الفصل السابع

479 14 0
                                    

أحست كرستي برغبة في اللحاق بهم و الإستماع إلى حديثهم، كي تمنع نيل من الإنفراد بكاميلي .

لكنها أبعدت نظرها عنهم عندما قالت لها ماري :
«الكل يترك المكان و الشيخ يودع زواره، و أظن بأننا نستطيع تجميع الأكواب و الصحون لإعادتهم إلى المطبخ، و لكن هل تمانعين في مساعدتي ؟»

«لا، أبداً يا ماري» .
قالت كرستي .

و دخلت مع ماري إلى المطبخ حيث قاما بالمهمة على أكمل وجه، و بعد ساعة قررت كرستي الخروج من المطبخ لكنها فوجئت بنيل يدخل و يحيي ماري التي قالت له :
«إن رؤيتك هنا شيء عظيم، فقد أخبرني هاميش بأنك تمكث في الكارين رود، و أظن بأنك لاحظت التغييرات التي حصلت في المزرعة، و كلها بفضل السيدة وايت، فهي تعرف كل شيء يخص الزراعة و الغابات و لكن هل تريد شيء ما ؟»

«كل ما أريده هو التحدث إلى السيدة وايت» .
قال نيل و هو ينظر إلى كرستي ببرود .

«حسناً، سأذهب الآن إلى بيتي قبل مجيء الطباخ العربي، الذي يجعل مطبخي في حالة فوضى، سأراكِ غداً يا سيدتي» .
قالت ماري هذا و هي تلبس معطفها و حذاءها العالي الساق ثم قالت و هي خارجة :
«طاب يومكما» .
و تركت الغرفة .

بسرعة خلعت كرستي المئزر الذي لبسته عندما ساعدت ماري في غسل الصحون، و سألها نيل :
«لماذا قررتِ تعليق صورة والدي في القاعة الكبرى ؟»

«قررت أن أضعها في مكانها الصحيح، و قد فوجئت لعدم تعرفك عليه» .
قالت كرستي .

«و كيف لي أن أعرفه و لم أراه عندما كان حياً» .

«و لكنه زارك مع أمك عندما كنت تعيش معها في المزرعة الصغيرة» .

«هذا ممكن و لكني لا أذكره، كما أنني لم أعرف بأنه والدي حتى أخبرتني أمي عنه قبل موتها منذ أربع سنوات، عدت بعدها إلى هنا بسرعة كي أرى أليك» .
سكت قليلاً و ضحك ثم تابع كلامه :
«غضب أليك كثيراً عندما ظهرت في حياته، و عندما رأيت الصورة عرفت لماذا، فلم يكن يحب وضع صورة والده هنا، هل رأيتِ اللوحات التي رسمتها أمي ؟»

«نعم، لقد رأيتها مؤخراً» .

«أحب أن أراهم، و أريد أن أقبلهم منكِ بعد أن عرضتهم عليّ، هل البرج مفتوح ؟»
سأل نیل .

«لا، و لكن مفتاح الغرفة معي» .
أخذت كرستي المفتاح المعلق على الباب و أعطته لنيل و قالت له :
«هذا هو الباب المؤدي إلى البرج، و عندما تنتهي اقفل البابان ثم أعد المفتاح إلى مكانه» .

قالت كرستي و هي تشير إلى المكان المخصص لوضع المفاتيح، لكنها فوجئت به يقول :
«أريدكِ أن تأتي معي» .

لكنها قالت و هي تخرج من المطبخ :
«في الواقع، ليس لدي الوقت الكافي، و الآن اعذرني» .

«لا، لن أعذركِ، بما أنكِ سيدة هذا المنزل يجب أن تكوني موجودة عندما آخذ اللوحات كشاهدة على ما حدث» .

عودة الحبيب الضال // روايات عبير الجديدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن