مَا بَينَ الحُبِّ وَ الحَرب...

By Lisa-Adia03

51.8K 2.1K 4.2K

- وَ هَل ليُونِيل دِي مَاريَا يَعرِفُ مَعنى الحُب؟ - ليُونيِل لاَ يَعرِفُ الحُب وَ اِنَما غَارَقٌ فيِ العِشقِ... More

intro
part 1
part 2
part 3
part 5
part 6
part 7
part 8
مرحبااااا اعزائي
رمضان كريم ❤
part 9
part 10
part 11
part 12
part 13

part 4

3K 189 312
By Lisa-Adia03

انت التي تتفاعلين في رواتي سأحفظ اسمك
و سأدعوك لحفل زفافي
و أعدك انك ستتناولين العشاء مرتين 💜

Somthing in your eyes tell me who i'am
Something in my heart
Whenever you're near

~~~~~~~~

كان جالسا على المقعد الخلفي بسيارته الفخمة مغمضا عينيه يحرك اصابعه وفقا لانغام الموسيقى المنبعثة من الراديو , أخذته الى عالمه الخاص , العالم الذي يباع فيه النسيان, الذي يجد فيه ملامحه ونفسه التائهة , بعيدا عن فوضى هذا العالم و عن نفسه التي ما عاد يعرف ما تريده, بعيدا عن شبح الماضي الذي يداهمه دون توقف , القى نظرة من النافذة و لمح قصرا من بعيد ابيض اللون يشبه قصور العصر الفيكتوري في شكله , ابتسم بجانبية و همس قائلا

" لم يتبقى الكثير "

و بعد دقائق قليلة توقفت السيارة و اردف السائق بنبرة يطغى عليها الاحترام

" لقد وصلنا سيدي "

التقط ليونيل هاتفه لينقر على اسم طوني بقائمة الاسماء انتظر لبضع ثواني حتى أجاب الاخر على هاتفه ثم قال آمرا

- " ابدأ عملك الان"

- هل وصلت الى الحفل؟
تسائل الاخر

- "نعم"
,قالها ببساطة دون ان يضيف اي شئ فهو من النوع الذي لا يحب ان يكثر من الكلام

- "اراهن ان المكان ملئ بالحسنو......"

لم يترك له فرصة لإتمام كلامه حتى اغلق هاتفه واضعا اياه بجيب بنطاله
هرول السائق لفتح الباب لسيده , ترجل ليونيل من سيارة المازيراتي الايطالية فهو معروف بدعمه للمنتوج الإيطالي او بالاحرى هو صاحب هاذا المنتوج شخصيا كونه يملك اربعين بالمئة من اسهم شركة مازيراتي للسيارات , عدل بذلته التي تنافس الليل في سوادها , نظر حوله لوهلة ليجد الحراس منتشرين في جميع انحاء حديقة القصر بينما هناك العديد من السيارات الفخمة المركونة واحدة تلوى الأخرى التي تعود لضيوف الحفل, وضع خطوته الاولى على البساط الاحمر و اتجه نحو ذلك الباب الخشبي المزخرف الذي فتح من قبل الحارسين الواقفين امامه بشموخ , تقدم منه احد الخدم و اردف بلباقة ظاهرة في نبرة صوته

" يشرفنا حضوركم سيدي"

, فتح علبة صغيرة تحتوي قناعا اسود كبذلته لا يغطي الوجه بأكمله انما الانف و العينين فقط , ابتسم ليونيل بسخرية معلقا

" هل يحاولون اخفاء حقيقتهم الموحشة بهاذه الاقنعة المزخرفة؟ "

- نظر اليه الخادم ليجد كتلة من الفخامة و الرجولة الطاغية تنتظر رده شعر بالارتباك الشديد و بلع ريقه خوفا من ان يتفوه بشئ يجعله يندم طوال حياته فهالة الرجل امامه مرعبة و غامضة تؤثر على الجميع و تجعلهم خاضعين لجبروته رغما عنهم
ابتسم الخادم بتكلف محاولا اخفاء ارتباكه و اجاب متأتأ بنبرة متوترة

" إنها.. حفلة تنكرية سيادتكم "

لاحظ ليونيل التوتر الذي كاد ينهش دواخل الخادم من تلعثمه في الكلام رفع كلا حاجبيه لسماعه جوابه الغبي حفلة تنكرية ؟و كأنه لم يكن على علم بالامر مسح الغبار الوهمي على كتف الاخر و رسم ابتسامة ماكرة على ثغره ليقول

" لا داعي لكل هذا التوتر , لا احبذ لحم البشر كطبق على الغداء "

التقط القناع من تلك العلبة المخملية و واصل المشي بتفاخر رافعا رأسه بكبرياء , متجاهلا انحناء الخادم له بإحترام "
دخل الى القاعة الرئيسية التي تعج بالرجال الاعمال ببذلاتهم السوداء الرسمية مع نسائهم الآتي يرتدين ابهى الفساتين و اغلاها نظر في وجهوهم المبتسمة بتكلف و علق هازئا

" رائحة النفاق تملئ المكان"

" سيد ليونيل دي ماريا ؟"

التفت ليونيل خلفه ليجد امرأة في الخمسينيات من عمرها غزى الشيب خصلاة شعرها و ضهرت بعض التجاعيد في جوانب عينيها البنية , كانت ترتدي قميصا ابيض اللون و تنورة سوداء متوسطة الطول تبدو من هيئتها انها رئيسة للخدم
أومئ لها ليونيل بهدوء لتظهر ابتسامة لطيفة على ثغرها و تردف بإحترام

" لقد أمرني السيد بإستقبالك شخصيا , سيتم الاجتماع في غرفة خاصة بالطابق العلوي , ارجو منك ان تتبعنى لو سمحت "

باشرت بالتوجه نحو الاعلى ليتبعها الاخر دون التفوه بأي كلمة و بعد ثواني معدودة توقفا امام باب خشبي تتوسطه قطعة جلدية سوداء, فتحتها رئيسة الخدم ليدخل الاخر بخطوات تدل على غرور صاحبها و جبروته , ابتسامة ماكرة رسمت على ثغره عندما لمح تلك الفاتنة امامه جالسة على الاريكة و كأنها ملكة تعتلي عرش عدوها بعد ان اذاقته شرة هزيمة , كانت بمنتهى الاناقة و الجمال ناهيك عن هالة الوقار و الهدوء التي كانت طاغية على هيئتها

" التقينا اخيرا"

قالها بصوته الاجش و العميق الذي جعل من انجليكا تلتفت لتعرف مصدره
عقدت حاجبيها بإستغراب فور رؤيته , انتصبت من مكانها و اردفت برسمية

" ضننت انني سألتقي بالسيد اندري ايفانوف شخصيا , هل حضرتك تكون مساعده الشخصي؟"

نظر اليها من الاعلى الى الاسفل حاول تمييز ملامح وجهها الجميلة لكن معظمها كانت مخفية تحت ذلك القناع ذو اللون الفظي , اخفض نضره نحو نهديها البارزتين ثم الى قوامها الممشوق كالحوريات بدت و بإختصار كتحفة اثرية هربت من متحف اوروبي

" جميل "

علق دون ان يزيح نظره عن نهديها
لاحظت انجليكا مكان تحديقه , رمقته بإقتضاب و اجابت بنبرة متسائلة

" pardon"

-" اقصد اسلوبك المحترم انستي "

اقترب منها و مد يده مصافحا ايها قائلا

" آسف لتخييب امالك يا آنسة , لكنني لست مساعد السيد اندري و انما المالك الجديد لمبناه"

فهمت انجليكا من كلامه انها ليست الوحيدة التي تريد الحصول على المبنى , و انما هناك خصم آخر لا تبدو عليه سمات شخص سهل او متسامح من هيئته سيكون الامر صعبا نوعا ما و لكن ليس بالقدر الذي سيجعلها تخسر امامه فهي انجليكا سكولوف اشهر امرأة قانون في روسيا و أذكاهم لن تخرج راية الاستسلام امام كتلة الثلج الواقف قبالتها بسهولة"

صافحته بدورها لتظهر ابتسامة دبلوماسية على ملامح وجهها الفاتنة قائلة

" اهتمامك بشراءه لا يعنى بالضرورة انك مالكه رسميا , هناك ما يسمى بتراضي الطرفين في عقد البيع اذا لم يوافق السيد اندري على عرضك لن تكون مالكا للمبنى حتى لو اردت ذلك "

رفع حاجبه الايمن بإستنكار لما قالته فلا يكفي انها فاتنة لكن لسانها لاذع للغاية تماما كسم الافعى لا يستطيع انكار اعجبابه بالامر و بشدة , ظن لوهلة ان الملل سيقتله كما يفعل بالعادة و لكن حدسه كان مخطئا هذه المرة

باشر بالتقدم نحو الاريكة بخطوات متوازنة قائلا

ِ " و مالذي سيجعله يرفض عرضي , انجليكا ؟"

نطق اسمها بتأني كل حرف على حدى كأنه يحاول تذوق طعم اسمها على شفتيه , بنبرة مغرية يملؤها الغموض ما زادها هيبة صوته العميق و الاجش الذي جعل من كافة جسدها يقشعر لوهلة بلعت ريقلها و اجابت محاولة التحكم بنبرة صوتها

" كوني جزءا مهما في الصفقة !, لست بالخصم السهل كما تظن و ايضا الانسة انجليكا من فضلك لسنا بذلك القرب لنتكلم دون رسميات "

اسند نفسه على تلك الاريكة
ليجلس بكل ارياحية و كأنه صاحب المكان وضع قدمه اليمنى عل اليسرى و أومئ زاما شفتيه

-" آنسة اذا ! , فاتنة , ذكية , شرسة , و عزباء ايضا ممتاز !

-" مالذي تقصده بكلامك يا سيد؟"

-" لا شئ مهم ! انا فقد أحاول التعرف على خصمي جيدا"

-" و هل حياة خصومك الشخصية مهمة بالنسبة لك؟"

سئلت بإستهزاء واضح من نبرة صوتها"

" اكثر مما تتصورين"

-" سأرسل لك سجل علاقاتي ان كان الفضول سيقتلك!"

ابتسم بجانبية و حدق بعينيها بعمق ثم اردف بثقة ظاهرة في طريقة حديثه

"لا عليك آنسة انجليكا , لا يهم , ان لم أكن الاول , فسأكون الافضل"

فرغت فهها و رفعت حاجبيها بدهشة و اردفت

" عذرا ؟"

" اعتذارك مقبول آنستي "

قالها لينحنى نحو قرورة النبيذ الفاخر التي على الطاولة التقطها ليسكب القليل بكأسه الزجاجي عدل من جلسته و ارتشف القليل دون ان يزيح عينيه عليها

"اعتقد ان نقاشنا سينتهي هنا"

ابتسمت بتكلف و ازاحت وجهها بعيدا كي لا تلتقي عينيها بخاصته فقد شعرت بالنفور تجاهه من اول لقاء لهما , فأسلوبه الاستفزازي و نرجسيتيه و ثقته الزائدة جعلت منها بركانا ثائرا غلقت فوهته بالرماد لكن و في نفس الوقت شعرت بشئ غريب يجذبها نحوه هي لا تعلم ان كانت هالته الموحشة التي تشعرها بالخضوع ام شئ اعمق من ذلك بكثير .

~~~~~~~~~

في جهة اخرى كان طوني جالسا بسيارته ينتظر اللحظة التي سيدخل فيها الفندق , اخذ نفسا من سجارته ليحرق بها رئيتيه, ثبت نظره بالبطاقة الذهبية التي كان يتلمسها بأنامله الخشنة و اردف بنبرة عميقة

" غرفة 103 "

خرج من سيارته و القى بالسجارة على الارضية سحقها بقدمه اليمنى ثم رفع رأسه محدقا بالمبنى الشاهق امامه

" حان وقت العمل"

قالها و دخل الى الفندق بخطوات واثقة و رأس مرفوع و كأنه رجل اعمال مشهور متناسيا انه مرتزقة يزهق ارواح اللاخرين دون رحمة , و ذلك لإبعاد الشبهات عنه بإيهام المتواجدين بالفندق على انه زبون جاء هنا بهدف الاستجمام , تقدم نحو قاعة الاستقبال وجد فتاة ذاة بشرة سمراء ترتدي بذلة خاصة بالفندق , نظرت له بإعجاب ظاهر على ملامحها و كيف لا و هو يصرخ وسامة و رجولة ببذلته الراقية السوداء ,رحبت به بإحترام و ابتسمت قائلة

" نحن في الخدمة سيدي"

اقترب قليلا نحوها , نظر لها بعينين ثاقبتين و همس بصوت غليض ممزوج بلكنته الايطالية الفاتنة

" Il mio Lucifero è arrabbiato
" لوسيفر خاصتي جائع"

بقيت شاردة في ملامح وجهه لبعض الوقت الى ان سمعت لكنته الايطالية و الجملة التي تفوه بها لتوه , لم تكن سوى كلمة السر التي يتعرف بها اعضاء مافيا لوسيفر على بعضهم البعض , تفقدت لوهلة زميلها الواقف بجانبها , لتجده مهتما بعمله مع باقي الزبائن ثم اعادت نظرها نحو طوني مرة أخرى رسمت ابتسامة على ثغرها ثم اردفت برسمية

" كل شئ جاهز سيدي سأمنحك مفتاح الجناح101 انتظر هناك و سيصل طلبك فورا "

, اومئ طوني لها متفهما ,أخذ مفتاح الجناح و اتجه نحو المصعد ليقف امامه منتظرا , مرت دقائق قليلة ليفتح الباب تقدم نحو الداخل بخطوات متوازنة و عندما اوشك المصعد على الاغلاق , فتح بشكل مفاجئ مرة اخرى من قبل فتاة شقراء ذات ملامح طفولية , كانت متوسطة الطول يصل شعرها الى بداية كتفيها و كان مضهرها يوحي على انها مدللة من عائلة مرموقة

" عذرا "

قالتها بإحترام ليتنحى طوني جانبا دون التفوه بأي كلمة فهو بالاحرى لم يفهم ما قالته كونه لا يتقن اللغة الروسية في الأصل, لكنه استجاب بشكل عفوي لطلبها, ضغط على زر الطابق المطلوب ثم اسند نفسه على حائط المصعد منتظرا الوصول الى وجهته ,نظرت الفتاة اليه لتلمح هالة الهدوء الطاغية على هيئته كان يحدق بأرضية المصعد و كأن امرا ما قد استولى على تفكيره بالكامل يتفقد ساعة يده تارة ثم الشاشة التي تضهر رقم الطابق تارة اخرى التقطت عيناها جميع تفاصيله بدقة لأنها ارادت و بشدة سؤاله عن امر يهمها, لكنها مترددة بفعل ذلك بسبب هدوئة المريب و هيئته الموحشة فبالرغم من وسامته الطاغية و اناقته البارزة الا ان ذلك الشعور المريب نحوه يمنعها من التقدم و طلب المساعدة منه , نفضت تلك الافكار السلبية جانبا و زفرت الهواء من فمها وهي تستجمع شجاعتها حمحمت بخفة و اردفت بإحترام

" عفوا هل يمكنك اخباري بأي طابق سأجد الغرفة 102 ؟

رفع طوني رأسه لوهلة محدقا بها عقد حاجبيه بدون فهم بينما كانت الاخرى تنتظر اجابته بفارغ الصبر بقيا على تلك الحالة لثواني معدودة دون ان يتفوه اي احد بكلمة اخرى الى ان كسرت بيلا حاجز الصمت قائلة بنفاذ صبر

" هل انت اصم؟"

اشار بيده نحو وجهه و اردف بلكنة إنجليزية

" Do I look like Russia to you?"
" وهل ابدو روسيا بنظرك؟"

بقيت الأخرى تحدق بعينيه الناعستين ليلفت نظرها تلك الندبة التي تعتلي وجنته اليسرى , تجاهلت كلامه و ابدت تركيزها عليها مع كم من الأسئلة التي غزت تفكيرها
"من قام بترك تلك الندبة على وجهه ي يا ترى؟ , يبدو رجلا ذو مكانة مرموقة! , انه وسيم بحق الرب و السماء و الجحيم لا يمكنني انكار الامر حتى لو اردت ذلك , ان جسده مثالي و اللعنة هل هو حقا بشر مثلنا؟ اظنه هنا لقضاء ليلة مع فتاة ما , انا احسدك ايتها الشمطاء , اقسم لو كان يملك جايكوب جسدا كهذا لجعلته يضاجعني في كل مرة اراه فيها ,حركت رأسها بعنف و اكملت هذا جنون بيلا , مالذي تفكرين به انت هنا من اجل تلقين ذلك العاهر درسا لن ينساه "

رفع طوني حاجبيه منتظرا إجابة مقنعة من تلك الشاردة امامه ابتسم بسخرية و اشار بيده نحوها قائلا

" هل تريدين شيئا يا آنسة"

" افاقت من شرودها و صفعت نفسها داخل عقلها الف مرة بسبب تصرفها الغبي , رسمت ابتسامة بريئة بثغرها ثم وجهت البطاقة التي بين اناملها الناعمة نحوه و اردفت بلكنة انجليزية

" آسفة لم انتبه لذلك , اين يمكنني ايجاد الغرفة رقم 102 من فضلك؟ "

بقي يحدق بعينها لمدة معينة ثم اردف " sono un vero italiano , mia cara !
" انا ايطالي اصيل , عزيزتي"

نقل نظره نحو الرقم الذي بالبطاقة ثم اردف

" اظن ان وجهتنا واحدة انستي , انتظري وصول المصعد و ستجدين الغرفة بنفس الطابق "

اعادت بيلا البطاقة الخاصة بالجناح الى حقيبة شانال خاصتها , ثم قامت بشكره بلطف بينما اكتفى الاخر بالايماء لها دون ان ينطق بكلمة اخرى

بقيا كلاهما صامتا و غارقا في افكاره الخاصة , و عالمه الخاص الى ان فتح باب المصعد اخيرا

" السيدات اولا "

قالها طوني مشيرا لبيلا بالخروج نظرت له لوهلة مهلا! هل يحاول ان يكون نبيلا معها ,

" لا تقم بهاته الحركات ان قلبي بالكاد يتحمل ابتسامتك الفاتنة "

قالتها تحت انفاسها ثم ابتسمت بلطف و و علقت

" رجل نبيل "


بادلها الابتسامة لتتقدم نحو الامام تحت نظراته الثاقبة , وقعت حدقتيه على خصرها الممشوق و جزئها السفلي فرك ارنبة انفه و توسعت ابتسامته برضى معلقا

" النبل يخدم صاحبه أحيانا"

غلق باب المصعد , ليتجها كلاهما نحو الجناح المقصودة

دخل تلك الغرفة الواسعة ذات الجدران الحليبية التي تزينها زخرفة ذهبية و كإنها غرفة من قصر القياصرة الروسيين , اثاث ملكي و سرير كبير الحجم يتوسط الجزء الجنوبي من الجناح , القى بسترته على الأريكة , تخلص من ربطة عنقه التي كانت تشعره بالاختناق ثم توجه الى الشرفة ليفتح تلك الستائر المخملية , اخذ سجارة من جيب بنطاله , أشعلها و استنشق دخانها حارقا به رئتيه , بقي شارد الذهن يفكر بالخطوة التالية و هو يراقب منظر موسكو الليلي الخاطف للأنفاس , بقي بتلك الوضعية حتى رن هاتفه فجأة , ليقوم بتفقده ظنا منه انها رسالة من صديقه ليونيل , لكن اعتقاده كان خاطئا , عندما فتح الرسالة النصية وجد صورة لفتاة في نهاية العشرينات مع شاب ثلاثيني يمسكان بيد بعضهما البعض
تجمدت ملامحه للحظة ثم بدأ بالقهقة دون سابق انذار من يراه في تلك الحالة يظن انه شخص مختل اهلك الزمان ما بقي من خلايا عقله , اعاد خصلات شعره الى الوراء ثم واصل التحديق بتلك الصورة و اردف

"و في هذه اللحظة , ادركت ان انتظاري كان يهزء بي منذ البداية, هل كنت مجرد عابر في حياتك , سيلفيا ؟"

قطع شروده صوت طرق على الباب اعاد هاتفه داخل جيبه ثم توجه لفتحه

" خدمة الغرف سيدي "

كان شابا عشريني يرتدي بذلة خاصة بالعاملين في الفندق
لاحظ طوني عربة الطعام امامه , ابتسم بجانبية ثم اخرج ورقة 500 اورو من جيبه و منحها لواقف عند عتبة الباب

" خذه انه بقشيش "

التقط العامل المبلغ و الدهشة تكسو ملامح وجهه هل يمزح انه نصف المبلغ الذي يتقاضاه شهريا هل يسمي هذا بقشيشا

" شكرا لكرمك سيدي"

اشار له الاخر بالذهاب , ثم قام بإدخال العربة الى جناح غالقا الباب خلفه
"رائحة شهية"

علق عند رؤيته لذلك الطبق الفضي الذي يتوسط العربة , قام بفتحه ليجد حبيبة قلبه بإنتظاره ان يضمها بين احضانه , اتسعت ابتسامته كالعاشق الولهان الذي صادف عشيقته بعد فراق دام لسنوات عديدة , اخذ مسدسه بين يديه و ركب به كاتما للصوت, قام بإخفائه بعد ان ارتدى سترته مرة اخرى , ثم خرج من الغرفة متجها نحو الغرفة 103

كانت الساعة تشير الى الثامنة مساء بتوقيت موسكو , خرج من الحمام مرتديا الروب الخاص به , كان يجفف خصلات شعره المبتلة بمنشفته البيضاء و هو يتجه نحو خزانته , كست الدهشة ملامح وجهه الوسيم عند رؤيته للرجل المتكئ على جدار غرفة النوم بكل اريحية , توقف مكانه لوهلة و اردف بتساؤل

" من تكون و اللعنة ؟"

نظر طوني نحو مصدر الصوت المتسائل بعينيه الناعسة, عدل وضعيته بهدوء ثم اردف و هو يتقدم نحوه

" خدمة الغرف سيدي "

امال الاخر رأسه و عقد حاجبه بشك , فهو بالطبع لا يبدو كنادل أو عامل خدمة الغرف ليس بذلك الغباء ليصدق كذبة كهذه , تراجع بخطواته نحو الوراء قليلا , بلع ريقه ثم قال

" لكنني لم اطلب شيئا"

فرك طوني ارنبة انفه و ابتسم بخبث مجيبا

" ا حقا ؟ ربما اخطأت برقم الغرفة , اعتذر "

تقدم بخطوات متوازنة نحو باب متخطيا الاخر أمامه , لم تمر ثانيتين حتى هاجمه من الخلف قائلا

" لكنك ستطلب الرحمة الان , صدقني"

حاول الرجل المقاومة و الدفاع عن نفسه مرارا و تكرارا حتى استولى السواد هلى نظره ارتخى جسمه و انتقل الى عالم آخر فاقدا للوعي

~~~~~~~~~~~~~~~~~

حرك كأس النبيد بهدوء دون ان يزيح عينيه عن تلك الفاتنة الجالسة قبالته كن يتفقد كل انش من جسدها و كأنه يسجل تلك التفاصيل الصغيرة داخل ذاكرته , و بعد رحلة طويلة جاب بها تموجات خصرها و نهديها البارزتين قرر ان يريح عدستيه بملامح وجهها الملائكي الذي لم يمنع القناع التنكري من بروز جماله

لاحظت انجليكا تحديقاته المستمرة بها , مما جعلها تشعر بالخجل و عدم الارتياح لعنته تحت انفاسها و اصدرت تنهيدة تعبر عن استيائها و سخطها من تصرفاته التي تسميها بالوقحة , ثم فتحت ثغرها قائلة

" تكلم , كي لا تصاب بالتخمة من الكلمات المنعقدة داخل حنجرتك"

" - يعجز المرئ عن الكلام اثناء توغله داخل تفاصيل تحفة فنية , آنسة انجليكا"

-" رفعت حاجبيها و ابتسمت بتكلف قائلة

" هل تحاول رشوتي بكلامك المعسول؟ , انا هنا من اجل هدف واحد و لن اغادر المكان حتى احصل عليه !

اسند كوعه على تلك الاريكة و رسم شبه ابتسامة على ثغره دون ان يزيح عينيه عليها , رفع يده الحرة مشيرا نحوها و هو يقول

" هل صيحة القرط الواحد اصبحت رائجة بين النساء ايضا؟

تغيرت ملامحها من واثقة الى اخرى مستغربة بسبب سؤاله المفاجئ مالذي يقصده بكلامه , اسرعت ترفع يديها لتحسس شحمة اذنها لتلاحظ اختفاء احد اقراطها , توردت وجنتيها بإحراج و لعنت تحت انفاسها ثم زمت شفتيها بخجل و هي تحرك عدستيها باحثة عنه في ارجاء الغرفة دون ان تتحرك من مكانها , هل يعقل انها فقدته عندها صعودها الى هنا؟
لا امل في ايجاده الان , لن تضع نفسها في موقف محرج أمامه حتى لو كان هدية من والدها , جردت نفسها من القرط المتبقي لتقوم بوضعه داخل تلك الحقيبه الراقية اعادت خصلات شعرها الحريري نحو الامام ثم حدقت بالجالس قبالتها و اردفت بنبرة واثقة

" شكرا على الملاحظة لكن من الافضل لك ان تهتم بشؤنك الخاصة"

قهقه بسبب ردة فعلها و اردف هامسا

" متكبرة حتى في اسوء المواقف"

اخرج سجارة من علبته الفضية يبدو انها الأخيرة , وضعها على شفتيه حاول اشعالها ليستنشق سمها لكن صوت الفاتنة امامه قد منعه من ذلك , نظر نحوها لتردف انجليكا بإعتراض

" لكنني لم اسمح لك بذلك؟"

رفع ليونيل حاجبيه و حدق بها بتمعن قائلا


" لا اذكر انني طلبت الأذن من الاساس !

" من الجيد انك تعترف بأخطائك على الاقل"

تجاهل الاخر كلامها ليضع السجارة بين شفتيه مرة اخرى حاول اشعالها حتى سُحبت بقوة و تم القائها ارضا من قبل تلك التي تقف امامه بشموخ ابتسم بسخرية دون ان يرفع رأسه نحوها انتصب من مكانه ليظهر فارق الطول الشاسع بينهما حدق بعينيها بعمق ثم اردف بصوت اجش

" لقد كانت الاخيرة!"

" و كأن الامر يهمني "

أجابت بتحدي بادٍ من نبرة صوتها

تغيرت ملامح وجهه الى اخرى تدل على سخطه بدأ بالمشئ نحو الامام بخطوات هادئة ليجعل الأخرى تعود نحو الوراء قصد تجنب الالتصاق به
و هسهس بين اسنانه بصوت يشبه فحيح الافعى

هل تعلمين ماذا حصل لآخر شخص تجرأ على الوقوف بوجهي , آنسة انجليكا؟

واصل المشي حتى التصق ضهر انجليكا بجدار الغرفة اسند كفه عليه ليحاصرها بينما الأخرى لم تزح رماديتيها عن عينه و لو لجزء من الثانية , صدرها كان ينخفظ و يرتفع بسرعة شديدة عند سماعها لتلك النبرة و الكلمات الحازمة بلعت ريقها بصعوبة فذلك القرب بينهما جعلها تشعر بالتوتر الشديد , استجمعت ما بقي لها من شجاعة و اردفت

" هل تظنني سأموت خوفا من تهديداتك الفارغة؟

- ستخافين كما يخاف الجميع

اجابهل ليرفع يده الحرة نحوها فاغمضت عينيها فورا .منتظرة ان يصفعها او شئ من هذا القبيل لكنها احست ببرودة بين نهديها فتحت رماديتيها مرة اخرى لتجد ذلك الذي يبتسم بجانبية يحمل قرطها المفقود بين انامله الباردة

" هل كنت تبحثين عن هذا؟"

تسائل ببرود بينما بقيت انجليكا تحدق به بدهشة و فكرة واحدة تدور داخل رأسها هل قام بلمس نهديها للتو ام ان رائحة النبيذ الملتصقة بقميصه أثرت على خلايا عقلها ؟

اعاد خصلات شعرها الذهبي نحو الوراء بهدوء محاولا تركيب القرط بشحمة اذنها تحت نضراتها المرتبكة نحوه , لم يسبق لها ان كانت بهذا القرب مع رجل ما عدى صديقها فيليب , الا ان ليونيل ابدى عكس ذلك بسبب الثقة و الهدوء الذي كان عليهما

"انهيت "

علق مبتعدا عنها
فحمحمت الأخرى بخجل مشيحة بوجهها عنه ثم اردفت بنبرة حاولت بها ان لا تظهر التوتر الذي كان طاغيا بدواخلها

" شكرا , لقد كان هدية من والدي"

"لست انا من عليك شكره آنستي , بل اشكري الرب لانني في مزاج جيد اليوم"

حاولت الرد على كلامه لكن دلوف السيد اندري ايفانوف الى الغرفة قد منعها من ذلك , اشاحت نظرها و هي تبتعد عنه توجهت نحو السيد اندري مرحبة به بإحترام كبير , مدت يدها مصافحة اياه قائلة

" مرحبا بك سيد اندري سررت بمقابلتك شخصيا "

بادلها الاخر بحرارة ثم اردف
ِ
" شرف لي ان اقابل اشهر محامية في روسيا آنستي

اشار نحو الاريكة و اضاف بنبرة رسمية

" تفضلي بالجلوس "

وجه نظره للواقف بالجهة المقابلة ابتسم بجانبية و مد يده قائلا

" مر وقت طويل سيد ...."
حاول نطق اسمه الكامل لكن ليونيل قاطع كلامه قائلا

" ناديني بليون "

صافحه هو الاخر ثم اكمل

" سررت بلقائك سيد اندري "

رفع اندري حاجبيه مستغربا من ردة فعل الاخر , تجاهل الافكار التي جالت بخاطره ثم اردف بدبلوماسية

" تفضل بالجلوس سيد ليون !

أخذ الكل مكانه على تلك الأريكة الفاخرة بينما اتجه السيد اندري نحو البار الموجد بزاوية الغرفة

" اعتذر عن التأخر فالترحيب بالضيوف قد اخذ مني الكثير الوقت كما تعلمون , مالذي يودون ضيوفي شربه؟

تسائل موجها نظره الى كليهما

" ويسكي ان وجد "

قالها ليونيل بنبرة شبه آمرة , لتتنهد الأخرى ساخرة باللغة الروسية

" لقد اكمل قرورة النبيذ لتوه و ها الان يريد المزيد من الكحوليات هل هو مدمن ام ماذا ! , هذا ما كان ينقصني, اجتماع مع سكير "

ضحك اندري من تعليقها المستفز للطرف الذي كاد يفتك بها بنظراته الحادة , اخرج قرورة الويسكي و صب قليلا بذلك الكأس الزجاجي المزين بمكعبات ثلجية ثم اردف

" ماذا عنك انسة انجليكا هل تفضلين الويسكي ام الكونياك؟"

حركت انجليكا رأسها نافية ثم اردفت بنبرة رسمية

" شكرا لك سيد اندري انا لا اشرب اثناء العمل "

أومئ اندري متفهما , التقط كأس الويسكي الخاص بليونيل ليناوله اياه , جلس بمكانه بأرياحية ثم وجه كلامه نحو انجليكا قائلا

" اعلم جيدا انك لم تتوقعي وجود طرف ثالث في الاجتماع , اعتذر ان فاجئك الامر آنستي لكن السيد ليون زبون مهم و هو اول من عرض علي شراء المبنى , و لكن بما انك مصرة على الحصول عليه ايضا , قررت منحك فرصة لسماع عرضك "

قطبت حاجبيها استغرابا من كلامه ثم ابتسمت لتردف بتساؤل

" هل تقصد بكلامك هذا , انني الطرف الدخيل هنا؟"

ارادت توضيحا لما كان يقصده بكلامه لكنها تفاجئت بتعليق ليونيل الساخر منها

"لا لست الطرف الدخيل ابدا , لكنك الطرف الخاسر في الصفقة , لا مكان للنساء بين أعمال الرجال آنسة انجليكا "

اسرعت توجه نظرها نحوه محدقة به بذهول مالذي يقوله هذا الاحمق هذا ما كان ينقصها رجل ذو تفكير ذكوري رجعي
أصدر اندري قهقهة خافتة ثم اردف

" لا عليك آنسة انجليكا , كل مافي الامر ان السيد ليون قد تفاجئ من كونك امرأة!

نفت ببطئ ثم ابتسمت بثقة قائلة

" لا يهم سيد اندري من المتوقع حدوث امر بسيط كهذا , انا ايضا ظننته رجلا للوهلة الاولى ! "

- اذا كنت تشكين برجولتي يمكنك التأكد بنفسك signora "

قالها بصوت عميق و ابتسامة شيطانية ظاهرة بثغره

شدت انجليكا على قبضتها بغضب عارم لرؤيتها تلك البسمة الشيطانية التي تتحرش بذرة الصبر المتبقية لديها , ازاحت وجهها بتهكم محاولة التركيز بالأمر الذي جاءت من أجله ,
عدلت من جلستها , وضعت قدمها اليمنى على اليسرى لتصبح ساقيها اكثر بروزا و فتنة , اسرعت برفع يدها نحو الاعلى محاولة تجريد نفسها من ذلك القناع الذي يغطي نصف ملاحمها ثم قالت

" لست هنا لتضييع الوقت مع أشخاص ذوي تفكيري سطحي, افضل الدخول بصلب الموضوع سيد اندري!"

أومئ اندري موافقا بينما عينيه كنت ثابثة بساقيها , اما ليونيل فتجمدت الدماء بعروقه , اصبح وجهه شاحبا يعبر عن مدى الدهشة التي أصابته للتو شعر بألم حاد يمزق دواخله توقف الزمن امامه للحظة و لم يعد يستوعب اي شئ يحدث من حوله كان فقط يحدق بتلك الملامح و تلك العيون الرمادية دون ان تلتقي رموشه السوداء ببعضها البعض , شعر بالانتماء للحظة , و كأن شئ ما بعينها يخبره انها هي , تلك التي لا يفارقه طيفها
تلك التي يحن اليها و يعيش بذكرياتها التي تفتك بجروح تأبى الشفاء, و بعد فاجعة هزت كل اوصاله امضى مشتتا تائها بلا وطن يلجئ اليه حاملا ما تبقى من ذكريات الدهر و دموع الفراق , حاول مئات المرات ان يدفن بذور الحنين كي لا تنمو على ملامحه فرأها تحتل فؤاده و ما تبقى من فتات قلبه المحطم .
ابتلع بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقه محاولا السيطرة على نفسه كل لا يذهب و يضمها بين احضانه كامختلٍ مهووس , حاول صفع نفسه و انكار الأمر الف مرة داخل رأسه , انتصب من مكانه فجأة متجها نحو الباب متجاهلا كم التساؤلات النابعة من اندري ايفانوف ليخرج من الغرفة دون حتى النظر للوراء , تخلص من ربطة العنق لشعوره بالاختناق محاولا تهدئة و اقناع نفسه انها ليست اكثر من مجرد صدفة و تخيلات من نسج عقله فحبه الاول قد توفيت منذ أكثر من ستة عشر سنة لن يكذب عينيه التي قرأت حروف اسمها المقدس على قبرها الرخامي
الذي لم يتوقف عن زيارته الى يومنا هذا

بقي على تلك الحالة ليسترجعه الواقع في دقائق قليلة, شعر بتحسن طفيف بعد ان توقف الصداع الذي كاد ينهش عقله ,عدل بذلته و فتح الازرار الاولى من قميصه , ثم تنفس بعمق قبل ان يفتح الباب بهدوء عائدا الى ساحة المعركة بهالته الواثقة و جبروته الطاغي و كأنه ليس نفس الشخص الذي فر هاربا من ذكريات الماضي, جلس على تلك الأريكة مرة اخرى ليسند نفسة بتفاخر ثم اردف بعدم اكتراث

" آسف هل فوت امرا مهما؟"


" ما سبب خرجوك بتلك الطريقة , ظننت لوهلة انك رأيت شبحا ما ! "

ضحك ليونيل دون سابق انذار ,امال رأسه قليلا دون ان يزيح نظره عنها اطال التحديق بها ثم قال متسائلا

"هل انت و بأية فرصة , قلقة علي؟ "

ابتسامة صفراء ضهرت على ثغر الاخرى لتردف بثقة

" بالتأكيد قلقت ان يكون وجودي من سبب لك نوبة من القلق , فالميزاجونية مرض خطير كما تعلم"

- "شرسة , لكن وفري شراستك للحصول على المبنى mia cara "

قالها ببرود و ابتسامة ماكرة

" لن تعجبك النتيجة ,صدقني "

قالتها لتعيد نظرها نحو السيد اندري مع ابتسامة جانبية رسمت على ثغرها

" اقتراحك مرفوض !

حدقت بطلاء اضافرها البراق لوهلةو اكملت بغرور

" سأحصل على المبنى بعشرة ملايين يورو و لن أضيف سنتا آخرا سيد اندري"

" رفع اندري حاحبيه نحو الاعلى و زم شفتيه قائلا

" اعجبتني ثقتك العمياء بنفسك آنسة سوكولوف لكن من المؤسف ان أخبرك ان عرضك مرفوض "

"انها عشرة ملايين يورو سيد ايفانوف , هذا يفوق قيمة البيع في السوق بخمسة وعشرين بالمئة!"

- لقد اقترح سيد ليون خمسة و عشرون مليون يورو آنستي ارى انك عرضك ليس بذلك بالاغراء الذي تعتقدينه !

-حدقت بالذي يتناول الويسكي خاصته ببرود و كأن الامور ستكون لصالحه من دون شك , بينما هو بقي فقط يتتبع حركاتها و يتفحص لغة جسدها التي تبين انها تخطط لشئ ما , صحيح انه التقى بها للتو لكنه متأكد بأنها لن تستسلم بهاته السهولة فالفضول يكاد ينهشه لمعرفة خطوتها القادمة

" خمسة و عشرون مليون يورو , ارى انك ثري حقا بالنسبة لمكعب من الثلج لا يعرف سو الشرب و كره النساء!"

استهزئت انجليكا عاقدة ذراعيها
ابتسم ليونيل ثم قلب مقلتيه و هو يحرك كأس الشراب الذي بيده مجيبا

" ثري اصبتي ! , لكن فيما يخص كرهي للنساء ! انت مخطأة بتفكيرك هذا , انا اقدس النساء كما اقدس الشراب و المال ايضا , mia cara

" اراهن انك تقصد تقديسك المضاجعة"

"و تمتلكين سرعة البديهة يضا! انت مثالية "

بلكنة مثيرة و عميقة قالها ليونيل

حمحمت الأخرى لتزيح عدستيها عنه بخجل فنظراته لها تجعله تشعر بالارتباك بالرغم من قوة شخصيتها و ثقتها المفرطة و هذا أكثر شئ يثير سخطها فمن يكون و اللعنة

نظرت الى سلة الفواكه التي امامها لتحمل تفاحة و تقوم بأخذ قضمة صغيرة منها

" حلوة "

علقت بإبتسامة جميلة زينت وجهها ثم اكملت

" ارى ان عرضي لم يعجبك سيد اندري ايفانوف "

تنهدت بعمق مدركة ان ما بيدها حيلة اذا لم تجد خطة بديلة الان سيكون المبنى من نصيب ذلك المتعجرف السكير و هي بالتأكيد لن تسمح بحصول ذلك , على جثتها !
اطرقت برأسها بإرتباك فهي لم تستطع منع نفسها من الشعور بالضغط الشديد بسبب المسؤولية التي وضعت على عاتقها اذا لم تنجح الآن فلن تتمكن من تبرئة والدها و اسقاط التهم عنه"
رفعت رأسها مرة اخرى لتحدق بالسيد اندري ايفانوف بعمق و تردف بنبرة غير مفهومه
ِ
" انا استسلم سيد اندري سأخضع لرغبتك بكل سرور "

ضهر بريق ماكر بأعين اندري التي تنافس الطبيعة في اخضرارها ظنا منه انه سيصل الى مبتغاه لكن ملامح وجهه الواثقة قد تخيرت الى اخرى تدل على الدهشة بسبب الكلام الذي تفوهت به للتو

" دعنا نخفض السعر الى سبعة ملايين يورو اذا"

ضحك بإستهزاء ليجيب بنبرة مستهترة

" هل انت تمزحين الان بحق الرب؟ مستحيل , الصفقة مرفوضة"

اخدت هاتفها المحمول الذي كان على الطاولة التي تتوسط جلستهم , ضغطت على الزر الاحمر الذي كان بالواجهة ليسمع الجميع من بالغرفة صوت السيد اندري و هو يقول

" لدي عرض رائع من اجلك انجليكا , ثمانية ملايين يورو و سيكون المبنى لك آنستي ,لكن بشرط واحد فقط "

- عرض مغري , لكن هل لي ان اعرف ماهية الشرط لو سمحت؟

- ان نكمل الاجتماع بغرفتي و على طريقتي , سنستمتع كثيرا صدقيني "

قالها بقذارة لتجيب الاخرى بنبرة مختلطة بالقلق المرح في آن واحد

" لما قد نذهب الى غرفتك سيدي؟ هل انت تشعر بالدوار ؟ لا عليك سيد اندري ليست سوى اعراض
تصيب العجائز أحيانا "

ضغطت على الزر مرة اخرى لإقاف التسجيل
رفعت يدها نحو السماء و نظرت بهيام في الفراغ قائلة

" السيد اندري ايفانوف أكثر رجال الاعمال شهرة , يتحرش بأحد زبائنه و يخون زوجته سمانثا "

حدقت به بجدية و اردفت بثقة ظاهرة من طريقة حديثها

" سيكون عنوانا رائعا على مقدمة الصحف و نشرة الأخبار

قهقت ببلاهة و صفقت مرتين بحماس ثم اكملت

" استطيع توقع ردة فعل زوجتك و مدى انخفاض اسهم شركتك , تبدو لعبة اكثر متعة من التي اقترحتها قبل قليل , الا توافقني الرأي سيد ايفانوف؟"

- صك اندري على اسنانه ليقول بحقد عارم

" طرقك في اللعب قذرة تماما كوالدك "

تغيرت ملامحها الى اخرى توحي بالجدية ثم اردفت بنبرة تهديدية

" لذا لا تحاول اللعب مع عائلة سكولوف ابدا , سأرسل لك المكان الذي سنتم فيه انهاء إجراءات البيع , سررت بالعمل معك ايها العجوز "

اخذت حقيبتها ثم قامت من مكانها متجهة نحو ليونيل , انحت قليلا و التقطت كأس الويسكي خاصته , لتقوم بشربه دفعة واحدة قائلة

" نخب خسارتك سيد ليون"

اعادته الى مكانه بالقوة لينتشر صوت ارتطامه بالطاولة في الانحاء, كل هذا تحت انظار ذلك الهادئ الذي لم تفارق الابتسامة الشيطانية ثغره منذ عودته الى الغرفة "

"متوحشة , و يعجبني هذا "

علق فور خروجها من ذلك المكان ثم وجه نظره الى الذي يكاد ينفجر غضبا امامه , تقدم منه ليهمس بالقرب من اذنه

" الجحيم لا يقارن بغضب إمرأة أهينت , من المخجل ان يتم تهديدك من امرأة بعمر ابنتك سيد اندري
قهقه بخفة و ربت على كتفه ثم اكمل

" الصفقة ملغاة "
~~~~~~~~~~~~~~~~

غادر الغرفة متجها نحو الطابق السفلي الذي يعج بأناس يبدون من اناقتهم انهم من الطبقة المرموقة, صالة مزينة بتماثيل تارخية و لوحات فنية قام برسمها اشهر الفنانين و امهرهم , سطح ذهبي تتوسطه ثريا مرصعة بالماس , طاولات تزينها زهور الاوركيد البيضاء و اخرى تملئها اطباق تحتوي على ما طاب و لذ من طعام , خدم يجوبون المكان بملابسهم الرسمية و هم يحملون صينيات بها اجود انواع الشراب والخمور , كان جوا يسر اعين الناظرين لكنه لم يلفت نظره شئ غير تلك التي تقف بإحدى الزواية تعبث بهاتفها و هي تحمل كأسا من الشامبانيا , داعبته ابتسامتها العفوية اثناء شروده فإبتسم , لاطفته نظراتها عند وحدته فإبتسم
بقي يحدق لوقت طويل بها دون ملل و هو يفكر , كيف يمكن لإبتسامة منها صنع يوم تزينه الورود ؟
كيف يمكنها ارباك شخص قد تجرد من مشاعره؟
كيف يمكنها اسر عقل بعد ان فتته التفكير؟
كيف يمكنها جعله طفل حائر امام عينيها ؟

تقدم منها بخطوات واثقة الى ان اصبح امامها , كانت الأخرى منغمسة بكتابة رسالة لفيليب مخبرة اياه ان يقلها بسبب اسرفها في الشرب , حاولت الضغط على زر الارسال الا انها توقف فجأة لسماعها صوته المبحوح

"دعينا نعقد صفقة جديدة"

ازاحت عينيها من هاتفها لتحدق به بإقتضاب قائلة

"ا لم تتقبل الخسارة بعد؟"

" انه عرض مغري صدقيني "

رفعت احد حاجبيها بتعجب ثم أجابت بنبرة تدل على فضولها
ِ
" فالتخرج ما بجعبتك؟"

" ارقصي معي"

~~~~~~~
يتبع

لا تنسو ضغط النجمة بالأسفل

كيف كان اللقاء بينهم؟

ما هو رأيكم بالبارت؟

4975
كلمة

Continue Reading

You'll Also Like

171K 14.9K 167
قصص قصيره ولطيفه تحكي عن علاقة اخوه تجمع سبع فتيان لا تربطهم صلة دم او اي شي فقط جمعهم الحب الاخوي والعاطفة تجاه بعض تراه ترهم يحبوا بعض وتاره يتشاجو...
48.7K 4K 23
"أَنت و سون أصبحتمَا مسؤوليتِي ، تَايهيونغ .. أنَا اريدكمَا .." و فِي اللحظة التِي انطفئت بِها كل الاضوَاء و أصبحت تَائه وسط العتمة كَان هو اليَد ال...
716K 17.6K 63
الكثير يتزوج بمن يحب ولكن ليس الجميع يتزوج بشخصا محبا كأحمد المنشاوي. حصلت علي المركز الاول عام 2022
20.8K 332 13
روايه 🔞🔞 اذا معاجبكم لتقرون الروايه بيه احداث 🔞🔞