قلب تائه

By sohailaSA6

515K 15.4K 14K

أهو القاسي ذو القلب المتحجر أم العاشق المُحب المُضحي! أهو البارد غير المُبالي أم الذي يكترث لأمر الجميع! لم... More

✨❤️✨
الـشـخـصـيـات
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
مـنـاقـشـة
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18
الفصل 19
الفصل 20
الفصل 21
الفصل 22
الفصل 23
الفصل 24
الفصل 25
الفصل 26
الفصل 27
الفصل 28
الفصل 29
الفصل 30
الفصل 31
الفصل 32
الفصل 33
الفصل 34
الفصل 35
الفصل 36
الفصل 37
الفصل 38
الفصل 39
الفصل 40
الفصل 41
الفصل 42
الفصل 43
الفصل 44
الفصل 45
الفصل 46
الفصل 47
الفصل 48
الفصل 49
الفصل 50
الفصل 51
روايتي الجديدة✨
الفصل 52
الفصل 53
الفصل 54
الفصل 55 الأخير
الـخـاتـمـة❤️

الفصل السادس

6.7K 373 414
By sohailaSA6

دخل ياسين إلى القصر بعد أن عاد من منزل عُدي فتفاجئ بوجود مريم تجلس مع شقيقته شيرين وتتحدث إليها .. بدا عليه التفاجؤ واضطربت خطواته حين رآها

شيرين مبتسمة :
ـ أهو ياسين وصل

التفتت إليه مريم ثم قالت وهي تبتسم :
ـ جيت اهو..

نهضت وتابعت وهي تقترب نحوه :
ـ علشان متقولش إني قطعت الصلة وبتاع

ابتسم واقترب ليُصافحها قائلاً بمرح :
ـ لا ده كده عداكي العيب

صافحته وهي تبتسم فسألتهما شيرين :
ـ قهوة ولا شاي!!

مريم برفض :
ـ لا لا ده انا ماشية...

التفت إليها ياسين وقاطعها :
ـ هو وإذا حضرت الشياطين ولا إيه؟؟

هتفت مريم :
ـ لا لا يا ياسين والله مش قصدي بس..

قاطعها :
ـ مفيش بس.. انا لما روحت لعُدي أول امبارح كنتي ماشية ودلوقتي كمان ماشية! وانا ما ينوبني إلا ازيك عامل إيه! .. اقعدي يا مريم

نظرت إليه شيرين وهي تبتسم ثم حمحمت ونهضت قائله :
ـ دقيقة وراجعالكم هشوف ياسر بس علشان كان عايزني في حاجة

ضيّق ياسين عينيه وهو ينظر إليها بعد أن أدرك ما تحاول فعله فغادرت سريعاً وهي تبتسم بينما نظرت مريم إليه وقالت :
ـ أأحم ايدي..

انتبه إليها وأدرك انه لازال ممسكاً بيدها فتركها فوراً ثم اشار لها لتجلس من جديد فجلست وسألته بهدوء :
ـ شيرين قالتلي انك هتقول لعدي ييجي يتغدا معاكم النهارده .. رضي ولا كالعادة!!

حك ياسين ذقنه بعد أن جلس وقال :
ـ لا هو انا اللي مرضتش.. اتخانقت معاه ومقولتلوش حاجة

مريم مبتسمة :
ـ استفزك طبعاً ما انا عارفاه

ياسين مبتسماً :
ـ عدي ده عقاب من ربنا لينا كلنا

ضحكت بخفة فسألها ياسين :
ـ قوليلي انتي طيب أخبار شغلك إيه؟! .. كنت سمعت إنك غيرتي مكان الأتيليه!

اومأت قائله :
ـ اه أنا فعلاً غيرته.. التجهيزات اخدت مني شوية وقت وكنت مشغولة شوية الفترة اللي فاتت .. شيرين عارفة العنوان ابقى اعملها وعدي عليا.. وبالمرة تقولي رأيك

ياسين بإبتسامة :
ـ يا سلام! في اقرب فرصة هتلاقيني عندك

ضيّقت عينيها وقالت :
ـ اقرب فرصة دي اللي هي امتى بقى علشان انا مبحبش التعبير ده بحسه هيبقى بعد عمر طويل كده

ضحك بخفة وقال :
ـ لأ.. طب الاسبوع الجاي كويس!!

ابتسمت واومأت قائله :
ـ كويس وهستناك يا ياسين وتبقى متجيش

ابتسم وقال :
ـ مين ده اللي ميجيش!! .. هو انا زي ناس!!

حمحمت قائله :
ـ الله ما انا جيت اهو!

ياسين بإبتسامة وهو يعقد حاجبيه :
ـ آآه.. ده مين اللي قالك بقى ان المرادي محسوبة؟! .. ده انتي كنتي هتمشي حالاً اهو لولا اني خليتك تقعدي ده احنا بنشحت الزيارة منك ولا كأننا قرايب

ضحكت بخفة فقال :
ـ ده اسمه بتسكتينا.. بس الايام جاية وهنشوف

ابتسمت وقالت :
ـ ماشي يا ياسين خليك فاهمني غلط كده

ابتسم وهو ينظر إليها بأهتمام واضح فحمحمت ثم سألته بهدوء :
ـ عرفت اللي حصل بين ماما وعدي!!

عقد حاجبيه وسألها :
ـ حصل إيه ؟؟!

مريم بهدوء :
ـ انت عارف طبعاً إن عمو الله يرحمه كان قاله على حكاية ان خالتو خرجت م المصحة وهو ميعرفش طريقها دي.. هو طبعاً فهم إن دي حاجة اكيد ماما كان عندها عِلم بيها .. ومن وقت ما ساب البيت هنا حرفياً مكنش بيكلمها نهائي.. كان بيكلمني انا بس أو بمعنى أصح انا اللي كنت بكلمه يعني.. في البداية كان واخد موقف مني ومهداش إلا لما حلفتله إني فعلاً مكنتش أعرف حاجة عن الموضوع ده وان ماما عمرها ما جابت سيرة قدامي.. ماما بقى راحتله ياسيدي علشان تشوفه قام متخانق معاها وسمعها كلام زي الزفت فزعلت منه.. انت عارف يوم ما انا وانت اتقابلنا عنده! كنت قاعدة بتحايل عليه يكملها يراضيها بس هو دماغه جذمة

ياسين بهدوء :
ـ وهو ده بيتنازل ولا بيعتذر!! .. هو طلاما خد موقف من حد بيقفل دماغه قفلة طين..

اومأت بإتفاق فتنهد وتابع :
ـ معلش يا مريم انا بنفسي هكلم والدتك وهعتذرلها عن اسلوبه معاها ده

مريم برفض :
ـ لا لا يا ياسين وانت ذنبك إيه!! .. انا مش قصدي كده والله ده انا بحكيلك عادي .. انا عارفة ان مكنش المفروض ماما أو عمو يخبوا عليه حاجة زي دي بس برده نفسي يحط نفسه مكان اللي قدامه.. دايماً بيتكلم من وجهة نظره هو.. شايف الحاجة بعنيه هو

ياسين بهدوء :
ـ عندك حق.. انا مكنتش ابداً مع فكرة ان ده يبقى سر بس برده كنت مقتنع ان بابا طلاما عمل كده فهو عمل كده لسبب .. أما بقى والدتك فمعتقدش ان الموضوع كان سهل عليها

اومأت قائله :
ـ بالظبط يا ياسين

فــي مـنـزل تـارا 
ــ في الحديقة ــ

كانت تجلس على أرجوحتها وتضع ساقاً فوق الأخرى وهي تقرأ كتاباً ما بينما تحمل بيدها الأخرى كأس القهوة المُثلجة التي تحبها

بدأت بقراءة تلك الصفحات بإندماج وهي تحتسي قهوتها بهدوء كل بضعة ثوان .. لم تكن تعلم أن عيونه المُشتاقة تراقبها من بعيد فهو يعلم أن هذا وقتها المفضل للقراءة ويعلم أنها تحب القراءة إما بشرفة غرفتها أو بالحديقة لذلك كان مُتأكداً من أنه سيراها حتماً حين يأتي

ابتسم وهو يقف قرب سيارته ويتأملها بحب واضح من بعيد ويأمل ألا تراه حتى لا يضطر إلى الذهاب فلقد أتى بعد شعور قوي بالرغبة في رؤيتها وبعد أن حاول منع نفسه وفشل

ابتسمت بخفة وهي تتابع القراءة بعينيها فأبتسم معها هو الاخر وبدأ بتخيل نفسه يجلس قربها ويحاول صرف انتباهها عن قراءة ذلك الكتاب اللعين الذي يأخذها منه طوال الوقت ولكن سرعان ما صرف تلك الأمور من مُخيلته وتابع مراقبته إياها في صمت

نظرت نحو سيارته فأختفى خلفها مُباشرة وشعر بالارتباك فهو لم يرغب في أن تراه

ولحسن حظه ان هذه كانت سيارته الجديدة فهي على الأغلب لن تلاحظ أنها نفسها سيارته حتى وان رأتها في مرآب الشركة من قبل فلابد انها لم تركز معها كثيراً .. أو هذا ما كان يأمله على الأقل

رغم شعوره بالتوتر إلا انه لم يستطيع منع نفسه من الظهور وإلقاء نظرة من جديد

نظر نحوها ليجدها تتابع قراءة الكتاب بأريحية ودون أي توتر ظاهر على ملامحها فتأكد من أنها لم تره فتنهد بأرتياح وتأملها لدقائق أخرى حتى نهضت هي وتوجهت إلى الداخل

استند بظهره إلى السيارة وشرد بملامح حزينة فإن كان أخبره أحد من قبل انه سيأتي يوم ويتجسس عليها بهذا الشكل دون أن تأتيه الجرأة ليظهر أمامها لقال عنه شخص مجنون

كم يفتقد تلك الفترة حين كان بإمكانه رؤيتها في أي وقت يشاء .. كان يأتي في منتصف الليل ويقف معها أمام باب منزلها ويتحدث إليها طويلاً دون أن يشعر بمرور الوقت .. أو عندما تخاصما وتسلق حتى شرفة غرفتها فقط ليعتذر إليها بسبب عدم ردها على اتصالاته .. والأن يقف مختبئاً خلف سيارته ليستطيع إلقاء نظرة عليها من شأنها ان تخفف حِدة اشتياقه إليها

بـعـد أربـعـة أيـام  ،،
ــ فـي الـشـركـة ــ 

عقد عُدي ذراعيه وهو يقف في المِصعد مُنتظراً ان يصل إلى الطابق العاشر حيث أراد أن يتحدث إلى ياسين الذي لم يكن يتحدث إليه منذ أيام لإنزعاجه الشديد منه بسبب ما رآه عنده عندما ذهب لزيارته صباح يوم الجمعة

وصل إلى الطابق العاشر وفُتح باب المِصعد فوجد تارا تقف قرب حمزة بينما كان يشرح لها شيئاً ما وهي تحرك رأسها بفهم .. بدت مُندمجة وكانت تقترب لترى ما الذي يكتبه على الاوراق التي كانت بيده


التهم شفتيه بغيظ ثم سار في طريقه فهتف ياسر حين رآه :
ـ صباح الخير يا عدي

عُدي بضيق وهو يتابع طريقه ومن دون أن يلتفت إليه :
ـ صباح الزفت .. ده صباح منيّل

عقد ياسر حاجبيه بتعجب فالتفتت تارا نحوه بملامح مليئة بالغرابة فقال حمزة :
ـ ماشي يخانق دبان وشه ع الصبح

رفع صوته موجهاً حديثه إلى ياسر :
ـ ياسر .. معلش ولا كأنك سمعت حاجة

ضحك ياسر قائلاً :
ـ ياسيدي هي أول مرة! ماهو ده العادي

تنهدت تارا بهدوء فقال حمزة :
ـ كنا فين!!

تارا بهدوء :
ـ علشان نبدأ المرحلة التانية

حمزة بهدوء :
ـ أه.. يبقى قولنا علشان نبدأ المرحلة التانية لازم الأول نـ...

عاد عدي بخطواته السريعة وملامحه الغاضبة وهو يتمتم بإنزعاج بعد أن رفض ياسين مقابلته :
ـ كل شوية مش فاضي مش فاضي دي حاجة تزهق.. يكش تتحرقوا بجاز وسخ كلكوا

توجه نحو الدرج فقال حمزة :
ـ ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه

حاولت تارا إخفاء انزعاجها ولا تعلم لماذا انزعجت ولكنها لم تحب تعليقات حمزة فقالت بهدوء :
ـ ممكن ندخل المكتب بدل وقفتنا هنا دي!! .. لسه بدري ع الاجتماع يعني هنناقش الكلام ده براحتنا مش مستعجلين على حاجة

ابتسم وقال :
ـ طب يلا بينا.. يكون احسن فعلاً

دخل عُدي إلى مكتبه وقام بخلع سترته وألقاها فوق المكتب فأوقعت كأس الماء فوق بعض الأوراق فاقترب وحمل تلك الاوراق سريعاً وهو يقول :
ـ هو نهار هباب من أوله

تأفف بضيق وجذب بعض المناديل ليُجفف بها المياه ثم ألقاها بسلة القمامة وجلس على كرسيه ورفع كلتا ساقيه فوق المكتب ونظر إلى الاعلى وهو يتنهد بأختناق

بــعــد قـلـيـل،،

خرج حمزة من مكتب تارا وسار قليلاً ولكنه توقف عندما وجد فريدة تخرج من المصعد وتتابع سيرها نحوه بخطواتها الواثقة المُعتادة

اقترب نحوها ببطئ وتوقف أمامها فتوقفت وقالت :
ـ صباح الخير يا استاذ حمزة

حمزة بامتعاض :
ـ خير .. إيه اللي جايبك هنا ؟؟

اجابت بهدوء :
ـ جاية لعُدي

حمزة بإستهزاء :
ـ هو هيلملنا ارجوزاته هنا كمان!!

ابتسمت فريدة وقالت :
ـ انا مش شغالة عندك علشان تفكر إنك ممكن تهينني بكلامك واسكتلك

حمزة بسخرية :
ـ تسكتيلي!! .. ليه هتعملي إيه يعني هتروحي تشتكي لحبيب القلب!!

ابتسمت وقالت بثقة :
ـ انا مبشتكيش.. انا باخد حقي بـ إيدي .. ومسموش حبيب القلب اسمه عُدي

ابتسم وقال :
ـ بتاخدي حقك بإيدك!! .. لا عجبتني دي .. اجري يا شاطرة شوفي انتي راحة فين

فريدة بإبتسامة :
ـ بقولك ايه يا استااذ حمزة .. بلاش انا ها

اقترب منها أكثر وهمس :
ـ عايزك تجيبي اللي عندك يا فريدة

اقتربت أكثر وقالت بتهديد :
ـ واللي عندي مش هيعجبك ياا.. يا حمزة

أتى ياسين ثم قال بهدوء :
ـ فريدة!

التفتت إليه ثم ابتسمت وهي تقترب نحوه خطوتين وصافحته قائله :
ـ صباح الخير يا استاذ ياسين

بادلها الصفاح وقال بهدوء :
ـ صباح النور .. قابلتي عدي ولا لسه؟

اجابت بهدوء :
ـ لأ انا لسه واصلة و.. الاستاذ حمزة كان بيرحب بيا وكنت لسه هروح لعُدي حالاً

ياسين بهدوء :
ـ طيب معلش تعالي معايا الأول مكتبي قبل ما تروحيله علشان عايزك في موضوع مهم

اومأت قائله :
ـ اه اوي اوي اتفضل

بـعـد قـليـل
فــي مـكـتـب شـيـريـن ،،

شيرين بإبتسامة :
ـ تمام يا تارا.. كويس أوي كده

ابتسمت تارا ثم انحنت قليلاً لتقوم بجمع تلك الأوراق من فوق مكتب شيرين بعد أن عرضتهم عليها فتدلت تلك القلادة من عنقها فنظرت إليها شيرين وضيّقت عينيها وهي متأكدة من انها تعرف هذه القلادة جيداً

تذكرتها ثم ابتسمت وسألتها :
ـ عدي اللي ادالك السلسلة دي؟!

لمست تارا القلادة التي بعنقها وقالت :
ـ إيه! .. اه.. قصدي لأ.. قصدي اه اه هو.. انا بس اتعودت عليها ونسيت اقلعها

كادت أن تخلعها ولكن شيرين هتفت :
ـ لا لا خليها.. متقلعيهاش

تارا بنبرة مُرتبكة :
ـ لأ انا أصلاً.. أصلاً يعني المفروض كنت اقلعها بس انا نسيت يعني هو..

شيرين بإبتسامة :
ـ تارا.. حبيبتي انتي مش عايزة تقلعيها يبقى متقلعيهاش واعتبري إني لا شوفتها ولا علقت دي حاجة تخصك و..

قاطعتها تارا :
ـ لا لا إيه اللي هيخليني عايزة احتفظ بيها؟؟

حركت شيرين كتفيها وقالت بإبتسامة مرحة :
ـ انها عاجباكي مثلاً! .. مش لازم تكوني مُحتفظة بيها علشان هي من عدي تؤتؤ لا خاالص.. طب عارفة.. كلام في سرك يعني.. انا لسه عندي انسيال كان هدية من خطيبي الاولاني.. ودي حكاية فات عليها سنين طويلة واديني اتجوزت اهو يعني اكيد هو مش في دماغي بس الانسيال كان عاجبني الصراحة أعمل ايه!! ومحصلش بينا كلام في الموضوع فخلاص..

ضحكت تارا بخفة فقالت شيرين :
ـ عادي يعني خليكي لابساها شكلها حلو في رقبتك

اومأت تارا وهي تبتسم فحمحمت شيرين ثم سألتها :
ـ هو.. هو عدي مقالكيش السلسلة دي كانت بتاعت مين؟!

حركت تارا رأسها في نفي وبدا عليها الفضول وهي تقول :
ـ تؤ.. مقاليش

شيرين مبتسمة :
ـ هممم.. طلاما مقالكيش يبقى مش من حقي أقولك.. بس أقدر أقولك إنه استحاالة ولايمكن كان يقلع السلسلة دي من رقبته أو يديها لحد مهما كان .. وكونه سابهالك ده معناه إنك حاجة كبيرة عنده أوي

نظرت تارا إلى الأسفل وابتسمت بسخرية وقالت :
ـ متأخر اوي الكلام ده .. مبقاش يفرق خلاص

شيرين بهدوء :
ـ كل حاجة ممكن تتحل يا تارا

تارا بهدوء :
ـ بس اللي بينا مش ممكن يتحل .. خلاص انا وهو وصلنا لطريق مسدود .. وهو مبقاش يفرق معايا خلاص

سألتها شيرين :
ـ متأكدة انه مبقاش يفرق معاكي؟!

نظرت تارا بعيداً فقالت شيرين :
ـ عارفة انا كنت بقول خلاص.. عادي يعني.. اتنين حبوا بعض فترة وبعدين انفصلوا عاادي بتحصل لأغلب الناس وعادي يعني مفيش نصيب بقى وخلاص .. بس انا بجد تفكيري اختلف تماماً لما شوفت نظرات عُدي ليكي عاملة ازاي من وقت ما رجع الشركة.. واختلف دلوقتي لما شوفت السلسلة دي.. دلوقتي اقدر أقولك ان اخويا بيحبك يا تارا ويمكن اكتر من أي حاجة ومن أي حد في حياته.. اسأليني انا.. انا اللي عارفة قيمة الحاجة اللي فرط فيها وسابهالك دي .. يمكن تبان حاجات تافهة وإيه يعني دي سلسلة ليه الكلام الكبير ده! .. بس في شوية حاجات تافهة كده عُدي مرتبط بيها عاطفياً بدرجة متتصدقش .. حاجات بسيطة مكنش بيسمح إن حد يحط إيده عليها لو مين

تساقطت الدموع من عيني تارا وقالت :
ـ ماهو احنا منفصلناش عادي علشان اتأثر بالكلام ده يا شيرين.. عدي رماني برا حياته وقفل الباب في وشي .. وانا فعلاً ندمانة على كل لحظة قضيتها معاه وندمانة إني حبيته وندمانة اني سمحتله يدخل حياتي من الاول وصدقيني هو مبقاش يفرق معايا دلوقتي .. فكل الكلام ده مش هيأثر فيا والسلسلة دي انا يمكن لسه لابساها بس هي خلاص خسرت قيمتها عندي.. ولولا إني مش عايزاه يفهم غلط أو يفهم إني بتلكك أو بحاول اتكلم معاه في حاجة قديمة انا كنت رجعتهاله

نهضت شيرين وهي تنظر إليها بحزن ثم اقتربت وقالت بأسف :
ـ تارا يا حبيبتي انا اسفه.. انا مقصدتش اضايقك للدرجادي

ربتت على ظهرها بينما جففت تارا دموعها فقالت شيرين بلطف :
ـ متزعليش مني.. انا بس.. كل اللي كنت عايزة أقوله انه يمكن عنده سبب خلاه يعمل كده مش أكتر.. بس خلاص أوعدك مش هتكلم في الموضوع ده تاني

فــي مـكـتـب يـاسـيـن ،،

ياسين بتعجب :
ـ طب وليه مقاليش؟!

أجابت فريدة بهدوء :
ـ مش عارفة بصراحة انا كنت فاكراك عارف أصلها حاجة عادية يعني

دخل عدي إلى مكتب ياسين قائلاً :
ـ إيه يا ياسو كنت عايزني في...

التفت إلى فريدة قائلاً :
ـ ألاه!

ابتسمت ولوّحت له بمرح فأبتسم قائلاً :
ـ إيه يا فيفي يعني انا قاعد عمال أقول مالها اتأخرت كده ليه! اتاريكي قاعدة هنا ؟!

ياسين بهدوء :
ـ إيه يا عدي!! .. لما انت طلعت businessman شاطر كده وشايل شغل لوحدك امال بتسوق علينا الغباء ليه؟!

نظر عدي إلى فريدة وسألها :
ـ انتي بتفشي اسراري المهنية؟!

ضحكت بخفة فقال ياسين :
ـ انا بكلمك هنا

التفت إلى ياسين وقال :
ـ ايوة ماهو محدش يستفيد من خبراتي غيري .. تستفيدوا منها ليه انتوا؟؟

رفع ياسين حاجبيه بدهشة فحمحمت فريدة وقالت :
ـ خبراتك لوحدك؟! .. انا مبعملش حاجة خالص؟!

أجاب عدي بإبتسامة :
ـ ده انت الخير والبركة يا قلبي .. بس برده كله بتوجيهي يعني

ضحكت بخفة فقال :
ـ ما تستنيني في مكتبي يا فيفي أما اشوف ياسو عايز إيه واجيلك

نهضت وقالت :
ـ طيب تمام

حمحم وقال :
ـ آآآ.. المكتب تحت

ابتسم ياسين فعقدت فريدة حاجبيها وسألته :
ـ تحت؟

تنحنح وأجاب :
ـ اه بيعملوا صيانة في مكتبي اللي هنا .. صح يا ياسو!

ضحك ياسين بخفة وقال :
ـ قصدك بنعملك انت صيانة قبل ما نرجعك مكتبك اللي هنا

ضحكت فريدة لاارادياً فنظر إليه عدي بغيظ فحمحمت فريدة وقالت :
ـ طيب هستناك تحت

تركته وغادرت فقال عُدي :
ـ ما بلاش الكلام ده قدام الغرب

رفع ياسين حاجبيه وقال :
ـ ما بلاش انت "ياسو" دي قدام الغرب .. عيب ده انا برده ليا مركزي يتقالي يا ياسو؟؟!

ابتسم عدي ثم جلس وقال :
ـ طب انت.. لسه شايل مني من يوم الجمعة!!

اجاب ياسين :
ـ اه

حمحم عدي وقال :
ـ ميبقاش قلبك أسود بقى يا ياسين .. انت بقالك 4 ايام بتعاملني من تحت ضرسك وبتتكلم معايا بالعافية وممرمطني في الشغل ومبتكلمش

ياسين بذهول :
ـ انت كمان عايز تتكلم ؟؟

عدي بهدوء :
ـ لأ يا كبير مش هتكلم بس انا مش واخد ع المعاملة الجافة دي منك

ابتسم ياسين وقال :
ـ وانا مش واخد ع الأدب ده منك .. لو اعرف كده كنت تجاهلتك من زمان طلاما انت بتيجي بالتجاهل والمعاملة الجافة

ابتسم بخفة ثم قال :
ـ طب صافية لبن؟! .. يلا حليب يا قشطة وطلع دفتر الشيكات اديني بقيت ورثي يلا

رفع ياسين حاجبيه بدهشة فقال عدي :
ـ كنت عارف والله ان مش هيهون عليك تسيبني زعلان.. والنعمة انت حبيبي..

اخرج قلم من جيبه قائلاً :
ـ خد قلم ازرق اهو اكتبلي بيه الشيك يلا

ياسين بهدوء :
ـ قوم يلا من هنا

عقد عُدي حاجبيه قائلاً :
ـ ليه بس كده!!

سأله ياسين :
ـ انت مفكرني بلعب معاك!!

عُدي برجاء :
ـ يا ياسين الله يخليك الڤيلا عليها اقساط بقى مش كده

ضحك ياسين لا إرادياً فقال عدي :
ـ بتضحك!! .. تشكر يا ذوق .. ده انت الشيك اللي اديتهولي يادوب كملت بيه حق العربية الجديدة وصرفت الباقي

ياسين ضاحكاً :
ـ طب لما انت معفن ومطرود م البيت ومن الشغل ومفيش حيلتك حاجة رايح تجيب ڤيلا ليه ولا هي تناكة وخلاص!!

أجاب عُدي :
ـ اصلي بحب البراح .. لو قعدت في مكان ضيق اتخنق

ضحك ياسين ثم سأله :
ـ طب وشغلك ده بتخسر فيه ولا إيه؟!!

أجاب عدي :
ـ لأ بس انا لسه على أول درجات المجد فيادوب اللي داخل يادووب بيكفيني أكل وشرب

اومأ ياسين قائلاً :
ـ صح وبالذات الشرب .. مصاريفه كتير أوي مش كده

بلل عدي شفتيه ونظر إليه ببراءة فتنهد ياسين واخرج دفتر الشيكات والتقط قلماً ثم سأله :
ـ عليها قد إيه الڤيلا دي!

عدي بأعتراض :
ـ لا لا ياعم احنا مبنشحتش .. انت تديلي بقيت حقي وانا هدفع منه كل التزاماني

وضع ياسين القلم وقال :
ـ انت عارف انا عايز إيه قصاد إنك تاخد بقيت حقك يا عدي .. نفذ وانا معنديش مشكلة اديك حقك مضروب في اتنين والله ولا يفرق معايا بس تنفذ

عدي بسئم :
ـ يوووه يا ياسين

ياسين بهدوء :
ـ انزل شوف شغلك يا عدي

عدي بهدوء :
ـ طب بص .. اكتبلي شيك ببقيت حق الڤيلا على ما ابطل بس متبقاش تخصمه م الورث

ابتسم ياسين وقال :
ـ ليه ان شاء الله وانا هصرف عليك من جيبي؟؟ .. وبعدين انت مش لسه قايل مبشحتش!!

عدي بهدوء :
ـ هو انا شاري الڤيلا دي قبل وفاة الحاج ولا بعد وفاة الحاج؟؟

أجاب ياسين :
ـ بعد ما طردك الحاج

= ايوة يـ.. إيه!!

ضم شفتيه بغيظ ثم قال :
ـ هعتبر نفسي مسمعتش حاجة .. شاريها قبل وفاة الحاج يبقى فلوسها متتحسبش م الورث

ياسين بدهشة :
ـ يعني تتحسب من جيب ياسين!! .. وانا مالي أدفع باقي فلوسها من معايا انا ليه؟؟!

عدي بهدوء :
ـ هعتبرك بتصالحني بالفلوس دي

ضم ياسين حاجبيه قائلاً :
ـ بصالحك!! .. هو مين اللي المفروض يصالح مين!! .. يعني انا دمي يتحرق واخد ذنوب وادفع فلوس.. طب ما اتبرى منك أسهل يا عدي!!

عدي مبتسماً :
ـ انت مش اخويا الكبير وانا مسؤول منك!!

ياسين بذهول :
ـ هو انت يا حبيبي مش عديت السن القانوني ولا وقفت عند 15 سنة!! .. هو انتوا بتعملوا معايا كده ليه!! .. هما ابويا وامي خلفوني الاول ليه؟؟ .. انتوا بتستغلوني جامد والله .. وبالأخص انت سيد الاستغلاليين

عدي ببراءة مصطنعة :
ـ هيشدوني على التخشيبة لو مدفعتش بقيت الفلوس يا ياسو.. يا تدفعلي.. يا تجيب ورثي وانا ادفع منه.. وانا برجح الخيار التاني واهو حتى انت متغرمش حاجة

ضيّق ياسين عينيه ثم التقط القلم من جديد وقال :
ـ لا يا اخويا ادفعلك مدفعش ليه!

نظر إليه عُدي بغيظ فلقد اعتقد انه سيُعطيه باقي ميراثه ولكنه تنازل وقرر دفع باقي اموال منزله 

بلل شفتيه وقال :
ـ اكتب 3 مليون

التفت إليه ياسين هاتفاً :
ـ ينهارك ازرق!! .. لما لسه عليك 3 مليون امال هي الڤيلا كلها كانت بكام؟؟

أجاب عُدي :
ـ 3 مليون وربع

نظر إليها ياسين بغيظ وهو يحاول الحفاظ على صبره ثم قال :
ـ لا كده كتير أوي

عدي بتعجب :
ـ كتير ايه دول فكة بالنسبالك انت هتشتغلني!! .. ده غير الورث

هتف ياسين :
ـ ليه هو انت مفكر الورث فيه كام 3 مليون؟

ضيّق عدي عينيه وابتسم قائلاً :
ـ احنا هنتلائم على بعض! ماهو كان عاملهم على قلبه قد كده

ياسين وهو يقاوم ابتسامته :
ـ أعوذ بالله

ابتسم عُدي وقال :
ـ وبعدين انت مصدوم ليه!! .. ده أقل سعر لقيته ماهي ڤيلا محندقة.. امال لو كانت كبيرة حبتين وقولتلك عايز عشرة مليون كنت عملت إيه!!

تنهد ياسين وسأله :
ـ وصحابها سابوك تقعد فيها إزاي وانت دافع ربع مليون بس؟؟

أجاب عدي :
ـ أصل صاحبها طلع صاحب كيف وانا اتفقتله مع شوقي يموّنه و.. ايييه بقى اللي انا بقوله ده!

وضع ياسين القلم وقال :
ـ طب اقوم ارمي نفسي من الشباك؟؟ .. يعني انت ذنوبك مش مكفياك رايح تاخد ذنوب غيرك!! .. انا أول مرة اشوف واحد بيسعى في الحرام بالشكل ده .. ومين شوقي ده كمان؟؟

عدي مبتسماً :
ـ شوقي!! .. يُستحسن متعرفش هو مين .. ويستحسن منتكلمش عنه خالص علشان ده الشياطين بتحضر على سيرته

ياسين بسخرية :
ـ هو برده ؟؟ .. يلا يعني انت معارفك هيكونوا إيه! .. ناوي تعلن إلحادك امتى ؟؟

عدي بأعتراض :
ـ تؤتؤتؤتؤتؤتؤ ... استغفر الله العظيم يارب .. لا إله إلا الله .. صلي ع النبي يا ياسين انت بتقول إيه ياعم! .. يا ساتر يارب ليه الظن البشع ده؟؟

ياسين هاتفاً :
ـ ماهو أصل هو ده اللي ناقص

أشار له عدي نحو الشيك قائلاً :
ـ طب الشيك لسه أبيض

التقط ياسين القلم من جديد ودوّن له المبلغ الذي طلبه فقال عدي :
ـ وعايز 20 ألف جنيه بقى كمان علشان البيت محتاج شوية تصليحات كده

نظر إليه ياسين بصدمة فقال عدي :
ـ مش عارف انزل البيسين بقالي اسبوع يرضيك!! .. البانيو بيبقى ضيق اوي مبياخدش اتنيـ... مبياخدنيش

نظر إليه ياسين بغيظ فنظر إليه عدي ببراءة فقال ياسين وهو يدوّن المبلغ :
ـ آدي عشرين زفت

ابتسم عدي ثم نهض واخذ منه الشيك ووضعه بجيبه ثم مد له يده وقال :
ـ هات 200 جنيه بقى أطلب اكل من برا علشان جعان

ياسين وهو يعود قليلاً بالكرسي للخلف :
ـ تاخد كليتي!!! .. خد كليتي كمان

عدي برفض :
ـ لأ هات 200 جنيه بس هعمل إيه بكليتك! انا مباكلش كلاوي بني آدمين انا هطلب شاورما

نظر إليه ياسين بغيظ فقال عدي :
ـ أو 250 بما ان فريدة تحت اهي تاكل معايا.. ثواب ثواب

نظر إليه ياسين بصمت فقال عدي :
ـ اعتبر نفسك بتزكي عن صحتك .. يمكن ربنا يعدلهالك وتلاقي بنت الحلال اللي تصونك ويرزقك بدستة عيال

ابتسم ياسين لا إرادياً وسأله :
ـ يعدلهالي؟!

عُدي بإبتسامة :
ـ يعدلهالك ويرزقك من وسع يا ياسين يا ابن ام ياسين يارب .. ويديك على قد نيتك يارب

ضحك ياسين لا إرادياً ثم اخرج المال من جيبه واعطاه إليه قائلاً :
ـ ابقى ادعيلنا على طول يا شيخ عدي

اخذ عدي منه المال قائلاً :
ـ من غير ما تقول والله ده انا بنام وبصحى ادعيلك

ياسين مبتسماً :
ـ في طلبات تانية حضرتك!!

عدي برفض :
ـ لأ خلاص هدفع ال tips من معايا

ياسين بدهشة مزيفة :
ـ ايه يابني التبذير ده!!

ضحك عدي ثم قال :
ـ اطلبلك حاجة معانا ؟

حرك ياسين رأسه برفض قائلاً :
ـ لأ متشكر .. حل عني بس

توجه عدي نحو الباب فهتف ياسين :
ـ خلي بالك شوية وعندنا اجتماع

عدي وهو يغادر مكتبه :
ـ فاكر يا قلبي متقلقش

ابتسم ياسين وحرك رأسه في إنكار

بـعـد قـلـيـل ،،
ــ اثـنـاء الاجـتـماع ــ

تحدثت تارا :
ـ ..... بالظبط يا ياسين وده اللي اشتغلنا عليه انا وحمزة سوا

صرّ عدي أسنانه بغيظ بينما نظر حمزة إلى تارا وابتسم بعد أن ترك لها زمام الحديث لتشرح هي ما عملا عليه معاً .. تأمل طريقة تحدثها بإعجاب واضح .. شرد قليلاً بها وتعجب من أنه لم يلحظ كل هذا من قبل أو ربما لم يلحظه بالقدر الكافي .. أجل هي فاتنة والجميع يعلم هذا وربما لفتت نظر وأثارت إعجاب جميع الرجال الذين عرفتهم .. فجمالها ورقتها لا يشوبهما شائبة  .. لا يعلم حقاً ما الذي أحبته بهذا الاحمق عُدي!! .. لا يُنكر انه كان يحقد عليه عندما كان مرتبطاً بها فلقد كان يتسائل دائماً ما المُميز الذي كانت تراه به!! وكان يتعجب بشدة حين تدافع عنه وتنزعج لأجله وتقف بصفه دائماً حتى وان عارضه الجميع .. حتى وان كان مخطئاً في بعض الأحيان كانت تدعمه أمام الجميع فقط لتتحمل اللوم معه

لم يفكر بها بهذه الطريقة من قبل ولم يكن يعتبرها سوى زميلة رغم إعجابه بجمالها ولكنه كان يراها غبية لأنها أحبت عدي ولأنها تفعل كل ذلك لأجله .. حتى طوال الفترة الماضية بعد أن انفصلا كانت مُنغلقة على نفسها ولم تكن تتحدث كثيراً ولم ينتهي هذا الوضع إلا منذ وقت قريب .. ولكن الأمور اختلفت الان .. فرؤيتها تتجاهل عُدي بهذا الشكل وتحاول الإبتعاد عنه بقدر استطاعتها تروق له كثيراً .. ورؤية انزعاج عُدي الواضح بسبب قربه منها تروق له أكثر فلقد اتته الفرصة على طبق من ذهب فمنذ وفاة والده والاحراج الذي عرضه له هو وإخوته وهو غاضب منه بشدة وكان يأمل ان تأتيه الفرصة ليعاقبه على ما فعله

تأمل تارا بإعجاب وقال بنفسه ولما لا! .. لما لا يتقرب منها لأجلها هي أيضاً وليس فقط ليُزعجه فهي حقاً فتاة مميزة!!

هز عُدي ساقيه بإنفعال وهو يحدق بحمزة بغضب بسبب تأمله لتارا بهذا الشكل منذ وقت طويل وتسارعت أنفاسه في اختناق شديد ثم نهض فجأة فتوقف ياسين عما كان يقوله والتفت إليه وسأله :
ـ قومت ليه!!

عدي بجدية وهو ينظر إلى حمزة بتوعد :
ـ راجع مكتبي

ياسين بتعجب :
ـ ايوة بس احنا لسه مخلصناش كلامنا

عُدي بضيق وهو يدفع كرسيه للخلف :
ـ لأ ماهو انا كده اكتفيت أوي

توجه نحو الباب ثم خرج وأغلقه خلفه بعنف فنظر ياسين نحو الباب بحيرة وكذلك شيرين

بـعـد سـاعـة
ــ فـي مـكـتـب عُـدي ــ

تحرك بكرسيه يميناً ويساراً وهو يأمل أن تدخل إلى مكتبه في أي لحظة فلقد أخبر السكرتيرة حتى تخبرها بأنه يريد رؤيتها أكثر من مرة ولكنها لم تأتِ حتى الآن

طُرق باب مكتبه فتوقف عن التحرك بالكرسي ثم قال :
ـ اتفضل

دخلت تارا بهدوء فشعر بتسارع ضربات قلبه فقالت بهدوء :
ـ نعم

ابتسم ونهض من مكانه قائلاً :
ـ نعم إيه!!

نظرت إليه بغرابة وسألته :
ـ مش طلبتني اجيلك مكتبك؟ .. نعم!

حمحم قائلاً :
ـ اه صح.. آآ..

انحنى قليلاً وفتح الحاسوب خاصته ثم قال :
ـ تعالي كده!

رفعت حاجبيها فنظر إليها وقال :
ـ تعالي هوريكي حاجة

اقتربت وهي تزدرد لعابها في ارتباك ثم توقفت فألتفت إليها عندما وجدها تقف بعيداً وهمس بنبرة دافئة :
ـ قربي

تحدثت وهي تنظر نحو الحاسوب :
ـ انا شايفة من هنا

اومأ بخفة ثم التفت إلى الحاسوب مرة أخرى وقام بعرض شئ ما وسألها :
ـ ده شغلك!!

نظرت إلى الشاشة وأجابت : 
ـ أيوة

عدي بهدوء :
ـ طب انا مش فاهم منه حاجة

تارا بهدوء :
ـ بس الكلام واضح

وضع يده على صدره قائلاً :
ـ يعني انا كداب! .. مش فاهم حاجة صدقيني.. في شوية حاجات مش واضحة فممكن بس تشرحيلي انتي عملتي إيه هنا بالظبط!!

ازدردت لعابها وكادت ان تتحدث فقاطعها :
ـ انا طبعاً كنت هروح لشيرين اسألها بس للأسف لقيتها مش فاضية فأضطريت الجألك

بللت شفتيها ونظرت بعيداً وهي تبتسم بسخرية وحاولت تمالك أعصابها ثم قالت :
ـ هو طبعاً كله اتشرح في الاجتماع اللي انت سبته في نصه وقومت

حمحم وقال :
ـ طيب يعني.. يعني عندك مشكلة لو شرحتيلي الكلام ده وقولتيلي إيه اللي اتقال في الاجتماع بعد ما قومت؟!

تارا بجدية :
ـ معلش بس انا عندي شغل ومش فاضية ده غير إني مش المفروض أكون مسؤولة عن استهتار أي شخص هنا.. كان المفروض تكمل الاجتماع

تنحنح ثم نظر إليها ببراءة وقال بهدوء :
ـ معلش مش هاخد من وقتك اكتر من ربع ساعة.. ممكن؟!

تنهدت واومأت فأبتسم وقال :
ـ اطلبلك حاجة تشربيها بقى وانتي..

قاطعته بهدوء :
ـ متشكرة ملوش داعي

عدي مبتسماً :
ـ ماهو انا مش حابب شدة الاعصاب دي.. هنشرب حاجة سوا علشان نروّق كده

تارا بضيق :
ـ وانا مش عايزة.. هما كلمتين هقولهم وهرجع مكتبي علشان أكمل شغلي

بلل شفتيه ثم قال بهدوء :
ـ تارا

نظرت إليه فشعر بوغزة بصدره حين رأى هذه النظرة الخالية من المشاعر .. يقسم انها إن نظرت إليه بنظرة كره أو غضب لكان أهون من ألا يجد شيئاً بنظراتها إليه

ازدرد لعابه وقال :
ـ اعتقد ان.. ان اللي كان بينا يخلينا نتعامل مع بعض بطريقة أحسن من كده شوية

عقدت حاجبيها وسألته :
ـ وإيه هو اللي كان بينا؟!

حاول السيطرة على نفسه وعلى عينيه حتى لا تذرفا الدموع فلقد قال هذا ليجعلها تلومه وتذكره بأن كل شئ جميل جمع بينهما هو من قام بإنهائه ووضع حداً له وليس هي

ان كانت غضبت وبدأت بلومه كان أفضل له من ان تتحدث وكأن كل ما كان بينهما لم يكن

تابعت تارا بهدوء :
ـ وبعدين انا بتعامل معاك ازاي؟! .. مش كزمايل!!

اومأ بخفة فتابعت :
ـ وهو لما اطلب من حد من زمايلي انه ميعطلنيش عن شغلي دي فيها حاجة؟!

ابتسم بخفة ابتسامة لم تلامس عينيه وقال بهدوء :
ـ لا مافيهاش حاجة .. متقلقيش مش هعطلك

اومأت ثم جلست وسألته :
ـ إيه اللي مش فاهمه؟!

ابتسم وقال :
ـ كل حاجة.. يعني حتى في نص الاجتماع اللي حضرته مكنتش مركز فقوليلي بقى إيه اللي اتقال واشرحيلي الشغل اللي انتي عاملاه ده علشان مش فاهم منه ولا كلمة مش عارف معقد كده ليه!

نظرت إليه بغيظ ثم تنهدت وبدأت تتحدث .. اخبرته ببعض التعليمات الجديدة التي نبه عليها ياسين في بداية الاجتماع ثم بدأت تشرح له النماذج ومخططات العمل التي كانت تعمل عليها مع حمزة وعندما كانت تخبره بملاحظة اتفقت عليها هي وحمزة كانت تتبدل ملامحه تماماً

سألته في نصف كلامها عندما وجدته ينظر إليها ولا ينظر إلى ما تشير إليه على الأوراق :
ـ انت مركز؟

أجاب ببساطة :
ـ لأ خالص.. عيدي تاني

تارا بضيق :
ـ بس دي مش كيميا يعني ما الكلام واضح أهو

حمحم وقال :
ـ معلش انا فهمي على قدي خوديني بالهداوة

حاولت الحفاظ على صبرها واعادت ما كانت تقوله وبعد أن انتهت اخبرته بآخر التفاصيل التي أضافها ياسين في نهاية الاجتماع وقبل أن تنهض لتذهب قرب منها حاسوبه المحمول قائلاً :
ـ طب اكتبيلي بقى الحاجات اللي ياسين قالها الاخر دي علشان منساش

تارا بهدوء وهي تحرك كتفيها :
ـ طب ما تكتبها انت

فتح أحد ادراج مكتبه مُدعياً أنه يبحث عن شئ ما وقال :
ـ لا بس اكتبيهم انتي بسرعة على ما اشوف حاجة كده مهمة كانت ضايعة مني

جذبت الحاسوب وبدأت تسجل عليه تلك التعليمات فرن هاتفه فحمله ثم نهض ووقف قرب النافذة وأجاب :
ـ إيه يا فيفي

نظرت إليه بطرف عينها وتذكرت انها كثيراً ما كانت تعترض على مناداته لفريدة بهذا الاسم ولكن سرعان ما نظرت أمامها وتابعت ما كانت تفعله في حين تابع هو المكالمة :
ـ طب معلش تعالي على نفسك شوية كمان وانا والله الأسبوع الجاي هفضي نفسي وانزل اشوف انا الشغل ده.. وبطلي زعيق شوية .. وبعدين انتي مش كنتي هنا من شوية واتفقنا؟!

نظر إلى تارا وهو يستمع إلى ما تقوله فريدة فوجدها تقوم بالكتابة على الحاسوب بصمت وبنفس التعبيرات العادية والغير مهتمة فحمحم وقال في محاولة لإثارة انتباهها :
ـ اهدي يا حب بقى انتي عارفة اني بتضايق لما بلاقيكي متعصبة كده

لم تعِره أي انتباه وتابعت ما تفعله وكأنه ليس موجوداً بالمكان فأثارت غيظه بشدة

أنهى المُكالمة مع فريدة ونظر نحو تارا بإنزعاج شديد فلم يكن يريد سوى رؤية بعض الاهتمام فأكثر ما يكرهه هو أن يشعر بالتجاهل من شخص يهتم لأمره

أجل لقد كسر قلبها وابتعد عنها ولكنه لم يتوقع ان تكن هكذا .. ان كانت رفضت مساعدته وثبتت على موقفها لربما كان أسعده هذا.. لعَلِم أنه لازال يؤثر بها بشكل أو بآخر ولهذا تحاول ألا تبقى معه في مكتبه ولكنها وافقت على مساعدته في النهاية وكأنه حقاً مجرد زميل

بلل شفتيه ثم وضع كلتا يديه يجيوبه واستند بكتفه إلى الجدار وبدأ يدندن :
ـ بتعمل مش شايفني.. بتعمل مش عاارفني.. مع إني في ذكرياتك أول حب في حيااتك.. وهواك طول عمري شايفه اجمل احساس صادفني..

علمت أنه يحاول إثارة انتباهها ولكنها لم تهتم فتابع هو الغناء :
ـ وريـني لو ناسيني.. وهات عينك في عيني.. يا حبيبي انت خاايف.. لتخونك الشفايف.. وتقول إنك فاكرني.. وتسلم وتناديني

اغلقت الحاسوب ووضعته على مكتبه ثم نهضت قائله :
ـ عن إذنك.. انا خلصت

خرجت من مكتبه سريعاً فتنهد بضيق وعاد إلى مكانه

بـعـد قـلـيـل مـن الـسـاعـات،،
ــ فــي غـرفـة شـيـريـن ــ

شيرين بصدمة :
ـ بتقول عليك كام!!!

نظر ياسر إلى الأسفل فهتفت بإنفعال :
ـ وانت إزاي متقوليش حاجة زي دي!! .. تدخل شراكة مع ناس انت متعرفهمش كويس ومش واثق فيهم ليه وتاخد قروض بالمبالغ دي ليه يا ياسر!!!

ياسر بضيق :
ـ اهو اللي حصل بقى

سارت ذهاباً واياباً وهي تردد :
ـ انا مش فاهمة انت إزاي متقوليش حاجة زي دي من البداية!!! .. حتى مفكرتش تاخد رأيي .. وليه تعمل كده أصلاً ما انت بتشتغل معانا في الشركة و..

قاطعها :
ـ قصدك بشتغل عندكم

شيرين بتعجب :
ـ عندنا؟! 

نهض قائلاً :
ـ ايوة عندكم.. واخواتك بيعاملوني زيي زي أي موظف

شيرين بأعتراض :
ـ لأ يا ياسر انا مش معاك في الحتة دي .. اخواتي عمرهم ما عاملوك بطريقة مش كويسة ابداً .. ياسين عمره ما اتعامل معاك بالطريقة دي وحمزة بيعتبرك زي ياسين بالظبط.. وعدي اللي بيعاملنا كلنا معاملة زفت بيعاملك انت عادي جداً .. وبابا الله يرحمه كان بيعتبرك زي التلاتة .. انت إزاي تقول كده؟!

ياسر بضيق :
ـ اه طبعاً ما انتي هتقفي في صف مين غير اخواتك!

شيرين بدهشة :
ـ انت جرا لعقلك حاجة!! .. اخواتي مبيعملوش حاجة غلط علشان مقفش في صفهم .. انا مش معترضة ابداً انك حاولت تبدأ شغل خاص بيك لأن ده حقك لكن انا معترضة على طريقة كلامك عنهم

تنهد ومرر يده بشعره ثم قال بهدوء :
ـ معلش يا شيرين انا.. انا اسف انا بس اعصابي تعبانة بسبب اللي حصل ده .. هخرج اشم شوية هوا

شيرين بهدوء :
ـ لأ استنى

توقف فسألته :
ـ معاك قد إيه تقدر تسدد بيه المبلغ ده؟!

تنهد قائلاً :
ـ انا حطيت كل اللي كان معايا في الشغل ده

اقتربت ثم ربتت بخفة على صدره وقالت :
ـ طيب متضغطش أعصابك بس انا.. انا هتصرف.. هقول لياسين و..

قاطعها برفض :
ـ لا يا شيرين من فضلك.. متقوليش لحد انا هحاول احل المشكلة دي و..

قاطعته :
ـ في ايه يا ياسر يعني إيه المشكلة لما اقوله ماهو زي اخوك برده و..

قاطعها بهدوء :
ـ من فضلك يا شيرين

ابتسمت بخفة وقالت :
ـ خلاص مش هقوله يا سيدي بس عندك مانع احاول اساعدك انا؟؟ .. بما اني مراتك يعني ولا برده هتعترض!!

ابتسم بخفة فوضعت كلتا يديها على كتفيه وقالت :
ـ هحاول اتصرف من غير ما اقول لحد .. هكلم ياسين في موضوع الورث .. هشوف اللي معايا قد ايه ولو احتجت اكتر مجوهراتي كلها تحت امرك .. مفيش مشكلة ملهاش حل والفلوس بتروح وبتيجي بس انت متزعلش

ابتسم بخفة ثم التقط يدها وقبّلها قائلاً :
ـ ربنا يخليكي ليا

ابتسمت وعانقته فأبتسم بانتصار وهو يبادلها العناق

حملت مريم قلماً رصاصاً وورقة كان عليها تصميم فستان مرسوم ثم بدأت تضيف إليه بعض التعديلات

رفعت عينيها عندما شعرت بشخص ما قد دخل إلى المكان فوجدته ياسين وقد كان يحمل باقة ورود بيضاء بين يديه

مريم بتفاجؤ وهي تنهض من مكانها :
ـ ياسين!! .. بتهزر!!

عقد حاجبيه بتعجب فقالت :
ـ مـ.. متوقعتش إنك تيجي

ابتسم بخفة وهو يحرك رأسه بتعجب مُختلط بالسخرية

حمحمت وابتسمت قائله :
ـ لأ قصدي.. قصدي يعني متوقعتش انك هتفضى و..

ضحك بخفة وقال وهو يتقدم نحوها :
ـ انا مش قولتلك هاجي!!

ابتسمت وقالت :
ـ صح.. آآ.. اتفضل اتفضل يا ياسين

اقترب واعطاها باقة الورد فأخذتها قائله : ٠
ـ  ميرسي يا ياسين كلك ذوق .. مكنش ليه لزوم والله

ياسين مبتسماً :
ـ لأ إزاي اعتبريني بباركلك ع المكان الجديد

أشارت له ليجلس ثم وضعت باقة الورود جانباً وجلست وهي تبتسم وسألته بلطف :
ـ تشرب إيه!!

ياسين بإبتسامة :
ـ ولا اي...

قاطعته بحسم :
ـ تؤ.. مينفعش .. يعني تزورني في المكان الجديد هنا أول مرة ومتشربش حاجة!!

ضحك بخفة وقال :
ـ طيب اي حاجة اللي موجود

نهضت وقالت :
ـ طيب دقيقة راجعالك

ذهبت فنهض هو وبدأ يسير في المكان بهدوء وهو يشاهده حتى عادت فسألته بإبتسامة :
ـ ها ايه رأيك؟!

التفت إليها واخذ مج النسكافيه من يدها قائلاً :
ـ المكان حلو جداً .. والموقع بتاعه كويس كمان

جلس حيث كان مرة أخرى فأبتسمت وجلست على كرسيها ثم نظرت إليه بإبتسامة سعيدة وقالت :
ـ انا.. مبسوطة أوي إنك جيت

ابتسم قائلاً بمرح :
ـ لو أعرف ان زيارتي هتفرحك كده انا كنت جيت من زمان

ابتسمت ونظرت إلى الأسفل وهي تعيد خصلات شعرها إلى خلف أذنها فتأملها بحب وشعر بالسعادة عندما رأى منها ردة الفعل هذه

احتسيا النسكافيه معاً وتبادلا أطراف الحديث .. أخبرته لما قامت بتغيير مكان عملها وسألته عن أحوال عمله فأخبرها بالقليل وعاد ليسألها هي عن نفسها فلقد اراد ان تتحدث هي واستمع هو إليها بأهتمام

ــ بــعــد سـاعـة تـقـريـبـاً ــ

نزلت تارا من سيارتها فرأت ياسين يُغادر بسيارته فعقدت حاجبيها بتعجب ثم توجهت الى داخل المعرض

نظرت إليها مريم وابتسمت فسألتها تارا بغرابة وهي تبتسم :
ـ ياسين كان هنا!! .. غريبة! أول مرة اشوفه عندك هنا ولا حتى في الأتيليه القديم

مريم بإبتسامة :
ـ كنت قولتله إني غيرت مكان الأتيليه وكده وقولتله يبقى يعملها ويزورني.. وبصراحة بصراحة مكنتش متوقعة خاالص انه ييجي ده هو الكلام جه معايا كده.. اتفاجئت بيه داخل عليا وجايبلي ورد

رفعت تارا حاجبيها بتفاجؤ وهي تبتسم فأشارت لها مريم نحو باقة الورود وقالت بمرح :
ـ جالك انتي ورد زي ده قبل كده!!

ضحكت تارا ونظرت إلى باقة الورود التي احضرها ياسين وقالت بإعجاب :
ـ الله ذوقه حلو

ابتسمت مريم فألتفتت إليها تارا وقالت :
ـ بس.. شكلك فرحانة

مريم بإبتسامة :
ـ أه .. أوي

رفعت تارا حاجبيها بتفاجؤ فتنحنحت مريم وقالت :
ـ قصدي يعني.. آآمم.. اتفاجئت بس..

تارا بإبتسامة :
ـ حاسة ان في حاجة معرفهاش ليه معرفش

سألتها مريم بإرتباك :
ـ حاجة!! .. حاجة إيه؟!

تارا مبتسمة :
ـ مش عارفة قوليلي انتي

بللت مريم شفتيها وقالت :
ـ مـ مفيش حاجة.. زي ما قولتلك انا بس اتفاجئت انه جه

ابتسمت تارا وجلست قائله :
ـ ماشي مصدقاكي..

جلست مريم كذلك ثم سألتها :
ـ قوليلي انتي اللي مالك.. لما كلمتك كان صوتك متضايق

تارا بهدوء :
ـ ولا حاجة.. مخنوقة شوية بس

مريم بهدوء :
ـ بسبب عُدي!!

ازدردت لعابها بمرارة وقالت بصوت مبحوح يوشك على البكاء :
ـ كل ما ببصله مش بييجي في بالي غير لما كان بيقولي انتي خدتي وقتك وزيادة.. لما قالي مش عايزك .. لما قالي..

نظرت بعيداً وحاولت منع دموعها العالقة بعينيها من التدفق وهمست :
ـ مش عارفة بجيب الصبر ده قدامه إزاي!! ولا عارفة بمسك دموعي قدامه إزاي .. الاسبوع اللي فات بمنتهى البساطة قالي وحشتيني .. اكدب؟! .. لا مش هكدب يمكن من جوايا فرحت ولو شوية صغيرين وكان نفسي بعدها الاقيه بيعتذر ولا بيتأسف ولا بيبرر حتى لو انا عارفة اني مش هقدر اسامحه ع اللي قاله بس كان هيفرق معايا انه حاول

نظرت إليها مريم بحزن فتدفقت الدموع من عينيها وقالت :
ـ وبعدين علشان يصلح سوء الفهم قالي كزمايل .. لما قالي كده افتكرت وقت ما سبنا بعض لما كنت بحاول افهم منه هو ماله ولا إيه اللي مغيره ولا بيقول كده ليه ساعتها اتعصب وقالي قولتلك مش عايزك هي بالعافية!! .. حسسني انه كان معايا غصب وانه بيحاول يخلص مني بأي شكل .. لما قالي كزمايل حسيت انه عايز يحسسني انه خايف اني أفهم غلط علشان مقربش منه تاني.. ولا النهارده..

أعادت شعرها للخلف وهمست بألم :
ـ عدي بيقرب مني علشان يجرحني كمان وكمان.. بيقرب مني علشان يوريني انه كويس من غيري وان الموضوع عادي.. الأول يعمل حاجة تحسسني انه مهتم وانه بيجرجر كلام معايا وفجأة يعمل حاجة يحسسني انه قاصد يبعدني بيها.. ماهو يا إما ده بني آدم مريض يا إما انا اللي متأثرة بتصرفاته زيادة عن اللزوم وعمالة افسر كل حاجة على مزاجي

مريم بهدوء :
ـ طب بطلي عياط بس..

التفتت إلى مريم وجففت دموعها قائله :
ـ انا آسفه نكدت عليكي وقلبتلك مزاجك .. بس انا فعلاً معنديش حد غيرك أحكيله وكنت هطق لو مكنتش اتكلمت

مريم بجدية :
ـ انتي هبلة يابت؟!!! .. هو إيه اللي اسفه وإيه الكلام الفارغ ده!!

ابتسمت تارا بخفة فقالت مريم :
ـ اهدي كده وانا هقوم اعملنا حاجة نشربها ونقعد نتكلم في كل اللي انتي عايزاه بس من غير عياط اتفقنا؟!

اومأت تارا بخفة فنهضت مريم

فــي الـتـاسـعـة مـسـاءً ،،
فـــي مـنـزل عُـدي

عقد ذراعيه وهو يجلس على الأريكة ويُفكر بوضعه هو وتارا بملامح حائرة ومُنزعجة

أحياناً يرغب في مصالحتها وأحياناً أخرى يرفض ذلك بينه وبين نفسه بشدة .. رغم رغبته في الابتعاد إلا انه في كل مرة يراها يشعر برغبة غير عادية في الاقتراب .. يرغب في سماع صوتها من جديد .. يرغب في احتضانها .. في رؤية ذلك الحب الذي كانت تصرخ به عيونها في كل مرة تنظر فيها إليه

حين ينظر إلى عيونها الان لا يرى سوى نظرات خالية من المشاعر وهذا ما يزعجه .. إن رأى الكره بعيونها كان أهون من الا يرى شيئاً .. اما تلك النظرات الغير مُبالية والتجاهل الذي تعامله به! .. كل هذا يفسر انها قد اخرجته من عقلها تماماً .. أيعقل ؟!

ازدرد لعابه في مرارة وهو يتذكر حين اخبرته مريم بأنها قد سألت عنه يوم وفاة والده .. وتلك النظرة المليئة بالشوق الذي لم تستطع اخفائه حين التقت به في الشركة لأول مرة منذ أن انفصلا .. إذاً ماذا حدث الان؟! .. لما لا يرى هذا مرة أخرى!

لقد أراد لها ان تمضي بحياتها وان تجد رجلاً اخر لترتبط به ولكن ما به الآن لا يتحمل رؤية رجل قريباً منها .. لا يتحمل مجرد حديثها مع رجل الاخر ولا يعلم ما هذا اللطف الغير معتاد من حمزة نحوها ولكن الأمر واضح هو فقط يحاول تعكير صفوه 

تنهد ثم نهض من مكانه وذهب إلى المطبخ ليبحث عن شئ ما ليأكله .. نظر إلى طبق الفواكه ثم التقط منه ثمرة رمان وسكين ثم رفع الثمرة امام وجهه وتسائل :
ـ بيفتحوها منين دي!

وضعها على طبق مُسطح وقام بقسمها اثنين من منتصفها ثم وضع السكين جانباً وحمل نصفٍ منهما ونظر إليه بحيرة ثم قلبه وبدأ يطرق عليه بيده الأخرى فتساقطت بعض الحبوب فتابع الطرق فلم ينزل شيئاً

حاول جذب طرفي القشرة فتناثرت حبات الرمان على الارض فنظر حوله بضيق ثم وضعها من يده قائلاً :
ـ مش عايز

التقط موزة ثم توجه إلى الخارج وهو يقوم بتقشيرها .. اخذ قضمة ثم انحنى والتقط جهاز التحكم من فوق الأريكة وقام بفتح التلفاز فسمع صوت خطوات بالكعب العالي فألتفت ليجدها فريدة فأبتسم وهتف :
ـ بنت حلاال .. جاية في وقتك

عقدت حاجبيها بتعجب وهي تبتسم بخفة بينما توجه هو إلى المطبخ وعاد بعد دقيقة ومعه ثمرة الرمان ووعاء صغير وسكين

اعطاهم اليها قائلاً :
ـ فرطيها علشان مبعرفش

رمشت قائله :
ـ نعم؟!

عدي بهدوء :
ـ إيه عايز اكل رمان ومش عارف اعملها بيجروا مني في كل حتة

حاولت ألا تضحك وسألته :
ـ بس انا مكنش مكتوب في العقد بتاعي اني هفرط رمان ساعتك

غمز لها قائله :
ـ هكرمشلك عشرين جنيه في ايدك وانتي ماشية هاا

ضحكت لا إرادياً فقال :
ـ يلا امسكي..

اخذتهم منه ثم جلست وبدأت بفتح تلك الثمرة واخراج حباتها ثم تنهدت وقالت :
ـ بقولك يا عدي

عدي وهو يتنقل بجهاز التحكم بين قنوات التلفاز :
ـ قولي يا قلب عدي

ابتسمت لا إرادياً ثم قالت :
ـ هو أخوك حمزة ده مستفز ليه؟!

التفت إليها قائلاً :
ـ في إيه يا فريدة انتي اتهبلتي؟!

حمحمت وقالت :
ـ انا آسفه بس هو...

قاطعها بضيق :
ـ إيه اخوك حمزة دي!!! .. متقوليش أخوك دي انا مزاجي حلو متعكريهوش

رفعت حاجبيها وقالت :
ـ ده انا قولت انت اتضايقت إني قولت عليه مستفز

عدي وهو يتذكر أفعاله طوال اليوم مع تارا في الشركة :
ـ هزعل ليه هو انتي بتقولي حاجة غلط ماهو مستفز فعلاً.. هو مستفز بس!!! .. ده خـ** ابن مرا ******

رمشت لعدة مرات ثم قالت :
ـ انا بشفق على وداني م اللي بتسمعه

ابتسم وقال :
ـ يا شيخة ده انا ماسك لساني كده هو انا طايقه!!

نظرت إليه وسألته :
ـ كده ماسك لسانك!!

ابتسم وسألها :
ـ عملك إيه حمزة!!

أجابت فريدة :
ـ ده مفيش مرة يقابلني إلا لما يتعمد يضايقني معرفش انا مزعلاه في إيه والله؟ .. يعني دايماً الموضوع بيتكرر من يوم ما اشتغلت معاك

عدي مبتسماً :
ـ مش انتي تبعي؟؟

اومأت فحرك كتفيه قائلاً :
ـ بس كده.. هو ده اللي مزعله.. هو بيتحرق من أي حاجة تخصني كده .. متزعليش انتي بس تحبي اضربهولك؟

ابتسمت واعطته طبق الرمان قائله :
ـ انت مفكرني جاية اشتكيلك علشان تتصرف انت!! .. انا لو عايزاه يتضرب ما انا عندي ايدين انا كمان

اخذ الطبق منها هاتفاً بمرح :
ـ يا واد يا جامد .. ايوة كده خليكي رافعة راسي

ضحكت وقالت :
ـ صحيح قابلت تارا النهارده بعد ما انت قولتلي استناك في مكتبك.. لما كنا بنتكلم مع ياسين

ابتسم قائلاً :
ـ اضحكي عليا وقوليلي انها كانت جيالي المكتب ولقتك قاعدة هناك والنبي 

حمحمت وقالت :
ـ لأ هي كانت داخلة للأستاذ ياسين وانا خارجة ولما قولتلها إنك جوا لفت ورجعت تاني

اختفت ابتسامته وقال :
ـ طب بتقوليلي ليه!!

حركت كتفيها وقالت :
ـ طب سبتها ليه!!

عُدي بغيظ :
ـ انتوا تافين في بؤ بعض؟!

رفعت احد حاجبيها وهي تمط شفتيها بتقزز فقال :
ـ دافعلك كام ياسين علشان تعرفي مني إجابة السؤال ده!!

ضحكت قائله :
ـ استاذ ياسين!!

عدي بجدية :
ـ اه ياسين اللي قفشك في مكتبه النهارده قبل ما تيجي تقابليني

فريدة ضاحكة :
ـ قفشني في مكتبه!!! .. يا عدي نقي تعبيراتك حرام عليك

عدي بجدية :
ـ لا كان قافشك في مكتبه يا فريدة .. كان عايز منك إيه!! .. كنتوا بتتفقوا عليا صح! .. عرف كل اسراري طبعاً مش كده!!

ضحكت وقالت :
ـ يا عدي أسرار إيه انت حد بيقدر يعرف اسرارك علشان انا اعرفها!! .. وان كان على فضايحك فهي كلها مكتوبة على وشك .. ده كان قلقان عليك وبيسألني على شغلك وكده عايز يتطمن لتكون بتتاجر في الحشيش ولا حاجة

حرك كتفيه قائلاً ببراءة :
ـ دايماً بيظنوا فيا الظن الوحش كدهو

ضحكت وقالت :
ـ لاا بس انا طلعت بيك السما قدامه

عدي بمرح :
ـ بت انا هعزمك ع العشا النهارده

فريدة بدهشة :
ـ بت!! .. طب بشتغل عندك ومااشي بس انا أكبر منك يا عدي إيه بت دي!!

عدي بمرح :
ـ بالله ما باين

ضحكت لا إرادياً فسألها :
ـ ألا الصاروخ ده لسه لحد دلوقتي مرتبطش ليه!! .. هي الرجالة اتعمت ؟!

ابتسمت بامتعاض وقالت :
ـ يمكن علشان كل الرجالة اللي قابلتهم كانوا زيك كده!!

اختفت ابتسامته ثم نظر إلى التلفاز قائلاً :
ـ كنسلي العشا

فــي الـيـوم الـتـالـي ،،
ـ فــي الـمـرآب ـ

توقفت شيرين بسيارتها فوجدت عُدي يُغلق باب سيارته بعد أن نزل فنظرت له من خلال النافذة وابتسمت قائله :
ـ صباح الخير يا دودة

تنهد بملامح ممتعضة فنزلت من سيارتها فأقترب قائلاً :
ـ طلاما قولتي دودة يبقى صفيتي

ابتسمت وأغلقت باب سيارتها وقالت :
ـ نوعاً ما .. وبعد تفكير يعني لقيت اننا ممكن نأدبك من غير خصام خالص .. ملهاش لازمة حرقة الأعصاب

عدي رافعاً حاجبيه :
ـ تأدبوني!!

اومأت شيرين ببساطة بينما وصلت تارا بسيارتها إلى المرآب ثم نزلت منها وكانت ترتدي بنطال أزرق اللون مع معطف رمادي متوسطة الطول ووشاح حول عنقها بدرجة من درجات البيچ وحذاء جلدي أسود ذو رقبة مرتفعة

نظر إليها عُدي وابتسم بينما نظرت هي إلى شيرين وقالت بإبتسامة :
ـ صباح الخير يا شيرين

شيرين مبتسمة :
ـ صباح النور

أغلقت تارا باب سيارتها فقال عدي :
ـ صباح الـ...

غادرت تارا فلم يُكمل جملته فالتفتت إليه شيرين وهي تبتسم بشماتة فسألها :
ـ هو انا شفاف ولا إيه؟!

شيرين ضاحكة :
ـ دي حاجة اسمها الكرامة لو تسمع عنها

حك ذقنه وهو ينظر بعيداً فقالت :
ـ انا ممكن اتطوع واصالحكم لو عايز

عدي بضيق :
ـ ياستي انا مش عايز اصالحها بس متتجاهلنيش كده

شيرين بدهشة وهي تضحك :
ـ ده اللي هو ازاي!!.. عايزها تشوفك تجري تاخدك بالحضن يعني ولا إيه!!

تأفف قائلاً :
ـ انا طالع

لحقت به قائله :
ـ هتطلع معايا على مكتبي علشان عايزاك

فــي الاعـلـى،،

سار عُدي مع شيرين فوجد تارا تقف خارج مكتبها وهي تحمل هاتفها وتعبث به فدندن وهو يمر من أمامها :
ـ عشرةة.. فات ليلة فات عشرة.. وانت يا خاين العِشرة.. في البعد عشرة على عشرة

ضحكن الفتيات اللاتي يجلسن على مكتابهن في الخارج بينما حركت شيرين رأسها في إنكار وهي تبتسم وتتابع طريقها نحو مكتبها وهو يلحق بها

وصل حمزة هو الاخر فالتفتت إليه تارا فأبتسم وأشار لها بمرح فبادلته الابتسام

نظر إليه عدي بغيظ وهو يقف قرب مكتب شيرين فنادته من الداخل :
ـ يا عدي..

تنهد بضيق ثم دخل وأغلق الباب فقالت :
ـ أقعد

اقترب وجلس ثم سألها :
ـ عايزاني في إيه!!

ابتسمت وقالت :
ـ متقلقش مش هكلمك في حاجة برا الشغل

تنهد بارتياح فحركت رأسها في إنكار فدخل ياسين إلى مكتب شيرين وقال :
ـ صباح الخير

شيرين بإبتسامة :
ـ صباح النور

اغلق الباب فحمحم عدي ونظر إليهما قائلاً :
ـ هو انا ليه حاسس إني معمولي كمين!!

ضحكت شيرين فهمس :
ـ احيه.. الضحكة دي مش بعادة

ابتسم ياسين واقترب قائلاً :
ـ كمين ليه ده احنا عايزينك في شغل

اومأ قائلاً :
ـ طيب اتكلموا بسرعة علشان اتوترت

جلس ياسين على الكرسي المُقابل له فقالت شيرين بإبتسامة :
ـ في ملفات على مكتبك محتاجة تتراجع..

تابع ياسين :
ـ وانت اللي هتنزل تمر ع المصانع الاسبوع الجاي

تابعت شيرين :
ـ وفي معاد يوم الحد مع يحي زاهر انت اللي هتروحه علشان مش هنكون فاضيين .. هنبقى نفهمك الموضوع كله وانت بس تتمم معاه الصفقة

أخرج ياسين فلاشة من جيب سترته واقترب ليُعطيها له قائلاً :
ـ كل الشغل اللي ع الفلاشة دي على يوم الحد يكون خلصان.. اتسلى فيه بقى معاك 3 ايام اهو

رمش عدي لعدة مرات وقال :
ـ انتوا لاقييني في الشارع!! .. انا اللي هعمل كل ده؟!!

ياسين بإبتسامة :
ـ أهو حاول تشغل نفسك في حاجة مفيدة

عدي بعتاب :
ـ هي بقت كده!!

شيرين بإبتسامة :
ـ ومش عايزين غلط .. علشان كل غلطة هننزلك معاها دور كمان

وضع ياسين ساقاً فوق الأخرى وقال :
ـ لو الشغل كتير عليك ممكن تمشي عادي.. شوفت انا سايبك براحتك إزاي!! .. علشان مترجعش تقول ان انا اللي ضاغط عليك انك تفضل في الشركة

ضم عدي شفتيه بغيظ ثم اومأ قائلاً :
ـ تمام .. أي أوامر تانية لجناب البيه والست الهانم!

شيرين بابتسامة :
ـ لا تمام كده.. قوم بقى روح شوف شغلك

نهض وخرج من المكتب فقالت شيرين :
ـ شوف انا ضاغطة على نفسي وبتعامل معاه وبنفذ اللي انت عايزه اهو

ضحك بخفة وقال :
ـ معلش اخونا اخونا..

ابتسمت بخفة ثم قالت :
ـ طب.. لما نخلص شغل ونرجع البيت عايزة أبقى أكلمك في موضوع كده

ياسين بهدوء :
ـ موضوع إيه!!

شيرين بهدوء :
ـ لما نرجع البيت بقى مش دلوقتي

نظر إليها بقلق وسألها :
ـ انتي من امبارح بالليل أصلاً شكلك مش عاجبني هو في حاجة!!

شيرين بهدوء :
ـ لأ ابداً مفيش حاجة

اومأ بهدوء قائلاً :
ـ طيب خلاص نرجع البيت ونتكلم في اللي انتي عايزاه حاضر

فــي مـكـتـب تـارا  ،،

قامت بخلع معطفها ووضعته جانباً وكذلك الوشاح الذي كانت تضعه حول عنقها ثم توجهت نحو الخارج لتنهي بعض الاعمال سريعاً مع زميلة لها

التفت عدي نحوها عندما فتحت باب مكتبها ليجدها قد خلعت معطفها وتقف بهذه البلوزة البيضاء ذات الاكمام القصيرة ولاحظ انها تضعها داخل هذا البنطال الضيق الذي يُبرز مفاتنها بوضوح فأسرع نحوها بخطوات سريعة وملامح غاضبة فعادت خطوة للخلف عندما وجدته يندفع نحوها بهذا الشكل فسألها بجدية :
ـ ده إيه ده ان شاء الله؟!!

نظرت إليه بتعجب وقالت :
ـ في إيه!!

عدي بجدية :
ـ خشي البسي الچاكيت بتاعك

رفعت حاجبيها وقالت :
ـ نعم ؟!

عدي بحده :
ـ خشي.. البسي الچاكيت بتاعك بلا نعم بلا منعمش

تارا بجدية :
ـ انت اتجننت انت إزاي تكلمني كده أصلاً!! .. أوعى من قدامي خليني اشوف شغلي

عدي بغضب :
ـ بقولك إيه متخلينيش أطلع عفاريتي عليكي.. خشي البسي احسنلك

تارا بدهشة :
ـ أحسنلي ؟!!

تقدم إلى الداخل فعادت هي الخلف فدخل وأغلق الباب ثم اقترب نحوها قائلاً :
ـ بصي.. انا مبحبش أعيد كلامي كتير .. وعزة جلال الله ان خرجتي من المكتب بالبتاع القصير ده لهعمل مشكلة انتي مش قدها

تارا بدهشة :
ـ وانت ماالك!!! .. دخلك إيه بلبسي اساساً؟!

عدي هاتفاً :
ـ دخلي إني..

صمت ولم يُكمل وضم شفتيه بغيظ فرفعت حاجبيها في ترقب لما سيقوله ثم قالت بهدوء :
ـ ما ترد

بلل شفتيه ثم قال بهدوء :
ـ مُديرك .. ومعلش يعني ده مش لبس مناسب للشغل

عقدت ذراعيها وقالت :
ـ والله؟! .. أصل انا كنت فاكرة اننا زمايل

ازدرد لعابه وكاد أن يتحدث فقالت :
ـ اتفضل ارفدني .. ممكن ألم حاجتي وامشي عادي لو لبسي مضايقك لكن متفكرش إنك ممكن تخليني أعمل اللي انت عايزه واسمع كلامك في حاجة أصلاً متخصكش

عدي بهدوء :
ـ انا مش قصدي

تارا بهدوء :
ـ لا لا عادي .. بجد ممكن امشي لو شكلي مضايقك للدرجادي

نظر إلى الأسفل وازدرد لعابه ثم قال بهدوء :
ـ مش هينفع تخرجي م المكتب كده

رفعت حاجبيها بدهشة فنظر إليها من جديد وقال :
ـ البسي يا تارا الچاكيت

نظر إليه بإنزعاج ثم توجهت نحو مكتبها واخذت من فوقه بعض الملفات وتوجهت نحو الباب وهي تقول بهدوء :
ـ عديني لو سمحت..

عدي برفض هادئ :
ـ لأ مش هتخرجي كده

تارا وهي تحاول الحفاظ على صبرها :
ـ عديني.. لو سمحت

عدي بجدية :
ـ وانا قولت مفيش خروج

نظر إليه بتحدي فقال بجدية :
ـ ماهو مش هتعملي من نفسك فرجة للكل .. يا تلبسي يا مفيش خروج

بللت تارا شفتيها ثم قالت بجدية :
ـ انت مالك!! .. انت مجرد واحد انا وهو بنشتغل في شركة واحدة يعني مش اكتر من زمايل .. انت ملكش الحق أصلاً انك تتكلم معايا مجرد الكلام الا في إطار الشغل وبس .. فمتديش لنفسك حق مش حقك وتعلق على حاجة انا مسمحتلكش تعلق عليها .. ولو الفرق بيني وبينك هنا هو إنك ابن صاحب الشركة فتمام اوي.. لو انا مضايقة حضرتك تقدر تقولي وانا همشي..

نظر إليها وهو لا يجد الكلمات المناسبة للرد فهي مُحقة فهو ليس له الحق في أن يُعلق على شيئ يخصها ولكنه لا يستطيع منع غيرته عليها حتى وان حاول بكل طاقته فلن يستطيع مشاهدتها تسير هكذا أمام الموظفين في الخارج

تابعت تارا :
ـ واسمحلي أقولك ان ده مكتبي .. واللي مش مسموح لحضرتك تقتحمه كده إلا بإذن مني حتى وان كنت صاحب المكان

بدا غير متأثراً .. غير غاضباً .. غير مُنزعجاً بل فقط نظر بعيداً واومأ بشئ من التوعد وهو يضم شفتيه

تنهدت وقالت :
ـ اتفضل بقى عديني وسيبني من فضلك أشوف شغلي

تنحى من أمامها فخرجت من المكتب .. خرج خلفها ثم وقف وعقد ذراعيه واستند إلى الحائط بكتفه وهو يُشاهدها تسير هنا وهناك وتتحدث مع ذلك وذاك

وقفت تتحدث مع فتاة ما وهي توليه ظهرها فنظر إليها من أعلاها إلى اسفلها وهو يصرّ أسنانه بغيرة شديدة فمظهر مؤخرتها البارز من هذا البنطال الضيّق جعل الدماء تغلي بعروقه

لا يعلم لماذا تضع هذه الكنزة بداخل هذا البنطال اللعين!! .. أسينتهي العالم ان تركتها خارجاً؟!

اقتربت منه شيرين بعد ان خرجت من مكتبها وسألته بهدوء :
ـ واقف بتعمل إيه هنا يا عدي؟!

لم يتحدث فمر الشخص الذي يحمل صينية المشروبات من أمامه فقال له عدي :
ـ هاتلي واحد فراولة

اومأ الرجل وذهب فعقدت شيرين حاجبيها وسألته :
ـ من امتى وانت بتحب الفراولة؟؟

عدي وهو ينظر نحو تارا :
ـ اللي رماك ع المر

شيرين مبتسمة :
ـ نعم!!

عدي بهدوء :
ـ انا حاسس ان ضغطي عالي أوي يا شيرين

شيرين ضاحكة :
ـ ما انت على طول ضغطك عالي يا عدي

عدي بهدوء :
ـ حاسس اني هطق والله..

مرر يده على عنقه متابعاً بأنفاس سريعة :
ـ وربنا جسمي ولع

نظرت إليه بحيرة واومأت قائله :
ـ طيب عن اذنك بقى اما اروح اشوف شغلي

تركته وذهبت فعاد الرجل ومعه عصير الفراولة بعد دقائق ثم أعطاه إلى عدي فأخذه عدي وهو لازال ينظر نحو تارا

غادر الرجل فقرب عدي الكأس من فمه وهو يسير نحو تارا .. توجه نحوها مُدعياً انه لا يلاحظها وارتطم بها عن عمد فوقع العصير على بلوزتها البيضاء فقال عدي :
ـ أووبـس!

فتحت فمها وهي تنظر إلى هذه البقعة التي لوثت بلوزتها ثم رفعت رأسها ونظرت إلى عدي بغضب شديد ورغم انه حاول الا يبتسم إلى ان عيونه كانت مليئة بنظرات الانتصار فهتفت بضيق واختناق :
ـ مش تاخد بالك انت ماشي إزاي!!!!

عدي بأسف مُزيف :
ـ انا اسف مخدتش بالي

هرولت إلى مكتبها فلحق بها قائلاً :
ـ يا تارا .. اسف صدقيني اصلي دروخت فجأة وانا ماشي

حاولت مسح تلك البقعة بالمناديل بعد أن اغرورقت عينيها بالدموع فقال عدي :
ـ متقلقيش يا حب.. بؤ كلور وتتاخد فومين وهترجع زي الأول

نظرت إليه بغيظ ثم القت المنديل الذي بيدها جانباً وجذبت منديلاً اخر وتابعت تنظيفها فقال عدي :
ـ خير الحمد لله انه كان عصير مكنش حاجة سخنة كان زمانك اتسلختي..

هتفت بأختناق :
ـ اطلع برااا.. امشي من وشي بقى خنقتنـي..

ضم شفتيه وهو يقاوم ابتسامته بينما كانت تردد هي بخفوت وهي توشك على البكاء وتتابع تنظيف بلوزتها :
ـ باظت.. باظت خلاص كده

ألقت المنديل ثم جذبت معطفها وقامت بإرتدائه فليس أمامها حلاً اخر لإخفاء هذه البقعة فأبتسم عدي وقال بمرح :
ـ عين العقل والله

التفتت إليه وهتفت بأختناق :
ـ انا مش قولتلك اخرج!!!

حمحم وعاد بظهره للخلف نحو الباب قائلاً :
ـ خارج اهو .. ومتأسف تاني

خرج واغلق الباب خلفه فتساقطت دموعها بأختناق طفولي فهي تكره بشدة ان تتعرض لمثل هذه الأمور او ان تتلوث ملابسها بهذا الشكل فهتفت بضيق وهي تتوجه نحو كرسيها :
ـ اووف

ـ في نجمة خماسية تحت ع الشمال او ع اليمين على حسب كل واحد .. اضغطوا عليها أحبائي في الله ✨

✨❤️✨

Continue Reading

You'll Also Like

36.9K 1.1K 30
شخصين متناقضين يلعب معهم القدر لعبته ليجمعهم وتصبح في فتره صغيره زوجته فهل تنشاء بنهم قصه حب ام قصه عداوه هل تعتاد البطله علي حياه البطل الملئ با...
11.2M 990K 58
معشر أمسكت حلومهم الأر ض وكادت لولاهم أن تميدا فإذا الجدب جاء كانوا غيوثا وإذا النقع ثار ثاروا أسوداً تتبع الهوى روحي في مسالكه حتى جرى الحب مجرى ال...
63.9K 1.6K 16
عذرا صديقتى ..... فلا تلومينى على حبى فليس قلبى بيدى احببته دون ان اعلم وعشقنى قلبه ليس لى الا انتى فلا تهجرينى وتلومى قلبى كنت انتى الاخت والصديقة ف...
668K 20K 37
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...