كلام يُكتب بماء الذهب ..
من الشيخ العلامة أبو إسحاق الحوينى ::::
لا تدع الناس يعرفون عنك سوى سعادتك !
ولا يرون مــنك إلا ابتسامتك فإن ضاقت عليك ! ففي القرآن جنتك . .
وإن المتك وحدتك فــــ إلى السماء دعوتك !
وإن سألوك عن أخبارك !! فأحمد الله و...أبتسـم ...
وإذا رأيت نملة في الطريق فلا تدسها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرحمك كما رحمتها" .
وتذكـــــــر :~
أنها تسبح لله فلا توقف هذا التسبيح بقتلك لها.
وإذا مررت بعصفور يشرب من بركة ماء فلا تمر بجانبه لتخيفه " وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يؤمنك من الخوف يوم تبلغ القلوب الحناجر.
وإذا اعترضتك قطة في وسط الطريق فتجنب أن تصدمها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يقيك الله ميتة السوء.
واذا هممت بإلقاء بقايا الطعام فاجعل نيتك أن تأكل منها الدواب وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرزقك الله من حيث لا تحتسب.
وتذكـــر :~
افعل الخير مهما استصغرته فلا تدرى أى حسنه تدخلك الجنه.
البارت الثالث❤️❤️
وقفت تسنيم أسفل البناية التي يقطن فيها كلا من شقيقتيها ظلت واقفة لبضع دقائق تعد نفسها جيداً للمواجهة تستحضر في ذهنها العبارات المناسبة التي ستتحدثها فهي لا تريد أن تخطئ في الحديث فيزداد الأمر تعقيدا زفرت أنفاسها بعمق وكادت أن تضغط على جرس المنزل إلا أنها استمعت إلى أصوات محببة إلي قلبها تهتف إسمها بصوت مرتفع نظرت بلهفه على يمينها وجدت كلا من مالك وفريدة ياتيان ركضا نحوها والسعادة تشع من وجوههم هبطت سريعاً بضع درجات وفتحت زراعيها لاستقبالهم داخل أحضانها
كانت تسنيم تضمهم إلي أحضانها بقوة واشتياق شديد والأطفال يقبلون وجهها بسعادة
تحدثت فريدة وهيا تضم تسنيم وتربت على ظهرها بطفوله قائلة: وحشتيني اوي اوي يا خالتو أنا كل يوم كنت بقول لماما خالتو نيمه هتيجي امتى بس هيا كانت بتقولي مش عارفه بس أنا زعلانه دلوقتي منها عشان هيا كانت عارفه إن انتي هتيجي انهاردة ومش قالتلي
احتوت تسنيم وجه فرح بكفيها وتحدثت بحنان: لا يا روحي متزعليش من ماما هيا كمان مكنتش تعرف إن أنا جايه أنا عملالها ليكم مفاجأة
احتوى مالك وجنتي تسنيم بكفيه الصغيرتين بحنان واردف قائلا: دي احلى مفاجأة يا خالتو انتي عارفه أنا عملت كل إللي انتي قولتيلي عليه وسمعت الكلام ومزعلتش حد مني خالص والمس في الحضانه قالتلي انت شطور اوي يا مالك
ضمته تسنيم بحب واردفت قائلة: يا روح قلب خالتو انت اصلا شطور خالص
تحدثت فريدة بغيرة طفوليه قائلة: وأنا كمان عالفكرة يا خالتو ألمس قالتلي انتي ممتازة وكمان قالتلي أن هي بتحبني
قهقهت تسنيم على ملامح فريدة المتذمرة واردفت قائلة: طبعاً يا ديدا أنتي ممتازه حد يقدر يقول غير كده
أمسكت فريدة بعض خصلات من شعرها ونفضتها إلي الخلف بغرور بعد استماعها لاطراء تسنيم الموجه إليها مما جعل تسنيم تضمها إليها وتقبل وجنتيها العديد من القبل وتوزع القبل بينها وبين مالك تحت ضحكاتهم السعيده
تحدثت تسنيم بتساؤل قائلة: فين اسر وعمر فوق في البيت ولا فين
ردت فريدة قائلة: لا مش في البيت راحوا مع تيتا عند عمتو سمر وهيجوا بليل
اممم طب يلا نطلع إحنا عشان نفاجىء نغم ونور يلا هكذا تفوهت تسنيم وهيا تصحبهم معها بسعادة داخل المنزل
فی ذات الوقت داخل الشقة التي تقيم فيها نغم كانت تجلس مع توأمها نور يتثامرون في الحديث عن الصورة التي نشرتها تسنيم عبر تطبيق الواتساب وكانت الصورة تحتوي كلا من أنس وتسنيم
أردفت نغم قائلة: شايفه يا اختي الروقان إللي هيا فيه عايشه ولا على بالها حاجه كل يومين صورة شكل وخروجه شكل قمة الروقان يعني مفيش كلام
تابعت نور حديث شقيقتها قائلة: وهو اي روقان واحدة جوزها بيموت فيها وأبوها شايلها من على الأرض شيل وكمان ولا عيال ولا مدارس ولا مذاكره متبقاش رايقه ليه يعني إحنا إللي متروق علينا ياختي
وكادت نغم أن ترد على حديث شقيقتها إلا أنهم فزعوا بشدة عند استماعهم لصراخ كلا من مالك وفريدة وتوجهوا سريعا خارج الشقة حيث مصدر الصوت ولكن صعقوا من المشهد الذي أمامهم فقد كانت تسنيم تجلس على الدرج تمسك قدمها بألم والدمع يتساقط من عينيها وكلا من مالك وفريدة يجلسون بجوارها من كلا الجانبين يبكون على بكاءها
تلاقت عيني نور ونغم مع بعضهم البعض بصدمة ثم وجهوا أنظارهم نحو تسنيم وكلا الطفلين بفم مفتوح من المفاجأة وحاولتا الحديث أكثر من مرة ولكنهم فشلوا في ذلك وكان الصوت الوحيد الصادر في المكان هو صوت تاوهات تسنيم المتالمة
ولكن أنهى ذلك الصمت صوت مالك الذي صرخ بوالدته قائلا: بسرعه يا ماما تعالي شوفي رجل خالتو اتعورت جامد
هرعت الاثنتين نحو تسنيم جراء استماعهم إلى ما أصاب قدمها
تحدثت نور بتشتت قائلة: براحه يا تسنيم اسندي عليا ندخل جوا أنا مش فاهمه حاجه انتي هنا إزاي ولا وقعتي إزاي أوف أنا حاسه إني مش فاهمه حاجه
نظرت لها نغم بسخط وتحدثت قائلة: وانتي من امتى بتفهمي يا نور اسندي معايا البت خلينا ندخلها جوا ونشوف رجليها الأول وبعدين أبقي اسألي براحتك
أسندت نور ونغم تسنيم الباكية من كلا الجانبين متجهين داخل الشقة وتحدثت نور بتذمر قائلة: عالفكرة مش عشان انتي أكبر مني بدقيقتين يبقا تشتمي براحتك مسمحلكيش يا قطة
ابتسمت تسنيم من بين شهقاتها المتالمة واردفت قائلة بعدما اجلسوها فوق الأريكة قائلة: وهو اي الجديد يا نوري ما أنتي طول عمرك تشتمي من نغم وبتسكتي عادي
ضربت نور على قدم تسنيم المتالمة بخفه واردفت قائلة بغيظ : خفي استظراف ياختي خليكي في إللي أنتي فيه
تاوهت تسنيم بخفوت وقالت: إيدك يا بنتي هو أنا مستحملة الألم عشان تزودية
جلست نغم على الأرض مقابل قدم تسنيم بعدما جلبت صندوق الاسعافات الاوليه وأخذت تطيب جرح قدم تسنيم برفق واردفت قائلة دون النظر إليهم: اتخرسي يا بت إنتي وهي بدل ما اقوم أعمل معاكم الصح وأنا أصلا عايزة أطلع الخناقة إللي اتخانقتها الصبح مع حسام على أي حد
تحدثت تسنيم ببراءة مزيفة قائلة: لا وعلى أي اعتبرينا هوا ولا اكننا موجودين اصلا صح يا نور
هزت نور رأسها تأكيدا لكلامها وقالت: مع انك صغيرة وهبله بس أوقات بيطلع منك كلام مظبوط
نظرت لها تسنيم بشرز وكادت أن ترد على حديثها ولكن صرخت بألم حينما ضربت نغم على مكان الجرح برفق واردفت قائلة: كدة تمام يا تسنيم ولا لسه في حاجه تانيه
ردت تسنيم بتذمر قائلة: لا خلاص دي خفت اصلا متشكرين يا كبير بس تعالي اقعدي جنبي عشان قعدتك على الأرض كدة غلط عليكي تتعبك
جلست نغم بجوارها ومن الجهة الأخرى كانت تجلس نور نظرت نغم لنور وغمزت لها بطرف عينيها
عندما كانت تسنيم تتفحص جرح قدمها بحرص وجدت نفسها مكبلة بشدة من كلا الناحيتين فكلتا شقيقتيها يضموها إليهم ويوزعون القبل على وجهها بحب وكأنهم تبدلوا بأشخاص آخرين ولكن هكذا هم الأشقاء مهما دار بينهم من خلاف إلا انهم حين يجتمعون ينسون كل شيء ويعودون بالزمن إلي الوراء حيث الطفولة والبراءة والحب يقتطفون لحظات سعيدة من الزمن فقد لا يستطيعون فعلها مرة أخرى
اقتربت فريدة تركض نحوهم وهي تحمل هاتف تسنيم بين يديها
وتحدثت قائلة: خالتو خالتو كلمي عمو أنس اتصل عليكي كتير وأنا رديت عليه وقولتلوا خالتو اتعورت جامد في رجليها عشان وقعت على السلام أنا قفلت معاه وقولتلوا هطلع ادي خالتو التيلفون واخليها تكلمك
جحظت أعين تسنيم وتشبثت بذراع نور واردفت قائلة: قفلت في وشه كمان مش كفايه نقلت الخبر زي الرويتر البت ودتني في داهيه مش هرن عليه ولا أقولك كامله انتي يا نور
ربتت نور على ظهرها بسخريه واردفت قائلة: رني ياختي مش عملالنا فيها شبح استلمي
انتوا أشرار عالفكرة جملة تفوهت بها تسنيم بعدما تحاملت على حالها ونهضت وسارت ببطء وهي تستند على الجدار وتوجهت إلى إحدى الغرف القريبة منها ودلفت إليها وأغلقت الباب خلفها وضغطت على زر الإتصال
وجهت نغم حديثها إلي فريدة قائلة: الا قوليلي يا ديدا خالتك وقعت على السلم إزاي
نظرت نور إلي فريدة بانتباه لما ستقول
تحدثت فريدة قائلة: مش عارفه يا ماما إحنا كنا طالعين على السلم عادي ومرة واحدة لقينا خالتو وقعت على السلم واتخبطت في رجليها
أنهت حديثها واختفت من أمامهم لتلبية نداء مالك الذي ينتظرها ليكملوا ما كانوا يفعلوه
أردفت نغم بعد تفكير قائلة: يمكن اتكعبلت في الفستان بتاعها وهيا طالعة مش شايفه طويل إزاي
أكدت نور على حديثها وجلسوا ينتظرون انتهاء تسنيم من مكالمتها
داخل الغرفة كانت تسنيم تحاول تهدأت أنس المضطرب بشدة لأجلها فقد أظهرت له فريدة بحديثها الطفولي أن كارثة شديدة قد أحلت بها مما زرع الخوف في قلبه خاصة أنه يبعد عنها الآلاف الأميال
أردفت تسنيم بهدوء قائلة: أنس حبيبي اهدى أنا كويسه والله دا هو جرح صغير جدا والله وكمان حاسه إني بقيت تمام والله
رد أنس بتشكيك: كذابه يا تسنيم أنا عارف إنك بتتالمي بس بتخبي عليا
تنهدت تسنيم بياس من إقناعه وقالت: حبيبي يا روحي والله كويسه أنا بس وقعت على السلم عادي زي اي حد ممكن يقع بس كدة وكويسه والله مفيش أي حاجة
رد أنس قائلا: ياريتك جنبي دلوقتي يا حبيبي كنت اطمنت عليكي أنا كرهت المسافات إللي بينا دي مستني اليوم إللي هنزل فيه إن شاء الله بفارغ الصبر
تحدثت تسنيم بحب قائلة: مش اكتر مني يا حبيبي والله ربنا يرجعك ليا بالسلامة يا روحي
تحدث أنس بجدية قائلا: بصي بقى مش هتتحركي من مكانك لوحدك أنا هكلم بابا حسين يجيلك يروحك ومش هتروحي لوحدك وممنوع الإعتراض يا تسنيم
تحدثت تسنيم باعتراض قائلة: أنس إنت عارف إن بابا زعلان منهم وأنا كمان لسه هفتح معاهم الموضوع وبابا لو جه واحنا بنتكلم الموضوع احتمال كبير يكبر وأنا مش عايزه كدة خالص
رد أنس قائلا بإصرار: حبيبتي أنا مستحيل أوافق تروحي لوحدك تمام عشان تعرفي إن الموضوع ده بالنسبالي منهي والله عايزة تقعدي براحتك وتعملي إللي عايزة تعمليه وبعد ما تخلصي كلميني أكلم بابا يجيلك أظن كدة مفيش اعتراض
ولكنه ولم يتلقى اي رد فقط صمت تام زفر أنفاسه بضيق وتحدث قائلا: حبيبي افهميني أنتي مش عارفه أنا والله حاسس قلبي هيقف من ساعة ما فريدة كلمتني انتي مش متخيلة عقبال ما كلمتيني جه في بالي الف سيناريو كل واحد أصعب من التاني والله مش هقدر اخليكي تركبي مواصلات لوحدك وانتي رجلك تعباكي
تنهدت تسنيم بقلة حيلة واردفت قائلة: خلاص يا أنس كلامك صح أنا فعلا مش هينفع أروح لوحدي خلاص لما اجي أروح هتصل ب بابا يجيلي بس انت كلمه واديلة فكرة عن الموضوع لأن هو اصلا ميعرفش إن أنا عند اخواتي هو مفكرني في البيت
رد أنس قائلا: ماشي يا حبيبتي أنا هقفل دلوقتي وهكلمك كمان شويه اطمن عليكي باذن الله
ماشي يا حبيبي في حفظ الله وبعدها أغلقت تسنيم المكالمة وتوجهت خارج الغرفة
وعندما وقعت أنظار شقيقتيها عليها وهي تتجه نحوهم بخطوات متعثرة
تحدثت نور ساخرة : طمنتي روميو عليكي يا جوليت هانم
رفعت تسنيم كف يدها وفرفت بين أصابعها الخمسة وأشارت بكفها أمام وجه نور
قهقهت نغم على فعلتها واردفت قائلة: تعالي يا صغيرة على الحب اقعدي لتقعي تاني مش هنقدر نشيلك تاني الصحه يدوبك
انضمت لهم تسنيم وبعد مرور وقت من الضحك ومشاغبة بعضهم البعض اخبرتهم تسنيم عن سبب عدم أخبارهم بقدومها واخبرتهم أيضا أنها وصلت مصر ليلة أمس ولن تعود إلي ايطاليا مجددا فعلقوا ساخرين منها بأنهم لن يصدقوا أنها ستترك أنس وحيداً وتظل هي هنا بعيدة عنه وضحكت هي على حديثهم ووضحت لهم الأمر بأن أنس أيضاً سيعود إلى وطنه وسيستمر في العمل هنا في مصر ولن يعود مرة أخرى إلى بلاد الغربه
و بعد ذلك بدأت تسنيم تتحدث بتردد تناقشهم فيما حدث بينهم وبين والدهم ولكنها تعجبت النفور الذي تجلى على ملامح كلا منهما واصرارهما على أن الخطأ فقط من والدهم وأنهم لم يخطئو في اي شيء
تحدثت تسنيم محاولة إذابة نفورهم هذا: انتو عارفين إن بابا ميقصدش يضايقكم ولا يطلعكم مقصرين مع الولاد هو بينصحكم عشان تحافظوا على سلامتهم وسلامة نفسكم من الأذى لكن هو أبدا ميقصدش حاجه من إللي انتو فهمتوها والله
ولكن صوت رنين جرس المنزل قد قطع حديثهم وتوجهت نور لترى من الطارق ولكن في الداخل ضمت تسنيم كف نغم بكفها بحنان وتحدثت قائلة: حقيقي يا نغم الولاد بتحتاج رقابة كبيرة بالذات في السن ده وبابا كان عايز ينبهكم للموضوع ده مش اكتر وانتو نور عينيه بيتكلم معاكم عشان هو مش عايز من الدنيا غير سلامتكم وسلامه ولادكم
صاحت نغم بصوت مرتفع قائلة: انتي منين عماله تقولي كلامه صح والولاد محتاجه ومش عارفه اي انتي اصلا تعرفي يعني أي خلفه ولا مسؤلية عيال ولا جربتيها حتى أنتي بتفترضي من نفسك لما تبقي تجربي حطي نفسك مكانا واتكلمي غير كده لا يا حلوة مش هرطله في الكلام وخلاص ومش أنتي وابوكي إللي هتعلمونا إزاي نربي عيالنا ونخلي بالنا منهم إزاي كل واحد أدرى باللي عنده
تشنجت ملامح تسنيم بألم فهي قد انتقلت من شماتة الغرباء إلي شماتة الأشقاء فشقيقتها قد ضغطت على جرح قلبها النازف ودهست عليه بحديثها ولم تبالي بألمها طأطأت تسنيم رأسها لاسفل بحزن ولم تقوى على الرد على حديث شقيقتها الجارح
ولكن صدح صوت غاضب في أرجاء المنزل: هيا وصلت بيكي إنك تعايري أختك عشان ربنا لسه مكتبلهاش تخلف أنتي الجحود ملى قلبك للدرجادي
نظرت كلا من نغم وتسنيم للواقف بجوار نور التي تفرك كفي يديها بتوتر وهي تنظر نحوهم بارتباك
تفتكروا مين إللي كان واقف جنب نور 😉😉
مستنيه توقعاتكم للجاي إن شاء الله 😍
#درب_الوصال
#رضوى_سالم