عودة الحبيب الضال // روايات ع...

By RowaidaEhab7

11.6K 247 1

الملخص : منذ أربع سنوات، عاشت قصة حب جارفة، ترك نيل دایسارت بعدها كرستي بقسوة دون كلمة توضيح، و ظهر مجدداً و... More

الملخص
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر و الأخير

الفصل التاسع

519 14 0
By RowaidaEhab7

وصلت إلى هناك متأخرة فاقتربت من حسين و اعتذرت منه بأدب فحياها بحرارة و أمسك بيدها و أخذها إلى حيث وقف ضيوفه، كان نيل موجوداً أيضاً يتحدث إلى ضيف يلبس الزي العربي و كانت كاميلي واقفة إلى جانبه و بدت رائعة بفستانها الشيفون بلون المشمش .

شعرت كرستي بالحسد نحو كاميلي، و وجهت إليها نظرها حيثما مشت مع نيل لكن حسين قطع عليها تفكيرها و قال بعد أن ناولها كأس الشيري :
«إني أتساءل يا كرستينا، لماذا لم تخبريني بأن الأخ الأصغر لزوجكِ، جراح عظيم في الولايات المتحدة ؟»

«الحقيقة بأني نسيت أن أخبرك» .
أجابت كرستي .

«ألم تعرفي بأنه سيأتي هذا الشهر لإمضاء عطلته هنا ؟»
سألها حسين .

«لا، فأليك و نيل لم يتفقا أبداً و قد استغربت دخوله القاعة اليوم و لم أتوقع حضوره أبداً» .
قالت هذا و هي تنظر في اتجاه نيل و كاميلي فكانا ملتصقان ببعضهما البعض ثم سألت حسين :
«من هو الرجل الذي يتحدث إليه نيل ؟ يبدو شخصية مهمة» .

«نعم، هذا عمي سعيد الدكر، و هو زعيم ديني في بلادي، سأقدمكِ إليه لكني أريد أن أعرف إذا كنتِ تعتبرين نيل صديقاً جيداً ؟»

قال حسين هذا و هو يقترب نحوها و نظرات الإعجاب تلمع في عينيه لكن كرستي ردت بقولها :
«لا، فنحن لا نعرف بعضنا جيداً، و لم أره منذ سنوات» .

«لكن فور دخوله، اقترب منكِ و قبل يدكِ و همس في أذنكِ فهذا ما قالته كاميلي و كما تعرفين الفرنسيون يفهمون هذه الأشياء» .

ارتجفت كرستي التي تحمل الكأس لكنها حافظت على هدوءها و قالت :
«أظن بأن كاميلي تملك مخيلة خصبة جداً ففي الثامنة عشرة تظن المرأة بأنها رأت الحب في كل مكان و في كل تصرف» .

«ما هذا الكلام يا كرستينا، هل تحاولين القول بأنكِ لا تؤمنين بالحب أو تجدين نفسكِ كبيرة على هذه الأمور ؟»

«نعم، لم أعد أؤمن بالحب» .
قالت كرستي .

«و لماذا ذهبتِ مع نيل إلى البرج، و أمضيتِ معه أكثر من ساعة في غرفة مغلقة لو لم تكوني صديقة حميمة له» .
قال حسين هذا و الغيرة تظهر في عينيه .

«أظن بأن أحمد أخبرك بما رأى، مسکین أحمد فقد عامله نيل بقسوة لأنه لا يحب أن يراقبه أحد في ما يعمل، حاولت افهامه بأن أحمد يؤدي واجبه عندما دخل إلى البرج ليعرف من بداخله، كنت أناقش محتويات الغرفة مع نيل، لأن فيها أغراضاً لوالدته الراحلة و أظن أن من واجبي أن أعطیه إیاها» .

نظرت كرستي إلى كأسها الفارغ و سألته بأدب :
«هل أستطيع أن أخذ كأساً ثانية ؟»

«بالطبع، تعالي معي، سأعرفكِ على عمي الآن».

أمسك حسين بيد كرستي و أخذها إلى حيث تم التعارف بينهما و بين عمه و بعد نصف ساعة جلست على طاولة العشاء بين سعيد و مدام دولاكروا، و أمامها مباشرة جلس نيل بين كاميلي و رجل عربي أتى مع سعيد، أحست كرستي بالإحباط و تمنت لو أرسلت اعتذارها إلى حسين لعدم تلبية الدعوة .

لكنها تشجعت و تجاهلت نيل الذي كان يضحك و يهمس في أذن كاميلي و كان عليها اعطاء اهتمامها إما لسعيد الذي يتكلم الإنجليزية بصعوبة و إما للسيدة دولاكروا التي فضلت التحدث إلى سكرتير سعيد و هو شاب طويل تلقى علومه العالية في فرنسا .

و بعد برهة، أحست بألم في رقبتها بعد أن شغلتها في النظر إلى اليمين و الشمال كي تتجنب النظر إلى نيل، و لاشعورياً كانت تنظر إليه من حين إلى آخر و كأنه مغناطيس يجذبها إليه .

فكرت كرستي بأن علاقة نيل بكاميلي تتطور نحو الأفضل و تذكرت كلامها معه حين طلبت منه التفتيش عن امرأة تقبل بخيانة زوجته، لكنه لن يختار فتاة مراهقة لهذا الأمر، و فجأة نظرت بحدة نحو كاميلي لكنها التقت بعينيّ نيل الساخرتين عندها عرفت كرستي بأنه اختار كاميلي .

و أخيراً انتهت الوجبة و قام الضيوف إلى غرفة الجلوس لشرب القهوة ما عدا نيل و كاميلي، انتبهت كرستي لهذا الأمر و أحست بنار الغيرة تشتعل في قلبها، و بدأت تراقب الضيوف لعلها ترى أحدهم يتساءل عن غيابهم، لكن السيدة دولاكروا هي الوحيدة التي اكتشفت غيابهم و لم تقل شيئاً ثم اقتربت من كرستي و قالت :
«كاميلي تحب الرقص و هي تفتقد رفاقها حيث كانت ترقص معهم، و أظن بأنها وجدت السيد دايسارت رفيقاً ممتازاً لها» .

«ربما» .
قالت كرستي باقتضاب .

و مشت إلى غرفة المكتب لتفتش عن اسطوانة مناسبة و قالت للسيدة دولاكروا بهدوء مصطنع :
«لو عرفت بأن كاميلي تحب الرقص لكنت أحضرت بضعة اسطوانات مناسبة لها من بالفيج، لكن هناك الكثير من حفلات الرقص التي تعقد في القرية لزوار الصيف فلماذا لا تحضرها كاميلي ؟»

«شكراً يا عزيزتي، لكننا لا نسمح لكاميلي بالإختلاط مع الغرباء» .
سكتت قليلاً ثم تابعت :
«أريد استغنام فرصة وجودنا معاً لوحدنا لأكلمكِ فقد أتيت بكاميلي كي نرتب أمور زواجها إلى حسين» .

«أوه» .
قالت كرستي لكنها سألت :
«لم أعرف بأنهما مخطوبان و على عتبة الزواج» .

«لم يخطبا بعد و لكنهما يعرفان بعضهما منذ ست سنوات و تمنينا أن يتزوجا يوماً ما، خصوصاً بعد أن أصبحت كاميلي مستعدة لإعتناق الاسلام لكن موت والده أوقف هذا المشروع مؤقتاً» .

«كيف يشعر حسين حيال هذا الموضوع ؟»
سألت كرستي .

«إنه واقع في حبها و لولا انهماكه بالأمور السياسية و الإجتماعية المتعلقة ببلده لتقدم بأسرع وقت و عندما أرسل لنا دعوة إلى هنا استبشرنا بالخير و تمنينا أن يتم زواجه على كاميلي بأسرع وقت» .

نظرت كرستي إليها و قالت باستفسار :
«لكن لا أفهم علاقتي بالموضوع» .

«حسين معجب بكِ، و كما تعرفين فمن النادر أن يتزوج الرجل من امرأة أكبر و أكثر خبرة منه، لهذا أنصحكِ بأن تبتعدي عن طريقه كي يخلو المكان لكاميلي» .

ضحكت كرستي و قالت :
«لكني لست أكبر منه بكثير على كل حال أريد أن ألفت انتباهكِ بأن ابنتكِ خرجت مع شقيق زوجي و سمعته سيئة مع النساء انتبهي» .

ترکتها كرستي وحيدة و خرجت تبحث عن حسين و عندما وجدته اقتربت منه و قالت :
«بعد إذنك يا سمو الأمير، أنا مضطرة للإنصراف، شكراً على هذه السهرة اللطيفة» .

ابتسم حسين و قال :
«و أنتِ بخير يا سيدة وايت» .

خرجت كرستي من الباب الأمامي و أحست بالهواء الدافيء يلفح وجهها مشت بضع خطوات لتفاجأ بالظهور المفاجيء لأحمد الذي سألها :
«هل تبحثين عن السيد دايسارت ؟»

«نعم، أین هو ؟»
سألت كرستي .

«لقد ذهب برفقة الآنسة» .

ابتسمت كرستي له و قالت :
«شكراً يا أحمد تصبح على خير» .

ابتعد أحمد و أكملت طريقها باتجاه البيت و فكرت إلى أین ذهب نيل مع كاميلي ؟ هل أخذها إلى حفلة القرية حيث كان يأخذها منذ أربع سنوات .

سمعت كرستي أغنية شعبية جميلة تصدح من أحد الأبينة لكنها لم تفرح لسماعهـ كالعادة فقلبها حزين لأنها تعيش على ذكرى علاقتها الرائعة مع نيل التي لم تكتمل، بعد أن كانا دائماً معاً و تمنت لو أخذها هي و لم يأخذ كاميلي .

كان ظهر اليوم التالي مشمساً يتخلله هواء منعش حرك أوراق الشجر، و ظهرت عدة غيوم بيضاء في السماء فوق البحر تبشر بانتهاء العاصفة و بدء يوم جميل .

في هذا اليوم الجميل، قادت كرستي سيارتها باتجاه بالمور، و وصلت إلى الباحة الخارجية فأوقفت سيارتها ثم نزلت بعد أن أخذت كيس المشتريات من المقعد الأمامي، فقد أمضت يومها بالتسوق و شراء الحاجيات الضرورية، ثم تناولت الغداء مع صديقتها جيس كريغ التي ترملت حديثاً عندما توفي زوجها العام الماضي في حادث سيارة .

و اليوم تأتي إلى بالمور بعد غياب أسبوع بكامله، منذ حفلة الشاي التي أقامها حسين، و بقيت بعيدة عن أنظار الضيوف لا لترضي السيدة دولاكروا و لكن كي لا تتورط بمشاكل حسين .

لم تواجه صعوبة في الإبتعاد عن حسين و ضيوفه دون اثارة الشكوك لأنه لم يدعها مرة ثانية إلى العشاء و لم ترافقه في رحلات الصيد التي ينظمها هاميش، لكنها كانت على علم بما يحدث في بالمور، و عرفت هذا الصباح بأن سعيد الدكر غادر المكان إلى لندن .

و لم تعرف أي شيء عن نيل منذ ذلك الحين و لكنها علمت بأنه ما زال في كوخ كارين رود بعد أن مرت سيارته الجاغوار بالقرب من سيارتها في بالفيج و رفع يده محيياً اياها لكنها لم ترد التحية و عندما أصبح أمامها لمحت شعـراً أشقر اللون إلى جانب كتفه و عرفت أن كاميلي برفقته .

و تذكرت كرستي شعورها عندما رأت كاميلي معه، فقد أحست بنار الغيرة تكوي قلبها و تعذبها و عرفت بأن نيل سيتورط مع حسين بسبب كاميلي لأن الأخير يريد الزواج منها و فكرت بأن تخبر نيل بالموضوع كي لا يسبب لنفسه المتاعب لكنها خافت من النتيجة المحتملة، و خافت من شعورها نحوه لأنها تحس بسيطرته العظيمة عليها و أحست بأنها غبية لإعطاء الفرصة كي يكذب عليها كما حدث منذ أربع سنوات .

و عادت إلى الواقع عندما أصبحت بالقرب من المدخل المؤدي إلى المنزل حيث التقت ماري تاغارت التي قالت :
«هل أستطيع التحدث معكِ لدقيقة واحدة يا سيدة وایت ؟ »

تابعت كرستي مسيرها تتبعها ماري التي أكملت كلامها :
«أريدكِ أن تعرفي ماذا يحدث اليوم في بالمور» .

نظرت إليها كرستي و قالت لها :
«اتبعيني إلى المكتب حيث نتحدث بحرية» .

دخلت كرستي و ماري إلى المكتب و قالت كرستي :
«هل أنتِ متأكدة من أن لا علاقة لهذا بأي عمل قمتِ به مع هاميش ؟»

«لا» .
قالت ماري هذا و جلست على الكرسي المقابل ثم تابعت كلامها :
«أتعرفين، لقد اختفت الآنسة الفرنسية الصغيرة» .

«اختفت ؟ ماذا تعنين ؟»
سألت كرستي و هي تقرب الكرسي بالقرب من ماري .

«لقد خرجت من المنزل و لم تخبر والدتها عن مكان وجودها و للتذكير، فهذه المرة الثالثة في هذا الأسبوع تخرج فيها من دون اعلام أحد ما بمكانها، و الأسوء أنها أخذت حقائبها معها و الآن، ما رأيكِ بما حدث ؟» .

«لا أعرف» .

قالت كرستي هذا و أحست بألم في قلبها لانها رأت كاميلي في سيارة نيل على الطريق منذ يومين .

Continue Reading

You'll Also Like

11.9M 932K 70
صرت اهرول واباوع وراي شفت السيارة بدأت تستدير ناحيتي بمجرد ما يجي الضوء عليه انكشف أمامهم نجريت من ايدي وگعت على شخص ردت اصرخ سد حلگي حيل بعدها أجان...
1.3M 33.4K 37
روآيه حقيقيه من الوآقع الليبي
479K 22K 34
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
479 95 29
حطاب وجد ممر سري في الغابة ياترى الى اين سيقوده؟