فارسي الأجنبي ( من عالم آخر ٢)

By La_viiittta

857K 84.9K 10.2K

هو ليس بصاحب الشركات و الإمبراطوريات.. وليس من أشهر رجال الأعمال.. بل فارس بسيط يعمل في احدي المزارع الخاصه ب... More

الشخصيات +المواعيد
الأول
الثاني
الثالث
الرابع
الخامس
السادس
السابع
الثامن
التاسع
العاشر
إقتباسات من الاحداث القادمة
الحادي عشر
الثاني عشر ج1
الثاني عشر الجزء 2
الثالث عشر
الرابع عشر
الخامس عشر
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر ج1
الثامن عشر ج2
سؤال؟ ❤️❤️
التاسع عشر
العشرون
الحادي وعشرون
الثاني و العشرون
توضيح مهم جداااا❤️❤️🔥
الثالث و العشرون ج1
الثالث و العشرون ج2
الرابع و عشرون
الخامس و العشرون
السادس و عشرون ج1
مفاجأة 💃❤️
اعتذار
السادس و عشرون ج2
السابع و عشرون
الثامن و عشرون
التاسع و عشرون
لقاء ❤️❤️❤️
التاسع و عشرون ج2
الثلاثون
الحادي و الثلاثون
الثاني و الثلاثون
الثالث و ثلاثون
الرابع و الثلاثون
الخامس و الثلاثون
السادس و الثلاثون
السابع و الثلاثون
الثامن و الثلاثون
الرواية الجديدة
الخاتمة
ال41 ( فصل إضافي)
ال42 ( فصل إضافي)
ال43( فصل إضافي)
كلمتين مهمين جدا جدا🥺🙈
ال44( فصل إضافي)
ال45( فصل إضافي)
مساء الخير ❤️
ال46(فصل إضافي)
ال47 ( فصل إضافي)
ال48 (فصل إضافي)
ال49 ( فصل إضافي)
شكرا ❤️🥺
ال٥٠ ( النهاية)
رواية جديدة
حلقة خاصة( أريان & زينب) 1
حلقة خاصة 2( يامن، مهاب )
صُهيب ولين ❤️💃
حلقه خاصه3

التاسع و الثلاثون و الاخير

14.4K 1.5K 250
By La_viiittta


ده مش الاخير الاخير... فيه خاتمة و حلقات إضافية ان شاء الله في العيد هتنزل...
___________________________

بعد مرور ثلاثة أشهر.......
.............
في نهاية يوم عرفة....
................

حركت رقبتها يمينا و يسار متمتمه بالسلام ... تنهي صلاتها..

ثم رفعت كفيها مغمغه بدعاء صادق نابع من قلب عاشق...وعيون لامعة بثقة في الخالق عز وجل...فليس أمامها غير الدعاء..

الدعاء وحده هو القادر علي تحقيق الأمنيات المستحيلة..

فجميعنا اقدارنا مكتوبة منذ اول نبضة لقلوبنا في الأرحام... تتوالى الايام و تبدأ الامنيات و الآمال في الظهور البعض يكون مقدر و تتحقق و الأخر تكون مجرد امنيات في الاذهان

و لكن بعض الأمنيات تكن بمثابة إكسير الحياة لنا.. بدونها تغرق أرواحنا.. و نفقد شغفنا بالحياة ونصبح مجرد أجساد لحم و دماء بدون أي أمل أو طموح في الحياة و ينتظر الجسد التاريخ الذي سيدفن به
......

ولكن المولى عز وجل رزقنا ب" الدعاء" ...
: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}

هكذا قال المولي عز وجل...

فأخذت تتلمس أي شئ يقربها منه.. و اصبحت تدعو الله منذ ذلك اليوم الذي أيقنت من عشقة لها.. فاخذت تدعوا في كل صلاة.. وتقيم الليل و تخرج الصدقات.. حتي يستجيب دعائها...

_ يارب أصلح حالة و غيره لأحسن حال ترضاه يارب العالمين.. يارب اجمعنا في حلالك يارب.. عوضة خير يارب.. امحي كل ذكرة وحشة من عقلة و كل ألم من قلبه و طهره و اغسلة من ذنوبه يا الله.. ورده  لك رداً جميلاً..

مسحت تلك الدمعة التي فرت من عينيها... وهي تدعي الله بقلبها قبل لسانها.. وهناك الكثير من الكلمات التي لم تستطيع البوح بها.. فيطلع عليها المولى في فؤادها...

اغمضت عينيها بقوة وهي تتخيل اليوم الذي ستري فيه امنيتها المستحيلة الوردية متحقق أمامها وهي تزف له عروس...

منذ ذلك اليوم الذي علمت بسفرة.. وقد اصابها حالة انفصال عن الواقع... جسد يتحرك و روح ساكنة...
كانت هادئة منزوية طوال الوقت..

حتي جاء اليوم الذي كانت تدخل ل جدتها بعدما أرسلت لها...

عودة لما قبل ثلاثة أشهر...
..............
.......
...
.

فوجدتها تتحدث معه إتصال مرئي.. وقفت على إطار الباب وليس بإرادتها فقط تجمد جسدها حينما تسلل صوتة الاجش الي قلبها ف روا ظمأ شوقها..

.وعاد قلبها لصخبه و نبضة من جديد...
فأخذ يضرب في صدرها بعنف تلك الضربات التي تدغدغ مشاعرها...

ولكن عم الصمت فجأة و توقف قلبها حينما سمعت إسمها يصدر من سماعات الهاتف بنبرته الرجولية الأسرة ..

( نوري كيف حال زينب..؟)

دوي صوت مفرقعات نارية داخلها... فأحدث فوضي عارمة في مشاعرها...

حاولت السيطرة علي إرتجاف قلبها و اخذت تنصت بإهتمام

ردت نوريتا بحزن
( عزيزتي زينب في حالة سيئة جدا.. و سمعت ان هناك خاطب سيأتي لها في عيدهم و إبراهيم موا....

لم تكمل بسبب نبرة الاخر المرعبة و التي حملت في طياتها العديد من التهديد و الوعيد...

( ماذا نوريتا..!!! زينب لي وحدي هل فهمتي.. إفعلي اي شئ انتي و هنري و أبعدا هذا ال*** حتي لا أكسر عنقه في قبضتي..)

إتسعت بسمة نوريتا ولم تعباء بتلك الثبة الوقحة..
( حسنا.. لا تقلق اعتبره لم يظهر في حياتنا.. ها أخبرني متي ستأتي..؟؟)

غمغم بلهجة مرهقه بعدما زفر بتعب

( لا أعلم نوري.. أشعر بالضياع.. ولا أجد ذاتي.. لا أعرف من أكون هل انا أريان أم إيثان أم ماسيو..؟؟ أريد العودة بشدة ل أريان ولكن شخصية ماسيو اللامبالية تسيطر على..
و أحيانا تظهر شخصية إيثان وقت غضبي.. حقا تعبت أشعر بالانهاك الشديد.. و انا أروض وحوشي الداخلية... أريد أن أكون الشخص الجدير ب زينب الذي يستحقها... فهي تستحق كل السعادة..
و أريد بناء أسرة صغيرة دافئة معها تعوضني عما ضاع من عمري.......)

أصبحت قدميها كالهلام بدون اي أعصاب فلم تقوي علي الصمود واقفه اكثر من ذلك ... وضعت كفها على فمها تمنع شهقتها.. بينما دموعها تسيل علي وجنتيها بغزاره..

تحركت تجر قدميها و مازالت تحت تأثير الصدمة لا تصدق أنه سيتغير من أجلها.. سيهذب روحه المتمرده و يروض جموح شخصياته... من أجلها هي.. يريد بيت دافئ معها هي.. يريد أطفاله من رحمها..

كانت الصدمة شديدة...مع ما تعانيه طوال الفترة الماضية.. فكانت ف حاجة ماسة للإنفصال عن الوقاع لبضع ساعات وربما ل أيام...

دخلت غرفتها بإنهاك و تمددت علي الفراش... وبمجرد ان اغلقت جفنيها ذهبت في ثبات عميق

عودة للواقع ..
............
...

فاقت من شرودها وهي تبتسم بسمة باهتة...
اخذت نفس طويل مغمغة لذاتها بتشجيع

" هانت يا زينب.. اكيد هو محتاج وقت.. اي ياعني مر تلت شهور.. أكيد التلت شهور دول مش هيلحق يلملم جروح سنين... اصبري اصبري وان شاء الله خير و ربنا هيتقبل دعائي.. بس هو وحشني اوي... اعرف بس هو فين"

اغمضت عينيها بضيق شديد.. تريد معرفة أين هو وفي اي دولة وماذا يفعل.. وكيف أصبح وهل تحسن..؟
الكثير من الأسئلة تدور في رأسها منذ أيام حينما طالت غيبته..
تنهدت بتعب..
______________________

لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ

كانت تترد تلك الكلمات التي تلقي السكينة و الطمئنينة في القلوب تلقائياً بأصوات مختلطة اللهجات بنبرات خاشعة تخرج من القلب فتصيب القلوب...

في أطهر بقاع الأرض
في الحرم المكي..

صاحت سيدة كهل واهنة تبدو وحيدة من الأهل في هذا المكان المبارك..

منادية علي هذا الشاب الذي يتحرك أمامها بطولة الفارع يرتدي جلباب أبيض حليق الرأس ...
: لو سمحت يابني.. لو سمحت..

إلتفت لها الشاب ناظر لها بزرقاوتية و وجهة يشع نورا و بهائاً...

متسأل ببسمة جميلة مشرقة.. جعلت السيدة تبتسم تلقائياً
_ نعم يا أمي... محتاجة مساعدة؟

ضحكت السيدة بخفه.. مردفه بعفوية..
: والله فكرتك أجنبي.. متوقعتش تطلع مصري..

إبتسم لها بمودة..

فاردفت الاخري ببسمة بشوشة..
_ قولي يا حبيبي فين الطريق لمزدلفة أصلي شكلي توهت من الكفيل..

اقترب منها بهدوء متمتم بنبرة صادقة..
: ولايهمك هنلاقيه.. بس وريني الكرت ده..

قالها وهو يمد يده لذلك الكرت المعلق في رقبتها.. فناولته له.. فأمسكة وقراء ما عليه سريعا.. ثم تلفت حولة يبحث عن الجماعة الخاصة بالسيدة..

ثم اشار سريعا في إحدي الاتجاهات جينما رأي شارة تميزهم و توجد  نسخة منها مع السيدة

فنظر لها ببسمة وهو يتمتم بلهجة مزاحة
_ يخسارة.. أهناك أهم..

ردت عليه بعبوس
: خسارة.!! خسارة ليه يابني..؟

غمز بعينيه مردف بشقاوة..
_ ملحقتش اقف شوية مع القمر..

قهقهت العجوز بسعادة.. ثم تمتمت بدعاء ومحبة صادقة تولدت في قلبها تلقائياً لهذا الشاب
: حبيبي ربنا يسعدك و يحفظك لشبابك و يريح قلبك..

وضع يده علي قلبة بتأثر مرح..
_ اه اهي هي دي الدعوات..

مال عليها مردف بلهجة صبيانية..
_ بقولك اي.. ادعيلي اتجوز البت زينب كمان..

عبست السيدة بلطافة.. ثم ضربته بقبضتها علي صدرة..
: اه يا خاين.. بتقولها في وشي بعد ما سرقت قلبي عاوز تتجوز زينب..

قهقه بشدة بضحكات رجولية أسرة.. فلم يكن يوماً بهذه الانطلاقة وهذا  الإشراق...

فرفع ذراعه حتي تضع ذراعها به  وهو يغمغم بمرح..
_ لا غيرة من دلوقتي مش عاوزة.. انا عاوزكم تتعودو على بعض لاني هكملكم اربعة ان شاء الله.. يلا نروح للجماعة بتاعتك.

توسعت عين العجوز بصدمة مصطنعة وهي تتمسك ب ذراعة العضلي القوي حتي تستند عليه
مغمغمه بفم ملوي..
: انت طلعت منهم..صحيح الحلو مابيكملش

قهقه بخفه.. فتسألت وهي تتحرك جانبه بخطوات بطيئة واهنة وترمق جلبابة الأبيض بتفحص
: انت بتشتغل هنا ولا جاي تعمل عمرة..؟

تحدث بخفوت وبسمة شاردة علي ملامحة المسترخية أخيرا بعد العبوس و الصلابة التي كانا يلازماه..
_ انا جاي هنا اتعالج..

نظرت له بعاطفة اموية وعيون متأثرة
: إسم الله عليك يابني.. بعد الشر عنك يا حبيبي و يحفظك لشبابك.. عندك اي يا بني..؟

إبتسم بخفه وهو يربت علي كفها المتعرق..
_ الحمد لله علي كل حال.. المهم اني كويس دلوقتى ادعيلي بقا إن ربنا يشفيني خالص..

اخذت تتمتم له بسيل من الأدعية بنبرة صادقة...
اردفت سريعا كإنها تذكرت شئ

: صحيح طالما انت هنا ليه ما حجتش يابني..؟؟ ده الحج اللهم صل على النبي حاجة تشرح القلب وربنا بيدك القوة كدا إنك تحج وماتحسش بأي تعب..

غمغم بلهجة صادقة.. و نبرة عاشقة نابعة من قلب وُلد كي يحب فقط. 
_ انا عملت أكتر من عمرة.. إنما الحج علشان هو مره واحدة في العمر بس...فحابب إني أدي الركن ده مع زينب إن شاء الله لما نتجوز وهي حلالي.. ف أجلته.

إبتسمت له بإتساع وهي ترمقه بشقاوة..
: يابختك يا زينب..

قهقه بشدة...
فتسألت سريعا حينما وصولوا للفوج الخاص بها..
: صحيح ما قولتليش إسمك أي.. ؟

رد ببسمة وهو يترك ذراعها حينما أتت واحدة من الفوج تسألها أين ذهبت بعيدا عنهم..
_ إسمي أريان..

تحدثت بتأثر وهو تسير مع الفتاة خلف الفوج و تبتعد عنه...
: هدعيلك في كل صلاة ربنا يشفيك يا أريان و يتم علاجك علي خير يابني.

إبتسم بخفوت وهو يتابعها بعينيه وهي تبتعد و تثرثر مع الفتاة...

اخذ نفس طويل وهو يصدق علي دعوتها..
_ يارب

بعد سنوات كثيرة كان هائما علي وجهة لا يعرف جهتة و من أين يبدأ...

أخيراً علم أن البداية تكمن في التطهر من كل الذنوب.. فيصبح كطفل صغيرة حديث الولادة بقلب أبيض نظيف لم تلوثة الحياة بعد....

و يبدأ رحلتة من جديد ولكن هذه المرة تكون بداية مختلفة عما سبق.. سيعيش و سيستغل كل لحظة في عمره في رضا الرحمن و السعادة... فقط..

أخذ نفس طويل وهو يتطلع حولة بعيون لامعة بدموع نظيفة متأثرة بهذا المشهد الرائع الذي لم يفشل يوما في إسعاد أي مهموم.. أو رسم البسمة علي وجه تعيس.. مشهد ترتجف له القلوب

تحرك بخطوات ثابتة هادئة.. يمتع نظرة بتلك الأجواء الخاطفة... حتي يذهب للمسجد الذي أصبح متطوع به لتنظيفة و خدمة المصلين و الحجاج.....

إبتسم بسخرية علي ذاتة فلو أخبره أحد قبل خمسة أشهر أن حالة سيتبدل لهذا الحال.. للكمة بعنف.

اخذت الذكريات تتوالى علي رأسه.. حتي وصل لهذا القرار..الذي اتخذه في ذلك اليوم الذي ذهب ل إلياس حتى يراه أطفاله.. و ما تعرض له في طريق الذهاب.
......
عودة لما قبل ثلاثة أشهر..
................
........
.....

كان يقود السيارة بملامحه الواجمة العابسة..
عقلة شارد.. في الكثير و الكثير..

يريد الشئ و يريد عكسة هذا و ذاك... يريد البعد عن الجميع هنا و في نفس الوقت يريد الاقتراب و النعيم بدفئ العائلة .. يريد زينب وفي نفس الوقت يريد تركها..

ولكن هناك شئ واحد فقط يريده ولا يريد عكسة..
وهو الموت..

يرغب به بشدة يريد الخلاص من هذا العذاب و جلد ضميره طوال الوقت..

يريد الهروب من تلك الحياة التي لم يلاقي منها غير الآلام.. يريد الراحة و السكينة يرغب في النوم بسلام لا تفزعه تلك الكوابيس ولا اصوات عويل النساء و أصوات التفجير و الانهيارات...

أغمض عينيه بتعب.. واخذ يضرب علي الموقد بخفه و بطئ.. ثم بدأت تزداد ضرباته حتي اصبحت سريعة قوية ألمت قبضته ولكنه لم يعبئ يريد تفريغ كل شحناتة السلبية...

صف السيارة فجأة علي جانب الطريق محدث صوت صرير عال إنتبه له جميع الماره..

اخذ يتنفس بعمق..... مره اثنين ثلاثة...
بلع تلك الغصة التي علت حلقه..
ثم زفر بتعب..

نظر حوله يبحث عن علبة سجائره ولكنه لم يجدها.. جعد جبينه يحاول تذكر أيضا تركها ولكنه لم يذكر..

فتح باب السيارة بعصبية.. ثم نزل متنفس بعمق وهو ينظر حوله تحت أضواء المصابيح الليلة...

يبحث عن أي كشك قريب يريد ملئ صدره بالدخان لعله ينشغل به بعيدا عن تلك النيران التي تتأجج...

وجد واحد علي الناحية الاخري من الطريق.. يجب عليه أن يسير مسافة ليست بالطويلة حتي ينزل ذلك النفق الذي سيخرجة علي الناحية الاخر....

زفر بلامبالاة.. و تحرك يقطع الطريق السريع الذي كانت تطير عليه السيارات بشكل مخيف...
فتحرك وهو يرحب بشده بالموت لعلها تكون ساعتة و يتخلص من الحياة....

خطوة و الثانية و الثالثة و الرابعة... ثم صوت بوق عالي و أصوات صرير عجلات السيارات.. وبعض الصريخ...
وهو يقف في المنتصف متجمد يحاول إستيعاب ما سيحدث
ها هو الموت قادم يقترب يقترب .. عن طريق شاحنة ضخمة يبدو أن السائق فقد القدره علي التحكم بها و بجانبها اخذت السيارات تتخبط في بعضها تحاول تفاديها..
سوف تغادر روحة في هذه اللحظة ليس هناك مجال للنجاه......

اخذت الذكريات تتوالي كصور سريعة جدااااااا... مر الشريط ولكنه كان ك ومضات بيضاء تضيئ و تطفئ..

علا نبض قلبة بصخب يصرخ يستنجد به حتي يتحرك يهرب بعيدا..... لأول مره يشعر بقلبة ينبض بهذا العنف و يطرق بحده في صدرة.. حتي تألم..

أصوات كثيرة.. ضحكات بريئة.. صرخات... عويل.. ضحكات صادقة... نبرات خبيثه.. فحيح ماكر.. نبرات بريئة.
أتارا.. دانيال.. إلياس... هنري.. نوريتا.. لين... زينب...

أخيراً ظهرت الرهبة من الموت...
ماذا سيفعل أمام الله..؟؟ هل سيكون مصيرة في الأخرة مثل دنياه..؟؟ عذاب.. ؟؟
هل سيهرب من عذاب الدنيا ل عذاب اخر أشد .. ؟؟

بلع ريقه ولأول مره في حياته يشعر بالرعب.. و فكرة الرحيل وهو محمل بكل هذا الكم من الذنوب ترعبة..

نظر جانبه سريعا وجد سيارة صغيرة تحاول الفرار من تلك الشاحنة الضخمة
فحرك قدميه سريعا... وقام بأقصي سرعة لديه بالقفز امامها يعبر للجهة الاخري سريعا قبل أن تنقلب الشاحنة محدثة إنفجار مروع...

وقف ينهت بأنفاس هاربة و العرق يتصبب من كل جانب..
لايصدق ما شعر به وما كان سيحدث له..تسيطر عليه صدمة شديدة...

منذ متي وهو يفكر في الاخرة و عقابها..؟؟ منذ متي وهو يخشي الموت...؟؟
هل خاف من العذاب!! هل يفكر في التطهر..؟؟

كان يجلس علي ركبته منحني الرأس بإنهزام و إنهاك شديد.. لقد تعب تعب بحق...

غارق في افكارة... غير عابئ بتلك الصرخات و أصوات التحطيم و ذلك الضجيج المرعب و تجمهر الاوناس  ...
حتي لم يشعر بأن دموعة تسيل علي وجهة بشدة... لأول مره...
رفع رأسه للسماء اللامعة بالنجوم المضيئة وسط تلك العتمة المحيطة بها.. بعيون طفل صغير عاني الكثير من ويلات الحياة... تحدث بقلبة بصدق و انهزام...
" يارب تعبت.. يارب ارحمني بقا"..

لقد سلم أخيرا راياته.. لقد اعترف أخيراً بضعفه....

شعر بكف حانيه تربت علي كتفه وصوت رجل عجوز يصيح بلهفة..
_ إنت كويس يا إبني..؟ حصلك حاجة... ؟ده انت نجيت بمعجزة اتكتبلك عمر جديد...

نظر له أريان بتوهان..
وتلك الجملة تترد في عقلة

" إتكتبلك عمر جديد"...

هل سيبدأ من جديد.. ؟ هل ستكون حياته الجديد نظيفة..؟؟ هل ستكون سيعدة..؟؟

مد الرجل يده بقنينية مياه له مردف بمودة و بشاشة..
_ خد إشرب يابني إشرب و إحمد ربك....

قبض بإصابع مرتعشة بشكل واضح مما جعل الرجل يشفق عليه... و اخذ يتجرع المياه بلهفة... كإنة تائهه في صحراء قاحلة لسنوات طويلة وأخيراً وجد بئر ماء...
اخذت المياه تتساقط علي قميصة بشكل مخزي..

فتألم الرجل علي حال هذا الشاب الذي يبدو أنه يعاني...
فاخذ ينتظره حتى أنهى المياه.. ثم أخذ يتنفس بعمق شديد....
ثم رفع عينيه له مردف بتسأل مرتعش..

: ينفع أتوب..؟؟ ينفع اتطهر ولا هفضل طول عم.....

لم يدعة الرجل يكمل.. حيث قاطعة ببسمة بشوشة..
_ انا راجل عادي يابني علي قدي كدا بس الحمد لله اعرف في الدين كويس بس مش زي المشايخ بس الشئ المتأكد منه.. إنك لو روحت ل ربنا في اي وقت وفي اي ساعة تقوله أنا جايلك ندمان اغفرلي و طهرني.. هيغفرلك..
لانه إسمه الغفور.. و كمان الرحيم... رحيم بعبادة... جاتلك فرصة جديدة للحياة.. نجيت بصعوبة انا واقف وشايف كل حاجة ودي معجزة..

حاول تنضف يابني... ناس كتير ربنا بيديهم فرصة علشان يتطهرو و يرجعوله... ربنا بيحبنا مش عاوزنا نتعذب عاوز لينا السلام و السعادة...

نظر له أريان بتوهان ونظرات مترجية و قلبة يقصف في صدرة بجنون
: أبدا من فين..؟

إبتسم الرجل وربت على كتف أريان بمحبة...
_ إبدا من الصفر... كإنك داخل الاسلام من جديد.. من المسجد و بالصلاة...

اوما له أريان بشرود... ثم تمتم بنبره تبدو ضائعة وهو ينظر في الفراغ...
: إزي بالمسجد وكلي ذنوب...ازي هدخل وانا وسخ... ريحة بوقي خمور.. و حياتي كلها كانت حرام في حرام كبرت علي الحرام.. وبقيت حرام...

أشفق عليه الرجل... ثم إبتسم ببشاشة.
_ قول يارب بس.. انوي من قلبك... و حس بالندم.. و روحله وهو مستحيل يردك أبدا..

صمت الرجل ينظر في هيئة أريان.. ثم تحدث بإقتراح..
_ انوي.. وممكن لو أنت مقتدر روح أعمل عمره أغسل كل ذنوبك هناك...

رفع أريان رأسه سريعا... يحاول التأكيد مما سمعه... وقلبه يضرب بلهفه في صدره لا يصدق ان هناك طريقة سيغسل بها ذنوبة وسيعود بها نظيف من جديد..
ففمغم بتلعثم
: ب بتتكلم جد..؟؟ لو رحت هناك هتطهر من ذنبوبي.. هتولد من جديد نضيف..؟!

نظر له الرجل بحيرة يريد ان يقولة له " الله أعلم"

ولكنه أشفق عليه و يخشي ان يصيبه بالاحباط و اليأس.. فأوما بنعم وهو يثق بأن هذا الشاب نادم بشدة و أيضا يثق في عفو و رحمة الخالق عز وجل...

بعد ساعتين...

كان يحاول الحفاظ علي ثباته بعدما هدأت إنفعالاته...
يحاول ترتيب افكارة و هل سيخطو هذه الخطوة.. هل سيقترب من الله حقا...؟

بعد زيارة فيلا إلياس...

و تلك الدقائق التي تذوق فيها حلاوة و جمال لمة العائلة و دفئ الترابط بينهم... و برائة القلوب..

جعلتة يرغب بشدة في السفر و تنظيف روحة و التطهر من كل ذنوبه...
فسافر سريعا تارك رسالة ل إلياس يخبره بها بأنه يحتاج لبعض الوقت للتأهيل وإستعادت أريان القديم...

عاد من شروده...
......  علي صوت اذان العشاء...
.....................
..............

وقف أمام باب المسجد يستشعر تلك اللذة التي لم يستشعرها من قبل...
تنهد ببسمة جميلة نابعة من قلب مطمئن اخيرا بعد تلك رحلة العذاب...

دخل للمسجد وهو يتذكر اول مره خطته قدميه منذ ثلاثة أشهر كان يشعر بالاشمئزاز من ذاتة و القرف.. يشعر أنه شئ غير نظيق وسط هذا المكان الطاهر...
كإنه مسخ لا يمت باي صلة لهؤلاء...

ولكنه تحامل و كسر نفسة الإمارة بالسوء و اقترب من أحد الشيوخ الذي شعر بالاؤلفه و الراحة بمجرد ان نظر في وجهة...فإقترب منه و طلب منه المساعدة و اخبرة سريعا عما مر به في حياته ولكنه إستثني المكان الذي كان به و اي جماعة كان منهم.. أخفي تلك المعلومات المخزية...

تقبلة الشيخ ببشاشة ورحب به...

و يذكر انه عاني معه بشدة حتي يجعلة يلتزم بالصلاة و يعلمه أركان الإسلام... و كم إنتابته الكثير من حالات اليأس و التردد بل و التراجع..
ولكن الشيخ مشكور لم ييأس أبدا..

أقترب أريان من الشيخ ببسمة بشوشة..
فجلس جانبه وهو يستمع لتكبيرات العيد الذي بدأت من الليلة...

صدق الشيخ الذي كان يتلوي في كتاب الله و إلتفت بعبوس ل أريان مردف بلهجتة..
_ هلاا باللي نسينا...

قهقه أريان بخفه وهو يقبل يد الشيخ مردف ببسمة صادقة
: انا أقدر برضو... وبعدين مانا معرف حضرتك إني هطوع و هبقا مع الحجاج لحد ما يطلعو جبل عرفة..

إبتسم الشيخ بفخر و محبة صادقة لهذا الشاب.. مربت علي فخذه
_ بارك الله فيك يا بني... بارك الله فيك

تمتم أريان بتأثر..
: جزاك الله خيرا يا شيخي علي كل حاجة عملتها معايا و مساعدتك ليا.. و تحملك لجنوني.. وكل حاجة.. من هنا لاخر يوم في عمري مش هقدر أوفي حقك ولا أعرف اشكرك..

ربت الشيخ علي فخذ أريان...
_ إن ربك يهدي من يشاء بغير حساب.. شكري هو إنك تستمر علي طاعة الله ورسوله.

قبل أريان رأس الشيخ بتأثر شديد...
فعبس الشيخ بضيق زائف.. مغمغم بجدية زائفه
_ ما كل هذه الدرامة يارجل.. ولا علشان إنك ما رح تتذكرني بمجرد ما ترجع بلدك

نفي أريان سريعا وهو يبتسم بخفه.. مغمغم بتأثر وحشرجة
: مستحيل ياشيخي أقدر أنساك.. تعرف اني مش عاوز بكرا يجيي بسبب اني هسيبك و هسيب المكان الطاهر ده

____________
في منزل الحاج سلامة بعد العصر

كانت زينب تجلس مع نوريتا في غرفتها....
صاحت نوريتا بملل وضيق من جلستها بمفردها
: ما هذا يا زينب.. لقد مللت جداا.. هل أنتم لا تنظفون إلا   في الأعياد.. حتي ينقلب البيت رأس علي عقب هكذا..؟

كتمت زينب ضحكاتها.. ثم اردفت بمشاكسة..
_ نوري.. البيت نظيف من الأمس و اليوم فقط نضع اللمسات الاخيرة.. وقد انتهينا منها.. انتي فقط الذي كبرتي في السن ولم تعودي قادرة علي الحركة..

توسعت عين نوريتا بجنون..واخذت تضرب زينب علي ذراعها بغيظ
: من.! من كبرت يا فتاة..! اتقصدين نوريتا جميلة الجميلات فاتنة المدينة... هااا!.! جمالك هذا الذي تتباهين به انت و أمك انه جيناتي و بسببي انا..

قهقهت زينب بشدة وهي تحاول تفادي ضربات نوريتا صاحت من بين ضحكاتها
_ كفا كفا..

صمتت نورتيا تلهث أثر المجهود الذي قامت به..
فلاعبت زينب حاجبيها بمشاكسة وهي تبتعد عن نوريتا...
_ أريتِ؟ ... اصبحتي عجوز ولا تقوي علي ضرب نملة حتي...

ثم انفجرت في الضحك وهي تري ملامح جدتها التي اصبحت شريرة...

فجأة تحولت ملامح نوريتا و أصبحت بريئة..
: لن أرد عليكي.. يكفي ان اخبرك اني لن أسامحك وصيامك هذا فسد..

ثم لاعبت حاجبيها بمشاكسة...

فعبست زينب بغيظ..
_ لا بقولك اي هجبلك ضحي يا نوري تقعد معاكي وانتي عرفه ضحي...

بلعت نوريتا ريقها بتوتر... فأصبحت تتوتر من إسم ضحي لما لاقته علي يديها خلال الاشهر الماضية... فغمغمت بتراجع.. وهي تصطنع إبتسامه مرحة

: زينب حبيبتي إني أمزح معك.. أتركي ضحي الان فهي مشغولة بالتأكيد في شئ تافه وتكره ان يقاطعها أحد و تظل تصرخ علينا بجنون اذا دعناها حتي تترجم ل الحجة هانم...

كتمت زينب ضحكاتها...
فتسألت نوريتا بإهتمام زائف حتي تلهي زينب..

: هاا اخبريني لماذا ستذبحون غداً.. فهنري اخبرني انه نزل حتي يري هذا هذا الذي ستذبحونة غدا.. و ما علاقة هذا بالعيد و الصيام اليوم.. لا افهم و رمضان انتهي منذ اشهر.

إبتسمت زينب وهي تشرح لها..
_ في الإسلام يوجد عيدان فقط.. عيد الفطر الذي يفطر به المسلمين بعد صوم رمضان و عيد الاضحي الذي يضحي به المسلمين... و هذا اليوم الذي نصومة قبل عيد الأضحى فهو يوم عرفة وهذا يوم عظيم جدا و اجرة كبير عند الله...

واخذت تشرح لها زينب كثير عن الاسلام و الأعياد.. حتي وجدو إبراهيم يطرق الباب..

فنظرت له زينب ببسمة
_ بابا.. انتو جبتوا الضحية تحت..؟

رد ببسمة وهو يتنفس اخيرا براحة حينما عادت إبنته فلذة كبده لسابق عدها من جديد...
: ايوة يا زوزا.. و البت ضحي بتولع في الشارع تحت..

قهقهت بشدة.. وهي تعتدل و تنزل من علي الفراش..
_ طب انا نازلة..

تحركت زينب سريعا للخارج بحماس شديد... فصاحا إبراهيم...
: أبقي عدي علي محمود في شقتة وخليه ينزل يجبلها أكل..

_ حاضر..

خرجت زينب من الشقة...
فنظر إبراهيم ل نورتينا ببسمة هادئة وهو يدخل الغرفة ويجلس علي الاريكة
: خير يا حماتي.. لماذا ارسلتي لي..؟

إبتسمت بمغزي وهي ترمقه بتفحص
_ كل خير.. أعلم ان زيارتنا أطالت بشدة..

قاطعها بجدية
: لا تقولي هذا.. فهذا البيت بيتكما.. و ابقيا كما تشاء

إبتسمت له بمحبة.. ثم غمغمت بمكر
_ زيارتنا إنتهت ابراهيم شكراَ لك... ف أريان سيعدو من السفر غدا و سنطمئن عليه و بعدها نعود ل موطنا و مزرعتنا

شعرت بتشتته.. فإبتسمت داخلها بمكر وهي تعلم أنه يريد سؤالها عنه.. فهي تري الفضول كل يوم في عينيه..

حمحم بخشونة..يحاول خلق اي كذبة حتي يحصل علي ما يريد.. و يرتب اوراقه التي مازالت مبعثرة..
: وهل سيعدو معكما.. ؟

نفت ببرود ولم تنطق بأي حرف... تريدة يتخلى عن غروره و يسأل هو..

تنهد بغيظ مكبوت..
: ماذا حدث نوريتا لماذا إختفي فجأة هكذا.. و محاولاتك انت وهنري توقفت عن تقريب زينب منه..

إبتسمت نوريتا بلؤم..
_ ها انت أخيراً تنحي غرورك جانبا..

رد بعصبية..
: انها إبنتي نوريتا..

إبتسمت بسخرية.. ثم ردت تقلده بعصبية
_ وهو ولدي إبراهيم.. ما رأيك ان نتحدث بشكل مباشر.. انا وانت نعلم جيدا انك أبديت الموافقة منذ ثلاثة أشهر داخلك ... و ان ذلك العريس الوهمي و الذي ادعيت انك رفضته دون ان يعلم عنه احد اي شئ لم يكن اصلا موجود.. وفعلت ذلك حتي تختبر زينب و تستفز أريان..

نظر لها بصدمة لم يكن يتوقع ان هناك من كشفة..
ف إبتسمت بسخرية.. وهي تنظر له بغيظ...

زفر بضيق.. ثم رد معترفا
: ماذا أفعل إنها إبنتي وحيدتي.. ألقيها هكذا للتهلكة.. و في نفس الوقت رأيت حبها له و تعلقها به.. و كنت علي وشك الموافقة ولكن حمد لله لقد رأيت الان انها أصبحت افضل.

ردت نوريتا بسخرية...
_ افضل..؟ من أفضل هذه؟.. الحقيقة لا تعرف اي شيئ عن إبنتك.. لقد نجحت في إخفاء حزنها... إبنتك تبكي طول الليل كل يوم إبراهيم.. تعيش بحسرة شديدة علي حبها الضائع..

صدم الاخر بشدة...

فاكملت نوريتا بمكر..
_ ولدي الان أصبح لا يعيبة شئً..

نظر لها بعدم فهم.

فأوضحت بثقة و غرور
_ انه الان منذ ان سافر في مكة يتطهر من ذنوبه و يبدأ حياة جديدة و لقد تبدل تمام إبراهيم.. زينب حفيدتي واتمنى لها الافضل و الاحسن دائما.. فلا يوجد شخص سيحبها و سيسعدها مثل اريان... هو عائد غدا ولن ييأس أمامك في طلبها منك للزواج .. فأتمنى ان توافق إبراهيم...

كان ينظر لها بتيه و عدم تصديق...

___________

صعدت الطابق الأعلى حيث شقة محمود..
فإبتسمت بشر وهي تطرق الباب بقوة...
_ محمووووود يا حودااا أفتح الباب يابني.. بتعمل اي كدا...

في الداخل كانت الشقة بجدار بيضاء و فارغة من اي اثاث.. و الكثير من الصناديق الكارتونية تملئ المكان..

كان يقف هناك في غرفة النوم و التي لا يختلف حالها عن حال الشقة.. فكانت فارغة ايضا..
كان يقف ممسك بهاتفه علي اذنة وفي يده ورقة بها ألوان متدرجة كثيرة...

كان يتحدث بنبرة هائمة عاشقة..
_ أخيراً يا برائتي مش ناقص غير ندهن الشقة وبس و نتجوز اخيرا.. امتي بقا يجي اليوم ده حاسس اني هموت لحد ما يجي..

سمع صوت الاخري تنفجر في الضحك
فإبتسم تلقائياً بسعادة...

ثم أردف بمشاكسة و شقاوة..
_ بس ما قولتليش حابة ألوان اوضة النوم أي...

فجأة وجد طرق عنيف و صوت زينب يصيح من الخارج بإسمة.. فصك علي أسنانه بغيظ..
_ استغفر الله العظيم واتوب اليه.. روحي يابنتي دلوقتي أما أشوف بنت المجانين اللي هيضع عليها صيامي النهردة دي ...

ضحكت براءة بخفه.. وهي تغلق الخط مغمغه بالسلام...

تحرك محمود بشر... لباب الشقة الرئيسية و فتحة فجأة وهو يصرخ في زينب..
_ نعمم خير.... حصل اي..؟

ردت ببسمة بلهاء.. اغاظته بشدة
: تعالي حط أكل للخرفان..

توسعت عينيه بجنون...

فتحركت زينب تهرول سريعا وهي تصيح بسعادة..
: اهدي يا وحش ل يجيلك شوجر ...و انت داخل علي حياة جديدة  و جواز...

ثم اخذت تقهقه....
وهي تنزل للاسفل حيث ضحي...
___________

مع غروب الشمس..
كانت الضحكات و الصيحات السعيدة و صخب الأطفال و مشاكستهم تتعالي في الشارع
الذي يزينه بهجة ليلة العيد في هذا الحي الشعبي و الجميع يتحرك ذهاباً و عودة ل إنهاء الاستعدادات من أجل العيد..
و الأضاحي تتحرك هنا و هناك... و الأطفال خلفها يغنون أغاني العيد و الخاصة بالاضحية.. و يهرولو هنا و هناك بسعادة و صخبهم يزيد الأجواء سعادة..

كانت ضحي تقف في منتصف الشارع تتابع والدها
و عمها وهم يدخلو الاضحية مع بعض الرجال...

وقفت تتابعهم ببسمة واسعة مرتسمة علي محياها الجميل...وفي قبضتها تمسك بقماش إسدالها ترفعة من علي الارض الترابية... و أيضا حقيبة بلاستيكية سوداء صغيرة... تعلقها في معصمها.

صرخ أحد الاولاد حينما لمحها تقف في الشارع..و اخذ يجمع الصبية و أطفال الشارع مهلل بسعادة
: يا حماصة.. واد يا حمادة... يا سلمي.. تعالوا بسرعة أبلة ضحي نزلت..

وضعت ضحي كفها في فمها تكتم ضحكاتها بالاخص مع نظرات الماره الضاحكة... حتي صاحت احدي النسوه بمرح وهي تتحرك
_ ربنا ما يقطعلك عادة يا ضحي...

قهقهت ضحي بمرح مردفه ببسمة واسعة
: كل سنة وانتي طيبة يا انتصار..

ردت السيدة من بعيد بنبرة صادقة ودودوه
_ و انتي طيبة يا حبيبتي.. و السنة الجاية كدا و معاكي العريس.

إبتسمت ضحي بشرود... و تحركت مقلتيها البنية تلقائيا ناحية البناية الملاصقة ل بنياتهم و بالاخص لتلك الشرفة الملاصقة ل شرفتها...
ولكنها شهقت بخضة.. حينما وجدته يقف بها و يسلط مقلتيه عليها و تلك البسمة الشقية تزين شفتيه ...

فأنزلت انظارها سريعا وهي تشعر بقلبها يقفز في صدرها ك قفزات الاولاد أمامها بسعادة و حماس شديد...
فإتسعت إبتسامتها بشدة و قد تخضبت وجنتيها بحمرة قانية تلقائياً..
فنظرت للأطفال وعادت ل حماسها الطفولي الذي لم ينتهي مهما مرت سنوات عمرها و اصبحت شابة ناضجة.
صاحت بمرح وهي تلوح بالحقيبة البلاستيكية..
_ جاهزين يا شباب..؟ ؟

قهقهوا بمرح وهم يصيحوا بحماس..
: جااااهزين..

اخرجت ضحي عُلب ورقية صغيرة و اخذت توزعها عليهم وهي تملئ عليهم وصياها المحذرة.. ككل عام و الذي لم يلتزمو بها
_ اوعو ترموا صواريخ في اي بلكونة أو ترموها على حد.. اوعو يحصل زي السنة اللي فاتت زي ما ولعتو في توكتوك الواد سيد .. عاوزين بس نشعلل وقت الفطار و الشارع كله يبقا ضرب..

صرخ الأطفال بسعادة...
ف أكملت بحماس..
_ و جبتلكم صواريخ من النضيفة و كمان أنواع جديدة..

صفق لها الأطفال بسعادة وحماس..
ثم صاحت إحدي الفتيات و هي تتخصر بضيق طفولي
: طب و إحنا يا أبلة ضحي بقا.. فين الهدايا بتاعتنا..؟

قهقهت ضحي بخفه وهي تربت علي رأسها بحنان..
_ اهدي ياست ريتاج.. الهدايا بتاعت البنات و برضو هدايا للصبيان جاهزة و هدهلكم بعد العشاء لما ننزل أنا و زينب نلعب معاكم زي كل سنة لحد الفجر...

صفق الأطفال بسعادة...
فتحركت ضحي للمنزل و كعادتها مأخرا.. أصبحت تتحرك عينيها تلقائياً ل
  للشرفة تبحث عنه.. ك حال قلبها الذي أصبح يشتاق له و يتلمس وجودة في كل وقت ..

ف قابلها الاخر بغمزة مشاكسة.. فكتمت شقهة و هرولت سريعا للداخل..
فكادت تصتدم بوالدها الذي صاح بجدية مصطنعة
: ولعتي في اي السنادي يا حضرة المعلمة الفاضلة..

ضحكت بخفه وهي تطبع قبلة علي وجنتة والدها بمشاكسة
_ نفسي مره تثق فيا..

قهقه منصور بخفه وهو يري صغيرتة المجنونة المشتعلة بالحماس والطاقة دائما عادت لسابق عهدها و أصبحت ضحكاتها تجلجل في البيت من جديد..

تمتم بتذكر..
: صحيح يا ضحي..

نظرت له إهتمام..

فنظر حوله بحيرة لا يعلم أهذا الوقت المناسب و المكان المناسب فهما يقفا في مدخل البناية...
ولكنه سينشغل كثيرا للصباح و الاخر يريد الرد عاجلا... فلم يجد غير أن يخبرها... ولكنه متوتر من رد فعلها فالبنات عموما في هذه المواقف يخجلو وينصرفوا مهرولين...
زفر بضيق فكم تمني وجود عزة معه حتي تساعدة..

اخذ نفس طويل وضحي تنظر له بتوجس وهي تضيق عينيها بشك..
فإبتسم بخفه مغمغم بالكلمات دفعة واحدة.. يخفي توتره..
: ضحي.. الدكتور طارق كلمني و طلب إيدك مني...و كمان هيتجنن ويعرف الرد بسرعة لو فيه قبول قوليلي اقوله ادينا فرصة تفكر اسبوع ولا حاجة ولو هترفض..........

قاطعته ضحي ببسمة واسعة لم تستطيع السيطرة عليها... و ضربات قلبها تضرب في اضلعها بجنون تحسها علي الصراخ بنعم أوافق...
صاحت بنبرة لم تستطيع السيطرة علي السعادة بها...
_ ترفض مين بس يا منصور.. هو ده يا راجل واحد يترفض.. قوله تعالي بكرا بليل بعد العشاء.. وهات معاك المأذون أقصد الجاتوه..

نظر لها منصور بفاه فاغر وصدمة..
هل هذا هو خجل الفتيات..؟
هل هذة التي ستهرول سريعا بخجل من أمامه ولا يعرف ما هو ردها ..؟؟؟

غمغم بنفس الصدمة..
: طب قولي علي الاقل اللي تشوفه يا بابا مش الدلقه السودة دي..

انفجرت ضحي في الضحك بشدة وهي لا تصدق ذاتها و رد فعلها...

أكمل منصور
: ده اللي يشوفك يقول بايرة وماصدقت لقت عريس..

شهقت بصدمة مصطنعة... مغمغمه سريعا بغرور
_ مين دي انا.. ؟! فشر ده أنا طوابير طوابير مستنين إشاره مني بس ...

ضربها منصور بخفه علي أسفل وجنتها مغمغم بعبوس زائف
: لاحظي إنك واقفة مع ابوكي يابنت الكلب..

قهقهت بشدة... و السعادة تشع من مقلتيها..
..............
......
نزلت زينب فوجدت عمها يتحرك للخارج وضحي تقف هكذا تحب علي ذاتها فضيقت  عينيها بشك..
_ بت مالك كدا..؟

ضحكت ضحي بسعادة وهي تمسك يد زينب...

: تعالي برا و هحكيلك.. انا بجد مصدومة من نفسي ازي اتحولت كدا خلال تلت شهور بس..

إبتسمت زينب بسعادة ل إبنة عمها و رفيقة عمرها..ولكنها تشعر بالقلق 

وقفوا علي جانب في الشارع و تحدثت ضحي بصدق
: مواجهتي الاخيرة يا زينب مع جدتي كشفت كتير ليا اوي.. بجد مش مصدقة اني عيطت و تعبت جامد و اكتئبت كدا علي ماهر.. مش قادرة اتخيل اني كنت بالسذاجة دي...

ردت زينب بهدوء وحذر
_ ضحي.. انا زي زيك مصدومة بس صراحة انا خايفة ليكون انتي بتحاولي تنسي ماهر ب طارق ولانه قدامك عقلك بدأ ينسج خيالات وانك حبيتية....

قاطعتها ضحي سريعا
: بس بس اي اللي بتقولية ده يا زينب... انا واثقة من مشاعري ناحية طارق..

رفعت زينب حاجبيها بسخرية و إستنكار و كإنها تخبرها
... حقا...
فبلعت ضحي ريقها بتوتر..

ثم غمغمت سريعا
_ بصي انا هطلب خطوبة طويلة يجي سنة علشان أحدد مشاعري ومظلمهوش.. وانا واثقة اني فعلا بقيت احبه هو..

إبتسمت زينب بإعجاب للفكرة
: رغم إن سنة كتير بس يلا اشطا الفكرة حلوة..

إبتسمت لها ضحي..
_ طب يلا يا اختي خلينا نساعدهم و نحط الفطار الاذان هيأذن خلاص...

_______________

يقود السيارة وهو يكاد يرقص فرحا... لا يصدق ان العيد اخيرا غدا

.. كان يضع تلك السماعات اللاسلكية في اذنية وهو يقود السيارة بفرحة عارمة مردف بصوت يشوبة السعادة
_ بت يا هاجر انا مش مصدق ان اخيرا العيد بكرا ياااه بقالي كتير مستنيه بعد ما إلياس اخيرا حن عليا وحدد كتب الكتاب بعد العيد..

سمعها تغمغم ضاحكة..
: هو قال بعد العيد مقالش في العيد.. و كمان ما تنساش انك هتعاني معاه لحد ما يحدد يوم لكتب الكتاب و يتكتب بجد..

عبس يامن بغيظ مردف من اسفل أسنانه...
_ بدأنا في النكد بدري بدري.. بقولك اي يابت احباط مش عاوز يأما وربنا هخطفك و اتجوزك من وراهم و يبقوا يوروني هيعملوا اي بقا...

كتمت ضحكتها بشدة.. ثم اردفت ببرائة مصطنعة..
: ألاه يا يامن انا  بس برسيك و بفطمك بدل ما انت ياحبة قلبي عامل فرح كدا و هتيجي في الاخر تاخد بومبة  تطلع من دماغك...
ثم انفجرت في الضحك بمرح

فعبس بشدة.. ثم تحدث بمكر بعد لحظات..
_تعرفي يا هاجر.. انا كان نفسي اتجوز اوي واحدة شخصيتها قوية.. بس يلا الحمد لله علي كل حال.

صمتت الاخري تحاول إستيعاب ما إستمعت له..
فصرخت بصدمة..
: نعمم.. ؟قصدك اي يا بية..؟ اني شخصيتي ضعيفة ضعيفه يا يامن..

رد الاخر ببساطة و لا مبالاة..
_ الحقيقة اه يا هاجر..

قبل ان تصرخ في اذنه.. اكمل سريعا
_ واحدة غيرك قوية الشخصية مكانتش تخلي حد يتحكم في حياتها ويقرر عنها.. يعني مثلا إلياس و وليد دول ليه سيباهم يبهدلوا في حبيبك كدا.. هاا...

ردت بتلقائية...
: علشان يتربي...

كانت الصدمة من نصيبة هذه المره.. فجحظت عينيه بذهول.. مردد بعدم تصديق...
_ قصدك عليا.. ؟

ردت ببساطة تقلدة..
: اه.

أمسك الهاتف و اغلق الخط وهو يصيح بعصبية..
_ طب وربنا لأعملك بلوك ل اسبوع و مفيش بوكس العيد... هاا بقا... ثم أغلق الخط بغضب

علي الناحية الاخري...
نظرت في الهاتف بصدمة.. ثم وضعت كفها علي وجنتيها بصدمة وعدم تصديق..

: احية ده مش هجيب بوكس العيد... يعني انا طول عمري مستنيه العيد ده و في الاخري الاهبل يعملي بلوك و مايجبش البوكس.. ولا هو اصلا عمل الشو ده علشان يهرب من البوكس... وربنا انفخة...

نزلت سريعا للأسفل..

فوجدت بيسان و زمردة في المطبخ.. و سيف و وليد في الحديقة الخارجية.. بينما الأطفال يلهو مع بعضهم البعض

نظرت حولها بتعجب.. ف عائلة إلياس مختفية.. حتي أطفاله...

سألت بيسان في المطبخ..
_ أومال فين إلياس و عيالة...؟

ردت زمردة ببسمة واسعة
: قرر يقضي ليلة العيد في خصوصية مع أولاده و وتين لوحدهم.. فقافلين علي نفسهم باب الفيلا و مشو الخدم حتى..

إبتسمت هاجر بإعجاب..
_ إلياس ده جامد دايما في قرراته...

____________
في فيلا إلياس..

_ طبعا بعد ما تحطي ياست الكل الكيك في الفرن يكون سخن قبلها.. و بعد كدا تحضري التزين .. هنحضر الكريمة و الزينة مع بعضنا. دلوقتي .. ها ياشيف مهاب اخبار الكريمة اي..؟

رد مهاب على إلياس وهو يركز انظاره علي الطبق أمامه علي الطاولة العالية و التي يقف علي كرسي حتي ببقا في طول إلياس...
: ايوه يا شيف جاهزة..

اوما إلياس بجدية مصطنعة.. ثم نظر ل لينا
_ ها بقا شيفتنا القمر خلصت عك اقصد عمل عجينة البيتزا..؟

رفعت لينا وجهها الملطخ بالدقيق..
: قربت يا شيف..

نظر إلياس ل لين
_ و الشيف لين اخبار السلطة اي..

ردت الاخري بتلقائية
: زي الفل و بتسلم عليك

انفجروا في الضحك بشدة... كذلك وتين التي تقف تصورهم

فنظر لهم إلياس بتوبيج.. وهو يضغط علي شفتيه بتحذير
_ احم بنعتذر اعزائنا المشاهدين.. شكل الكنترول كدا فيه حاجة مضحكة..

انفجرت وتين في الضحك بشدة لا تصديق انه مستمر في التمثيل...

فصرخت لينا سريعا
: بابي الكيك نسيته..

أسرع إلياس للفرن و اخرج الصينية ببسمة واسعة سرعان ما تلاشت وهو يري هذا الشئ العجيب في الصينية..

فطلت الرؤس الصغيرة معه يرو الكيك.. فتوسعت عينيهم بذهول...

بينما وتين تركت الهاتف و اقتربت تري هذا الشئ وهي تكتم ضحكتها...

فغمغم إلياس بلامبالاة..
_ سبحان الله الكيك دي هسميها قدرة قادر.. تدخلها كيك الفرن تطلعلك بسبوسة ناشفة ولازقة في الصينية...

انفجر الجميع في الضحك بشدة ... سرعان ما شاركهم إلياس..

اخذ الأطفال يصيحوا بمرح مع بعضهم و يتهكمو علي الكيك...

بينما إلياس ينظر لهم بحنان و حب ابوي.. اقتربت وتين و أمسكت كف يده وقبلته بحب شديد
متمتمه بعاطفة و تأثر
: ربنا مايحرمنا منك ولا من وجودك في حياتنا...

جذبها ل أحضانة وهو يقبل رأسها بمحبة..
_ حبيبتي ربنا يديمكم نعمة في حياتي.

قطع تلك الجلسة اللطيفة الدافئة.. رنين الهاتف.. فوجد  الرقم الدولي اللذي حدثة بة أريان من قبل..

فخرج سريعا للحديقة وهو يغمغم بلهفة..
_ هرد و ارجعلكم تاني...

رد إلياس بلهفة في الخارج و هو يدعي الجدية
_ اهلا بالبية الغامض اللي عايش دور التخفي.. و اخيرا حن علينا و اتصل..

سمع قهقهت أخية.. فإبتسم بتلقائية.. وسعادة وهو يستمع لضحات تؤمة...

رد أريان بهدوء
: اهدي يا عم انا جايلك كلي بنفسي بكرا ان شاء الله.

صدم إلياس بعدم تصديق مردد بفرحة..
_ بجد... ؟ انت فين يا أريان..؟

رد اريان بما جمد إلياس من الصدمة..
: في الحرم المكي الشريف..

تلعثم إلياس..
_ ف فين.. ؟!

رد أريان ببسمة وهو يقدر صدمة شقيقة..
: قولتلك رايح أرجع أريان و أطهر كل ذنوبي...

إبتسم إلياس بدموع.. وحذر
_ طب دلوقتي.. رجع .. ؟

رد أريان بتأثر هو الآخر...
: بيكلمك اهو.. وهيرجع بكرا يستقر معاك و يتجوز البنت اللي بيحبها..

ادمعت عين إلياس... ثم انحني و نزل ساجدا علي الارض يشكر الله علي كرمة و عطائة...

_______
في اليوم التالي كانت تكبيرات العيد تتعالي من المساجد بأصوات تسعد القلوب...

كانت عائلة إلياس و وليد و سيف مجتمعين في حديقة فيلا إلياس يتناولو الفطور مع بعضهم البعض بعدما عادو من صلاة العيد..

كان الأطفال أكثر حماس... حيث اخدو يتناولوا الطعام سريعا... حتي ينتهون سريعا... و يشاهدون اضحية العيد..

صاح مهاب وفمة ممتلئي بالطعام...
_ يلا يا بابي ندبح... فين الناس اللي هتجي تدبح؟

رد سيف بمرح..
: ناس اي بقا.. ربنا يخليلنا أبوك هو اللي هيقوم بالواجب و يدبح بنفسه...

هلل الصغار بسعادة طفولية و حماس شديد...
و فخر بوالدهم...
فصاحت فرح بغيرة طفولية.
: وبابي كمان هيدبح صح يا سيف..

إبتسم سيف و اوما لها..

فصاح حمزة سريعا ل وليد..
_ بابي وانت كمان صح؟

قهقهوا جميعا بمرح..
و إلياس يجيب بدلا من وليد..
: أبوك يابني اقدر واحد فينا يدبح وهو اصلا كل يوم بيشق و يقطع في البني ادمين.. متعود و الموضوع بالنسبة شكت دبوس...

قهقهوا بمرح

فتحدثت وتين بذهول...
_ بجد يا إلياس انت اللي هتدبح السنادي..؟

رد بشقاوة..
: ايوه يا عيون إلياس هدبح السنادي..

علت الهمهات بمرح وسعادة...

حتي صاحت فرح و لين بشقاوتهم المعتادة..
_ طب هنروح نتفرج و نتصور مع الخروفات لحد ما تيجوا تدبحوها...

ردد سيف بمرح..
: الخروفات..!!

ضحكوا بمرح.. بينما الأطفال انطلقو بسعادة و نظرات وليد عليهم يملئ الوصايا العشرة...

نظر لهم إلياس بمحبة صادقة وتأثر..
_ أدام الله جمعتنا يا شباب و نفضل دايما ايد واحدة لبعض.. و عيلة كبيرة تجمعها الحب مش روابط الدم..

ردد الجميع بتأمين للدعاء...
: اللهم امين..

صاح إلياس بسعادة لم يستطيع السيطرة عليها منذ الامس..
_ و السنة الجاية هينضم لينا افراد جديدة بإذن الله..

.. نظروا له بسعادة و بسمة واسعة..
وكذلك وتين التي لم تريد تعكير الأجواء بمشاعرها السلبية تجاة أريان.. فاليوم يوم عيد...

_______________

مساء...
كان يقف إلياس بلهفة شديدة و حماس شديد في انتظار شقيقة خارج المطار
... نظر في ساعته وهو يغمغم بملل
: هيجب امتي بقا.. يارب؟

فجاءة ظهرت امامه نسخه مطابقة له إلا في حلقة  الرأس..فكان اريان حليق الرأس...

حلت الصدمة علي إلياس.. ولكنها فاق سريعا على عناق شقيقة له بقوة...
بعد الكثير من المشاعر الصادقة الجميلة التي يحملها التؤمين لبعضنا البعض....

تحدث اريان بلهفة وهو يمسح طرف عينيه تأثرا بلقاء شقيقة...

_ طب يلا تروح ل إبراهيم بقا ....

رد إلياس ببسمة واسعة.. ومرح
_ متاكد مش هيطردنا .. ؟

ضحك أريان بمرح يخفئ توترة
: يبقا يعملها كدا و نوريتا تنفخة...

قهقه إلياس بشدة...
ثم تحرك ل سيارته... حتي يذهبا ل منزل إبراهيم مباشرة..
وكل منهما يدعوا ان يمر اليوم علي خير و يجبر بقلب أريان...

__________

... في غرفة الجلوس كان يجلس بها الجميع... في شقة الحاج سلامة

بعد الكثير من السلامات و بالاخص هنري و نوريتا..
كانوا يجلسوا جلست تعارف.. ومحمود يلقي مزاحتة بسبب تطابق أريان و إلياس...

والكثير من المشاعر المختلطة تبق علي الاجواء...

وإبراهيم يشعر بالحيرة الشديدة لا يصدق ان هذا الشاب الماثل امامه هو ذلك القاتل... تغير اريان كثيرا...
اخذ يبحث في عقلة عن اي حجة ولكنه لم يجد حتي يخرب هذا اللقاء... يتذكر لهفة إبنته و صدمتها حينما عملت بأنه عاد من السفر....

اغمض عينيه بتعب وهو يدعو الله أن يلهمة الصواب

بينما زينب تقف خارج الغرفة  كاللصوص المتلصصين... لم تصدق ذاتها حينما وجدته في منزلهم...

.. و الآن ها هي تجلس و تستمع له و نبرتبة التي اشتاقتها بشدة..

كزت  ضحي علي  أسنانها بغيظ وهي تجذب ذراع ابنة عمها...
_ تعالي وبطلي فضايح لو ابوكي طلع شكلك مش هيبقا لطيف خالص ..

همست زينب بترجي..
: خمس دقايق يا ضحي بس.. خمسة وهمشي لوحدي..

قبل ان تجيب بالرفض... وصل لمسامعهم الطلب الذي جمدههما سويا...
" انا طالب إيد زينب يا عمي.."

نظرت ل ضحي بعيون لامعة بالدموع و عدم تصديق.
فبلعت ضحي ريقها بتوتر ولا تعلم ماذا تفعل وكيف تتصرف...

قصف صوت إبراهيم المتبقي من العقل لديهم...

" الرأي رأي زينب انا معنديش مانع"

جحظت عين زينب بذهول حتي كادت تخرج من مقلتيها....

بينما ضحي... تجمدت تماما

همست زينب بعدم تصديق... ودموع تسيل علي وجنتيها
: بالسهولة دي..؟ ؟ بالبساطة دي.. ؟؟ اي بيحصل.. ؟؟

ثم اغمضت عينيها مغشي عليها..
شهقت ضحي بصدمة جانبها... وهي تبتسم بإتساع وعدم تصديق...

........
مش هقول تمت... هقولها في الخاتمة إن شاء الله..
بس حابة اعرف رأيكم في الجزء ده كامل...

انتظرو الخاتمة و الحلقات الإضافية في العيد بإذن الله ❤️
وكل عام وانتم بخير وسعادة يارب ❤️❤️

Continue Reading

You'll Also Like

631K 33.5K 40
في ليله مليئه بالسواد هناك رجلُ ذو قلبً متصلب وراء كل عتبه حكايه ووراء كل بدايه نهايه ممتلئه بالقُتام
1.1M 68.6K 53
في كل حائط سر مختلف _بيت عائلة مخيط بخيوط من الحزن وخيوط من الفرح _لكل شخص فيهم حكاية مختلفة مع الحياة القصة باللهجة العراقية.
116K 4.8K 30
الجزء الثاني من رواية " ولا زلت في حبل الغرام اتجود.. " رواية / انتي ربيع العمر في كل الفصول! للكاتبة/ الرنيد
157K 8.8K 39
دخلت للغرفه مسحت على وجهي تقربت منها كنبصت گدامها, اردفت :- هم زين گعدت الاميره شلون حاسه روحج؟ .رفعت عيوني من حظني نضرتلو بكل كره تهجمت علينو مسك...