عودة الحبيب الضال // روايات ع...

By RowaidaEhab7

11.5K 247 1

الملخص : منذ أربع سنوات، عاشت قصة حب جارفة، ترك نيل دایسارت بعدها كرستي بقسوة دون كلمة توضيح، و ظهر مجدداً و... More

الملخص
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر و الأخير

الفصل الثامن

539 15 0
By RowaidaEhab7

وقفت كرستي و نظرت إليه مباشرة و قالت :
«أحمد قام بواجبه فقط لأنه مسؤول عن سلامة حسين» .

«بالتأكيد و أنا أراهن بذهابه حالاً إلى الشيخ لإخباره بأنكِ سيدة لا تتمتعين بالأخلاق و لا تناسبينه مطلقاً» .
ضحك و نظر إليها نظرة ساخرة عندما اقترب منها و أكمل كلامه :
«لا يحتاج المرء إلا إلى النظر إليكِ ليعرف ما كنتِ تفعلين» .

و مد يده ليزيح الشعر عن كتفيها و حاول تقبيلها لكنها صرخت في وجهه :
«ابتعد عني ! لن أدعك تكمل انتقامك» .

«انتقام ؟ أي انتقام ؟»
سأل مستفسراً .

«لقد قلت بأنك ستنتقم مني لأني نعتك بالجبن و صفعتك على وجههك، و أظن بأنك انتقمت مني بجري إلى السرير، بالإضافة إلى تصميمك على معاقبتي باستغلالي إلى آخر درجة» .

نظر إليها نيل بهدوء مدهش ثم ضحك بعمق .

«إذن أنا الذي أستغلكِ أليس كذلك و لكني لا أظن ذلك، لقد استجبتِ لي بكامل ارادتكِ و أكثر مما توقعت، في الواقع لقد عرفت بأنكِ ترحبين بقبلاتي و أنكِ اشتقتِ إلى ممارسة الحب معي منذ وقت طويل» .
صمت لبرهة ثم قال :
«أتذكرين المرة الأولى التي قبلتكِ فيها كرستي ؟ عندما جلستِ على الكرسي العتيق في كوخي شعرت بأنكِ بريئة جداً و لم تمسي من قبل، تصوري بأني ظننتكِ خيالاً و اضطررت إلى تقبيلكِ لأعرف بأنكِ انسان حقيقي يجلس أمامي، كانت شفتاكِ ناعمتان و لم يعرفا القبل لكنهما تعلمتا سريعاً، و أظن أنكِ لم تكوني بريئة كما ادعيتِ» .

«لقد كنت بريئة يا نيل، لأنك كنت أول انسان يقبلني بهذه الطريقة» .

«أنا أشك بذلك» .

ضحك نيل مما جعلها تغضب و تتجه إلى طاولة الزينة لتربط شعرها و هي تقول :
«على كل حال فقبلاتك لا علاقة لها بالحب، أنت كاذب حتى في حبك يا نيل، مجرد كاذب» .

قالت كرستي هذا و فتحت درج الطاولة، و لدهشتها، وجدت علبة كبيرة مليئة بالدبابيس و شرائط الشعر النسائية، من كل الألوان، اختارت شريطة حمراء و ربطت بها شعرها ثم نظرت إلى نيل و قالت :
«أنت لا تعرف ما هو الحب، و لو عرفته لإخترت البقاء مع زوجتك في نيويورك» .

سكتت قليلاً ثم قالت :
«نيل، لقد لاحظت بأنك لم تتغير مطلقاً، ما زلت تحب العيش مع النساء لإيقاع إحداهن في شباكك ثم توهمها بحبك كي تحصل منها على ما تريد» .

«كنت سأستغلكِ اليوم أيضاً لو لم يقاطعنا أحمد و توقعتِ أن أعيد إليكِ ثقتكِ بحبي كي أصل إلى غايتي، أليس هذا ما تظنين ؟»

قال نيل هذا و بدا الغضب واضحاً على وجهه و لمعت عيناه ببريق الألم، شتم بصوت منخفض ثم اقترب من النافذة و قال بصوت بارد خالي من الأحاسيس :
«يبدو منظر کارین رود جميلاً من هنا و أجمل بكثير مما يبدو من غرفة المكتب حيث كان أليك يراقبكِ من خلال التيليسكوب» .
ثم نظر إليها و سألها :
«هل عرفتِ بأنه كان يراقبكِ عندما كنتِ تزورينني في كوخي ؟»

«نعم، لقد أخبرني أليك بذلك، و لكن كيف عرفت بمراقبته لي ؟»

«لأنه أخبرني أيضاً، كان يكرهني كثيراً، و لهذا أبعدتني أمي عن بالمور عند وفاة والدي، لم تكن تثق بأليك، لكني عدت إلى هنا بعد وفاتها و كأني مجبر على المجيء» .
سكت قليلاً ثم حدق مباشرة في عينيها و قال :
«أتيت إلى هنا، و التقيتكِ و وقعت في حبكِ عند غياب شمس أحد الأيام» .

«لا، لم تحبني، فقد تظاهرت بحبي، و لم تهتم لمشاعري أبداً» .
سكتت قليلاً ثم مدت يدها إليه و قالت :
«أعطني المفتاح أرجوك، أريد الخروج الآن، فقد وعدت حسين بالعشاء مع ضيوفه هذا المساء و أريد تبديل ملابسي قبل أن يمضي الوقت» .

«لقد دعاني أيضاً إلى العشاء في السابعة و الساعة الآن الخامسة و النصف، ما زال أمامنا الوقت الكافي لإكمال حديثنا، كنت مجنوناً عندما أردت الزواج منكِ بعد أن أكمل تخصصي كجراح، ألا تصدقيني يا كرستي ؟»

«لا، لا أصدقك، فقد ذهبت من دون أن تخبرني، و لم تكتب لي رسالة تعلمني فيها بمكان وجودك، فلو كنت تهتم لأمري ما تركت المكان قبل وداعي و على الأقل كان عليك أن تترك رسالة لي لأعرف مصيري» .

«لكني تركت لكِ رسالة أطلب فيها الزواج منكِ، أعرف بأني تركتكِ بسرعة لكن كان عليّ أن ألحق بفرصة العمر التي تتيح لي العمل مع جراح عظيم في نيويورك، فتركت لكِ رسالة مع أليك بعد أن كلمني عنكِ كثيراً» .

«ماذا قال لك عني ؟»

«قال بأنكِ عابثة» .

«أنا، قال عني أليك بأني عابثة ؟ لا أصدق فأنت تخترع هذه القصة» .

«لا، أنا لا أكذب، فهذا ما قاله لي أليك، حصل هذا حين أخبرته عن المقابلة التي سأجريها في نيويورك مع الجراح الكبير كارل وينغارتن ثم تطرقت إلى الحديث عنكِ و أخبرته بأني أريد الزواج منكِ عندها بدأ يحدثني عن أخلاقيات النساء، عن المرأة التي يجب أن أختارها کشریکة لحياتي و أخبرني بأنه يريد الزواج منكِ و وعدته بالقبول فور تخرجكِ من الجامعة» .

«أنا وعدته ؟ كيف تقول هذا ؟»
سألت كرستي بغضب .

«أنتِ تعرفين ماذا فعلتِ معه جيداً و كيف أفهمته من خلال تصرفاتكِ تجاهه بأنك تريدينه و قال أيضاً بأنكِ تحبينه و مارستِ الحب معه، و لم يكتفي بهذا بل قال أيضاً بأنه أراد تحذيري منكِ و من عبثكِ الدائم معي و معه لكنه تردد في ذلك» .

وضعت كرستي يداها على رأسها و قالت بغضب :
«أنا لا يمكن أن أصدقك، كيف يمكن لأليك أن يتكلم عني بهذا الشكل ؟»

«أنا لا أكذب، في البداية لم أصدقه و نعته بالكذب عندها تحداني و طلب مني أن أترك رسالة لكِ يعرف من خلالها إذا كنتِ صادقة أم كاذبة، و بدا أليك حينها متأكداً من رفضكِ لي، فكتبت لكِ الرسالة و وضعتها على طاولته ثم نادى ماري تاغارت و أعطاها الرسالة و طلب منها أن تسلمكِ إياها» .

«لكني لم أستلم أي رسالة من ماري، أوه نيل كف عن الكذب» .
و صرخت كرستي في وجهه و وضعت يداها على وجهها لتخفي ألمها .

«أنا لا أكذب كرستي، فأظن بأن ماري وضعتها في منزلكِ لكن لا تتظاهري بالبراءة لأن ماري لن ترتاح قبل أن توصل الرسالة لكِ» .

«أنا لا أتظاهر بالبراءة نيل صدقني أنا لم أستلم الرسالة و أظن بأنك تدعي كتابة هذه الرسالة كي تخفي ذنبك» .

«أنا لست مذنباً يا كرستي» .

«لماذا إذن ؟»

«اللعنة» .
قال نيل و اقترب من النافذة و تابع بقسوة :
«للمرة الأخيرة أقول لكِ بأني كتبت رسالة لكِ أطلبكِ فيها للزواج كما طلبت منكِ أن تكتبي لي جوابكِ على عنواني في نيويورك، و عندما لم تجيبي على رسالتي، عرفت بأن أليك على حق عندها وضعت مستقبلي أمام عينيّ و نسيت النساء، و قد نجحت و جمعت المال الكثير و كله بفضلكِ أنتِ، فرفضكِ لي جعلني أهتم لمستقبلي و أصبح على ما أنا عليه الآن» .

«أنت مخطيء يا نيل فأنا لم أرفضك لأنني لم أستلم رسالتك فلو استلمتها لكنت أجبت عليها و كل شيء كان غير ذلك، و لكن لماذا أحاول معك ؟ فأنت لا تصدقني، و أنا لا أصدقك، لأن الشخص الذي يعرف الحقيقة ميت» .

نظر إليها بحدة و قال :
«أتعنين أليك ؟»

«نعم، عندما سألته عن مكانك حذرني منك و شبهك بوالدك، لأن أخلاقك مع النساء دائماً سيئة، و قال بأنك لن تعود و لن أسمع عنك بعد الآن، و هذا ما حصل لأنك لم تعد و لم أسمع عنك ثانية، و ما كان بيننا مات بسرعة و بعدك عني أخرجك من عقلي بسرعة أيضاً و الآن يا نيل هل أستطيع أن أخرج من الغرفة ؟»

اقترب منها بهدوء و وضع علاقة المفاتيح في يدها فأخذت مفتاحاً و أدخلته في القفل و استدارت فجأة قبل أن تكمل فتح الباب على صوت نيل يقول :
«لكني عدت، لقد عدت و لم ينتهي أي شيء بيننا ... فقد بدأ كل شيء بيننا من جديد، بدأ هنا في عش الحب هذا حيث كان أبي يحضر أمي معه إلى هنا» .

قال نيل هذا و لف ذراعيه حول خصرها ليقربها منه و مع أن فمه لم يلامس فمها أحس باضطرابها و عرف مدى سيطرته عليها و امكانيته في اشعال نار الحب فيها، لكن كرستي فهمت ما يدور في خلده و أبعدته عنها بكل ما أوتيت من قوة و قالت بتصميم :
«لا، لن نبدأ من جديد، لقد أصبح حبنا بارداً كالرماد» .

«لا، ليس بارداً فما زال هناك بعض الجمرات، و هذا أفضل في عمرنا هذا لأننا أكبر و أنضج و أكثر معرفة بأمور الحياة، لهذا يجب أن نكمل ما بدأناه منذ أربع سنوات» .

أبعدت كرستي يداه عنها و مشت باتجاه الباب و هي تقول :
«لا أريد أن أكمل معك شيئاً و لا تظن بأنك ستقيم معي علاقة غرامية كي تمضي فترة الصيف هنا في كارين رود، لكن يمكن ايجاد امرأة أخرى تقبل بعلاقة سرية مع رجل متزوج» .

«أنتِ مخطئة كرستي، و أتمنى أن تسمعين قبل أن تحكمي ...»

قاطعته كرستي و قالت :
«لقد تعبت من سماعي أكاذيبك، و أتمنى من صميم قلبي لو لم تعد إلى هنا، صدقني فكلما أسرعت في العودة إلى نيويورك كلما ارتاحت أعصابي أكثر، و لا تنسى أن تأخذ اللوحات التي ستجدها هناك» .

و أشارت إلى المكان الذي وضعت فيه اللوحات بالقرب من الخزانة ثم استدارت و خرجت من الغرفة .

نزلت كرستي السلم و وصلت إلى المطبخ حيث وجدت جابر طباخ حسين الخاص يعطي تعليماته لمساعديه بينما جلس أحمد إلى جانب الباب و وقف حين رأى كرستي تقترب منه و سألها :
«هل أقفلتِ الباب يا سيدتي ؟»

«لا، فالسيد دايسارت لا يزال فوق و المفاتيح معه و الآن اعذرني» .
قالت كرستي هذا و خرجت من المطبخ ثم تركت المنزل من الباب الجانبي .

مشت كرستي في الباحة الأمامية للمنزل تحت المطر حيث رأت سيارتان متوقفتان فيها، الأولى كانت كاديلاك ليموزين سوداء اللون، و فكرت كرستي بأنها تخص أحد ضيوف حسين، أما الثانية فكانت جاغوار رمادية اللون أدرکت بأنها تخص نيل مما ذكرها بالسيارة القديمة التي كان يملكها منذ أربع سنوات خلت .

أسرعت كرستي الخطى باتجاه مزرعتها الصغيرة و أحست بشوق إلى العزلة و الوحدة مع أفكارها تذكرت اتهام نيل بانها اخطأت في حقه و لكن ألم يخطيء في حقها أيضاً ؟

وصلت إلى المنزل و هي تفكر به، فدخلت بسرعة إلى غرفة نومها و أقفلت الباب خلفها و جلست على السرير و يداها على وجهها، أحست كرستي بأنها مريضة و متعبة، و فكرت ماذا يمكنها أن تفعل الآن ؟ و تذكرت كرستي كلمات نيل و سألت نفسها، هل بعث لها برسالة ؟ و لكنها لم تستلمها، و أدركت بأن الشخص الوحيد الذي يعرف الحقيقة هو ماري تاغارت .

و فجأة تذكرت كرستي بأنها مدعوة للعشاء مع حسين و ضيوفه في بالمور فقامت من مكانها و لبست ثيابها و تبرجت، و بعد نصف ساعة انتهت من زينتها و نظرت إلى نفسها في المرآة و قارنت نفسها بما كانت عليه منذ أربع سنوات حيث كانت حساسة و خجولة كان حلمها الوحيد أن تحب طبيباً و لكن الآن فالحزن يملأ مقلتيها و كل من ينظر إلى عينيها يعرف بأن كرستينا وايت تفتقد السعادة و الحب، صحيح بأنها نجحت في عملها كمديرة للمزرعة و مشرفة على نمو المزروعات و الأشجار، و لكن الثمن كان باهظاً جداً .

و فجأة أحست بالألم يعتصر قلبها و بارتعاش في جسمها فحبها لنيل يجري في عروقها و لو عرفت بأمر الرسالة في حينها لسافرت إليه بأسرع وقت و تركت الجامعة قبل تخرجها حتى و لو لم يطلب منها الزواج .

و عادت لتسأل نفسها هل كتب لها رسالة ؟ ربما و لكن اليوم أحست بأن حبهما عاد بشكل مختلف و لهذا تشعر بالتعاسة .

و لكن لماذا ؟ ألأن أحمد فاجأهم ؟ لا، فقد رفضت محاولة نيل لتقبيلها بعد رحيل أحمد فلم تستطع أن تستسلم له لأنها لا تثق به و خافت أن يؤذي مشاعرها مرة ثانية .

طردت هذه الأفكار من رأسها و تذكرت بأن عليها الإسراع في تحضير نفسها للعشاء، فلبست فستاناً حريرياً أحمر اللون، و ذهبت إلى بالمور .

Continue Reading

You'll Also Like

405 52 11
هل تؤمنون الحب من اول نظرة ؟ تدور احداث قصتنا عن فتاة احبت شاب في المدرسة الثانوية ومرحلة المراهقة #تالين . # سيف هل سيبادلها الشاب الحب ام للقدر ر...
9.1K 987 19
عندما تكون محطة للحب من قبل الكثير.... تبني في تخيلاتك السعادة.... ولكن عندما تسقط الاقعنة هنا تتوقف الألسنة وتبدأ العقول بالكلام والخطط...
3.7K 66 8
لا ادري كيف احببتها ومتى .... هذه حقيقة ..لم ادركها الا متأخراً .... الان تريد ان تتركني ... وانا لا استطيع الرفض ... احبها ... ولاني احبها سأتركها و...
841K 24.7K 39
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...