام وجهي، أضاف بصوت خافت قريب مني "لنرى كيف ستكون قيادتك"

"أعطني المفاتيح اللعينة وابتعد عني" هتفت بحدة ألتقطها منه وأبتعد عنه، أدرتُ عنقي له أرفع حاجبي "قيادتي تغلبت عليكَ المرة الأخيرة، تتذكر؟"

"كانت ضربة حظ" هو قال بهدوء يبتسم لي.

"كلوفر فازت لأنها أفضل منكما وليس بسبب الحظ" تدخلت أوديت في الحديث تشير لكليهما بخضراوتيها، تبتسم لي وتتابع بنبرة ساخرة تبعد نظرها إلى سيتشو "رغم كل ذلك كنتَ سريعا"

"رأيتِ السباق؟" هو قال بصوت متساءل مهتم، وقبل أن يضيف كلمة سمعتُ ضحكات أوديت تضيف بنفس النبرة الساخرة وتقعد ذراعيها على صدرها "لا أصدق أن شخصا يحب الأنمي يقود بهذه الطريقة المجنونة"

كلماتها جعلت سيتشو يلقي نظرة خاطفة على هانتر ثم سار ناحيتها يضع يده على خصرها ويجذبها إليه، شفاهه تحركت بصوت هادئ ماكر "ما رأيكِ أن أريك ماذا يفعل فتى الأنمي أيضا يا باربي؟" أنهى كلماته وأمال رأسه إليها في حين رأيت إحمرار وجهها ولا أعلم بسبب الغضب أم بسبب الإحراج، لكنها فقط احتدت ملامحها ودفعت صدره بعيدا عنها توجه له اصبع محذر "ان اقتربت مني مرة أخرى بهذه الطريقة سأخبر أبي"

"وفري كلماتك" تكّ لسانه يوجه اهتمامه ناحية هانتر "هيا للسباق"

"استعدي" غمزني هانتر يسير إلى سيارته ويتركني أتبع سيتشو حيث سيارته، حينما توقفنا أمامها هو فتح الباب لي يردف بهدوء "سأستمتع برؤية مشهدكِ تقبّلينه"

"في أحلامكما" عبّرت ساخرة أركب السيارة وأصفع الباب ورائي بقوة أقود السيارة حيث خط البداية.

هو واثق من نفسه ولديه مهارة جيدة، لكن يمكنني الفوز، أنا ايضا لدي قدرات.

هيا كلوفر هيا.

__

ملأت أصوات الحشود في مدرجات المشاهدة المكان بأصوات التشجيع والهتاف الموجهة لي ولهانتر، البعض يتراهن على من سيفوز والبعض الآخر متحمس لرؤية من سيفوز، رؤية قدراتي المزعومة.

ضربات قلبي بدأت تتسارع، أقبض على المقود وأملأ رئتاي بالهواء، قدمي الحافية على دواسة الوقود بينما عيناي على الطريق المضاءة أمامي، أشعر بنظرات هانتر من الجانب، يراقبني من سيارته.

تبا لكَ أيها اللعين، سأفوز حتى لو اضطررت للغش.

'لا مشكلة لديّ في أن أكون سافلا بعض الأحيان، عليكِ فعل هذا أيضا كلوفر'

كلمات جوني عادت إلى ذاكرتي وقبضتُ أكثر على المقود، أجل؛ أنا سأغش ان كان على وشك هزيمتي.

الغاية تبرر الوسيلة بعد كل شيء.

"عند سماع الصافرة إنطلقا" شاب ببشرة سمراء داكنة وقف في المنتصف يحمل الراية ذات المربعات البيضاء و السوداء، يبادل بصره بيننا ومضت ثلاث ثواني فحسب هتف فيها الحشد ثم أطلق صوت صافرة حاد تحركت معه عجلات سيارتي بسرعة خاطفة، ضربات قلبي دقت بقوة ولم أنظر خلفي لرؤية أين هي سيارة هانتر؛ كل ما كنت اراه أمامي حينها هو الطريق الذي يبدو كأنه الأبدية.

ضغطت على دواسة الوقود أشعر بإرتجاف معدتي ومرور القشعريرة على جسدي بأكمله.

رميتُ عيناي على المرآة لا أرى أي أثر لسيارة هانتر، هذا جيد–––حتى الآن.

"هيا كلوفر افعليها" همستُ لنفسي أغمض عيناي وأتذكر تدريبات جوني، كلماته وحينما كان يعلّمني الإنسياق عندما أتخطى الحصص من المدرسة.

نعم جوني! جوني كان يعلّمني دائما بأن بقائي هادئة وعدم انتقاص منافسي سيجعلني أفوز.

فتحتُ عيناي بسرعة أبتسم وبقوة أدرت المقود للجانب ألتفّ بالسيارة للجانب بزاوية 180 درجة، أضغط على المكابح قليلا ثم أسير بخط مستقيم حينما تخطيت إلتفافة الطريق.

إبتسامة واسعة ظهرت على شفاهي وشعرتُ معها بالحريّة، فتحت النافذة أسمح للهواء بضرب جوانبي بكاملها، قبل أن أهتف بصوت حماسي "ووه!" زدتُ من سرعتي ولم أفكر بهانتر مطلقا، لم أفكر بوجوده ولا بأني أسابقه كي أثبت له جدارتي.

كنتُ أقود فحسب وأشعر بنفسي تطير بعيدا.

"أراكِ عند خط النهاية" الجملة جعلت عيوني تتسع ودققتُ عنقي للجانب أرى سيارة هانتر تسير بموازاة خاصتي، هو إبتسم لي يرسل لي غمزة ماكرة "إلى اللقاء يا صغيرة" بتلك الكلمات هو تقدم يجعلني أتخلف في الوراء.

اللعنة! لا، مستحيل، هو لن يفوز بهذه السهولة.

ضغطت على أسناني بقوة أزيد سرعتي وألحق به، عيوني على وشك الخروج بسبب نظراتي الحادة الموجهة لمؤخرة سيارته، وكلما حاولت وأوشكت على الوصول إليه هو كان يتخطاني ويعيق طريقي كي يمنعني من الوصول.

"ابتعد عن الطريق أيها الوغد" صرخت أخرج رأسي من النافذة وأضغط على بوق السيارة لكنه لم يقم بأي حركة، بدلا من ذلك إبتسم لي من خلال المرآة واحتدت نظراته يزيد من سرعته ويجعل المسافة بيننا تزداد أكثر.

اوه لا! لا لا لا!

"إلحقي بي وأمسكيني إن استطعتِ" هتف يخرج رأسه لي، صوته المرتفع حمل نبرة ساخرة وشعرتُ معها بأن نار تشتعل في صدري.

أردتُ الفوز، أردتُ أن أفوز هذا السباق ولا يهم أي شيء آخر.

بتلك الفكرة أنا أخذت أنفاسي ولففتُ أصابعي حول المقود جيدا، أكرر في عقلي، سأفوز وهو لن ينتصر. بالطبع لن ينتصر.

ضغطت على دواسات الوقود أزيد سرعتي وأنساق بالسيارة بزاوية 180 درجة مرة أخرى، ألتف لليمين ثم لليسار بالتناوب، أسمع صوت الحشد يصرخ بإعجاب من حركاتي.

هانتر في اللحظة التالية إلتف بزاوية مضاعفة وقام بدورة كاملة قبل أن يتابع قيادته السريعة، وأصبح أبعد مني.

كان عليّ أن افعلها أنا ايضا–––حركته.

جوني فعلها مرتين أو ثلاث أمامي من قبل ولم أكن أجيدها، لكن يجب أن افعلها كي ألحق به.

"حسنا" قلتُ أحبس أنفاسي وأشعر بقلبي يدق ويدق ويدق بقوة عظمى، أغلقتُ عيناي للحظة قبل أن أعيد النظر للأمام، أضيف بنظرات عزيمة "افعليها كلوفر، افعليها أيتها السافلة"

فلنفعلها.

أغمضت عيناي أضغط عليهما وبقوة أنا إلتففت بالسيارة أحرك عصا ناقل الحركة وأزيد سرعتي وقوة الدفع، أشعر بالدماء تجري وتضخ في عروقي، حرارتي ترتفع وقلبي على وشك التوقف؛ السيارة بدأت تدور وتدور ويداي تعرقتا أقبض على المقود وأحاول السيطرة عليها

"اوه لا" صرختُ بحدة أفتح عيناي بإتساع وأرى كل شيء يدور حولي، كل شيء حرفيا.

ابتلعت أشعر بالدوران، وحاولت بكل جهدي إيقاف إنسياقي، لعنتُ نفسي آلاف المرات على القرار المتهور لكن لم يكن هناك شيء ليوقفني الآن.

"توقفي أيتها العاهرة المعدنية" صرخت أضرب المقود الذي يدور بين يداي وأشعر بأنفاسي تسحب مني.

أين أنا جوني؟ اين أنت لتنقذني؟

سأموت، أنا حتما سأموت.

السيارة لم تتوقف وبدأت افقد السيطرة عليها، تماما مثلما حصل في المرة السابقة، ثم عيناي اتسعتا لفكرة أدركتها للتو.

هانتر أوقف سيارتي المرة السابقة.

سأوقفها إذا–––

بسرعة أحكمت إمساكي بعجلة القيادة ألتف للجانب خارج الطريق وضغطت على بوق السيارة الذي صدح بقوة بينما أرى السيارة تتقدم نحو مدرجات المشاهدة، الحشد في المقاعد الأولى فزعوا وبدأوا يركضون مبتعدين للأعلى بينما سيارتي اندفعت، أشعر بالفزع مما سيحصل. أغمضتُ عيناي أشد إمساكي بالمقود في محاولة لتقديم مؤخرة السيارة قبل المقدمة وقد فعلتها بأعجوبة، رأيتُ سيارة هانتر تتقدم للأمام وأغمضتُ عيناي أستعد لما هو قادم، ثم في اللحظة التالية كل شيء حصل بسرعة؛ اصطدمت مؤخرة السيارة بالسور الفاصل بين طريق المضمار والمدرج مسببة صوتا حادا، وبقوة عظيمة كسرته اندفع إلى المقاعد الأولى التي فرغت أسمع صراخ الحشود المتجمعة، رأسي ضرب المقود بقوة وشعرتُ بكل شيء يدور حولي، قلبي كاد يتوقف ولم أتحمل رؤية أي شيء، كل شيء بي كان يؤلمني لذا وضعت رأسي على المقود أحاول تهدئة نفسي لكن لم أكن لأستطيع فعلها.

أصوات الضجيج والهلع ارتفعت في المكان ثم من دون أن أدرك وجدت الباب يفتح وقبضة قوية تمسك بي بينما اليد الأخرى تفتح حزام الأمان لأجلي.

"هل جننتِ؟ مالذي تظنين نفسك فاعلة؟" هتف هانتر بي يجذبني لأقف أمامه، الهواء ضربني وكنت أتعرق بشدة، صدري يعلو ويهبط ونظرتُ إليه بحدة "لا شأن لكَ"

"تريدين الموت؟" بدى غاضبا يبادل بصره بيني وبين السيارة المصابة في الخلف، هو تابع بحدة "ٱنظري لما فعلتِه"

"انت أجبرتني على التسابق" صرخت بالمقابل وشعرتُ بدوار، ترنحتُ في وقفتي وهو وضع يده خلف خصري يحكم جسدي ويمنعني من فقدان توازني؛ رفعتُ بصري إليه أرى نظراته القاتمة الموجهة لي، ابتلعت؛ لقد كان قريبا مني، قريبا جدا.

"دعني وشأني" قلتُ بهدوء أضع يداي على صدره أشعر بصلابته تحت التيشرت خاصته، دفعته برفق أخفض بصري أمامي، لكنه لم يتحرك رغم ذلك، ظلّ صامتا وواقفا في مكانه، يجعلني بذلك أرفع بصري إليه، أبتلع وأرمش "قلتُ––"

قاطعني "لقد خسرتِ" بكلماته تلك عيوني اتسعت قليلا ورميت نظرة خاطفة للخلف حيث كانت سيارته متوقفة بالقرب منا، بابها مفتوح ويبدو أنه نزل على عجالة حينما جاء إلي، زممتُ شفاهي أنطق بهدوء "يجب أن تكون عند خط النهاية"

"محاولة جيدة للهرب" عبّر بإبتسامة ساخرة ورفعت عيناي لملاقاة خاصته البنية الفاتحة، إبتسامته منحتهما لمعانا خاصا، حين تابع "خسرتِ"

"هذا ليس––" قبل أن أتابع جملتي هو قاطعني بوضع شفاهه على خاصتي في قبلة سريعة أشعرتني بملمسه الناعم، ابتعد بعد ذلك قليلا يتحدث بهمس "هذا لأني إنتصرت" صمت يعيد لصق شفاهه بخاصتي في قبلة أخرى أقوى من سابقتها  يضغط على خصري ويجعلني أصطدم بصدره.

لحظات ثم فصلها يضيف "وهذا لأنكِ سببتِ الفوضى في مضماري" ضربات قلبي تسارعت بقوة أشعر بكل شيء يتوقف فجأة، أنفاسه كانت قريبة مني ولم أعد أفصل بين الواقع والخيال، جسده ضد خاصتي ويده تحكم خصري، الأصوات بدأت تقترب وحاولت الإبتعاد عنه لكنه لم يفلتني، أضاف بدلا من ذلك "أما السيارة ستدفعين ثمنها لاحقا"

"ماذا؟" رميتُ سؤالي بذهول وهو أفلتني يسمح لي بأخذ أنفاسي المنحبسة، اقترب الحشد والنظرات كانت علينا وقبل أن أدرك حتى، سيتشو نزل من أحد السيارات التي اقتربت وركض ناحيتنا يطالع السيارة المحطمة.

"مالذي فعلتِه؟" رفع حاجبه يبادل بصره بيني وبين السيارة، ظلّ محافظا على هدوءه ولم يبدُ عليه أي ردّ فعل مما جعلني أشعر ببعض القلق منه.

دائما هادئ، دائما خطير.

"سأدفع ثمنها" دافعت عن نفسي ورأيت إبتسامة ساخرة تتشكل على شفاهه يقترب مني ويقف أمامي "اوه حقا؟ كيف؟"

"امنحني بعض الوقت" حاولت التبرير وفكرتُ بأنه يجب عليّ إخبار جوني بمشكلتي، اللعنة عليّ وعلى هانتر ريدكاي وعلى الجميع.

"تيك توك" أشار إلى معصمه كدلالة على الساعة وطرطق لسانه يسخر مني "وقتك انتهى بالفعل"

"كلوفر" أوديت ظهرت تسير ناحيتي وتنظر إلى جبيني، افترقت شفاهها تضع يدها على المكان وشهقت بخفة "لقد أصبتِ"

"إنه لا شيء" هسهسة خافتة تسللت من شفتاي أضع يدي حيث ضغطت، نظرت إلى أصابعي أرى السائل الأحمر––دم.

"تعالي معي" هانتر تحدث يضع قبضته على معصمي ويجذبني خلفه دون انتظار أي ردّ مني حتى، إلتفتّ للخلف بينما جسدي مسحوب للأمام وراءه، أوديت ظلت واقفة مكانها تراقبني دون إعتراض بينما سيتشو عقد ذراعيه على صدره ينظر إليّ بطريقة الشيطان المحذّر، أخرج لسانه يمرر يده على عنقه بمعنى أنه سينحر عنقي وإبتلعت أعاود النظر للأمام وأشعر بقدماي تؤلمانني بسبب عدم ارتدائي للحذاء.

"أين تأخذني؟" سألته بخليط من الإمتعاض والاستنكار في حين هو دفعني بخفة إلى سيارته يغلق الباب ورائي بقوّة، إلتف حول السيارة وركب بجانبي يستعد للقيادة، صوته خرج هادئا حينما تحدث "لحسن الحظ أنك لم تدمري سيارة أبي"

سيارة آدم؟

هانتر تابع "إليكِ الصفقة" قال كلماته وأدار عنقه إليّ بإبتسامة "لن تخبري أي أحد بأني إختطفتك وبالمقابل سأبقي أمر تسللكِ من المنزل سرا"

تسللي من المنزل؟ كيف عرف ذلك؟

"أنا لم أتسلل" نظرتُ إليه بترقب أرى إبتسامته المستهزئة "ظريف جدا" توقف للحظات يضيف بجدية "احفظي سري وسأحفظ خاصتك"

"لقد قبّلتني دون ارادتي، هذا أمر لا يمكن السكوت عنه" عقدت ذراعاي أحدجه بعدم رضا في حين أمال رأسه للجانب يرفع حاجبه لي "هل تحرشتُ بكِ؟ هذا كان الاتفاق وكنتِ لتصفعيني إن فزتِ، هل أنا مخطئ؟"

"مرتين" ضغطتُ على كل حرف أضيّق عيناي في حسن اتسعت إبتسامته يجذب هاتفه من جيب بنطاله ويردّ "وما زال هناك الكثير، سجلي رقمك" فتح هاتفه ومده لي يضعه في حضني، خفضت بصري أنظر إليه ثم عقدتُ حاجباي بإستنكار "رقمي؟"

"إلا إن كنتِ تريدين دفع ثمن السيارة الباهض من جيبك" لوى شفاهه وخاصتي افترقت بعدم فهم، نطقت بإستجواب "مالذي من المفترض أن يعنيه هذا؟"

"يعني أني حينما أتصل وأخبركِ أني قادم لإصطحابك أنتِ لن ترفضي" غمزني في نهاية كلامه وشعرتُ بالدماء تغلي تحت بشرتي، تحدثت بصوت محتقن "أين تصطحبني؟"

"لبعض الأماكن" هز كتفيه يبتسم بلا مبالاة، يضيف بعد وهلة "نظّفي أفكارك الملوثة، أنتِ لن تدفعي ثمن السيارة بجسدك لذا استرخي"

"تبا لك" شعرتُ بإحمرار وجهي بإحراج، أما هو أشار بعينيه إلى هاتفه في حضني "رقمك"

بتلك الكلمات أنا فعلت ما طلبه ورميته بلا مبالاة إليه أدحرج عيناي "أعدني إلى المنزل قبل أن يأتي الصباح وتكتشف أمي أمر غيابي"

"بكل سرور" قال ذلك ثم قاد مبتعدا.

شعرتُ بأني على وشك الصراخ والخروج من جسدي، اللعنة! سأخبر جوني غدا بكل شيء وسأطلب مساعدته.

هذا الهانتر ريدكاي شخص لا يجب أن يكون في حياتي.

"هل ستكون أوديت بخير؟" رميت سؤالي وعيوني تطل من النافذة أسمع رده الهادئ بينما يقود بذراع واحدة "طالما هي مع سيتشو ستكون بخير"

لماذا سيتشو؟

"سيتشو لن يؤذيها" أضاف هانتر يجيب عن تساؤلي الذي لم أنطقه حتى وأنا إلتزمت الصمت أومئ له بخفة وأطلق تنهيدة ثقيلة.

الساعة كانت الرابعة صباحا تقريبا، أعلم بأني سأكون في مشكلة كبيرة مع أمي.

__

يتبع...

وكده بس يخلص البارت.

أتمنى يكون عجبكم ❤️

Take care & see u next time :)

-Nervey-

Continue Reading

You'll Also Like

199K 10.5K 66
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
5.8K 530 10
موجاتٌ من الزَّيف أنارت دروبنا وقناعُ القوةِ أبى السُّقوط عن ثغورنا، والإفشاء عمَّا تحويه قلوبنا من صدوعٍ دُفِن صدى اللَّهفة والحاجة فيه. من رحم الز...
34.1K 1.4K 18
ارتشف دمائي ،روحي ...خُذ كل شيء ودعني العب بك كالدميه في النهايه فأنا الملكه هنا والجميع خاضع لي "عَنِدما يجوب الليلُ مُحتلاً سمائنا ستستمتع بصوت ع...
1M 37.3K 43
روايتي الرابعة " مستمرة " كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎