مَا بَينَ الحُبِّ وَ الحَرب...

By Lisa-Adia03

52K 2.1K 4.3K

- وَ هَل ليُونِيل دِي مَاريَا يَعرِفُ مَعنى الحُب؟ - ليُونيِل لاَ يَعرِفُ الحُب وَ اِنَما غَارَقٌ فيِ العِشقِ... More

intro
part 1
part 2
part 3
part 4
part 5
part 6
part 7
part 8
مرحبااااا اعزائي
رمضان كريم ❤
part 9
part 11
part 12
part 13

part 10

2.8K 147 387
By Lisa-Adia03

مرحبا اعزائي القراء
اشتقتلكم و لتعليقاتكم
بارت اليوم راح يكون طويل
و به العديد من الأحداث و الشخصيات الجديدة
اقرؤوا بتأني
تجاهلو الاخطاء الإملائية ان وجدت
تعبت كثيررا بهاذ البارت نظرا لضيق الوقت وانشغالي بظروفي الخاصة
قررت وضع شروط بسيطة لتنزيل البارت القادم

80 لايك و 80 كومنت

ليس بالامر الكثير امام الجهد الذي ابذله بالكتابة فقط لتستمتعو , قدرو تعبي
ترتيب الافكار و تحويلها الى سيناريو ليس بالامر الهين صدقوني

استمتعو و ليبدأ الاكشن
~

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Me and my girl, we got this relationship
I love her so bad, but she treats me like shit


~~~~~~~~~~~~~~~

تَجمّد الجَميع بِمكَانه مِن فرطِ الصّدمَة عَدى فِيليب الذي كَان ينتَظر تِلك اللّحظة بِفارِغ الصّبر , القى نظَرة عَلى معشُوقة قَلبه ليَلمَح عَلامَاتِ الدّهشة الظّاهرة بمَلامِحها الاخّاذة للعُقُول

زَفرَت أنجِليكا بِضَجر لِتَضع الشّوكَة جَانبًا ,أخرَجت ضِحكةً سَاخرة مِن ثغرِها و اردَفت

-" مُنذُ مَتّى اصبَحتَ تُلقي النّكاتَ عَلينَا , أبِي؟"

-" مَشاعِري نَحوَك لَيسَت بِنُكتة أنجِليكَا"

صَرح فِيليب امَام الجَمِيع لتَرمُقهُ أنجِليكَا بِصَدمَة... حَاوَلت التَفوُه بِأمرٍ مَا لَكنَ صَوت ارتِطَامِ الكُرسي الذّي سَببه دِيمتري جَعلها تَتَراجَعُ عَن قَرارِها , قَام مِن مَكانِه بِشكلٍ مُفاجئ ضَاربًا كَفيهِ عَلى الطّاولة بِعُنف , حدّق بِإبنِه ... بنَظراتٍ شَرزَاء و قَال بِلهجَة سَاخِطة

" مالذّي دَهاك فِيليب ...هَل جُننت؟"

رمَقهُ فِيليب بِعصبِيةٍ بَالغَة كَونُه تَمَادى بِرَدةِ فِعلِه , هُو يَجهل السبب وَراء كُرهِهِ الغَير المُبَررِ لهَا لكِنهُ لَن يَسمَح لِهذا بالتَأثِير عَلى قَرارِه بالزَواجِ مِنها ... هُو يُحِبها بَل وَ يَعشَقها و سَيجعَلها مِلكَه حَتى لَو اعتَرضَ الكَون بأكمَلِه عَلى ذَلِك
زَفر بِغَيض وَ قَال وَ هُو يُحَاوِل الحِفَاظَ عَلى هُدوئِه

" اين الجُنون فِي أن اتَزَوج المَرأة التّي أُحِبها ابِي ؟....لا دَاعي لِكُل هَذا الانفِعَال , انَا لَن أُغَير رَأيي بِجَمِيع الاَحوَال ."

" هَذا يَكفِي "

صّرحَت المَعنِيةُ بِحدِيثِهمَا ليَلتَفِتَ كِلاهُما نَحوَها مُباشَرةً , قَامَت مِن مَكانِها بِِحَركةٍ سَريعَة وَوجَهَت نَظَرهَا نَحو فِيلِيب قَائِلةً

" هَل تَسمَحُ لِي بِلَحظة؟"

أومَئ لَها فِيلِيب بِإنصِياع وَ التَقَط كَأس النّبيذِ خَاصَتهِ ليَرتَشِفَه دُفعَةً وَاحدَة قَصدَ التَخفِيف مِن تَوتُره , جّر بِخُطوَاتِه نَحو الحَدِيقة الخَلفِية للقَصر التّي تَطل عَلى قَاعَة الطعَام الرّئيسِية لتَتبِعَه الأُخرى بِخُطوَات وَاسعة غَير آبِهةٍ بالجَو المُتوتِر الذّي كَان بَين دِيميترِي و نِيكُولاي

مَسح نِيكُولاي ثغره بِمنديل حَريري وَ كَأنه قَيصَر مِن القَياصِرةِ الرُوسِية بهَالة الكِبريَاء و السُلطة التّي تَبدو عَلى هيئَته , وضَع رِجلَه اليُمنى عَلى اليُسرى و اسنَد نَفسَهُ بِجَبروتٍ ليُحَدقَ بِدمِيترِي بِحدة و يردف بنبرة باردة

" ارَى انّك تُعارِض هَذا الزّواج بِشدّة .. دِيمِترِي .... هَل تَعتَقد ان اِبنَتي بمَكانَتِها و أملاَكِها ... غَير مُناسِبة لتَكُون عَروسًا لإبنِك؟"

رَمقه الاخرُ بِنظرَات مِن نَفس الخُطورة والحّدة ليُجيبَه بِغضَبٍ مَكبُوت

" كَفى ادعَائًا انَها ابنَتُك نِيكُولاي ..هِي لَيست مِن ال سُوكُولوف ...و انتَ تَعلم جَيدا ابنَة مَن تَكُون "

اسنَد كَوعه عَلى الطاوِلة دُون ان يُزيحَ نَضرَه عَن ابنِ عمِه ثُّم ابتَسَم بِخُبث و اكمَل
ِ
" اَم عَلي ان اذَكِرك بِذلك "

أَحكَم نِيكُولاي الامسَاك بِقبضَته لشِدّة سُخطِهِ , عَقَد حَاجِبيه بِغضَبٍ شَديد و اردَف بِلهجَةٍ قوِية

" اغلِق فَمك اللّعين فَورا.... خَطأ وَاحد مِنك وَ سأجعَلُك تَدفَعُ الثّمن غَالِيا

انتَصَب مِن مَكانِه مُغادِرا القَاعة و اكمَل بهُدوء مُبَطَنٍ بالتَهدِيد

"و انتَ ادرَى بِما يُمكِنُني فِعلُه.. دِيمِتري"

اشَاح الاخَرُ وَجهَهُ بَعِيدًا ليضرب الارضية بقدمه بعنف , لاعنا تحت انفاسه , امسَكتهُ زَوجَته مِن رُغسِه قَصدَ تهدِئة اعصَابه و اردَفت مُتَصنِعةً الحنَان

" هَوِن عَليك عَزِيزي ...لا دَاعي لِكُل هَذا الانفِعَال"

" المَعذِرة .. سَأنصَرِف "

صَرحت بِيلا بَعد ان قَامَت مِن مَكانِها لتُجِيبَها باترِيشكَا قَائلة

" انتِ لَم تُنهِي طَعامَكِ بَعد!"

أخرَجت بِيلا قَهقهَة سَاخرة مِن ثِغرهَا و اردَفَت بنَبرة مُتَسائلة مَائلة الى الاستِهزَاء

" و مُنذ مَتى اَصبَح اَمرِي يُهمُك بَاترِيشكَا؟"

قَلبَت الأُخرى عَينَيها بِتَمَلُل و أكمَلَت مَضغَ طَعَامِها بهُدوء , لِتَصعد بيلا السَلالِم مُتجِهة نَحو غُرفتها , فَلا شَئ تُريدُه سِوى الهُرُوب مِن تِلك الفَوضى الاختِلاء بِنَفسِها عَسى ان تَجد القَليل مِن الرَاحة
~~~~~~~~~~~~~~~

فِي تِلك الحَدِيقة الشّاسِعة المَليئَة بِجَميع انوَاع الاشجَار التّي تَساقَطت اورَاقُها بِفعلِ ذَلك الفَصل البَارد , كَان فِيليب وَاقفا بِشُموخ يُحدِق بالمَسبح امَامَه بِشُرود مُفَكِرا بالخُطوَة التّي سَيقُوم بِها , هُو على عِلم انّها لا تُبادِله نَفس مَشَاعر الحُب و الغَرام , لَطَالما كَان الطّرَف الذّي ذَابَ عِشقًا فِيهاَ كخَطأٍ لاَ يُمكِن تَفادِيه، خَطأ لاَ يُمكِنُ تَصحِيحُه، خَطأ لَذِيذ وَمُشوّق يكسِر رُتَابَة أفعَالِه الصّحِيحَة كُلَها ‏لَم يَجرُؤ ابدًا عَلى الإقتِرَابِ مِنهَا ,هِي كالشُعلة وهُو القَش الذّي نَذرهُ الحُب، أو اليَأسَ مِنَ الحُب، اكتَفَى بالاحتِراقِ بعِشقِهَا كجَمرَةٍ ‏تأڪُلُ نفسَها بتَأنِي , لكِن هَذا بَات أمرًا مِن المَاضي مُنذ ان عَقدَ عَزمَهُ بِجَعلهَا مِلكاَ لهُ حَتى لَو عَارضَت هِي شَخصِيًا ذَلِك , لا يُمكِنُه تَخيُل مَعشوقَتِه بَين احضَان رَجُل آخر غَيرَه فبِمُجرَد التَفكِير بذَلِك يٍصيبُهُ بالجُنُون , لِذا قَرّر التَكَلُم مَع عَمِه و طَلبِ يَدها مُباشرةً غَير آبِهٍ بِقَرارِها , هُو سَيُقنِعها بِطرِيقَته عَلى اي حَال

-"فِيلِيب "

نَطقَت اسمَه بِلكنَتِها الرُوسِية المُمَيزة وَ صَوتِهَا العَذب الرّنان الذّي يَعشَقُه بجُنُون , اِلتَفَت نَحوَها دُونَ أَن يُزِيح إبتِسَامَتهُ الواسِعَة مِن ثِغرِه , اقتَربَ القَلِيل مِنهَا ليتَجَردَ مِن سُترَته و يَردِف بِبَحةٍ و خُفُوت الجّو بَارِد

"لِمَا خَرجتِي بِهذِه المَلابِس الخَفِيفَة"

حَاوَل وَضع سُترتِه عَليهَا لتَعُود خُطوَةً نَحوَ الخَلف قَائِلةً

" انَا بِخَير "

رَفع حَاجِبَيه بإستِنكاَر لرَدَةِ فِعلهَا ,هَذا مَا كاَنَ يخشَاهُ مُنذ البِدايَة.... نُفُورِهَا مِنهُ , بلَعَ مَا بِجَوفِه بتَوتُر ليَضَع يَدَهُ الحُرّة بِجَيبِ بِنطَالهِ و يَردِف

" مَا الخَطب؟"

تسَائل لتُقهقِه الأُخرى بسُخرِية وَ تُعيد خُصلاَت شَعرهَا الشَقرَاء نَحو َالوَراء قائِلةً بنفَاذِ صَبر

" مَا الخَطب؟... انَا مَن يَجِبُ ان تَسألَ هَذا السُؤال سَيد فِيليِب سُوكُولوف !....... احتَاج تَفسِيرًا للمَهزَلَة التّي حَدثَت قَبلَ قَلَيل .. وَ الاَن!"

بَقِيَ لبَعضِ الوَقت يُحدِق بِها بِجُمُود ثُم صَرَح بِنَبرَةٍ لاَ تَمُتُ المَشَاعِر بِصِلَةٍ

" فَعَلتُ مَا أجِدُه صَائِبًا ....طَلَبتُ يَد الفَتاة التّي اعشَقُها مِن وَالِدها "

رسَم شِبه ابتِسَامِة هَازِلة بِوَجهِه ِو اكمَل

ِ" فَأينَ المَهزَلةُ فِي المَوضُوع؟"

اغمَضت عينَيهَا لوهَلة مُحَاوِلةً التمَاسُك و التحّكُمَ بنَفسِها هِي لا تُصدِق مَا تفَوهَ بِه للتّو , اقتَربَت مِنهُ خُطوةً واحِدةً لتُحدِقَ بهِ بصَدمَة

" الفَتاة التّي تَعشَقُها؟"

اخرجت قَهقهَة طَويلَة مِن ثِغرِها و أردَفَت هَازِلةٌ

"هل انتَ ثَمل ام أنَك اصبَحتَ تتَعَاطَى مؤخرًا؟ .... "

نَفت بِرأسِها بغَير تَصدِيق لتُمسِكَه مِن كِلا كَتِفَيه وَ تهَزه قَليلاً

" انَها اَنا, أنجِليكاَ ...إبنَةُ عَمِك و صَديقَتُك المُقربَة.."

نَقرَت علَى جَبيِنِه مَرتيَن بِيُمنَاها و صرَحَت بِنَوعٍ مِن الجِديّة
" عُد لوَعيِك ... لم تَعُد نِكَاتِكَ هَذهِ مُضحِكَة.... فِيلِيب..... لِنَعُد اِلى الدَاخل و لتُخبِر الجَمِيع انَك لَم تَكُن جِديًا بِكَلامِك"

حَاوَلت مُغَادَرة المَكَان تَارِكَةً ايَاهُ خَلفها الا انَهُ امسَكها مِن ذِراعِها ليُدِيرَها نَحوَه بِحَركَةٍ سَريعَة , قَطبَت حَاجِبيهَا لتُوضِحَ لهُ رَفضَها القَاطِع للاَمر بعَينَيها , َتجَاهَل نَضرَاتِها الشّرزَاء نَحوَهُ وَ اقتَرَبَ مِن وَجهِهَا قائلاً

" أعلَمُ انَك لَستِ بِذَلك الغَبَاء ...بَل أَنتِ تَدَعِين ذَلِك فَقَط لتَجَاهُلِ مَشاعِري اللّعِينَة اتجَاهكِ ..... لقَد سَئِمتُ الاختِباَء وَرَاء مَا يُسَمى بالصدَاقة ... لَم اعتَبرك صَديقَة وَ لاَحَتى لِيَومٍ وَاحِد ... سَوَاء شِئتِ اَم إبَيتِ ... انُا أحِبُك أنجِليِكا و لتَذهَب هَذهِ الصَداقَة للجَحِي..."

وَضعَت كَفها عَلى ثِغرِهِ بِشَكلٍ فَورِي خَوفًا مِن ان يَنطِق تِلك الكَلمَة التٌي تَخشَاهَِا , هي لا تَصدِقُ مَا تَفوَه بِه للتَو كَيفَ لَه ان يُدمِر صَدَاقَتهُما بِهذه السُهُولَة و ِبكُل بُرود الا يُدرِك مَا يَقُوم بِه؟

" شششت , انَا اتَرجَاكَ ان تَتَوقَف فِيلِيب "

نَفَت بِرأسِها , لتَتجَمعَ الدُمُوع بِعينَيها مِن فِرط الصّدمَة التّي لَم تَستَطِع اخفَائَها حَتى لَو حَاوَلت ذَلك , لم تتَقبَل كَلامَهُ الذّي اشعَرهَا بِضيقٍ لاَ السُطُور وَ لا الكَلمَات تَستَطِيع وَصفه , كَم مِن المُؤسِف ان يَتغَير كُل شَئ دُفعًة وَاحدة , الاشيَاء بَاتت تَفقِدُ بَهجتَها بالتَدرِيج, و الطُمئنِية بَدأت تَتلاشَى امَام عينَيهاَ فَور نُطقِه لتِلك الكَلمَات التّي كَانَت بِدَاية لَعنَةٍ لَا نِهَايةَ لَها
حَاولَت تَمَالك نَفسِها لتَشد بِقَبضَتها الصَغِيرة عَلى قَميصِه دُون ان تُزيح عَينَيها مِن خَاصَته وَ تقُول

" إِسمَع مَا سَأقُوله فِيلِيب "

-" انتِ مَن سَتسمَعُني الآن أنَجلِيكاَ"

قَالَها ليَجعَلها تَصطَدمُ بصَدرِه مُتَجاهِلا صَدمَتها وَ انتِفاَضِ جسَدِها بشَكلٍ لا اِرادِي , هُو لَن يَكتُم مَشَاعِره بَعد الآن لَن يَسمَح لنَفسِه اَن يَعِيش تِلك التَعاسَة التّي انهَكَته لسَنَوات عَدِيدة , و كَم مِن المُتعِب ان تُحِب أحدَهم بصَمت , تُراقِبُه مِن بَعيد وَ تَتألَمُ لِوَحدِك بالخَفاَء تَكتُم ذَلك الشُعُور الذّي يَأبى الزَوال و يَأبى ان يَقتُلك لتَرتَاح , فَمذَاقُ الحُب مِن طَرف وَاحد ... مَذاق عَجِيب حُلو مُدَمر ,مُنعِش ..... يَجمَع كُل المُتنَاقِضات فِي شُعور وَاحد..... لَم يَستَطِع ان يَبقَى وَ لم يَستَطع ان يَرحل.... لاَ يُقَدر ان يَنسَى وَ لا يُريد ان يتذكر ..... طَلما عَجز عَن اِنكارِ مَافي نَفسِه لِذا اضطر ان يَفرضَها حَتى لَو كلفه ذَلك صَداقة دَامت تِسعَة عَشر سَنة فإخفَاء مَشاعِره نَحوَها كَمن يَضع جَمرَة بِيدِه مُدَعيًا انَها كُرة مِن الفَرو النَاعِم .

وَضع كَفَه عَلى وِجنَتَيها و ثَبَت نَظَرهُ بِعَينَيها ليُحَدِق بِها بِعُمق و يَقُول

- " انا أُحبُكِ بِجُنون... اشتِيَاقي لَكَ يَقتُلُني.... وَ وَلَهي عَليكَ يُمِيتُنِي...... كُل ذَرةٍ فِي كَيَاني ..... كُل قَطرَةٍ مِن دَمي........ وَ كُل نَبضَةٍ مِن نَبَضاتِي تَصرُخُ بإسمِكِ أنجَل "

-"أنَا , أعلَم "

قَالتها بِنبرَة خَافِتة تُعبر عَن مِقدار التَعب الذّي تَضمُرُه بِدَاخِلها, عَكس ظَاهِرها المُنظَم و تَفَاصِيِلَها الهَادِئة , حَدقَت بِه بِثَباَت و رَسَمت شِبه ابتِسَامِة عَلى ثِغرِها لتُبعِد كَفيهِ عَن وِجنَتيهاَ و تَضُم يَديهِ البَارِدَتين بِخَاصتِها , بَلعَت مَا بِجَوفِها بِصُعوبَة مُحَاوِلةً استِجمَاع رُباَطَة جأشِها و اكمَلَت

" انَا أعلَمُ بمَشاعِرك نَحوِي ... كَما انَني اُحِبُكَ ايضًا .... لكِن لَيسَ بالطّريِقَة التّي تُريدُني اَن اُحِبُكَ بِها فِيلِيب .... انت
عَائلَتي و رَفِيقي الذّي اجِدُ فِيه اتِسَاع العَالم عِند ضِيقِي ...

"قَبلَ ان تُكمِل كلَامهَا قَاطعَها مُجَددًا ليَردِفَ بإنفِعاَل"

"اِمنَحِيني فُرصةً أرجُوك .... لا تَتَسرَعي بِأخذِ قَرارِك ...يُمكِنكِ التَفكِير بالامرِ جَيدًا سَأنتَضرُك"

أخفَض نَبرةَ صَوتِه الى اُخرَى تحمل الكثير من الاسى و الترجي في آن واحد و كأنه يُخبِرها او يَتَرجَاها ان تَشعُر بالنِيران التّي الهَبت السِنَتها بدَاخِلهِ ليُكمِل

" لا مَانِع لدَي مِن انتِضَارك حَتى آخر يَوم بِحَياتي.... أنجَل"

تَنهَدَت أنجِلِيكا بِقِلة حِيلَة فَهي لا يُمكِنُها مَنحُه مَا يُريد وَ لا يُمكِنها صَدُه و جُرحِ مَشاعِره بِتلكَ السُهولَة فَرفضُها لَه كاَن بِمثاَبَة المَوتِ بالنِسبَة لَها , شَعَرت فِي لحظَة انَها السُوء الامُتنَاهي , انَها القَلبُ القاَسي , الاذِية َالمُمِيتة , انَها كُل مَا هُو سَيئ و مُخِيف فِي هذَا العَالم ...صَعب جِدا ان تُصبِح سُماً قَاتلِا لأحِبَائِك بَدلَ تِرياَق يُشفي جّم جُروحِهم

تَنفَست بِعمق محَاولة تَمالك نَفسِها و كَبتِ دُموعِها , القَت بتلك الافكَرا السلبية عَرض الحاَئط و هِي تُواصِلُ التَحدِيق بِه بِحزن ثم اردَفت بِخُفُوت

" الحُبُ شَغف , لَكِن الصَداقة امَان .... ارجُوك لاَ تَحرِمني مِن ذَلك الشُعور الذّي يَنتَابُني عِندما اكُون بِقُربك.... لا تَحرِمني مِن الامَان فِيلِيب "

مَسحَت تِلك الدُموع التّي تَسللَت الى وِجنَتيها بِهُدوء , عَادَت بِخُطوة للوَراء لتُلقِي عَليه نَظرة أخِيرة و تقُول

" سَأعُود إلى ايطَاليَا بَعد اسبُوع....لَن تَذهَب دِمَاء والدَتي هَباءً...فِيلِيب "

قَالَتها لتأخُذ المَنزل وِجهةً لَها تاَركةً اياَهُ خَلفَها متَجَمداً كتِمثَال مِن الشَمع
تَساقَط قَلبُه نَبضَةً تِلو نَبضَة , كاَن يَنفَطِر مَع كُل كَلمَةٍ تَفَوهت بِها , لَم تُصِبه اي رَصَاصة وَ لا يُوجَد فِي جَسدِه اي اضرَار مُسبقَة لكِنهُ شَعر بِنزِيف لا َيُحتَمَل بِقلبِه , وَ كأَنَه سَيمُوت قَريبًا و لَن يَستَطِيع المُسعَفون اصاله الى المشفى , هذا ما يسمى بإنكسار القلب, تجِد نَفسَك غَير قَادِر عَلى المَسير , ضَائعًا فِي عَاصِفةٍ مِن الحُزن و الخِذلاَن , تُبهَت الأشيَاء فِي نَظرِك، و تُصبح من فِرط الحُزنِ جَليداً ، تَنكسر بلِا صَوت وتَبكي بلِا دَمع ، و تَنطَفئ مِثل شَمعةٍ ظَلّت تَحتَرق طَويلًا حَتى انتِهائِها

عَدل مِن وَقفَتِه ليضَع يَديهِ بِجيبِ بِنطالهِ , تَغيرَت مَلامِحه الى اُخرى جَامِدة و اردَف بِنبرَة واثِقة

" سأُساعِدك عَلى الانتِقام...وَ سأجعَلُهم يَدفَعون الثّمن واحِدا تِلوى الاخَر ... لكِن بِشرط وَاحد, أنجَل"

تَوقفَت مَكانها للحظَة دُون حَراك لتَلتَفت نَحوَه بحَركة آليَة و تقُول

- " اخرَج ما بِجعبَتك "

-" ان نَتزَوج"

-" فِيليب ....ارَاك فِي الغَد"

ابتَسمت بإستِهزاء و جَرت نَفسَها بِخُطوات رَزينة نَحو القَصر ليبقَى الاخَر يتَأمل هَيكلَها مِن بَعيد كنَجمة لامِعة تُضيئ اكثَر الامَاكن عتمَةً بقَلبهِ , اخرَج تنهيدَة تكَاد تَكسِر اضلاَعه مِن عُمقها و هُمس بِسَرحان و نبَرةِ باهِتة

" ‏أعلَم اننِّي سأستمُر بِحبُك ،حَتى ولو لم يُقدر لي التفاتَة مِنك
ولو كنت أخِر شِخصٍ قَد تُفكرين بِه . . أَننِي أَحمِلُك فِي صَدّري ولإكُن شَفافاٌ مَعك أكَثر
لستُ متفائلِا فِي حُبك ولا برغبتك بِي وليكُن ،
فأنا ...لا يُهمني ان كنت تُحبنِي ! أعرفُ أنني سأفعل ذلك عِوضًا عن كُليِنا
~~~~~~~~~~~

فُتح المِصعدُ لتخرُج مِنه أنجِليكاَ بِخُطوَات وَاثقَة و ثَابثة , لاحَظ مُساعِدها اقتِرابِها مِن مَكتَبه ليُعدِل مِن رَبطة عُنقِه وُ يقِف مِن مَكانه بإحتِرام قَصد القاء التَحيَه الصَباحِية المُعتاَدة

" صَباح الخَير آنِسة سُوكُولوف"

رَسمَت إبتسَامة مُشرِقة تَفتِنُ النَاظِرين اليهَا وَ اردَفت بِنبرةٍ لا تَخلو مِن الرَسمِية

" صَباح الخَير سِيباستِيان ...كَوبًا مِن الماء الدَافئ و فِنجَان قَهوة بِدُون سُكر... كالعاَدَة"

حاَولت التَوجه نَحو مَكتبَها الا ان صَوت سِيباستِيان اوقَفها لوَهلة عِندما نَادى اسمَها بتَدارُك , التفَتت نَحوَه بشَكلٍ فوري و اردَفت مُتسُائلِة

" مَاذا هُناك؟"

عَدل بَذلته و التقَط المِلفَات التّي قَام بوضعِها جَانبا علَى مَكتبه ليُجيِب بِنبرَةٍ تُعبِر عَن مَدى فَخرهِ بإنجَازِه

" لَقد رتَبتُ المِلفَات وِفقاً لتَوارِيخ الجَلسات ... وَ وضعتُ الأولَوية للقضَايا المُستَعجَلة تَمَامًا .. كَما طَلبتِي ,آنسَتي "

عَادت بخُطواتِها قُرب مكتبهِ لتَلتقِط اِحدى المِلفات و تَتفقَدهُ بتَركِيز ابتسَمت بِرضى وَ أومَأت لَه بِإيجَاب قَائلَة

" عَمل جَيد ....لكَنني لَن اشرِف عَليهَا "

عَقد سِيباستِيان حَاجِبيه بِعدم فَهم , ليُحدِق بِها بتعَابير تكسُوها الحَيرة , كَيف لاَ و هِي مَن طَلبت مِنه القِيام بِذلك قَبل اسبُوع مَالذي جَعلها تُغِيرُ رَأيهاَ ببسَاطة كَأنها ليسَت نَفسهَا مَن القَت اوَامرًا صَارمَة فَقط لإنجَازِها

لاحَظت انجِليكا تعَابير وَجهه المُندهِشة , لتَضع مَا بِيدها جَانبا وتَقول مُفسِرة للامر

" سأسَافرٍ لإيطِاليا بَعد يومَين .....لدَي امرٌ مُهم عَلي القيام به هُناك ... سَأجهز لَك قاَئمة بِها امهَر المحَامين التَابعين لشَركَتِنا .... قُم بتَوزِيع هَذه المِلفات عَليهم .... وَ اتصِل بالمُوكِلين لإعلاَمهم بِذلك"

أومَئ لَها بتَفهم , للتتجِه نَحو مَكتَبها مُباشرةً , فُتحَت البَاب بِهُدوء لتَضع حَقيبَتها َو تشرَع بِنزعِ مِعطَفها , التقَطَت عَينيهَا بَاقة الزُهور التّي اهدُاها اياها فِيليب مَلقِية بسَلة المُهملات , عَقَدت حَاجِبها بإستِغرَاب و تَقدَمت نَحوهَا ليُلفِت انتِباهها تِلك الوَرقَة التّي تَتوسَط الطَاولة , قامَت بإلتِقاطِها بحَركةٍ سريعَة لتَجُول بعَينيهَا علَى الكَلمات المَحفُورة بِها

" رُبمَا نَحن كقطَارين عَلى سِكتَين مُتجَاورَتين , لَن نَلتقي الا بِكارثة , فالنَلتقِى و لتَحل بِنا الكارِثَة"

خَرجَت مِن مَكتبها بسُرعة للتجِه نَحو مَكتب مساعدها , وضعت الورقة التي بيدها على الطاولة بإنفِعال لتَردف بِلهجة سَاخطة

" من تَجرأ عَلى الدُخول الى مَكتبي.... اِستَدعي رَئيس الامنِ حَالا .... ارِيد تَسجِيلا لكمِيرات المُراقبة "

بقيت تُحدق بالذّي كاَن يُركز عَلى هَاتفه بصَمت رَفعت حَاجِبها بإستِنكرا لتَطرِق بقُوة علَى مَكتَبه قَائلةً بلَهجَة تُعبِر عَن سُخطِها

" هَل تَجاهلتني للتَو؟"

اِنتفضَ سِيباستياَن مِن مَكانه بِذعر ليَبتلع رِيقه بإرتبَكار , عَدل نَظاراتِه الطّبية ليُوجِه هاتِفه نَحوها و يَقُول بتَلعثُم

" آنِستي .... هَل سَمعتي بهَذا الخَبر "

عَقدت أنجِليكا حَاجِبها بإستِغراب لتَلتقِط الهَاتف مِنه , شَغلت الفِيديو الذّي كَان يُشاهِده لتَضع جّم تركِيزهَا عَليه

" تَم العُثور عَلى الجَراح الشَهير جَايكُوب فَاسِيليب مَقتولا بمَنزله الخاَص صَبيحَة هَذا اليَوم , رَفضت الشُرطة الافصَاح عَن باَقي المَعلوُمات الخَاصة بالقضِية لِذا نَرجو مِنكم البَقاء مَعنا لنُوافيكُم بِباَقي التفاَصيل فِي السَاعات المُقبلة...."

شَهقةٌ غَادرت مِن ثِغرها لتَضع كَفها عَليه بِصدمَة , فتَحت عينَيها عَلى مَصرعَيهما لتُحدِق بالوَاقف امَامَها بتَعابِيرا تُوحي بالدَهشة

" بِيلا!"

قَالتها لتُسلمَه هَاتفه بِحركةٍ سَريعة و َتتَجِه نِحو مَكتبها لتَلتقِط حِقيبَتها وَ مِعطفها مُغادرةً الشَركة دُون الالتِفات وَرائها

~~~~~~~~~~~~

في تِلك الغُرفة المُضلمة التّي يآبى النُور التَسّلل مِن نَوافِذها , كاَن طفَل لَا يتَجاوَزُ الثَالثة عَشر , يَقفُ امامَ مِرآة مُثبة عَلى تلك الجُدرَان المُهترئَة , انفَاسِه المُضطرِبة و صَوت خُطوَاته الخَافتة هِي الوَحِيدة التّي تَدل عَلى وُجود كاَئن حَي بِذلك المَكان الّذي يَطغى عَليه الهُدوء
جَالت عَينَيه ارجَاء الغُرفَة مُتفَحِصًا ايَاها بِصَمت , ثُم ثَبت عَدسَتيه عَلى تِلك المِرآة مَرة أُخرى ليَرى إمرأة يَافعةً تَرتدي فُستان ابيضًا تَماماً كَلونِ بشَرتِها الصّافية , شَعر أسوَد طَويل و عَيناَن تُنافِسان اعيُن الغَزال في اتِساعِهما جَمالُ اورُوبي يُنافِس الهَة الجمَال بمعَاييرهِ , تَحمل وَردة حَمراء بَين يَديها الناعِمتَين , وَ تبتسم الَيه بِلُطف ليُبادِلها الاخَر ببَراءة مُحاولاً الاقتراب مِنها ببِطئ , خَطى خُطوته الاولى بتردُد حَتى لاحَظ تَغيُر سِماتها الى اُخرى تُعبر عن مدَى حقدِها و خُبثها في الوَقت ذَاته, تحولت تلك الوردة الحمراء الى مسدس تقليدي يُنافس شَعرهَا في سَوادِه لتَوجِهه نَحو رَأسه فِي جُزء مِن الثَانية
حَاول الهُروب بَعيدًا عَساه يُنقِذ رُوحَه التَائهة مِن المَوت المَحتوم , الا انَه لَم يستَسطع , تلِك الاغلاَل التّي كاَنت تُقيد كُل انشٍ مِن جَسده , جَعلت مِنه طفلا عاجِزا لا خِيار لَه سِوى الاستِسلام وَ الخُضوع لمَصيره
رسَم عَلى مَحياه ابتسَامة باهتةو أخفض رأسه نَحو الاسفل ليغلق عينيه منتظرا الموت الحتمي
مرت ثواني قَليلة حتى سمِع صوت الزنَاد و بَعدها طلقةٌ يليهَا صوت تحَطَم الزُجاج ,صدح في المَكان
لما لم يمُت بعد؟ ا ليس المَوت مُؤلما كما تَخيله.... هَل هذا مَا يُسمونه بالجَنة؟ .... رَفع رأسَه مَرة أخرَى ليفتَح عَينيه ببُطئ مُتفقدًا ذلِك السِرداب المُعتم بعدستيه الفحمية , نفس المكان ... نفس المرآة .... لكن انعكاسه غير موجود هل اختفى هو ايضا؟ ... و اين هي اشلاء الزجاج الذي تحَطم امام مسامعه؟ .... اصبح كل شئ باهتا امامه لم يتبقى شَيئاً في الوجُود سِوى هيكَل تِلك الفَاتنة اليَافعة .... التّي تغرِق في بُحيرة تَفيض مِنها الدِماء جُثة هَامدة لا رُوح فِيها و لا حياة

تجَمدت اوصَاله مِن هَول المَنظر الذّي يَصعَب حتى للبَالغين تَحملهُ , انسَابت دُموعًا سَاخنة من عَينيه و هو يحدق بها بصمت , تدفقت الدماء بقوة الى رأسه لتظهر الصّدمة بملامَحه البَريئة , حاول الاقتِراب مِنها بخُطوات مُترددة و هُو يَقول بنَبرة خَافتة

" لقد ماتت"

استيقَض بفزَع و استقَام مِن سَريره بحَركةٍ مُفاجئة ليجُول بِعينه مُتفقدًا غُرفته التّي يَطغى عَليها اللّون الاسوَد و الطَابع لكلاسِيكي , اخرَج نفسٌا عَميقا مِن ثِغره و اعَاد شَعره الذّي يلتصِق بَجبهتِه من شِدة تعرُقه نَحو الوَراء

انتصَب من مكَانه ناحية الحَمام ليكُون اوَل مَا يفعَله هَو تفقد خزانة الادوِية , اخرَج علبة بيضَاء اللّون ليُحاول افرَاغ تِلك الاقراَص الصَغيرة علَىكفِه الا انَه لم يجِد شَيئا بِها , كَانت فَارغة
لعَن تحَت انفَاسه بسُخط ليَلقي بالعل.بة ارضا بعصبية بالغة

غسل وجهه مرات متتالية و بلل شعره الفحمي لتتسل قطرات المياه الباردة خصلاته الى صدره العضلي العاري , رفع رأسه نحو المرآة ليحدق بإنعكاسه بثبات , لاحظ شحوب وجهه الذي جعله يبدو كشخص يلفظ انفاسه الأخيرة , ليسند ذراعيه على ذلك الحوض الرخامي و يبتسم بجانبية مخاطبا نفسه و كأن شخص آخر بداخله

" مالعنتك ليونيل , هل مازالت تبث الرعب في اوصالك ايها الجبان؟ , لقد توفيت و انتهى الامر... عد الى رشدك و لا تكن مثيرا للشفقة "

استدار عائدا نحو مضجعه , استلقى بجسده الضخم ليغمض عينه لوهلة طلبا للراحة التي لم يشعر بها منذ سنين مضت و كأنه ‏مجرد عقدة تزداد تشابكاً مع مرور الايام , حاول الهروب من ماضيه و كوابيسه بشتى الطرق و السبل لكن الامر لم يجدي نفعا , ما فائدة أن تهرُب مادامت الأشياء تسُكن بداخلك.؟

اخرج تنهدية طويلة من ثغره لعلها تخفف من ثقل صدره , و فتح عينيه تزامنا مع دلوف شخص ما الى غرفته
و من يجرئ على اقتحام غرفة أكثر الرجال خطورة في ايطاليا غير صديقه الاخرق طوني
استقام بجذعه ليغير نظره نحو جهة الباب ليبتسم بسخرية عند لمح ذلك الشاب الوسيم يستند بالجدار واضعا يديه بجيب بنطاله
ِ
ضحك طوني بمرح كعادته جاعلا من اسنانه البيضاء التي اكتسبت لونها من الؤلؤ الصافي تظهر بوضوح و اردف بصوته الاجش

"Surprise Motherfucker"

قالها ليتجه نحو ليونيل و يلقي بنفسه على الاريكة المقابلة له, وضع ساقه اليمنى على اليسرى ثم قال متسائلا

" مالذي كنت تفعله؟"

رفع ليونيل حاجبه و أجاب بنوع من الاستفزاز

-" أكلم نفسي .. ثم يأتي متطفل مثلك و يقاطعنا "

-" اراهن ان نفسك كادت تموت مللا منك يا رجل "

مسح ليونيل وجهه بكفه ,حملق بصديقه بنظرات لا تمت المشاعر بصلة و قال بنفاذ صبر

-"ماللعنة التي تريدها طوني....سلخ مؤخرتك و إطعامها للكلاب؟"

بقي طوني صامتا للحظة و كأنه يتخيل الموقف امامه اطلق صفيرا من ثغر و اسند كوعه ليثبت نفسه عليه و يقول هازلا

" تبدو غاضبا يا رجل؟... لم اعلم ان هرمونات الحمل صعبة الى هذه الدرجة "

زفر بعدم صبر ليدلك جبينه بتعب قائلا

" لا تعبث معي طوني .... لأنني بالكاد اتحكم بأعصابي اللعنية الان"

قضم الاخر شفته السفلية بشكل سطحي غير مبالي بمزاج صديقة و بقي يحدق بصدره العاري الذي يزينه وشم تاج خماسي يبرز مكانته المرموقة في عالم المافيا ليغازله بمزاح

" تبدو فاتنا ... زوجتي"

التقط ليونيل احد الوسائد التي كانت امامه ليقوم برميها على صديقه و يردف ينبرة مشمئزة

" شاذ ...لعين "

امسك الاخر الوسادة بحركة رشيقة و اخرج قهقة صاخبة من ثغره, فهو يعشق استفزاز صديقه البارد كونه الوحيد من يملك الصلاحية لفعل ذلك , لو كان شخصا آخرا لكان مصيره الموت لا محال , هم يتفادون الاقتراب منه او حتى المرور امام رجل بمثل هالته المرعبة فمبالك بالمزاح مع اكثر الرجال خطورة و اشهر بارون مخدارت في أوروبا ....لوسيفر .. الذي لم يستطع احد و حتى الشرطة نفسها , تحديد هويته

قام من مكانه لتظهر وشومه و عضلات بطنه بوضوح و اتجه نحو غرفة ملابسه بخطوات ثابتة , فتح الباب بهدوء واردف بصوت رجولي و لهجة توحي بوقار صاحبها

" مالذي احضرك الى هنا ...طوني ؟"

هو يعرف صديقه حق المعرفة , ليس من عادته زيارة قصر العائلة دون ان يملك امرا مهما او ان صح التعبير ,خطيرا , بجعبته , رسم طوني شبح ابتسامة على ثغره ثم فرك جبينه بتوتر , نظر نحو الواقف امام غرفة ملابسه لوهلة و اردف بنبرة مترددة

" في الواقع....هي لم تخبرك بذلك ...و لكن.."

اختار ليونيل قميصا اسودا حريري مع بنطال من نفس اللون ليجر خطواته نحو سريره واضعا ملابسه التي اقتناها بحذر شديد عليه ثم اجاب بنبرة متسائلة

" هل اكلت القطة لسانك؟"

تنهد طوني بقلة حيلة لينتصب من مكانه متجها نحو صديقه خطى خطوتين ليصبح مقابلا للحمام , حرك عدستيه بشكل عفوي ليلتقط نظره علبة المهدئات ملقيةً على الارض , قطب حاجبيه بقلق و اردف بنبرة جادة

" نفس الكابوس؟"

اكتفى ليونيل بالصمت فلم يعد هناك متسع للكلام أو للتبرير، لا طاقة له في الحديث عن ماضٍ مر وانتهى، فلو وجد في طريقه ما هو أهدأ وأخف من الصمت لفعله دون التفات
تنهد الاخر بقلة حيلة من عناد صديقه و حاله الميؤوس منه, هو على علم بجرحه ‏الذي لا يلتأم ابدا ليس شرطًا أن يجِد دماءه تسيل على جِلده ليعرف معاناة صديقه , ثمّة دماءٌ غير مرئية تغطي الجميع و منهم رفيقه الذي يدعي الصلابة و الثبات
وضع كفه على كتف الاخر ليشد عليه و يردف بقلق ظاهر من نبرة صوته

" عليك ان تزور طبيبك النفسي ..ليون انت...."

لم يكمل كلامه حتى انقض عليه الاخر جاعلا ايه يرتطم بالجدار خلفه شد بقبضته
على عنقه بقوة و قال و هو يصك اسنانه بسخط

" لا اعاني من اي لعنة ..كي ازور طبيب المجانين ذاك ....اياك ان تعيد هذا الكلام امام مسامعي مرة أخرى؟"

لاحظ شعور صديقه بالاختناق , ليبتعد عنه بحركة سريعة متداركا فعلته , لعن نفسه الف مرة داخل عقله بسبب إنفعاله و اشاح بوججه بعيدا بندم ليقول بنبرة خافتة

" لا تتدخل فيما لا يعنيك طوني"

مسد الاخر عنقه بألم و هو يحدق بصديقه بنظرات يملؤها العتاب منذ متى اصبحت اموره لا تعنيه؟
هو صديقه، رفيقه، نصفه، قطعة الليجو الناقصة به، الطعم المفقود على لسانه، اللون الذي يظهر مشرقًا بين الرمادي الذي عاشه , الشخص الوحيد الذي لا يستطيع ولا بأي شكل أن يتخيّل يوم واحد يمرّ دونه
لو خير بين حياته او حياة صديقه سيختار حياة ليون من دون حتى ان يفكر بذلك كيف لا و هو من أخرجه من مستنقع الضلام الذي كان بائسا بأعماقه , اعاد خصلات شعره نحو الوراء متجاهلا الغصة التي تكاد تخنقه و قال بنفس النبرة التي توحي بالجدية

" انا هنا من اجل امر مهم عليك معرفته "

بلل شفتيه بلسانه بإرتباك ليحدق بصديقه بثبات و يكمل

" لقد اقتحم الاخوة ال كابوني مكان عمل لورا ..بالأمس"

توقف ليونيل عن ما كان يفعله ليلتفت نحو صديقه بحركة آلية ضيق عينه محاولا استنباط كلماته التي اخترقت مسامعه كالصاعقة , تقدم نحوه بخطوات هادئة عكس البركان الثائر بداخله و اردف بغضب مكبوت

" اعد ما قلته للتو؟"

ابتلع طوني مابجوفه بتوتر فهو الان سيشد تحول صديقه الى عاصفة تبتلع جميع من يقف بطريقها , فعندما يتعلق الامر بعائلته يصبح وحشا لا يعرف معنى الرحمة ابدا , فرك ارنبة انفه لوهلة و أجاب بتردد

" كما سمعت تماما"

بقي شاردا للحظة ليرسم ابتسامة مختلة على ثغره , ركل الاريكة امامه بقوة لدرجة تحركها , لتتسع ابتسامته شئ فشئ و تصبح قهقة صاخبة تحمل بين طياتها الكثير من السخط و الغضب

" يريد اللعب معي اذا..... ستدفع الثمن غاليا فيجو "

التقط قميصا بشكل عشوائي ليرتديه دون ان يغلق ازراره جاعل من صدره العضلي و وشومه الرائعة تبرز بوضوح , فتح باب غرفته بإنفعال ليخرج منها و يصرخ بأعلى صوت يملكه

" لورا"

لعن طوني تحت انفاسه الف مرة ليحاول اللحاق بصديقه الذي سيزيد من الوضع سوءا امسكه من ذراعه بحركة سريعة محاولا اقافه

" انتظر ليون ......ما ذنبها هي و اللعنة "

حرر الاخر ذراعه من قبضة توني بقوة و التفت نحوه قائلا بغضب مكبوت

"التستر على اعدائنا ....هو اعظم ذنب اقترفته "

رفع اصبعه السبابة بوجهه و اكمل بنبرة تهددية

" اياك ان تقحم نفسك في الامر طوني"

تنهد طوني بقلة حيلة منفذا أوامره وصلا كلاهما الى غرفة الطعام الرئيسية التي كانت عبارة عن غرفة واسعة ذات ارضية رخامية بيضاء تزينها بعض النقوش السوداء لتكسر لونها و تجعله مزيجا راقيا يليق بذوق صاحبه , كانت تنعكس عليه اشعة الشمس المتسللة من ذلك السقف الزجاجي الكاشف , جاعلة من معجزة دافنشي"العشاء الاخير" المعلقة على الجدار الرئيسي تضهر تفاصيل الوانها الزيتية بوضوح

تتوسط الغرفة مائدة كبيرة تحتوي على مزهرية سوداء عتيقة و اواني زجاجية فاخرة ,يحيطها من كلا الجانبين كم كبير من الكراسي المطرزة باللون الذهبي التي كانت كل من لورا و عمته تجلسان على عليها تتناولان فطور الصباح بهدوء , الا انهن انتفضن بذعر فور ارتطام ذلك الباب المصنوع من اجود انواع الخشب الفرنسي , بفعل الثور الهائج الذي دلف الى الداخل بعصبية بالغة مناديا اسم اخته بأعلى صوت يملكه

" لوراا"

-"ليونيل !"

صرحت كلتاهما بصوت واحد لتردف إمرأة تبدو في بداية عقدها الخامس , ذات شعر اسود حريري مصفف بعناية يبرز مدى ذوقها الرفيع و اهتمامها بمظهرها , نحيفة الجسد و هادئة الملامح لم ينقص الكبر شئ من جمالها

" متى عدت بني.... لما لم تخبرنا بمجيئك؟..... مالذي اغضبك هكذا"

" اهلا بعودتك اخي "

اردفت لورا بنبرة خافتة ليحدق بها الاخر بعينين ثاقبتين مجيبا عمته بنوع من الاستفزاز

"و لما قد افعل .. عمتي؟.. لقد اصبح اخفاء الاشياء امرا شائعا في هذه العائلة .... "

ابتسم للورا بشكل مثير للريبة و اكمل بنبرة تنافس الصقيع في برودها

" اليس كذلك أختي ؟"

تجمدت الدماء بعروقها لدرجة احست بها ان الموت يقترب منها, لم تأخذ وقتا كبيرا لتفهم المغزى الحقيقي من سؤاله , ادركت في تلك اللحظة ان اخيها على علم بإقتحام فيجو لمقر عملها و الاسوء من ذلك انه غاضب كالجحيم لإخفائها أمرا خطيرا كهذا عنه
بلعت ما بجوفها بصعوبة لترمش بإرتباك و تردف متلعثمة

" دعني اشرح لك الامر اخي ...كل ما في الامر انني انتظرت مجيئك لأخبرك ...صدقني انا لم انوي اخفاء امرا كهذا عنك"

تقدم نحوها بخطوات صقر يتربص فريسته ليمسكها من ذراعها و يقول بإنفعال

" مالذي اراده ذلك السافل ...مالذي فعله بك تحدثي و اللعنة ..!!

تسللت دمعة يتيمة من عينيها لتأخد مجرها نحو بشرة خدها الصافية نفت برأسها محاولة شرح ما حدث له الا انها انتفضت بفعل صوت رجولي صدح في المكان

" مالذي يحدث هنا بحق الجحيم"

تحدث شاب يبدو في نهاية عقده الثاني , ذو طول فارغ و ملامحا تشبه ملامح ليونيل في حدتها , شعر اسود فحمي و عينين عسليتين تجعلك تبحر في جمالها , فك حاد و ذقن تزينه لحية طفيفة , يترتدي بدلة سوداء انيقة و حذاء كلاسيكي براق صنع من افخم انواع الجلود و ابهضها

تقدم نحو باقي افراد العائلة بخطوات واسعة , ليرمقه ليونيل بنضرات شرزاء لا تفسير لها

" اهلا وسهلا جيوفاني , لقد جئت في الوقت المناسب ....كادت الحفلة ان تنتهي من دونك أخي "

تحدث ليونيل بأسلوب لا يخلو من الفظاظة والسخرية ليعقد جيوفاني حاجبيه بإستنكار و يجيبه بنفس الأسلوب
"
"هل و صلت الى اعلى مرحلة من الجنون ام ماذا؟ "

شعر ليونيل بدمائه تفور داخل عروقه, توجه نحو اخيه بخطوات سريعة ليمسكه من ياقة قميصه بعنف و يردف بلهجة ساخطة

" ما هو دورك في هذه العائلة اللعينه ؟....اخبرني... الست مكلفا بحماية الجميع عند غيابي ؟"

تصنم جيوفاني بمكانه و الدهشة قد دبت بأوصاله لم يسبق ان تعامل معه ليونيل بهذه الطريقة , حتى في اسوء حالته , لطالما كان ينافس الصقيع ببروده و هدوءه المريب فما الامر الخطير الذي جعله يهيج كعاصفة قوية الى هذه الدرجة ؟

"توفقا , مالذي تفعلانه ....ما خطب هذه العائلة بحق يسوع"

تحدث العمة مارتينا بنبرة لا تخلو من الخوف و الارتباك ليتنهد طوني بنفاذ صبر و يتقدم نحوهما بحركة سريعة قصد ابعاد جيوفاني عن قبضة اخيه التي تكاد تقتله , فالتذهب اوامره للجحيم لن يترك هذا الوضع الكارثي يتحول الى مجزرة عائلية دامية....... ليس بوجوده على الاقل !

-"توقفا , حالا"

صرح بها رجل كبير بالسن وسيم الملامح تبدو عليه الصرامة و الجدية, طويل القامة و انيق المظهر , غزى الشيب شعره لكن لم يزده ذلك الا وسامة و هيبة كان يمسك بيمناه يد طفل لا يتجاوز الخامسة من عمره , ذو شعر بني و عينين عسليتين , يرتدي ملابس انيقة تدل على انتمائه لعائلة فاحشة الثراء

ابعد ليونيل قبضته عن اخيه فور دلوف والده الى الغرفة , عاد ادراجه نحو الوراء قليلا ليردف بإحترام

" اهلا بعودتك حضرة الوالد "

"طوني ... خذ فابيو الى الحديقة"

صرح البيرتو ليومئ طوني بإنصياع و يتجه نحو ذلك الطفل الصغير الذي كان يقف امام جده و يشد على بنطاله بإرتباك , جثى بركبته ليصبح بمثل طوله تقريبا , امسك بيده الصغيرة التي ذكره ملمسها الحريري بشخص ترك اثرا عميقا بقلبه , و اردف بنبرة توحي باللطف

" ما رأيك ان نلعب في الحديقة فابيو ؟"

ابتسم الطفل بسعادة ليحرك رأسه اجابيا و يقول بنبرة تعبر ان مدى حماسه

" حسنا ... انت ستقف عاريا امام النفورة ....و انا سأقوم برسمك... اتفقنا؟"

رفع طوني حاجبه بإستنكار لأفكار ذلك الصغير الغريبة , حمله بين احضانه و اجاب بلطف

-" سيغمى عليك من هول المنظر صدقني ... دعك من هذه الفكرة .... ما رأيك ان أعلمك طريقة جديدة تجعل جميع الفتيات تقعن في حبك

- "فكرة سيئة... لقد وقعن بشباكيي منذ اول يوم لي في المدرسة "

-تقدم البيرتو نحو طاولة الطعام ليجلس بالكرسي الرئيسي للطاولة , كانت تنبعث منه هالة غير عادية من الكبرياء و الكاريزما جاعلة من الجميع يخضعون له بإحترام و انصياع , من يراه للوهلة الاولى سيفهم من اين اكتسب ليونيل تلك الهيبة و الهالة المخيفة التي يمتميز بها

" ليجلس الجميع "

انصاع الجميع لأوامره ليهمو بالجلوس في اماكنهم دون تردد , اسند الاب كوعيه على الطاولة و اردف بهدوء

" ماسبب هذه الفوضى؟"

-"لقد اقتحم الاخوة ال كابوني مكان عملي البارحة "

صرحت لورا بنبرة متوترة ليضرب جيوفاني بيده على الطاولة قائلا بإنفعال

-" كيف لك ان تخفي امرا كهذا لورا؟"

-" اصمت ,دعها تكمل كلامها"

امر البيرتو بنبرة صارمة

-"جاء كلاهما للبحث عن شخص يدعى بيببي غريلو.... اخبرني كارلوس انه تعرض للاختطاف... واخي نفسه من كان وراء ذلك"

قالتها لتبلع مابجوفها بصعوبة و هي تحدق بذلك الذي يجلس بجمود قبالتها لاحظ ليونيل نظراتها المليئة بالندم و الاسف نحوه ليشيح وجهه بعيدا ببرود و يردف بسخرية لاذعة

-" انا لم أقم بإختطافه لست بتلك الوحشية فلا تسيئو الظن بي ...هكذا!"

- مالذي فعلته به اذا؟

وجه البيرتو سؤاله لإبنه لتتأجج مقلتيه ببريق متوحش و تتغير سماته الى اخرى مخيفة ترعب الناظرين اليه , اظلمت عيناه فجأة و رسم ابتسامته المختلة على ثغره ليقول بجفاء

" ارسلته الى مكانه الاصلي ... الجحيم"

قطب البيرتو حاجبيه بغير رضى محدقا بإبنه الأكبر بصمت , اسند نفسه على كرسيه بجبروت ثم نطق بصوت رزين

" من يكون بيبي غريلو هذا ؟"

قام ليونيل من مكانه بهدوء ليلقى نظرة آخيرة على اخته التي كانت تقضم شفتيها و تلعب بأنمالها بتوتر , شعر بنوع من الندم على انفعاله فهو يحبها لدرجة لا يكمن للمرء تصورها ففكرة انها قد تعرضت للاهانة امام عدوه اللدود و تسترها عليه, تجعله يفقد السيطرة على نفسه و افعاله , برغم من قسوته و بروده الذي ينافس الصقيع الا انه مستعد للموت من أجلها فهو اكثر الاشخاص اهتماما و حبا لها بين الجميع , حمحمم ليشيح بنظره بعيدا ,اشار بيده نحو جيوفاني ليجيب والده قائلا

-" سيخبرك عديم الفائدة هذا ....هو على علم بالتفاصيل"

-" من تقصد بعديم الفائدة يا عديم المشاعر؟"

زمجر جيوفاني بحنق ليصرح بنبرة مرتفعة و غاضبة تجاهله الاخر ببرود كعادته و اتخذ جناحه وجهة له ليغادر القاعة بخطوات واثقة , فهالة السكون التي كانت تحيط به ليست سوى مرحلة لتفكير و التخطيط عن ما سيفعله بخطوته القادمة , هو لن يترك الامر يمر بتلك السهولة ابدا , فالجميع على علم بما قد يستطيع فعله , عائلته حدود حمراء الغبي فقط من يتجرأ على تجاوزها , ليقدم دمائه المدنسة قربانا لشيطان لا يعرف معنى الرحمة

وجه البيرتو نظره نحو هيكل ابنه الذي بات يختفي شئ فشئ , تنهد بقلة حيلة كونه على علم بالافكار الدموية التي باتت تجول بذهن فلذة كبده , فهو كابوس لا يفارق من يقترب منه حتى يشبع عطشه بدمائهم القذرة

حمحم لوهلة اردف بأعلى صوته
مخاطبا اياه بنبرته الواثقة

"‏لا يمكنك أن ترى صورتك في الماء وهو يغلي ليونيل
انتظر حتى تهدأ ثم أعط قرارك كي لا تندم !"


أومئ موافقا كلام والده و جر قدميه نحو الاعلى بخطوات واثقة ‏وسكون مريب

-" انا انتظر اجابة منك جيفواني "

وجه البيرتو كلامه نحو ابنه الأصغر و هو يحاول الحفاظ على وقاره قدر المستطاع , فرك جيوفاني ارنبة انفه لوهلة ثم اردف بنوع من الجدية

-" لقد ارسل كارلوس ذلك النكرة ليبيع بضاعة من نوعية رديئة بإسم لوسيفر قصد تشويه سمعة مجموعتنا في السوق السوداء .... ارى ان ال كابوني يلعبون بقذراة ابي"

-" هل يظنون ان اللعب بهذه الطريقة سيجعلني اتراجع عن محاولاتي بإسترجاع الشركة... لقد انشأتها بكل قطرة من عرقي و دمائي .... سأسترجع اسمهمي حتى لو كلفني ذلك حياتي.....الجميع يعلم انني اولى بها منذ وفاة انطونيو و زوجته سيلينا"

صرح البيرتو بنار تشتعل من السخط و الغضب ليتقدم منه ابنه و يربت على كتفه قصد التخفيف عنه قائلا

" لا تنسى القاعدة الثابة لآل دي ماريا ابي ..... اذا اردنا شيئا سنحصل عليه حتى لو استدعى ذلك اختراق بعض الحدود"

~~~~~~~~~~~~

كان طوني جالسا بأحد المقاعد بحديقة القصر الكبيرة التي تتوسطها نفورة رخامية بها تمثال لإمرأة عارية من العهد اليوناني تحمل جرة تنسكب المياه منها بغزراة على علو بسيط

بقي يحدق بهاتفه الذي كان بين يديه و يدقق النظر بتلك الصورة الموجودة به بتمعن ..... كانت لفتاة شقراء ذات ملامح هادئة تبعث السلام لمن ينظر لها , تملك ابتسامة مشرقة و عينان واسعتان كلوحة فنية ضاعت فيها الريشة وغِرقَ الرسام ببحر جمالها

لا يستطيع انكار مدى اشتياقه لها , تلك التي لا تكفي حروفه لوصفها .... لم يسبق له ان راى شيئا اكثر ثباتا منها في أعماقه ....تماما كنص قدسي لا اختلال فيه او كقانون لا تسقطه البراهين .... الكون اجمعه مسير للتغيير ...عدى المشاعر التي تخالجه بقربها

كيف له ان يكون بهذا الانقسام , داخله يكاد يتمزق من الوجع , لكن قلبه يرفرف بسعادة لا توصف فقط برؤيته لوجهها الذي ابدع الخالق في رسمه

اخرج تنهيدة طويلةتحتاج لأربع رئات من ثغر ليردف بنبرة تعبر عن مدى الانكسار الذي طغى بداخله "

"‏أهربُ منك ،
فيهربُ مني قلبي إليك بيلا !

-" انها حقا فاتنة يا رجل ...هل تملك المزيد من الصور لها ؟"

انتفض طوني من مكانه ليخفي هاتفه بعيدا فور سماع ذلك الصوت الرجولي الذي يعرف صاحبه جيدا

" مالعنتك ستيفان!!!"

أجاب بإنفعال ليلتفت نحوه بحركة سريعة
كان يبدو شابا في منتصف العشرينات طويل القامة ذو جسم عضلي و بشرة بيضاء صافية , كان اشقرا عكس عائلة ال دي ماريا , يملك عينين تنافسان الزمرد فإخضرارها , انف مسلول و فك حاد رجولي , ابتسامة فاتنة و كأنه احد اشهر الممثلين في هولييود , أكثر ما يميزه تلك الوشوم المتنوعة التي تغطي ذراعه الايمن بأكمله و جزءا من عنقه جاعلة منه يصرخ
رجولة و وسامة

يرتدي بنطالا من الجينز الاسود فقط , عاري الصدر يحمل سترته الجلدية بيده الحرة , اما يده الأخرى فكان يضعها بجيب بنطاله بينما كان يحدق بطوني بعينين ضيقتين تعبران عن الريبة

- " لما ارتبكت هكذا؟"

-" منذ متى و انت هنا ؟.... و لما انت عاري الصدر في هذا الجو البارد....هل انت انسان ام بطريق "

فرك ستيفان مؤخرة رأسه ليلاحظ طريقة اخفاء طوني لهاتفه ابتسم بجانبية ثم اجاب ببساطة

" لقد استفرغت عليه احدى الفتيات في حفلة البارحة

شرد للحظة ليعقد حاجببه و كأن فكرة في غاية الاهمية داهمت عقله ,ثم اعاد نظره نحو طوني موجه سؤاله

" هل تمتلك البطريق مؤخرة؟"

كمش طوني ملامحه بتقزز لتخليه منظر الاستفراغ , ثم زم شفتيه متصنعا التفكير بسؤال صديقه

" سؤال وجيه ....تجرد من بنطالك و تفقد نفسك في المرآة "

-لقد فعلت ذلك مرة ... صدقني و احزر ماذا وجدت؟"

فتح طوني عينيه مترقبا اجابة الاخر بنفاذ صبر ليضح ستيفان يده على كتف طوني و يتحدث بأسلوب درامي و كأنهما في وضع ملحمي

" انها مشقوقة لنصفين"

وضع الاخر كفه على ثغره بصدمة كبيرة , نفى برأسه مستنكرا لما سمعه ليجيب بنبرة يطغى عليها الحزن المصطنع

" ارجوك لا تقلها ...هذا غير ممكن.... انت تحتظر ستيفان "

كان كلاهما منغمسا بذلك المشهد الدرامي بكل ما يملكانه من احاسيس جياشة , الى ان شعر طوني بإصبع صغير ينقر على ساقه بهدوء
القى نظرة نحو الاسفل لوهلة ليجد فابيو واقفا بحجمه الصغير امامه و هو يحمل بين يديه ورقة بيضاء مطوية رفع ذراعه الصغيرة نحوه ليمنحه اياها وا بتسم بمرح قائلا

" لقد قمت برسمك انت و العم ستيفان "

اخذ طوني الورقة منه ليتمعن بمحتواها عقد حاجبيه بإستغراب و انحنى بجدعه نحو الطفل فابيو ليردف متسائلا

" لم افهم فابيو ...ما علاقة هذين المهرجين بنا انا و ستيفان"

زم فابيو شفتيه لوهلة ثم اجابه ببساطة

"لأنكما مهرجان بالفعل"

انهى جملته تلك, ليحدق كل من طوني و ستيفان ببعضهما البعض و الحيرة و الاحراج طاغيان على ملامح وجههما , فرك طوني ارنبة انفه ليبتسم بتكلف و يقول

" هل قام هذا الكائن الصغير بقصفنا للتو؟"

تنهد ستيفان بأسى ليحرك رأسه ايجابيا ثم اردف متسائلا و هو يحدق بالفراغ

-" ما هي الإشياء التي كانت غالية و اصبحت رخيصة..؟

-" القنب الهندي"

اجاب طوني بشكل فوري كونه يعرف الاجابة جيدا لينفي ستيفان برأسه و يقول

" كرامتنا .. يا صاح"

~~~~~~~~~~~~~~~~~

دلفت أنجليكا نحو غرفة بيلا بهدوء لتجر بخطواتها نحو مضجعها و تجلس بقربها , تأملت ملامح وجهها الحزينة بحسرة و مدت يدها نحوها لتمسح تلك الدموع التي تسللت من عينها

" كفى بكاء بيلا ... هو لا يستحق كل هذا الحزن عليه ...هل نسيتي ما فعله بك ؟"

-"لا يمكنني انكار كرهي له ... لكنني لم اتمنى له الموت يوما... اشعر انني داخل كابوس مخيف أنجل"

شهقة هربت من ثغر بيلا ,لتتنهد أنجليكا بأسى على حال صديقتها المقربة فهي حساسة جدا تتأثر بكل من حولها بسهولة بسبب رقتها التي تنافس الورود , ‏ تشبه الأشياء الأكثر رقة كقصيدة عذبة يزهر الكون في تفاصيلها . , ضمتها نحو صدرها الدافئ لتمسد شعرها بحنان و تقول

-" ليت الجميع بمثل نقاء قلبك بيلا "

-" من يستطيع ارتكاب هذا الفعل الشنيع أنجل...الم تجد الشرطة الفاعل بعد؟"

قالتها لتتشبث بها و تتمسك بحضنها بينما كانت دموعها تسيل كنهر جاري من عينيها المحمرتين

" نفت أنجليكا برأسها و نظرت نحو الفراغ لتجيبها بسرحان

" لم يتم إيجاد اي اثر له"

انهت جملتها ليرن هاتفها و يصدح صوته في ارجاء الغرفة , تفقدت الشاشة لوهلة لتجده رقما دوليا غير مدون بقائمة الاسماء, من سيتصل بها في هذا الوقت و من دولة اخرى غير روسيا ؟, قطبت حاجبيها بإستغراب لتستأذن من بيلا و تتحرك من السرير ومتجهة نحو الشرفة اسند نفسها على الصور المطل على الحديقة و اجابت على الاتصال بلكنة إنجليزية متقنة

-" من معي؟"

" ‏ شخص اضاع وجهته ‏ في عينيك, اتصل عله يجد ضالته بين ثنايا صوتكِ"

كلمة واحدة منه كانت كافية لتتعرف على لكنته المميزة التي جعلت من قلبها ينبض بعنف داخل صدرها , كيف لا و لصوته أثر الوشاح الذي يلّتف ‏على قشعريرة الجسد ويُدفئ صقيعه
ابعدت الهاتف بمسافة صغيرة لتأخذ نفسا عميق محاولة استجماع شجاعتها حمحمت بخفة قصد تحسين صوتها , و اعادت الهاتف نحوها قائلة

" اتمنى ان يكون سبب اتصالك مقنعا بما فيه الكفاية ... ليس لدي الوقت الكافي لسماع ترهات لا معنى لها"

تدهشه براعتها في تقمص الفتاة الصنديدة التي لا تهزها كلماته المعسولة , هكذا هي كتاب مغلق لا يسهل على العابرين قراءته لانها تعلمت جيدا ما يعنيه ان تكون كتابا مفتوحا... يدقق في تفاصيله العابثين و يمزقون منه اهم الاجزاء و اثمنها .
هذا ما يجعلها مثيرة للاهتمام لا يقرأها سوى من كان جديرا بالتعمق بتفاصيلها

امسك قلبه بشكل درامي و كأنه تأثر بكلامتها اللاذعة كسم الافعى و علق قائلا بصوته الرجولي

-" كرائحة مخابز في انف فقير , انت شهية و قاسية"

-" سأسئلك للمرة الاخيرة .. مالذي تريده مني؟"

قالتها بنبرة هادئة مبطنة بالتهديد
ليحاول كبت قهقته على نبرتها اللطيفة حفاضا على جبروته و هيبته , حدق بكأس الويسكي الذي كان يحمله بين يديه بنظرات خالية من المشاعر ثم اردف متسائلا

" هل لي بسؤال بسيط؟

-"انا في الاستماع"

اجابت ببرود

-"لما تستمرين بالظهور امامي ؟

رفعت حاجبها بإستنكار لسؤاله الغريب , كيف ستظهر امامه و هو في بلد يبعد عنها بآلاف الكيلومترات هل هو تحت تأثير الشراب ام ماذا ؟ تسائلت داخل عقلها لتقول بإستفسار

" مالذي تقصده بكلامك؟"

-ألقاكِ أمامي حيثما التفتّ..اثناء عملي، في فترة راحتي...
أراكِ في كأسي إذا شربت أراكِ في حزني اذا حزنت ....أخبرني بحق السماء.....هل هذه علامة بأنني فتنت؟"

القى كلامته دفعة واحدة ليخفق قلبها بقوة و كأنها الخفقة الاولى التي تعيدها للحياة او بعبارة اخرى كلماته تلك جعلتها تشعر و كأنها ولدت من جديد , في زمن جديد , بعيدا كل البعد عن مخاوفها التي تحاصرها بسرداب حياتها المعتم
كيف لكلمة واحدة منه ان تجعلها بذلك التوتر و الارتباك تمنحها شعورا حلوا لا مثيل له و شعورا مرعبا يمنعها من الاقتراب أكثر , جميعنا نخاف من فقدان الاشياء الا هي .. تخاف ان تعتاد عليها

تجاهلت كم الفرشات التي كانت ترفرف بداخلها و شدت كم سترة الصوف خاصتها بتوتر لتردف بنبرة ثابة توحي بالجفاء

" بت افهم قصدك الان سيد ليون ...و المطلوب مني؟"

استنشق سجارته ليخرج دخانها من ثغره و انفه ثم اغمض عينيه منتشيا بسمها ليقول بلهجة يطغى عليها الجبروت و الثقة

" اما ان تخرجي من عقلي او ان ادخل انا الى حياتك"

رفعت حاجبيها بإستنكار لما سمعته كيف له ان يكون صريحا هكذا دون ان يفكر بعواقب كلماته ؟, اسندت كفها العاري على سور الشرفة و هي تحدق بالمسبح الذي يتوسط الحديقة الخلفيه و قالت بنبرة لا تخلو من الرسمية

-" لست من تتحكم بعقلك و افكارك سيد ليون ...فهذا الامر عائد اليك "

-" فتاتي ... الذكية"

اجابها ليرسم على وجهه ابتسامة جانبية و اكمل

-"هذا يعني انه لم يتبقى سوى خيار واحد ....ان ادخل الى حياتك"

بقيت صامتة لبعض الوقت تفكر في الكلام الذي سينهي هذا النقاش العقيم رفعت رأسها لتقابلها تلك السماء الملبدة بالغيوم ادخلت كما لابأس به من الهواء برئتيها و اردفت بنوع من الحدة

" دعني اذكرك انه الخيار الوحيد الذي يمكنني التحكم به و الاجابة هي لا .......انا فارغة تمام وليس لدي ما أقدمه من أجل أن تدوم علاقتي بأحد ، وبإمكانك اخذ هذا الكلام كسبب كافٍ للابتعاد عني!"

لف حول نفسه بكرسيه الدوار ليصبح مقابلا للوحة ضخمة تتوسط جدار مكتبه, تطغى عليها الوان مائية سوداء و بيضاء تجسد شيطانا ذو اجنحة سوداء يحمل بين ذراعيه فتاة فاتنة يميزها شعرها الطويل الحريري , تردي ثوبا ابيضا يغطي معضم مفاتن جسدها ...تلك هي تمارا بطلة رواية روسية جسدت في لوحة للفنان الروسي كونستانتين ماكوفس
المعروفة بلوحة " تمارا و الشيطان"

رسم تلك الابتسامة الشيطانية و الفاتنة بوجهه تحسس ذقنه الملتحي و قال بصريح العبارة

-" لن أخذ كلامك هذا بجدية ...لانك في الاخير ستقعين في شباكي و لن ينبض قلبك الا لأجلي ....تذكري كلامي هذا جيدا "

-" سيحدث ذلك بالتأكيد ...لكن في حالة واحدة فقط ...عندما يتجمد الجحيم "

اغقلت الخط بشكل سريع لتلعنه بجميع الشتائم التي بادرت ذهنها باتت تعلم الان انه مختل يعاني من جنون العضمة
ضربت الارضية بقدمها تستنكر ضربات قلبها المتسارعة لتردف بلهجة ساخطة

" انا اكرهك ايها المتعجرف النرجسي .. افضل الموت عذراء على الارتباط بمختل مثلك"

فتحت باب الشرفة لتدلف نحو غرفة بيلا الا انها استغرب لعدم وجودها بمضجعها , خرجت من الغرفة ناحية الطابق السفلي لتتجمد اوصالها عندما لمحهت هيكل رجال يرتدون ملابس للشرطة يملؤون المكان
تقدمت بخطوات سريعة نحو الواقفين بوسط الردهة الرئيسية و اردفت بنبرة متسائلة

" مالذي تفعله الشرطة بمنزلنا؟"

التفت نحوها الجميع و من بينهم رجلا يرتدي ملابس عادية
لتقدم منها بخطوات واثقة و هو يخرج شارته من جيب سترته يردف بنبرة رسمية

"معك قائد الضباط كيريل ميخالوف
انا هنا بأمر من اللواء الاعلى لإلقاء القبض على المدعوة بيلا سوكولوف "

~~~~~~~~~~~~~~

انتصب من مكانه ليقف بشموخ امام لوحة تمارا و الشيطان المعلقة بالجدار المقابل له ,جال بعينيه على تفاصيلها الآخذة للعقول ليتلمس اطارها بأنامل يده الحرة ببطئ شديد و يردف بسرحان

" ستكونين تامارا خاصتي عاجلا ام عاجلا ....هذا وعد من الشيطان شخصيا "

اغمض عينيه متخيلا جمالها الاخاذ للعقول ... الذي في وصفه حارت الكلمات , فلا جمال بعد جمال ملامحها يوصف

ثم فتح عينيه و نفث سم تبغه من فمه تزامنا مع دلوف طوني الى مكتبه و هو يقول بحزم

" لقد القينا القبض عليه.....انه في المستودع "

رسم ابتسامة شيطانية بثغره ليأخذ رشفة أخيرة من كأس الويسكي خاصته , اخذ مسدسه الذي نقش عليه اول احرف اسمه من احد الادراج و التقط سترة بذلته التي تنافس اليل في سوادها , ليخرج من ذلك القصر الملكي بخطوات واثقة و جبروت طاغي , متجاوزا رجاله المسلحين الواقفين بأهبة و استعداد امام سيارتهم السوداء الفخمة , ليخفضو اسلحتهم بخضوع احتراما لسيدهم لوسيفر اكثر رجال المافيا وحشية في ايطاليا

يتبع........

رأيكم في البارت ؟

رأيكم في الشخصيات الجديدة ؟

شخصيتكم المفضله؟

الغني عن التعريف ليونيل دي ماريا

محبوب الجماهير طوني رومانيو

ستيفان

جيوفاني دي ماريا

Continue Reading

You'll Also Like

13.6K 699 19
شفتك وضاع الكلام ضيعت حتى الغزل
26K 61 3
كل يوم قصه شكل
11.2K 724 14
«كانت الطفولة براءة مفقودة .. والسعادة تبخرت مع دموع الحزن .. في يومٍ مظلم، انقطعت أواصر الأمان بقسوة .. حيث اختفت الضحكات وتبددت الأحلام .. لم تكن ه...