عودة الحبيب الضال // روايات ع...

By RowaidaEhab7

11.5K 247 1

الملخص : منذ أربع سنوات، عاشت قصة حب جارفة، ترك نيل دایسارت بعدها كرستي بقسوة دون كلمة توضيح، و ظهر مجدداً و... More

الملخص
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر و الأخير

الفصل الأول

2.2K 30 0
By RowaidaEhab7

تحت السماء الحارة، التي تتخللها بعض الغيوم البيضاء، سخنت مياه نهر لوش لاناش من جراء الحرارة المرتفعة، و فوق منحدر تلة أوثنوش تمشى أربعة أشخاص، ثلاثة رجال و امرأة .

سبقت الرجال المرأة في الوصول إلى ممر ينحدر باتجاه وادٍ صغير كونه نهر اللاناش و تحيط به أحجار البازالت و الأحجار الرملية، و عندما وصلت إلى الممر دارت المرأة باتجاه النهر، كانت تلبس بنطلوناً أحمراً و بلوزة ناعمة خضراء ربطت فوقها أكمام كنزة على رقبتها .

مشت بخطى ثابتة بالقرب من الجدول المائي و أشعة الشمس تنعكس على شعرها الأسود اللامع الذي ربطته حيث بدا وجهها المستدير جميلاً، و كانت عيناها الزرقاوان تعكسان الذكاء و المتعة بكل ما يحيط بها من أشجار .

و كلما لحقت بالرجال إلى أعلى، كلما خفت مياه الجدول فالهواء كان دافئاً يتخلله أصوات الحشرات و النحل مما أشعرها بالأمان و السكينة .

صرخة الرجل الذي يتقدم المجموعة جعلتها تبتعد عن صخرة كبيرة تحرس أكبر و أعمق بركة في النهر .

و عندما وصلت إلى الشاطيء الضيق المكسو بالحصى المحاذي للبركة، لاحظت حركة على الشاطيء المقابل اهتزت لها الأغصان و الأوراق و كأن الريح دخلت خلالها في هذا اليوم الهادىء المشمس .

«اللعنة عليك، اخرج من هناك !»
صرخ هامیش تاغارت حارس المزرعة .

لم يجب أحد و لم يظهر أحد على صرخته في الجانب المقابل من البركة و لم يرد عليه إلا الصدى .

«من هذا ؟»
سأل الرجال هاميش الذي كان نحيلاً يلبس بذلة أنيقة و شعره الأسود اللامع مسرحاً بعناية و قال بسرعة :
«هناك دخيل في هذه الممتلكات» .

قالها بطريقة ساخرة رد عليه شخص طويل القامة عريض المنكبين بني الشعر أما عيناه فكانت زرقاء تلمع بوميض المتعة، و قال عندما وصلوا إلى شجرة القضبان في الشاطيء المقابل :
«كيف عرفت ؟»

«لقد ترك سلاحه خلفه» .
قال هاميش و هو ينظر إلى المجموعة ثم تابع قوله :
«ألا تراه ؟»

أشار إلى قطعة خشبية في نهايتها شريط حديدي .

«و من هو الدخيل ؟»
سأل الرجل النحيل الأسود و الذي يتكلم الإنجليزية بلكنة أجنبية .

«إنه شخص لا يحق له اصطياد السمك في المزرعة، و هذا يعني بأن أحدهم دخل و اصطاد السلمون بآلة غير شرعية، حيث يمسك السمكة من ذنبها بواسطة السلك، لكنه هرب عندما سمع أصواتنا، و للأسف كل ما شاهدته وميض فضي لسمك السلمون، و قدمين عاريتين عند هروبه إلى الضفة المقابلة» .
أجاب هاميش و الغضب باد في عينيه .

«و هكذا، يعتبر مجرماً لأنه لا يملك الحق في اصطياد الأسماك في المزرعة، و لكن ما أسوأ الأشياء التي تستطيع فعلها بحقه ؟»
سأل الرجل الأسود النحيل و عيناه تلمعان بالإثارة .

«سأجعله يدفع غرامة مالية، و إذا لم يفعل سأضعه في السجن» .
قال هاميش ثم تابع يقول :
«و لكني أشك في أن أفعل هذا الآن لأنه سيهرب إذا بقينا هنا» .

ثم نظر إلى المرأة التي مشت باتجاه الضفة و التي سمعت صوت هاميش يشرح للرجلان عن حقوق الصيد في الأراضي العالية الإسكتلندية .

و في الحال قطعت الضفة و مرت تحت أغصان الأشجار و بدأت بتسلق ممر ضيق يتعرج بين صخور مكسورة حتى وصلت إلى مرتفع يظهر لها المكان .

و خلف الصخرة رأت رجلاً مستلقياً على بطنه يراقب الرجال الذين يعبرون النهر و عندما رأته، شغلت نفسها بمراقبته .

كان طويل القامة عريض المنكبين يلبس بنطلوناً رمادياً و قميصاً ملوناً، أما شعره البني فمقصوص بشكل جذاب و بشرته بلون الكستناء، كان مستلقياً بهدوء كي لا يسمعه الرجال .

و فجأة وقف على قدميه و وضع زوجين من الأحذية و زوجين من الجوارب في كيس الصيد .

و بينما كان يربط الكيس، انتبه إلى وجود المرأة التي فاجأه وجودها و رفع عيناه البنيان نحوها و كانت تحمل سؤالاً بحاجة إلى اجابة ففهمت ما يريده و قالت بسخرية :
«كنت أنظر إلى حذائك يا نيل دايسارت، و لكن ألا تخجل من سرقة السلمون في وضح النهار خاصة و أن البركة ليست عميقة و أن أي انسان باستطاعته التقاط سمكة كهذه» .

رد عليها ببرود و قال :
«أنا لم أسرق شيئاً»

«إذن من هو السارق ؟ فأنا لا أرى أحداً هنا» .
قالت هذا و هي تنظر حولها لتأكيد كلامها .

«لقد ذهبوا، و اعلمي بأني لن أخون أصدقائي» .
قال هذا بقسوة .

«أظن بأنهم لن يرتاحوا من المشي من دون أحذيتهم و جواربهم» .
قالت هذا و هي تنظر إلى الكيس ثم نظرت إليه مبتسمة و أكملت كلامها :
«هل نسيتني ؟ أنا كرستي وايت» .

نظر إليها من قمة رأسها إلى أخمص قدميها و قال مستغرباً :
«لقد تذكرتكِ و لكنكِ تغيرتِ كثيراً» .

«هذا ليس غريباً، لأني كبرت أربع سنوات منذ آخر لقاء لنا و قد غيرت تسريحة شعري» .
قالت هذا و الإبتسامة لم تفارق شفتيها ثم أكملت كلامها بعد أن نظرت إليه جيداً و قالت :
«و أرى بعض التغيرات الصغيرة التي حصلت لك» .

لكنها لم تقل ما هي التغييرات، إذ أصبح بعمر الرابعة و الثلاثين و ما زال ظهره مستقيماً و شعره سميكاً تتدلى منه خصلة طويلة على جبينه، و لكن مرور الوقت ترك أثراً على وجهه إذ اختفى بريق المكر من عينيه و لم يبق إلا نظرة باردة أظهرت الوميض الأصفر فيهما كما بدا فمه قاسياً .

أفاقت من تأمله و سألته بعد أن صدمها بعدوانيته :
«و هل ستمكث في المزرعة الصغيرة قرب كارين رود ؟»

«نعم» .
رد بجفاف .

لكنها لم تتأثر و أكملت أسئلتها :
«متی رجعت إلى هنا ؟»

«منذ أسبوع فقط» .
أجاب باقتضاب .

«أوه» .

فوجئت و انزعجت لأنها لم تعلم بقدومه كما لم تلاحظ الضوء المنبعث من كوخه و أظهرت له انزعاجها حين قالت :
«كان عليك أن تعلمني بقدومك» .

«كان عليّ أن أصرخ و أناديكِ في كل مكان لأعلمكِ بقدومي» .

ضايقتها كلماته لكنها لم تظهر له استيائها فقالت :
«علمت أن أليك توفي منذ أربعة أشهر ؟»

«نعم، لقد سمعت هذا» .
قال هذا و ضاقت عيناه و هو يحدق بها .

«هل زوجتك معك ؟»
سألته و قد شعرت بالتوتر السائد بينهما .

«لا» .
نفيه القاطع أفهمها شعوره نحو حشريتها و مضت لحظة حدق فيها بالضوء المنعكس على البركة و سألها :
«من كان مع هاميش قرب البركة ؟»

«أخي دانسان و معه أحد رجال الأمن التابعين للمستأجر الجديد» .

«مستاجر ؟»
قالها بغضب ثم حدق بها و أكمل سؤاله :
«متى حصل هذا ؟»

«منذ بداية الشهر» .

«هل استأجر المنزل فقط ؟»

«لا، بل المزرعة كلها و أتمنى أن يشتري المكان إذا أعجبته الحياة هنا» .

ظهر الغضب جلياً في عينيه البنيتين فقال بغضب :
«لم أكن أعلم بأنه سيمر يوم أجد فيه بالمور بيد مستأجر يرید شراءها» .

«ليس باليد حيلة، فقد ترك أليك جبل من الديون و نصح المحامي بأن نؤجره و ندفع المال لإنهاء الدين» .
توقفت فجأة ثم أكملت كلامها :
«لقد انتظرت طويلاً حتى وصل الشخص الذي قدم السعر المناسب و هو الشيخ حسين العربي، و حتماً سأبيعه له» .

«الشيخ إذن، أتجروئين على بيع ممتلكات عائلة وايت العائدة إلى ملك اسكتلندي إلى مليونير عربي، لم أدرك أنكِ أصبحتِ حاقدة إلى هذا الحد، يجب أن تظل الممتلكات لعائلة وايت و أن تنقل من أليك إلى ابنه» .

«أنا و أليك لم ننجب أطفال، فلم يكن باستطاعة أليك أن ...»

لم تستطيع أن تكمل كلامها فقاطعها قائلاً :
«لماذا تزوجته إذن، كي تصبحين سيدة بالمور لبيعها ؟»

«أرجوك لا تقل هذا، فقد تزوجته لأني أحترمه و لأنه عاملني معاملة جيدة» .

و أكمل عنها قائلاً :
«تزوجته لأنكِ تشفقين عليه» .

«ربما فعلت ما باستطاعتي كي أقف إلى جانبه في مرضه» .
قالت كرستي هذا و نظرت إليه لتعرف رده لكنه لم يجب و تابعت تقول :
«حسين رجل لطيف و متعلم و هذا سيجعل منه مالكاً جيداً» .

ظهر الغضب في عينيّ نيل و قال :
«عليّ أن ألحق برفاقي كي لا يجدهم هاميش» .

«لقد أرسلني هاميش لأحذرك» .

«حسناً» .

و تذكرت كرستي كيف كانا يمضيان الوقت منذ خمس سنوات و كيف كانت تسرق السمك مع نيل من أجل المرح و الشقاوة، كل هذه الذكريات السعيدة جعلتها تدرك مدى الحزن الذي وصلت إليه الآن .

قطع نيل عليها ذكرياتها و قال :
«أظن بأنكِ على علاقة وطيدة مع الشيخ لأنكِ تناديه بإسمه الأول» .

«لقد فعلت ما طلبه مني» .
قالت كرستي هذا و هي تنظر إليه و تتذكر الأيام السعيدة التي أمضتها معه، قبلاتهم في الخفاء، نزهاتهم في الأيام المشمسة، كل هذه الذكريات جعلتها تشعر بالحزن على ما فات من عمرها .

أرادت أن تصرخ بوجه نيل و تطلب منه أن يتركها بسلام لكنها أدارت ظهرها و مشت باتجاه النهر .

و فوجئت بصوته خلفها يقول :
«عليكِ الإنتباه و إلا ستلوين كاحلكِ عندها سأضطر إلى حملكِ إلى البيت كل هذه المسافة الطويلة» .

لقد كانت الكلمات موجهة جيداً و تذكرها بلقائهم الأول و عوض أن تستدير إليه أسرعت الخطى للإبتعاد عنه حتى قطعت النهر باتجاه الضفة الثانية، و لم تنظر خلفها لترى إذا كان نيل يتبعها و تذكرت كرستي الأمسية التي وصلت فيها إلى الكوخ البعيد منذ خمس سنوات حين تعثرت و لوت كاحلها، عندها جرت نفسها إلى الكوخ و دقت الباب ففتح لها رجل طويل يحمل قصبة صيد .

و بقيا يحدقان ببعضهما البعض لمدة طويلة حتى تكلم الرجل و قال :
«من أنتِ ؟ و ماذا تفعلين هنا ؟»

لم تستطع أن تجيب و أكملت تحديقها به لأنها أحبته من النظرة الأولى، أفاقت من تأمله و أجابت :
«اسمي كرستي أور و أنا أعمل في بالمور هذا الصيف لقد لويت كاحلي و طرقت الباب طلباً للنجدة، و لكن هل تسكن هنا ؟»

«نعم هذا الصيف فقط» .
أجاب باقتضاب و ترك قصبة الصيد و جلس إلى جانبها، و للحال شعرت بموجة عاطفة تلفها حين أمسك كاحلها بيديه ليلمس المكان المصاب .

قال لها بعد فترة :
«دعيني أدخلكِ إلى المنزل حيث ألقي نظرة على قدمكِ» .

هزت برأسها ايجاباً و حملها إلى الداخل حيث أضاء مصباحاً يشبه مصباح علاء الدين في الرواية الخرافية، ثم رفع قدمها و تحسس موضع الإصابة و قال لها :
«ليس هناك كسر» .

«و كيف عرفت هذا ؟»

ابتسم لها و قال :
«أنا أعرف لأني طبيب جراح، سأضمد لكِ قدمكِ و يجب أن ترتاحي من المشي لعدة أيام» .

نظرت کرستي إليه و قالت متذمرة :
«كيف سأعود إلى بالمور ؟»

«سأخذكِ بسيارتي فقد أوقفتها خلف المنزل، ليست رولز رويس و لكنها تمشي» .
قال هذا مبتسماً ثم وقف و أخذ شيئاً من الدرج و سألها :
«هل أنتِ صديقة للسير أليك وايت ؟»

«لا، فأنا أعمل عنده، أنا أدرس علم الطبيعة و الغابات و قد طلب تلميذة تساعده في كتابه عن التاريخ الطبيعي للأراضي المرتفعة، و حصلت على الوظيفة و سأبقى هنا حتى تبدأ الدروس في الجامعة» .

«متى ستتخرجين ؟»
سألها و هو يضمد قدمها .

«بعد سنة» .
أجابت .

«و بعدها ؟»
سألها مستفسراً .

«آمل أن أجد عملاً في مركز حماية الطبيعة، أو في مزرعة و إذا لم أجد، سأسافر» .

كان قد أنهى تضميد قدمها حين أنهت كلامها، حدق بها ثم قال بصوت هامس :
«أتعرفين بأن عيناكِ الزرقاوان يشبهان الزهور الصغيرة التي تنمو قرب الغابة، و عندما وجدتكِ عند باب البيت بشعركِ المتموج حول وجهكِ، ظننت بأنكِ شبح سيدة الأراضي المرتفعة، و جئتِ لتسكني هذا المكان» .

«و عندما رأيتك و القصبة في يدك ظننتك رئيس الفرسان و السيف في يدك و جئت تطلبني لك» .

همست كرستي الكلمات عندها و قال لها :
«يبدو أننا نتشارك بحب الأشياء نفسها» .

عندها وضع يديه على خصرها فتشجعت كرستي و وضعت يداها على رقبته .

و تعانقا عناقاً طويلاً أحسا خلاله بأنهما لا يستطيعان العيش منفصلين .

و فجأة أفاقت كرستي من ذكرياتها القديمة على صوت غراب و وجدت نفسها في الطريق التي تنحدر إلى شاطيء کارین رود و كان جلدها مبللاً بالعرق و فمها جافاً، و كانت تلعن نيل في سرها الذي عاد إلى حياتها و أيقظ ذكرياتها و فجأة سمعت صوته يناديها و كأنه خرج من مخيلتها :
«كرستي» .

Continue Reading

You'll Also Like

405 52 11
هل تؤمنون الحب من اول نظرة ؟ تدور احداث قصتنا عن فتاة احبت شاب في المدرسة الثانوية ومرحلة المراهقة #تالين . # سيف هل سيبادلها الشاب الحب ام للقدر ر...
7.3M 360K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
4.2K 460 40
قصص موعظه وعبر تم نقلها من برنامج (قصص وحكايات) لم اقوم بتحسينها او اي شي فقط منقولة ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر له...
16K 334 106
من وراء النقاب تستطيعى أن تذكرى ربك من وراء النقاب تستطيعى أن تراجعى ما حفظتى من القرآن من وراء النقاب تستطيعى أن تبتسمى عندما ترين شئ يفرحك ... من و...