𝙑𝙖𝙣𝙩𝙖𝘽𝙡𝙖𝙘𝙠

Oleh kostov_writer

6.5K 390 6.7K

-" welcome to VantaBlack" -" مرحبََا بكَ في ڤانتَا بلَاك " -" If you wanna live, you should die first " -" إ... Lebih Banyak

intro
01
03
04
05
06
07
08
09
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28

02

297 26 132
Oleh kostov_writer

- Who are you ? -

- من أنتِ ؟  -

أغنية الفصل :

Ben  cocks so  cold


- لَم أكن بتلكَ الشّجاعَة إلى أن رأيتُ شَخصيَة القاتل أمامِي ،  فَها أنا الآن بتُ أكثر شجاعة بمجرّد سقوط جثّةٍ تحتَ أقدامِي -

✓•

نَزلت تلكَ الكلمَات كالصّاعقَة علَى مَسامع المرأَة التِي مَكثَت تنظرُ إلَى الرّجلِ أمَامها ، لِوهلَة نَسيت بأنّها تشمَئزُ من أن يتمَ لمسَها ، لِوهلَة نسيَت ذلكَ الشّعور البَائس الذِي يَنتابهَا حينمَا تَلتحمُ بشرَتها بخَاصَة غيرها و كلّ ما بَاتَ يهمّها الآن ، هَل ستَنجو مِما سَيفعلُه هذَا الرّجل المُؤذِي بها ؟ فهَي قد شَاهدت بأمّ عينيهَا ما قامَ به قبلَ مدّة قصيرَة ، كيفَ ركلَ ذلكَ الرّجل المَيت بكلّ قوته أرضا و كيفَ تركَه يُلقي حَتفه هنا ، وسطَ هذا الحَشد الذي كان يتابعُ أحدَاث هذِه المشَاهد بِدَم بَارد.

لَطالمَا أرادَت دُوريس هيل الهُروبَ من واقعهَا ، لطَالما أرادت الهروبَ من واقِعها هذَا ، الهروبَ مما تَعيشه و بدَاية حَياة جَديدَة ، لكنّ الموتَ لم يَكن أبدََا ضِمنَ مُخطّطاتهَا ، لَم يَكن ضمنَ أمنيَاتها كذَلك و كل ما إحتَاجته هُو الإبتعَاد عمّا كل يؤذِيها و لم تَتوقَع أبدا بأنّها سَتقع فِي أذى مِثلَ هذَا.

رصَّ دَارك دِيلارد على أسنَانه المَصطّفة بِشكل مِبهر بِداخل شِفاهِه لِيهمْهم بَعدها مُتحدّثا بِبعض من السّخرية -" هممم إذا مَالذِي يجبُ عليَ فعلَه بِك يَا ؟ "
إلتفَتَ إلى رَجله السّاقي الذي فورمَا قرأ بطَاقَة تعريف هذه المرأَة -" دُوريس هيل يا دَارك "
عقَد دِيلارد حَاجبَيه مَعا ثمّ أعادَ نظرَه إلى السيّدة التي تقابلُه بِتحديقَات مُترجيّة تحاولُ طلبَ الإفصاحَ عنها و تركهَا تذهب ، لكنّها خائفة ، خائفَة من أن تتحدّث فيتمَ الإنقضَاض عليهَا -" دُوريس هيل ؟ إبنَة فِيلكس هيِل ؟ "
أومأَت إبنَة فيلكس و فورمَا نبسَت بِصوتِِ خافتِِ و بتأنّي -" نعَم ، إنّه والدِي ! اترُكني من فضْلك ، لَقد أتيتُ إلى هنَا بخطَئ منّي ، لم أقصد أن أكونَ في هذا المكَان ، أرجُوك "
قَوّست شِفاهَها فِي آخر كلمَاتها بِطريقَة غير مبَاشرَة لِتردفَ مرّة أخرَى بعدمَا ترك الرّجل مِعصمَيها -" شُـ ـشكرََا لك ، هَل يُمكنُني الذّهاب الآن ؟ "
أشارَ الرّجل لِلسّاقي أن يُعيدَ لها محفظَتها و ذلكَ ما فَعلَه مباشرَة لِيقَهقه دَارك ساخرََا -" بلّغي سلامِي لِوالدك عزَيزَتي ، فَهو زبُونٌ دائمٌ عندَنا و الآن ارحلِي قبلَ أن أغيّرَ رأيِي !"

رَكضَت المرأة إلى الخَارجِ ناجيَة بحيَاتها مِما كادَ يحدُث معها ، صعدَت سَيارتها لترمِي برأسها فوقَ ذلك المقوَد تضعُ جبينهَا عليه ، لهَاثََا ثَقيلا يَخرج من ثغرها فِي حين جسدَها يرتعشُ بِخوف مِما جرَى معها بالداخل و بأصابعهَا تلك التي تحرّكها بِصعوبَة هي أخذت مفاتيح السّيارة من الحقيبَة لتقلعهَا بعدَ ذلك ضاغطَة البنزين ، هاربَة من هذَا المكَان الذي و بِالفعل لم يَعد يُعجبهَا أساسََا.

ذَلك الرّجل فِي الجِهة الثّانيَة لَم يَهتم بما حدَث بل طَلب من رجالِه أن يتخلصُوا من هذِه الجُثة و حينمَا كاد يرحل إستوقَفه ذلك المندِيل الواقِع أرضا و الذِي بات مُغطيًّا بدمَاء المّيت  بعدمَا مَسحت بِه دوريس بَشرته.
إنحنَى دِيلارد لِيلتقطَه ثُم رفع حاجبَه الأيسَر ليسأل رايَن بِنبرَة هادئة -" مَن هي جازمِين ؟ هل لدَى فِيلكس هيِل إبنَتين ؟"
هزّ السّاقِي رأسه نافيََا كلماتِ سيدِه ثم أجابَه -" إنّها زَوجته يا دَارك ، أي والدَة المرأة التي كَانت هنَا و هي مُتوفّية بالفِعل ، هل أرمِيه ؟ "
أشارَ لذلك المندِيل مُحاولا أخذَه من يد الرّجل الذي فورمَا سحبَها بعيدََا كردّة فعل غريبَة قد أتت منه -" لا يا رايَن ، أنا مَن سأقوم بِرميه "

لم تَقم بِقيادة أي عربَة في حيَاتها و هي تحتَ تأثِير المشرُوبات تفاديََا لوقوع أي حادث لها ، لكنّها  هَا هي ذي تقُود بسرعَة من دون حتى أن تشعرَ بما تفعله إلى أن وجدَت نفسها أمام ذلكَ المنزِل الفخم بِسيارتهَا .
لَعقَت شَفتها السّفليّة مُنتظرَة أن يُفتح باب المنزل الرئيسي أوتوماتيكِيا و حينما حدَث ذلك تقدّمت إلى الدّاخل لِتركن سيارتهَا بمَكانها المُعتاد.

ترَجّلت دوريس لِتخطو إلى داخل المنزل فِي حين تدركُ بأنه سَيحدثُ شيء ما ، فكلّ ما تأخرَت أو فعلَت شيء عكسَ سياسة والدِها المُتسلّط سيقوم بِمعاقبتها و لهذَا هي دائما ما كَانت مُستعدّة لما قَد يفعلُه لها.
إحساسُها لم يُخطئ أبدََا ! فأولُ ما إلتقَت به هو والدها الذِي يقفُ أمامَها بِوجه مُكشّر و منزعج هو تحدّث -" أين كُنتِ؟ "
لَم تُجِبه بَل تَابعَت طَريقها كَمحاولَة منها لِتجاهُله و لكن هيهَات فهذا لن يحدثَ أبدا مَع السّيد هيل الذي فورمَا شَدً ذِراع إبنَته يَلفّها ناحيَته بالقُوّة -" أينَ كنتِ يا دُوريس ؟ و لن أكرّر سؤالِي مرّة أخرى "
إنخفَضت عيُونها ذَات اللّون المُميّز ناحيَة يَد والدِها و بِكلّ جرأَة رفَعت كفّها لِتدفعهَا عنها ثم بِصوت حاقِد هي أجابَته -" كنتُ فِي الجَحِيم، هل هنَا أفضل  ؟ بالطّبع لا !"

قَهَقهت فِي آخر كلمَاتها تُشاهدُ والدَها يَتقدّم ناحيتها فِي حين يرفع قبضَته لِيحيطَ ذقنهَا بأصابِعه ضاغطا علَيه فِي آن الوقت بينمَا المرأَة أخرَجت تأوّهات متألمَة لما يَقوم به -" طَالَ لسَانكِ أيتُها الفاسِقة، بِتِ لا تخجلِين من نفسِك حتّى "
تحرّكت يَدَي دُوريس ناحيَة قبضَة الرّجل تحاولُ إبعادَها عنها و لكنَها مع الأسف لم تستطع فهي ضعيفة أمامه أصلََا ، لم يَتوقّف هيل هنا بَل سَحبها من شَعرها خلفَه ناحيَة تلكَ الغرفَة ثم قام بدفعهَا إلى الدّاخل ليغلقَ البابَ خلفَه.

-" ليسَ مجدّدا، لَن تفعلَ ذلكَ بِي مجدّدا ! لقَد طفحَ كيلِي أيّها اللًعـ ـآه ، توَقّف "

كَانَت تَصرخُ بِكلّ قُوّتها وسطَ آلامهَا بينما ذلكَ المدْعو بِوالدِها يقُوم بِتعنيفِها ، مرميَة أرضََا هي لا حولَ و لا قُوّة ، تأخذُ الضّربَة خلفَ الأخرى بذلكَ السّوط فِي حِين دموعهَا تنهمرُ على خدّيها مقْهورَة لما يحدثُ معها و باتَت تفكرُ بأن الموتَ أرحمُ لها مِن كلّ هذا العذَاب الذِي تمرُ علَيه.
عَانقَت جسدَها بِذراعيْها تحاولُ حمايَة نفسها من الرّجل الذي قَد جُن جنونَه عليْها و يا أسفاه علَى حالَتها ، لطَالما كَانت وحيدَة فِي هذا المكَان تأخذُ تلكَ الضّربات و هذا العنفِ على جسدِها . والدُها لم يرحمهَا فكيفَ رحمهَا دَارك دِيلارد و تركَها ترْحَل ؟ كيفَ له أن يكونَ رحيمََا عن والدَها الذِي من صُلبها ؟

خرجَ أنِين خَافتٌ مِن ثغرِها الصّغِير ، تَنتحبُ بألَم مِما تتلَقّاه هنا و يا إلهي بَاتت تتمنى موتَ والدها على يد ذلك القاتل و الذي رأته أمَام عينيها يُنهي حياةَ ذلك الرّجل.
دوريس هيل تلكَ المرأَة التِي بَاتَت تتمنى الموتَ لوالدها علَى يَد ذلك القَاتل الذِي يَقتل بدم بارد ضحيّته.

-" تـ ـتوقَف أكادُ أموت "

-" أمّي ، سَاعدِيني ، أمّي "

إنطَلقت تلك الكلمَات من شِفاهِها بنوَاح و ترجي ، تنوحُ لما تشعرُ به و تترجَى اللّعين الذِي لايزالُ يُعنفُها إلى أن توقّف و أخيرا بعدَ مدّة من الزّمن ليخرجَ من الغرفَة تاركََا إيّاها هناك في ذلكَ المَكان الضّيق ، من دون مساعدة و بِجسدِِ مُرهَق و ملامِحِِ تعبانَة .
تركَها بِندوبها التي غطّت السابقَة بعدَما كادت تختفي و أخيرََا من بَشرتها.
سَحبَت دُوريس جسدَها فوقَ تلك الأرضيّة المتجمّدة بِمحاولة منها الوُصول إلى تلكَ الأريكة المتموضعَة في الزّاوية و بعدَ عناء طويل، أخيرا هي أمامها لتَضع يَديها فوقَ جلدها ثم ترفع جسدها بِألم شديد كي تجلسَ عليها و وسطَ فعلتها تلك عضّت على شفتيهَا
بُغيَة كَبح ألمهَا الكَبير.
 
إمرأة تكَاد تبلُغ الثّلاثِين لاتزالُ تتعرّض للإساءَة من والدِها ، تتعرّض للعنفِ اللّفظِي و الجسدِي ! لم تستطِع حتّى الذّهاب بعيدََا عنه ، لم تستطِع حتّى أن تستقِل في مكَان آخر ، فهو يُهددُها بأنه سيمنعُ عنها العمل الذي تحبّه إن خالفَت أوامرَه و لَن تجدَ أي عمل بعدَها ، بل ستبقَى من دون مالِِ  و أكلٍ ، سيقفُ في طريقهَا و سيكون خلفها في كلّ مكان ستنتقلُ له ، في كلّ خطوَة تخطوها  و فِي كل مرّة ستتقدمُ إلى أي عمَل كان سيأخذُه منها !
لن تستطع الهربَ منه حتى لو  هربَت ، إنّه رجلٌ سيء و مقدَار إساءَته قد تخطّت إساءة أي شخصِِ في هذا العالم ، فهوَ نرجسِي حقير كل ما يهمه مصالحه.

أجهَشت المرأَة بالبُكاء علَى حالَتها هذِه لِترفع كفّها تحطّ أنَاملهَا علَى وجهِها ، مُباشرَة بِمسح قطرَاتِِ مالحَة كانت تسقُط ببُؤس من جفْن عيونهَا لتُقهقِه بِشكل هِيستيرِي عمَا يحدُث مَعها و لمدّة دقائق تُحسَب على أصابعها هي مَكثت جالسَة فوقَ تلكَ الأريكَة ، لِتقفَ بعدَها  بِتعَسّر تَترنّحُ فِي خطوَاتهَا إلى خارج تلكَ الغرفَة الباردَة كبُرودَة والدِها .
صَعدت السّلالِم متوجّهة إلى غرفَتها تشَاهد فِي آن واحد إمرأَة أبيها التي تقفُ في آخر الدّرج تضعُ ابتسَامة مُستفزَة على وجهِها فِي حين تنظرُ إليهَا ، بنظرَة حقيرَة جعلَت من دوريس ترفعُ إصبعَ يدِها الأوسَط لها فِي حين تدَحرج عيونها مكملَة طريقَها إلى وِجهتهَا.
دَفعت الباب خلفهَا لِتغلَق على نفسِها بِمفتاح مِقبضِه ثُم تقدّمت مباشرَة ناحيَة تلكَ المرآة لِتعضّ على ثغرهَا ، كَعادة والدها سيمسّ كل أطراف جسدَها إلا وَجهِها  فهو مَكشُوف وَ سيكشفُ أفعاله البغيضَه لهذا دائما ما كان يحرصُ على عدم وضْع يدِه عليها في ذلك المكان إلا إذا صفَعها.
خلَعَت ملابسَها قِطعَة تلوَ الأخرَى لِتبقى عاريَة تشَاهدُ إنعكَاس جسدَها الممشُوق بِطريقة مُميزَة في تلك المرآة الكبيرَة ،  أصابِع يَدها تأخذُ طريقهَا تتَحسّسُ كلّ مكان قَد تم ضربُها فيه في حِين تتأوّه بِتوجّع فتلكَ الجروح تلسَع جلدَها .
أخذَت طريقَها إلَى الحمّام لتخرجَ علبَة الإسعافَات تلك ثُم عالجَت ما استطَاعت من جُروح لترتدِي بعدها ملابسَ نوم بِقماش حريريّة متجاهلَة حقيقَة أنّها غارقَة في روائِح المشرُوبات التي قَد شربتها فِي تلك الحانة سابقََا و لم تهتم بِعدم إستحمَامها ، بل فورمَا ركَضت إلى سريرِها تستلقِي عليه بِشغف مُحاولَة النّوم و الهروبَ من واقِع كهذَا .

لم يَكن دَارك دِيلارد منَ النّوع الذِي ستُشتَته إمرأة ما ، شابّة ما و بالذّات شخصًا مَا ، فهوَ رجلٌ مُستقلّ لديه علاقَات  مُقربَة لا تتعدّى الإثنَين والده الرّاحل و رايَن السّاقي الذي يُعتبرُ يدَه اليُمنى ، لَم يكن من النّوع الذِي يَهتمُ لعلاقَة أخرَى خاصَة و هو فِي سِن الثّلاثين ، نَعم كان طائشا في أيّام مُراهقتِه و لكن كلّ شيء تغيّر بعدمَا نضجَ و بات رجلًا بأعمالِه الخَاصَة .

لَكنْ مَالذِي يحدُث معَه الآن ؟ فَها هُو ذَا فِي هاتفِه الذِي لا يَلمسُه إلّا للضّرورة ، يُشاهدُ حسَابَ تلكَ المرْأة على تطبِيق الأنستغرام ، صُورة خلفَ الأخرَى يتمعّنها بِفضُول إلى أن توقّف في آخر واحدَة تمَ التّحديث بها من طرفِ السّيدَة هِيل.
صُورَة لهَا مَع وصَف " ليسَ كلّ ما ترَاه هنا حَقيقيًّا " و حسنََا دِيلارد بَات الفضُول يأكلُ عقلَه بِشكل أكبر ، فهَا هو ذَا بِحواجب مُتشابكَة يُحاولُ فَهم ما تشيرُ إليه دوريس، مَا تحاولُ إيصالَه بكلمَاتها القليلَة هذِه.

أعادَ شعرَه الطّويل للخلْف بِضجر لِيطلقَ تَنهيدَ خلفَ الأخرَى غيرُ مدركِِ لما يَفعله فِي هذه اللّحظَة، فَكرَ و فكر إلى إستسلَم  حينمَا لم يَصل إلى أي نقطَة بعيدَة بِتفكِيره هذَا.

طَرقَات خفيفَة على بَاب مَكتبِه جَعلَته يَتحدّث مُستأذنَا لأي كان بالدّخول و بالتّأكيد لم يَكن سوَا راين الذِي يحملُ بين أصابعِ كفّه دَعوَة بِطابع فَخم ، بِلون أحمرِِ و أبيَض مُتناسِقين -" إنهَا لك "
تحدّث السّاقي يُمدّد يده إلى الرّجل ليَأخذها ثُم تَابع حَديثه بِصوتِِ مُحترم -" إنهَا من فِيلكس هيِل ، دَعوة لِحفل زفَاف إبنته دوريس و التي بالفِعل أصبحتَ تعرفُ من تكُون بعد ذلكَ اللقّاء في الحانَة"
رفَع أيسرَ حاجبَه لِيفتحَ تلكَ الدّعوة يطَالع ما بدَاخلها ثم بِصوت واثِق ردّ على رجُله الذي لايزالُ واقفََا فِي مكانه -" بِمن ؟ "
بَوّز الرّجل حاجبَيه ناحية الأمَام مُستغربََا لما سأله السّيد هنا -" جايكُوب زورڨان يا دَارك"
همهمات أُطلِقت من حُنجرَة دِيلارد الذِي فورَما قَهقه -" همممم ، لم تكن ترتدِي خاتمَ الخطُوبة ذلك اليَوم يا راين "
تَقدّم راين ناحيَة الرئيس ثُم جلَس بذلك المَقعد يُقابلُه و بِصوت هادئ كعادَته هو أجابَه -" إنّه زوَاج مصلَحة يا دِيلارد كما أنه إبن صديقِ والدها المُقرّب، فَمنَ البدِيهي أن تُنهِيَ حياتهَا معه "
أعادَ تلكَ الورقَة إلى برقِية الدّعوة ليَتحدّث راين مرّة أخرَى -" هَل سَتذهب ؟ "
مَالكُ الحَانة هزّ رأسَه بإيمَاء علَى سؤال السّاقي الذي فورمَا فتَح عيَناه بِصدمَة من سَيده الذِي نطَق بِأمر منه -" نَعم يا راين ، سأذهب بالتأكيد و لهذا قُم بِتحضير بدلَة تليقُ بقَامِي في أسرَع وقت !"

فتحَ كاميرُون فمه ليَتحدّث و لكنّه أغلقَه مُتجَاهلََا ما كاد يَقوله وَ بأدَب أومأ للرّجل هنا ثم وقفَ بِجسده يَخرج من المكَتب، تاركََا الرّجل الذِي لم يعد يفهمه وحيدََا.
في كلّ مرّة سيتم دعوَة دِيلارد إلى حفلِ زفاف ما هو سيتحجّج بأعماله في حين يأمرُ راين كاميرُون بأن يُوصل لهم هدّية ما.
لَكن يَبدو بأن هنَاك ما تغيّر بين اللّيلة و ضحَاها ! فهَا هو ذَا بَات يريدُ الذّهاب لحفلِ زفَاف تلكَ المرأة ، يريدُ و بجدّية أن يرَى وجهَها حينمَا تمشي فِي ممرّ الزّفاف ، يريدُ رؤيَة ردّة فعلِها حينمَا يُقبّلها ذلكَ الرّجل الذي تدّعي معه حبّها الخالص وَ حيَاة الرّفاهيّة !

آخرُ ما يريدُ رؤيَته هو حقِيقتها التِي تُخفيهَا ، مَن هذِه المرأة؟ مالذي تُخفِيه خلفَ قنَاعها ذَاك الذِي يَتظاهر بِحبّ الحيَاة و ما جاورَها. دَارك دِيلارد متأكدٌ بأن تلكَ المرأة لدَيها ما تخفِيه و كأنّها لُغز تنقصُ فيه آخر قطعَة لحلّه ، ما هي هذِه القطْعة ؟ أم الرّجل بات يتَوهّم و ليسَ كل ما يراه بعَينه المجرّدة حقِيقيا ؟

قَرّر إكتشَاف ما إذا كان ذلكَ حقيقّيا أم مجرّد وهم قَد إخترقَ مُخيّلته فجعلَه يَعيشُ لحظَات لم يُدركها و يفكرُ بأشياء لا يُريد التّفكيرَ بها.

ركَضت الأيّام بِسرعَة قُصوى و ها هُو ذا  اليوم حفلُ زفَاف تلكَ المرأَة  التِي تقفُ أمَام تلكَ المرآة في غُرفتها ، تَشاهدُ من النّافذة الحشدَ الذِي يأتي من حدِيقة مَنزلِها و كلّ منهم يَرتدِي أزياءَه الفخمَة يحاولُ جذبَ أنظار الصّحافَة هنَا .
فُتحَ باب الغرفَة لِتُديرَ رأسها تنظرُ إلى السّيد هيل الذِي دَحرجَ عيْاه بِتملّل واضِح هنا -" هيّا حضرِي نفسِك و تعالي إلى الحديقة فالجميع بانتظارِك كما أن جايكوب قد جاءَ بالفعل ! "
أومأت المرأَة تشاهدُ والدها يعودُ أدراجَه خارجَ الغرفة دافعََا البَاب خلفَه و حِينها فقط هي تنهّدت في حين تمشي وسط المكَان بِتردّد واضح تنتظرُ قدوم صديقتهَا التي فورما  دخَلت بسرعة تلهثُ بين أنفاسها.

اعتذرَت عن تأخرِها لتضعَ ذلك الفُستان الأسوَد المكشُوف فوقَ  سَريرها ثمّ تحدّثت بِلطف كعادَتها -" هل أساعدُك فِي تحضِير نفسِك يا دوريس ؟ "
حرّكت المعنيَة بالأمرِ نافيَة لتُجيبها -" لا يا نِيكي، شكرا لك و يُمكنكِ الذّهاب الآن !"

.

جَلسَ كلّ شخصِِ فِي مكانه بينما جايكوب وقَف في آخر المَمر بجانب والدِه و القَس الذِي سيقوم بمرَاسم الزّواج ، الجَميع ينتظرُ قدومَ العَروس و التِي بالفِعل قَد بدَأت بالظّهور وسطَ أنغام تلكَ الموسيقى الهادئة، تَرتدي فستَانا أسود كاشفََا لمَا أخفتْه طِوال حيَاتها، يكشفُ ندبَات فؤادِها قبْل آثارِ جسدِها.
الجَميع حدّق بِصدمة مِما تراه عيونهم أمّا والدهَا فقد إبتلَع ريقَ جوفِه يَقبض راحَة يدِه بقوّة مِما فعلتْه هذه اللّعينة بالنّسبة له و بِمحاولَة منه للسيطرَة على غضبه هو تقدّم نحوَها  ، يقدمُ لها ذِراعه لتحيطَه بِيده و بين طيّات أسنانه نطقَ مهدّدا -" ستدفعينَ ثمنَ هذَا يا أيتهَا الوغدَة "
حطّت بَسمَة راضيَة بأفعالها على وجهِها لِتقَهقه بعدَها -" سنرَى بشأن ذلك يا سيدِي هِيل "

فِي كلّ خطوَة كانت تخطوها هي ستنظرُ إلى شخصِِ ما من ذلكَ الحَشد الذي هنا و بالتأكيد لم تعرف أحدًا منهم غيرَ صديقتها نِيكي فهؤلاء معارفُ والدِها  و السّيد غابريال زورڨان، لا معارفُها.
إلى أن حطّت عيونَها على ذلَك الرّجل ، بِحلّة سودَاء و عيونِِ حادّة كحدّة السّيف رمقَهَا بِابتسَامة جانبيّة وُضعت على ثَغره و ها هِو الرّعب قد دبَّ فِي جسدِها بسبب القاتِل هنا ، تكادُ تفقدُ سيطرَتها متذكرّة تلك اللّيلة التي بَاتت من أسوء ليَاليِها ، تحاولُ التّحكم بِنفسها إلى أن ينتهِيَ ما يحدُث هنا و حينما وصَلت هي و فِيلكس إلى آخر الرّواق أخذَها جايكوب السّعيد بين يدَيه لِيعانق جسدَها .

حاوَلت دفعَه بِهدُوء تمنعُه من فِعل ذلك في حين هو سألها -" من ذا الذِي فعلَ بكِ كلّ هذا يا دوريس ؟ "
رفَعت أكتافهَا بِعدم مبَالاة في آن واحد تبتعدُ عنه -" و هل هذا مهم الآن ؟"
حطّت حدقيتهَا على والدِها الذي يقفُ قبَالتها ثُم ناحيَة الرّجل الذي يُراقبُ تصرّفاتها و لأولِ مرّة شعرَت بالقُوة لِفعل ما لم تفعلْه منذ زمن طَويل ، فأخذت ذلكَ المِيكروفون لتَتحدّث بِسرعة مِن دون تَوقّف وسط إندهاش الجمِيع -" أريدُ القول بأن هذا الزفّاف تم من دون موافَقتي حتّى ! لم أستطِع حتى اتّخاذ قرارتِي الشّخصية من تلقاء نفسي ! و ما ترونَه علَى جسدِي من فعل الرّجل الشّهم الذي تحبونه جميعا فِيلكس هيِل ، نعم  رجلُكم يُعنّف إبنته الوحيدَة و يجبرهَا على فِعل ما لا تريدُه، يسيء لها و يهدّدها ! هذا هو فِيلكس هيِل محبوب الجماهير "

كادت تضعُ المِيكروفون و لكنّها تحدّثت مرّة أخرى و البسمَة تغمرُ وجهَها -" و لا لستُ موافقَة على هذا الزّواج  المُخطّط له " لِتوقع المِيكروفون أرضا هاربة منَ المكَان.

يبدُو بأنّ دَارك دِيلارد لم يكن مُخطئا أبدا !.

✓•

- يتبع -

هذا فقط تمهيد لقصّتنا التي لم تبدأ بعد !

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

603K 29.3K 45
ندخل انا وياكم و نفتح الابواب عن حياة أنفال و المطبات الي مرت فيها بحياتها و هل وقفت عند هاي المطبات ولم تكمل حياتها ام هناك شخص أمسك بيدها لكي يكون...
1.8K 158 11
تعتبر مافيا ندرانغيتا من اقوى الشبكات الاجرامية والاكثر ثراء بفعل تحكمها بحزء كبير من تجارة الكوكايين المهرب الى أوروبا كما تعتبر من اقوى المنظمات ال...
737 103 16
الحقيقه احياناً لا تتضح من نظرة واحدة بل تحتاج الي ضوء لتظهر الحقيقه الكاملة
23.1K 1.5K 40
يتعرَّضون لِحادث سَير بينمَا هُم ذَاهبِين لِنزْهه.. لِينْجو مِنْهم فقط اَلأَب وابنَتهِ لِيَقع فتًى بِحبِّ الابْنة اَلذِي أنْقذَهَا فِي آخر لَحظَة فِ...