𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠

By kostov_writer

5.8K 373 6.7K

-" welcome to VantaBlack" -" مرحبََا بكَ في ڤانتَا بلَاك " -" If you wanna live, you should die first " -" إ... More

intro
01
02
03
04
05
06
07
08
09
10
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27

11

83 10 223
By kostov_writer

' the map '

' الخريطَة '


أ

غنية الفصل

Maroon 5 maps


-

دَارك دِيلارد قَاتِلًا ، قتل المئات إلى أن إلتقَى بها فَقتلَته -

كَرجلِ مافيَا لم يَكن مِن ذلكَ النّوع الذي سَيواسِي غيرَه، يقوم بمُعانقَة جسدِ أحدِِ آخر و يشفقُ عليه ، كرَجل مافيَا تَوجبَ عليه أن يَكون بِلا قلبِِ و من دون رحْمة أَو شفَقة ، كَرجل مافيَا يقتلُ من أجلِ المُتعَة ، من أجلِ المَال، لم يكُن علَيه أن يُرخِي دِفاعه ، أن يَلينَ قلبَه و يَحِنَ عقلَه.

لكِن كَبَشر في هذا العَالم حدَثَ له عكسَ ما توقّعه ، أرخَى دفَاعه ، بَات يَلين قلبه و يحِنّ عقلَه ، دَارك دِيلارد قَاتِلا ، قتل المئات إلى أن إلتقَى بها فَقتلَته .

وسطَ أعْين الجمِيع عَانقَ جسدَها بينما يُطبطبُ على ظَهرها ، يحاولُ مواساتِها بِكلّ حنِيّة ، عكسَ الكثير دَارك دِيلارد لم يكُن طيبًا أو حتى حنونا ، عجبًا مالذِي يحدثُ له ؟ فمنذُ أن حطّت سوداوِيتيه على تلكَ المرأَة في تلك الحَانة لم يعُد دَارك دِيلارد القَاتل ذو القلْب الجامد بَل شيء فيه قَد أصبحَ ملسًا و تلكَ الخُشونة المحيطَة به قد تلاشَت ، متى ؟ كيف ؟ أو حتّى لماذا ؟ ليسَ مدركًا تماما و لا تُوجد هناكَ إجابَة ، فكلّ ما صار معَه قد صار ، و كلّ ما شعر بِه لا يزالُ يشعرُ به.

ثَانيَة ثم ثَوان قَد مرّت إلى أن شعرَ باستِقرار تنهيدَات تلكَ المرأة و أنفاسهَا ، حينَها هو ابتعدَ يعود للخَلف بِجسدِه ثُم كَردّة فعل طبيعِية ؟ بالتأكِيد لا ؟ لَم تَكن طبيعِتَه البتّة ، فَها هُو ذَا يَحملُ ذرَاعه لِيحطّ بيَده فوقَ وجهِ الأخيرَة و بِرقَة مفرطَة أخذَ يُربّت على بَشرة جلدِها النّاعمة إلى أن دفع خصَلات شعرِها السّاقطة تلك على جلدها إلى الخلف.

رُسمَت على ثَغرِه ابتسامَة جانبِيّة لِيردفَ بعد ذلك بِهمَس لها -" اجمَعِي شتَات نفسَك و دعينَا نكملُ المغامرَة التي نحن نعيشُ من أجلها الآن يا فَتاة البُندق "
لم ينْتظر ردّها فتلكَ البسمَة التي شَقّت وجهَها كانت كافيَة لِيتابعَ حديثه مشيرًا للجمِيع بِيده -" و الآن دعونا ندخل هذه الكنيسة لنكتشفَ ما بها "

تَحرّك مَيّانو دولرِيس و يوريوس خلفَ دَارك يلحقان بِه أما دوريس فقد أخذَت طريقها إلى ذلكَ الصّغير الذي يحملُ ملامحَ الحزن و الخيبَة على وجهِه ، انحَنت جالسَة على رُكبتيها أمامَه ثُم أخذَت جسدَه الصّغير في عنَاق دافئ طوِيل ، تشُدّ على جسَده بِكلّ قوّة في حين تُربتُ على ظَهرِه قائلَة -" مَا تمرّ به صعبًا جدًا يا عزِيزي و لَكن .. أنا بِجانبِك.. أعلمُ بأنّني لن أكونَ في مقَام والدَيك و لَكن.. أنا صَديقتُك حسنًا يا كاين ؟ لهذَا لا تحْزن ، نحنُ في هذا معًا و أعدكَ بأنّنا سنبقَى هكذَا إلى أن نعُود أدراجنا إلى المكَان الذِي جئنا منه "

حطّت بِبندُقيتيها على خاصتِه بعدها قهْقهت حينمَا وُضعت البسمَة على ملامح وجهِه ، أخذَت تُقّبلُ وجنتَيه ثم ربّتت على شعرِه مستقيمَة من مكانها ، كفّها أخذَت طريقها إلى يَد الصّغير لِتمسكَها و بِنبرَة حماسِية هِي تفوهت بكلمَاتها -" و الآن لِنتابعَ طريقنَا يا صدِيق !! "
دَارت بِجسدِها تجدُ ذلكَ الثّلاثي يقفُ في مكانِه بجانب بوَابة الكنيسَة في حين ينتظرُونَ قدُومها مع قصيرِ القامَة و جروِه الذي كان نائما أرضا.

شَعرت دوريس هيل بنوعِِ من الدّفئ ؟ هذه أولُ مرّة في حياتها تشعرُ بأن هناكَ شخصٌ ما ينتظرُها ! و لِحسن حظّها هنا لم يكن واحدًا بل كانوا ثَلاثَة... الدّفئ قَد عمّ بدوَاخلها و يا إلهي بَاتت تُحبّ هذا ، تعتادُ على كلّ ما يحدُث هنا ، تعتادُ على الرّفاق ، خاصَة تعتادُ على دَارك دِيلارد الذِي و بغرابَة لايزالُ يقفُ متجمدًا في نفس البقعَة بالرّغم من أن ميّانو دُوليرس و يوريوس قد تحرّكا يتقدّم كلاهما إلى الدّاخل.

رَكضَت تلكَ الشّابَة إلى الأمامِ بينما تسحبُ قصيرَ القامَة خلفهَا و الذِي بدورِه يسحبُ الجرْو خلفه ، حسنا لم يسحبه بمعنى الكلمَة بل الأخير يلحقُ به كالعادَة !.
حِينما صارَت أخيرًا قريبَة من دَارك دِيلارد هو الأخير بَاشر بالمَشي و كشَيء جدِيد باتَ يفعلُه ، يؤخرُ خطواتَه و يبطئها كي تلحقَ هِيل به..

رَفعَ قصيرُ القامَة رأسه صوبَ رجلِ المافيَا و بنوع من الإستفزاز هو شَدّ على كفّ تلكَ الشّابة التي قَهقهَت عليه تذهبُ بعيونها ناحيَة الأخير الذي فورمَا دَحرَج مُقلتَاه ضَجرًا من هذَا الصّغير و بِصوتِِ شرس هو تمْتم تحتَ لسَانه ' يا لهُ من شيطَان ' .

لم تَكن الكنيسَة كما فكَروا بها جميعا أو كما رسَموها في مخَيّلاتهم قبلَ دُخولهم إليهَا، بل كانت عكسَ ذلك ، عكس تلك الكنائس التي كانوا يزورُونها في واشنطن و بالنّسبة ليوريوس فهو ليسَ متأكدًا تماما إن كان قد زار واحدَة من قبل ؟ فذَاكرَته مُشتّتة و لا يُدركَ ما إن كان قد ذهبَ إلى مكان ما يُدعى بـ ' الكنيسة ' فمعظمُ ذكرياته قَد شُفطت و زالَت لهذا من الصّعب عليه التأكد .

كَانت الطَريقة التي بُنيَت بها من الخَارج أشبَه بما يُدعى بالكنيسة، لهذا أعضاء الفَريق قد افترَضوا أنها كذَلك و لكن ها هم جميعا هنَا ، بدَاخل قَصرِِ كبير ، مُتحف ؟ أم دير ؟ فيه ثَلاثُ مبَاني يَتوسّطهم سَاحَة كبيرَة ، تتواجد حديقَة خلفَ أكبر مبنى و هو الوسط أما خلف المبنى الذي على اليمين بُنيَ كوخا صغيرا و
آخر مبنى وُجد وراءه بئر كبير فوقَه غطَاءًا حديدًيا يُغطي عمقَه.

وقَف الفريقُ وسطَ تلكَ المبانِي لِيردفَ ميّانو بِبعضِِ من التّردد -" إلى أينَ سنذهب ؟ أقصد بماذا سنبدأ ؟ إلهي ، ما هي وجهتنا يا أيها القائد ؟"
أخذَ دَارك دِيلارد تلكَ الخريطَة من جيبه ثُم فتحَها يضعها أرضا ليجلسَ أمام الجميع ينتظرُ منهم فعلَ المثل و بالطّبع باتوا جالسينَ حينما تلقّوا تلكَ الإشارَة منه.

وضَع إصبعه فوق الخريطَة ليُشيرَ إلى المكان الذي هم به حاليًا -" نحنُ هنا يا رفاق ، هذا هو أكبر مبنى ، يوجدُ إشارَة علَيه ، أممم إشارَة أم رقم ؟ "
اندفَع يوريوس برأسه إلى تلكَ الخريطَة بمحاولة منه ليرى بِشكل جيّد و حينما فعل هو تحدّث بصوت واثق -" إنهُ رقم ثلاثَة يا رفاق " ثم وَاصل حديثَه -" وُضع على المبنى الذي يوجد خلفه الكوخ رقم إثنان أما الآخر وُضع عليه رقم واحد ، إذا ؟ "
صَفّقت دوريس علَى مهارَة ذلك الكائن الغريب فهو الوَحيد الذي استطاع رؤيَة الأرقام رغمَ عدم ظهورِها بِشكل واضح و بِثبات هي نبست -" إذا نبدَأ بِرقم واحد ، أوليسَ كذلك يا أيها القائد ؟"

لَفّ الرّجل تلكَ الخريطَة على نفسِها لِيضعها في جَيب حقيبته ثم هزّ رأسه متوافقًا مع كلمَات هيل -" نعم يا هِيل ، بما أن يوريوس قال ذلك و يبدو بأنه واثقًا ، لنبدأ من هناك "

دَفَع يوريوس بَاب المبنى ثم مرّ إلى الدّاخل مع الجميع الذين يمشون خلفَه ، ذلك المبنى لم يكن مشْبوها بل عكسُ ذلك ، يبدو بأنه بُنيَ قبل مدّة قصيرة و بِشكل مُتقن ، فاخرٌ كذلك و فخم ، هذا أيضا من الأشياء التي لم يتوقَعوها جميعا بل افترضوا بأنّه مبنى مهجورٌ يكادُ يقع .

غُرفٌ منظّمة و بأفرشَة حتى ، نظيفَة و كبيرَة ، لا يوجد ما يثيرُ الشّبهات فيه بل و كأنّ هناكَ من كانَ يعيشُ في هذا المكان بالفِعل.

دفَع دَارك بَابَ أول غرفَة لِيتخطّى عتبتها ، سرِير ذو مكان واحد مع خزانَة و مكْتب ، الغرفَة بسيطَة جدًا و لم يجد ما يستطيع إستكشافه بها . كاد يعود أدراجه إلى الخارج لو لم يدخل ذلك الجرو إلى الدّاخل في حين بدأ يدور حولَ نفسه ينبحُ بكل قوته.

تبِع دَارك دِيلارد ماكس الذي تجمدَ أمام ذلك المَكتب و حينها اجتمَع الجميعُ بتلك الغرفَة بعدما افترقُوا ليسهلَ عليهم البحث على شيء ما يساعدهم أو يفيدهم في مغامرتهم هذه.

رَكضَ كَاين إلى صدِيقه ماكس ثمّ حملَه بَين يدَيه لِيتحدّثَ بعدها -" مالذِي يحدُث يا رفيق ؟ ما بكَ تقفزُ هكذَا ؟ هل يُوجد شيء ما في المَكتَب ؟"

ذلكَ الحيَوان الأليف كان ينبح في كل مرّة يسأله فيها كاين و كأنه يقول له ' نعم ' يوجد شيء ما بالفعل و لهذا يوريوس قد تقدّم إلى ذلكَ المكتب ساحبًا دُرجَيه منه و لكنهما فارغين ؟ إلتفتَ أعضاءُ الفريق إلى ماكس يرمقونه بِحدّة و كأنهم يعاتبونه على الضّحك عليهم و لكن الأخير هَربَ من ذلك الصغير ليقفَ أسفلَ المكتب ثم نبح مرّة ٱخرَى.

بِخطوَات ثَابتَة تقدّم دَارك نحوَ ذلكَ المَكتب و بالضّبط إلى المَكان الذِي يدور ماكس حَوله ، انحنَى ليطرقَ على ذلكَ الرّخام ثم دَار بِرأسه مُتحدثًا بِصوتِِ مُستقر -" يبدو بأنّ الرخَام هنا ليسَ مُثبّتًا ، ساعدوني لِحمل هذه القطعَة "

ركَضَ ميّانو إلى دِيلارد لِيساعدَه و بالفِعل إحدَى قطَع الرّخام لَم تَكن مُثبّتة على الأرض بَل موضوعَة فقط و من السّهل أن يُشِلها المرء من مَكانها كما أنّها عكس الرّخام المُعتاد رؤيته ، كان حجرُها ثَقيلٌ جدّا و بالكاد إستطاعا حملها معًا ، في اللّحظَة التي أبعدا فيها ذلك الرّخام ، تقدّم باقي الفَريق إليهمَا لِيُخرجَ دَارك تلكَ المخطوطة من هناك ثم تَحدّث مرّة أخرَى -" أمم ، ما هذا ؟ "
أخَذت دُوريس مِنه تلكَ القطعَة ذو الورق الخَشن لِتجِيبه بعدَها -" مخطوطة ؟ " ثُم نفَت حينمَا فتحتْها -" لا بَل خريطَة يا رفَاق ، إلهِي ما شأننا بالخرائط ؟ "

وَضعتْها فوق ذَلك المَكتب لتُشعل تلك المصابِيح التي فوقَه و بالرّغم من ضوئها إلّا أنها لَم تكُن كافيَة لإخفاء تلك الظّلمة التي هم بها و يبدو بأنّ هذه لعنَة في مدينَة الڤانتا بْلاك و لا يُوجد هناك حلّ لهذَا بل يجبُ عليهم التّعايُش هكذَا.
بالرّغم من ظلام المَكان و لكن يمكنُهم الرؤية حتى لو بِشكل خَفيف ، لهذا حينما وضَعت دوريس الخريطَة فوقَ المكتب ، هم تجمّعوا حولَه بِمحاولَة منهم لإكتشَاف ما يحدُث.

أخذَ كاين ذلك الجرو بأحضانِه ثُم تحدّث إليه بِصوته الطّفولي مربّتا على فروِه -" شُكرًا لكَ يا ماكْس فأنتَ ذَكيّ جدًا و ستسَاعدنا في المُستقبل أكْثر ، أيّها الذّكي الصّغير لربما سنجدُ لكَ صديقًا قريبا ليلعبَ معك ، أتمنى ذلك"

أخذَ دَارك يُشاهدُ تلكَ الخريطَة مثلَما يفعلُ الجميع لِيأخذ خاصتَه من جَيب حقيبة ظَهره ثم وَضعها بجانبِ الحديثَة التي اكتشفوها قبل قليل و بِنبرَة غريبَة هو نطَق كلماته -" أوليسَت هذه تُكمل الخريطَة التي لدينا ؟ انظروا إلى طرفها و كأنّها ناقصَة ؟"
أومأ يُوريوس الذي فورمَا ضغطَ على لوحِه مخرجًا صوتًا منه -" أنتَ على حق يا أيّها القائد ، سأحاولُ جمعهمَا معا "

أحاطَ تلكَ الخريطَة بِيده ليُقربَها من الجدِيدة و بِثبات أخذَ يُلصقُ أحدهَا بالأخرَى إلى أن إلتصَقا معًا و حينَها صَفّق له الجميع مُنبهرينَ بِفعلته غيرَ دَارك الذي دحرَج عيونه بِتملّل لما يحدث هنا ، فهو تأكدّ بأنه يقود المَجانين في هذه المدينة و ليس أُناسًا عاديِين.

بحثَ ميّانو حولَ ذلك المَكتب لِيجدَ شريطًا لاصقًا و مباشرَة راحَ يلصق الخريطتين معًا به و بِنبرَة شبْه غريبَة هو أردَف -" هكذَا أفضَل ، حينمَا نحملُ الخريطَة كاملَة لن تتقطّع ، إلهي كم أنا ذَكي "

و حسنًا مرّة أخرَى صَفقَ له الفريق غيرَ دَارك دِيلارد الذِي أطلقَ أنفاسًا ثَقيلَة دَلالَة على سُؤمه لما يراه أمامه ، إلهي يبدو بأنّ أعضاء هذا الفَريق قَد تركوا عُقولهم في واشنطن قبل قدومهم إلى هنا.

-" يا رفاق انظروا هنا ، كُتبَ فوقَ هذا المكان بأنها القاعدَة "

صاحَت دُوريس بالجمِيع لينتبهوا لها بعدَ ذلك فِي حين دِيلارد حدّق بذلكَ المكَان لِيجيبها -" ستكون وجهتنا هذه بعدما ننتهِي من هنا و الآن يا يوريوس احمِل الخريطَة و دعونا نتابع عملنا "
فَعلَ ذلك الكائن الغرِيب ما طُلبَ منه ليلحقَ أعضاء الفريق برجلِ المافيَا الذي تابَع طريقَه إلى غرفَة أخرى و غير السّابقة لم تكن مُنظمَة ، بل فورما فتحَ بابها انتشرَ ذلك الغبار فيها لِيصيب أنفاسَ الجميع مما جعلَهم يُخرجون سُعالا بسيطًا كردَة فعل عن ذلك .

إظافَة لعدَم تنظيمها لم يَكن دِيكورها مثل التي قَبلها بل هي عبارة عن مَكتبَة كُتب ، عدّة دوالِيب تحملُ مختلف القصص بينما في الركن الآخر خزَانة كبيرَة تحملُ الكثير من الكُتب و أخيرًا يتوسطُها مَكتب بِكرسيّ خشبي و أريكَة على الجَانب بِلون بُني جلْدِي مع نافذَة مُغطّاة بِستار أسود.

يَخطُو دَارك بِحركة ثَابِتة إلى الدّاخل لِيتحدّثَ بِنبرَة شِبه آمرَة -" حسنًا لنرى ما يُوجد هنا ، فَتّشوا تلك الرفُوف و الخزانَة ، لربما سيُفيدنا ذلك "

تَفرّقَ الجَميع لِيباشروا بالبحث وسَط تلك الكُتب التي لم تَكن بِكميّة قَليلة و لكن رغمَ ذلك هم قرّروا بالفعل بأنه يجبُ عليهم أن يكتشفوا شيءً ما فِي كلّ غرفَة و من الواضح أن هذه المباني الغامضَة تحمل الكثير من الألغَاز التي يَصعب حلّها ، ألغازٌ و معلومَات سَيحْتاجونها في المُستقبل العَاجل.
كما كان الحَال بالنّسبة لدوريس أخذت تُفتّش تلك الخزانَة مع القاتل الذي أرادَ مساعدتها تحتَ أنظار مَيّانو الذي قَلّب مُقلتَيه محاولا التّغاظِي عما يحدُث هنا لِيأخذ ذلك الدّولاب و يبدأ بفحْصه و بالنّسبة لِيوريوس فقد كان يحاول اكتشَاف ما يُوجد بذلك المَكتب.

لم يَكن قَصير القامَة مهتمًا بما يحدُث هنا و للصراحة لم يعْطه أي أحد أمرًا بِمساعدتِه لهذا هو الأخير مكثَ جالسا مع ماكس فوقَ تلكَ الأريكَة بينما أخذَ قصّة أطفال يقرأها منتظرًا إنتهاء الجمِيع مما يقُومون به.

مرّ الكثير من الوَقت و هم يفتشون هذه الغرفَة المُعقدَة ، لكنّهم لم يَجدُوا أي شيء يجذبُ اهتمامهم فمعظم هذه الكُتب تحتوي على روايات أجاثا كريستي ، فيرجينيا وُولف ، أرسطو و برخيت إلى غيرهم من المتفلسفين أمثال دوستويفسكي.

-" يا رفَاق ، ما هذا ؟ "

صَرخَ ميّانو في مَكانه بينما يحملُ ذلك الكِتاب ذُو اللّون الأسود مَنقوشا علَيه ' VantaBlack ' بينما الجميع تركَوا أعمالهم يتقدّمون إليه على عجالَة يرون ما وَجد.

تحَدّثَت هِيل بِعفوِية تجلِس أرضًا بجَانب دُوليرس -" كتابُ ڤانتا بلاك"

وَضعَه الشّابُ فوق تلكَ الأرضيّة لِيحدّق الجميع به ، لم يكُن شَكلُه عاديًا بَل كان صغيرًا جدًا ذو غلاف أسوَد مع صفحات بذات اللّون ، فتَحت دوريس أولِ صفحاته لتصيحَ بـ -" واو - حينما شَاهد الجميع حجمَه و هو يَكبر ، فكلّما قلبتَ إحدى صفحاتِه السّوداء حجمُه سيصبح أكبر إلى آخر صفحَة ، يحتوي على مئتين و ذلك ليس بالقليل.

لِعدم صبرِ هيل مباشرَة فتحَت آخر صفحاته بينما ترى بعينها المُجردَة حجمه الذي بات أضعافَ سابقه حينما كان مُغلقا ، هي صفّرت مُنذهلَة ثم قالت بِسخريَة -" هل سنقرأ كلّ هذا ؟ "
جلَس دَارك بجانبها ثُم أجابهَا بِصوت خَشن بينما يَده تلك أخذت طريقَها إلى الكِتاب-" نعم يا هِيل ، سنقوم بِقراءة الكِتاب هذَا كلّه، ليس و كأنّنَا مشغولِون ؟ أوليسَ كذلك ؟"
هَمهمت المعنيَة بالأمر ثُم تحدّثت مُرَاوغَة الرّجل بلكمَاتها -" لم أكن أعلم بأنّ رجل المافيَا مُولّع بالكُتب و يقرَأ ! "
قَهقَه دَارك بِسخريّة على نفسِه فهي على حق ، بشكلُه هذا حرفيًا لا يَدُل على أنّه يُطالع الكُتب و لكن مثلَما يُقال لا تحْكم على الكتَاب من غلافِه.

أغلقَ ذلك الكِتاب الذي عَاد إلى حَجمِه الطّبيعي ليضعَه بِجيب حقيبَة دوريس التي كَانت بِجانبِه ثم استقَام متحدثًا بِهدوء ، يُعيد حقيبَته خلفَ ظهره -" سنقرأه في مكان آخر و الآن دعونا نُكمل ما جئنا من أجلِه "

لم يَكن ذلكَ المبْنى مثيرًا للشّبهات بشِدة و كلّ ما استطَاعَ الفريق أخذه منه هو تلكَ الخريطة و الكتاب السّوداوي ، أما بَاقي الطّوابق و الغُرف لم يتم إيجادُ فيها شيء غيرَ الأثاث و الأفرشَة كأيّ مبنى آخر .

أمَام ذلكَ المبنى وقَفَ دِيلارد بينما الجمِيع خلفه و للحقيقة لايزال غيرَ مدركًا لماذا أعضاء فريقه دائما يقفون خلفه و كأنّه درعٌ يحميهم ؟ هل يظنّون في الحقيقَة أنه قائد ؟ إلهي ، نعم لَديه عصَابة تحتَ تصرّفه ، قائدُ مافيَا خطيرًا و ذلك ما ينطبقُ عليه ، لا أن يكُون قائدَ أشخاصِِ مثل هؤلاء ، من دون إهانَة و لكن الرّجل يَعتبرُ هذا الفريقَ  مُكوّنٌ فقط من المجانِين و هو الوحِيد الذِي لايزالُ يمتلكُ عقلَه في رأسه.

دَارَ بِجسدِه ليشَاهدَ مَيّانو الذِي يقضمُ أظافرَه بأسنَانه بينما يلّف حولَ دوريس التي فورما ضربَت كتفَه توقفُه عن أفعاَله هذه و لكن انتهَى بها المطافُ بالدّوران حول نفسها معه هي الأخرى ، أما يوريوس الذي يصْفع لوحَه فقط لأنه لم يفُز في إحدى ألعابِه ليباشرَ بالصّراخ مع نفسه و أخيرًا قصيرُ القامَة الذِي ركضَ إلى دوريس ثم قام بشَدّ يدِها في حين يَحطّ بلوزيَتيه على ذلك الرّجل الذي يقفُ أمامهم ، ينظرُ إليه بِبسمة ساخطَة على ثغره ؟ هل يُحاولُ استفزَازه الآن ؟ .
حتى ذلكَ الجرو ركضَ مع دوريس ليقفزَ عليها يشيرُ لها بحمله بينما ينظرُ إلى دَارك الذي زفرَ الهوَاء من رئتَيه بِقلّة حيلَة.

كيفَ له أن يَقودَ أناسًا مثلَهم ؟

جَميعُهم فاقدون لِعقولهم و لا يُوجد شخصٌ عاقِل بينهم..!

رَفعَ يدَه إلى شعرِه المُسوّد ثم أعادَه للخَلف و بِصوتِِ شرس ، جَامد هو أمرَ أعضاء الفريق الذين  أمامه -" اجلِب الخريطَة يا يُوريوس و دعونا ندخل إلى هذا المبنى ، لنستعجل فيبدُو بأن الشّمس ستغيبُ بعد قليل "

- يتبع -


Continue Reading

You'll Also Like

2.9M 144K 39
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا...
517K 25.5K 42
ندخل انا وياكم و نفتح الابواب عن حياة أنفال و المطبات الي مرت فيها بحياتها و هل وقفت عند هاي المطبات ولم تكمل حياتها ام هناك شخص أمسك بيدها لكي يكون...
504 84 4
عندما يقع البشر في مصيبة يستخدمون المقولة الشهيرة«انظر الى الجانب الاخر». لا يعرفون ان ذلك الجانب اكثر مكان غامض و دامس اكثر من ظلمة كحليتيها..
522K 30.2K 38
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف