𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠

By kostov_writer

6.4K 387 6.7K

-" welcome to VantaBlack" -" مرحبََا بكَ في ڤانتَا بلَاك " -" If you wanna live, you should die first " -" إ... More

intro
01
02
03
04
05
06
08
09
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28

07

95 11 177
By kostov_writer

' You , Me and Us '

' أنتَ ، أنا ، نحن '


أغنية الفصل

Eyedress , something about you

-

أولستِ فتاتي ؟ بالتأكيد أنتِ كذلك و  يبدو بأنّكِ ستكونين  لمدّة طويلة يا حلوَتي-

-" نعم احملِيه بهذه الطّريقَة ثم هكذا ، حسنا يمكنُك فعلها ؟"

كَان ذلكَ الرّجل يُحاولُ تعليمَ هيل طريقَة اصطياد السّمك الذي يجري بالنّهر ، كلاهما يقفان وسطَ تلك المياه فِي حين دَارك يحملُ ذلك الّغصن الصّلب بعدما عدّل طرفه ليُصبحَ حادّ الشّكل ، يرفعُه في حين يغرسُه بداخل تلك المياه في كلّ مرّة يرى فيها سمكَة ما بمحاولة منه لجعل المرأة هنا تحفظُ تلك الخطوَات السّهلة كي تفعلها بالغصن الخاص بها.

حرّكَت دوريس رَأسها ثُم قالت بكُل هدوء بعدما رفعت ذلك الغُصن الحاد بالسماء -" لستُ أنتَ كي أفعلها من أول محاولة لكن سأحاول ذلك ! " ثُم غرصت ما بين يديها في مياه النهر مباشرة حينما مرّت تلك السّمكة أمامها ،

صاحَت بملامح وجهِها المُتحمسَة حينما سحبت ذلك الغصن من النّهر -" نجحت ؟ " متابعة حينما رأت تلك السّمكة الملتصقة بالحافة -" دَارك لقد نجحت !! و من المحاولَة الأولى"
ثُم قفزَت جهة ذلك الرّجل تحضنُ جسدَه بينما تصرخ بسعادَة كبيرة في حين الأخيرُ تجمّد مكانه و لم يقم بأي ردّة فعل تُذكر بل باتَ يفكر إن كان من المحرج تركهَا تعانقه أم دفعها عنه ؟
ابتعدَت المرأة عنه مباشرة بعدما استوعبَت ما فعلته ثم قهْقهت بِوجه مُكشّر تحاولُ إخفاء حشمَتها تلك -" لم أقصد ذلك ! هذا فقط بسببِ الفرَح ! فرحتِي بأولِ إنجازِِ قمتُ به هنا .."
مسَح دِيلارد مؤخرَة عنقه ثم تمتم بـ -" لا بأس " ليتابعَ اصطيادَ ما يستطيع من السّمك.

جلسَ ذلك الكائن القرفصَاء بينما يحملُ بين يدَيه صخرَتين فِي حين يشاهدُ قدوم قصير القامة و جروه ، الصّغير يحمل الحطبَ بيدَيه بينما الأخيرُ يضع تلك الأغصان الصغيرَة بفمه يساعد منقذه.
بِخطواته الصّغيرَة بات يقفُ أمام يوريوس الذي فورما أردفَ بِلطف كبير -" مالذِي سنفعله الآن يا يوريوس ؟ "
أخذَ تلك اللّوحة ليضغطَ على زرها ثم ظهرت تلك الكلمات على شاشتها -" سنشعلُ النار من أجل طبخ ذلك السّمك ، انتظر و سترى " ليرفعَ إبهامه كنوع من الحظ الجَيّد.
وضعَ الحطب كلّه في الأرض ليحملَ تلك الصّخرتين ثم بدأ بحكّ إحداها مع الأخرى إلى أن أُشعلت النيران بها ليرميها فوق تلك الأغصان ثم نظرَ نحوَ كاين الذي فتح فاههُ بِدهشة قائلا -" واه ، أنتَ حقا رائع يا يوريوس "
جاءَت هيل مع دَارك و كلاهما يحملان تلك الأسماك بالرغم من أنّ الكمية ليست بتلك الكثرة و لكن على الأقل ستَسدّ جوعهم الليالة و إلى إشعار آخر !

عدّل يوريوس ذلك الحطب بأصابع يديه و بصعوبة لسخونته في حين دِيلارد أخذ تلك الأسماك يدخلها في غصن طويل كان قد أحضره سابقا ثم وضعوه فوق تلك النّار لتباشرَ بِشوّه.

جلسوا جميعا بشكلِِ دائري بينما دوريس أخذت حقيبتها تخرجُ منها علب العصائر التي أخذتها من المحل ثم مرّرتها لهم جميعا قائلة بِسخريّة -" لربما هذه آخر مرّة سنشرب فيها عصير البرتقال الطازج مثله لهذا استمتعوا به يا رفاق !"

بالرّغم من أن تلك الأسماك قد أخذت وقتا طويلا في الطّهي إلا أن ذلك الفريق الصّغير لم يشعر بمروره أبدا بل كانوا يدردشون معا بينما ينتظرون ، تبادلوا مختلف الأحاديث المسلِية في إطار الإحترَام و الوعي بالرغم من وجود ذلك الصّغير إلا أنهم حاولوا إيصال كلّ معلومة قد قالوها له كي يستوعب و يشاركَ معهم في الحديث ، أما يوريوس لم يشعر أبدا بأنّه دخيل عليهم ، بأنه مختلفٌ عنهم خاصة بتلك اللّوحة التي تشاركه أيامه بل عكس ذلك شعرَ و كأنّه واحدٌ من الفريق و سيكون للأبد كذلك.

بعدمَا انتهوا من الأكل جمعوا تلك النّفايات ليضعوها في كيسِِ قد وجدوه مرميا بجانب النّهر ، ليستقيموا جميعا كي يتابعوا طريقهم إلى أن همهمت دوريس قائلة بِنبرَة قلقة و حنونة في آن واحد -" هممم ، دِيلارد ما رأيك أن ننام هنا ؟ أقصد ، كاين لم ينم منذُ وقت طويل و كما تعلم هو ، هو صغير و بنيته ليست كخاصتنا فجسده يحتاج إلى النوم لهذا ما رأيك أن نمكثَ هنا لبعض من الوقت ؟ حتى تشرق الشّمس يمكننا معرفَة الوقتَ منها و حينها سنرحل "

مكثَت تنظرُ هنا و هناك بتردّد واضح خائفة من أن يرفضَ ذلك الرّجل طلبها و لكن هيهات بل حرّك رأسه يومئ لها بِقبول لما قالته ثم نطقَ بصوته الخَشن -" لا بأس بذلك ، لنستقرَ هنا الليلة إلى أن تشرق الشّمس ، سأقوم بالحراصة لهذا يمكنكم النوم بأمان ، لا تقلقوا !"
أمَالت هيل رأسها لِتضعط على أسنانها -" و أنت ؟ هل ستبقى مستيقظ طوال الوقت؟ تحتاج إلى الرّاحة كذلك  "
أخذَ تلك الحقيبة من ظهرِه ليخرج منها بطانية رقيقة القماش ثم وضعها فوق تلك الأرض الخصبة ليشير إلى كاين و يوريوس -" هيا يا قصير القامة و أنتَ كذلك ، هذه لكما " نبح ذلك الجرو ليبتسمَ الرّجل مكملا -" و أنت كذلك يا ماكس هيا تعال بجانب صاحبك "

فعلَ الثّلاثة ما طلبه قائد الفَريق ليخرج بطانيَة أخرى من حقيبته الواسعة تلك ثم فرّشها أرضا يشيرُ لدوريس بالنّوم عليها -" و هذه لكِ يا هيل أما أنا فسأجلس أمام ضَفة النهر لحراصَة المكان، هيا نوما هنيئا جميعا "

لم تجادل المرأَة ذلكَ القاتل و لأول مرّة شعرت بأنها لا تحتاج إلى ذلك بل حينما أخذ طريقه ناحية ذلك المكان و جلس ، هي لحقت به ، لحقت به لتجلسَ بجانبه في حين الأخير رمقها بحدّة و كأنه يعاتبها لقدومها له بالرغم من أنه أمرها بالنوم فهي الأخرى تحتاجه كذلك ، لكن رأسها خشن و لم تنفّذ أوامره بل تبعته .

رفعت أقدامها إلى حضنها ثم أحاطتها بِيديها لتَتكئ برأسها عليهما في حين تنظرُ إلى ذلك الغرابي الذي فورما تفوّه بكلماتِِ شبه غريبَة -" لم أتوَقع بأنّ دوريس هيل إبنتَة فيلكس هيل أغنى رجال البلد ستتأقلَم بمكان كهذا ، وسط الغابات ، لا أكل و لا شراب ، ظننتكِ فتيات الطّبقة المخملية ، البُورجوازيون الذين ينقرفون من معيشة كهذه و بالنسبَة لهم الحياة كلها رفاهية ، لو مكثوا لنصف ساعة في هذا المكان سيصابون بسكتة قلبِية "

لَعقت الشّابة جلدَ شفتيها بِلسانها لِتنبسَ بعدها بِصوتِِ خافت ، ناعم في ذات الوقت -" هل خيّبتُ ظنّك يا أيها الغرابي ؟"
أُخرجَت تنهيدَة قاسيّة من ثغر الرّجل الذي أجابها لاحقا بِذات إيقاع الصّوت ، رقِيق و بَاهت -" خيّبتي ظني فقط ؟ بل صدمتيني بِتصرفاتك هذه يا فتاة البُندق"
رُسمَت البسمَة على ملامحِ دوريس لِتقولَ بِجهِير صوتها -" لستُ آسفة لذلك إذا ، متأكدَة بأنني سأصدمكَ و أخيبُ ظنك أكثر مع الوقت يا دِيلارد"
تمتمَ المعني بنبرَته الواهنة -" سنرَى بشأن ذلك يا أيتهَا المرأة "

سادَ الصّمتُ لمدّة لا تتعدى الخمسِ دقائق فَكسرته هيل بحديثها الذي جاء على حين غرّة ، صوتٌ ضعِيف و ملامحٌ مخذولَة -" حقيقَة لقد اعتدتُ على معيشَة كهذه يا أيها الغَريب، ليست مثلها بالضّبط و لكن ليس كل الأغنياء يعيشون في رفاهية مثلما يظنُ الناس ، أقصد معظمهم "
بَلعت ماء حُنجرتها لِتواصلَ كلامها -" في كلّ مرة كنتُ أفعلُ شيءً خاطئا بالنسْبة لوالدي بالرغم من أنه ليس كذلك ، سيعاقبني أشد العقاب ، يحبسني في القبو ، يسيءُ إلي و يضربني بالسّوط ، أوتعلم ما كنتُ أتمناه دائما ؟ أن أعيشَ حياة مستقلَة، بعيدة عنه ، للحظَات مُتعدّدة تمنيتُ موته ، حرفيا أردتُ خنقه من دون علمه ، أتذكرُ ذلك اليوم الذي ذهبتُ فيه إلى غرفته حينما كان نائما ، أخذت تلك الوسادة و وضعتها فوق وجهه بمحاولة مني لتوقِيف أنفاسه "

قهَقهت بصوت مقهور ثم رمقَت ذلك الرّجل بنظرات يتخللها النّدم ، العتاب ، الخيبة ؟ ليسَ متأكدا بالضبط مما يراه أمامه -" لم أستطع قتله ! بل رميت تلك الوسادة و عدتُ إلى غرفتي نادمة ، لقد بكيتُ تلك الليلة لمدّة طويلة فأنا لم أستطع قتلَ أسوء ما يحدثُ لي بحياتي ، أحقر البشر هو ، مستبدّ و وغد ، أوتعلم يا دَارك ؟ أولُ مرة أشعرُ بالسّعادة العارمة هنا ، بالرغم من أنّنا لا نأكل ، نبيتُ في العراء ، لا نعلم حتى أين نحن ؟ ما سبب وجودنا هنا ؟ مالذي نفعله أساسا.. ! و لكن هنا ؟ ستكون أفضل أيامي . متأكدة من ذلك .. "

بادلَ دَارك دِيلارد تلك الشّابة بنظرَاته الهادئة إلى أن تحدّث بكلّ برود و جمود -" يمكننِي قتله بسهولة تامة يا هيل ... يمكنني إنهاء حياته من أجلك يا فتاة البُندق .."
فَتحت هِيل حدقَتيها مُندهشة من ذلك العرض الذي اقترحَه عليها القاتِلُ هنا ، يبدُو جادّا بكلماته التي قالَها ببرودَة أعصاب ، لم يجد أي صعوبَة في التّعبير عما يُريده بل حقيقة كان ذلك أسهلُ شيء قد يفعله في حياته.
إنّه قاتل و قد اعتَاد على القتل بل هذا بالنسبة له مجردُ عمل يقوم به في كثير من الأحيان و لكن لم يكن من دون مقابل ، لطالما قتلَ من أجل المال ، من أجل مصالحه و ها هو ذا يقترح عليها شيء كهذا من دون مقابل ؟؟ مصدوم من نفسه فهذه ليست مبادئه و ليست تصرّفاته التي لازمتْه طوال حياته بَل فقط أرادَ تخليص هذه المرأة من والدها ، لا يهمُه المال ، لا تهمّه مصالحه بل كلّ ما يهمه هي و حقيقة باتَ يُفكرُ بأن ما يجْري له ليس بهذه السّهولة بل خائف مما يشعر به ، كيف له أن يقتلَ من أجل إمرأة كهذه ؟ يشعرُ و كأنّه قد تغيّر ، ليس دَارك دِيلارد الذي كان سابقا و ذلك قد أرعبَه.

ابتَسمَت هيل بِخفّة ملامحها الفاتنة ثم أردفت بِهدوء و جدّية كعادتها -" هممم ، ما عملكَ مع والدي يا دِيلارد ؟ منذُ متى تعرفه؟"
أعادَ ذلك الرّجل شعره السّاقط على جبِينه إلى الخلف ثم تحدّث بكلّ  صَلابة -" أنا أقومُ له ببَعض من الأعمال يا هيل ، ليس هو فقط بل الجميع و أقصدُ بالجميع ، حتى جايكوب واحدٌ منهم ، أفعل ما يريدونه مقابل الكثير من المال ، مثلا جوازات سفر ، الخروج بشكل غير قانوني من البلد ، و حتّى القتل ، يبدو بأنّك تعلمين آخر ما قلته جيدًا "
رصّت المعنيَة بالأمْر على أسنانها ثمّ قهقهت -" يبدو بأنّني محبوسة مع قاتل في هذه الجزيرة ، أو المدينة ، لستُ متأكدَة منها و لكن ... كيفَ لك أن تفعل هذا بِدم بارد .. أقصد هل تفعلُ ذلك من أجل المال أم أنك تجدُ المتعة في ما تقوم به؟"

حرّك الغُرابي رأسَه يمينا ثم يسارا نافيا ما قالته ليجيبها بينما يلعق شفاهه -" لم أجد المتعة في أي شيء أقوم به يا هيل و كل ما في الأمر أن هذا عملي ، مثلما أنتِ وُلدتِ لتكوني وريثة فيلكس هيل أنا ولدتُ لترأّس أعمال أجدادي و والدي الذي رحل ، هذا كل ما في الأمر ، لا يمكنُك إيقافُ رجل خُلقَ من أجل القتل ، إنه .. هممم إن ذلك يمشِي بعروقي ، لا أستطيعُ التّوقف ، إن عائلة دِيلارد من المافيا يا هيل و يبدو بأن الجميع يعرفُ ذلك "

رفَعت الأخيرة كفّها نحو ثغرها لتضعها عليه تتثاءب على حين غُرّة لنعاسها الذي داهمها فجأة -" إذا لن تتوقّف عن هذا العمل ؟ "

لم يرُد عليها ، فأدركت بأن تلك هي إجابته ، نعم لن يتوقّف مهما حدث فذلك عمله و قد اعتادَ عليه ، كيف له أن ينسحبَ مما قام به طوال حياته ؟ ، كيف له أن يتقاعد من عمل يراه كلّ شيء بالنسبة له ؟ ، بالرغم من أن كل أعماله غير قانونية إلا تلكَ الحانَة ربما ؟ لقد وعدَ والده بأنه لن يتقاعد مما تركه له و سيعتني به ، المافيا بالنسبة لِدِيلارد إرثٌ يجب الحفاظ عليه!

كادَ يتحدّث بعد صمتِِ قد أخذَ وقتا طويلا و لكنّه فورما توقّف حينما مال برأسه جهة تلك الشّابة ليراها تائمة بوضعِية جلوسها تلك ، تخرِج شخيرََا يصعبُ سماعه من ثغرها في حين ملامحُ وجهِها ناعمَة ، هادئة ، تُسر ناظرَ كل من يشاهدها كهذا الرّجل الذي يجلس بجانبها.
مدّدَ ذراعه ناحية دوريس ليلمسهَا بخفّة خائفا من إيقاظها -" هيا لنأخذْك إلى سريركِ البّري من أجل النوم يا هيل "

ضحكَ بقلّة حيلة لِيستقيم ممسكا جسد فتاة البندق يسحبُه إلى تلك البطّانية ثم جعلها تستقلي فوقها ليِعدّلها بعد ذلك ، على غير عادته كفّه مشَت نحو رأس  هيل ثم باتت تربّت عليه و بصوت ناعم هو همس أمام وجهها بـ -" نوم هنيئ يا فتاة البندق " ليعود إلى مكانه بعدها ، تاركا الجميع يغط في نوم عميق يصعبُ إيقاظه لشدة تعبهم.

لم يعتَد دَارك دِيلارد على النوم لهذا وجدَ الحراسَة أفضل من اللاشيء ، فعمله يجبره على البقاء مستيقظََا لوقت طويل و خاصة في ليالي كثيرة لم ينم بل كان يهتم بأعمال قد وُكّلت له لذلك لربما ينام في اليوم ساعة ، ساعتين ؟ لديه أرق و لم يحاول علاج ذلك حتّى .

مرّت اللّيلة بشكل عادِي جدّا فدِيلارد بقي مستيقظََا طوال الوقت ، يراقب المكان و يحرسه أما باقي الفريق فقد  كانوا نيَّاما إلى أن شاهد الرّجل شروق الشّمس أمامه ، إستقامَ يتجه ناحيّة وريثة هيل أولا ثم انحنَى يضع يده على كتفها ليردف بهمس -" هيّا استيقظِي ، الشّمس تشرق بالفعل يا أيتها الكسولة "
دَعكت الأخيرَة جفن عيونها تحكّه لتُفرج عن نظرِها ببطئ شديد ثم مدّدت جسدها متثائبة في آن واحد -" لقد ... استيقظت يا دِيلارد "

اعتدَلت المرأة جالسة لتُكتفَ أذرعها معا و بوجهها العابس هي دحرجَت عيونها قائلة -" هل هكذا يكون شروق الشمس في هذا المكان يا أرك ؟ ضوءها يكاد يختفي .. إلهي هل سنبقى هكذا في سواد طوال مكوثنا هنا ؟ لن ننجو بالتأكيد فالمرء يحتاج إلى الضوء و الشمس خاصة إنها ڤيتامين دِي "

بَسَط الرجل ذراعه ناحية المرأة بغرض مساعدتها على الوقوف و ذلك ما فعل بعدما مسكَت كفّه ليسحبها ناحيته ، وَ بصوتِه الحاد هو وشْوش لها ساخرََا -" الشّمس تشرقُ بشكل عادي يا هيل ،  أظن فقط بأن هذه المدينة مظلمة لهذا ضوء النّهار  لا يؤثرُ بها لتلك الدرجة أما عن ڤيتامين دي فنحن هنا سنحتاج لكل الڤيتامينات و ليس هذا فقط .. "

جسَدها يبعدُ إنش واحد عن جسد ذلك الرّجل الذي فورما جرّها إليه ليغلق تلكَ المسافة بينهما و ها هما ذا الآن في هذه اللّحظة كلاهما ملتصقا بالآخر ، حرارَة جسد هيل ارتفعَت بينما وجهها قد كسته الحمرُة لخجلها و بِسُكون هي زمجرَت -" حسنا لقد اقتنعتُ بكلامك يا أيها الغُراب .. "
قضمت أسنانه  شفاهه السّفلية في حين إعوجَ بجسده صوبَ تلك الثّابتة في مكانها ، يَرفع يده بِبطئ شديد ليحرّكها ناحية وجه دوريس التي فورما همست بـ مالذي تفعله و لكنّ الرجل تابع بِوضع كفّه على بشرة تلك المرأة ، بأصابعها بات يتحسّس كل إنش من جلدها إلى أن جَهرَ مُدويا بخفوت -" يبدو بأنّ فتاتي مريضَة ، فمالعمل الآن ؟ "
لَعقت الأخيرَة ثغرها مجيبَة بذات وتيرة صوته ، هامسة برقّة -" فتاتك ؟"
أما دَارك دِيلارد ابتسمَ بتكَلّف واضح ليَرد عليها بعدما أحاط يدَه خصرَ تلكَ الخجولة -" نعم ، أولستِ كذلك ؟ ها أنا ذا أساعدك ، أحميك ، وافقتُ أن أكونَ بفريقك ؟ حتى أنني حملتكِ ليلة أمس إلى مكان نومك ؟ أولستِ فتاتي ؟ بالتأكيد أنتِ كذلك و  يبدو بأنّكِ ستكونين  لمدّة طويلة يا حلوَتي "

من دون سابقِ إنذار وضعت  هيل كفّيها على صدر الرجل الصّلب تدفعه إلى الوراء لتبتعدَ هي الأخرى عنه في حين تهتف له بـ - وغد - مُحتشمَة بوجهها المكسو  بتورّد لطيف جدًّا أما الأخير فانفجرَ ضاحكا على ردّة فعلها تلك ليجيبها بأنه بات وغدًا حقا بسببَها .

أنا ، أنتِ و نحن

من الواضح أنّ دَارك دِيلارد قد تأكدَ بأنهم حقا يشكلان فريقا قويّا معا و سيحتاجُ أحدهما الآخر في كل ما سيواجهانه هنا ، لهذا قرّر بأنه  هو ، هي و هم سيبقون معا إلى أن تنتهِ أحداثُ هذه المدينة.

- يتبع -

Continue Reading

You'll Also Like

580K 33.8K 40
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف
26.1K 362 3
مًآذِآ لَوٌ جّمًعٌکْ آلَقُدٍر مًعٌ عٌدٍوٌکْ تٌحًتٌ سِقُفُ وٌآحًدٍ مًآذِآ لَوٌ آحًتٌرقُتٌ بًنِيَرآنِ آلَعٌشُقُ کْلَشُئ غُيَر مًتٌوٌقُعٌ "کْنِ لَيَ آ...
320K 9.7K 24
الرواية الثانية من سلسلة 🔱جحيم ابن العم 🔱 بطلة سفاحة جميلة ومثيرة قوية لا تهاب أي شيء إسمها يسبقها في كل مكان عيبها الوحيد هو مرضها وهو الانفصام...
3M 146K 39
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا...