مَا بَينَ الحُبِّ وَ الحَرب...

By Lisa-Adia03

56.5K 2.3K 4.3K

- وَ هَل ليُونِيل دِي مَاريَا يَعرِفُ مَعنى الحُب؟ - ليُونيِل لاَ يَعرِفُ الحُب وَ اِنَما غَارَقٌ فيِ العِشقِ... More

intro
part 1
part 2
part 3
part 4
part 5
part 7
part 8
مرحبااااا اعزائي
رمضان كريم ❤
part 9
part 10
part 11
part 12
part 13
part 14

part 6

3.1K 161 540
By Lisa-Adia03

التفاعل بالبارت السابق لم يعجبني لذا تأخرت بالتنزيل  احبطتوني يا جماعة

البارت طويل  قبل البدأ اضغط على vote  نعم انت مالذي تنتظره هيا اضغط ... شكراا

~~~~~~~~~~~

I dont like the way he's  looking at
you
  i'm  starting  to think that you want him to
am i crazy  ? have i lost you ?

~~~~~~~~

تقدم إليها بخطوات واثقة الى ان وصل الى وجهته ترك مسافة معتبرة بينهما و اردف بنبرة عميقة

" يقال ان على المرء ان يتأمل الحرب و الفن من بعيد"

حركت عدستيها نحو مصدر الصوت الذي تطفل على خلوتها  دون ان تغير من وضعيتها  او تنبس ببنت شفة

" لوحة ولادة فينوس  للفنان الايطالي  ساندرو  بوتيتشيلي , من يراها من اول  نظرة  سيعتقد انها مجرد لوحة لفتاة عارية تقفة على صدفة وسط البحار لكن المعنى اعمق من ذلك بكثير , ارجو منك العودة الى الخلف بخطوات خفيفة حتى تستطيع عينك رؤية ما سأشرحه "

ضاقت عيناها و هي تنظر للوحة بشرود  خطت خطوة للخلف  ليطابها ليونيل بالمزيد  , لبت طلبه و عادت بخطوتين  نحو الوراء  ليتسلل   عطره الرجالي الى انفها , جاعلا منها تثني على ذوقه الرفيع داخل عقلها , ابتسمت برضى  عند سماع صوته الذي امرها بالتوقف  , شابكت ذراعيها  و ابدت كامل اهتمامها لما سيتفوه به 

" قشرة  الصدفة التي تحتوي على فينوس , تعبر عن رحم المرأة اما الرياح  فتعني روحانيات العصر القديم , الرجال و النساء في اللوحة يمثلون وحدة الحب الجسدي و الروحاني , اما فينوس شخصيا او كما أسماها اليونانيون قديما  الإلهة افروديت  , فتمثل الجمال الأنثوي ,الحب , الرغبة و  الجنس "

طيف ابتسامة غامضة  رسمت على وجهها الجميل  رفعت يدها  قليلا لتشير الى شجرة مزهرة على طرف اللوحة و اردفت بهدوء

" شجرة البرتقال ترمز الى الحياة الأبدية و الخلود "

التفتت نحو الواقف خلفها تماما  لتسأله

" كيف لك ان تنسى  تفصيلا مهما كهذا؟"

وقف قبالتها  و هو يحدق بعينيها  ببرود ظاهر على ملامح وجهه قائلا

"صحيح انني لم اقم بذكرها , لكن هذا لا يعني انني قد نسيت امرها  سيدتي "

ضل صامتا لوهلة دون ان ينطق بكلمة اخرى  , ظهر بريق غامض في عينيه ثم اكمل بصوته الاجش

" لم تفارق تلك التفاصيل ذاكرتي  ابدا , صدقيني"

- لما لم تذكرها اذا؟

قالت بتسائل  , فإجابته كانت مثيرة للريبة نوعا ما و البريق الذي ظهر بعينية جعلها تشعر بالارتباك و الفضول في آن واحد , كانت إجابة بسيطة منه لكنها تحمل وزنا ثقيلا من المعاني الدفينة , لذا قررت التعمق في الحديث معه لعلها تشبع القليل من الفضول الذي سيطر على تفكيرها

زم شفتيه  مجيبا بعدم مبالاة

" دعينا نقول انني لا اتحدث عن الامور التي لا أمن بها عادة , لم يسبق لي ان صادفت بما يسمى بالخلود , انه شئ من صنع خيال الإنسان , فجميعنا نتمنى خلود  بعض  اللحظات و  الاشخاص عادة  , لكنها تبقى امنية يستحيل تحقيقها "

تبادلا النظرات بصمت  و هو ينظر اليها  بثبات غريب بينما قطبت الأخرى حاجبيها بحذر و ارتياب قائلة

" افهم من كلامك انك تأمن بوحدة الحب الجسدي و الروحي بما انك استطعت  رؤية تجسيده على اللوحة "

ابتسمت بجانبية و اكملت بإستهزاء

" لا تبدو كشخص يأمن بالحب من الاساس!"

-هذا  راجع الى  تعريف الحب بقاموسك الشخصي سيدة .."

- مدت يدها نحوه قصد مصافحته قائلة بترحيب

" انوشكا اذاروفا "

بادلها ليونيل  و ابتسامته الهادئة لم تفارق ثغره قائلا

" ليونيل دي ماريا "

لم تشعر بنفسها و هي تظهر تلك النظرة المندهشة و تقول

" ا تقصد ليونيل دي ماريا  وحش الاقتصاد شخصيا؟"

بقيت تحدق به بخضراوتيها المتسعتين  بينما اكتفى  ليونيل بالايماء لها  و الابتسام
وقفت امامه بفم مطبق تحدق بالوسيم امامها بشرود  , حتى تحدثت بتدارك

" انك شاب للغاية لتحظى بإمبراطورية بهذا الحجم  , آسفة لكنني ضننتك رجلا عجوزا  نسبةً لإنجازاتك  الكثيرة"

- "لا داعي للإعتذار , انا شخصيا أنصدم لنفس السبب احيانا "

-"يالا التواضع " 

نبست متنهدة

- "التواضع صفة يتحلى بها  الفاشلون  غالبا  فهم لا يمتلكون انجازات للتفاخر بها من الاساس "

-"لو سمحت !"

أوقفت انوشكا النادل الذي مر من امامهم   بلكنتها الروسية لتلتقط  كأسين من الصينية التي بيده  , قدمت الكأس  الاول ليونيل  ليأخده و يضعه بمكانه الاول  قائلا بإحترام 

" أقدر ضيافتك هذه,  لكنني أتأسف كوني شربت بما فيه الكفاية لليوم"

اومئت بتفهم  و اخذت كأسا آخرا من اجلها , ارتشفت القليل منه ثم اردفت  بتسائل

" الى من تدين انجازاتك سيد دي ماريا ؟"

رفع حاجبه الأيمن مستنكرا سؤالها  ثم قال

" هل انت جادة؟"

وضع يده بجيبه و عدل من وضعيتيه  ثم اكمل

العمل دائما يتعلق  بالناس و انا جيد بما فيه الكفاية للتعامل معهم"

- او ربما قد تكون شخصا قد حالفه الحظ  لا غير "

اردفت  انوشكا بينما كانت تتجرع من كأس النبيذ خاصتها دون  ان تزيح عينها عن ملامحه الوسيمة  بينما كان يركز  ليونيل على لغة جسدها و طريقة كلامها بالحرف الواحد , نظر الى ساعته الباهضة للحظة  ابتسم بإنتصار  قائلا تحت انفاسه "

ربع ساعة و ثلاثة ثواني  "

اعاد  عدستيه الفحمية نحوها ثم اكمل

الناس امثالك يؤمنون  بالحظ كثيرا , لكنني من اصنع حظي الخاص , لا يوجد شئ  يدعى بالصدفة او الحظ  سيدة أنوشكا "

- " تبدو مهووسًا بالسيطرة "

اقترب منها  ليفصل بينهما القليل من الإنشات , رفع  خيط فستانها الحريري الذي كان متدليا على احد اكتافها بإهمال  , حرك اصابعه الخشنة على بشرتها الصافية بهدوء جاعلا من جسدها يقشعر  بسبب الرغبة التي طغت بدواخلها بلعت ريقلها بهدوء عندما اقترب من شحمة اذنها هامسا

" انا امارس السيطرة في جميع المجالات انوشكا اذاروفا "

عاد بخطواته نحو الوراء بعد ثواني معدودة ابتسم بهدوء  دون ان يزيح عينيه عنها  ثم قال مودعا

" سررت  بلقائك سيدتي  علي الأنصراف الان "

تجاهلت كم الفراشات  التي كانت  كانت تحوم داخلها عضت على شفتها السفلية بحرج  ثم حمحمت قائلة

مهلا سيد دي ماريا , ا لا تعتقد ان البقاء بهذه الحلفة ممل  بعض الشيئ؟"

توقف ليونيل مكانه دون ان يلتفت اليها , نظر الى ساعة يده و طيف ابتسامة لعوبة زينت محياه  معلقا تحت انفاسه

" عشرون دقيقة و ثلاثين ثانية , لقد كان ذلك اسهل  مما توقعته "

~~~~~~~~~~~~~~~~

" لا اصدق ان المبنى قد اصبح بحوزتنا الان , لن تتورط عائلتنا في هذه القضية مرة اخرى و سأتمكن من تبرئة والدي اخيرا "

امسكت فيليب  من رغسه الايسر  و اسندت رأسها  على كتفه ثم اكملت

-" اناا متحمسة جدااا فيليب اشعر ان جبلا كاملا  قد ازيح على كاهلي"

-" هلا ابتعدتي عني ؟"

قالها فيليب بنبرة يطغى عليها البرود و الامبالات  , بينما عيناه كانت تحدق بالطريق امامه بفراغ , قطبت انجليكا حاجبيها بإستنكار  عدلت من وضعيتها و بقيت تحدق به بدهشة , لم يستطع عقلها تركيب  استنتاج منطقي واحد لتصرفه الغريب هذا  , هل هو غاضب منها ام ماذا؟
  بلعت ريقها مرارا و تكرارا محاولة اخراج صوتها  و معاتبة صديقها  على تصرفاته الفضة معها  , لكنها فضلت الابتعاد عنه  و التزام الصمت كي لا تتفوه بكلام  يجعلها تخسر اعز شخص لديها

ساد الصمت في المكان حيث كان كلاهما تائها في افكاره , بقيت انجليكا تعبث بأناملها بتوتر طفيف    حمحمت  و حاولت خلق موضوعٍ للنقاش قصد تغيير الجو الممل الذي ساد  بينهما  قائلة

-" كي اكون صريحة لقد اردت بشدة ان ترافقني الى الحفل "

قهقهة طويلة خرجت من ثغره , رفع حاجبه الايمن و نظر نحوها  لوهلة ثم اردف بنبرة ساخرة

" احقا؟ ,   لكنك  بدوت مستمتعة جدا  من دوني  انجل  , كيف كان شعورك و انت بين ذراعيه ؟ , هل اعجبك الامر ؟ "

انعكس  من خلال ملامحها الصدمة الواضحة التي عملت جاهدة لإخفائها , اخذت شفتيها السفلية بين اسنانها  , لم تعلم  لما شعرت بنوع من التوتر و الارتباك فلم يسبق لها ان رأت فيليب بهذه الحالة من قبل  , كورت فستانها بين قبضتها المشدودة  لتستجمع شجاعتها  قائلة

"  مالذي دهاك فيليب , انت تتصرف معي ببرود مدقع منذ  خروجي من  الحفلة  و ها انت الان تصب جم غضبك علي,  فقط من اجل رقصة لعينة , ماخطبك يا رجل هل قمت بشئ خاطئ ؟"

-  "لا اريد التحدث عن الموضوع "

- " اما انا فأريد ذلك و بشدة مالذي يحدث لك فيليب , انا لم اعد استطيع فهم تصرفاتك  , غضبك الغير مبرر , تغير مزاجك المفاجئ , حتىانك اصبحت تمنع الرجال من التقرب او التودد إلي , اعلم جيدا انك صديق جيد و اخ يسهر على سلامتي  لكنك تبالغ بشكل قد يؤثر على صداقتنا! "

-" صديق و اخ جيد الا يمكنك رؤية فيليب من منظور آخر ؟ هل خُلقت فقط كي اكون ضلك اللعين او  كلبك الوفي؟ , كفي عن العبث بي و اللعنة   لقد اكتفيت من ذلك "

نبرته كانت مرتفعة و تحمل كّما كبيرا من الغضب و السخط  اما  عينيه فكانتا محمرتين بشكل غير عادي , حاول ان يهدئ من وتيرة تنفسه ضرب المقود  بكفه   ثم اكمل بهدوء مفاجئ

فقط التزمي بالصمت و دعينا نعود الى المنزل بسلام "

بدت  متفاجئة  من تصريحاته الجارحة لها , نظرت نحو الاعلى لتمنع دموعها من السقوط  , اشاحت وجهها بعيدا ليستقر نظرها  على منظر اكتمال القمر خلف النافذة  , رُكنت السيارة بعد ربع ساعة و لم تهتم  لذلك حتى نبهها صوته الهادئ قائلا

" لقد وصلنا " 

" اخذت حقيبتها و ترجلت من السيارة  , اغلقت الباب بعنف يعبر عن سخطها  ثم هرولت  نحو الداخل دون ان  تتفوه بأي كلمة اخرى .
اسند فيليب رأسه  على المقود  و تنهد بتعب  و كأنما  العالم  كله واقف  في حنجرته  و كأنه يتنفس شئ ثقيلا  للغاية , اغمض عينه بمرارة   و هو يلعن نفسه الف مرة   داخل عقله , لم يكن عليه ان يتصرف معها بتلك الطريقة, لكنه لم يستطع التحكم بغضبه , فرؤيتها بين احضان رجل آخر  غيره جعلته يفقد السيطرة على اعصابه فلا شئ خطير بقدر غيرة رجل على معشوقته , نظر نحو شرفة غرفتها بعينين ذابلتين  , ثم اردف بنبرة يطغى عليها  الالم و العتاب 

"عن اي صداقة تتحدثين و اللعنة , كيف لك ان تري عيناي عادية انجل؟  لم أخبرك انني غرقت بك   الا انك اصبحت  تفيضين من عيناي دون ادراك مني , انت من تخطو اليها روحي و ينبض من اجلها قلبي فبِربِكِ كيف لصديق  ان يكره وقته من دونك  و ان يشتاق اليك في الدقيقة الف مرة؟"

~~~~~~~~~~

كان واقفا امام شرفة غرفته  بطوله  الفارع بكل ثقة و برود  , و لا يستره سوى بنطالٍ اسود  قطني ,  صدر عضلي مزين بوشم  التاج الخماسي الذي يرمز  لمكانته المرموقة في عالم المافيا ,خصلات شعره الحريرية المنسدلة  على جبنيه بإهمال , شكله المثالي يجعلك تتأمل تفاصيله مرارا و تكرارا دون كلل او ملل, وضع كلا يديه  بجيب بنطاله دون ان يزيح  نظره عن  تلك الجبال الثلجية  المقابلة لمنزله الفخم ,  اغمض عينيه بهدوء و  استنشق كمية معتبرة من الهواء لينعش به رئيتيه,  رسم طيف ابتسامة على ثغره ثم عاد ليفتحهما مرة اخرى قائلا

" لست بحاجة الى ذلك الحذاء الزجاجي اللعين لإجادك سندريلا , سأفعل ذلك قريبا و سأصنع لنا قصةً ملحميةً, ستحكي الأجيال القادمة عنها كأسطورةٍ كُتِبت تفاصيلها بحُروفٍ من ذهب "

  -" انت هنا! , هل نمت جيدا ؟ "

احاطت جسده العضلي  بكلا ذراعيها  و أسندت رأسها على ضهره مُستنشِقةً عطره الفواح بهدوء

" لقد كُنتَ قاسيًا بعض الشئ البارحة , لَكِنكَ جعلتني ارى الجنة بتفاصيلها ليونيل , يمكنني ان اجزم انها افضل ليلةٍ  مَرت بِحياَتِي "

قبلت بشرة ضهره بنهم  شَاكرةً اياه , بينما قام الاخر بفك ذراعيها عنه و التفت نحوها ليصبح مقابلا لها ,  نظر الى عينيها بعمق  دون ان ينبس ببنت شفة , تحسس خصلات شعرها  بحنية  لتبتسم برضى, لكن ملامحها المريحة انكمشت في جزء من الثانية بعد ان قام ليونيل بشد  شعرها بين قبضته , القت بصرخة قوية تعبر عن المها  لكنه لم يأبه لذلك و انما زاد من قوة شده عليها و قربها اليه بعنف قائلا

" عاهرتي انوشكا , هل تعلمين اَن رؤيَتَكِ تُثِيرنِي  لِدرجَةٍ اُريدُ فِيهَا اَن اَجعلكِ تَتَذَوَقِين َاسوَءَ انواعِ العَذَاب "

امسك بفكها بقوة لدرجة كاد فيها ان يسحقه بين أنامله الخشنة , صك بين اسنانه بغضب مكبوت و اكمل

-" اياك و لمسي دون اذن مني ايتها العاهرة"

-" عاهرة؟"

قالتها لتبقى محدقة به بصدمة بَادِيةٍ عَلى مَلامِحِهَا الجميلة كيف له ان يناديها بالعاهرة بعد ان طارحها الحب و الغرام  و جعلها تظن انه كان معجبا بها منذ مدة حتى انه حضر الحفل فقط من اجلها  , هل  تلك الكلمات المعسولة لم تكن سوى اكاذيب  تفوه بها ليصل الى مبتغاه, ام ان مزاحه  بات ثقيلا الى هذه الدرجة؟

ابعدها عنه بقسوة متجاهلا كم الدموع التي تراكمت بعينيها  و اتجه نحو غرفة الملابس التابعة للغرفة قائلا  بنبرة مستفزة

" اه آسف هل جرحت مشاعرك الزجاجية المرهفة؟ لم اتصور ان تكون رئيسة المخابرات الروسية فريسة سهلة للغاية لقد خيبتي ظني و اللعنة "

التقط قميصا ابيض حريري و بنطالا كلاسيكي من نفس اللون ثم  تكلم بنبرة باردة خالية من المشاعر 

"  سأمنحك ثلاثة دقائق لإرتداء  فستانك الرخيص و الخروج من منزلي دون رجعة "

توجهت نحوه بخطوات واسعة لتُكَوِبَ وِجنَتَيهِ بَينَ اناملها المرتعشة , ثبتت نظرها بعينيه الفحمية و قالت

" كف عن المزاح ليونيل , هل نسيت  ما حدث بيننا البارحة؟ لقد سلمتك نفسي و مارسنا الحب , لقد اخبرتني انك معجب بي و اتيت الى الحفل فقط للبحث عني , مالذي  تغير الآن و اللعنة؟"

نظر نحو المرآة امامه و ابتسم بسخرية مشيرا نحوها 

" انظري الى نفسك انوشكا , انت تبدين كعاهرة ذليلة"

قهقه و ضرب خذها الايسر بخفة , هز رأسه إيجابا و اتجه نحو  الطاولة التي تتوسط الغرفة قائلا

" اعلمُ  جَيدًا ما سَيُريحُ كَلبة اَموَالٍ مِثلِك" 

التقط شيكا من  احد الادراج الامامية  و رماه على وجهها بإحتقار

" حَددي المبلغ الذي تريدينه , و اِنقلعي من هنا "

فتح باب الحمام و دلف بداخله, لكنه توقف لوهلة و كأنه تذكر امرا مهما في آخره لحظة , رفع اصبعه السبابة  و التفت بشكل جزئي ثم اردف 

" نسيت ان اخبرك امرا انوشكا , انا لا امارس الحب  , انا اضاجع "

اكمل حديثه و صفع الباب خلفه  متجاهلا تلك التي كانت تقف بصعوبة من فرط ارتعاش ساقيها  ,  ضلت  ساكنة تحدق بذلك الشيك بشرود , شدت على قبضتها  بقهر و ضحكت بصخب محاولة كبت دموع الالم الذي كسى دواخلها هل قام بإذلالها للتو؟  لا تصدق انها  سمحت لنفسها ان تضعف امامه لدرجة سلمته فيها نفسها 

" سأجعلك تدفع الثمن غاليا ايها السادي المختل "

استجمعت اشلاء كرامتها التي كانت منتشرة في الأنحاء , تخلصت من الغطاء الذي  يستر جسدها , التقطت ملابسها الداخلية و فستانها  , قامت  بإرتدائهم بسرعة  ثم غادرت الغرفة  صافعةً الباب خلفها  , شهقة هربت من ثغرها عند رؤيتها لذلك الشاب  الواقف امامها , يبدو في بداية الثلاثينيات , ذو جسد عضلي  و شعر كستنائي حريري , يحمل بيده موزة قضم القليل منها , إبتسم  بود لها و فرك الجزء الخلفي من رأسه  ثم اردف متسائلا

-" هل تريدين القليل؟"

-" ابتعِد "

قالتها بعصبية و نبرة آمرة  , لتتركه  و تغادر المكان دون ان تلتفت ورائها , رفع طوني كتفيه بعدم مبالاة و علق هازلا

" ربما  تناولت كمية لا بأس بها من الموز ليلة  البارحة "

قهقه لتفكيره المنحرف و دلف الى غرفة ليونيل  دون إستئذانٍ كعادته ,  صادف دخوله خروج الاخر من غرفة الملابس و هو يحمل قميصا  ازرق من الحرير, حدق به بحنق و اردف بغضب لطيف

- " صباح الخير ايها الداعر "

-"  لا اذكر انني سمحت لك بالدخول الى غرفتي"

اجابه ليونيل ببرود  و هو يحدق  بكلا القميصين امامه بحيرة 

-" و لا اذكر انني طلبت الإذن للدخول من الاساس "

رمى بثقله على سرير صديقه , اسند نفسه  بشكل مريح , قضم القليل من موزته ليصدر صوتا متلذذا ثم قال

-" انت تدين لي بتفسير عن ما جرى البارحة سيد ليونيل دي ماريا "

-" غيرت رأيي هذا كل ما في الامر "

اجابه بهدوء و هو يقفل ازرار قميصه  الابيض بعد ان  وقع اختياره عليه بينما ضحك طوني بسخرية  و وقف مبتعدا عن السرير , وضع ما بيده جانبا و تقدم نحو ليونيل  محدقا به بملامح توحي بالجدية

" سأعتبر هذه الإجابة إهانة لصداقتنا ليون , انا اعرفك اكثر من اي شخص آخر ,  لن تتخلى عن شئ اردت الحصول عليه بشدة  , فالتخبرني عن  السبب القوي الذي جعلك تتنحى جانبا بهذه السهولة"

" قررت ان اخسر المعركة كي افوز بالحرب طوني"

ارتفع حاجب طوني بإستغراب  , فغر فاهه قليلا ثم قال بعدم اقتناع

-" مالذي تقصده يا صاح , عن اي حرب تتحدث؟"

اتجه ليونيل نحو المرآة ليعدل خصلات شعره نحو  الوراء وضع ساعة رولكس الباهظة على يده رش القليل من عطره الثمين ثم فتح باب الغرفة ملقيا بكلاماته قبل ان يغادرها

-" ليس من شأنك طوني , لا تقلق فيما يخص غسيل الأموال سيهتم ستيفان  بذلك "


-"انتظر  ما لعنتك!"

اجابه الاخر و هو يحاول اللحاق به , وصل كلاهما الى غرفة كبيرة الحجم ذات نافذة زجاجية اخذت نصف مساحتها , تطل على حديقة  تملؤها أوراق بنية  سقطت من اغصانها معلنة لبداية  فصل الخريف ,طاولة كبيرة الحجم تتوسط الغرفة  وضع بها  كأسين من القهوة التي احتلت رائحتها المكان و اطباق مليئة بأشهى انواع الفطائر و  اطيبها  سلة تحمل أصناف عديدة من الفاكهة و اغلاها , عصائر هنا و شاي هناك , طاولة ملكية تناسب مكانة الذي   يجلس بمقعدها الرئيسي ,  انظم اليه طوني ليجلس بأحد الكراسي بإهمال  زفر بغيض و اخذ قضمة من الفطيرة التي بصحنه ثم اردف  و هو يحدق به بتمعن

" انت لا تنوي اخباري اذا؟"

"لسنا بحاجة الى ذلك المبنى طوني, سيحول ستيفان المال الى عملات رقمية لن نضطر الى غسلها  و إنما سنتعامل بها دون تدخل اي وسيط كالبنوك , و هكذا سنضمن السرعة و في أعمالنا الغير المشروعة  ,  و خاصة السرية و الامان "

قالها ليرتشف القليل من قهوته بينما  ابتسم طوني ابتسامة مرحة كعادته و اردف 

" كنت اقد اعددت خطة بديلة منذ البداية ايها الداعر الذكي ,  اذا لما منعتني من الذهاب الى الملهى و جعلتني امكث بغرفة ذلك المثلي الاصفر  لساعة كاملة؟"

اسند مرفقه على الطاولة بإمتعاض ثم اكمل بغيض

" اجل فالسافل ليونيل دي ماريا فقط من يحق له المضاجعة !"

-" يمكنك الذهاب الان و مضاجعة الأخضر و اليابس ان اردت , فعملك قد انتهى بالفعل"

قالها ببساطة و هو يكمل فطوره دون اكتراث , اسرع طوني بتعديل جلسته  , ثبت نظره نحو كتلة الجليد المتحركة امامه ثم  اردف متسائلا

-" بالمناسبة من تكون الفتاة التي احضرتها البارحة؟ دعني اعترف انك كنت قاسيا معاها يا رجل "

-" ا لا ترى انك اصبحت متطفلا زيادة عن اللزوم؟"

-"من؟ انا؟ بالله عليك يا رجل لقد سمعتُ ذلك من باب الصدفة"

-احقا ؟ ا متأكد انك لم تسمعه من باب غرفتي؟"

قلب طوني عيناه بتملل  قائلا

" لا تغير الموضوع"

مسح ليونيل جانبي ثغره بمنديل ابيض , بقي صامت لبعض الوقت ثم   قال بنبرة توحي الى الجدية

" رئيسة المخابرات الروسية"

قام طوني من مكانه بحركة جنونية  مسببا سقوط الكرسي  وراءه , شد على قبضته   بغضب شديد و اردف بنبرة حقودة

  " هل رئيس المخابرات الذي امر بمحاصرة رجالنا و تسبب في قتل بعضهم , كانت إمرأة؟"

قوس حاجبيه بإستغراب ضاهر على ملامحه و اكمل بحيرة

كنت قريبا جدا ليونيل  كان بإستطاعك قتلها  و اللعنة , هل نسيت انها السبب في وفاة رفيقنا بابلو ؟ "

أخذ ليونيل سجارته الباهضة  و , وضعها بين شفتيه , ثم اشعلها مستنشقا سمها بهدوء مريب عكس الهائج الذي يكاد ينقض عليه في أي لحظة , فرك ارنبة انفه لوهلة ثم حدق بطوني بنظرات باردة قائلا

" لا تترك مشاعرك الشخصية تتحكم  في قرارتك  طوني  ,  كان من السهل جدا قتلها  لكنني لم اكن لوسيفر البارحة , إنما  ليونيل دي ماريا فسمعتي قد تأثر على عائلتي و مكانتي كما تعلم "

تغيرت ملامحه الهادئة الى خبث حيواني و اطال النظر الى صديقه  قليلا ثم قال

" اذلالها و و اعادتها الى مكانها الأصلي لم تكن سوى الخطوة الاولى ,صديقي , سأجعلها تشهد انهيار حياتها  في ضرف  اربع و عشرين ساعة فقط , و سيكون الموت ارحم من ذلك بأشواط "

حاول طوني الرد على كلام صديقه حتى قاطعه رنين هاتف ليونيل في الارجاء , اشار له بالصمت ليرد على الاتصال مباشرة

" Buongiorno fratello"-
صباح الخير اخي

-" مرحبا ستيفان , كيف سار الامر "

-" لقد نجحت بتحويل المال الى عملة البتوكين كل شئ تحت السيطرة "

ابتسم برضى و قال

" عمل جيد , اراك لاحقا"

" مهلا لحظة, لم انهي كلامي بعد فلتلقي نظرةً على بريدك الالكتروني , قمت بإرسال المعلومات التي طلبتها  مني  هذا الصباح, لقد سُجل بأنها ابنة  نيكولاي سكولوف الوحيدة من زوجته المتوفاة , ليست متبناةً كما ضننت ليون "

رفعل ليونيل حاجبيه بإستنكار  عض خده من الداخل  و اردف بصوت اجش

  " هل ارسلت لي عنوان مكتبها؟"

" ستجد جميع المعلومات ببريدك الإلكتروني , علي الذهاب  للكلية الان , كن بخير ولا تتأخر بالعودة الى إيطاليا نحن بإنتضارك "

"ماذا عني ايها اللعين ا لا يهمك وجودي الى هذه الدرجة " 

صرخ طوني قصد ان يصل صوته الى ستيفان لكن ليونيل قفل الخط  و اتجه مباشرة نحو  الاعلى متجاهلا كم الاسئلة التي القاها الاخر عليه دفعة واحدة

"من التي تبحث عن عنوان مكتبها ايها الداعر ؟ هاي !!!"

بقي طوني ينظر نحو الأدراج بفراغ ثم اردف بسرحان

" هل جعل من تجاهلي هواية له  ام ماذا؟ "

زفر انفاسه بقلة حيلة ثم هم بالصعود الى غرفته أيضا , لكنه توقف بسبب  صوت الخادمة الذي تسلل إلى مسامعه  , التفت نحوها  و ابتسم بلطف قائلا

" ما الأمر؟"

" سيدي لقد وجدت هذا الخاتم  ببنطالك عندما اخذت ملابسك للغسيل "

اخذه بين انامله و بقي يتأمله بإبتسامة غامضة على شفتيه  وضعه بجيب بنطاله  و حدق بالواقفة امامه قائلا

" شكرا , لولاك  لكنتُ قد اضعته "

~~~~~~~~~~~~~~

دخلت الى غرفة المحاضرات الخاصة بالمستشفى  بشكل مفاجئ  حيث قامت بدفع الباب بقوة  جاعلةً من  الجميع يحدق نحوها بدهشة  , حاولت التحكم  بأنفاسها الهائجة بسبب الركض  , عدلت خصلات شعرها المبعثرة , تقدمت قليلا  الى وسط القاعة لتردف بإحترام

-" صباح الخير دكتور , هي يمكنني الجلوس؟"

القى الاخر نظرة طفيفة  على ساعة يده , رفع حاجبيه بعدم رضى ليقول

-" لا يزال الوقت مبكرا آنسة بيلا سوكولوف "

-" آسفة , لقد حدث  أمر طارئ "

تنهد بقلة حيلة و اشار لها بالجلوس  بأحد المقاعد الامامية

جلست مكانها  و أخرجت دفتر ملاحظتها  بهدوء , وضعت نظراتها الطبية  لتبدأ بتدوين ما يقوله من معلومات , لكنها توقفت للحظة  عندما  لاحظت اختفاء خاتمها  من بنصرها, حاولت استرجاع احداث الليلة الماضية بعقلها لتتذكر  انها تركته  بحمام الفندق  , لعنت غبائها تحت أنفاسها و زمت شفتيها بتوتر  , مفكرة في حل لمشكلتها ,  هي ستنفصل عنه بالتأكيد,  لكن يجب ان تعيد خاتمه اليه عند القيام بذلك , هكذا يكون الانفصال عادة!

نظرت بفزع نحو مصدر الصوت الذي ايقضها من شرودها  قائلا

-" مالذي كنت اقوله للتو آنسة سوكولوف "

-"عفوا؟"

همست بعدم فهم , ليسند الاخر نفسه على مكتبه  واضعا يده بجيب قميصه الطبي

"  الإنسان عندما يشعر بالخطر يرسل رسالة الى الدماغ  , ما هي تلك الاشارة ؟"

-" تلك اشارة باتمان"

قالتها لترسم ابتسامة بلهاء على ثغرها , نظرت حولها , لتجد الجميع من في القاعة يكتم ضحكته  بينما بقي الاخر يحدق بها بصمت , فرك جبينه بتعب و اردف 

" آنسة سوكولوف انتظريني بمكتبي  حالا "

بلعت ريقها بسبب نبرته الجادة ,  جمعت أغراضها من على الطاولة لتضعها بحقيبتها و خرجت من القاعة  متجهة نحو مكتبه

تقدمت نحو الداخل و اغلقت الباب خلفها,  جلست على احد الكراسي الجانبية , بقيت تعبث بأناملها تارة و تحدق بالنافذة المقابلة لها تارة أخرى , حتى  لفت انتباهها  صوت رنةٍ طفيفة للهاتف الموجود على ذلك المكتب ,  ظهرت ابتسامة جانبية على شفتيها بغير تصديق و كأنها رأت الجنة أمام عينيها

" لقد ترك هاتفه هنا "

علقت و قامت بإلتقاطه  لتقرأ الرسالة دون فتحها

" اليوم على التاسعة بمطعم jolie vue  (المنظر الجميل )"

شعرت بغصة  داخل حلقها  ,   استقامت بغضب متاجهلة الدموع التي   تجمعت بعينيها  و اتجهت نحو الباب لتقوم بفتحه  قصد الخروج من الغرفة لكنها  صُدمت عند رؤيتها له و هو يقف  مقابلا لها    بطوله الفارع , عادت بخطوة نحو الوراء  سامحةً له بالدخول , توجه الى مكتبه  و جلس على كرسيه  قائلا

" تفضلي بالجلوس "

شدت قميصها الطبي بين قبضتها الصغيرة و اردفت

" اعتذر لم يكن علي التفوه بتلك التفاهات , لم اقصد شئ سوى المزاح , آسفة لتخييب ظنك بي , انا  مستعدة لأي عقاب تراه مناسبا "

القت كلماتها  عليه  دفعة واحدة ليقوم الاخر من مكانه و يتجه نحوها ممسكا بيدها,  اسند نفسه على مكتبه و جذبها نحوه قائلا

"  اين كنت ليلة البارحة ؟"

  تحسس اناملها بيده الخشنة  و رفعها نحو ثغره مقبلا إياها

  " اشتقت اليك "

حدقت به الأخرى بنظرة خالية   من المشاعر و  تحدثت

"  ا حقا؟ , جيد انك لاحظت غيابي "

تنهد بقلة حيلة و مسح  على خصلات شعرها بحنان

" هل انت غاضبة مني لأنني منشغل عنك هاذه الايام؟ , آسف حبي انت تعلمين جيدا ان عملنا يتطلب الكثير من الوقت و التضحيات , ارجو منك التفهم قليلا"

" ا لم تسئم من لعب دور  الحبيب المثالي و اللعنة ؟  توقف عن الادعاء  بأنك تحبني و تهتم لأمري  فلست سوى مخادع لعوب لا يهمه سوى مصالحه الشخصية"

هذا ما تخيلت انها تقوله لكنها اكتفت بالابتسام بتكلف  و مسح فكه الملتحي بأنمالها الرقيقة قائلة

لا عليك عزيزي انا فخورة بالمجهودات التي تقوم بها في عملك , كما انني  اثق بك لدرجة لا يمكنك تصورها جايكوب "

ابتسمى الاخر برضى و إقترب منها محاولا تقبيلها لكنها  ازاحت وجهها  ليقابله خدها الايسر , قطب حاجبيه  بإستنكار , لردة فعلها الغريبة   تنهد بهدوء و إكتفى بتقبيل خدها  دون ان يعلق عن الامر

ابتعدت بخطوة نحو الخلف  لتضع كلا يديها بجيب قميصها الطبي ابتسمت بلطف  و قالت

-" لقد تأخرت كثيرا عن المحاضرة يتوجب علي العودة الان اراك لاحقا "

-" حاولي ان لا تفكري بي كثيرا و ركزي بدروسك آنسة بيلا سوكولوف "

ابتسمت متصنعة الخجل  و تمتمت قائلة

-" حسناا.."

-"انتظري لحظة "

اوقفها حالما وضعت اناملها على مقبض الباب  , التفتت نحوه و ابتسمت بتكلف قائلة

-" هل هناك امر ما ؟"

-" لا  داع لإخفاء يسراك بيلا , لقد لاحظت  ذلك منذ دخولك الى القاعة , لا تنسي ارتدائه مرة اخرى "

اتجهت نحو الحديقة الخاصة  بالمشفى لتجلس بأحد الكراسي بعشوائية  اسندت  نفسها  و رفعت رأسها نحو الاعلى محدقة بالسماء متأملة ايها و كأنها تدعو الرب ان  يخرجها من دوامة الافكار التي تكاد تغرق فيها  ,فهي حقا في موقف لا يحسد عليه,  لقد كانت قريبة جدا  , كان الدليل بحوزتها,  لما لم تستطع مواجهته بالحقيقة؟ هل اصبحت ضعيفة امامه الى هذه الدرجة ؟ ام انها خائفة من ردة فعل والدها الذي لن يقف بصفها حتى لو احضرت الف دليل لخياته, بل سيساند صهره الدكتور المثالي الذي لا تشوبه شائبة و سيقنعها انها مجرد نزوة تحدث مع جميع الرجال و يرغمها  بتجاهل الأمر  و الزواج به سواء ارادت ذلك ام لا , منذ متى اصبحت مشاعرها مهمة بالنسبة لوالدها و زوجته الشمطاء؟,  فهي ليست  سوى كبش فداء يستغله الجميع من اجل مصالحه الشخصية ,تمنت للحظة ان  تكون قوية كأنجليكا , قوية لدرجةٍ لن يتمكن فيها احد من التحكم  بحياتها و قرارتها  , فالبرغم من حياة البذخ الذي تعيشها الا انها لم تنعم بما يسمى بالسعادة او الحرية منذ نعومة أظافرها , اغلقت عينيها  لوهلة و اخرجت تنهيدة طويلة ثم اردفت

" اريد ان يتوقف كل هذا القلق و ان يعود عقلي هادئا كما كان في السابق  "

-" لا تستخفي بقدراتك بيلا , لا تنسي انك استطعتي اخراج سلاح ناري من الفندق دون ان يشعر احد بذلك"

فتحت عيناها  لتجد ذلك الوسيم يقف امامها واضعا يديه بجيب بنطاله , رسم ابتسامة  مرحة بثغره  و اشار الى المكان   الفارغ امامها قائلا

" هل يمكنني الجلوس ؟"

لم ينهي جملته حتى  اصبح امامها في جزء من الثانية  فهو لم ينتظر جوابها   لأنه لن يغير شئ من  قراره  بالجلوس  بجانبها !

-" انت ؟؟ , مالذي تفعله هنا بحق خالق الجحيم؟؟ كيف عرفت مكاني ؟؟"

نظر الى عينيها بعمق  وضع كفه على احد خديها  ثم تحدث بنبرة عميقة

" انت من استدعيتني بيلا ! ,  سأعود اليك دائما كما يعود اليتيم الى ملجأه الوحيد "

امسك يدها ليضعها على قلبه بشكل درامي  بينما اقلبت الأخرى عينيها  بملل  و هي تقول بنبرة آمرة

" كف عن العبث بي و أخبرني كيف علمت بمكان عملي "

لوى طوني شفتيه بغيض ثم نقر جبهتها بإصبعه السبابة قائلا

"   سمعت هذه الجملة بمسلسل درامي و اردت تجربة ذلك بشدة , كيف هو شعورك بعد ان افسدتي لحظتي الثمينة  هاه؟ !"

  صرخت  تمرر يدها  على جبينها بألم  بينما قهقه الاخر على شكلها الضريف  معلقا

" لطيفة "

بقيا صامتين للحضة ثم حدق بها بتمعن قائلا

" هل حبيبتي المزيفة بخير؟"

قطب حاجبيه بخفة  ثم اكمل هازلا

-" انت تبدين في حالة مزرية"

-"انا بأفضل حال "

صرحت  بيلا بإحراج

لكن عينيها و ملامحها الباهتة كانت تضهر العكس تماما , فَهِم طوني انها تعاني من مشكلة ما  , فالبرغم من إنكارها للأمر الا انه متأكد بأنها ليست على ما يرام  , صحيح انه  بالكاد يعرفها لكن هذا  لم يمنعه من  قرائة انعكاس مشاعرها  بعينيها  الزجاجية  , يمكنه تمييز صفاء روحها و طيبة قلبها فقط من نظرة واحدة منها

" اتدرين جميلتي , احدهم  أخبرني ذات مرة ان للأسرار وزن  , كلما احتفظت بالكثير منها كلما صَعُب عليك التحرك , بمعنى اخرا , تصبح  الأشياء موجعةً اكثر عندما لا تستطيع التحدث عنها مع احد ابدا"

-"اشعر و كأني تائهة , لا اعلم  اي طريق سأسلكه "

همست بإحباط

-" هل  حبيبك هو السبب؟ "

قاطعاها بجملته تلك ثم زمت شفتيها لبرهة و اكملت الحديث

-" هل من الطبيعي ان ابقى مع رجل خائن و اتظاهر بحبه فقط لانني أخاف من ردة فعل والدي؟"

قهقهت بسخرية ثم اكملت

" من الشائع ان الاب دائما ما  يكون الحب الاول و البطل الوحيد لإبنته ,  لكنني اراه  اسوء الكوابيس بالنسبة لي , لم يسبق  ان شعرت بما يسمى بحنان الاب ,  صحيح ان امي من توفت منذ زمن بعيد لكنني اشعر و كأني يتيمة من كلا الابوين
هل تعلم ؟ لقد سئمت من هذا,  فالجميع يريدني ان اعيش حياة لا اريدها , سئمت لعب دور الابنة المطيعة المثالية التي لا ترفض طلبا واحدا  لوالدها  , اريد ان اعيش على طريقتي و بحرية حتى لو كان ذلك ليوم واحد فقط "

لم ينبس ببنت شفة منذ ان بدأت بيلا بالتحدث عن ما يجول بخاطرها ,بقي فقط  يحدق بها بصمت  لفترة طويلة  مما جعلها تشعر بالاحراج ظانة انها تثرثر كثيرا و قد يصيبه هذا بالملل الشديد  , زمت شفتيها بخجل و همست بهدوء

" آسفة لقد تحدثت كثيرا "

نفى برأسه بصمت  لتلمع عينيه ببريق غامض  و يقول

ان كان هذا سيعيد تلك الابتسامة الجميلة على وجهك فلبأس "

وجدت نفسها تبتسم بعفوية لكلامه اللطيف بينما لوى الاخر شفتيه و اعتدل في جلسته قائلا

" هذا ايضا أحد المشاهد الدرامية  , التي اردت تجربتها بشدة"

قطبت جبينها بغضب لطيف  لترمقه بحنق  مزمجرة

- " توقف عن هذا ! و هل يملك  القتلة المتسللين الوقت لمشاهدة  المسلسلات الدرامية؟

-" لقد سبق و ان انتظرت احد ضحايا بمنزله لمدة ثلاثة ساعات كاملة لأنه لم يأتي , لذا اضطررت لتشغيل التلفاز و مشاهدة  حلقتين متتاليتين من مسلسل أحباء القمر   "

قالها ليضحك بخوفت و يربت على رأسها و كأنها فتاة في الخامسة من عمرها  ثم تغيرت ملامحه الى اخرى توحي بالجدية و اكمل  بنبرة عميقة

" هل انت جنية الأمنيات؟ لما تسعين لإرضاء الجميع؟ , اسمعي جيدا بيلا لا تحاولي ان تقحمي قدميك في حذاء لا يلائمك , اختاري الحياة التي تريدينها عيشي لنفسك فقط  لأنك ستبحثين يوما ما  عن كل اللذين عشتي من اجلهم و لن تجدي أثرا لهم ,  حرري نفسك  و ليذهب الجميع الى الجحيم "

ادخل يده بجيب  سترته الجلدية  ليخرج منها خاتما من الالماس  وضعه على كفها لتندهش الاخرى قائلة

-" انه خاتمي ! "

-" لقد وجدته عندما اقتحمت غرفتك  بالأمس , لذلك انا هنا الان لأعيده الي صاحبته "

القى نظرة علىالساعة التي بمعصم يده و اضاف

" على الذهاب الان , اعتني بنفسك جيدا "

قام من مكانه و عدل سترته الجلدية السوداء ليتجه نحو دراجته النارية المركونة بالحديقة لكنه توقف لوهلة عندما سمع صوتها و هي تناديه

-" يا صائد الأرواح!"

التفت نحوها لتلاحظ خصلات شعره التي ترفرف بفعل الرياح الخفيفة , طوله الفارع و جسمه المثالي ,  ابتسامته الفاتنة و فكه الحاد الذي تغطيه لحية طفيفة , لا يمكنها انكار  وسامته حتى لو ارادت ذلك "

-"هل يمكنك اخباري بإسمك على الاقل؟ "

قالت متسائلة  ليجيبها الاخر على الفور

-" ناديني بطوني"

-" تبدو كغني غبي ,طوني"

قطب طوني حاجبيه غير مستنبطا المعنى من كلامها ,  ليجيب

-" لكنني غني ذكي صغيرتي "

-"لن اتناول العشاء معك حتى لو طلبت مني ذلك؟"

-"و من قال بأنني سأطلب منك تناول العشاء ؟ انا لن افعل!"

-" هذا لأنك غبي!"

ضيق عينيه  و ابتسم بخبث

" هل افهم من كلامك هذا انك تريدين الخروج في موعد مع قاتل متسلل؟"

رفعت كتفيها بملل و قوست فمها لتقول

- " دعنا نقول انه عشاء بين جنية الأمنيات و صائدٍ للارواح "

قهقه بخفة و اردف

- " اختاري المكان و الساعة و سأوافيك هناك "

-" اليوم على التاسعة بمطعم jolie vue ( المنظر الجميل)

~~~~~~~~~

خرجت من مكتبها بعدما  ارتدت معطفها و التقطت مفاتيح  سيارة المرسيدس بانز خاصتها 
توجهت نحو مكتب مساعدها  بخطواتها الرزينة ,تنظر بكل الجهات متفقدة ما إن كان الجميع بمكتبه  في وقت العمل ...

"صباح الخير سيباستيان هل عقد البيع الذي اوصيتك بتحريره موجود "

قالت بتسائل لينتفض الاخر من مكانه عند سماعه لصوتها ,  بعدما كان مركزا على النقر بلوحة المفاتيح

"صباح الخير آنسة سوكولوف  , لقد  انتهيت من اعداده  سأحضره على الفور "

عدل نضراته الطبية , و جر خطواته نحو تلك الخزانة التي تحمل العديد من الاوراق و الملفات المرتبة , وقع اختياره على ملف احمر اللون  وضع بطريقة عكسية عن باقي الملفات , ابتسم برضى و اخذه بين يده ليتجه مباشرة نحو الواقفة التي تنظر  الى ساعة يدها بنفاذ صبر

" تفضلي آنستي  انه ملف قضية السيد نيكولاي سوكولوف , لقد اعددت جميع الوثائق اللازمة بما فيها العقد الذي طلبته "

طيف ابتسامة لعوبة زين محياها و هي  تراجع الوثائق بتركيز  تام  معلقة

" ممتاز "

اغلقت الملف مرة اخرى لتمسكه بإحكام بين أناملها , وجهت نظرها نحو الواقف امامها  ثم اردفت  بنبرة آمرة 

" حاول ترتيب القضايا وفقا  لتواريخ جلساتها , و ضع الأولوية للقضايا المستعجلة , و لا تخرج من المكتب حتى تنظف هذه الفوضى  , نحن في شركة محامات و لسنا في روضة اطفال سيباستيان "

نظر سيباستيان نحو كومة الورق و الاغراض و بقايا الاكل التي كانت تملئ مكتبه , فرك مؤخرة رأسه بخجل ليهمس معتذرا

" آسف انستي , سأنضفها حالا"

استقلت المصعد لتخرج بشكل كلي  من ذلك المبنى الزجاجي ,  لتفتح عينيها بدهشة عند رؤيتها  للذي يسند نفسه على سيارته البيضاء بكل ثقة واضعا قبضته بجيبه اما  يده الحرة فكانت تحمل باقة فخمة من الورود الحمراء الجميلة  , جالت عيناها على هيئته لتلاحظ انه يرتدي معطفا  طويلا من الكاشمير   و بنطالا من الجينز الاسود  مع قميص  ذو ياقة طويلة رمادي اللون , مكملا حلته بحذاء جلدي يصل الى عضمة ساقه"

" هل تحتاجين الى توصيلة؟"

تسائل لتتمشى  انجليكا نحوه بإبتسامة واسعة   زينت على ثغرها

-"  فيليب ! مالذي احضرك الى هنا "

زم شفتيه متصنعا التفكير  قائلا

-"   لقد ذكرتني هذه الورود الجميلة بإبتسامتك, لذا قررت شراء باقة منها و احضارها لك بنفسي "

او بعبارة اخرى اشتاق لها و اراد رؤيتها بشدة لم تكن الورود سوى حجة ليشبع نظره بملامحها الفاتنة , التقطت الباقة  منه  لتغمض عينيها و تستنشق عبيرها  بعمق  ابتسمت بسعادة ليفعل المثل دون ادراك منه,  حدق بها بتيه و تمنى للحظة ان يكون كالهواء الذي تتنفسه كل لحظة و أخرى, يسكن انفاسها  و يلامس ملامحها  , تمنى أن يكون ذلك الطوق المعلق بعنقها  كلما استباحه الشوق عانق  نبضة روحها
ليته الوقت الذي يقطع عمرها بالورود و يا ليتها كالشمس  لا تغيب عنه الا لإشراقة جديدة محملة بحب اكبر

" انها رائعة , سأضعها بمكتبي , شكرا جزيلا لك فيليب"

عدل خصلات شعره التي كانت تتحرك بسبب الرياح الطفيفة , ازال عينيه بعيدا و حمحم هامسا

" فالتحسبيها  كهدية اعتذار لما حدث بيننا بالأمس "

شعرت انجليكا بنوع من الاطمئنان و السعادة لما قاله ابتسمت بسعة و اردفت هازلة

" لأكون صادقة  , لقد صرحت بأن تذهب للجحيم البارحة بسبب تصرفاتك الفظة , لكن في الصباح اردت اجراء اتصال مع الجحيم لأخبره أنني لم انم جيدا  خوفا من ان اخسره "

ابتسم فيليب بودية محركا خصلات شعرها بعشوائية فهو معتاد على فعل ذلك معها منذ ان كانا صغيران تعبيرا ان حبه لها و تقربه منها  ,  فرق ذراعيه بشكل واسع  ثم قال متسائلا

"  هل يمكن للجحيم ان يحضى بعناق صغير؟"

أومئت بنعم لتسرع نحوه حاشرة نفسها بين احضانه , ربت على شعرها بحنية مستنشقا رائحتها العطرة بنهم ثم همس قائلا

" انا آسف انجل "

كل هذا امام انظار ذلك  الذي تعكر مزاجه  بمجرد التفكير بأنه من المحتمل ان يكون حبيبها ,  كان جالسا  بالمقعد الخلفي لسيارته الفاخرة مسندا نفسه براحة  ,   اخذ سجارته الباهضة من العلبة التي يحتفض بها  داخل جيب سترته  , قام بإشعلها  و هو يحدق  بهما بنظرات يعتليها السواد  , استنشق دخان معشوقته و نفثه ببطئ  دون ان يزيح عينيه عن السندريلا خاصته , ثم اردف بنبرة ساخرة

" ورود حمراء اذا ؟, مبتذل "

ازاح وجهه ليضغط على الزر الخاص بإغلاق نافذته ذات الزجاج المظلم , ثم ابتسم بخبث حيواني  و اكمل

لا تفرح كثيرا  ايها اللعين المخنث , حتى لو قدمت لها الف باقة من الزهور , سأكون الرجل الوحيد الذي  ستفتح له زهرتها الذهبية لأسقيها بسائلي الحليبي  .... , لنذهب"

وجه كلامه  للسائق أمامه ليدير الاخر محرك السيارة منفذا لأوامر سيده دون ان ينبس ببنت شفة

~~~~~~~~~
يتبع

5458
كلمة

كيف كان البارت؟

اي ملاحظة

لوحة ولادة فينوس

  Love you all

ورود حمراء اذا! , مبتذل

Continue Reading

You'll Also Like

37.7K 2.5K 33
مريم هوايتها تكتب قصص وأثناء كتابة احد القصص راح تكون هي البطله تابعوا للنهايه
134K 1.8K 11
متبريه من ذنوبكم .
3.9K 106 13
"إنك تثير إشمئزازي يا وجه الضفدع" كلما رأته تتفوه بهذه الكلمات لا إرادياً ، فأي عداوة بينهما !! كيف سيقعان بحب بعضهما و هما ألد الأعداء !! اودري .. ك...
13.7K 1.2K 9
"اندلعت نيران مهيبة هنا و هناك، السرير... الخزانة... السجاد... الستائر الجميلة... حتى المرآة العاجيَّة تحترق! ركضت و علا صراخها و هي تحاول الخلاص بنف...