مُعَانَاة كَالسُكَر ✓

By EekaUa

72.1K 6.3K 2.2K

رُبما خانني الشعور بقول أنني كافية.. لم أكُن يومًا كافية قبل وجودكَ؛ بل كُنتُ كـتائه في بحر الخِذلان، كُنتَ... More

«اقتبـاس»
1_ الفصل الأول "قَـرار!"
2_الفصل الثاني "مشاعر"
3_الفصل الثالث "إدراك"
4_الفصل الرابع "شِفاء!"
5_الفصل الخامس "مَصيـر"
6_ الفصل السادس "مُعالجة"
7_ الفصل السابع "موافقة"
8_الفصل الثامن "فُرصة!"
10_ الفصل العاشر "إستعداد"
11_ الفصل الحادي عشر "تشابُه!"
12_الفصل الثاني عشر " مراسم"
13- الفصل الثالث عشر "سؤال وأجابة"
14- الفصل الرابع عشر "وقتٌ مُمتع"
15- الفصل الخامس عشر "وقعت بالخطأ!"
16- الفصل السادس عشر "محاولة"
17- الفصل السابع عشر "كارثة"
18- الفصل الثامن عشر "لم يتخطىٰ بعد!"
19- الفصل التاسع عشر " احتواء"
20- الفصل العشرون "بلا سكر!"
21- الفصل الواحد والعشرون "ندوب الماضي"
22- الفصل الثاني والعشرون "يوم الميلاد"
23- الفصل الثالث والعشرون "انفجار!"
24- الفصل الرابع والعشرون "تغييرات مرئية"
25- الفصل الخامس والعشرون "أهلًا رمضان"
26- الفصل السادس والعشرون "العاشر من رمضان"
27- الفصل السابع والعشرون "عيدٌ مُبارك!"
28- الفصل الثامن والعشرون، الأخير " زفاف!"
- ما ناقشته الرواية. ✓
إضافي¹ " عائلة"

9_ الفصل التاسع "رِحلة!"

2K 209 61
By EekaUa

الفصل التاسع.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»

__________________________

- كُل الطُرق تؤدي إليكَ، ألا يوجد مَفَر!

_________________________

كانت "أمل" تجلس بالشُرفة تتحدث بالهاتف بجوار "سما"؛ و التي كانت تدرس برفقة "سمر"، وبعد مدة طويلة أدت إلى ملل كلتاهم دلفت "حور" ثم جلست بجوارهم عقب إلقاء التحية عليهم بخفوت، أخذت تتابع ما تقوله والدتها بفضول في معرفة التفاصيل، شردت بالهاتف الخاص بها ثم استمعت إلى قولها قبل أن تُغلق..

-"خلاص ماشي يا محمود هقول لخالد وأن شاء الله نيجي، مع ألف سلامة"

حمحمت "حور" سائلة:
- " نروح فين يا ماما؟"

أجابت "أمل" بتنهيدة حَيرة:
- " دا خالك محمود، بيرن يعزمنا على خطوبة بنته الأحد اللي بعد بكرة دا فالبلد"

قطبت حاجبيها بإستفسارٍ:
- " فالبلد!، ليه مش هيعملها فقاعة قريبة هنا بدل الشحططة للبلد؟"

نظرت "أمل" لـ"حور" بلوم مُفسرةٍ:
- " ما أنتِ عارفة خالك وتفكيره، قال إن العريس من البلد يعني وملهوش لازمة القاعة وأهو الأرض واسعة عندهم شوية فراشة وكام كشاف تبقى أحسن من القاعة"

أومأت "حور" بتفهم لتُكمل "أمل":
- " هقول لأبوكم النهاردة عشان نروح كلنا يوم كدا ولا يومين ونرجع"

تحدث "سمر" بعفويةٍ:
- " ينفع نروح معاكم يا مرات عمي؟، بسمع سما بتحكي كتير عن البلد ونفسي اروحها"

ابتسمت "أمل" قائلة بنبرة ممتزجة ببعض الحب:
- " ينفع ياروح مرات عمك ومينفعش ليه؟، قولي لأبوكِ وأمك وأهو ناخد سلمى ويونس ورَوان وباقي الشباب معانا تغيروا جو"

ابتسمت "سمر" بسعادة ثم ضربت كفها بكف "سما" بمرحٍ لتقول "حور" بخبث:
- " كدا العصابة كملت، علميًا خطوبة.. عمليًا كارثة."

ضحكت الفتاتان وهي معهم ليأتيها صوت والدتها وهي تخرج من الشرفة بإقتراح:
- " قولي لسيف يا حور يمكن يوافق ويجي معانا، وأهو الشباب هيروحوا برضو يغيروا جو سوا"

تنهدت "حور" بعلو عقب زيادة نبضاتها أثر تذكرها لـ"سيف"، ترجلت تتحرك إلى غرفتها ثم فتحت المحادثة الخاصة به، دلفت بأصابعها إلى صورته تتفحصها دون خجلٍ أو خوف من وجوده كل مرة، تلك اللحية السوداء الخفيفة، ابتسامته الفريدة التي أسرت إهتمامها، تلك العينان البنيتان كالبندق الحُلو!، شعره الأسود ولونه القمحي، ابتسمت بثغرها لتصلها رسالة منه تحتوي على..

" لقيتك نسيتي أننا المفروض مخطوبين قلت افكرك"

ابتسمت وهي تُصارع شرايين يديها بإرتجاف أثر تلك المضخات التي تتسابق إلى قلبها ثم دونت بترددٍ..
"شكلك أنت اللي نسيت أننا مخطوبين كدا وكدا"

ثوانً ووجدته أرسل..
" كدا يبقى خالصين، أنا قلت أطمن عليكِ، كويسة؟"

تحركت ناحية الفراش وهي تعض على شفتيها بتوتر مدونه..
" لسه جاية من الكورس على خبر سُكر"

أتاها الرد..
" اشقيني يا سُكر"

ضحكت بخفة ثم أخذت أناملها تطرُق بحماسٍ..
" الأحد اللي بعد بكرة خطوبة بنت خالي فـي أسوان وكلنا رايحين"

وصلته الرسالة لتتفاجئ بأنه قد أغلق التطبيق، نثرت الهاتف على الفراش ثم وقفت تبدل ثيابها وبعد الإنتهاء وجدت صوت الرسالة التي ظهرت على الشاشة من الخارج..
" أسوان؟، طب حلو أوي والله"

ضحكت بثغرها ثم خرجت إلى المرحاض وعادت لترتدي جواربها ثم أمسكت الهاتف تجيب..
" في إقتراح كدا ماما قالته؛ أنك لو حابب تيجي معانا تعالى، كلنا هنروح يعني أنا والبنات، ويونس وعصام وكرم وإسلام، يعني لو حابب تغير جو وكدا"

دون هو الأخر بعد وقت قصير استغرقه للقراءة..
" يادي الرِحلة المُفاجأة دي، عرض ميترفضش بصراحة، هنظم شغلي وبأذن الله معاكم، وأهو نفسي أروح أسوان من زمان"

ابتسمت الأخرى برضا تام ثم طرقت..
" أن شاء الله تعجبك، هبقى أتابع معاك أول بأول"

" أن شاء الله، خلاص أنا هقفل عشان معايا شغل، لو احتجتي حاجة وحبيتي تغلسي أنا فالخدمة"

ضحكت هي بخفة ثم أرسلت..
" في رعاية الله"

أغلقت الهاتف برجفة من نوع جديد تُصيبها مُؤخرًا، ورُغم معرفتها بأن الأمور تسير كما خططوا لها من البداية، إلا أن هناك شعورٌ آخر يجذبها تجاه معرفة الكثير والكثير عنه دون كلل!

___________________

في شركة عملاء خاصة بشبكة أنترنت تُدعى بـ "WE"، كان يجلس يحتسي قهوته بإنشغال واضح بحاسوبه، أتاه صوت الهاتف الخاص بالعمل ليقول بصوتٍ مُصتنع إعتاد عليه مُنذُ وقتٍ ليس بقليل:
"السلام عليكم، خدمة العملاء الخاصة بشبكة وي معاك، أسم حضرتك إيه"

أخرج صوت همهمة من حنجرتُه قائلًا:
"تالية عمران، إيه المشكلة يافندم!'

قطب حاجبيه ثم قال:
" لامؤخذة حضرتك من مصر؟"

أومأ بتفهم وقال بخفوت:
- "غريبة!"
ثم أكمل حديثه بالهاتف:
" طب حضرتك عملتِ Restart؟"

أومأ مرة أخرى ثم تحرك بيديه يمسك بقلم وأخذ يدون سائلًا:
" العنوان بالظبط؟"

أومأ مرة ثالثة ثم اختتم:
" طيب يافندم هنحاول نيجي ونحل المشكلة، مع ألف السلامة"

تنهد بضيق واضح وهو يخرج هاتفه قائلًا عقب نقره على الرقم:
- " متخلص يا أستاذ أنا ماسك مكانك بقالي ساعة، وائل لو شافني هيشلفطني"

أتاه الصوت من أمامه ليتردد بالهاتف:
- " جيت ياعم عصام أهو"

حرك "عصام" رأسه بقلة حيلة ثم تحرك من موضع جلوسه قائلًا بأرق:
- " في مشكلة هروح أحلها، تخيل فين"

قالها وهو يُلملم أغراضه ليأتيه صوت زميله:
- " فين"

- " مدينتي"

صفق صديقه بعلوٍ قائلًا بإستمتاع:
- " مكان نضيف وأخيرًا، هتاخد مين معاك؟"

حرك كتفيه مُردفًا:
- " ولا حد، شكلها مشكلة بسيطة، المهم تخليك معايا على الخط لرُبما أحتاج حاجة، يلا سلام"

_______________________

كان يُقهقه بعلوٍ مع أصدقائه أمام المقهى وهو يقول:
- " واللهِ كانت أيام جميلة"

أردف "علي" وهو يجفف عينيه من دموع الضحك قائلًا بإتفاق:
- " آه واللهِ ياخي"

تحدث "مُؤمن" بسعادة:
- " بس سيبك يا سيف أقسم بالله الفرحة ما سيعاني عشان رجعت مصر"

ابتسم "سيف" ليأيته صوت "طَه" قائلًا بمرحٍ:
- " حظي الحلو بقى، مكتوبلي يحضر فرحي"

ضحك "سيف" بسعادة:
- " أنت بتتلكم بجد ولا إيه يا طَه!"

تحدث "طَه" بتأكيد:
- " واللهِ وهكدب ليه!، بعد أسبوعين بالظبط"

ابتسم "سيف" ثم ربت على ساقه قائلًا بحب:
- " فرحتني واللهِ يابني ربنا يتتملك على خير يارب"

تحدث "مُؤمن" بإستفسار:
- "بما أن علي متجوز وأنا خطبت من قريب وطَه على وش جواز كل دا مش بيفكرك أن المفروض يعني تتنيل وتتكعبل فأي علاقة!"

ضحك "سيف" بخفة ثم سرد بنبرة مملة بعض الشيء:
- " يوه قصة طويلة، أنا كنت خاطب أصلًا بس خطبت من وأنا فالسفر، ومحصلش نصيب رجعت لقيت أبويا بيشلبكني فخطوبة جديدة وأنه خد معاد وحطني فأمر واقع، والموضوع جه بسرعة وتقدر تقول إني خاطب من يومين كدا"

ربت "علي" على كتفه مُردفًا:
- " ربنا يكتبلك اللي فيه الخير يارب ياسيف، الخطوة الجاية بقى معاك"

أومأ "سيف" بحب:
- " عيب عليكم دا أنتوا هتدخلوا القاعة قبلي"

ضحك كلًا منهم يكملون لهوهم وأحاديثهم الشيقة عن الماضي..

______________

بينما في الوقت ذاته وقف "عصام" أمام المنزل المقصود قائلًا بحنقٍ:
- " يعني زي رسمي، وبطاقة تعريف، وكرنية الشغل وبرضو اخرتوني عشان أدخل، دا أنتوا أمن غِتت"

على أي حال شكر الله على قرب المسافة بين البوابة والعنوان المنشود ثم دار يتأكد من عنوان المنزل المدون بجوار الباب على يافطة حديدية باللون الذهبي، تمعن بالأسم بتركيز ثم كرره بخفوت:
- "حسين عُمران!"

قطب حاجبيه بإستفهام ثم ضغط على الجرس، ما إلا ثوانً حتى أتاه الصوت بالايجابة ليُفتح الباب من قبل "عبير"؛ و التي وقفت تُحدق بمقلتيها قائلة بابتسامة:
- " عصام!"

إندهش "عصام" ما أن تيقنت شكوكه ليقول بحمحمة:
- " ازيك حضرتك عاملة إيه؟"

فتحت "عبير" الباب بإتساع قائلة بحب:
- " كويسة يا حبيبي اتفضل."

تقدم خطوتات بإحراج ثم تحدث ما أن عبر الباب:
- " كنت جيت عشان في مشكلة فالنت عندكم"

ما أن تفوه دلفت "تالية" إلى الصالون قائلة بعفوية:
- " مامي مين الـ.."

حمحم "عصام" ثم أسقط عيناه بالأرض، و لحسن الحظ أنها كانت ترتدي تلك القُبعة الصوفية على رأسها، فقالت بتوتر:
- " sorry، مكنتش أعرف أن عندنا ضيوف"

تحدثت "عبير" مستفسرة:
- " هو أنتِ اللي اتصلتي للنت يا تالية؟"

- "Yes، حضرتك اللي كلمته؟"

تحدث "عصام" بقليلٍ من الحرج:
- " أيوه فين الـ WI FI؟"

تحركت "تالية" بضع خطوات بالصالون وأشارت على الجدار الأيمن قائلة:
- "he is here"

قطب حاجبيه بإستفهام ثم تقدم يتفحص ما جاء لأجله لتقول "عبير" وهي تدلف إلى المطبخ:
- " هعملك عصير يا حبيبي"

لم تأتيه الفرصة للرفض ووقف يطالع أثرها بإحراج ثم أكمل ما كان يعبث به لتقول هي من الخلف:
-"I don't know where is the problem، من الصبح مش شغال تقريبًا!"

أومأ "عصام" بتفهم عقب معرفة المشكلة ليخرج الهاتف من جيبه ويقوم بمحادثة صديقه، أستمر فالتحدث لربع ساعة تقريبًا وهو يحاول مع صديقه معرفة سبب العُطل ثم أغلق الخط ووقف يطالع تلك الإنارة النابعة من الجهاز ثم ألتفت للخلف قائلًا لها:
- " ممكن تشوفي أشتغل ولا لا!"

أخرجت الهاتف من جيب ملابسها، لم يستغرق الوقت إلا ثوانً حتى ابتسمت بسعادة قائلة:
- "good it works"

ابتسم برضا ثم قام بلملمة أشيائه وتحرك ناحية الباب شاكرًا لـ"عبير":
- " شكرًا يا طنط على العصير"

أردفت "عبير" بحب:
- " العفو يا حبيبي تعبناك معانا، كنت استنيت شوية سيف وطارق على وصول"

تحدث عقب خروجه من الباب:
- " لا معلش أصل معايا مشوار كدا سلميلي عليهم وعلى عمي حسين، مرة تانية بقى"

قامت "عبير" بألقاء تحية الوداع ليتحرك وهو يبتسم بإستغراب ثم أردف بسخرية:
- " متربية على الأغلى مني أنا شخصيًا!"

______في منزل أحمد المهدي______

جلس "يونس" بوهنٍ على الأريكة وهو يسُبُ "كرم" على جعله يتولى تبديل إطارات السيارة وحده دون مساعدة قائلًا بغيظ:
- " روح يا حج متولي إلاهي متلحق تتهنى بالعربية والكاوتش يفرقع فوشك قادر يا كريم، آه منك لله يا كرم"

تأوى بألم من ظهره لتجلس والده "نهال" التي ربتت على ساقه بحب قائلة:
- " ربنا يعينك يا حبيبي"

تنهد بضيق واضح:
- " حطيلي عشا ياماما عشان واقع من قلة النوم"

تنحنحت "نهال" مُلبيه ليتمدد على الأريكة، وحينها دلفت "سلمى" من غرفتها إلى الصالون قائلة بشماتة:
- " دا جزات إنك مبتروحش الشغل على طول، عارف لو بتروح كان جسمك خد على البهدلة"

ضم شفتيه بضيق ثم أجاب بحنقٍ:
- " عليا النعمة من نعمة ربي ياض لو مـ سكت لنا قايم مكسر جسمك ضرب"

فردت كفيها بخوف قائلة:
- " خلاص ياعم أبو السوس مش هتكلم"

إعتدل بجلسته ثم وقف وامسكها ملابسها ونظرًا لطول قامته كانت أشبه بقردة صغيرة متعلقة بجزع شجرة، قام هو بتحريكها تزامُنًا مع حديثه بنبرة تحذيرية:
- " أنا مش قلت الإسم دا ميتقالش، قلت ولا مقلتش!"

حمحمت هي ثم أجابت بضيق:
-" أنا مش قلت 100 مرة متقليش ياض دي!؟"

حرك هو يده بقوة تسبب في فقدانها لتوازنها لتقول بإستسلام:
- " قلت خلاص يا يا أبـ.. يونس.. يونس، متزعلش"

تركها ثم تحرك ناحية غرفته وهو يقول بنبرة منتصرة:
- " ناس متجيش غير بالعين الحمرة"

نظت في أثره بإشمئزاز ثم جلست تتحكم بالتلفاز بملل، إعتدلت بجلستها عقب وصول والدلها من العمل وجلس إلى جوارها بوجه متخشب، لتحمحم سائلة:
- " خير يا بابا في حاجة ولا إيه؟"

تنهد "أحمد" بتعب:
- " مفيش يا سلمى كنت بحول شوية حاجات فالمحل وضهري قفش عليا كدا قمت قافل وجاي"

بضيقٍ وأسى تحدثت:
- " ألف سلامة عليك يا بابا قوم غير هدومك وماما بتحضر الأكل ليونس هخليها تعمل حسابك"

أومأ "أحمد" متحركًا ناحية غرفته بينما هي اتجهت ناحية المطبخ قائلة بحزنٍ:
- " بابا ضهره بقى بيتعبه كتير الأيام دي يا ماما اقنعيه يروح يكشف"

تحدث "نهال" وسط انشغالها:
- " هبقى اقنعه رغم أنه مبيسمعش الكلام، المهم البنت حور رنت وقالت عيزاكم فوق، أنا مش عارفة متجيش هي ليه يعني!"

قالت "سلمى" بتفهم:
- " يمكن عيزانا فحاجة مهمة، شوية كدا وهطلعلها"

- " أيوه برضو أنتوا مش مجبرين تطلعوا، هي اتشلت يعني ولا إيه، وأنتِ أول ماتبعتلك تجري زي الهبلة على فوق!"

تفوهت "سلمى" محاولة عدم الإنفعال:
- " أنا مش عارفة حور عملالك إيه ياماما بجد بتكرهيها أوي كدا ليه؟"

التفتت "نهال" إليها بملامح حادة ثم أجابت:
- " وأنا هكرها ليه؟، أمها اللي بتكرهني وبتكرهكم، إزاي بتروحوا هناك بتستحملوا قعدتها إزاي!"

- " ياماما والله أنتِ فهماهم غلط مرات عمي مبتكرهناش ولما بنروح بتكون عايزة تشيلنا من على الأرض شيل"

لوت "نهال" شفتها بضيقٍ ثم قالت بنبرة مرتفعة:
- " طب غوري من وشي ياختي، خليها تتبناكِ أنتِ وأخواتك وعيشي معاهم، بلا غم بنات تجيب الشلل، مفيش حد مريحني غير يونس فالبيت دا"

خرجت من المطبخ بهدوء على عكس ما بداخلها هربًا من تلك العاصفة التي ظهرت على مقاسم وجه والدتها ثم اتجهت إلى غرفتها، جلست على الفراش تبكي بصمتٍ على ما تحمله بداخلها دون تحدث، أمسكت الهاتف بأصابع مرتجفة وكأنها تتخذ قرار للدردشة معه ليأتيها إتصال من "حور"؛ والذي بسببه قامت بنثر الهاتف ثم جففت وجنتيها واستعدت للخروج، تحركت ناحية غرفة سما واتجهتا سويًا إلى الأعلى للتتقابل بالطريق مع "رَوان" و"كرم"، فقطبت حاجبيها بغير فهم قائلة:

- " هو فيه إيه كله طالع عند حور ليه؟"

تحدث "كرم" بحنقٍ:
- " والله معرف يابنتي أنا لسه جاي من الشغل أنا وأخوكِ لقيت عصام رانن عليا وقال عايزكم اتفاجأت أنا وطالع بيكم وبـرَوان."

- " هو في إيه النهاردة؟"

سأل "إسلام" حين تفاجئ بهيئتهم يقتربون منه ليقول "كرم":
- " يا هلا يا هلا هو رن عليك كمان!"

ما لبثوا إلا ثوانً حتى سمعوا صوت المصعد يُفتح ليخرج منه "يونس" متمسكًا بظهره وهو يقول بتوعد:
- " ورب الكعبة لو مـكانش موضوع مهم لكون راميه من التالت"

ضحكت الفتيات على شكله بينما ابتسم "كرم" بخبث ثم تحدث بصوت مرتفع موجهًا حديثه إلى "إسلام":
- " واخدلي بالك أنت يا إسلام لو متعود على المرمطة ولا كان زمانك اتأثرت بالأربع كوتشات النهاردة"

ضحك "إسلام" بثقل محاولًا نسيان ما حدث اليوم ثم طرق الباب بعقلانية غير متوقعة جعلت "سلمى" تنظر إليه بريبة، فتح "عصام" الباب على مصرعيه قائلًا بترحيب:
- " فريق فتيات وفتيان المستقبل اللي ملهوش ملامح جايين كلهم مرة وحدة!"

- " أخلص ياعم مدحت شلبي الجو تلج!"

تفوه "إسلام" بضيقٍ ليقول "عصام" بإستمتاع:
- " خش يا غالي منك لُه"

ترجلوا داخل الشُرفة كالمعتاد التي سبقتهم عليها "حور" و"سما"، جلس "يونس" أرضًا عقب إمساكه بوسادة صغيرة ووضع رأسه عليها قائلًا بتعب:
- " قول ياعم اللي عندك.. آه، وخلصنا"

أشار "عصام" إليه بإستفهام ليسرد "كرم" بشماتة:
- " الأستاذ كان مأجل عمل الأسبوع اللي فات للأسبوع اللي جاي واشتغلنا النهاردة الشغل كله وقال إيه تعب من تغيير الكوتشات بس"

أتاه صوته الحانق:
- " يعني أغير الكوتشات وأقوم أرفع العربية بالجهاز لوحدي واقعد تاني أغير وبعدين أقف أجيب غيرهم لوحدي!، مـا أنت خلصت اللي معاك تعالى وساعدني يا لطخ!"
ثم أشار إلى "سما" مُكملًا وهو يتثائب:
- " بطانية كدا يا سما لحد مـا أخوك يحن علينا ويحكي اللي عنده"

تحركت "سما" تنفذ ما طُلب منها بينما دلفت "أمل" بصينية سحلب قائلة بحب:
- " السحلب بالمسكرات، ومحطتش ليونس عشان مش بيحب المكسرات"

تحدث "يونس" بحالمية:
- " ياه يا مرات عمي ما الاقي حد زيك سكر كدا بيهتم بتفاصيلي"

ضربه "عصام" على كتفه بضيقٍ بينما تقدمت "سما" بالغطاء وقامت بفرده على هيئته، ثم تقدمت ناحية "كرم" و"إسلام" وقامت بألقاء غطى صوفي ثقيل قائلة:
- " اتغطوا وغطوا عصام معاكم"

ثم جلست بجوار الفتيات وبيدها غطاء أخر وقامت بفرده عليهم بحب ليقول "إسلام" وهو يحتسي مشروبه:
- " إيه التلج دا يجدعان، كنت عايزنا فـي إيه ياعم عصام"

أردف "عصام" قائلًا:
- " كنت عايزنا تقعد سوا كدا"

شهق "يونس" بعلو ثم قال بضيقٍ:
- " بقى يا بارد يا غتت جايبنا من الدفا للبرد على ملى وشنا عشان نتونس معاك!"

ضحك "عصام" بخبثٍ مُردفًا:
- " لا في حاجة تاني"

- " إيه هي بقى!"

سألت "رَوان" بفضول ليقول:
- " بعد بكرة معانا سفرية سُكر لأسوان"

قطب "كرم" حاجبيه بإستفهام:
- " دا من إيه أن شاء الله؟"

أردف "عصام" وهو يُمسك بكوبه:
- " خطوبة بنت خالي وقلت نروح كلنا يومين نغير جو بدل الزهق دا، وأهو تشوفوا البلد"

تحدث "يونس" بإتفاق:
- " هي الشهادة لله جاية فوقتها، أنا معاك"

أردف "عصام" بثقة:
- " كلكم معايا يا غاليين، ها قلتم إيه؟"

تدخل "كرم" بإعتراض:
- " والشغل يا أساتذة؟"

حرك "يونس" كفه بلا مُبالاة:
- " ارحمنا بقى دا يومين مش حوار"

لوى "كرم" شفتيه بإستحقار ثم أجاب:
- "ماشي"

كان "إسلام" شاردًا إلى أن سمع "عصام" يسأله:
- "وطبعًا إسلام معانا"

أومأ مُجيبًا:
- " أن شاء الله معاكم"

أكمل "كرم" حديثه عن سرد تفاصيل ما إفتعله "يونس" من مُعضلات، بينما عند الفتيات صفقت "سلمى" بيديها بسعادة عقب ضرب "رَوان" كفها بكف "حور" قائلة بتهليل:
- " هنروح أسوان يالهوي على الجمدان"

ابتسمت "حور" قائلة بإستمتاع:
- " أنا كمان مبسوطة ليا فترة طويلة مرحتش هناك، دا غير أنكم معانا المرة دي أكيد هتبقى أحلى"

أكملت "حور" و"رَوان" الأحاديث الشيقة عن ما سيحدث فيما هو آتٍ، راقبت "سلمى" بقلق تعابير "إسلام" التي لا توحي للخير، بينما ألتفت صدفة إليها وكأنه علم بشرودها به، ابتسم بثُغرة ابتسامة بثت بداخلها الاطمئنان الذي التقطته هي من عينيه وكأنه يقول "أنا بخير"، أومأت هي الأخرى بابتسامة صغيرة ثم التفتت تشارك الفتيات الحديث..

بينما في الصالون كانت "أمل" تتحدث بهدوء إلى "خالد" تسرد عليه تلك السفرية المفاجأة ليقول "خالد" بتفهم:
- "طب كدا هضطر أروح معاكم، أنتِ عارفة كويس إني مبعرفش أقعد فالبيت من غيركم"

ابتسمت "أمل" بحب قائلة بنبرة مقربة إلى قلبه:
- " والله مهتبقى جميلة غير بيك يا خالد، هو يومين كدا هناخدهم وأهو نفك شوية، دا غير أن سمر قالت نفسها تروح وقلت لعصام يقول للشباب يروحوا معانا المرة دي وزمانه قلهم"

أومأ بتفهم ثم وقف قائلًا:
- " على خير أن شاء الله جهزيلي جلابية كدا شيك من اللي عندي احضر بيها أكيد مش هحضر خطوبة فأسوان ببلوڤر ومنطلون يا أمل"

ضحكت بخفة قائلة:
- " حاضر."

تحرك بضع خطوات ليقف أمام الشرفة يراقبهم عن بعد بحب واضح إنهمر من عنينه، من ثم اتجه بعنقه ناحيتها وتفوه:
- " رغم الخلافات اللي بيني وبين أخواتي إلا أن اللي بيخلينا نتغاضى عن كل اللي بيحصل هي قعدتهم وتمسكهم ببعض كدا، ربنا يديمها عليهم يارب ويديم صوتهم وحسهم فالبيت"

ابتسمت "أمل" بحب وقالت بنبرة خافتة:
- " اللهم آمين يارب، ياكش بس لو نهال تتعلم الذوق وتبطل تغير فلونها كل شوية العيلة هتبقى سمنة على عسل زي الولاد كدا"

ضحك هو محركًا رأسه بقلة حيلة:
- " طب الحق أنام أنا بقى عشان أصحى للشغل، يلا تصبحي على خير"

ارتسمت على ثغرها ابتسامة وِد ثم تحدثت بخفوت:
- " ربنا يديم وجودك يا خالد ولا يحرمنا من حسك فالدنيا".

____يُتبع____
♡«مُعَانَاة كَالسُكَر»♡
مـــنار نجـــدي

___________________

Continue Reading

You'll Also Like

208K 5.8K 22
ملحمة رومنسية ، قصة متخيلة لطفلة في الثانية عشرة من عمرها تجد نفسها فجأة في أحضان رجل ثلاثيني ، كزوجة ولكن المفاجئة كانت تعامل ذلك الرجل مع تلك الطفل...
7.1K 725 22
مُسلمة من اصول عربية . تعيش في كوريا منذ نعومة اظَافرها. ارادت يومًا أن تتحرر من قيود عائلتها ، ولكن ابدًا لم تفكر في التحرر من تعاليم الدين الاسلام...
17.3K 1.9K 45
أحبت مارثا ذلك الفتى الغامض، أحبت كيف يتمحور حوله كل شيء، ثم يختفي الفتى المدعو بـإدريان في ظروف غامضة. فتبحث مارثا في الأمر وتكتشف أشياء لم تكن تتو...
1.1M 89.5K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...