المكان: وسط المدينة
الزمان: 2015/ الليل
بعد أن انهى تشارلي وجبته في المطعم، إتجه لوسط المدينة لشراء نسخة مطابقة لسماعته التالفة.
تشارلي: [ يدخل السوق]
التاجر: كيف لي أن اخدمك ؟
تشارلي: أهذه النوعية من السماعات متوفرة لديكم؟
التاجر: المعذرة سيدي، تم سحب الكمية بأكملها قبل بضعة ايام... ولكن هنالك الكثير من الخيارات الممتاز المتاحة حالياً مثل...
تشارلي: [يقاطعه] لست مهتماً [ يخرج من السوق]
التاجر: [ متفاجئ] اوه...
يدخل لسوق اخر.
التاجر: كيف اخدمك ؟!
تشارلي: اريد هذا الصنف من السماعات.
التاجر: ...اوه.. للاسف. تم شراء اخر قطعة مساء امس.. ولكن.. هاه؟
لم يكمل التاجر كلامه و إذ بتشارلي يغادر سوقه، و لم يحصل على النوع المماثل لسماعته حتى بعد دخوله لعدة اسواق في المدينة.
تشارلي: .......... [ يشتاط غضباً] ما حكاية هذه المحافظة الفقيرة ؟!!!!! أيتوجب علي السفر لليابان كي احصل على طلبي ؟!!! يبعد منزلي مسافة ساعتين على السيارة من هنا، لن اقضي وقتي في العودة و خدي ملتصق بالنافذة !
واصل تشارلي البحث عن متجر تتوفر فيه السماعة التي يريدها و لكن الكلمة الوحيدة التي كان يسمعها هي
{طلبك غير متوفر} فبدء يفقد اعصابه.
تشارلي: [ يغلق قبضته من شدة الغضب] اي نوعاً من اللعنات هذه ؟! انا ابحث منذ ساعة !!! لن انتظر أسبوعاً كامل كي يتم إعادة شحن الكمية !هذا المتجر الاخير ، سأحطم أسنانه إذ لم أحصل على طلبي فوراً !!!
دخل المتجر فأصيب التاجر بالذعر من نظرة تشارلي المخيفة.
التاجر: [متوتر] اااااا... تفضل يا سيدي...
تشارلي: [يخرج سماعته التالفة و يخشن صوته] أنصت جيداً يا هذا... لقد بحثت و بحثت حتى سئمت من سئمي و كللت من كللي،.. إذ لم تحضر لي نسخة طبق الاصل من هذه السماعة فسأرتكب جناية !!!!!
التاجر: هدئ من روعك يا سيدي ! اليوم يوم حظك ! تبقت نسخة واحدة من هذه السماعة الفاخرة و.
تشارلي: [ يقاطعه] اين ؟!!!!!!
التاجر: [مرتعب] في الممر السادس !!!!!
بمجرد معرفته لمكان النسخة أنطلق كالصاروخ حتى وصل إليها و كان يفصله بينه و بينها بضعة أمتار.
تشارلي: [يبتسم فرحاً] انتي بنفس الجمال الذي تركتك به ! لا مفر من القدر يا فتاة ! مصيركِ لي و مصيري لك !!! تعالي إلى والدك....
حينما كان يتغزل بالسماعة قامت فتاة بأخذها امام ناظريه و اهدر فرصته الاخيرة.
تشارلي: [محطم] ......... هاه؟
اشترت تلك الفتاة اخر نسخة من السماعة بينما يحاول تشارلي استيعاب ما جرى و بعد خروجها من السوق قام باللاحق بها.
تشارلي: مهلاً !!!
إلتفت الفتاة له قائلة.
مي: هاه؟ هل تخاطبني؟
تشارلي: و من غيرك ؟!
مي: كيف لي أن اساعدك ؟
تشارلي: كم الثمن؟
مي: [متعجبة] ماذا؟
تشارلي: لا تسبحِ بمخيلتكِ بعيداً، أنا اقصد السماعة ! بكم تبيعينها ؟!
مي: سماعة ؟ اتعني هذه؟
تشارلي: اجل ! حددِ السعر الذي تريدينه ولكن لا تتوقعِ الكثير لأن في جيبي ثلاثمائة فحسب !
مي: امم،.. تريد مني بيع سماعة قد اشتريتها للتو ؟ هل أنت بخير؟
تشارلي: بالطبع لا ! حينما اجوب المدينة بأكملها لأكثر من ساعة حتى فقداني الشعور بسيقاني للعثور على شيء تأخذينه مني في طرفة عين فلن أكون بخير !
مي: اوه... أعتذر على ذلك ولكن لا افكر في بيعها، طابت ليلتك [ تعطي ظهرها له]
تشارلي: اوه هيا الا يمكننا التوصل إلى حل ؟!!
مي: [ تنهد و من ثم تلتفت له] لما لا تشتري نوعية اخرى فحسب؟
تشارلي: انا؟ لما لا تفعلين أنتي بدلاً مني ؟!
مي: ما الذي تعنيه؟
تشارلي: اعني أن هذه سماعة للشباب ! لِما لا تشترين شيء وردي بأذنان أرنب او هرة او أيا كان من اغراض الفتيات ؟!
مي: اظن أن هذا ليس من شأنك [ تعود للطريق]
تشارلي: حسنا أنتي تفوزين سأعطيك كل اموالي !
مي: (..إلى متى سيواصل هذا الشاب ؟! ) [تلتفت له] أنظر يا سيد، إذ احضرت لي غراباً أبيض فسأبيع لك شيء فور شرائي له، و الآن أعذرني، لدي جامعة في الصباح
ادارت وجهها للطريق و غادرات المكان ولكن بعد لحظات شعرت بأنها مراقبة فإلتفتت للوراء و رأت تشارلي مجدداً
مي: ( طفح الكيل !) أأنت تلاحقني ؟!!! هل علي الصراخ لأجلب الناس ؟!!!
تشارلي: حسناً حسناً هدئي من روعك ! تباً.
غادرت مي و تشارلي عاجزاً عن فعل اي شيء.
تشارلي: لعب دور الرجل المؤدب لم يجدي نفعاً معك،.. سأنتزع منك السماعة إذاً!
قام تشارلي بتتبعها دون أن تشعر حتى وصل لإحدى المقاهي فأخذ مجلة الاخبار لإخفاء وجهه و جلس على احدى الطاولات يراقبها.
تشارلي: (... سأنتظر لحظة غفولها عن الحقيبة و من ثم سأتسلل إليها لأنشل السماعة و اضع مكانها النقود،.. لا تعد هذه سرقة صحيح؟)
كانت هنالك فتاة اخرى ماشية في الطريق فحاصرها ثلاثة شبان.
" إلى أين ذاهبة إيتها السكرة ؟
الفتاة: [متوترة] عائدة للمنزل.
" اوه ولكن الوقت متأخر.. ما رأيك بتوصيلة؟
الفتاة: [خائفة] ش شكراً انا بخير.
" أسمعت لقد قالت شكراً
" كم هي لطيفة .
و من ثم قاموا بتكتيفها و حاولوا التعدي عليها.
تشارلي: [يحتسي القهوة] يبدو أن الفرصة الذهبية اتت باكراً.
حينما كان تشارلي على وشك التدخل لمساعدة الفتاة.
مي: انتم !!!!
" هاه؟
أصيب الشبان الثلاثة بنوبة قلبية من شدة الرعب بعد رؤيتهم لمي.
مي: أنها المرة الثانية التي اقوم بإمساككم فيها تعتدون على النساء !!!
" [مرتعبون] م م م م م مي الأمر ليس كما تظنينه كنا نساعدها لا اكثر !
مي: لا تستغفلني ! إذ كشفتكم او حتى سمعت عن مضايقتكم لفتاة اخرى فلن أريكم نور الشمس مجدداً و قد اعذر من انذر !! هل كلامي واضح ؟!!!
" واضح يا سيدتي !!!! [يفروا هاربين]
تشارلي: [مصدوم] ما التي رأته عيناي للتو؟
مي: [تلتفت لتشارلي] هاه؟ الست انت..
غطى تشارلي وجهه بالجريدة بسرعة و هم هارباً.
الفتاة: لا أعرف كيف أشكرك !
مي: لا شكر على واجب،.. هذا الحي خطيراً في الليل، دعيني اصطحبك لمنزلك، ستكونين بمئمن معي.
الفتاة: حسناً.
عاد الشبان الثلاثة إلى زقاقهم يتنفسون بسرعة من شدة ذعرهم.
" [مذعور] يا إلهي ! ظننت اننا في حكم الهالكين !
" لا اصدق اننا نجونا .
" علينا ترك هذا الحي يا رجل ! لا يوجد ما يضمن أن مي ستتغاضى عن الامر !
تشارلي: على رسلك يا صاح انت تتعرق بشدة اعني تباً اشرب بعض الماء [ يعطيه زجاجة]
" شكراً لك
اخذ الرجل الزجاجة و شربها و من ثم قام ببصقها بعد أن ادرك ان هنالك غريب بينهم
" من تكون ايها الوغد ؟!!!!
تشارلي: اكبح جموحك يا صديقي انا مقيم جديد هنا و اردت التعرف على الحي.
" أتعرف مع من تبعث ايها الحشرة ؟!
قام تشارلي بصفع الشاب بنقوده و قال.
تشارلي: كن سخياً ،. ما رأيك بثلاثمائة دولار كعربون صداقة ؟
" [ يأخذ ماله] ماذا تريد.
تشارلي: لأصارحك القول انا اقيم هنا منذ اسبوع، و قد شدت إنتباهي تلك الفتاة ذات الشعر القصير منذ يومي الاول، احاول التقرب منها كما تعلمون،.. و بدا لي انكم تعرفونها، لذا.. هل اخبرتماني عنها رجاءاً.
" ... لقد رأيتنا ؟!!
تشارلي: [يقهقه] لا تقلق اعدك انني لن اخبر اي احد، فبعد كل شيء نحن اصدقاء.
" .... حسناً... تلك الفتاة تدعى مي،... ولا انصحك بالتقرب منها لانها ليست من النوع الذي تعبث معها، و الامر يعود لأخاها الكبير كيفن، ذلك الرجل حطم جماجم لا تعد ولا تحصى من الاشخاص الذين فكروا فقط بمضايقة شقيقته.. انه مجرم متحجر القلب معروف في اغلب مناطق البلدة ، علاوة على أن والدها يعمل لدى الإستخبارات، هل فهمت؟ لا أحد يود رؤية وجهها وهي منزعجة ! لأن إذ فعلت ذلك ! فأعلم أن فاجعة ما ستصب على رأس احدنا !
تشارلي: اممم فهمت ولكن كيفن من بالضبط ؟ يوجد الف كيفن في هذه البلدة.
" كيفن شيبرد.
تشارلي: .... اهاااا.... أتضحت الامور الان،... [يبتسم] شكرا لك.
سدد تشارلي لكمة مباشرة بعد إبتسامته البريئة حطمت أنف الرجل و أفقده الوعي
تشارلي: علي تلقينكم درساً بالرغم من ذلك.
" ايها الوغد !!! [ يخرج السكين]
هاجمه صديقه فتلقى ضرباً مبرح من تشارلي و أفقده الوعي ولم يتبقى سوى شاب واحد فشعر بالرعب الشديد منه و حاول الهروب إلا أن تشارلي امسكه عن بعد بذيل العقرب و قام بسحبه نحوه.
" ارجوك انا اسف !!!! لن اعيد كرتي مجدداً انا أعدك !!!
تشارلي: انا لست مي ايها السافل !
اوسعه ضرباً و قام برميه مع رفاقه في القمامة بعد إسترجاعه لأمواله..
تشارلي: [يخرج من الزقاق] شكراً جزيلاً لك يا كيفن، افسدت سماعتي و اكملت شقيقتك الواجب بسلبها اخر نسخة مني..... لا مفر من الإنتظار للاسبوع المقبل اذاً..