مُعَانَاة كَالسُكَر ✓

Bởi EekaUa

72.1K 6.3K 2.2K

رُبما خانني الشعور بقول أنني كافية.. لم أكُن يومًا كافية قبل وجودكَ؛ بل كُنتُ كـتائه في بحر الخِذلان، كُنتَ... Xem Thêm

«اقتبـاس»
1_ الفصل الأول "قَـرار!"
2_الفصل الثاني "مشاعر"
3_الفصل الثالث "إدراك"
4_الفصل الرابع "شِفاء!"
5_الفصل الخامس "مَصيـر"
6_ الفصل السادس "مُعالجة"
7_ الفصل السابع "موافقة"
8_الفصل الثامن "فُرصة!"
9_ الفصل التاسع "رِحلة!"
10_ الفصل العاشر "إستعداد"
12_الفصل الثاني عشر " مراسم"
13- الفصل الثالث عشر "سؤال وأجابة"
14- الفصل الرابع عشر "وقتٌ مُمتع"
15- الفصل الخامس عشر "وقعت بالخطأ!"
16- الفصل السادس عشر "محاولة"
17- الفصل السابع عشر "كارثة"
18- الفصل الثامن عشر "لم يتخطىٰ بعد!"
19- الفصل التاسع عشر " احتواء"
20- الفصل العشرون "بلا سكر!"
21- الفصل الواحد والعشرون "ندوب الماضي"
22- الفصل الثاني والعشرون "يوم الميلاد"
23- الفصل الثالث والعشرون "انفجار!"
24- الفصل الرابع والعشرون "تغييرات مرئية"
25- الفصل الخامس والعشرون "أهلًا رمضان"
26- الفصل السادس والعشرون "العاشر من رمضان"
27- الفصل السابع والعشرون "عيدٌ مُبارك!"
28- الفصل الثامن والعشرون، الأخير " زفاف!"
- ما ناقشته الرواية. ✓
إضافي¹ " عائلة"

11_ الفصل الحادي عشر "تشابُه!"

2K 215 90
Bởi EekaUa

الفصل الحادي عشر.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
_____________________________

تحركت بخطواتها تصتحبُ معها ذلك الصوت الخاص بالحذاء وجلست على طاولة بمقهىٰ فاخر، تأففت بضيقٍ حين نظرت إلى الهاتف تحاول الإتصال به لتتفاجئ بدخوله، أشارت إليه وحين رأها تقدم ناحيتها وجلس أمامها مباشرة قائلًا بلكنته:
- "I miss you baby"

حاول تقبيل جبينها لتبتعد هي سريعًا قائلة:
- "هشام، إحنا مش في أمريكا."

لوى شفتيه بضيقٍ:
- " Come on تالية مين هيركز؟"

تنهدت بضجرٍ سائلة:
- " أتصلت ليه، وأنت مش مستقر فـ أمريكا إيه اللى جابك؟"

أردف هو ببساطة:
- " منا قلتلك؛ I missed you!"

حركت عنقها محاولة تلاشي ما سمعته:
- "Ok, أطلب هتشرب إيه عشان عايزة أمشي"

قطب حاجبيه بإستفسار ثم أمسك بكفها سائلًا:
- " تالية أنتِ مش مبسوطة أنكِ شفتيني؟"

أبعدت كفها بسرعة قائلة:
- " هشام Please, we are not in America"

أبعد يده منتظرًا الإيجابة عن سؤاله لتتنهد قائلة بتفسيرٍ:
- " مش دي القصة، أنا بس مش عارفة أرجع زي الأول من وقت اللي حصل So we are just friends"

أردف دون تفكير:
- please talya، دي حاجة اتكلمنا فيها قبل كدا!

أجابت بحدةٍ خافتةٍ:
- " حاولت يا هشام ومقدرتش أحبك زي الأول!"

أومأ بشرودٍ ثم وقف يهندم ملابسه وأضاف:
- " I came for you talya!"

تحرك بضع خطوات ثم عاد يُكمل:
- " وأنت ليا! okay!"

ترجل بخطواته خارج المقهى بينما هي تنهدت بضيقٍ واضح وعنيها تتلألأ، حاولت كبت تلك الدموع برمشها عدة مرات ثم وقفت تتحرك هي إلى المنزل بمشاعر مُضطربة..

___________________

بينما على بعد مسافة بمحطة القطار وقفوا الفتية برفقة الفتيات أمام القطار المنشود بأخر لحظة دلف "عصام" و"يونس" أولاً، بينما دلفت الفتيات برفقة "أمل" أولاً وبآخرهم "خالد" و"كرم" و"إسلام" برفقة "سيف" وكانوا نصفهم بالخلف كتأمينٍ لهم من أي شيء، دخلوا يبحثون عن أماكن الجلوس مُستعانين بالتذاكر الخاصة بهم ثم جلسوا كل واحد بموضعه، صادف مقعد "سلمى" بجوار "إسلام" وأمامهم "سمر" و"رَوان"، بينما على الناحية الأخرى جلس "خالد" بجوار "أمل" و"عصام" فالخلف بجوار "حور" ، والذي كان بالمقعد الخلفي "كرم" و"يونس"، وقف "عصام" يبحث بعينه حتى لاحظ جلوس "سما" بالقرب من "سيف"، نظر هو إلى "حور" التي كانت تعبث بحقيبتها الصغيرة بحثًا عن شيءٍ ما ثم قال لها:
- " حور تعالي معايا دقيقة"

أردفت:
- " هنروح فين؟"

أمسكها من كفها وتقدم ناحية مقعد "سيف" قائلًا له:
- " هات الصغيرة عشان عندها ڤوبيا وخد الكبيرة، واهي خطيبتك برضو"

ضحك "سيف" بخفة لتقف "سما" قائلة بسعادة:
- " الحمدلله إنك جيت واخدتني شوية وكنت هقلبها جنازة"

إبتلعت "حور" غاصتها بتوتر وهي تُبدل الأماكن، جلست تُطالع "عصام" بضيقٍ بينما هو ابتسم بخبثٍ وقام بإرسال غمزة سريعة قائلًا بمرحٍ:
- " يلا يا سمايا هنروح نقعد مكانا"

تعلقت "سما" بيد أخيها متجهين إلى موضع جلوسهم، بينما "حور" جلست تُحمحم بتوتر لياتيها صوته وهو يخرج الهاتف:
- " متتوتريش أوي كدا خدي راحتك."

قطبت حاجبيها مردفة:
- " وأنا إيه هيخليني اتوتر منا عادي أهو!"

ضحك بخفةٍ سائلًا:
- " أخبارك إيه؟"

ابتسمت الأخرى مجيبة:
- "بخير الحمدلله، أحكيلي حصل إيه النهاردة فالمعرض"

إعتدل وهو يُهندم سترته:
- " ولا حاجة ياستي زي محكيتلك، عيل شكله عبيط حاول يسرق المعرض بس إتعكش"

أردفت تُردد:
- " إتعكش!!"

أومأ بابتسامة موضحًا:
- " يعني أتمسك"

أردفت بحنقٍ:
- " سيف أنا عارفة معناها، أنا بس مستغربة، يعني ساكن فدينتي، وكنت بتشتغل فدُبي فترة كويسة وتقول إتعكش!"

لوى شفتيه بغيظٍ وبرر:
- " يادي النيلة على سنيني السودة، اثبتلكم إزاي أني زيي زيكم! "

ضحكت على حركت يديه قائلة:
- " خلاص خلاص، شكلك يضحك وأنت متعصب"

ضحك هو مُحركًا رأسه بقلة حيلة مُردفًا:
- " عبير وحسين وطارق بيقولوا كدا برضو"

أردفت:
- " مين دول؟ صحابك!"

ألتفت إليها ثم ضرب بكفه على جبهته، تغيرت ملامح وجهه المتخشبة بإرتياحية ثم أقترب بوجهه قليلًا قائلًا بهمس:
- " حماكِ وحماتك وأخو خطيبك!"

سَعُلت هي بقوة أثر ما سمعته ليضحك محركًا رأسه يبحث عن زُجاجة مياة، وقال:
- "اشربي ياستي أنتِ فأمانتي لحد منوصل، لو جرالك حاجة عصام هيرميني فأقرب محطة"

ابتسمت بثغرها وأخذت منه الزجاجة تشرب بينما فالمقعد الخاص بـ "إسلام" و"سلمى" كانوا يتبادلان الضحك وهي تقول:
- " طيب إيه اللي كان مضايقك أمبارح؟"

أردف بخفته المعتادة:
- " شوية مشاكل كدا، بس اتحلت الحمدلله."

- " متأكد؟"

نظر إليها بحب مؤكدًا:
- " متأكد، احكيلي أنتِ، أخبار الأجواء فالبيت إيه، مامتك هديت شوية ولا زي مهي؟"

تنهدت بإختناقٍ:
- " زي مهي، لسه متخانقين أصلًا وأحنا بنجهز، نفسي ماما تفهم أن مش كل الناس وحشين، ونفسي تديني نص أهتمامها بيونس بجد هكون أسعد وحدة على الكوكب"

وضع يده على خده سائلًا:
- " ومحاولتيش تقوليلها كدا ليه؟"

أردفت:
- " مين قلك محاولتش يا إسلام؟، يونس يغلط قد مـا يغلط عمرهم مشافوا غلطه، دايمًا كل التركيز والضغط عليا أنا وممكن شوية سمر، دا غير المُقارنات اللي مش بتخلص."

مَصمص شفتيه قائلًا بعقلانية:
- " أنا مش هقول غير إنك متستسلميش وافضلي حاولي معاها من غير متزعليها ولا تجرحيها لأنها مهما حصل هتفضل أمك، دا غير يا سلمى أن كل بيت فيه بلاوي وياما كتير زيك، الخلاصة ربنا مبيعملش حاجة كدا عبث ولا من غير قصد، كلنا محطوطين جوا اختبارات طول الوقت، ابتلاء من هنا ومشكلة من هنا، كارثة من هنا على سوء تفاهم من هنا، يعني متفتكريش أنك عايشه الصعب لوحدك."

حركت عنقها قائلة بخفوت:
- " بس أنا تعبت يا إسلام بجد مبقاش عندي طاقة!"

أردف هو ببساطة:
- " ربنا مبيديش حمل أكبر من كتف اللي شايله يا سلمى، متقلقيش أنتِ عندك طاقة وهتفضلي تحاولي لحد مـا كل حاجة تبقى أحسن، أنا واثق فـ دا."

أومأت إليه بابتسامة شُكر ثم وجهت بصرها ناحية النافذة، حيث أن القطار بدأ يشق رحلته للتو..

فى المقعد الأمامي لمقعد "سلمى" و"إسلام" كانت "رَوان" تُتابع النقر على شاشة هاتفها بإهتمامٍ شديد مع ابتسامة من نوع خاص، أثار هذا فضول "سمر" حيث حاولت أخذ الهاتف منها بقوة ولكن "رَوان" جذبته فالوقت المناسب قائلة بضيقٍ:
- " في إيه يا سمر!"

أردفت "سمر" بخبثٍ:
- " في إنك من وقت مـا ركبنا القطر وأنتِ مشغولة فالتليفون يا "رَوان" هو دا اللي هنخربها!"

أجابت هي بحنقٍ:
- " يختي مش لما نوصل الأول عشان نخربها، وأنا كدا كدا هقفل مع صحبتي وهنام."

حركت "سمر" رأسها بتفهم وقالت بنبرة لعوبة:
- " صحبتك!، ماشي أنا كمان هنام لو لقيتك بترفصي هرميكِ من القطر!"

إستدارت "سمر" بجلستها بينما تحدث "رَوان" قائلة بخفوت:
- " ترميني م القطر!، أما بنت نهال بصحيح"

أكملت "رَوان" ما كانت تفعله ثم إستدارت نحو النافذة بشرود تصاحبه ابتسامة لطيفة أرتسمت على جانبها، لا تعلم ما معنى تلك المشاعر الغريبة من نوعها وإلى أين تتجه بها، لا تُفكر في عواقب ما تفعله بل كانت تفكر في خلق إيجابيات لتبرير ما تشعر به تجاهه، ليس سوى شعور جميل ينبع من داخلها تيقنًا منها بأنه الحب!

فى المقعد الخلفي لمقعد "أمل" و "خالد" كان "عصام" يُوزع بصره على "حور" بإهتمام، تنهد بإرتياحية حين وجدها تبتسم فوق حِرص "سيف" على أخذ جانب بعيد فالحديث حتى لا يقترب، جلس يهندم سترته الصوفية قائلًا لـ"سما":
- " تفتكري سيف وحور هيحبوا بعض يابت يا سما ولا لا؟"

أردفت "سما" وهي تأكل بعض التسالي:
- " مش عارفة بس حاسة سيف دمه مقبول سيكا على عُمر مش كدا؟"

تحدث "عصام" بإشمئزاز حين تذكره له:
- " يا ساتر يارب ياكش القطر يتقلب بينا على سيرته، وبعدين أش جاب لجاب يا غالية!، سيف وشه بشوش كدا وتحسيه نعرفه من زمان، بس كلام فسرك حاسس كدا أنه خير."

أجابت "سما" بصعوبة أثر ما في فمها:
- " أن شاء الله."

نظر إليها بضيقٍ ثم أخذ منها ما بيدها قائلًا بغيظٍ:
- " إيه يا غالية كل الهري دا؟، أحنا لسه بنقول يا هادي، خفي لغ شوية"

بادلته الأخرى بنظراتٍ مشابهه ثم دارت تنظر إلى النافذة، بينما فالمقعد الخلفي لهما كان "يونس" يُدندن على أصوات الموسيقى التي تنبع من سماعة الأذُن الخاصة به، أرتفع صوت دندنته بالتدريج وأدى ذلك إلى لكم "كرم" لقدمه بقوة جعلته يتأوى دون قفل الموسيقى حيث أردف بصوت مرتفع:
- " أنت بتضرب ليه يا كرم؟"

وجهه "كرم" سبابته أمام فمه قائلًا بحذرٍ:
- " ششش ياعبيط أنت صوتك عالي!"

أردف هو ببلاهة:
- " صوتي عالي إزاي يعني ما صوتي عادي اهو!"

وضع "كرم" كفه على فمه بقوة وقام بهز رأسه تزامُنًا مع حديثه بتحذيرٍ:
- " قسمًا بربي لو ما كتمت لكون قاتلك!"

أنهى تحذيرة ثم قام بشد كلتا طرفي السماعة مُضيفًا:
- " اسمعلك قرآن ياخي، هو إيه اللي قلبي كوافير وأطلعيلي أسانسير دا أنت عبيط يا يونس!"

ضحك "يونس" مُصححًا بإستهزاء:
- " دي مهرجانات يا جاهل"

تحدث بلا مُبالاة:
- " لو هكون جاهل عشان مبسمعش الهطل دا فـ أنا أبو الجاهلين وأفتخر واللهِ."

تنهد "يونس" مجيبًا بهدوءٍ:
- " ربنا يتوب عليا منها ويتوب عليك من السجاير عشان زهقت للرئتين بتوعك"

ضحك "كرم" بخفة مُردفًا:
-" يارب والله، أن شاء الله ناويها أنا وعصام قريب."

أومأ "يونس" وهو يعيد السماعات إلى أذنه وأكمل دندنته وهو يحرك كلتا كفيه بشعبية قائلًا بعلوٍ:
- " العربية عماله بتزق.. العربية عماله بتزق"

نظر إليه بإشمئزاز ثم دار برأسه ناحية النافذة يشرُد فيما يفكر به..

___________________

في نفس التوقيت تحديدًا بغرفة "تالية" كانت تجلس على الفراش بضيقٍ تفكر فيما حدث اليوم، تلك المقابلة الغير مقصودة، ما قاله وما تفوه به، كلماته الأخيرة بأنها له، كم تشعر بأنها أنانية إلى حدٍ كبير..
فهي من الأغلبية الذين يعانون من فرط إعطاء الأولوية لعلاقاتٍ عدة حتى نهاية المطاف، كل هذا تحمله على أعتاق نفسها دون التفكير ولو لبعض الوقت بها، تشعر أحيانًا أن الأمر لا يستحق؛ بل في كل الأحيان، ولكنها لا تستطيع التغلُب على شعورها بأنها مُذنبة بتقصيرها في حقه حتى وإن لم تُقصر أبدًا!
دلفت "عبير" كعادتها بوجه مبتسم إلى حين رؤية تشتتها الظاهر، جلست إلى جوارها ثم ربتت على كفها سائلة بحنان:
- "مالك يا تالية، فيكِ حاجة؟"

أُفيقت "تالية" بهمهمة مُشتتة لتعيد "عبير" تكرار السؤال:
- " مالك يا حبيبتي أحكيلي"

تنهدت تربت على كفيها المحتوية كفها بداخلهما قائلة بنبرة تائهة:
- " مش عارفة أتخطى إحساسي إني ظالماه يا مامي"

سألت "عبير" بهدوءٍ:
- " هو مين؟"

إعتدلت "تالية" بجلوسها قائلة:
- " هحكيلك وهحاول متكلمش Einglish، وأنتِ حاولي تفهميني okay؟"

ابتسمت "عبير" بحب ثم أومأت لتبدأ "تالية" في سرد القصة:
- " أنتِ عارفة كويس إني سافرت عشان أدرس حاجة بحبها بس السبب الأكبر فإني سافرت كان عشان أعرف أعتمد على نفسي Plus إني كمان بحب السفر صح!"

اومأت "عبير" قائلة:
- " صح يا ست تالية، وبعدين؟"

- " في آخر سنة دراسة اتعرفت على شاب أسمه هشام، هو بباه من مصر بس مامته من America، اتكلمنا وفهمنا بعض شوية بشوية اتحولت الصداقة لحب، بعدها بفترة تقريبًا من أخر كام شهر هناك عرفت أنه بيخوني وعلى علاقة بوحدة تاني، أنا انسحبت بهدوء ولما لاحظ بُعدي I told him I knew the truth 'قلت له أنني عرفتُ الحقيقة'"

ضحكت "عبير" بينما ضحكت هي بإحراج مُبرره:
- " okay، هحاول متكلمش إنجلش.

ثم أكملت الحديث:
- " هو فضل يتأسف وأنه كان مش فوعيه وأنه كان بيمر بفترة صعبة وكدا، فالفترة دي كانت معايا Tests كتيرة وكنت متشتتة فسامحته عشان موترش نفسي، بس أكيد مرجعناش زي الأول يعني، انشغلت أنا لحد ما خلصت وحجزت تذكرة فورًا، وأنا فالمطار هناك كلمني ورديت عليه، كان طالب يشوفني فـ أنا قلتله إني راجعة لمصر."

تحدثت "عبير":
- "وبعدين؟"

مطت شفتها مُكملة:
- " وبعدين اتفاجأت بإتصال من رقم غريب أنه هو، And he came back to Egypt، طلب أقابله وقابلته النهاردة بس عشان أنهي كل دا واقله إني مش هقدر أكمل وأننا نفضل صحاب، قلتله كدا فعلًا بس هو وخارج من الكافية قال إنه هنا عشاني وإني مش هكون غير ليه."

ردت "عبير" بكل بساطة:
- " وأنتِ شايفه إنك ظلماه لمجرد أنه جه هنا وإعتذر صح؟"

تنهدت تحرك رأسها بتوتر مجيبة:
- " I don't know."

تحدثت عبير بضيقٍ:
- " بلا نو بلا منوهش يا تالية"

قطبت "تالية" حاجبيها بغير فهم ثم تيقنت بأنها لا تحب لكنتها الإنجليزية ثم قالت بإعتذار:
- " أسفه"

ضحكت "عبير" قائلة:
- " أنا واثقة إنك معملتيش غلط يا تالية، وواثقة أن كمان قلبك أبيض وطيب وعمره ما هيسمحلك تيجي على حد، من اللي حكتيه فهمت إنك مغلطيش فحقه بالعكس هو اللي خسر ثقتك وخسر وجودك فحياته، إعتذاره وجيته مصر مش مبرر يخليكِ ترجعي فقرار أخدتيه عشان نفسك، ولا دا يهيئلك إنك أنانية بالعكس، أنت غالية يا تالية، كونك بنت دا فحد ذاته شيء كبير، وإن كان هو مقدرش نعمة وجودك يبقى كمان ميستاهلش حتى أنه يكون مجرد صديق، أنسيه ياحبيبتي النسيان مش صعب زي مـا أنتِ فاكرة، هو بس مجرد تعود على عدم وجود حد، وعادي الدنيا بتمشي من عند ربنا."

تنهدت "تالية" بإرتياحية ثم إرتمت فأحضانها قائلة بحبٍ:
- " شكرًا إنك موجودة وأنك بتفهميني."

أردفت "عبير" مربته على خُصلها:
- " تشكريني دا إيه يا هبلة أنا مامتك ومفيش حد بيقول لمامته شكرًا، أنا هنا فأي وقت هتلاقيني موجودة."

هل سبق لكَ واستطعت العيش دون أمل!، ذلك الأمل المُشع كَـقِنديل يضوي في أعماق البحار وأشدها ظُلمة!، الأم كذلك أيها الصديق!، كـبقعة أمل تضوي دفئًا وسحرًا؛ سحرٌ خاص ذو مذاقٍ فريد، سحرٌ كـسحرِ المُعجزات، فوجودها جنة مُزهرة لحياتك وفراقها صحراء جرداء لروحك!

______________________________


كانوا بالقطار كُل منهم فى واديه الخاص، البعض شاردًا بما يشغل تفكيره، والبعض الآخر شاردًا فالفراغ؛ وهذا بسبب الملل وتأثير ضوضاء القطار، أو رُبما لطول المسافة بين البلدتين، على الناحية الأخرى يسارًا كانت "رَوان" و"سمر" غارقين في ثبات، وخلفهم "سلمى" التي مالت على النافذة بضجرٍ تحاول فتح مُقلتيها الحمراء بصعوبة، بينما "إسلام" كان يتابعها خلسة بقهقه مكبوتة، حيث أجابت علية بحنقٍ دون النظر إليه:
- " أضحك براحتك يا إسلام."

حمحم هو لا مُبالي قائلًا بمرحٍ:
- " منا قلتلك نامي عملتيلي فيها اللي قادرة."

نظرت إليه بضجرٍ مُردفة:
-" عايزني منفذش الحكم عشان تمسكهالي وتعوضه بعدين صح؟"

ضغط على شفته قائلًا بلا مُبالاة:
- " أبدًا كنت بس هخليكِ تعمليلي محشي كرنب على شوية ورق عنب كدا"

نظرت له بإشمئزاز ثم دارت ناحية النافذة تُتمتم بغيظٍ:
- " أن شاء الله أخر مرة العب معاك عشان مش باخد منه غير وجع دماغ"

نظر إليها ومازالت أكتافه تهتز أثر ضحكاته عليها قائلًا بإرتياح:
- " عمومًا متقلقيش قربنا نوصل."

على الناحية الأخرى للقطار كان "يونس" و"كرم" أيضًا ثابتين كالأصنام، حيث أن "يونس" كان مُستندًا برأسه على كتف "كرم" كالطفل الرضيع، أما أمامهم كان "عصام" يعبث بالهاتف بملل قاطعه التثاؤب، حين لاحظ وقوف القطار لمحطة مُعينة، وقف يهندم ملابسه ومال للخلف يوقظ "كرم" قائلًا:
- " كرم، كرم!"

همهم "كرم" عقب فتح عنياه ليُكمل:
- " صحي البغل اللي جمبك دا باقي محطيتين"

أردف "كرم" وهو يعتدل:
- " الساعة كام دلوقتي؟"

أجاب "عصام" وهو يجلس على مقعده:
- " الساعة داخلة على 9 ونص"

قوس حاجبيه ثم مال يوقظ "يونس" وهو يهز ذراعه، إنتفض "يونس" واقفًا ثم قال بصدمة:
- " إيه إيه واللهِ مـا أنا ياباشا دا كرم."

أردف "كرم" من أسفل بحنقٍ:
- " كمان فالحلم بايعني!، أقعد يامهزق أقعد."

أبتلع "يونس" غاصته بإستنكار ثم جلس يتأوى من ظهره قائلًا:
- " أنا لو أعرف أني هتكعم كدا فوق الـ 10 ساعات مكنتش جيت!"

ضحك "كرم" وهو يخرج سجائرة قائلًا:
- " وأنت كنت فاكر السفر من مصر لـ أسوان إيه يا يونس؟"

تنهد "يونس" بضيقٍ ثم إتسعت حدقتاه حين لمح الرجل الخاص بالمشروبات الساخنة يقترب، فرك كفيه يبعث فيهم الدفئ ثم قال بإستمتاع:
- " وأخيرًا كباية قهوة، سيب اللي فإيدك دي ياخي بقى، هجبلك شاي"

أردف "كرم" بغيظٍ:
- " وشاي ليه أنا عايز قهوة زيك!"

تحدث بلا مبالاة:
- " دا عقابًا ليك عشان السجاير."

أمام مقعد "أمل" و"خالد" كانت "حور" مُلثمه بالسترة الخاصة بِسيف كـالأطفال، وهو يتأملها خلسة من الحين للأخر، ابتسم بشرود حين لاحظ استيقاظها ثم عاد لوضعه الطبيعي مُدعيًا الإنشغال بهاتفه، فتحت هي مقلتيها ثم سقطت ببصرها إلى حالتها بالتدريج لتلاحظ السترة الموضوعة على كتفيها، ألتفت إليها وتفاجئ بتصنع قائلًا:
- " إيه دا أنتِ صحيتي!"

أومأت بغير فهم ثم إعتدلت تمسك بالسترة سائلة بإستفسار:
- " هو أنا نمت كتير؟"

نظر بساعة يده ثم أجابها باسمًا:
- " أنتِ نمتي 4 الفجر وأحنا دلوقتي 9 ونص مش كتير أوي متقلقيش"

ضحكت وهي تُزيل السترة من عليها ثم مدتها تجاهه قائلة بإحراج:
- " أسفه شكلك بردت"

- " لا أبدًا كنت عامل حسابي فجاكيت تاني."

قالها ثم دار يوقف الرجل قائلًا:
- " قهوة ونسكافية."

تابعت هي ملامحه بشرود أُفيقت منه حين أرتسمت على ثُغرها ابتسامة دافئة، حمحمت تهز رأسها ليدور بعنقه سائلًا:
- " سكرك إيه؟"

- " من غير سكر."

عقد حاجبيه بفضولٍ ثم أمسك بالكوب وقام بمده ناحيتها بينما دار يدفع ثمن ما شراه مُتمسكًا بكوب قهوته شاردًا في ما سمعه للتو، أما هي فكانت تتابعه بإستغرب ولكنه تساءل وهو يرفع عينيه:
- " في إيه!"

مالت بعينيها للأسفل سائلة:
- " مش عارفة، بس حاسة أن علاقتنا مُريحه لينا، صح؟"

أجاب بمكرٍ عقب دورانه بعينيه:
- " يعني شاب وبنت، ومخطوبين، إيه اللي مش مريح فالموضوع؟"

ضحكت تحرك عنقها بقلة حيلة مُفسرة:
- " اللي أقصده أننا بدأنا صح، أعتقد مش كل الناس بتكون جاهزة تحكي عن تجاربها السابقة بكل بساطة زي ما حصل معانا، وبصراحة أنا مكنتش ناوية أقول."

إختتمت حديثها بنظرة تكبر ثم إرتشفت رشفة من الكوب، ضحك عقب ثباتُ ملامحها، فسأل:
- " طب و إيه اللي خلاكِ تقولي؟"

و بإرتياحية أجابت:
- " حسيت إنك بتمر بنفس اللي بمر بيه وقلت إنك أكيد هتفهمني، كمان اللي شجعني إنك حكيت الأول، دا غير إني ارتاحت؛ ودا على عكس المتوقع."

مال برأسه بابتسامة صغيرة وكأنه ينتظر تكملة الحديث حتى أردفت:
- " من عيوبي.. إني مبرتاحش للناس بسرعة وصعب أي حد يكسب ثقتي، أو يمكن أنا اللي حاطة ليڨل معين للي حابب يكسبها، العكس معاك.. أن يوم ما أتكلمنا فالبراندة حسيت أن المعركة اللي فدماغي وقفت مُؤقتًا، تقريبًا لحد ما خلصنا كلام."

ابتسم مرة أخرى وأصاف:
- " أو يمكن الموضوع ملهوش علاقة بالثقة قد مـا ليه علاقة بإحساسك إنِك مش لوحدك اللي بتعيشي تجربة معينة، وإن في غيرك بيخوض نفس المعركة مش كدا!"

شردت وهي توميء حتى أكمل:
- " مش هكدب عليكِ، يوم مـا جيت أتقدم كنت جاي تقضية مأمورية، وكنت واثق إني هقول مرتحتش والموضوع يخلص."

إتسعت مقلتيها ليكمل:
- " هي ممكن تكون إحتياج أكتر مـا هي راحة وثقة، كنتِ محتاجة حد يعبر بيكِ أزمتك، وفنفس الوقت مش أي حد، حد يكون بعدي بيكِ خطوة بخطوة وهو دايق من اللي بدوقيه وحاسس بيكِ فعليًا مش مجرد كلام وخلاص."

إرتشفت رشفة تتصنع عدم الإهتمام المبالغ به لحديثه، بينما هو أضاف بنبرة حملت جميع معاني الهدوء والسكينة:
- " الفكرة أن إحنا الأتنين شبه بعض يا حور، وكنا محتاجين علاقتنا، أيًا كانت تحت مُسمى إيه، اللي واثقين فيه أن مفيش حاجز مانع اللي بنستورده من بعض وكل واحد فينا وهو بيحكي عارف أن التاني فاهمه منغير ما يعمل مجهود لِـدا."

توقف القطار عقب إنهائه لجملته حيث تنحنح قائلًا بتريُس:
- " وبعدين يلا وصلنا، أتحركِ بلاش رغي"

قهقهت وهي تقف توزع بصرها على الناحيتين، بينما لاحظت وقوف الفتيات وهم في حالة مُزرية، لوت شفتها بأسى ثم دارت تبحث والدتها التي وقفت للتو متمسكه بظهرها وبجوارها أبيها الذي كان يتحدث مع "عصام" بخصوص شيءٍ ما، فأتاهم صوت "عصام" وهو يقول:
- " سيف وإسلام أخرجوا الأول وأنتوا يابنات وراهم"

قالها مشيرًا إلى الفتيات حيث تنحنح "سيف" أولًا وخلفه "إسلام" الذي أصتحب خلفه "رَوان" و"سمر" وخلفهم "حور" و"سلمى"، تحرك "عصام" متمسكًا بيد "سما" قائلًا لأبيه:
- " اتفضل يا بابا وراهم أنت وماما."

تحرك "خالد" متمسكًا بـكف "أمل" وخلفهم "عصام" و"سما"، تحرك "يونس" يمسك بحقيبته وحقائب أخوته قائلًا بحنقٍ:
- " كمان خارجين وسايبن الشنط، مـا أنا الشيال بتاع اللي جابوكوا بقى."

أتاه صوت "كرم" من الخلف بشماتة:
- " تصدق واللهِ تستاهل، أخلص أتحرك الناس ورانا عايزة تنزل"

بعد وقت طويل توقفوا بسيارة أجرة أمام الوجهة المنشودة والتي تُسمى بـ «كوم امبو»، ولحسن الحظ أن السيارات الخاصة بإنتظارهم كانت تقف على الطريق؛ وذلك عائدًا لتواصل "عصام" بخاله طوال الطريق، ركبوا سويًا وهم يُطالعون تلك الجبال و البيوت غريبة الشكل؛ والتي كانت معظمها بالطوب القديم، أدهشهم أيضًا أشكال بعض البيوت التي بُنيت بين وأعلى الجبال، بالإضافة الى المقامات القديمة للشيوخٍ تركوا أثر بأماكنهم؛ والتى أصبحت مقدسة للبعض كنوع من أنواع البركة ومثلها، تلك البلد الساحرة تحكمت في السيطرة على عقولهم حتى الوصول إلى المنزل المنشود والمعروف بأسم بيت «آلـ مصطفى السيد» بالبلدة، تقدموا الفتية برفقة "خالد" و"أمل" إلى البوابة ليقابلهم «محمود» شقيق "أمل" فاردًا ذراعيه لـ "خالد" بحب قائلًا بلكنتهم الأسوانية المعتادة:
- " دي كوم امبو نورت واللهِ العظيم، حمدالله على السلامة"

إحتضنه "خالد" مربتًا على ظهره بودٍ مُجيبًا:
- " منورة بناسها يامحمود واللهِ"

تقدمت "أمل" تليها "عصام" و"حور" و "سما" وباقي الشبان يُلقيا التحية عليه، طالع "محمود" "سيف" بإستغراب حيث تحدث "عصام" موضحًا:
- " دا سيف خطيب حور يا خالي."

أومأ "محمود" قائلًا:
- " أيوة أيوة أمل قالتلي، منورنا يا سيف يابني."
ثم ربت على ظهر "حور" هامسًا:
- " الراچل دا شكله طيب، مبارك عليكِ."

قطبت حاجبيها وهي تُطالعه مما أدى إلى مبادلتها نفس الملامح من "سيف" حتى تفوه "محمود" متقدمًا ناحية المنزل:
- " اتفضلوا معايا عشان ترتاحوا"

بعد نصف ساعة تحديدًا عقب إستقرار الشُبان بغرفة مُحايدة كبيرة بها خمس أريكات، تسطح كُل منهم بتعب حيث أردف "يونس":
- " شوفوا كدا مش عايز من الدنيا غير 3 أيام نوم."

تحدث "سيف" مُستفسرًا:
- " هي كوم امبو دي قبل أسوان نفسها مش كدا؟"

تحدث "عصام" مُجيبًا:
- " أيوه مش فاكر أسوان بعدها بمحطتين ولا تلاتة بصراحة من فترة طويلة مجيتش هنا."

صمت الجميع بينما تحدث "إسلام" بمرحٍ:
- " بس جميلة واللهِ فيها كدا أجواء دافية تحس أنك جيتها كتير قبل كدا."

أومأ "كرم" موافقًا لحديثه ثم أضاف:
- " ولا يا عصام أوعى تقول أننا هنحضر الخطوبة ونمشي على طول!"

تحدث "عصام" عقب همهمته بالنفي قائلًا بتعب:
- " متخافوش هنتمشى واوديكم أسوان نفسها وأماكن كتيرة كمان وهشخلعكم، هو يعني أنتوا بتيجوا كل يوم."

تحدث "سيف" عقب جلوسه وهو يخلع سترته:
- " طب أنا شايف أن الشباب تحت بيجهزو للخطوبة مش عيب نقعد هنا ونسيب الدنيا كدا!"

تنهد "عصام" مُجيبًا:
- " هو عيب واللهِ يا سيف، بس المشوار كان طويل، دا غير إني منمتش أصلًا، فهنريح ساعة كدا وهنقوم، ها ساعة وهنقوم!"

إعتدل "يونس" عقب شهقته الشبيهة لشهقة النساء كبيرة السن وقال بعلوٍ:
- " ساعة إيه يا عصام دي اللي أنامها!، مع نفسكم أنا برة منها الليلة دي!"

__________________________

____يُتبع____
♡«مُعَانَاة كَالسُكَر»♡
مـــنار نجـــدي
___________________

هلا بالرفاق!🫡
حاولت اعوضكم بِبارت طويل شوية فـقولولي رأيكم. 🫠❤️‍🩹
دُمتم. ✨

Đọc tiếp

Bạn Cũng Sẽ Thích

7.1K 725 22
مُسلمة من اصول عربية . تعيش في كوريا منذ نعومة اظَافرها. ارادت يومًا أن تتحرر من قيود عائلتها ، ولكن ابدًا لم تفكر في التحرر من تعاليم الدين الاسلام...
431K 20K 32
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
6.4M 246K 45
شاب ملتزم لايرفع عينه في امرأه يخاف الله وضع الله أمامه في كل خطوه حلم حياته ان يرزقه الله بزوجه صالحه ولكن ماذا ان كانت زوجته قد تربت وعاشت حياتها ف...
17.3K 1.9K 45
أحبت مارثا ذلك الفتى الغامض، أحبت كيف يتمحور حوله كل شيء، ثم يختفي الفتى المدعو بـإدريان في ظروف غامضة. فتبحث مارثا في الأمر وتكتشف أشياء لم تكن تتو...