ارجوحة الحب والندم الجزء الخامس من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابر

الفصل التاسع

الفصل التاسع

اقتربت و انحنت و تناولته........ قربته من انفها لتشم عطر وليم!........... اذن وليم كان هنا قبل قليل.......... هذا المنديل رأته بيده في غرفة المكتبة!
ترى لماذا دخل الى غرفتهما؟........... ما الذي كان يريده؟

بعد قليل خرج جاك من الحمام و هو يجفف شعره ثم قال لها: "فررت مني يا حلوتي............ اعدك في المرة القادمة سوف لن تنجي................ ماذا جرى في غيابي و كيف استوعب عمي الامر؟............. دورا ارسلت لي رسالة............ تحقير و اهانات ادركت انها علمت بالموضوع.......... كيف استوعبت عائلتها الامر؟........ و لو انني لا اشك بقدرات سيد ويليام الا انني اريد معرفة كل شيء"

قالت باستياء و استنكار: "هربت من الموقف لتضع عمك بموقف حرج............ و ايضا تركتني اواجه مشاكلك........ انت رجل غريب جدا و عديم الوفاء ايضا.......... كنت مع دورا عامين قيدتها بارتباط و وعدتها بالزواج و ضيعت عليها الفرص الاخرى"

قال مقاطعا و هو يغلق ازرار قميصه المنزلي و يستلقي على السرير و بانزعاج: "هي تنهال عليك بالشتائم في رسالتها و انت تدافعين عنها!........... يالك من طيبة القلب ليندا"
قالت و هي تغير ملابسها: "انا لا ادافع عنها بصورة خاصة............. و عمك الا تخجل منه؟.......... ما ذنبه لتشغله بك و بمتاعبك؟....... يكفي انه يتكفل بك و بزوجتك"

امسك رأسه و قال: "كفى اصابني الصداع.............. لا اريد سماع تأنيب لست طفلا........... تكلمي عما طلبت ان اسمعه"

اخبرته بكل ما حدث و كان يستمع اليها بنعاس و لكنه مهتما ثم قال بسرعة: "الم يعطيك عمي شيئا من المال؟"
هي و بضيق و انفعال: "لا.............. و لن اتسول منه مفهوم............... سيرافقني الى الاسواق للتبضع ......... طلب مني ان ارتدي لباس يتناسب و العائلة.......... اخبرته انك لم تترك لي شيئا من النقود سيدفع هو ما سأشتريه ........... لا اعتقد انني سأوافق ان ابقى على هذا الحال طويلا يا جاك"

جاك و بلطف: "كلها بضعة ايام و سأعوضك عن كل شيء و سوف لن نحتاج الى عمي مطلقا.......... سأرد له كل ما صرفه علي............... ان اعتمادي عليه جعله يتدخل بحياتي و كأني طفل ساذج............. سأعتمد على نفسي يا عزيزتي.............. لكن الان بالذات انا بحاجة الى المال................ بحاجة الى تمويل من عمي يجب ان نتذرع بمختلف الحجج حتى نحصل على المال منه"

قالت بكآبة و هي تقترب منه: "انت لا تحبني ابدا و الا لما فعلت ذلك معي كل تصرفاتك تدل على عدم شعورك اتجاهي بأي محبة"
قال و هو يعتدل و يمسك يدها و يجذبها اليه: "كيف ذلك يا حبيبتي انا احبك............. ان جمالك يجعل المرء يفقد صوابه........ و انا فقدت صوابي عندما خالفت رغبة عمي و تزوجتك................. تزوجتك و انا اعلم ان ليس لدي حيلة على ان اعيش بالمستوى الذي وعدتك به................ لكن سأفعل ما بوسعي"

ابتعدت قائلة و هي تشعر بالاختناق: "سأذهب الان الى المطبخ"

اصبحت لا تصدق أي كلمة مما يقول فهو يكذب باستمرار و هي تشك حتى بما يفعله بالخارج ربما يقوم بعمل غير مشروع هكذا بدأت ترتاب به.

في المطبخ شعرت ليندا ان الخدم اختلفت معاملتهم لها و بدوا كثيرون الاحترام و التقدير لها عندما علموا انها زوجة جاك.
طلبت من جولي ان تجهز المائدة في صالة الطعام............. سارت في الفيلا و هي تنظر هنا و هناك لعلها تجد وليم الا انها لن تراه......... معقول ان يكون خرج؟
ا و ربما هو في غرفته ماذا عن الموعد؟......... خشيت ان يكون نسي الموعد و خرج او ربما انشغل و لم يفي لها بالموعد........................ كثيرا ما يهم وليم ان تغير لباسها حتى انه عرض عليها ان يصطحبها هو بنفسه الى السوق.............. كرم منه ان يفعل ذلك ليس مضطرا ان يوفر لها ما تريد............... لكن ربما هو يهتم بذلك الامر فقط من اجل ما تثيره ملابسها من فضائح له امام الناس.

شعرت بالكآبة الشديدة و هي تتناول طعام الغداء مع جاك لوحدهما في الصالة ترى لماذا اعتذر وليم و فضل المكوث في غرفته؟ ايزعجه ان يلتقي جاك؟........ اتزعجه رفقتهما؟
تناولت الطعام ببطء و بدون شهية كانت ترغب بوجوده دائما فهي تشعر انه مصدر اطمئنان و أمن لها و لا تدري ما سبب ذلك الاحساس....... لماذا يمثل لها وليم الامان رغم انه رجل غريب عنها لا تعرفه بالكاد عرفته هنا في اليونان لبضعة اسابيع.............. تطلع جاك الى الساعة التي بيدها و قال بسرعة: "اريد هذه الساعة انها ثمينة............. سأشتري لك غيرها"

خلعتها و رمتها على المائدة و خلعت خاتمها الماسي ايضا ثم خلعت خاتم الزواج و قالت: "خذ كل شيء............. ان هذه الاشياء لا تمثل لي شيئا"
اخذ ما خلعته و وضعه في جيبه قائلا: "انا اشتريتها لك و اعدك انني سأجلب لك اثمن منها بكثير....... انت غالية جدا يا ليندا"

اخبرها غابرييل ان وليم سوف ينتظرها بعد نصف ساعة من الان في المرآب.......... فرحت كثيرا بذلك و انشرحت اساريرها يكفي انها ستمضي فترة المساء برفقته.

ارتدت فستان ازرق متوسط الطول ذا ازرار امامية كبيرة و يظهر جزء كبير من صدرها و يبدو انه افضل ما لديها ليناسب الخروج به و رتبت شعرها باهتمام كبير و تزينت بعناية...... كان جاك يتطلع بها و هي تبالغ في التأمل بشكلها في المرآة و قال: "تبدين اهتمام كبير بشكلك............. يهمك ان تكوني فاتنة و جذابة هذه الايام"

تناولت حقيبتها السوداء و وضعت العطر دون ان تعلق على كلامه.............. ابتسم و قال: "من حسن الحظ ان عمي وليم لم يكرهك و سوف............ ينفق عليك"

التفتت اليه و قالت بجفاف: "هذا لأن ليس لي رجلا ينفق علي" و خرجت منزعجة ..

اشار وليم الى السائق لينصرف و فتح لها الباب الامامي و شعرت به يتأمل شكلها و فستانها لكن بملامح باردة................ كان جذابا جدا و هو يرتدي قميص اسود و بنطال جينز ازرق حتى بدى اصغر سنا.............. فتح تبريد السيارة و تطلعت بها كانت فخمة جدا و مريحة يبدو ان سيارته البيضاء للعمل فقط و هذه الى المشاوير الخاصة.
قال عندما انعطف بالسيارة الى الطريق الزراعي: "فضلت هذا الطريق لنقاوة الجو هنا............... الطريق الاخر مزعج و خانق"
وضعت حزام الامان و نظرت عبر النافذة الجانبية رأت كثيرا من النساء اليونانيات تبدو هذه المنطقة محافظة جدا فالنساء محتشمات للغاية يبدو ان وليم كان محقا بردة فعله القوية اتجاه لباسها............... قال فجأة: "اين خاتمك؟"

انه دقيق الملاحظة حتى يشعر ان خاتمها غير موجود بيدها!
قالت بتردد: "لقد.............. لقد نسيت ان ارتديه تركته في الحمام"
زم شفتيه و ضغط بكفيه على المقود و زاد السرعة ......... قالت بتأمل: "أنت بخير؟"
اجابها: "يبدو ان عدم كفايتي من النوم اثرت علي اليوم.............. جيد انني لم اذهب الى العمل"
مررت يدها على شعرها و قالت دون ان تنظر اليه: "ما رأيك بشكلي اليوم؟"
نظر اليها نظرة عابرة و اعاد بصره الى الطريق ثم قال بهدوء: "من أي ناحية؟................ جميلة كعادتك"
هي و بتأمل و بعينين غيرت لونهما اشعة الشمس البرتقالية: "اقصد من حيث الاحتشام"
ابتسم دون ان يتطلع بها و اكتفى بالصمت.
قال بعد فترة من الصمت: "حجزت اليوم.............. سأسافر غدا................سأترك لك مبلغ من المال اعلم ان جاك مفلس الان تماما"

تقلصت و قالت بانقباض: "تسافر؟.......... الديك عمل؟"

هو و ببرود: "لا................ اشعر بأني بحاجة الى التغيير......... اعصابي متعبة اشعر بضغوط شديدة"
تنهدت و شعرت بالضيق الكبير و تخيلت الايام بدونه ثم قالت : "كم ستغيب؟"
اجاب بعد برهة صمت: "ليس طويلا"
تغير مزاجها و شعرت بالحزن حتى انه بقي يتحدث معها و لم تستجيب قال فجأة: "ما بك؟................ أ انت بخير؟"
زمت شفتيها ثم قالت: "اشعر بقليل من الصداع"
قال بفتور: "لا بد انك اخذت.......... بردا"
خفقت اهدابها بسرعة و تذكرت وجوده بغرفتها عندما كانت في الحمام ........... قال مما اكد ظنها بقصده: "كان عليك ان تجففي شعرك جيدا"
ساد صمت طويل ثم قالت فجأة: "لما كنت في الغرفة؟"
اضطربت قيادته حتى بدت سرعته جنونية قالت بفزع: "ارجوك............ ارجوك وليم"
اوقف السيارة فجأة مما جعل جسدها يتجمد من الفزع ثم قال بضيق: "ماذا؟.................. أي غرفة؟"
قالت بعيون متسعة على اشدهما: "ما بك وليم............ تصرفاتك غريبة............ ما الذي غيرك هكذا؟"
فتح باب السيارة و نزل و سار مبتعدا و رأته يدخن و هو شارد الذهن.
بعد قليل عاد و قال و هو يقود السيارة بهدوء: "انا اسف.............. قلت لك اعصابي متعبة قليلا........... لا تشغلي بالك"

انتهى الفصل