الفصل الأول

2.2K 30 0
                                    

تحت السماء الحارة، التي تتخللها بعض الغيوم البيضاء، سخنت مياه نهر لوش لاناش من جراء الحرارة المرتفعة، و فوق منحدر تلة أوثنوش تمشى أربعة أشخاص، ثلاثة رجال و امرأة .

سبقت الرجال المرأة في الوصول إلى ممر ينحدر باتجاه وادٍ صغير كونه نهر اللاناش و تحيط به أحجار البازالت و الأحجار الرملية، و عندما وصلت إلى الممر دارت المرأة باتجاه النهر، كانت تلبس بنطلوناً أحمراً و بلوزة ناعمة خضراء ربطت فوقها أكمام كنزة على رقبتها .

مشت بخطى ثابتة بالقرب من الجدول المائي و أشعة الشمس تنعكس على شعرها الأسود اللامع الذي ربطته حيث بدا وجهها المستدير جميلاً، و كانت عيناها الزرقاوان تعكسان الذكاء و المتعة بكل ما يحيط بها من أشجار .

و كلما لحقت بالرجال إلى أعلى، كلما خفت مياه الجدول فالهواء كان دافئاً يتخلله أصوات الحشرات و النحل مما أشعرها بالأمان و السكينة .

صرخة الرجل الذي يتقدم المجموعة جعلتها تبتعد عن صخرة كبيرة تحرس أكبر و أعمق بركة في النهر .

و عندما وصلت إلى الشاطيء الضيق المكسو بالحصى المحاذي للبركة، لاحظت حركة على الشاطيء المقابل اهتزت لها الأغصان و الأوراق و كأن الريح دخلت خلالها في هذا اليوم الهادىء المشمس .

«اللعنة عليك، اخرج من هناك !»
صرخ هامیش تاغارت حارس المزرعة .

لم يجب أحد و لم يظهر أحد على صرخته في الجانب المقابل من البركة و لم يرد عليه إلا الصدى .

«من هذا ؟»
سأل الرجال هاميش الذي كان نحيلاً يلبس بذلة أنيقة و شعره الأسود اللامع مسرحاً بعناية و قال بسرعة :
«هناك دخيل في هذه الممتلكات» .

قالها بطريقة ساخرة رد عليه شخص طويل القامة عريض المنكبين بني الشعر أما عيناه فكانت زرقاء تلمع بوميض المتعة، و قال عندما وصلوا إلى شجرة القضبان في الشاطيء المقابل :
«كيف عرفت ؟»

«لقد ترك سلاحه خلفه» .
قال هاميش و هو ينظر إلى المجموعة ثم تابع قوله :
«ألا تراه ؟»

أشار إلى قطعة خشبية في نهايتها شريط حديدي .

«و من هو الدخيل ؟»
سأل الرجل النحيل الأسود و الذي يتكلم الإنجليزية بلكنة أجنبية .

«إنه شخص لا يحق له اصطياد السمك في المزرعة، و هذا يعني بأن أحدهم دخل و اصطاد السلمون بآلة غير شرعية، حيث يمسك السمكة من ذنبها بواسطة السلك، لكنه هرب عندما سمع أصواتنا، و للأسف كل ما شاهدته وميض فضي لسمك السلمون، و قدمين عاريتين عند هروبه إلى الضفة المقابلة» .
أجاب هاميش و الغضب باد في عينيه .

«و هكذا، يعتبر مجرماً لأنه لا يملك الحق في اصطياد الأسماك في المزرعة، و لكن ما أسوأ الأشياء التي تستطيع فعلها بحقه ؟»
سأل الرجل الأسود النحيل و عيناه تلمعان بالإثارة .

عودة الحبيب الضال // روايات عبير الجديدةWhere stories live. Discover now