مُعَانَاة كَالسُكَر ✓

By EekaUa

72K 6.3K 2.2K

رُبما خانني الشعور بقول أنني كافية.. لم أكُن يومًا كافية قبل وجودكَ؛ بل كُنتُ كـتائه في بحر الخِذلان، كُنتَ... More

«اقتبـاس»
1_ الفصل الأول "قَـرار!"
2_الفصل الثاني "مشاعر"
3_الفصل الثالث "إدراك"
4_الفصل الرابع "شِفاء!"
6_ الفصل السادس "مُعالجة"
7_ الفصل السابع "موافقة"
8_الفصل الثامن "فُرصة!"
9_ الفصل التاسع "رِحلة!"
10_ الفصل العاشر "إستعداد"
11_ الفصل الحادي عشر "تشابُه!"
12_الفصل الثاني عشر " مراسم"
13- الفصل الثالث عشر "سؤال وأجابة"
14- الفصل الرابع عشر "وقتٌ مُمتع"
15- الفصل الخامس عشر "وقعت بالخطأ!"
16- الفصل السادس عشر "محاولة"
17- الفصل السابع عشر "كارثة"
18- الفصل الثامن عشر "لم يتخطىٰ بعد!"
19- الفصل التاسع عشر " احتواء"
20- الفصل العشرون "بلا سكر!"
21- الفصل الواحد والعشرون "ندوب الماضي"
22- الفصل الثاني والعشرون "يوم الميلاد"
23- الفصل الثالث والعشرون "انفجار!"
24- الفصل الرابع والعشرون "تغييرات مرئية"
25- الفصل الخامس والعشرون "أهلًا رمضان"
26- الفصل السادس والعشرون "العاشر من رمضان"
27- الفصل السابع والعشرون "عيدٌ مُبارك!"
28- الفصل الثامن والعشرون، الأخير " زفاف!"
- ما ناقشته الرواية. ✓
إضافي¹ " عائلة"

5_الفصل الخامس "مَصيـر"

2.1K 211 159
By EekaUa

الفصل الخامس.
«مُعَانَاة كَالسُكَر»
_________________________

تَرسُم طريقك بتفنُنْ ويجبرُك تيار إلاهي إلى شَق طريقًا آخر!
______________________

ما إن أنهى جُملته خرجت هي إلى الشُرفة قائلة بريبة:

- "عصام هنا كمان، أكيد في موضوع مهم."

جلست بجوار "عصام" ليقول "خالد" باسمًا:
- "يعني موضوع يخص حور إزاي ميكونش مهم؟"

أشارت إلى نفسها ببلاهة ليوميء "خالد" إليها ثم فتح ذراعه الأيمن لتفهم بأنه يُريدها أن تختبئ في أحضانه، أبتسمت بحب ثم دلفت بين ذراعه سائلة:
- "موضوع إيه بقى؟"

تنهد "خالد" وهو يُطالع "عصام" بتوتر:
- "حسين عُمران جه يطلب إيدك لأبنه."

عقدت حاجبيها بإستغراب ثم ابتعدت ببطء عن عناقُه قائلة:
- "دا هزار؟"

قال "عصام" بعقلانية:
- "هنهزر ليه يا حور وبعدين دا موضوع يتهزر فيه؟"

كادت أن تتحدث ولكن "خالد" أمسك بكفها قائلًا بحنان:
- "بصي يا حور دا فالأول وفالأخر قرارك أنتِ ومحدش هيقدر يغصب عليكِ فيه، بس أنا عايزك تفكري كويس، يعني تصلي إستخارة، حاولي تدي لنفسك فرصة."

أردفت بهدوء مُتصنع على غير العادة:
- "بس أنا حاسه إني مش جاهزة لأي علاقة دلوقتي يا بابا! "

تدخل "عصام" مُقترحًا:
- "ياحوري مـنفكر!، مش هتخسري حاجة وبعدين مش جايز ربنا كاتبلك كل خير المرة دي؟، وبعدين ياست اعتبري مش هنعمل خطوبة قراية فاتحة كدا لحد متاخدو على بعض."

أردفت بسُخرية:
- "ناخد على بعض وقراية فاتحة وخطوبة؟، عصام الموضوع كبير وأنتَ بتتكلم كدا عادي!"

تنهد "خالد" مُضيفًا:
- "أنا بس عايزك تصلي إستخارة وتفكري، لو حسيتي إنك مرتاحة قولي وسيبي الباقي على ربنا."

حولت بصرُها على "عصام" الذي كان يهزَّ رأسه بتشجيع لتقول بقلة حيلة:
- "هصلي وهفكر وهشوف، بس لو حسيت إني مش مرتاحة مع إني متأكدة إني مش هرتاح هقول!"

أومأ "خالد" بابتسامة لتتحرك ناحية غُرفتها، وها قد إحتلت الأفكار عقلها مرةً أخرى، هل كانت تنتظر أمرًا كهذا!، للتو بدأت تتعافى من ماضٍ سئ كان يُحاصر آفاق تفكيرها وذكرياتها، تنهدت بثُقل ثم تحركت تتكور كطفلة أسفل الغطاء بإستسلام.

_______في منزل حسين عُمران________

- "أإيه يـمــا!"

صدرت من فمه بتشنج لتقول "عبير" بتوتر:
-"واللهِ يا سيف البنت زي القمر وطيبة وسكرة وجميلة ومحترمة و.."

- "أيوه أيوه وإيه كمان؟، أنتِ لسه متعرفه عليها من أسبوع يا ماما!"

برر "حسين" وهو يحول بصرُه هُنا وهناك بتردد:
- "مهو بصراحة لقيناك منتيل على عينك زعلان ومكتئب قولنا نشوفلك عروسة."

ضربت بكلتا كفيه على وجهه بغيط مُردفًا:
- "وأنا عيل صغير يا بابا؟"

أجاب "حسين" وقد تعرقت جبهته من التوتر على عصبيتُه:
- "لا يا سيف بس..!"

تحدث لأمه مُقاطعًا أبيه:
- "هو أنا مشلول يا ماما؟"

أردفت "عبير" وهي تبتلع غاصتها:
- "يابني مين قال كدا؟، هو..."

باغتها بغيظ:
- "أمال بتقرطسوني ليه يجماعة؟، منا عارف مصلحتي كويس!"

تقدم "طارق" الذي كان يُراقب نوبة غضب أخيه المُضحكة بالنسبة للكل بكوب ماء قائلًا:
- "هدي نفسك ياعم مش مستاهلة خد أشرب ميه بل ريقك. "

أمسك "سيف" كوب الماء وتجرع منه وهو يُردد بغير تصديق:
- "أنا؟ أنا اتقرطس!، ومن مين؟، من أبويا وأمي يا طارق!"

أردف "طارق" مُجاريًا له:
- "لا ملهمش حق، والله مامستاهلة خلاص متزعلش نفسك لو العروسة حلوة يا بابا هتجوزها أنا وأمري لله."

- "أمشي يابنـ..."

قالها "سيف" بغيظ وهو يميل أرضًا ليُمسك بحذائُه بينما ركض "طارق" مُسرعًا ناحية والده يتخبئ خلفُه، تقدمت "عبير" تقول بحنان وهي تُلامس كتفه:
- "فكر يا سيف البنوته مفيهاش غلطة!، والله أنا حاسه أن ربنا هيكتبلك الخير المرة دي."

- " أيوة نفس أسطوانة ريم، والبت مسكرة ومحترمة لما لبستوني فحيطة سد!"

تفوه بإنزعاج لتجيب:
- " بصراحة المرة دي غير واللهِ، البنت وشها بشوش وتحس أن فيها حاجة كدا لله، حتى أسأل أبوك."

رمقها بجانب عينه وهو يلوح بكفه قائلًا بخفوت:
- " ياشيخة روحي"

ليقول "حسين" بجدية:
- "فكر يا سيف وصلي إستخارة حبيت واتنيلت أخدت إيه فالاخر؟"

- " يا ناس أنتوا عايزين تشلوني!، مش حبيت واتنيلت المصيبة اللي جبتهوهالي!، أنا لبتاع حواز ولا نيلة يا بابا والله."

- " عشان خاطري أنا يا سيف بقى، فكر وبعدين لسه هنروح تاني عشان تشوفها بس المهم توافق، وبعدها لو مرتحتش خلاص، مع إني عارفة إنك هترتاح زينا كدا أول متشوفها."

أجابت عليه والدته بينما تنهد بثُقل وهو يهز قدمُه بتفكير:
- "نفكر وماله، بس ورب الكعبة من معديهالكم."

ربتت "عبير" مُرحبة بالفكرة وهي تقول:
- "أن شاء الله خير، أنا مُتفائلة."

نظر إليها قائلًا بحنقٍ:
- "ما شاء الله وشك منور يعني!"

أردفت وهي تضربه في كتفه بمُزاح:
- "بصراحة يـواد البنت حتة سُكرة!"

ابتسم بإعجاب ثم مال عليها هامسًا بخبثٍ:
- "وأسمها إيه بقى السُكرة دي يبيرو؟"

همست بأذُنه قائلة:
- "أسمها حور."

ضحك بإعجاب ثم ولثوانٍ أنتبه لنظرات "طارق" وأبيه الخبيثة لتتبدل ملامحه إلى الحدة مُردفًا بتريس:
- "أنا داخل أنام مش عايز أسمع نفس!"

تحرك يُحادث نفسه متفوهًا بهمس:
- "لما نشوف"

____________________

وفي الصباح دلفت إلى الغرفة بكوبان شاي وجلست على الفراش برفقة «ملك» التي كانت تنظُر إليها بأشمئزاز مُردفة:
- "يابنتي وافقي يوه عليكِ وعلى دماغك دي!"

تقدمت تفتح نافذة الغُرفة ثم عادت تحتسي من كوب الشاي ببرود قاتل أدى ذلك إلى فُقدان سيطرة "ملك" على علو صوتها وهي تقول:
- "حور أنا بكلمك بقى بطلي شغل البرود دا!"

تنهدت "حور" وهي تُطالعها بضيق:
- "ملك أنا حاسه إني مش جاهزة والله أنا يادوب بدأت اتحسن!

تنهدت "ملك" براحة ثم أقتربت أكثر تُربت على كفها:
- "حور نتكلم بالعقل شوية!، اتخطبتي عن حب و3 سنين اخدتي إيه غير وجع قلب!"

لمعت عينيها حين تذكرته لتُكمل "ملك" بعقلانية:
- "أنا مش بقول تعالي على نفسك ياحور بالعكس!، أنا بقلك أدي لنفسك فرصة، ياما ناس اتجوزت عن حب واتبهدلت فالأخر وياما ناس اتجوزت صالونات والدنيا ماشية معاهم، مش كل حاجة بتمشي زي مـ إحنا عايزين ياحور."

أومأت "حور" بتفهم ثم ابتسمت قائلة:
- "أنا صليت أمبارح إستخارة وهصلي تاني وربنا يعمل اللي فيه الخير."

أقتربت "ملك" تحتضنها بحب ثم تنحنحت تُمسك بحقيبتها قائلة:
- "ربنا يعمل اللي فيه الخير يا حور ويعوضك خير، أنا همشي بقى عشان متأخرش."

وقفت تُشاركها الطريق إلى الباب قائلة بحماس:
- "الكورس هيبدأ يوم السبت الجاي."

- "أيوة ياعم مبسوطة طبعًا!"

قالتها وهي تغمز بمرحٍ لتقهقه "حور" مُردفة:
- "طبعًا مبسوطة عشان هعمل حاجة بحبها."

ربتت على كتفها بحنان:
- "ربنا يفرح قلبك دايمًا ياحور، يلا عايزة حاجة؟"

- "خلي بالك من نفسك ولما توصلي ابعتيلي مسج."

اومأت "ملك" ثم اتجهت ناحية المصعد لتتفاجئ بـ "كرم" يقف أمامه، حمحم بحرج هو الآخر ثم وعلى غفلة دارت "ملك" بجسدها إلى الدرج ليوققها قائلًا:
- "استني استني رايحة فين؟"

تحدثت بتلعثُم:
- "هـ.. هستخدم السلم!"

ابتسم بثُغرة ابتسامة مخفية ثم قام بفتح باب المصعد إليها قائلًا بلطف:

- "لا يستي سلم ليه و أنا طالع بـ أسانسير!، اتفضلي."

ابتسمت بخفوت ثم دلفت داخله وقامت بغلق الباب وعينيها لم تفارق الأرض، بينما ضحك وهو يتجه ناحية منزل عمه بغير تصديق قائلًا بإستهزاء:
- "نسيت بتعامل إزاي مع البنات كمان!، لا حول ولا قوة إلا بالله خلتيني مُعقد رسمي يا منة الله يسامحك."

___________________________

- هو دا؟

سأل "إسلام" وهو يحادث أحدًا بالهاتف مُشيرًا إلى مقهى فخم ثم تحرك ناحيته، تلفت حوله بدهشة ثم سأل شابًا من بين العُمال:
- "ممكن أشوف طارق لو سمحت!"

عقد الشاب حاجبيه متسائلًا:
- "أنت إسلام؟"

تفاجئ "إسلام" ثم أومأ ليبتهج وجه الشاب قائلًا:
- "أستاذ طارق هتلاقيه فالمكتب اللي على الشمال دا."

أومأ "إسلام" بتعجب مما يحدث ثم أتجه ناحية الغُرفة، قام بالطرق ثلاث مرات حتى سمع إذن الدخول.

- "يابن الإيه يا طارق دا أنت نِمس صحيح!"

ضحك "طارق" بعلو وهو يتجه ناحيته يحتضنه بمرحٍ:
- "إسلام سلومه ياخي وحشني والله."

خرج "إسلام" بإشمئزاز من أحضانه قائلًا بضيق:
- "سلومه يا طارق الكلب!."

أتجه به ناحية المقعد سائلًا بابتسامة:
- "ازيك ياض وإزي أمك!"

ضربه "إسلام" بكتفه قائًلا بحزم:
- "محترم نفسك ياض ولا أقول على اسم أمك!"

قهقه "طارق" بعلو قائلًا:
- "لا خلاص خلينا حلوين، فينك ياعم من وقت مـ أنا مشيت من المدرسة ومسمعتش عنك حاجه وغيرت رقمك واختفيت كدا ولا أكنه محكوم عليك!"

ابتسم "إسلام" مُردفًا:
- "التليفون باظ وبعدين مكانش معايا فلوس أجيب غيرة وطلعت عيني لحد مغيرته، المهم متاخدنيش فـدوكة، أنا فمصيبة."

تحدث "طارق" بضجرٍ:
- "ياخي حسبي الله لسه قاعد بمصايبك!، في إيه؟"

ضرب "إسلام" على وجهه بكفيه بغيظ وكأنه يختبئ بخجل مما تفوه:
- "كنت مشترك مع صحابي نعمل كافية والفلوس اتسرقت من الولا المُغفل اللي كانت متشاله معاه وأنا مفهم أبويا والبيت كله إنه مفيش زيي وهعتمد على نفسي والفلوس دي طلعت عيني لحد محوشتها ومش عارف أعمل إيه!"

أردف "طارق" عقب تشنج ملامحه بضيق:
- "يخربيت دماغك ياخي أنت عبيط يالا!، بتسلم فلوسك ليهم ليه لما هما متخلفين كدا!."

لوح "إسلام" بيده بعدم إهتمام ثم أردف:
- "خلاص بقى أنت هتقطمني أنا جايلك ليه يعني مهو عشان تشغلني معاك أن شاء الله اغسل الكوبيات المهم أشتغل فكافية أبويا هيجلدني يا طارق لو عرف!"

ضحك "طارق" على طريقته مُردفًا:
- "عيب ياض يا إسلام إحنا أخوات يالا!، هخليك تمسح البلاط بس."

ثَبُت نظر "إسلام" بغير تصديق ليضحك "طارق" موضحًا:
- "بهزر ياض أقسم بالله دا أنا اللي أمشي وتستلم مكاني، الكافية أعتبره بتاعك وأهو كدا كدا أنا مبقعدش فيه كتير عشان خلقي بيضيق، هسلمك الشغل مكاني و أنا مش موجود قلت إيه؟"

أردف وهو يحتضنه بدون تفكير:
- "قلت بحبك ياخي!"

ابعده "طارق" عنه مُردفًا بقلق:
- "أوعى ياض أنت الوان ولا إيه؟"

نظر إليه "إسلام" بإشمئزاز:
- "إيه يالا هي المدارس الغالية ومدينتي خلتك تنحرف ولا إيه؟"

صفعه "طارق" على جبينه بمُزاح قائلًا:
- "يابني عيب عليك دا أنا طارق عمران أنت نسيت ولا إيه؟، وبعدين تعالى يلا اوريك شوية حجات فالشغل."

________في اليوم التالي مساءًا__________

توقف بسيارتُه أمام مقهى شعبي صغير، تلفت بضيق على موقفُه الذي لا يُحسد؛ لم تُتيح له الفرصة أن يُكون صداقات كثيرة، كما أن لإستقرارة بتلك القرية المُنطفئة لم تُساعدة في معرفة المزيد من الصدقات، كان لا يعرف سواهم فقط.

- "حبيب قلب أخوه"

أردف "علي" صديقه عقب خروجُه من المقهى بصوت مُرتفع ليُقهقه الآخر مُتجه ناحيتُه باسطًا ذراعيه قائلًا:
- "كويس إنك خرجت، خمساية وكنت هجري"

ضحك "علي" مُربتًا على ظهرُه بحماس ثم خرج من عناقُه مُردفًا:
- "يابني بقى رانن عليك ليا أسبوع تجيلي دلوقتي!"

ضحك "سيف" بخفة وهو يسحب مقعد خشبي ويجلس عليه بالشكل المُعاكس، كاد أن يتحدث ليُقاطعُه "علي" وهو يُصفق بكفيه بقوة:
- "شاي والسكر بره ياحماصه."

ضحك بثغرة:
-"لسه فاكر سُكري؟"

غمز الآخر بإحدى عينيه:
- " عيب عليك، مشاريبك كلها على الريحة من يومك."

تنهد هو بإمتنان على ما سمعه ليترجل "علي" في جلستُه قائلًا:
- "إيه الأخبار يعم واحشني"

ابتسم "سيف" بإرتياحية على صديقُه الذي لم تُغير طباعُه وتلقائيتُه الأيام ثم تحدث:
- "الحمدلله والله انشغلت فحوار المعرض ووجع الدماغ دا أنت عارف لو مكنتش خلصت كل حاجة عمي كان هيرتكب فيا جناية"

انقسمت معالم وجه "علي" بتقزز مصتنع:
- "ياساتر حياة الأغنية دي غريبة جدًا!."

قهقه "سيف" بعلو وهو يقول:
- "هو أنت اللي باصصلنا فيها يا علي ولا إيه؟، قلي أخبار مؤمن و طَه إيه وحشوني واللهِ"

- "كانوا هنا من شوية واللهِ بيلعبوا بلايستيشن فالمحل بتاعي، لو أعرف أنك جاي كنت خليتهم يباتوا هنا"

ضحك "سيف" وهو يُحرك نصف جسدُه بإحترام للمدعو "حماصه" الذي يحمل كوبان الشاي بيديه ثم تحرك ليسأل بهمس:
- "أنا بشبه على حماصه دا!"

مال "علي" بجسدُه قائلًا بنفس مستوى الصوت:
- "دا الولا اللي كان بيعلم علينا وإحنا جايين من الإعدادية."

إتسعت حدقيته عقب إكتساء وجهه بملامح باردة حتى أومأ له "علي" بأهدابه لينفجرا سويًا بالضحك بصوتٍ مُرتفع.

- "استنى كدا ياسيف أنا أرن عليهم لحسن هيفرحوا أوي"

- "لا لا يعم خليها مرة تاني عشان مستعجل أنا قلت اجي أسلم عليك بس وهمشي. "

عاد بهاتفُه إلى جيبُه قائلًا بتراجُع:
-"طب مشربتش الشاي!"

أردف عقب مُصافحتُه بحرارة:
- "معلش والله أصل جاي مـ المعرض على أخري وعايز أنام، على تليفونات عشان هاجي تاني ونلعب بلايستيشن، وأبقى قول للشباب ها؟"

أشار إليه"علي" بكفه عن بعد مجيبًا:
- " حاضر مع السلامة"

تحرك ناحية سيارتُه ثم توجه إلى البيت، لم يكن الأمر طارئًا للدرجة ولكن مِزاجُهُ يتبعثر حين يشعر بالإرهاق، فقد إعتاد في سفرُه على الهدوء والروتين اليومي الذي لا يخلى من هاتفه وحاسوبُه وجلسه لطيفة هادئة بغرفتُه برفقة كوب شايه، يعتقد البعض بأنه مُجرد روتينٌ مُمل ولكن بالنسبة له ولمن يُشبههُ فهي حياة!، تحرك بخطواتُه ناحية باب المنزل بتنهيدة ثقيلة بعض الشيء ليتفاجئ بوالدتُه وهي تتحرك هُنا وهُنا بتعجُل قائلة عقب رؤيته:

- "يلا يا سيف عشان تلحق تجهز."

أضيقت اعينه بإستغراب ثم تحرك ناحية غُرفة "تالية" ليجدها تُقوم بمحاولة لف تلك القُماشة التي تُدعى بـ "تربون" على رأسها ليسأل "سيف":
- "أجهز لإيه يا تالية هو فيه إيه؟"

دارت "تالية" عقب إنتهائها ثم تقدمت وجلست على طرف الفراش ترتدي حذائُها:
- "i don't know.. ماما قالت إن في مشوار مهم يخصك هنروحه كلنا. "

رفع حاجبيه بغير فهم وأتجه إلى غُرفة "طارق" الذي كان يُهندم سُترته سائلًا:
- "مشوار إيه دا اللي يخصني يا طارق؟"

تعمد "طارق" عدم النظر إليه محاولًا كتم ضحكاتُه قائلًا بمُزاح:
-"مش عارف أنا الواحد يكون جاي تعبان من الشغل هوب يطلعلنا مشوار يخص سي سيف"

ضرب كفيه ببعضهما بقلة حيلة ثم تحرك ما أن أنتبه لوالده على الأريكة، جلس بقربه سائلًا بنفاذ صبر:
-" مشوار إيه دا اللي يخصني يا بابا؟"

كاد "حسين" أن يتحدث لتخرُج "عبير" قائلة بإندفاع وهي ترتدي حقيبتها:
- "رايحين نشوف حور بقى ونطلب إيديها رسمي"

فرك اذُناه بغير تصديق ليسأل مرة أخرى ببرود:
- "قلتِ إيه يا ماما؟"

أبتلع "حسين" ريقه مُردفًا:
- "هنروح نطلب إيد حور يا سيف."

- "أإيه ياحسين؟؟"

أردف بتشنُج بصوت مُرتفع أدى إلى إنتفاض والديه وخروج "تالية" وخلفها "طارق" ليقول وهو يرمُق أربعتهم:
- "هو انا قُرطاس فالبيت دا يا خوانا ولا إيه؟، بتقرروا من دماغكم ليه أنتوا عايزين تموتوني؟"

أكمل وهو يُطالع إخوته:
- "وأنت يا حِلتها أنت وهي فاكرني كيس جوافة؟، ولا يا طارق اتظبط لظبطك!"

أردف "طارق" بتبرير:
- "الاه! وأنا مالي ياعم أنت هما اللي قالوا!"

أقترب وأمسكه من تلابيبة بغيظ:
- "وبسألك تتفزلك عليا يالا!، لا بقلك إيه فوق أنا مش هتكرف عليا عيشة مدينتي دي!، دا أنا أمرجحك!"

تدخل "حسين":
- "سيبه يا سيف أنا اللي قلتله ميقولكش."

تقدم "سيف" وهو يقول بحنقٍ:
- "واللهِ؟، ماشاء الله وكنتوا ناويين تقولولي أمتى؟ بعد متكتبوا الكتاب؟"

- "يابني أسمع الكلام والله مش هتندم."

تحرك ناحية غُرفته وهو يُلوح بيديه قائلًا:
- فككوا مني بدل مـ أقسم بالله أرجع دُبي تاني، مش رايح فحتة."

__________________________

- "ازيك يا عمي أنا سيف."

قالها "سيف" وهو يضغط بكلتا جانبي اسنانُه بغيظ ليُردف "خالد" بترحيب:
- "أهلًا يا سيف شرفتنا."

حمحم "سيف" وهو يعتدل في جلستُه، ثم مال "طارق" عليه و بصوتٍ شامت تفوه:
- "راجل ياض أيوة كدا بحبك وأنت قد كلمتك."

تحدث مُدعيًا البسمة:
- " وتقلي أمك بتفرفر مننا بره وهي أصلًا متأنكجة بالبالطو الصوف ومستنيه فالعربية، اتشاهد على روحك بعد مـ أنزل من هنا ياطارق."

ضحك "طارق" ليقوم "سيف" بضربه في قدمه، لفت هذا التصرف نظر "خالد" ليقول "حسين" محاولًا التغطية على ما حدث:
- "طبعًا أنت عارف يا خالد إحنا جايين النهاردة ليه."

تنحنح "خالد" بحمحمة وهو يُطالع "عصام" قائلًا:
- "آه عارف طبعًا، بس هو يعني لسه مخدناش رأي حور."

تفوه بإحراج ليقول "حسين" بتبرير:
- "طيب على الأقل يقعدو مع بعض كدا الأول يمكن يساعدها فـ التفكير ولا إيه يا سيف؟ "

كان يرمُق جُدران المنزل بعدم إهتمام لينبس بتلبُك:
- "ها؟، أيوة طبعًا."

عقد "عصام" حاجبيه بإستغراب من بروده القاتل ثم سأل بنبرة واضحة:
- "إلا مالك يا أستاذ سيف مش مبسوط بجيتك ولا إيه؟"

ابتسم "سيف" ببشاشة على غير العادة، بسط ظهرُه وهو يُعدل ياقة المعطف الجلدي الخاص به قائلًا بثبات:
- "أبدًا يا عصام أنا بس جيت من الشغل تعبان شوية برا برا على هنا."

نظر ناحية أبيه و "طارق" مُكملًا:
- "بصراحة بابا قلي يعني لو تعبان نخليها يوم تاني بس أنا اللي أصريت، برضو دي كلمة ومواعيد مينفعش نخلف بيها."

أومأ "عصام" بتفهم ليُكمل "سيف" موجهًا حديثُه إلى "خالد":
- "بصراحة يا عمي أمي وأبويا بيشكروا فالآنسة حور بنت حضرتك، وأنا يشرفني أطلب إيديها، بعد أذنك يعني لو عندها خلفية عن الموضوع تقلها توافق نقعد نص ساعة كدا مع بعض يمكن ربنا يكتب خير."

ارتسمت على معالم وجه "خالد" الراحة ليقوم بالأماءة لـ"عصام" الذي تنحنح مُتحركًا إلى غُرفة "حور"، قام بدق الباب ثم دلف ليجدها تقف مقوسه ذراعيها قائلة بعلو:
- "مش عايزة يـ.."

-" ششش أنتِ غبية يابت أنتِ؟"

قالها بهمس وهو يضع كفه على فمها بيد واليد الأخرى يُمسك بها ملابسها من ياقتها ثم قام برميها على الفراش بجوار "سما"، والتي كانت تُقهقه على حالتها، إعتدلت في جلستها تُهندم ملابسها بتأفف بينما هو جلس يُطالعها ببرود قائلًا:
- "مش عايزة إيه؟"

أردفت بعناد:
-"مش عايزة اتخطب يا عصام الله!، هو عافية؟"

- "مش عافية يا ست بس شكل الولد محترم كدا وأبن ناس، وبعدين هو طالب يقعد معاكِ نصاية شوفي يمكن ربنا يكتب الخير."

تفوهت بضيق:
- "يقعد معايا بتاع إيه يعني مش فاهمه؟، إحنا لسه هنقعد؟"

تنهد بملل:
- "بصي عمرنا مهنجبرك على حاجة، بس أنا وبابا قلنالك قبل كدا خدي وقتك فـ التفكير، حبيتي يا حور خدتي إيه؟"

إمتلئت مُقلتيها بالدموع أثر تذكرها "عُمر" ليقترب هو منها مُحاصرًا عُنقها نابسًا بخفة:
- "هطلع ربعاية وهرجع الاقيكِ جهزتي، اقعدي معاه وشوفي لو حسيتِ إنك مرتاحة للموضوع ماشي، محستيش قولي لبابا إنك مش عايزة وخلاص خلصت، بس عشان الناس بره ومستنين ومش أصول أقلهم مش عايزه كدا وش صح؟"

أومأت بابتسامة ليختتم وهو يتجه إلى الباب:
- "يلا بقى اجهزي."

أغلق الباب ثم تحركت بقلة حيلة تُخرج فُستانًا بالوان هادئة وعليه وشاحًا باللون الأبيض، ثم تنحنحت ناحية المرآة تُطالع تلك الحبوب بضيق، بالكاد كانت تشعر بِبداية غصة تتمحور في صدرها ولكن..

- "شكلك حلو يا حور خدي بوسة."

تفوهت "سما" وهي تُرسل إليها قُبلة فالهواء لتقتطفها كـكرة قائلة عقب غمزها بمُزاح:
- "هطفش العريس اللي برا دا واجيلك نكمل مذاكرة."

____يُتبع____
♡«مُعَانَاة كَالسُكَر»♡
مـــنار نجـــدي

___________________________________

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 8.6K 3
مِن صِغرها تحلم بتحقيق الكثير ، كالسفر ، التعلم ، مكانة كبيرة ،ولكن !! أتت تقاليد المجتمع وهدمت كل سقف أحلامها فوقها ، عاندت ولكن دون فائدة ، حتى انص...
1.3K 87 6
تَابَعها في البداية ثم بَدأ في الحَديث، وضَح لَها الأمَر كَامل لَم يهتم بتَلوين الكَلام ليَصِل لهَا إنه يُريدها مُجرد صَفقة زواج! للكاتبة/ ميرنا علي ...
3.6M 53.9K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
4.1K 264 27
بعض الأمور تحدُث في الماضي تُغير مَجري الحاضر تُغيير أحداث بغير أرداتنا تغير مستقبل ولكن ستتغير للأفضل ....أَم للأسوء! "ماذا لو بنُيت حيا...