عودة الحبيب الضال // روايات ع...

By RowaidaEhab7

11.6K 247 1

الملخص : منذ أربع سنوات، عاشت قصة حب جارفة، ترك نيل دایسارت بعدها كرستي بقسوة دون كلمة توضيح، و ظهر مجدداً و... More

الملخص
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر و الأخير

الفصل الرابع

614 16 0
By RowaidaEhab7

و في الطريق وجدت هاميش قرب المرآب و أخبرته عن حفلة الشاي التي ينوي الشيخ اقامتها و قال لها بعدم اهتمام :
«لا أظن بأن أحداً يريد شرب الشاي مع الشيخ» .

«و لكني أظن بأنهم سيحبون شرب الشاي معه إذا ابتعد عن الحشرية، و الآن تأكد من ايصال الدعوة للكل» .

نظر إليها هاميش و قال :
«هل تريدين أن أبعث بدعوة للرجل الذي يعيش في کارین رود ؟»

«لا سأخبر السيد نيل بنفسي، على فكرة، لماذا لم تخبرني بعودته ؟»
سألته كرستي .

«لقد نسيت» .

و قد أظهرت عينا هاميش بأنه يكذب لكنها عادت و سألته :
«هل تعرف لماذا رجع إلى هنا ؟»

«أظن بأنه عاد كي يمضي عطلته هنا و لماذا تسألين، فالأرض أرضه و المنزل ورثه عن أمه و له الحق في العيش هنا في المزرعة أكثر من أي شخص آخر» .

سکت هاميش و نظر إليها ثم أكمل كلامه و هو يبتعد :
«يجب أن أذهب لأرسل الدعوات إلى أصحابها في الوقت المناسب و ما كان ينقصني إلا هذا العمل» .

كان هاميش يتذمر من هذا العمل الإضافي الذي فرض عليه و مشى باتجاه مدخل المزرعة، و لعدة دقائق، بقيت كرستي تفكر ثم مشت باتجاه الطريق .

و في هذا اليوم الجميل، قررت كرستي تأجيل العمل في المزرعة و القيام بنزهة مشياً على الأقدام، كانت الطريق مليئة بالغبار و الشمس تلمع من خلال الأشجار، و تذكرت المرات العديدة التي مشت فيها على هذه الطريق منذ أربع سنوات، و كانت تتمتع بكل ما يحيط بها و لكنها عادت لتنظر إلى الكوخ القائم على التلة بحيطانه البيضاء التي تلمع تحت الشمس .

لقد مضى على رؤيتها لنيل أربعة أسابيع كانت تراه فيها كل يوم صدفة مع أنها تمشي على هذه الطريق قصداً بغية لقاءه، و تذكرت ما حصل منذ أربع سنوات، عندما ترك المنطقة، كانت في الطريق للقاءه عندما رأت هاميش و سألته :
«هل رأيت نسل دایسارت ؟»

«لا، لن نراه ثانية فقد رحل إلى غلاسكو» .
قال هامیش .

«حسناً، و لكن هل تعرف عنوانه في غلاسكو ؟»
سألت كرستي .

«لا، يمكنكِ أن تعرفي العنوان من السيد أليك، طاب يومكِ» .

و في اليوم التالي سألت أليك عن نيل عندما جلسا في مكتب أليك بعد الظهر، كان يجلس على الكرسي ذات العجلات خلف الطاولة و سألها و هو ينظر إليها نظرة ثاقبة :
«لماذا تريدين معرفة مكانه ؟» .

«أحب أن أتصل به لدى عودتي إلى هناك» .
قالت كرستي هذا و حاولت الظهور بمظهر طبيعي .

لكن أليك فاجأها يقوله :
«لقد ذهب إلى غلاسكو ليلحق بطائرة لندن، و من لندن سيسافر إلى نيويورك اليوم» .

و نظر أليك إلى ساعته و قال :
«سيكون في نيويورك الآن و هناك سيعمل مع جراح شهير و أشك في عودته إلى بلده خصوصاً عندما يستلم عمله كجراح و كما تعلمين سيجني الكثير من المال هناك» .

و تذكرت كرستي شعورها و كأن حياتها فارقتها، و تذكرت بأنها جلست على أقرب كرسي كي لا تقع على الأرض، عندها اقترب منها أليك على كرسيه و سألها :
«كرستي، ما بكِ ؟»

«لا شيء» .

و ابتسمت في محاولة لإخفاء دموعها لكنها فوجئت بأليك يقول لها :
«أنا أعرف بأنكِ تكذبين، لأني على علم بكل ما يحدث في المزرعة كما أعلم بأنكِ تقابلين نيل كل يوم منذ أربعة أسابيع» .

دهشت كرستي و قالت :
«كيف عرفت ؟»

«صحيح بأني لا أستطيع التنقل، و لكني أعرف كل ما يجري في هذه المزرعة» .
قال أليك بنعومة .

و حاولت كرستي استدراجه لمعرفة الشخص الذي نقل إليه الخبر و سألته :
«هل أخبرك هاميش ؟»

«لا، فلسوء الحظ لا يخبرني هاميش إلا بعض الأمور المتعلقة بالعمل، و لكني أعرف بأنك كنتِ تزورين نيل بعد ظهر كل يوم، كنت أراكِ تتسلقين التلة و تدخلين الكوخ حيث تبقين هناك طويلاً و أحياناً كنتِ تمضين الليل معه» .

احمرت وجنتا كرستي خجلاً و استدارت لتخفي وجهها عنه، فلاحظت تیلیسکوب موجه نحو تلة کارین رود .

و لم تعد تحتمل وضعها فصرخت بوجهه قائلة :
«كنت تتجسس عليّ يا أليك ؟»
و قامت من مكانها .

لكنه أجابها بهدوء أزعجها :
«لم أكن أتجسس يا عزيزتي، و لأني أحضرتكِ إلى هنا، أجد نفسي مسؤولاً عنكِ» .

هز التيليسكوب و تابع يقول :
«حاولت تحذيركِ عدة مرات ثم فكرت بأنكِ لن تستمعي إلى نصيحتي، فالفتيات الصغيرات يتمتعون بحساسية كبيرة هذه الأيام و لا يمكن ارضائهم بسهولة» .

عادت كرستي و جلست في مكانها و سألته :
«لماذا تريد تحذيري ؟»

«كنت أريد تحذيركِ من نيل، فهو شاب وسیم، مجتهد و طموحه كبير وعدت والده بأن أهتم به و بتعليمه جيداً كي يشغل منصباً محترماً، فقد تقدم جيداً و لديه الفرصة بأن يكون أفضل و لا ألومه لإستغنامه هذه الفرصة، و لا أنكر تشجيعي له للإستفادة منها» .

سكت أليك للحظات ثم تابع قوله :
«لقد عرفت نيل منذ وقت طويل و هـو يشبه ... يشبه والده، و حينما يجد فتاة جميلة مثلكِ يستغلها و ....»
سكت فجأة و بدا على وجهه الإحراج .

«يعبث معها» .
أكملت كرستي ما كان يحاول قوله بصوت هاديء .

«نعم، هذا صحيح» .
هز رأسه موافقاً .

«كنت أعلم بأنه كذلك» .
قالت كرستي بصوت غير مبالي .

«كيف تشعرين الآن ؟»
سألها أليك و قد بدت الحشرية على وجهه .

«لقد انتهت فترة المرح، و أنا مرتاحة لإنتهائها، و الآن أستطيع التركيز أكثر و مساعدتك في انهاء الملاحظات حول الكتاب قبل عودتي إلى الجامعة» .

لقد عنت ما قالته لأليك في ذلك اليوم و تذكرت بأن ما قالته حول سعادتها لرحيل نيل أصبح سراباً الآن لأنه عاد و حرك معه المشاعر و أيقظ رغباتها الدفينة .

فعودته فتحت الجرح من جديد و بما أنها خبرت الحياة أکثر فلم تتوقع أن يزداد اشتياقها له و أملها بأن يكتب لها و يوضح سبب رحيله المفاجيء، تمنت أن يكتب إليها و يحدثها عن حبه، و شوقه لرؤيتها و طمأنتها بعودته إلى اسكتلندا ليتزوجها، كما تمنت أن يكتب إليها و يطلب منها أن تلحق به إلى نيويورك بعد تخرجها .

و بعد شهر على رحيله عن بالمور تركت بدورها المكان بعد أن وعدت أليك بعودتها في الصيف المقبل للعمل لديه في المزرعة، و لم تأتها أي رسالة من نيل عندها عرفت كرستي بأن علاقة حبها انتهت .

و هذه العلاقة خلقت لديها عقدة جعلتها ترفض تصديق أي رجل يحاول التقرب منها، فانتبهت إلى دراستها و نالت درجة عظيمة .

و بعد تخرجها عادت إلى بالمور حيث عرض عليها أليك عملاً سخياً كوكيلة لمزرعته و نادراً ما يوكل هذا المركز إلى امرأة، و بعد فترة و جيزة مضت على استلامها للوظيفة و بعد أن علم بزواج نيل من باربرا غوو المليونيرة الأمريكية، طلبها أليك للزواج و قبلت حيث جرت المراسم بهدوء في كنيسة بالفيج .

بعد مرور ساعة على تركها بالمور، وجدت كرستي نفسها في منتصف الطريق المؤدية إلى كارين رود، کانت تشعر بالحر و جبينها يتصبب منه العرق، فخلعت الكنزة و ربطتها على خصرها ثم فكت أزرار قميصها واستمرت بالمشي حتى رأت کوخ نيل أمامها .

و اقتربت أكثر لترى إذا ما كان موجوداً كي توصل دعوة حسين له و مشت في ممر ضيق و هي تشعر بالشمس تحرق جلدها .

و عندما وصلت إلى باب الكوخ وقفت لتلتقط أنفاسها، و من الباب المفتوح، وجدت نيل جالساً على كرسي قديم و وضع أمامه أوراق كان يكتب أو يرسم عليها .

و فجأة أحس بأن أحداً يراقبه فرفع عينيه عن الأوراق و نظر باتجاه الباب حيث وجدهـا تنتظر، فرفع حاجبه استغراباً، فارتبكت كرستي كثيراً و وضعت يديها في جيبيّ سروالها و قالت :
«صباح الخير يا نيل» .

رفع نظره إلى الشمس ثم نقل نظره إليها و قال :
«لقد أصبح الوقت ظهراً، كنت في انتظار زيارة منكِ» .

قال هذا و وقف على قدميه لكن كرستي ردت عليه قائلة :
«تأكد من أنني أتيت لسبب وجيه، إني أحمل لك دعوة من الشيخ حسين الذي يريدك أن تشاركه شرب الشاي في بالمور بعد ظهر غد» .

«هذه الدعوة لي فقط ؟»

«لا، فقد دعى كل من يعيش و يعمل في المزرعة» .
أجابت كرستي .

«لماذا ؟»
سأل نیل .

«لأنه يريد مقابلة الكل» .

«و هل هذه فكرتكِ ؟»

«لا، فهو يريد التوصل إلى الشخص الذي ساعد الدخلاء على الهرب» .
قالت كرستي موضحة .

«حقاً ؟ ألا يعرف الفاعل ؟ ألم تخبريه أنتِ ؟»
سأل بسخرية .

«كيف أخبره ؟ فأنا لم أرى الفاعل» .
أجابت كرستي .

«أتيتِ إلى هنا كي توصلي دعوته لي ؟»
سألها .

«نعم» .
قالت باقتضاب .

«لماذا لم ترسلي هاميش ؟»
اقترح عليها بسخريته المعهودة .

«هاميش مشغول بإيصال الدعوات إلى باقي الضيوف و كنت أتفقد الأشجار هنا، و قررت اعلامك بالأمر» .

«أنتِ تهتمين جيداً بعملكِ هنا و قد أحسن أليك الإختيار حين وظفكِ عنده» .
قال نيل .

Continue Reading

You'll Also Like

5.3M 156K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
302K 25.1K 54
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
1.2M 93.1K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
922K 17.2K 57
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...