الفصل الثامن

522 15 0
                                    

وقفت كرستي و نظرت إليه مباشرة و قالت :
«أحمد قام بواجبه فقط لأنه مسؤول عن سلامة حسين» .

«بالتأكيد و أنا أراهن بذهابه حالاً إلى الشيخ لإخباره بأنكِ سيدة لا تتمتعين بالأخلاق و لا تناسبينه مطلقاً» .
ضحك و نظر إليها نظرة ساخرة عندما اقترب منها و أكمل كلامه :
«لا يحتاج المرء إلا إلى النظر إليكِ ليعرف ما كنتِ تفعلين» .

و مد يده ليزيح الشعر عن كتفيها و حاول تقبيلها لكنها صرخت في وجهه :
«ابتعد عني ! لن أدعك تكمل انتقامك» .

«انتقام ؟ أي انتقام ؟»
سأل مستفسراً .

«لقد قلت بأنك ستنتقم مني لأني نعتك بالجبن و صفعتك على وجههك، و أظن بأنك انتقمت مني بجري إلى السرير، بالإضافة إلى تصميمك على معاقبتي باستغلالي إلى آخر درجة» .

نظر إليها نيل بهدوء مدهش ثم ضحك بعمق .

«إذن أنا الذي أستغلكِ أليس كذلك و لكني لا أظن ذلك، لقد استجبتِ لي بكامل ارادتكِ و أكثر مما توقعت، في الواقع لقد عرفت بأنكِ ترحبين بقبلاتي و أنكِ اشتقتِ إلى ممارسة الحب معي منذ وقت طويل» .
صمت لبرهة ثم قال :
«أتذكرين المرة الأولى التي قبلتكِ فيها كرستي ؟ عندما جلستِ على الكرسي العتيق في كوخي شعرت بأنكِ بريئة جداً و لم تمسي من قبل، تصوري بأني ظننتكِ خيالاً و اضطررت إلى تقبيلكِ لأعرف بأنكِ انسان حقيقي يجلس أمامي، كانت شفتاكِ ناعمتان و لم يعرفا القبل لكنهما تعلمتا سريعاً، و أظن أنكِ لم تكوني بريئة كما ادعيتِ» .

«لقد كنت بريئة يا نيل، لأنك كنت أول انسان يقبلني بهذه الطريقة» .

«أنا أشك بذلك» .

ضحك نيل مما جعلها تغضب و تتجه إلى طاولة الزينة لتربط شعرها و هي تقول :
«على كل حال فقبلاتك لا علاقة لها بالحب، أنت كاذب حتى في حبك يا نيل، مجرد كاذب» .

قالت كرستي هذا و فتحت درج الطاولة، و لدهشتها، وجدت علبة كبيرة مليئة بالدبابيس و شرائط الشعر النسائية، من كل الألوان، اختارت شريطة حمراء و ربطت بها شعرها ثم نظرت إلى نيل و قالت :
«أنت لا تعرف ما هو الحب، و لو عرفته لإخترت البقاء مع زوجتك في نيويورك» .

سكتت قليلاً ثم قالت :
«نيل، لقد لاحظت بأنك لم تتغير مطلقاً، ما زلت تحب العيش مع النساء لإيقاع إحداهن في شباكك ثم توهمها بحبك كي تحصل منها على ما تريد» .

«كنت سأستغلكِ اليوم أيضاً لو لم يقاطعنا أحمد و توقعتِ أن أعيد إليكِ ثقتكِ بحبي كي أصل إلى غايتي، أليس هذا ما تظنين ؟»

قال نيل هذا و بدا الغضب واضحاً على وجهه و لمعت عيناه ببريق الألم، شتم بصوت منخفض ثم اقترب من النافذة و قال بصوت بارد خالي من الأحاسيس :
«يبدو منظر کارین رود جميلاً من هنا و أجمل بكثير مما يبدو من غرفة المكتب حيث كان أليك يراقبكِ من خلال التيليسكوب» .
ثم نظر إليها و سألها :
«هل عرفتِ بأنه كان يراقبكِ عندما كنتِ تزورينني في كوخي ؟»

عودة الحبيب الضال // روايات عبير الجديدةWhere stories live. Discover now