وقفت كرستي و نظرت إليه مباشرة و قالت :
«أحمد قام بواجبه فقط لأنه مسؤول عن سلامة حسين» .«بالتأكيد و أنا أراهن بذهابه حالاً إلى الشيخ لإخباره بأنكِ سيدة لا تتمتعين بالأخلاق و لا تناسبينه مطلقاً» .
ضحك و نظر إليها نظرة ساخرة عندما اقترب منها و أكمل كلامه :
«لا يحتاج المرء إلا إلى النظر إليكِ ليعرف ما كنتِ تفعلين» .و مد يده ليزيح الشعر عن كتفيها و حاول تقبيلها لكنها صرخت في وجهه :
«ابتعد عني ! لن أدعك تكمل انتقامك» .«انتقام ؟ أي انتقام ؟»
سأل مستفسراً .«لقد قلت بأنك ستنتقم مني لأني نعتك بالجبن و صفعتك على وجههك، و أظن بأنك انتقمت مني بجري إلى السرير، بالإضافة إلى تصميمك على معاقبتي باستغلالي إلى آخر درجة» .
نظر إليها نيل بهدوء مدهش ثم ضحك بعمق .
«إذن أنا الذي أستغلكِ أليس كذلك و لكني لا أظن ذلك، لقد استجبتِ لي بكامل ارادتكِ و أكثر مما توقعت، في الواقع لقد عرفت بأنكِ ترحبين بقبلاتي و أنكِ اشتقتِ إلى ممارسة الحب معي منذ وقت طويل» .
صمت لبرهة ثم قال :
«أتذكرين المرة الأولى التي قبلتكِ فيها كرستي ؟ عندما جلستِ على الكرسي العتيق في كوخي شعرت بأنكِ بريئة جداً و لم تمسي من قبل، تصوري بأني ظننتكِ خيالاً و اضطررت إلى تقبيلكِ لأعرف بأنكِ انسان حقيقي يجلس أمامي، كانت شفتاكِ ناعمتان و لم يعرفا القبل لكنهما تعلمتا سريعاً، و أظن أنكِ لم تكوني بريئة كما ادعيتِ» .«لقد كنت بريئة يا نيل، لأنك كنت أول انسان يقبلني بهذه الطريقة» .
«أنا أشك بذلك» .
ضحك نيل مما جعلها تغضب و تتجه إلى طاولة الزينة لتربط شعرها و هي تقول :
«على كل حال فقبلاتك لا علاقة لها بالحب، أنت كاذب حتى في حبك يا نيل، مجرد كاذب» .قالت كرستي هذا و فتحت درج الطاولة، و لدهشتها، وجدت علبة كبيرة مليئة بالدبابيس و شرائط الشعر النسائية، من كل الألوان، اختارت شريطة حمراء و ربطت بها شعرها ثم نظرت إلى نيل و قالت :
«أنت لا تعرف ما هو الحب، و لو عرفته لإخترت البقاء مع زوجتك في نيويورك» .سكتت قليلاً ثم قالت :
«نيل، لقد لاحظت بأنك لم تتغير مطلقاً، ما زلت تحب العيش مع النساء لإيقاع إحداهن في شباكك ثم توهمها بحبك كي تحصل منها على ما تريد» .«كنت سأستغلكِ اليوم أيضاً لو لم يقاطعنا أحمد و توقعتِ أن أعيد إليكِ ثقتكِ بحبي كي أصل إلى غايتي، أليس هذا ما تظنين ؟»
قال نيل هذا و بدا الغضب واضحاً على وجهه و لمعت عيناه ببريق الألم، شتم بصوت منخفض ثم اقترب من النافذة و قال بصوت بارد خالي من الأحاسيس :
«يبدو منظر کارین رود جميلاً من هنا و أجمل بكثير مما يبدو من غرفة المكتب حيث كان أليك يراقبكِ من خلال التيليسكوب» .
ثم نظر إليها و سألها :
«هل عرفتِ بأنه كان يراقبكِ عندما كنتِ تزورينني في كوخي ؟»
YOU ARE READING
عودة الحبيب الضال // روايات عبير الجديدة
Romanceالملخص : منذ أربع سنوات، عاشت قصة حب جارفة، ترك نيل دایسارت بعدها كرستي بقسوة دون كلمة توضيح، و ظهر مجدداً و هو يتوقع اعادة كل شيء إلى ما كان عليه كما تركه، و اكتشفت كرستي أن كل الحب و الهيام من جانبها لا يزال موجوداً، و في الوقت نفسه، عرفت أن نيل م...