الفصل الثاني عشر و الأخير

848 33 0
                                    

قال نيل هذا و اقترب منها يعانقها بعنف لم تعهده من قبل لكنها لم تعارض و لم تقاوم بل استسلمت له بكل جوارحها ثم رفع شفتيه عنها و قال :
«أنتِ لا تزالين على حبي، شفتيكِ و جسمكِ يقولان هذا» .

و غرقا في حبهما هنا في الغرفة ذاتها عندما اشتعل قلبهما بنيران حبه لأول مرة، و شعرت بأنها تذوب بين ذراعيه و شعرت بالنار تشتعل في قلبها الحزين التواق له منذ سنين لقد عاشت على هذا الأمل، أمل عودته إليها، و ها هو قد عاد من جديد، و صرخ قلبها بأنه لها، لها وحدها من الآن فصاعداً، لن يتركها مجدداً فلتستسلم له لأنه حبيبها الأول و الأخير .

أفاقت قليلاً على صوته يقول بحنان :
«كرستي ابقي معي الليلة، أريدكِ إلى جانبي» .

عندها عادت إلى وعيها و بدأت تدفعه عنها لتتحرر منه لكنه كان قوياً جداً و مصمم على أخذ ما يريد، ثم ردت عليه بضعف :
«لا أستطيع، لا أستطيع اعذرني» .

«لماذا ؟ أعرف بأنكِ تريدين البقاء إلى جانبي كما أريدكِ» .

و قربها إلى صدره أكثر فأكثر لكنها صرخت في وجهه :
«لا، ابتعد عني، لا أستطيع» .

«أنتِ تعرفين بأني قادر على تغيير رأيكِ بسهولة» .

«لا أظن بأنك تريد أن أستجيب لك بالقوة، لهذا أطلب منك أن تقبل رفضي لأني لا أثق بك» .

«ماذا تريدين أن تفعلي ؟» .

«أريد أن أذهب إلى المنزل» .

عندها اتجه نيل نحو الباب و فتحه حيث لبست حذاءها و جواربها ثم صعدت معه إلى السيارة و بعد عشر دقائق وصلا إلى منزلها و قال بتهذيب :
«هل تريدين أن أساعدكِ في الدخول إلى البيت ؟»

«لا، شكراً، أستطيع أن أدخل بمفردي، شكراً على ايصالي إلى البيت» .

أقفلت الباب خلفها و أدار محرك السيارة و عاد من حيث أتى يلفه الليل بظلامه .

أمضت كرستي ليلة حزينة سهرت خلالها مع أحزانها و لم تنم إلا في الساعات الأولى من الصباح، استيقظت و أشعة الشمس تملأ غرفتها و تذكرت موعدها مع المحامي فقامت من السرير بسرعة و غيرت ملابسها .

بعد نصف ساعة كانت توقف سيارتها في الموقف العام و تمشي في الشارع الرئيسي لتصل إلى مكتب المحامي في المبنى الذي يضم رابطة المحامين، و التقت بالمحامي الذي حياها و قال :
«شكراً على مجيئكِ يا سيدة وايت اليوم» .

كان انساناً طبيعياً و سهل المعشر بعيداً عن التكلف و أشار إليها بالجلوس .

ثم جلس في مواجهتها و قال :
«الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ لأن القضية معقدة» .

«أنا لا أعرف لماذا تناقش مضمون وصية زوجي معي أنا، فالوصية تحتاج إلى وقت لإثبات صحتها» .

عودة الحبيب الضال // روايات عبير الجديدةWhere stories live. Discover now