آضطِرآبْ||disturbance

By artimas_911

285K 12.1K 3.6K

إضطراب:الضحية الأخيرة هناك أحداث مقتبسة من الواقع من تجارب الحرب العالمية الأولى وتجارب هارلي هارلو عن السلو... More

تقرير
Chapter 1
chapter 2
Chapter 3
chapter 4
chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
chapter 12
chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
chapter17
chapter 18
chapter 19
chapter 20
chapter 21
chapter 22
chapter 23
chapter 24
chapter 25
إعـــلان مهم
chapter 26
chapter 27
chapter 28
chapter 29
chapter 30
chapter 31
chapter 32
chapter 33
chapter 34
chapter 35
chapter 36
Chapter 37
Chapter 38
Chapter 39
Chapter 40
Chapter 41
Chapter 42
chapter 44
Chapter 45
Chapter 46
Chapter 47
Chapter 48
Chapter 49
Chapter 50
Chapter 51-the end

Chapter 43

2.1K 103 115
By artimas_911

~قراءة ممتعة~



___________

كانت يورين تتجول في الرواق كعادتها قبل ان تستمع لرنة هاتفها لتجيب بسرعة ما إن رأت اسم المتصل

"آشلي لقد زرتك اليوم ولم اجدك في المنزل هل انت بخير؟"

تحدثت عبر الهاتف تتوقف عن المشي لتجيبها الاخرى بسرعة

"ليس لدي الكثير من الوقت استمعي لي جيدا هناك وثائق في مكتب اخيك تدل على ان سكارليت مختلة وانها القاتلة... انه الدليل المادي الوحيد الذي سيجعلنا نسجنها"

"هل تطلبين مني؟..."

"أجل اسرعي بفعل ذلك تسللي وأحضري الاوراق بأي ثمن انه الحل الوحيد قبل المحاكمة"

همست آشلي بتوتر وهي تقضم أظافرها لتبدأ الاخرى بالسير بسرعة متجاوزة كل الغرف في الطابق الثاني المعتم حتى وصلت إلى مكتب يوجين تفتح الباب وتدخل بسرعة

لتبدأ البحث وتقليب الملفات الموضوعة في كل مكان

"من أخبرك بكل هذا؟"

"ريموند لقد جعلته يعترف ولازالت انوي أن احصل على المزيد من المعلومات... الغبي يظن انني أحبه او انه قد بدأ فعلا بالهوس بي"

أومأت يورين في الجانب الاخر وما إن وضعت يدها على قفل الباب السري المؤدي لغرفة التحقيق حتى فتح الباب يظهر من خلفه فابيو

ابتلعت ريقها ببطئ تنظر لوجهه الجاد الذي بدأ يتحول للصدمة حتى اخفض عينيه ناحية هاتفها ليتحدث سريعا

"هل تتكلمين مع آشلي؟ قضي عليك لو علم أحد انها انت يوجين لن يرحمك حتى لو كنت أخته... لقد ضحى بالكثير من أجلك لا تتصرفي هكذا!"
صرخ بها بقوة يتقدم منها لتسأله بتردد

"كيف علمت بهذا"

"هل تعتقدين أن ريموند بذلك الغباء حقا؟"

كان أربعتهم يستمعون لهذه المحادثة قبل أن يقطع الخط على آشلي المرتعبة وقد بدأت تشعر بالدوار حرفيا بسماع ذلك

لقد كشف أمرها بحق الجحيم... كان ذلك أسرع من البرق امسكها متلبسة انتهى كل شيء بالنسبة لها

في الجانب الاخر ريموند هو من اغلق الهاتف بكل هدوء قبل أن يصرخ بقوة يرمي هاتفه لأبعد نقطة يراه يتفتت لقطع صغيرة ثم التفت ببطئ ينظر لها تتقدم بعد ان خرجت من الحمام... وجهها مال إلى السواد في لونه وقد ارتجفت أطرافها لكنه بدى هادئا تماما كأن البركان الذي بداخله خامد... ترغب في اللعب بالطريقة القذرة؟ لها ذلك

ركبت السيارة ببطئ وقد سمع ابتلاعها المستمر لريقها ليبدأ بالتحرك بسرعة شديدة جعلت قلبها يهتز كما جسدها الصغير بينما كانت خصلات شعره البنية التي ينعكس عليها نور الغروب تعود للخلف بسبب الرياح القوية

هذه المرة وضع سجارة بين شفتيه يشعلها بقداحة الخائن غير مهتم لما حوله بل لم يهتم لمحاولتها كتم سعالها العنيف... لاول مرة لم يهتم بصعوبة تنفسها لقد أقلع التدخين منذ شهرين او على الاقل خففه تماما لكن لماذا؟ هذا السؤال الذي يدور في ذهنه يكاد يقتله

"ريموند"

همست ببحة متألمة وهي تضع يدها على حلقها لكنه لم يستجب بل زاد سرعته كأن صوت المحرك العالي يمسح معالم صوتها وهي تنطق اسمه داخل جمجمته المريضة

مهما كان لطيفا ومضحكا... مهما حاول اسعاد الاخرين والتضحية لكنه مزال من المافيا لا يمكنه مسح هذا الجزء منه لا يمكن لأحد ان ينظر له ولا يقول أوه هاهو رجل العصابات

وشوم ومخدرات رائحة السجائر والثياب الباهضة... السيارات السوداء والمسدسات خلف الظهر هذه هي ذاته الحقيرة ومجرد فتاة لن تقف عائقا بينه وبين العائلة والاخلاص ليس هو من يخون زعيمته من أجل عاهرة طعنته في أول فرصة سنحت لها

لقد ندم... ندم كثيرا على جعل العضلة داخل اضلعه تنبض كيف كان ينظر لها قبل لحظات كيف جعلته كالأبله يحتوي جسدها على أنه ملكه لكنه لن يرغب به لن يرغب بها كلها فهو لا يتجرأ على لمس القذارة.. كان دوما الشخص الذي يتم تعذيبه من قبل الاخرين او من قبل نفسه لكن هذه المرة سيكون مجرد متفرج
سيرى كيف ستتعذب وسط العالم الذي دخلت به

أوقف السيارة فجأة يضغط المكابح بقوة يجعل صوتا مزعجا لاحتكاك العجلات بالارض يرتفع لينظر ناحيتها بكل هدوء لو كان ماهرا في شيء فهو اخفاء ما داخله

وضعت يدها تلقائيا على يده التي على المقود
"هل انت بخير؟"
تكلمت لكنه سحب يده بسرعة من تحت خاصتها وقد اقسمت انها لمحت تقززا على وجهه قبل أن يبتسم بسخرية يتحدث

"أشعر برغبة في استنشاق بعض الهواء أفضل السير كما انه علي العودة بسرعة لقد اتصل فابيو يخبرني ان يوجين يبحث عني لذا... اعتذر على تركك تعودين وحدك"

أكمل يلاحظ رعشة الرعب عند ذكر اسم فابيو كأنه يؤكد لها أنه ليس جاهلا وبردة فعلها يؤكد لنفسه انه ليس متوهما وقبل سماع الاجابة استدار بسرعة يخرج من السيارة ويبدا بالسير في اتجاه مستقيم ناحية الغابة التي تحيط بها الاشجار من كل جانب

لقد حدثها توا برسمية دون النظر لوجهها حتى كانت نبرته مختلفة بحته القاسية كل ما به كأنه انقلب لنقيض ما كان بين يديها

"توقف عن الاهتمام بلعنتي! لا احد يفعل لذا ابتعد عني لما انت مهووس بي هذا فقط يدمرك"

صرخت يورين بقوة وهي تتراجع للخلف تنظر لفابيو الذي يقترب ببطئ كأنه لا يرى انهيارها ولا يستمع لتوسلاتها

"كل... كل من يحبني يموت ألا تفهم العبث معي ليس حلا وان عنى ادخال تلك المختلة للسجن موتي فلن أمانع من قد يكون تاليا يوجين؟ آشلي؟ أنت..."
تحدثت بنبرة باكية تحاول اعادة شعرها الاشقر الطويل للخلف ولم يوجد اي احد مجنون غيرها كأنها تحدث نفسها

وما ان مد يده ناحيتها حتى سحبت نفسها بعنف بعيدا

"لا تلمسني"

صرخت عليه تمسح ما نزل من دموعها قبل ان يعود وجهها للجدية وما ان ارتطم ظهرها بالحائط حتى فتحت بوابة الغرفة السرية لتنقل عينيها بصدمة بين الباب وفابيو

"من وجهك الجامد أعرف انك كنت تعلم بهذا؟"

سألته وما إن حاولت الاقتراب من الباب امسكها بقوة يبعدها عن هناك لكنها ألتفتت لتضربه بالمزهرية على رأسه تجعله ينزف
"لما أنت عنيفة هكذا بحق الجحيم!"

صرخ عليها يمسك رأسها لكنها توقفت تنظر له بإستغراب وهو يتقدم من الباب وعكس ما توقعته أغلقه بالمفتاح ليبقى كلاهما في الداخل الان محبوسان ولا سبيل للفرار

وما إن حاولت الركض حتى أمسك ذراعها بقوة

"أنت ستقتلين بفعلتك هذه من تبقى ممن تحبينهم ثم من أخبرك أن سكارليت هي القاتلة؟ هل لديك دليل على تخيلاتك"

"انا ابحث عنه وأنت تعيقني"

تحدثت تركله بقوة لتتجه ناحية الباب الفولاذي وبدأت تعبث بالازرار بكل عشوائية ليصدر الباب صوتا يدل على خلل في النظام لكنها استمرت فيما تفعله بتوتر حتى سحبها من خصرها يبعدها عن الاجهزة

وارتطم ظهرها بقوة بالمكتب بينما أحاط خصرها ينظر لتنفسها الصعب ونظراتها الغاضبة.... مملؤة تماما بالكره والغيض.... لا تنظر له كما اعتادت ان تنظر بل مجرد شخص يعيق مهمتها المستحيلة

لذا وبكل بساطة ضربت جبينه برأسها تبعده ليضع يده متألما فوق الجرح وهو ينظر لها بصدمة لكنها تجاهلت ذلك وتقدمت من جديد تعبث بأزرار قفل الباب ولم تتوقف حتى بدأ صوت صفير الانذار يعلو

"سيتم تفجير الغرفة خلال عشرين ثانية"
صدر صوت عالي واشتعل ضوء أحمر جعل صوت التحذير يعلو

"ماذا يحدث بحق الجحيم"
تمتمت يورين ترفع يديها بتوتر عن الازرار لكن يدا سحبتها بقوة جعلتها تشهق عندما شعرت بظهرها يرتطم بقوة بالحائط تكاد تقسم ان عضامها تفتت

لتنظر ناحية فابيو يحيطها بجسده الضخم يمسك عنقها بيده حتى رفعها من الأرض لتضع كفيها على يده تحاول التملص وهي تغمض عينيها بألم شديد جعلها تضرب قدميها بالحائط تشعر بأنفاسها تغادر جسدها حتى اصحبت في صراع للبقاء حية بين يده وهي تجرح أنامله بأظافرها دون فائدة بل قد حاوط رسغيها بيده الأخرى يجعلها تنظر له وقد كان غاضبا

دوما ما كان هادئا ولطيفا معها ولم ترى عيونه التي انعكس عليها اللون الأحمر بهذا الشكل من قبل كأنه لا يراها سوى عدوا وذلك جعل الغضب في عينيها يستبدل بصدمة بإرهاق وحزن شديدين لاستكمال المقاومة لذا ارخت جسدها بين عضلاته تشعر بحلقها يتهشم تحت قوته لكنه أفلتها أخيرا يجعلها تستنشق بعض الهواء وهي مرمية على الارض

رفعت رأسها تنظر ناحيته وهو يضغط على ازرار معينين لكي يوقف الانذار ويتوقف الصوت المزعج وتنطفأ الانوار الحمراء... كل شيء على طبيعته مجددا ما عدى هما فقد انقلبت الادوار ليصبح هو الغاضب هنا بجبين مفتوح وشفاه مجروحة وهي منهارة على الارض تتنفس بصعوبة بسبب ألم حلقها الذي بدات الكدمات تظهر عليه

استدار ببطئ ناحية الباب يستمع لخطوات سريعة لاشخاص كثر وذلك جعله يفتح القفل

اقتحم عدة رجال المكتب مسلحين ينظرون حول المكان ليجدوا فابيو جالسا على كرسي المكتب يضع يده على جبينه ويقرأ عدة وثائق مهمة
"ما الذي حدث سيدي؟... لقد تم ارسال تحذير بأن أحدا اقتحم المكان"
تحدث احد الرجال ينظر لملامح فابيو الهادئة وقد لاحظ خدوشا على يده التي فوق جبينه وشفاهه التي كانت تنزف ببطئ

"لقد حدث خلل في النظام فحسب لقد اصلحت الأمر سأحرص على صيانة الاجهزة هذا المساء لذا لا تقلقوا عودوا لعملكم"
أكمل بنبرة حازمة يرفع حاجبه كطريقة محذرة ليومأ الجميع ما عدى من طرح السؤال والذي اخذ يمرر عينيه حول المكان ينظر لفابيو لعدة لحظات قبل أن يخرج ويعود الهدوء للمكان مجددا

حينها أبعد فابيو يده عن الجرح العميق ليرى الدماء التي لطخت يده وجزء من كم قميصه قبل ان يتحرك بالكرسي للخلف قليلا ينظر للأسفل حيث كان يورين تضع رأسها على فخذه وتجلس في الارض تنظر للفراغ حينها مرر انامله على خصلات شعرها الشقراء الطويلة يبعدها عن وجهها

"سينتهي أمرك لو كُشف ما فعلته"
تمتم يرفع رأسها يمرر اصابعه على فكها وهي تنظر له بغرابة
"ليس عليك أن تؤذي من تحبينه يورين.... هذا مؤلم"
تكلم بنبرة هادئة يبعد الجدية عن وجهه ليحملها بخفة من خصرها كفتاة صغيرة يجعلها تجلس على فخذه لتخفض رأسها ناحيته بصمت

"لقد وثق ريموند في آشلي لكنها خدعته... ستخدعك ايضا بمجرد أن تصل إلى مرادها"

تمتم يتنفس ببطئ متجاهلا الدماء التي نزلت على عينه وفجأة دون مقدمات رفع مسدسه بسرعة ليطلق رصاصة جعلتها تجفل وهي تستدير للأمام تنظر لأحد الرجال الذين كانوا هنا جثة هامدة مرمية على الأرض

ودون حتى أن تسأل همس وكأنه يحدث نفسه

"هذا ما يحدث لكل من يشك في سيده..."
ضغط على زر في الهاتف الارضي أمامه ليقول بنبرة غاضبة

"اخرجوا جثة هذا الحقير من المكتب ونظفوا المكان"
لقد تسلل هذا الرجل مجددا للمكتب لأنه شك في فابيو عند دخولهم المرة الاولى....لكن لا احد يمكنه عصيان الاوامر والبقاء حيا

نهض ببطئ يجعل يورين تقف وهي تتبعه بعينيها كيف حمل هاتفه وخرج ببرود متجاهلا كونها وحيدة مع جثة مازالت دماءها دافئة حتى لتخرج بعده ببطئ تسير للخارج إلى أن وصلت إلى حديقتها الخلفية
حيث الليل قد حل بالفعل والغيوم غطت السماء الصافية وهي لم تمانع كون الجو باردا بل وقفت بهدوء تحاول ايجاد القمر المختبأ

"ليو... أنا اسفة لكنني أشتاق لك كثيرا"
تمتمت بشفاه مرتجفة لكنها سرعان ما استدارت عندما شعرت بشخص يراقبها داخل القصر وكل ما وجدته هو ظل في النافذة اختفى سريعا يجعلها تبتلع ريقها...انها تشعر بأنها مراقبة منذ مدة وهذا ليس جيدا

________

استنشق لفافة الحشيش التي بين أصابعه بقوة حتى شعر بالحرق داخل رئتيه لينفث الدخان حوله متسببا في جعل المشهد أمامه أكثر ضبابية... حيث كان يقف وسط الغابة في الظلام الحالك رأسه يؤلمه بشدة بسبب كمية المخدرات التي تعاطاها خلال مدة قصيرة وهو في العادة لا يتناول هذه السموم سوى مرة او مرتين في السنة وقد كانت هذه المرة أسوأهم

شعره البني الرطب سقط على عينيه يخفي الألم داخلهما وترنحه لم يمنعه من اكمال مسيرته اعمق واعمق نحو المجهول

كانت هي خلفه تسير ببطئ شديد وتختبأ خلف الاشجار تحاول ألا تكشف نفسها ولم تفهم سبب الجنون الذي اصابه فجأة وان كانت هذه عادة طبيعية أو أنه فجأة قرر أن يفقد عقله

عضت آشلي شفتها بقوة وهي تكسر غصنا تحت قدمها تتسبب في استدارته ببطئ لكنه تجاهل الامر وأكمل ما يقوم به حتى توقف للحظات يسمع صوت وقع اقدام وصراخ مع ضحكات يأتي من أمامه

ليخرج مجموعة من الرجال ضخام البينة يرتدون معاطف جلدية ويضعون وشوما غريبة...قطاع طرق حمقى حظهم ليس جيدا اليوم
"انظروا ما لدينا هنا فتى صغير جميل... هل تسير أثناء نومك يا صغيري؟"

تحدث أحدهم ما ان رأوا ريموند ليجيبه صديقه وهو يضحك بقوة

"يبدو ان الغني المدلل بحاجة لتغير الحفاضة"

ضحك اربعتهم ببنما يضربون اقدامهم بالارض ينظرون لريموند شبه مغلق العينين لا يدرك ما يحدث امامه ورغم جسده القوي لكنه بدى كحشرة أمامهم

"دعونا نستمتع يا رفاق...صديقنا هذا يرغب في اللعب أليس كذلك"

تكلم من يملك اغرب لحية من بينهم ليوافقه الجميع لذا امسك احد اخر ياقة قميص ريموند يسحبه بقوة نحوهم

"عزيزي هل انفقت مصروفك كله على الكوكايين؟ انت حتى لا تتحملها"
اكمل بنبرة ضاحكة ليبتسم ريموند شبه مغمى عليه يجيبه

"انه الهيروين ايها العاهر"

"وتعرف الفرق بينهما ايضا"

اجابه ذاك الضخم ليلكمه بقوة يجعله يسقط أرضا حينها كادت آشلي تتقدم لكنها تذكرت انها بدون سلاح وهم اربعة وقد تشكل مشكلة أكبر فحسب لذا تراجعت تراقب ما سيحدث

مسح ريموند الدماء من على وجهه ليضحك بهستيرية

"رائع... لكمتك افقدته عقله جيرمي"
تحدث أحدهم يجعل جيرمي هذا يرفع حاجبه مستغربا وهو يقترب من ريموند ليركله بقوة على بطنه متسببا في جعله يبصق الدماء لكن وبسبب تأثير المخدرات فقد كان لا يشعر بالألم اطلاقا بل كان يضحك فحسب وقد جعلهم ذلك يخافون للحظة وينهالون عليه بالضرب دون توقف حتى سقط على وجهه

"اللعب معه ليس ممتعا... دعنا نسرقه ونغادر"

أومأ جيرمي يقترب منه لكن بمجرد أن انخفض حتى فتح عينيه على مصرعيهما

"رفاق... علينا الهرب"
همس برعب يتراجع ليتقدم البقية بإستغراب من الحالة الغريبة التي اصابت صديقهم لشير لهم ناحية ريموند وما إن تقدموا ناحيته لم يفهوا شيئا لكن جيريمي بقي يشير لظهر ريموند جاعلا اياهم يركزون في الجزء الظهار من وشمه... والذي كان بوضوح للخطاف

"اللعنة مع من كنا نعبث بحق الجحيم.. هل هذا من آل غانشو؟"

"أجل... انا كذلك ايها الحمقى"

تمتم ريموند وهو لا يزال مستلقيا بنبرة اكثر جدية بعد ان توقف عن الضحك ليقف ببطئ شديد ينفض الغبار والاوراق عن جسده قبل أن يستدير ناحيتهم وهو يبتسم يظهر اسنانه الحمراء بسبب الدماء كمن وجد متعته الليلة

طارت بعض الطيور من أعشاشها ما إن سمعوا الصراخ الحاد من داخل الغابة لتغمض آشلي عينيها تحاول التحكم في ارتعاد جسدها وهي تراقب كيف كان ريموند يعبث بأحشاء جيرمي ذاك بيده كأنه ينظر لطعام شهي صرخ احدهم حينها بقوة ليركض بسرعة في الاتجاه المعاكس بينما بدأ آخر بالتقيؤ ورابعهم تجمد في مكانه وهو ينظر لذلك الوحش يستقيم مجددا يلعق أطراف اصابعه الدامية قبل أن ينظر له بطرف عينيه يجعله يتبول في سرواله

وزاد البؤس اكثر عندما رفع ريموند سلاحه ليطلق على رأس من كان يركض ضربة دقيقة جعلته يسقط جثة هامدة بعدها سار ناحية المصدوم امامه وهو لا يزال يبتسم

"هذا لكي لا تعبثوا... مع آل غانشو"
همس له وهو يمسح يده في ملابسه

"آشلي... لم يكن عليك أن تعبثي معي... الثمن سيكون غاليا"
تمتم يمرر اصابعه على عنق الرجل الشاحب أمامه قبل أن يضغط بقوة على جلده حتى اخترقت اضافره اللحم السميك واصلا إلى حنجرته ومعتبرا صراخه لحنا جميلا للمنظر البهي أمامه

سقطت آشلي منهارة وهي تضع يدها على فمها لكي لا تصدر أي صوت ودموعها الدافئة نزلت تبلل أناملها ووجهها المحمر بسبب حبس أنفاسها وقلبها الذي يكاد يخرج من مكانه من شدة النبض

استدار بعدها ناحية الأخير

"اهلا بلعبتي الأخيرة"

تمتم يحمل قطعة خشبية وهو يتقدم منه يسمع صرخاته بإستمتاع شديد ينعش روحه

بعدها ساد صمت طويل للغاية كانت فيه آشلي تمسك قلبها كطريقة لمحاولة استعادة أنفاسها وهي تنظر للشاب المرح الذي كان يتسلل لغرفتها في وقت سابق ملطخا بالدماء بالكامل يضرب جمجمة الرجل اسفله دون توقف حتى انفجر عقله وبقي يطحن بقياه وهو يضحك بهستيرية ويكرر اسمها فقط بل ويتخيلها مكان هذه الجثث

"توقف... ارجوك اتوسل إليك توقف"

صرخت بقوة تجعله يعتدل لتسقط القطعة الخشبية من بين يديه يشعر بها تركض ناحيته لتحتضنه من الخلف بقوة كطريقة لايقاف ارتجافها هي

"أعتذر... انا اسفة لن اعيد ذلك مجددا كنت مخطئة"

تكلمت وسط دموها بطريقة هستيرية مرتعبة لكنها لم تخف مما قد يفعله بها بل من الطريقة التي كان ينظر فيها للجثث على أنها هي لذا استدار ببطئ وسط ذلك الحضن الذي تعتصر فيه جسده ليمرر انامله على شعرها ببطئ

"اخبرتك أن تعودي للمنزل... لما لا تسمعين الكلام؟ لم يكن عليك رؤية هذا الوحش... هذا هو أنا آشلي هذه هي العائلة التي ترغبين في إدخال فرد منها للسجن وخداع اخر"
تمتم ببطئ لترفع رأسها ناحيته لقد كان ينظر لها بطريقة مرعبة جعلتها تغمض عينيها

"هل تعتقدين أن اللعب بالنار لا يحرق؟...أنت أكثر من إحترق يا آشلي بهذه النار نار غانشو... بيكولو....هل تتذكرينه ذلك هو النوع من الاشخاص الذين تحاولين العبث معهم ما نحن سوى نسخ اسوء عنه"

ذلك وحده جعل عضلاتها تتيبس بعد ان سمعت اسم شخص جعل الرعب يدب في عضامها لتتراجع ببطئ شخص أخذ من قبل إنسانيتها وجعلها تعيش الجحيم وتتمنى الموت ألف مرة.. والان هاهي واقفة مع مختل اخر من نفس السلالة يخبرها انه ما هو إلا نسخة اسوء من كابوسها

وكلما تراجعت للخلف كان ريموند يتقدم منها بوجه لا يحمل أي تعابير حتى إرتطم ظهرها بجذع شجرة واصبحت محاصرة بينه وبين الوحش امامها لا تمتلك مهربا من هنا

لتنظر له برعب تنفسها يزيد صعوبة وهو يمرر انامله على وجهها يمسح دموعها ويلطخ بشرتها البيضاء بالدماء لازالت ترتدي معطفه فوق قميصها الفضفاض... يال السخرية

لكنه مد يديه يخلع عنها ملكيته ينظر لارتعاش جسدها ربما بسبب البرد الذي تسلل من تحت ذلك المعطف الساقط على الأرض... لم تكن قادرة على الحراك شعرها التصق على وجهها بسبب التوتر الذي تعيشه عيونها تنظر للجثث حولها تارة وللوحش الذي يلعق شفتيه تارة أخرى

مرر انامله على شعرها يرفعه بينما شعرت بيده الباردة تتسلل من داخل قميصها القصير لتمسك رسغه بقوة

"أنت تحت تأثير المخدرات ريموند... لا تفعل شيئا تندم عليه أعلم أنك لست حاضرا عقلك مغيب لذا فقط إهدئ... سأغادر لن أقول شيئا عما رأيته ولن أخدعك مجددا بل لن اتحدث معك ابدا لو أردت"

ابتسم على الطريقة التي استجمعت فيها نفسها لتجاهد في قول تلك الكلمات بسرعة وبجدية زائفة وابتسامته فقط زادت من سوء حالتها لتتنهد بقلة حيلة كأنها تفكر في طريقة للخروج من هذا الموقف تشعر بيده تمرر على فخذها من الأسفل للأعلى ببطئ وخواتمه ترسل قشعريرة لجسدها

"ما رأيك أن نعيد تمثيل كابوسك...هذه المرة لنجعله أكثر تشويقا وسط الاحشاء والدماء ببنما تصرخين طالبة المزيد"
همس أمام عنقها يمرر شفتيه هناك لتضغط على رسغه أكثر بألم عندما ضغط على فخذها يخدشها بأضافره

"أرجوك"
تمتمت بنبرة باكية تنظر داخل عينيه وهي تضع يدها على خده لكنه لم يتردد في سحبها من ذراعها نحوه يرفع قميصها ببطئ وقد كانت حزينة ومكسورة

تشعر به كيف يعيد كوابيسها كيف يحي ذلك الجزء المظلم داخلها دموعها غمرت وجهها لم تستطع حتى المقاومة بل فقط كانت تمسك به بيد مرتخية تشعر بآنامله تخترق قطعة القماش التي تفصل بين شفتيه وجلدها يمرر أنامله على طول خصرها

لكن ذلك لم يعجبها لقد شعرت باحتراق شديد أن يتم إغتصابها في غابة معتمة..... وسط جثث أحشاءها في كل مكان... من قبل رجل وثقت به... لكنها هي من بدأت هي من كسرت ثقته لذا هل تستحق ذلك؟
هذا ما تسألته وهو يضع شفتيه على خاصتها يمسك فكها بقوة لتثبيتها

تحيط وجهه بيديها تحاول ابعاده دون فائدة دموعها تسقط على بشرته ليبدو كأنه يبكي أيضا الدماء التي عليه لطخت كامل جسدها لكن في تلك الثانية قبل أن يفعل أي شيء قبل أن يستبيح كل المحرمات وأن يحطمها مجددا...وفي ذروة الخطايا التي ارتكبها همس عند شفتيها يحرق قلبها أكثر من جسدها

"أكرهك... أتمنى لو إستطعت أن أفعلها أن أدمرك كما فعلتِ لي لكنني لست وحشا بل لا أرغب بك جسدي وحده يتقزز من لمسك أشعر بالغثيان وأنا أستنشق رائحتك أنت لا تستحقين حتى الانتقام... لربما بيكولو وحده من فهم طريقة عملك"

إبتعد عنها ببطئ يسمح للبرد باشتياحها مجددا يحمل معطفه من على الارض ليغطي به الجثة المقرفة امامه ذلك لكي لا ترتدي هي ما هو ملكه ولا يستعيد هو ما هو ملكه بعد ان لمسته كأنه غطى قلبه الجريح المشوه ليغادر بهدوء يضع سجارة أخرى بين شفتيه بعد أن ازال كل تلك الدماء فقد مسحها على جسدها
جلست أرضا تنظر لظهره وهو يبتعد كانت ملطخة بالكامل بالدماء كل انش منها كأنه تعمد ترك أدلة وبصمة على كل جزء لمسه فيها لتحتضن نفسها بوهن تغمض عينيها وفي ذلك الهدوء صرخت بقوة تضرب رأسها بالجذع خلفها وهي تشد شعرها وتبكي

قد سمع ذلك... سمع البحة المتألمة والانكسار العميق لكنه لم يستدر حتى ناحيتها.

_____________

رائحة العشب الرطب هي كل ما لفحت أنفه تجعله يرتخي أكثر يشعر بالنسمات الدافئة تداعب بشرته الشاحبة وبنور الشمس ينعكس على شعره ليجعله أكثر لمعانا حتى بدى شفافا من شدة شقاره

فتح عينيه ببطئ لا يشعر بشيء لا صداع أو أفكار سوداوية لا مشاعر حزن أو أي من الامور التي قد تعكر صفو المنظر أمامه

حقل واسع مثمر يدل على أنه الربيع زهور بمختلف الألوان وأشجار تفاح موزعة على الجوانب منظر لطيف صحيح؟

لكن ابتسامته زالت ما إن استدار ينظر للميتم... القصر الضخم الذي يبدو كبيت مسكون حوله العديد من الاشخاص يرتدون ملابس خدم

رمش عدة مرات عندما مر من جانبه عدد من الاطفال يركضون وهم يضحكون متوجهين لمكان محدد لذا تبعهم ببطئ يرى كيف دخلوا بين الأشجار لكن أصواتهم إختفت تماما تجعله أكثر فضولا ليرى ما خلف هذه الاوراق

كانت مساحة خضراء أخرى لكننا مليئة بالزهور... زهور جميلة صفراء تمتد لأبعد نقطة حتى بدت كمرآة للون الشمس فوقها لذا سار يدخل بين الورود يجعلها تعبق برائحتها في ثناياه ليرفع رأسه ينظر للمرأة التي توسطت ذلك الحقل

ترتدي الأبيض بينما خصلات شعرها السوداء الطويلة كسرت الالوان الفاتحة حولها كان يرى ظهرها فقط كيف كان شعرها يتحرك مع النسيم ويدها تعبث بالزهور حولها حتى ارتطم بها ولد صغير يجعلها تنحني له لتقبل جبينه ثم تركته يستكمل الركض

تتبعه بعينيه وهو يبتعد... لقد كان يشببه بل إنه هو اعاد أنظاره ناحيتها حيث إستدارت له تبتسم وهي تلوح من بعيد عيونها تلمع بلون أخضر سرقته من العشب تحت قدميها

سكارليت كانت جميلة... بشرتها صافية من اي كدمات او وشوم وجهها متورد وابتسامتها حقيقة تتمتم بشيء ما لم يسمعه يجعله يتقدم ناحيتها ببطئ

لكنه توقف.... بل قلبه ما توقف ما إن سمع صوت طلقة رصاص اخترقت جسد محبوبته لتمطر السماء دماء على تلك الزهور وتصبح السماء رمادية ملبدة كل ما حوله اظلم وعاد صداع رأسه وهو يركض ناحيتها بجزع وسط الزهور التي اصبحت حمراء قاتمة

"أنا اسفة"
همست ببحة متألمة وهي تسقط أرضا ليستدير ناحية مصدر الطلقة الوحش الذي أذاب قلبه

كانت هي... تقف بعيدا بملابس سوداء شعرها القصير وعيونها الخضراء الحادة كل تلك الوشوم والكدمات تبتسم له بشر وجهها ملطخ بالدماء

"لن تجدها مجددا"
تحدثت وابتسامتها تتسع لتضع المسدس على رأسها وتطلق

شهق بقوة يستفيق ليسعل ينظر حوله... عرقه البارد انساب على جبينه ورغم الجو البارد لكنه كان يشعر بالحر الشديد يرغب في التجرد من ملابسه بل من كيانه رغم انه يرتدي قميصا خفيفا فقط لكنه اكتفى من حمل اي شيء على عاتقه

كان يجلس على كرسي خشبي في الخارج تقابله حديقة يورين وبعدها الغابة ومن اعقاب السجائر الكثيرة تحت قدميه فهو ليس بحالة جيدة ان كانت كل هذه الكمية لم تنجح في تخفيف الصداع والأسوء الكوابيس التي ترواده كلما أغلق عينيه فهذا يعني انه على حافة الانهيار

وضع يده على قلبه يمسده ببطئ يحاول ابعاد الألم الذي يشعر به ليغمض عينيه يتنهد ببطئ لكن ما ان استنشق رائحة الدماء حتى فتح عينيه يراقب ريموند المختل يسير ببطئ خارجا من الغابة كأنه تم نقعه في الدماء ينظر له بطريقة قاتلة حتى وصل إليه يجلس على الكرسي بجانبه

"هل حدث ما تنبأت به؟"
تحدث يوجين بسخرية لينظر له ريموند دون قول حرف

لذا اكتفى برمي قداحته له والتي وجدها في غرفة آشلي
"احرص على القيام بعمل نظيف على الاقل.... لن استغرب ان كانت هذه دماءها"

"لن أقتلها.... بعد لكنني حصلت على هذا"

تحدث يرمي له بقداحة الخائن
"جد من صاحبها"
تحدث يوجين يمرر القداحة خلفه ليظهر فابيو من بين الظلال يمسكها ببن أنامله
"هل تعرضت للضرب؟"
سأله ريموند وهو ينظر لجبينه المضمد وشفاهه المجروحة

"لقد حصلت على نقاش بسيط"
أومأ ببطئ يحصل على سجارة من الطاولة

"لن تتخلص من الصداع اللعين حتى لو دخنت كل مخزون المصانع ثق بي.... خاصة بعد كل ما تعاطيته"

تحدث يوجين يطفأ سجارته ليتحدث فابيو الواقف خلفهما

"سمعت أن الشاي يخفف الصداع بما أنكما تعانيان منه... ما رأيكم بشاي الڤانيليا؟"

"بحقك يا رجل ليس هذا لقد زدت من صداعي"
صرخ ريموند بتقزز يمسح الدماء من على وجهه

"حسنا... ماذا عن شاي الزهور"

"فابيو هل ترغب في أن تحافظ على رأسك؟"
أجابه يوجين ينظر له من طرف عينه

"فقط احضر الشاي الاحمر الكلاسيكي"

"بحق الرب هل تستفزني الان"
أجابه فابيو لينظر له ريموند بإستغراب لكنه تنهد بقلة حيلة يتحدث

"هل نحن مبعثرون بسبب النساء؟... هذا مثير للسخرية"

"اجل يا عزيزي... النساء قد افقد عقلي بسببهن"
أجابه يوجين يستريح في مكانه يراقب القمر الذي ظهر من بين الغيوم

"لقد فقدته بالفعل"
أجابه ريموند وهو يمسد رأسه يحاول تخفيف الصداع

"كيف كان ليو يتحمل باولا يا ترى؟... هل جعلها خاضعة"

"لا اعتقد يبدو انه كان تحت التهديد... لقد ارغمت المسكين على الزواج حتى انها لم تتركه يرتاح في الاخرة بمفرده بل لحقته في القطار السريع"

"هذا مثير للسخرية... ان نحسد الموتى الان يعني انه انتهى أمرنا"
تحدث فابيو بملامح فارغة يراقب السماء مثلهما في جو بارد سماء مغيمة ورجال مغيبون عن الواقع

________

كان ينام بعمق وهو يتحرك يمينا ويسارا إلى غاية اللحظة التي رن فيها هاتفه ليقفز بسرعة من سريره يتنفس بعمق

"اللعنة مازالت حيا!"
همس لنفسه وهو يمسح وجهه بيديه ليجيب على المكالمة بصوت متعب للغاية

"على الاقل قولي صباح الخير اوامر منذ بداية النهار؟"

تحدث بضجر يقلب عينيه وهو يستمع لسكارليت من الجانب الاخر تخبره أن يأتي سريعا ولا يوجد وقت للتأخير لذا تنهد بتعب ما إن اغلقت الهاتف في وجهه

وقف بسرعة يشعر بالدوار وهو يدلك عينيه ليقف أمام المرآة كان مصابا بالصداع وهذه بداية سيئة وما إن نظر لإنعكاسه في المرآة زاد الوضع سوءا

عيون محمرة تماما وشعره منسدل على وجهه بعشوائية... مد يده ببطئ لشفته المجروحة ثم مررها على الجروح العميقة التي على جسده حيث كانت بشرته البرونزية الجميلة مشوهة بعدة كدمات وخدوش حتى أن الدماء جافة على بعضها

"ما الذي فعلته لتصبح هكذا بحق الجحيم"
همس لنفسه وهو يدخل الحمام وفي غضون دقائق اصبح صوت المرش مسموعا في كامل الغرفة في نفس الوقت الذي طُرق فيه الباب بقوة دون الحصول على رد لذا وببساطة فتح الباب ليدخل الزائر غير المتوقع... أليكس

وقف في منتصف الغرفة يمرر عيونه الرمادية المميزة على كل ما حوله ولم تظهر نواياه من خلال تلك اللمعة الحادة وذلك بسبب النظارة الطبية التي تخفي كل ما يظهر داخل عينيه

لعق شفتيه بترقب يستمع لصوت مرش المياه... غرفة فوضوية كل الاغطية على الارض والفراش غير مرتب دليل على استيقاظ صاحبه توا عديد من الزجاجات الفارغة للخمر واعقاب سجائر مرمية في كل زاوية... نافذة مفتوحة ملابس مرمية على الارض دليل على حدوث صرع نفسي قوي ليلة أمس وصاحبه لن يكون مستقرا وبذكر صاحبه

ارتسم شبح ابتسامة على وجه أليكس يشعر بالمعدن البارد للمسدس يلمس عنقه من الخلف وبرائحة قوية للصابون تلفح أنفه

"سريع على غير المتوقع"
تحدث بسخرية يرفع يديه كطريقة للاستسلام

"متسلل كما المتوقع"
اجابه ريموند وهو يخفض سلاحه ليستدير ناحيته أليكس قد كان مبتلا بالكامل المياه تنساب على جلده ذو اللون المميز تخترق الوشوم البارزة على صدره المجروح وتنتهي بسقوطها على المنشفة حول خصره جسد مثالي لشخص يعمل في مجالهم عيون حادة مترقبة ورغم رموشه الكثيفة التي كانت تقطر ماءا لكنه لم يهتم... لم يهتم لمظهره المبعثر لعيونه المحمرة او للهالة القوية التي يبعثها غضب خالص

عكس أليكس الذي كان يمسك لوحه الالكتروني كالعادة ويمسح على خصلات شعره السوداء مستعد للمجادلة والاستفزاز كالعادة
"ألا تظن انك أطلت النظر إلي؟... تعلم لست مهتما بالرجال"

تحدث ريموند يقطع الصمت وهو يجلس على حافة سريره غير مهتم كون الشيء الوحيد الذي يغطيه هو المنشفة البيضاء

"ليس خطأي خروجك بهذا المنظر"

"بل اقتحام غرفة احدهم هو خطأك خاصة أنها ليست غرفة اي أحد بل غرفة مساعد المرأة التي تتمنى التخلص منها"

"هون عليك لم آتي للقتال"

أجابه أليكس بهدوء وهو يسحب كرسيا من الجانب

"انظر انا لا اثق بك حتى لو كان يوجين يفعل فأنا لا"

"من قال أنه يفعل بل من قال انه يثق بك انت اصلا إنه لا يثق حتى في ظله وهذا ما اتيت من اجله اليوم"
اكمل راميا لوحه الالكتروني على الطاولة امامه

"لقد اكتشفت انه طلب من بروس التحقيق بشأن ماضي سكارليت فترة معينة بالتحديد دون اخبار اي احد آخر حتى انه زار رئيس الاستخبارات من اجل الحصول على المعلومات بنفسه"

"هل تراقب تحركاته الان؟"

"اجل... لما لا، هو يفعل يراقبنا جميعا"

اجابه يعقد يديه براحة كونه يرى عدم التقبل على وجه ريموند

"لما تخبرني بهذا أليس اخبار فابيو امرا اكثر منطقية؟"

"لما قد اخبره؟ ذلك الولد يحقد علي اكثر من يوجين نفسه ولا استبعد كونه يعلم انه ظله على اي حال وحتى لو اخبرناه فسيقول كل شيء لزعيمه عكسك انت لا تتلقى الاوامر منه... ربما القليل فحسب لكنك مازلت ضمن عصابة غامبينو والمتحكم المباشر بك هي سكارليت"

"إذن ما المطلوب مني؟... خيانته او ما شابه"
تكلم ريموند باستغراب ولهجته لم تخلو من الحدة

"فقط حاول اكتشاف الامر قبله جد المعلومات المتعلقة بماضي سكارليت اولا لأنها قد تكون اخطر مما نتوقع"

أكمل أليكس حديثه وهو يقف ينوي المغادرة لولا صوت ريموند الذي منعه

"لما انت واثق هكذا؟ ولما ترغب في فعل هذا ليست لك مصلحة"

"أبي...لقد وجدت تسجيلات صوتية له لقد كان يقول أن سكارليت هي المستقبل هي الوسيلة الوحيدة لإستعادة مجد غانشو... هي الوحيدة القادرة على لم شمل العائلات تحت راية واحدة مجددا"

"كيف؟"

"هذا هو ما عليك اكتشافه"

خرج من الغرفة يتركه وحيدا مع الصمت ولربما صوت صاخب احتل دماغه بسبب الافكار التي تراكمت هناك

__________

"هل انت بخير....أسفة لعدم قدرتي الاتصال بك بعد ما حدث كنت مشغولة للغاية"
تحدثت آشلي وهي تضع كوب الشاي على المنضدة أمام يورين التي ابتسمت بلطف

"لا بأس أعلم أن هناك الكثير من الأعمال وانا لا ألومك... لكن آشلي هل يمكنني أن أسألك؟"

أومأت الاخرى ترحب بالسؤال

"هل خنتِ ريموند حقا؟... هل جعلته يحبك ثم طعنته بجعله يعترف على سكارليت؟ "

إبتلعت آشلي ريقها ببطئ شديد وهي تضغط على أناملها لم تتوقع هذا السؤال ولم تتوقع أن توضع في مثل هذا الموقف بعد ما حدث البارحة وشعرت برعشة باردة تسري على طول عامودها الفقري وهي تمرر يدها على فخذها موضع الخدوش التي سببها لها ريموند البارحة

"اللعنة فقط اصمتِ...كيف تمتلكين كل هذه الطاقة اعتقدت أنك مكتئبة ثم لما ترغبين في اقتحام قصرهم فجأة؟"

صوت عالي جذب إنتباههما لينظرا ناحية مصدره اين كان ريموند ينزل الدرج وهو يفتح ازرار قميصه الأبيض الأولى ويضع هاتفه على أذنه بينما سجارة مشتعلة بين شفتيه

شعره الرطب نزل على عينيه ليبدو اكثر انشغالا حتى لمجرد ترتيبه وبسرعة وصل إلى الطاولة بجانبهما ليسكب فنجان قهوة ويضع كمية هائلة من السكر وهو يتذمر ما إن اغلق الجانب الاخر الهاتف في وجهه

"عاهرة مختلة انها تفطر على لعني"

همس لنفسه وهو يضع يده في جيب بنطاله البني الفاتح وما إن إستدار وجد أن الفتاتين تراقبانه بصمت

"صباح الخير"
تمتمت يورين ترفع أصابعها في الهواء بتردد لكنه تجاهل ذلك وهو يستدير ببطئ ناحية الأخرى

كانت تجلس بهدوء قاتل على الأريكة تضع قدما على آخرى تسمح لتنورتها السوداء بالارتفاع لمستوى غير مسموح به... يدها على ساقها تعبث بتوتر بطرف القماش بينما نظراتها شاردة على الطاولة كأنها مغيبة عن الواقع

"يبدو أنك تحضين بالمرح؟"
تحدث بجدية يجعلها ترمش لعدة مرات كأنها استعادت وعيها توا

"أجل... تعلم من النادر الحصول على اصدقاء وانا مسجونة في القصر"

اجابته يورين بإبتسامة صادقة تنظر لكيف كان يدخن بشراهة وفجأة اقترب من مكان جلوسهن حتى وصل إلى آشلي

هدوء قاتل حل فجأة وصوت طنين قوي صم اذنيها بينما قلبها توقف عن العمل تماما وهي تشعر به ينخفض إلى مستواها حتى أصبح كتفه مقابلا لوجهها تماما

تستنشق عطره بقوة وتشعر بهالته حوها تحاول أن لا ترتجف في هذه الثوان عيونها فقط ثابتة على المنضدة أمامها ويدها إعتصرت موضع الخدش على جلدها بقوة... الرعب الصدمة والحزن شعرت بتضارب لمشاعرها في مدة قصيرة من الوقت شعرت هي بأنها قرون بطيئة

نفث دخان سجارته بعنف يجعل ضبابة سوداء تتموضع نصب عينيها ليشعر بها تفرق شفتيها ذات الطلاء الاحمر الفاق ككعبها العالي تصدر صوت انزعاج مميز يدل على صعوبة في التنفس لكنها لم تجرؤ على التذمر او حتى أن تظهر ملامح الألم أمامه بل فقط إكتفت بإغماض عينيها ببطئ تسمح لذلك السم بإختراق جوفها يحرق حنجرتها ويذيب رئتيها كما أذابت هي روحه

أمسك معطفه المتموضع خلفها على الاريكة لينسحب بسرعة لم تسمح لعينيه حتى بإستراق نظرة لها... نظرة ستكلفهما الكثير لما تحويه من ألم وأسى وندم مشاعر سوداية مختلطة جارحة تماما كما تشعر هي الأن

تبتلع الغصة في حلقها وهي تراقبه يغادر دون حتى الالتفات هي ترغب به بطريقة هستيرية تريده الأن ادركت أن الكنز ما إن يضبع من صاحبه يصبح اكبر قيمة مستعدة لاستنشاق السموم المخلوطة بعطره طيلة حياتها وترحب بشعور الاحتراق المؤلم ما دامه منه تشعر بالندم والالم لكنها تريد استعادته بأن يكون ملكها وحدها

ما إن أغلق الباب حتى سعلت بقوة تمسك عنقها وتستند على الاريكة بوهن

تنظر بتشوش ليورين أمامها تمسك كوب ماء وتسألها عن حالتها بخوف بينما هي لم تقوى حتى على الحديث بل إكتفت دمعة خائنة بالانفلات على بشرتها المرتعشة ربما بسبب ألم حلقها.... أو أنه ألم أكثر عمقا من هذا

أغلق ريموند الباب بقوة ليقف أمام فابيو الذي كان يتحدث مع بيكولو

"كيف سمحت لتلك المرأة بالعبور؟"

"من تقصد آشلي؟"
أجابه فابيو بإستغراب بسبب هيجانه المفاجئ

"إجعل فتاتك تبتعد عنها وتتوقف عن العبث في الارجاء قبل أن يفوت الأوان...وإلا لن تتوقع حتى ما قد أفعله"

"على رسلك يا رجل إنها مجرد زيارة"
هذه المرة تحدث بيكولو ليحصل على نظرة محذرة من ريموند وهو يتجه ناحية سيارته

"هل تحب يورين إذن؟"
تمتم بيكولو باستغراب ليحصل على نظرة تساؤل من فابيو

"اقصد قد نعتها بفتاتك توا"

"ليس هذا من شأنك"

اجابه فابيو بدوره وهو يعود لداخل القصر
____________

flash back

سماء ملبدة جو خانق اتجه الجميع لمنازلهم كان يوما حافلا بالحصاد
يوم متعب بالنسبة لأطفال صغار كانوا مرمين في الحقل الجوع والعطش وحتى الألم الشديد جعلهم مرمين كجثث هامدة وسط المحصول

كان يعبث بجرح قدمه يحاول ايجاد الحصى الذي علق به متجاهلا الدماء التي لطخت طرف قميصه بل حتى البرد القارص الذي جعل أطارفه تتشقق ورفع رأسه ببطئ يراقب الفتاة التي تدندن تهويدتهم المفضلة بل الشيء الوحيد المسموح لهم بسماعه

كانت تقطف بعضا من الزهور التي بقيت في الحقل القاحل بيدين مرتجفتين وألم شديد أكل عضامها لكنها كانت تبتسم إلى اللحظة التي ارتطمت بشيء جعلها تسقط، رفعت رأسها ببطئ لتنظر إلى المرأة ذات الوجه المتحجر تعقد حاجبيها بغضب وهي تجمع يديها بغير صبر

ومن منظور الفتى الذي يراقبهما من بعيد فقد رأى كيف أن تلك المرأة أمسكت بذراع الصغيرة وجرتها بقوة أمامها تجعلها تتألم بشدة

وقف على قدميه بصعوبة يراقب اتجاههما ناحية الميتم لقد كانت تلك المرأة أمه...ذلك ما كانت تخبره به لكنه لم يصدقها يوما إنها تؤذي اخوته تؤذي جميع الاطفال الأبرياء الذين حوله وذلك جعله يتنهد بقلة حيلة قبل أن يشعر بشخص يضع يده على كتفه

استدار ببطئ ليقابله وجه شاحب بعيون غائرة ميتة تماما شعر اشقر ساقط على وجهه وأنفاس متثاقلة بسبب تعبه

"دعنا نلحقها"
همس له بتعب يجعله يعقد حاجبيه

"لكن يوجين...ستقوم المديرة بضربنا إن اكتشفت ذلك"
أجابه يجعله يمشي ببطئ امامه

"أعتقد أنك لا ترغب في خسارة سكارليت صحيح؟"
ذلك وحده كان كفيلا بجعله يلحقه إلى أن وصلا إلى الباب الخلفي للميتم دخلا بهدوء شديد يمشيان على اطراف أقدامهما يستمعان لصرير الخشب الرطب وصفير الرياح عند اختراقها لفتحات الحائط

نجحا في الصعود للطابق العلوي بسهولة لأن الجميع في الخارج لكن ما إن قابلهما الرواق المظلم في الأعلى ظهرت إمرأة شابة ترتدي ملابسا سوداء مثلها مثل أي خالة في الميتم كما ينادونهم كانت تمتلك شعرا بنيا غامقا تربطه في الخلف كما البقية كما احتوى وجهها على كثير من النمش عيونها مترصدة زرقاء تلمع في العتمة... ورغم ذلك فإن ليو الصغير إبتسم

انها غلوري الشخص الوحيد الطيب معهما في هذا المكان لذا لم يمانع أن تراهما وكاد يركض ناحيتها لولا اليد التي أمسكته من الخلف

"لا تفعل.... يبدو انها تحرس باب مكتب المديرة هناك شيء غريب سيارات سوداء كثيرة في الخارج وجميع الخالات خارجا مع الاطفال على غير العادة والان غلوري تحرس المكتب ألا يبدو هذا غريبا؟"

صدر صوت عال للرعد مع إكمال حديثه يجعل ليو يجفل رعبا داخل ذلك الظلام وقد شعر فعلا بالغرابة مثل يوجين... الاطفال جميعا مستعدون لما سيحدث كون ذكاءهم فوق المعدل الطبيعي فهم يفهمون ما يدور حولهم جيدا

كل مرة تأتي فيها السيارات السوداء ينتهي بهم الأمر يفقدون طفلا من بينهم ويتم تبنيه من قبل المافيا فقدوا الكثير منهم والأن هم على وشك فقدان سكارليت هذا قد يحدث ثورة بين الاولاد لأنها تعتبر المُسير الخفي لهم والشخص الوحيد الذي يمكنه أن يحافظ على النظام

فمنذ قدومها اصبح الامر اكثر تنظيما ونقصت العدوانية ضد الاطفال

"إجعلها تنشغل معك...عشر دقائق في الثانية الثالثة من الدقيقة الحادية عشر عليك أن تبتعد ثم أغلق فمها"

تمتم يوجين ببرود وهو يسير عكس الاتجاه ولم يسمح لليو حتى بالسؤال بل اكتفى بالتنفيذ مقتربا من غلوري

"أحتاج إلى الحمام"
تحدث يجذب إنتباهها لتعقد حاجبيها بإستغراب وهي تجلس لتصل إلى مستواه

"ليس من المفترض ان تكون هنا من سمح لك بالدخول؟"
أجابته وهي تنفض بعض الغبار من على ملابسه المتسخة في الأصل وأخذت تربت عليه لبعض الوقت وهو يتحدث معاها عن امور عشوائية

"من في الداخل؟"
تحدث معها وجعلها تتجمد مكانها وهي تنظر لوجهه الجدي لذا اكتفت بالمسح على خصلات شعره البنية الفاتحة وهي تجيبه

"لا أحد مجرد ضيوف لدى والدتك"
صك اسنانه بقوة عند سماعه لذلك ليجيبها بنفس الهدوء

"سيارات بزجاج معتم ليسوا مجرد...ضيوف، اعتذر"
أكمل يجعلها تفتح عينيها على مصرعيهما وهي تضع يدها خلف رأسها بألم ولم تحصل على فرصة للصراخ ما إن أغلق ليو فمها ونظر ليوجين الذي كان يحمل أنبوبا معدنيا ضرب به رأسها

كانت مستلقية على الارض في الظلام فوقها طفل صغير يغلق فمها وآخر يحمل لوحا معدنيا ملطخا بدماءها وما إن حاولت التحرك حصلت على ضربة أخرى جعلتها تفقد الوعي... لكن الامر لم يتوقف هنا

بل حصلت على ضربة اخرى...واخرى ضربات متكررة حتى تهشمت عضام جمجمتها وتلطخت ثيابهم البيضاء بلون أحمر قاتم... كان ليو يرتجف وهو يحاول كتم غصة الرعب عندما نظر ليوجين

رغم انه في حالة مزرية بسبب التعب والجوع والمرض لكنه قتل توا شخصا بالغا بمفرده وبعيون باهتة وضع المعدن على الارض بهدوء
ليلتفت ناحية الباب خلفه أين كان هناك شق صغير يظهر ما في الداخل

المديرة تجلس بجانب سكارليت التي بدت جميلة بعد أن قامت بتنظيفها وتمشيط شعرها وأمامهما رجلان جالسان لكنهما يقابلانه بظهرهما لذا لم يستطع رؤية وجه اي منهما

"إذن... الاسبوع القادم يمكننا أن نأخذها لمنزلها الجديد؟"
سأل أحدهما لتومأ له المديرة ليكمل الاخر
"انها الوسيلة الوحيدة لجمع هذه المافيا مجددا بذكائها الخارق هذا وقدرتها الغريبة على التأثير بالاخرين يمكننا تسيير كامل غانشو"

" للأسف كان الزعيم يحلم بهذه اللحظة لكننا سنحقق مبتغاه على أي حال"

"ماذا عن ذلك الولد... ابن ريغنار"

"تقصد يوجين؟... انه في حالة جيدة أيضا يمكنكم أخذه بعد مدة قصيرة فقط هو يعاني من بعض العدائية حاليا"
ذلك جعل سكارليت تعقد حاجبيها بغضب لتضرب الطاولة بيديها الصغيرتين

"لا يمكن لأحد إيذاءه هل فهمتما؟... إن حدث له شيء فسأقتلكم جميعا"
صرخت بهم تجعلهم يبتسمون بسخرية على منظرها المضحك وهي تصك اسنانها بقوة

"سيكونان جاهزين قريبا"
تمتمت المديرة وهي تمرر عينيها حول الغرفة لتسقط على الباب حنيها شهق يوجين يبتعد بسرعة يقسم انها رأته بل أن نظراتها اخترقت روحه

قلبه يخفق بشدة وهو يحيط بفمه ليمنع شهقاته من الوصول لمسامعها لأنها قد تؤذي سكارليت ان اكتشفت امره

امسك يد ليو وجره بسرعة لأحد الغرف

"علينا الخروج من هنا... طفح الكيل الليلة ستنتهي العبودية"
أومأ ليو وهو يراقب المطر الغزير من النافذة بعدها نزل كلاهما من ذلك الطابق وخرجا بسرعة ناحية بقية الاطفال الذين مازالوا جالسين تحت المطر

"سنخرج من هنا"
تحدث يوجين يجذب إنتباههم ليستديروا ناحيته

•••

خرج الرجال من الميتم حيث كانت المديرة تراقبهم من النافذة بعدها تراجعت لتفتح الباب وخلفها سكارليت

رُسمت شبح ابتسامة على وجهها وهي تنظر لجثة غلوري في الرواق عكس الصغيرة خلفها التي مررت عينيها من الجثة للمديرة عدة مرات قبل أن تسير خارجة من المكتب لتغادر بهدوء وما إن وصلت للطابق السفلي اخذت تركض بسرعة للخارج متجاهلة الوحل الذي افسد حلتها والمطر الذي بلل شعرها حتى وصلت للأطفال لتتنهد بتعب تنظر ليوجين يرسم شيئا ما في الوحل بغصن شجرة وجميع الاطفال حوله

لذا اقتربت منه تجعله يستدير ناحيتها لذا رمى ما بيده ليحتضنها بقوة

"هل أنت بخير؟"
سألها وهو يبتعد ببطئ عنها ليكور وجهها اللطيف بين يديه يجعلها تبتسم

"أجل انا بخير لم يحدث شيء لذا لا تقلق"
تحدثت بمرح تتراجع قليلا تنظر لما كان يرسمه ليعود من جديد ويبدأ بشرح خطته لكن ملامحها عادت للجدية فجأة تلعق شفتيها بهدوء

"لن ينجح هذا.... دعونا نحرق المكان"

انتبه الجميع لما قالته لينظروا لها بإستغراب

"المادة المشتعلة الوحيدة التي يمكننا ايجادها هي زيت الطبخ في المخزن لذا... سيلڤيا، ليلي، اندرو ستذهبون للمخزن بعد أن يقوم جايد بسرقة المفتاح بما انكم الاكبر احملوا زجاجات الزيت واحضروها للميتم من الباب الخلفي"

انتهت من كلامها ليومأ الجميع وهم يقفون ثم اكملت

"وينتر وليو ستقومون بإخلاء الميتم من بقية الأطفال البقية سيهربون عبر المخرج السري ما إن يهرب الجميع سنجتمع في الحضيرة المهجورة عند انتهاء المهمة"

أنهت كلامها ليبدأ الكثير منهم بالتحرك

"ماذا عنك انت ويوجين؟"

"لا تقلقوا سنلحق بكم"

صعد ليو الدرج بسرعة وهو ينظر للخدم حوله يتجولون لكن كونه ابن المديرة فقد كانت له بعض الحرية في التجول ورؤيته في اماكن عدة من الميتم لا يعد أمرا غريبا عكس البقية اما وينتر فقد كانت تتسلل كالظل لا يمكن لأحد امساكها كونها تعرف مداخل ومخارج هذا القصر جيدا لذا بدأوا باخراج الاطفال توالي الصغار اولا ثم الكبار والمرضى

"ماذا تفعل؟"
صوت جمد اوصال ليو وهو يجر أحد الاطفال معه في الرواق ليستدير ناحية امه يبتلع ريقه ببطئ

حسنا... كان ملطخا بالدماء ويحاول سحب احد الاطفال للخارج في هذا الجو امر طبيعي تماما

"أنا...ألعب"

تمتم برعب وهو ينظر للطريقة التي انحت فيها ناحية اذنه

"هل اللعبة تتضمن قتل غلوري؟"
أكملت بنبرة قاتلة وهي تمسح على شعره بلطف حيث نظر لها بطرف عينه ليجد عيونها الجاحضة تراقبه بترصد وذلك جعل رعشة تمر عبر عاموده الفقري كصعقة البرق الذي ضرب السماء خارجا لكنها وببساطة ابتعدت عنه كأنه لا يحاول القيام بشيء مشبوه ويقوم بخرق النظام وذلك فقط زاد من رعبه

كان الاطفال في الجانب الاخر يقفون عند الباب في زاوية مظلمة وقوارير الزيت امامهم وقد نجح اندرو في سرقة اعواد الثقاب

"ماذا سنفعل الان؟"

سأل احد الاطفال بتردد لتنظر له سكارليت بقلق لا تعرف ما تجيبه لكن يدا امسكت بخاصتها جعلتها تستدير ناحية يوجين الذي يبتسم لها بلطف ويخفظ جميع دفاعاته القاسية امامها وما إن فتح الباب خلفهم استدار الجميع ناحية وينتر التي تحدثت

"لقد اخرجنا عددا من الاطفال لكن يبدو انهم اكتشفوا امرنا الان معضم الخدم يرافقون الاطفال في الطابق السفلي ويحرسونهم وهناك بعض الغرف مغلقة لذا لم استطع اخراج المزيد"

بدأت الهمسات تعلوا بين الاطفال لكن سرعان ما قطع موجة الهلع التي كادت أن تبدأ صوت سكارليت وهي تتحدث

"لا داعي للقلق فقط اخرجوا من هنا كما اتفقنا ساعدوا بعضكم البعض ولنلتقي في الحضيرة"

أكملت تجعل سيلڤيا واندرو الذين كانوا الاكبر سنا يتحركون مع بعض من الاطفال

"هل ليو في الداخل؟"
تحدث يوجين يجذب انتباه وينتر التي كانت تعبث بظفيرتيها الشقراء لتومأ له

"غادروا مع الاخرين سأقوم بالباقي وأعود مع الاطفال"
أكمل لكن يد سكار التي امسكت به جعلته يتوقف وهو ينظر لوجهها الجاد وعيونها اللامعة تحمل بعضا من الدموع

"سنفعل ذلك معا"

"أجل لن نتركك وحدك كما أن الزجاجات ثقيلة"

تكلمت وينتر بإبتسامة واسعة تظهر بعضا من اسنانها الامامية التي لم تنبت بعد وقد بدى لها هذا كلعبة أقرب من كونه مهمة خطيرة كيف لا وهي اعتادت على فعل ما هو أخطر

"سأذهب معكم"
صوت خافت جذب إنتباههم ليستديروا ناحية ليلي ذات المعطف الطويل والشعر الاسود القصير وقد كانت تضغط على يديها بقوة كونها لا تحب المشاركة في هذا النوع من المغامرات بل هي تفضل استعمال ذكاءها في التخطيط والقيادة أكثر

حمل اربعتهم القارورات لتتوجه بهم وينتر لفتحة تحت سلم الباب ينزلون منها تحت ارضية القصر الخشبية حيث كانت الرائحة عفنة والوضع خانق مليئ بالحشرات والجرذان لكنهم سارو وسط القذارة يسمعون وقع الاقدام على الخشب فوق رؤوسهم

"هل ستتركينهم يعبثون في الارجاء طويلا؟"

سأل البستاني المديرة التي كانت جالسة على مكتبها لتنظر له ببرود بعيونها السوداء القاتمة كالموت

"لا مانع في بغض المرح... سنرى أين وصل معدل ذكاءهم اعتبره اختبارا بسيطا ثم سيحصلون على العقاب ربما بقتل بعض منهم كتحذير"

صوتها هادئ كبحيرة ساكنة مجوفة ومليئة بالدماء ومجرد سماعه جعل ليلي تشهق و وينتر تسرع لتغلق فمها لكن المديرة رمشت عدة مرات لتقف وتبدأ السير بسرعة مع من داخل المكتب

"هيا لنسرع"

همست سكار ليتحركوا بهدوء حتى وصلوا إلى مخرجين الاول يؤدي للطابق السفلي والاخر للطابق العلوي

"سنذهب أولا"
تكلمت وينتر وهي تمسك بيد ليلي الخائفة خلفها متجهين للفتحة الاولى وهنا افترق فريق الصغار وهم يحملون دلاء الزيت

في مكان آخر داخل الرواق المظلم كان ليو يحاول فتح الأبواب دون فائدة كلها مغلقة وصوت بكاء الاطفال يخرج من بعض الغرف لكنه تنهد بتعب وقد اكتشف أن هذا من افعال أمه ورغم ذلك لم يستسلم بل بقي يتجول يضع قدميه على الخشب الرخو يشعر ببرودة شديدة جعلته يتجاهل حقيقة وصوله لاعتم نقطة في الرواق

لذا اتجه ببطئ ناحية الباب يبحث عن المقبض وما إن اداره فُتح على غير المتوقع ليدخل

نظر بإستغراب حوله لتلك الغرفة المنيرة والدافئة على غير المعتاد سيرير نظيف ومعتدل واغطية مريحة جعلته يقترب من السرير ببطئ لكن رؤيته للفتاة فوقه جعلته يتراجع ببطئ وهو ينظر لها

تلك الصغيرة التي كانت تغط في نوم عميق.... بشرة شاحبة وشعر اسود منسدل على وجنتيها كما انسدلت رموشها الكثيفة على عيونها

اقترب منها ببطئ لينظر إلى التعب الظهار عليها هزيلة وتتنفس بصعوبة وهي تتعرق وكاد يضع يده على جبينها لكنه لاحظ عدة مناديل ملطخة بالدم حولها لذا تراجع مجددا بصدمة

"السل؟"
همس لنفسه لكنه حبس انفاسه ما إن لاحظ أنها فتحت عينيها



"لم يتبقى الكثير لقد سكبناه في معضم الغرف لكنها مظلمة وخالية بطريقة غريبة"
همست ليلي وهي تمسح عرقها تراقب وينتر التي تسير امامها واجل كان الطابق خاليا من أي كائن حي ما عدى بعض الاصوات في الغرف المغلقة

"هل تعتقدين انهم اختفوا كالعادة!؟"

سألتها  ليلي لتجعلها تستدير ببطئ وبوجه جامد اجابتها

"طقوسهم الغريبة؟ اجل انهم يفعلون ذلك كل ليلة ربما هم في احد الغرف يعبدون صنما ما"

"وينتر....لما لا تخافين منهم"

"لما اخاف منهم انهم مجرد حمقى ونحن اذكى منهم بكثير فقط نحتاج بعض القوة... لدينا سكارليت ويوجين سيحموننا دائما"

"لما انت واثقة؟"
نبرة ليلي المترددة جعلت وينتر تقف مكانها أمام النافذة المفتوحة

مطر قوي وسماء رمادية رعد جعل عيونها الخضراء الفاتحة تلمع وبرود تام تجسد على وجهها المرح لكن ذلك المنظر الذي من المفترض أن يرعب أي أحد لم يؤثر بليلي الواقفة خلفها

"عزيزتي نحن وحوش وأنت تعلمين... وحوش لم يرغب أحد في رعايتها لذا وضعونا هنا في حضيرة كبيرة لإعداد وجبة الشيطان حتى أننا لم نمتلك أسماء حقيقة كل ما لدينا هو ما تم تسميتنا به.... في الميتم لقد كبرنا معا لنرى كيف أننا نقدم كوجبات يوميا للمافيا كيف لا أثق بسكارليت ويوجين هما الوحيدان اللذان يستطيعان اخراجنا من هنا"

"آخر مرة رأيت فيها سكارليت تقتل المزارع العجوز لم يكن ذلك ممتعا"
تحدثت ليلي هذه المرة تعقد يدها بقلة حيلة

"كان ذلك قبل اسبوع...اعتقد أن روميو من فعلها عندما علم بأن هناك إمرأة مختلة ستتبناه ما كان اسمها مجددا؟"

"الماعز السوداء"

"اجل تلك السفاحة...على كل ألا تريدين بأن نحضى بنهاية سعيدة؟ أن يتوقف هؤلاء الاشخاص عن قتلنا وتدريبنا لنصبح آلات سخيفة هل تشتاقين لعائلتك حتى؟"

ذلك جعل ملامح ليلي ترق وعيونها الباهتة تزيد انطفاءا لقد تركتها أمها في الشارع بل باعتها ببساطة وهي لم تتعدى السنتين من عمرها كما حدث مع معضم الاطفال هنا... هم ليسوا ايتاما بل سلعا بيعت بثمن قليل

"انظري... اكبرنا لم يتعدى الثالثة عشر أندرو هو الاكبر صحيح؟ إنه مختل ألا ترين ذلك حتى انه اصبح عنيفا مع الاصغر سنا بسبب الضغط لذا... علينا النجاح في المهمة"

أكملت وينتر بحدة تمسك كتفي صديقتها التي أومأت موافقة بلا تردد لكنها فجأة دفعتها بقوة لتسقط بعيدا

وبهدوء قاتل سحبت غصنا من تحت ملابسها لتطعن الخادمة التي كانت خلف ليلي لتسقط أرضا وهي تصرخ لكن ليلي اسرعت تسكب عليها الزيت ليشعلاها حرفيا باستعمال عود ثقاب

واصبحت تصرخ بحدة وهي تلتهب أمامهم لكنهم فقط سحبوها لأحد الغرف وأغلقوا الباب

"اسرعي لم يعد هناك وقت"

تحدثت وينتر ليتسللا الى مكتب المديرة حيث كانا يغرقان الاثاث بالزيت لكن ليلي كانت تعبث بالاوراق على المكتب وبتراجعها بخطوة اسقطت خزانة الملفات مصدرة صوتا قويا جعل صوت الخطوات في الخارج تتسارع

"وينتر انظري لهذا..."

همست وهي تسحب ملفا من بين عدة ملفات

"هناك فتاة اخرى مصابة بالسل...ولكنها لم تمت"

أكملت وهي تنظر لوينتر الواقفة في منتصف الغرفة

"في الغالب الاطفال المصابون بالسل هنا يموتون في الاسابيع الاولى لكن مكتوب هنا انه قد مرت سنتين على اصابتها واربع سنوات على اقامتها هنا"

تمتمت ليلي وهي تبحث عن نظاراتها تحت المكتب لتكمل القراءة لكن اقتحام المكان جعلها تتجمد مكانها وهي تستمع لصراخ البستاني

"ايتها العاهرة الصغيرة ماذا كنت تفعلين هنا!"
صرخ على وينتر وهو يحملها لكن الاخرى عضت اذنه بقوة ليصرخ وهو يحاول ضربها بينما ليلي مختبأة ولا يراها وكادت أن تخرج وتبدأ بتبرير السبب الذي جعلهم يسكبون الزيت في المكان لكن عضامها تجمدت ما إن سمعت طلقة نارية

طلقة نارية اخترقت رأس وينتر بين يدي البستاني ليحل الهدوء القاتل وتبدأ رائحة الدماء بإكتساح المكان.

____________

يتبـــَـع

شابتر جديد واحداث جديدة ركزت اكثر شي على آشلي وريموند رأيكم في علاقتهم الغريبة

وليش يورين حاولت تخون أخوها وتدخل سكار للسجن وهل أليكس وبيكولو لهم يد فالموضوع
وعلى ذكر بيكولو تتوقعوا ليش آشلي تخاف منه

واخيرا الماضي رجعنا لوقت الميتم والاحداث الي وصلتنا للنقطة الحالية يعني رجعنا لنقطة البداية وتوضيح كل شي
ركزوا على شخصية ليلي و وينتر راح نحتاجهم مستقبلا

شكرا على تعليقاتكم الحلوة وعارفة انو سكار و هيذر عاملين مشكلة وعقدة وذا هو الهدف من الرواية لذا حاولوا تكتشفوا الحقيقة وتكونوا المحققين فالرواية لأن تحليلاتكم قريبة من الحقيقة ومن خلالها اعؤف اذا انتم فاهمين او لا

Continue Reading

You'll Also Like

2.9K 160 10
واحدة من أكبر الشركات الناجحة الجديدة التي سيرثها قريبًا أحد أكثر الرجال جاذبية في العالم تلفت انتباه أكبر وأطول مافيا يديرها زعيم شاب. -تحذير (الروا...
808 21 1
كان النبل لهم كسلاح بوجه العالم.. مصيرهم كان الحكم لكن بعالم خال من الإنسانية.. اراقة الدماء كانت لغتهم والأسلحة كانت أيديهم.. كانو جذورا لم تزرع بل...
713K 44K 24
هذه الليالي باردة للغاية، مدفأتي مشتعلة و كتبي تتوسط الأرض، أفكاري تتأرجح بين الشيء و اللاشيء، أغراضك لا تزال في مكانها، مشاعري لك لم أخطط قط لنكرانه...
2.9K 296 11
«لمَ أنا أضحك؟» تسائلت مع عيونٍ باهتة للّذي يجلِس أمامي. «لطالما تساءلت، لمَ أنا أضحك؟!». عندما تُحاول الخروج من قعر حزنكَ، ظلمتكَ، ويأس...