آضطِرآبْ||disturbance

By artimas_911

285K 12.1K 3.6K

إضطراب:الضحية الأخيرة هناك أحداث مقتبسة من الواقع من تجارب الحرب العالمية الأولى وتجارب هارلي هارلو عن السلو... More

تقرير
Chapter 1
chapter 2
Chapter 3
chapter 4
chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
chapter17
chapter 18
chapter 19
chapter 20
chapter 21
chapter 22
chapter 23
chapter 24
chapter 25
إعـــلان مهم
chapter 26
chapter 27
chapter 28
chapter 29
chapter 30
chapter 31
chapter 32
chapter 33
chapter 34
chapter 35
chapter 36
Chapter 37
Chapter 38
Chapter 39
Chapter 40
Chapter 41
Chapter 42
Chapter 43
chapter 44
Chapter 45
Chapter 46
Chapter 47
Chapter 48
Chapter 49
Chapter 50
Chapter 51-the end

chapter 12

4.6K 215 42
By artimas_911


•عيون غائرة•

~قراءة ممتعة~

• • • •

لقد كنت احلم رأيت حقلا شاسعا و كان النسيم لطيفا والاشجار المثمرة تملأ تلك المساحة المخضَرّة

كنت مستلقية أراقب زرقة تلك السماء التي تماثلت في لونها مع اعين ذلك الطفل الذي كان يراقبني طوال الوقت

لسبب ما كنت اشعر بالسعادة عندما اخذتُ نظرة خاطفة عليه متظاهرة بعدم علمي بما يفعله

و كانت ابتسامتي تجعل وجنتيه تحمران كحبات الفراولة التي إعتاد قطفها برفقة الاطفال

لسبب ما...
كان قلبي حاظرا، كنت اشعر بدقاته، كنت اشعر بكياني داخل تلك المجموعة الصغيرة من الاطفال...
لم يدم ذلك سوى دقائق... دقائق من النشوة الكاذبة التي آلمت رأسي بمجرد استيقاظي على كل هذه الملفات

قالت سكارليت و هي تميل بجسدها للخلف محاولة تدليك ما بين عينيها كان المُستمِع هو هاري الذي قدم لها قدحا من القهوة بالاضافة للِيُو الذّي كان منسجما فيما يفعله

"لعلها مجرد هلوسات بسبب التعب الذي ألحقته بنفسك خلال التحقيق مع كل معارف إيڤ الغريبين"

قال هاري محاولا تفسير خامس حلم ترويه له زميلته المجنونة خلال هذا الاسبوع لكنها رفعت رأسها غير مقتنعة بكلامه المعتاد

"هاري ثق بي ذلك بدى حقيقيا لقد رايت ذلك قبلا"
قالت متذمرة متجاهلة نظرات التعجب من يورين التي اقتحمت المكتب كعادتها متجهة لليو لكن هذا الاخير وضع ما بين يديه اخيرا ورفع رأسه وموجها نظراته المتوترة لسكارليت

"سكار... هل ترغبين بأن تكوني ضيفة لنا في المنزل؟! لقد كنت اتناول الطعام في بيتك لعدة ايام لذا اعتقد انه علي رد الجميل..."

قال وهو يعبث بخصلات شعره متجاهلا نظرات الفزع المترصِدة من يورين وهاري

"لم اعلم انك تملك بعضا من الاخلاق ايها القائد! "

قالت سكارليت وهي تعدل ربطة شعرها وتكمل ما تبقى في كوبها من قهوة قبل ان تهجم عليها يورين ممسكة بيديْها وتظهر لمعة متشوقة في عينيها كطفل صغير لتتسع إبتسامتها مظهرة غمازتيها اللطيفتين

"اجل فلتأتي معي! سيُحب ابي رؤيتكِ لطالما تكلمت عن مغامراتنا معا"

"بل خُطط انتحاركما سيفقد عقله إذ إكتشف أنك تتسكعين مع فتاة ملقبة بحفيدة هتلر لأنها تعاني من جنون العظمة"
قاطعها ليو وهو يقلب صفحة اخرى من كتابه متجاهلا التجهم على وجه شقيقته التي نجحت في اقناع الاخرى لمرافقتهما

وقد اتى الموعد بالفعل تقدم الثلاثة ناحية مقاعد الحافلة التي تكاد تخلو من الاشخاص

اخذت سكارليت مكانا جانب النافذة و سبق و مددت الشمس خيوطها الرقيقة على طول الطريق ، هذه الاخيرة تناسبت مع رداء الاشجار المتفرقة والتي ازداد عددها كلما اقتربوا من وجهتهم

كان المنظر الذي قابلها بمجرد نزولها دافئا على الاقل لقلبها الفارغ
كانت الحقول الشاسعة تحمل منازلا صغيرة متفرقة ذات اسطبلات للاحصنة واخرى للماعز والبقر

والدكاكين الصغيرة التي تواجدت على طول الطرقات المتفرعة خلال هذه المنطقة يتنقل بينها اطفال القرية الصغار بعجلاتهم والعابهم البسيطة

"لم اكن اعلم انك تعيش في قرية خارج المدينة"
تمتمت سكارليت غير قادرة على اغلاق فمها من جمال ما تراه

"لقد ادركتِ ذلك الان تحركي قبل غروب الشمس"
اردفت يورين وهي تتوسط كلاهما وتسحبهما ناحية الطريق امامهما

كان معظم سكان المنطقة من كبار السن والاطفال رغم ذلك تلك الحيوية التي ملأتهم مألوفة لسكارليت التي شعرت بحنين لنفسها في مرحلة ما من حياتها

طرق ليو الباب الخشبي للمنزل الكبير ذو الحديقة الجميلة امامهم وقد مر وقت طويل وهم ينتظرون ان يفتح وعكس سكارليت التي كانت قلقة بشأن سبب التأخر كان الاخوان طبيعيان تماما كما لو انهما تعودا على ذلك

لكن بمجرد ان فتح وظهر الرجل خلف الباب فهمت سبب التأخر
كان رجلا عجوزا مهندما لكن الكبر لم يكن واضحا عليه فهو مزال محتفضا ببعض خصلات شعره البنية الفاتحة المماثلة لخاصة ليو...

انه نسخة منه بالفعل لكنه كان مقعدا وهذا ما سبب تأخره في فتح الباب لم تتوقع سكارليت ايجاده في تلك الحالة لانها سمعت عن كونه جنديا سابقا اليس من المفترض ان يكون بصحة جيدة

ابتسمت سكارليت بلطف بعد ان اطالت التحديق وقد بادلها ذلك مرحِبا بقدومها! و تقدم الجميع مُندسين الى الداخل

كان بيتا عريقا قديم الطراز لكن جماله مزال عابقا به، جلست سكارليت بجانب يورين التي استلقت على اقرب اريكة واجهتها

"ابي هذه سكارليت تتذكر قصصي عنها صحيح؟!"
قالت يورين وهي تضم الوسادة بين يديها ليرد والدها بسرعة

"بالتأكيد كيف لي ان انساها كيف حالك لم ارك منذ مدة"
اجاب جاعلا الجميع يتعجبون من سؤاله وقد ساد الصمت بضع دقائق بقيت فيهم سكارليت جامدة في مكانها بينما ظهرت علامات الاستفهام على وجه يورين وهي تحاول الاشارة لليو كي يتدخل

وهذا ما قام به بالفعل فقد قدم القهوة لضيفتهم واخذ مكانا بجانب والده لم يبدو مستغربا من الموقف الغريب بل تنهد عدة مرات ونظر اتجاه والده قائلا

"ابي ان سكارليت فقدت جزءا من ذكرياتها فيما يتعلق بطفولتها واعتقد انك ستفيدها بهذا الشأن"

"طفولتي؟....ما علاقتك يا سيدي بي"

اردفت سكارليت في محاولة منها لتخفيف توترها فهي لم تقابل هذا الرجل قبلا بل ان هذه مرتها الاولى في هذه القرية الصغيرة او على الاقل هذا ما تعتقده...

تقدم المسن واضعا كفيْه على خاصتها وكانت لمحة التعاطف تملئ عينيه

"لم اتوقع انك قد تنسي المكان الذي ترعرعتي به يا ابنتي..."

تحدث متجاهلا التوتر الذي زاد بمجرد تفوهه بكلمات غير مفهومة لها ثم اكمل

"انت تعلمين انك يتيمة وقد كنتِ كذلك منذ وقت طويل لذا فقد قضيتي مدة قصيرة في هذا المكان البسيط"

"اتقصد انني عشت في منزلك في طفولتي!" قالت في استهتار غير مصدقة ما يهلوس به لكنه ابتسم واسترسل في حديثه

"كلا لقد كنت تعشين في ميتم القرية انه قريب من هذا البيت لقد احضرك اشخاص مجهولون و قاموا بوضعك هناك
لقد عشت معظم تلك المدة مع ليو لان والدته هي من كانت تدير ذلك الميتم قبل الحادث"

رفعت سكارليت رأسها بسرعة اتجاه ليو وقالت
"هل والدك يعاني من الخرف؟ "
كانت تتمنى ان يكون كذلك رغم ان شيئا داخلها كان يصدق ما كان يقوله

"لا انه سليم تماما وكلامه صحيح لقد اعتنت امي بكلينا عندما كنا في ذلك الميتم المرعب لكن لم تمر مدة طويلة حتى نشب حريق داخل مبناه"

اردف ليو مؤكدا كلام والده مكملا الشرح
"تسبب ذلك بموت العديد من الاطفال وامي معهم... كان ذلك المكان اشبه بالجحيم ...لازلت اتذكر كل زاوية مظلمة منه. كنا نعاني من الجوع والتعب لم يكن هناك ما يكفي من الاسرة لذا اعتاد العديد منا النوم على الارض الخشبية شبه المتعفنة"
انزل رأسه ينظر بذلك لقدميه و يتذكر ما مضى من الاحداث المؤلمة

"...قد مات الكثير من الاطفال بسبب الاهمال والاعمال الشاقة التي كانوا يُرغَمون على القيام بها!
وعند نشوب الحريق اكتشفت الشرطة انه كان مفتعلا وان ذلك المنزل المعزول لم يكن ميتما بل مصنعا لقتل البشر فقد كانوا يجمعون اليتامى ويجبرونهم على العمل في الحقول لساعات دون توقف...بل والصدفة أنه كان ملكا للمافيا حين ذاك
وكانت تلك المرأة التي تسمي نفسها اُمًّا تعلم بكل ذلك... بمعنى آخر قد كانت تستعبد اولئك الابرياء"

ضغط على كلماته الاخيرة قبل ان يقاطعه والده ليجعله يتوقف
كانت سكارليت مصدومة مما سمعته

لربما لم تصدقه تماما لكن نبرة صوتِه المؤلمة والحاقدة لمست اعماقها وبمحاولة ربطها لما يسرده بأحلامها وحنينها لهذا المكان لعل ذلك كان حقيقيا...

لكنها فضلت دفن ذكرياتها هذه على ان تستحضرها كل ما كانت تشعر به انها عاشت في هذه المدينة ذكريات تريد الهرب منها بعدها اكملت شبابها في اكاديمية الشرطة دون البحث عن اي شي يتعلق بها كما لو انها تهرب من واقعها

لم تسأل قط عن عائلتها او اصلها، لم ترغب باسترجاع شئ من طفولتها لكن يبدو ان الامر لم يعد متاحا لرفضه

"من كان معنا ايضا هل كانت يورين هناك؟" سألت محاولة تلطيف الجو

"لا لم تكن لقد اخذها والدي لميتم في المدينة واخذ منه وقتا طويلا لتبنيها وبمجرد ان عاد بها للقرية كان الجميع ميتا بالفعل لذا قرر ان يتقاعد لتربيتنا اما انت ومن تبقى من الناجين فقد تم نقلكم للمدينة"

"اسفة ايها العم لعدم قدرتي على تذكرك لقد فقدت جزءا من ذكرياتي خلال فترة ما واعتقدت ان هذا بسبب الضغط الشديد الذي عانيته خلال فترة عملي فقد بدأته في سن صغيرة جدا لذا..."
تمتمت بتأنيب ضمير لكنه قاطعها واضعا كفه على يديها
"ليس هذا مهما الاهم انك كبرتِ لتصبحي شابة جميلة ومن اللطيف ان الصدفة جمعتك مع ليو من جديد"

"لقد كنتِ فتاة جميلة ومشاكسة حقا، تخرجين خلسة من الميتم وتقضين ساعات طويلة في محل الحلوى لقد كنتي اشبه برئيسة عصابة"

اخذ العم يحكي قصص من الماضي وبعض الاحداث اللطيفة والمضحكة ويريها صورا قديمة لها ولبعض الاطفال الذين لم تستطع التعرف عليهم

"لحظة... من هذا انه الولد الذي رأيته في احلامي!" تحدثت موجهة اصابعها ناحية صورة لطفل نحيل ذو عيون غائرة زرقاء

لكن ردود افعالهم كانت غريبة اذ اخذوا يراقبونها بصمت وبنظرة خوف تحدث بعدها ليو بسرعة ليمنعها من ملاحظة تغير الجو والتوتر الحاصل بينه وبين والده

"انه مجرد فتى لم يقضي وقتا طويلا هناك حتى ان تذكره يصعب علي"

اغلق كتاب الصور وتقدم ناحية طاولة العشاء يدعوهم للاجتماع حولها وكان انعكاس السعادة واضحا على عيني سكارليت التي تفاجئت عند رؤيتها للاطباق الشهية والمرتبة بطريقة كلاسيكية

"لم اعلم ان لديكم خادمة" قالت وهي تأخذ مقعدا بينهم لكن يورين افلتت ضحكة من بين شفتيها وقالت
"اي خادمة؟.. ان ليو هو من اعد كل هذا ألا يصلح كسيدة منزل ممتازة"

استدارت سكارليت بتعجب ناحية ليو الذي بدأ أكله متجاهلا حوارهما كان من اللطيف التعرف على اشخاص يعتبرونها من العائلة فقد كان في اعتقادها انه بمجرد موت إيڤ ستصبح وحيدة مجددا لكن عكس ذلك فقد كونت معارف تعتبرهم من عائلتها

زرع الجميع دفئا غريبا في قلبها وطمئنينة رغم ان جزءا منها مزال يحمل شعورا غريبا الخوف من خسارة هذه السعادة؟ ام عدم تقبلها من البداية

"شكرا على استضافتي اليوم كان من اللطيف استحضار بعض الذكريات السعيدة"

قالت وهي تجلس بجانب ليو المستلقي على العشب الرطب يراقب السماء الصافية المرصعة بالنجوم "يسعدني انني افدتك قليلا لكن تلك الذكريات ليست سعيدة على الاقل بالنسبة لي"

اجابها ليجعلها تجفل من اجابته الغريبة أ عليها اعتبارها تحذيرا لما ستكتشفه او انهم سردوا عليها الجزء المشرق فقط "هل هذا بسبب والدتك"

رمقها بعينيه دون تحريك وجهه وتنهد قبل ان يقول
"لقد كان من المخزي تسميتها بأمي كانت متبلدة المشاعر وصارمة بشكل مريع كل ما رأيته في عينيها هو الجحيم حتى انني لم اعد ادرك ان كنت ابنها او مجرد يتيم انضم لتلك المجموعة حتى انني لا أشعر بحزن عند تذكر مشهد موتها داخل ذلك اللهب "

المشاعر المرعبة والحقد المخزنان داخله كانت تلك بمثابة قنبلة قد تنفجر في اي لحظة يبدو ان امه طعنته في كل خلايا عقله وجعلته يبني سعادته على ذكرى موتها احاسيس ظهرت على شكل هالة متجسدة في كلماته ذات الحروف السوداوية والتي استرسلتها سكارليت بسهولة

"حسنا انا لست جيدة في المواساة كما انني لا اذكر شيئا عن والدتي وذلك بالتأكيد ليس بسبب الخلل الذي في عقلي لكن التفكير في انني كنت امتلك واحدة يحطم جزءا كبيرا من روحي فقط تخيلها يجعل الامر اصعب، هل تخلت عني او انها ماتت عند ولادتي هل احبتني ام انها ارادت التخلص مني من كنت اشبه هل انا نسخة عنها ام انني لم امتلك ملامحها هذا الشعور بحد ذاته عذاب لذا أُفضل النسيان على أن احاول تركيب احجية الماضي لأنه ذهب على اية حال"

"للأسف انا شخص عالق في طفولته المظلمة ولا يمكنه نسيان كمِّ الاحداث المروعة التي حدثت له لذا انا احسدك على قدرتك للنسيان"

اجابها نافضا الغبار عن سرواله فور استقامته
"اعتقد انك سترغبين في رؤية شئ"
قال واخذ يتحرك وسط العشب الذي يزيد طوله كلما تقدم، تبعته سكارليت متجاهلة الطين الذي وصل اعلى ركبتيها والبرد الذي نخر عضامها فجأة بينما اخذ هو يعبر الاشجار بسلاسة الى ان اختفى نور القمر وظهر امامه مبنى ضخم يشبه القلاع التي في القصص الخيالية، ليست قلعة الامير المرصعة بالزهور في كل جانب بل الشريرة التي تركت منظرها يتعفن ليصبح مرعبا خلال الليل

دخل ليو دون مقدمات متجاهلا الرائحة المقرفة التي انبعثت من الاثاث القديم شبه المحترق

"هل انت خائفة؟"
تحدث بعد مدة من الصمت عندما لاحظ تمسك سكارليت بذراعه لكن ملامحها لم تكن تبدي الخوف بل الضياع والفراغ بدت ملامحها غير مفهومة كرسمة خالية من الحياة ، تحركت تراقب اللوحات التي مسحت معالمها، النوافذ المكسورة والظلام الدامس

"هل كنت اعيش هنا حقا، وسط الغابة يبدو ان الاطفال الصغار قد عانوا حقا اتمنى لو كان بمقدوري التذكر..."
قاطعها ليو ممسكا بها ثم احكم اغلاق فمها بيديه واخذ يتراجع الى الخلف وهو يجرها ولم يكن من الصعب عليه التحكم في انفعالاتها فقواها ضعيفة ولم تكن تستعد للمباغتة

• • • • • • • • • • •

"هاي انت هل تسمعني... يبدو ان الولد قد اغلق عقله"
قال هاري للمرة المئة محاولا مخاطبة ليو العائم في الفراغ ثم عاد مكانه ليجاور يورين التي تحتسي قهوتها في هدوء مستمتعة بالموسيقى الكلاسيكية على غير عادتها، التفت هاري ناحية مكتب سكارليت الفارغ ثم عاد بانظاره ناحيتها واردف
"انه اليوم الثالث لغيابها عن العمل أ متأكدان انها بخير؟"

"ما هذه النبرة التي تثير حس المحقق بداخلك هل تشك بأننا قتلناها ودفنها تحت اسطبل ما في القرية!؟"

اجابته يورين بنبرة درامية مستهزءة بقلقه الزائد بينما استفاق اخوها اخيرا متمتما بهدوء

"اعتقد ان من حقها الحصول على عطلة بعد كل هذا التعب"

لكن هاري لم تعجبه الاجابات التي تلقاها و وقف متجها ناحية مكتب المعنية بهذا الجدال

"بحقكما انها لا ترد على اتصال اي احد كما انه من الغريب ان تنسحب وقد قطعت نصف الشوط في قضية صديقتها"

"ما رأيك ان تتوقف عن الثرثرة وترتب هذه الملفات فالقضايا لن تحل نفسها"
قال ليو بعد ان نفذ صبره ثم استراح اكثر في كرسيه يمرر كفيْه على وجهه ويعدل من خصلات شعره الفارة

"لقد اتى احدٌ ليقابل المحققة سكارليت من فرقة مكافحة الجرائم، هل اخبره ان يعود لاحقا؟"
دخل احد اعيان الشرطة المكتب ليقطع الجو الغريب بين اصحابه جاعلا يورين تتنهد بضجر

"ليس مجددا ذلك الرجل يمتلك عزيمة اكثر من سكارليت حتى!"
قالت واقفة ثم اتجهت مع الشرطي ناحية الضيف الذي لم يبدو مفاجئا لها على عكسه

"اعتقد انني طلبت سكار لما احضرت هذه البغيضة؟"
قال يوجين موجها حديثه للشرطي الذي رفع اكتافه بغير حيلة وابتعد عنهما بينما بقي هو متجاهلا المحققة التي جمعت ذراعيها بنفاذ صبر

"دعنا نتفق على نقطة معينة انا لا احتمل رؤيتك ايضا لذا قل ما عندك او غادر صديقتك في عطلة"
قالت يورين وبدأت سيرها في الاتجاه المعاكس ظانة انه لا يرغب في بدء حوار معها لكنه امسكها من كتفها وقال مترددا

"علي قول ما لدي فأنا لا ارغب في العودة الى هنا..."
همس وهو يراقب نظرات من حوله والذين يترصدونه ويحتقرونه بأعينهم

امرته يورين باتباعها الى ان وصلت للغرفة التي اعتاد رؤيتها... غرفة الاستجواب كانت مقفلة مليئة بالكاميرات جلس يوجين على الكرسي المقابل ليورين

"لما يتم معاملتي على اني مجرم أليس لديكم إحترام لحقوق الانسان؟ "

"لكنك مجرم وهذه المعاملة التي تستحقها"
اجابت باستهزاء لكنه رد عليها فور سكوتها

"ما المعايير التي تم تصنيفي بها على اني مجرم هل انا قاتل متسلسل او خاطف اطفال ام سارق؟"

"هل تعتقد انك ستفلت بمجرد تمثيلك على انك طفل امك المدلل والغني ذو الأصابع اللينة التي لم تلمس شيئا قط، لقد راقبتك طيلة الاشهر الماضية ولن تسعد بما اكتشفته"

قالت بعزم رامية بعض الصور امامه والتي تظهره بوضوح مع جوزيف في اكبر عملياته لغسيل الاموال واخرى لتجارة المخدرات لقد كانت العديد من الصور التي تثبت انخارطه في عدة عمليات اجرامية خطيرة

"واو لقد امسكتي بي انني خائف... هل تسيرين حاملة صوري ايتها المهووسة حتى المراهقات هزمنك في التقاط صورٍ اكثر جمالا من هذه وثقي بي كانت تحوي على وليمة سترغبينَ في تذوقها هل اعتقدتِ انني لم اعلم بأنني مراقَب ايتها الذبابة"

همس مقتربا منها بشدة يكاد يخترق وجهها كانت ملامحه بارزة مخيفة وهو يطلق عباراته كاتما الضحك الذي طغا على نبرته ثم تراجع عائدا الى كرسيه متجاهلا وجهها الذي رسمت عليه الصدمة وفجأة تحولت تلك الملامح القاسية لاخرى بريئة طفولية واصتنع لها نبرة تناسبها

"ما هذه الصور ايتها المحققة لما يتم ترصد مواطن مثالي يدفع الضرائب لتعمل هذه الادارة لا اصدق هذا ساخبر والدتي عن هذا التمرد" قال بانزعاج مصتنع وقد فهمت يورين خطته في ارباكها وتمويه الكاميرات حوله

"ما الذي كنت تحاول قوله" قالت رافعة يمناها لتغرس اصابها في شعرها مرجعة اياه للوراء لكنه اختطف نفسه فجأة ممسكا بمعصمها ومقربا اياه لكي يركز على الوشم الصغير على جلدها

"هذا.." تمتم لترد"انه رمز الخِطاف او مرساة السفينة بالاصح لا اعلم سبب تفاجئك وانتَ تمتلك دبوسا له نفس الشكل " قاطعته مشيرة للشكل الصغير في ربطة عنقه

"هل تعتقد انني لم ألحظه هل تعلم ما هو انه رمز غانشو العصابة التي احقق بشأنها وسبب ملاحقتي لك، لا اعلم ان كنت تعتبره مجرد ماركة مشهورة كالابله ام انني على حق ولا اهتم بما هي الفكرة التي تريد للناس تصديقها فأنا سأصدق ما اراه"

استمرت في حديثها عند ملاحظة سكوته مثبتة اعينها على خاصته

"توقفي عن هذا انتِ ترعبينني يا فتاة اليست هذه امورا سرية للشرطة او ما شابه ان هذا الموقف يذكرني بقصة لطالما سردتها علي امي

في احد الايام ارادت الغزالة الصغيرة التطفل على وكر الاسد لانها دائما ما ترى ذيله اللطيف منبثقا من بوابة منزله لكنها لم تراه يخرج قط قد حذرتها جميع الحيوانات التي رأته كي تتوقف عن التجسس لكن فضولها كان اقوى من ذلك فاندفعت للوكر أملة ان تصبح من مجموعة الاسد التي يهابها الجميع لكن احزري ماذا كان شكله ابشع وارعب مما تخيَلته... فضول تلك الصغيرة قتلها"
سرد قصته الصغيرة بمرح وكأنه طفل صغيرة يروي احداث قصته الورقية الصغيرة لكن رسالته المبطنة وصلت ليورين ففضلت تغير الموضوع متنهدة

"ألن تخبرني برسالتك لسكارليت؟"

"اوه كدت ان انسى هدف مجيئي الى هنا في الدرجة الاولى هل يمكنكِ ان تخبريها انني حصلت على معلومات كافية لاستدعاء جوزيف للتحقيق مجددا كما انني اكتشفتُ بعض المعلومات عن ايڤ التي قد تفيدها، الأن استئذنك فأنا شخص مشغول"

قال واقفا ومعدلا بدلته السوداء المعتادة ثم مد يديه يحمل قفازيه الجلديين من على الطاولة لتنتبه لانامله المشققة وكفه المليئ بعلامات الجروح التي يبدو انها كانت عميقة بما يكفي لترك علامات على جلده ولربما ذاكرته ايضا
وبعض الحروق التي توزعت على كامل يده ويبدو انها امتدت لاعلى ذراعه

عندما لاحظ تركيزها الشديد وسهوها في انامله اسرع في ادخال كفيه في جيوبه

"يداك ليستا ناعمتين ايها المدلل" تمتمت بصدمة لكنه لم يأبه لجملتها بل لوح لها عندما وصل طرف الباب وقال
"لم اصل لما انا عليه بالقفز على القطن"

• • •

"هل قابلت فتاتك؟" سأل أليكس المشغول بتقليب الاوراق بين يديه ولم يأخذ عناء التحديق في يوجين الذي اخذ مكانا بجانبه داخل السيارة بعد ان خرج من مركز الشرطة

"لا لقد قابلت مهووسة المافيا،" اجابه مخرجا قداحته الذهبية ليشعل السجارة بين اصابعه

"اتقصد الذبابة يبدو ان اقداركما متصالبة"
رد أليكس بغير اهتمام فاعطاه يوجين ابتسامة حزينة واكمل
"اجل... الذبابة هل يمكنك البحث عن خلفيتها اكثر احتاج لتحقق من امر ما"

"لا تستعجل هديتك قادمة تلك المجنونة قدمت صورا للادعاء العام تثبت بها انخراطك في كل العمليات خلال ستة اشهر الماضية" كان اليكس ينتظر ردة فعل جادة من يوجين يتوقع غضبه المعتاد الذي يحطم كل شئ ملموس امامه لكنه رد بضحكة اخذت تتعالى بهستيرية، اطفئ ما بيده قبل ان يستنشق منه شيئا محطما لنسيج السجارة

"خذنا الى هناك فلنرى نهاية هذه اللعبة الصغيرة"


لم تمر سوى ربع ساعة وكان يوجين قد وصل مكتب الادعاء بالفعل وضع بطاقة هويته وانتظر لثواني معدودة

"سيد إليوت انه المشتبه به في قضية الصور التي اسندت اليك"

قالت موظفة الاستقبال لتأخذ اهتمام يوجين الذي رفع رأسه ليرى المقصود ثم اطلق ضحكة قد مرت من شفتيه
"عزيزي أليكس... يبدو ان حظي قد عاد من الموت"

"لا أفهم لما يتم وضعي في هذه الغرف المغلقة انا احب الحرية يا رجل بدأت اشك انني مجرم حقيقي" قال يوجين بصوت مسموع داخل غرفة الاستجواب للمرة الثانية في هذا اليوم لينكزه اليكس ويبدأ حديثه

"هل يمكنني رؤية الدلائل التي ادين بها موكلي"

وُضعت الصور امامهما فنظر اليكس ناحية موكله ينتظر منه ان يتمعن فيما امامه لكنه اعرض عن ذلك فسبق وان رآها واهتمامه ذهب لملامح المدعي العام الهادئة البريئة التي تبدو وكأنه قد يضحي بحياته من اجل القانون

"حثالة" نطق يوجين بسخرية ليحصل على انتباههما " يمكنني معرفة الحثالة بنظرة واحدة ومن ارسل لك هذه الصور هو اكبر محتال يا سيدي" تحدث محركا يديه في الهواء ولكن مقصده كان ظاهرا من خلال نبرته

"هل لديك ما ينفي هذه الصور دليل قوي سيوقف فتح القضية قبل بدءها"
وجه إليوت كلامه لأليكس الذي وضع مجموعة الأوراق التي بيده امامه وبدأ يتفحصها في الحال بينما يستمع لمقابله

"لا يمكن اثبات صحة هذه الصور خاصة انها غير قانونية فكما يبدو ان صاحبها لم يكن مكلفا بمراقبة موكلي وكما تعرف التطور الذي نعايشه قادر على صنع دليل اقوى من هذا حتى، لقد عانينا كفريق قانوني من عدة احتيالات من هذا النوع بهدف التشهير وتشويه السمعة فلا تنسى ان موكلي من المشاهير، ستجد لديك ما تحتاجه لاغلاق هذا الهراء في اسرع وقت"

"سيدي تبدوا مؤلوفا بالنسبة لي هل تقابلنا قبل هذه اللحظة" سأل يوجين غير مهتم بالاجراءات القانونية التي يعتبرها مجرد تفاهة كالقانون نفسه

تنهد اليوت فقد وصل صبره للقمة، انزل نظاراته "اجل، في حفلة عرض الكتب التي كانت مهزلة... واتذكر انك كنت جزءا من هذه المهزلة"

"نعم، نعم اتذكر الان حفلة تلك الكاتبة سمعت انها ماتت كانت شابة في بداية نجاحها لكن تعرف الشائعات التي نسمعها ليست بتلك الروعة قيل انها خانت حبيبها مع صديقه المقرب لكن هذا الصديق قام بقتلها في المقابل كم تصلح هذه كقصة درامية!"
اجاب يوجين متجاهلا انفعال اليوت الظاهر وهو يمزق الاوراق امامه لتتحول تلك الملامح الهادئة لاخرى جنونية

"اعتذر يبدو انك لست من محبي هذه الحماقات لكنها قد تكون صحيحة في بعض الاحيان وانت اكثر الناس الذين يدركون هذا"

"ماذا تريد مني؟"
رد اليوت راميا الملفات امامه
"حسنا...." تمتم يوجين مبتسما للكاميرا خلفه

~~~
"هل تعلم ما هذا المكان؟"
قال يوجين يقتطع جزءا من الحلوى امامه لكن اليوت لم يفهم مقصده واخذ يحرك عينيه في المقهى البسيط الذين هم فيه

"انه المكان الذي اكتشفت فيه ان اختي حية وان الشخص الذي رعاها كان كابوسا بالنسبة لي"

قال ليعم الصمت قبل ان يصرخ اليكس بصدمة
"يوجين!" لكن الاخر استمر في الحديث

"ايضا هنا وصل خبر مقتل إيڤلين للشخص الوحيد الذي تعتبره عائلة، انه مكان مليئ بالذكريات السيئة كذاكرتك اليس كذلك؟"

"ماذا تقصد ولما تخبرني بتفاصيل حياتك؟"

"ظننت ان هذا قد يجعلك تتحدث، اول مرة انفصلت فيها عن إيڤ كانت هنا صحيح؟"

نظر إليه وملامحه لا تبشر بأي خير وسرعان ما حمل اغراضه مستعدا للخروج

"هاي انت لن نكمل حديثنا بعد لدي الكثير من هذا في جعبتي"

"ماذا تريد اغلاق قضيتك الغبية سأفعل ذلك من دون ان تصل للاعلام فقط توقف عن قول الترهات"
اجابه والغضب يتملكه عكس برودة يوجين الذي اعتدل في جلسته اكثر وقال

"سيكون من الممتع رؤيتك في السجن بعد ان تلتصق بك جريمة كقتل تلك الفتاة لذا اذا كنت مهتما بتنظيف اسمك عليك ان تعيرني انتباهك"

اعاد يوجين إليوت الى مكانه بكلماته المهددة والذي بدا يهدأ اكثر مخفيا توتره والخوف الذي يكاد يحتله

"لا اعلم كيف اكتشفت ذلك لكننا كنا مجرد مراهقين كنت مهووسا بشخصيتها الرائعة وقد بادلتني بالمثل كانت سعادتي كبيرة عندما اعترفت بمشاعري لكن هذا لم يطل بدأت تلك الاحاسيس بالخمود داخلي فقد كان مجرد اعجاب زائف عكسها التي قامت بالتضحية باشياء عدة من اجلي و وقعت بمشاكل اكثر

بدأت بالتصرف ببرود اتجاهها و ذلك جعلني اقلل اهتماماتي باحواراتها السخيفة وتفاصيل حياتها المملة وفي احد الايام اخبرتني ان والدتي اكتشفت علاقتنا وانها قامت بتوبيخها وتشويه سمعتها امام المدرسة لانها لم تكن من نفس طبقتنا وانها كانت تحصل على المنح لاكمال دراستها كان هذا خطأ امي بكل وضوح لكنني اعطيتها ردا قاسيا وكأنه موضوع لا يعنني لذا طلبت الانفصال مني في هذا المكان"

"هل لك ان تكمل هذا سيساعدني في رسم صورة واضحة عن المشتبهين بهم"
رد يوجين وهو منسجم مع حديث اليوت الذي استمر قائلا

"لقد حافظنا على صداقتنا بما ان تلك العلاقة كانت سرية لكن... فجأة اصبحت إيڤ اكثر شعبية وجمالا وثقة لقد ارجعت لي الشعور بالحنين إليها لقد جعلتني اندم برؤية نجاحاتها المستمرة، عندما بدأت دراستها في احد الجامعات المرموقة اصبحت محط انظار الجميع وبدأت رواياتها بالبروز للعالم كنت احاول تصحيح اغلاطي والتقرب منها من دون جرحها لكنها كانت تبتعد اكثر وكأنني لم اكن جزءا من حياتها فقد قابلت اشخاصا احسن مني"

"اعتذر لكن يبدو انك تهتم للمظاهر بشكل كبير لقد عاد اعجابك بها لمجرد انها اصبحت من طبقتك كما تقول، اسمح لي لكن كونك حسن المظهر لا يسمح لك باللعب بقلوب الاخرين"

"لكنها انتقمت مما فعلته لها، لقد اصبحت شيطانا حقيقيا بمجرد ان تخرجت كأنجح الكاتبات بدأت بمواعدة ليون الذي كان مغرما بها لكنني لم اعلم اقسم بذلك لقد عادت اليّ فجأة اصبحت اقرب مني واصلحت العلاقة المهدمة لتعيدها وهذا لم يدم لقد انتشرت علاقتها بليون في الجرائد فاكتشفت امرها وفي اللحظة التي فُضحت علاقتي السرية بها في عمل ليون ألقت كل اللوم علي وجردتني من سمعتي واصبحت الخائن الذي خان صديقه من اجل امرأة لم تهتم لأمره وكأنني كلب حقير"

"هل تعني ان كلاكما كان الضحية في هذه اللعبة التي ادارتها إيڤ"

"اجل حتى انها كانت تعامل ليون بقسوة ولا تهتم لامره وكأنها تجسد تصرفاتي معها في الماضي لتطبقها على من يحبونها"

"هذا اكثر تعقيدا مما اعتقدت حسنا يا سيدي بربط قصتك بالدلائل التي احملها والتي ستأكد كل حرف قلته فسيتم اعتبارك بريئ الى ان يتم اكتشاف خيط جديد هل يمكنني معرفة اين كان انفصالكم الثاني؟ "
قال يوجين وهو يعتريه حزن وشفقة زائفتين

" لما سيكون هذا مهما لقد انفصلنا في فندق الريشة البيضاء الخاص بجوزيف..."

قال في نفس اللحظة التي اخرج فيها شيكا تركه فارغ العدد وقام بتوقيعه ثم سلمه ليوجين

"شكرا لك اعتقد ان هذا كفيل لمساعدتي على تبرئتي بهدوء دون ان يخرج ذلك للاعلام او الصحافة واعتبر قضيتك منتهية وداعا"

قال ثم غادر بسرعة ليبتسم يوجين بتهكم اظهر غضبه ثم خرج بدوره برفقة أليكس ليستقرا فوق اسطح احدى البنايات العتيقة

اشتعل فتيل سجارة ثانية في يد يوجين وهو يقلب الشيك بين اصابعه ثم حرقه ببطئ بالقداحة في يده الاخرى

"يحيرني ذكاء ذلك الابله انه يستعمل هذه القصاصة كدليل على الرشوة هل يظنني غبيا لتلك الدرجة"

قال وهو يحمل نفس الابتسامة التي تخفي غضبه لكن الاتصال الذي ورده قطع هذه اللحظة، حمل الهاتف ليرى اسم جوزيف الظهار على الشاشة لكنه فجأة طوى الهاتف وكسره لنصفين ثم رماه بأقصى قوته

"لماذا انا محاط بالدجاج الجبان من كل جانب"
صرخ ليجعل اليكس يجفل لردات فعله المتضاربة

"هل تعتقد انني مجنون؟"
صرخ مجددا موجها حديثه لاليكس الذي اجابه بصوت ثابت"لا سيدي" فهو يعلم انه ليس الوقت المناسب لتقليل ادبه مع صديقه او بالاحرى رئيسه المنزعج

• • • ✦ • • •


"امي هل انتِ بخير؟" سألت الفتاة الصغيرة امها بأعين مليئة بالخوف جاعلة والدتها تضم وجهها الصغير بين كفيها تاركة قطعة الملابس التي كانت تطويها

"بالتأكيد عزيزتي والدتك قوية جدا وانت تعلمين ذلك" اجابتها اماندا بنبرة مازحة سعيدة جاعلة ابنتها تبتسم ثم تعيد طرح سؤال اخر

"اذن لما تقومين بحزم اغراضنا أ سنغادر مجددا او ان لديك رحلة عمل ما"

"اوه انت تثقين بي صحيح؟ ما رأيك ان نذهب لمكان بعيد حيث لا يتواجد اي شخص يزعجنا لنعيش بسلام وفرحة كل يوم من دون اي مضايقات من اولئك الاشرار"

قالت اماندا تنتظر رد فعل أنستازيا التي غمرتها سعادة مفاجئة جعلت للون الوردي مكانا بين وجنتيها

"اجل احب هذه الفكرة لن يستطيع احد مضايقة امي وستصبحين سعيدة لكن ماذا عن الخالة سكارليت هل نأخذها معنا؟"

"لا يمكننا ذلك فهي فتاة كبيرة يمكنها الاعتماد على نفسها لكن لا تقلقي ستأتي لزيارتنا كثيرا وستحضر لكِ الكثير من الحلوى"
اردفت اماندا وهي تتقدم ناحية أنستازيا لتدغدغها وتتسبب في ضحكها بصوت عالي

"عليك ان تكبري وتصبحي شابة جميلة وقوية لتعتمدي على نفسك مثلها"

"لكنني املكك وانت ستعتنين بي حتى اصبح عجوزا"

"اتمنى ذلك..."

***********************

يتبــــع

Continue Reading

You'll Also Like

78.4K 4.2K 19
|| الرقم ثلاثة لا يخسر أبداً || في كل قصه حب يوجد طرف ثالث غير مرغوب به بالعلاقه فماذا لو كسر رقم ثلاثة التوقعات و كان هو المرغوب...
10.2K 900 8
الرواية الفرعية الأولى لسلسلة نبلاء الجريمة "لمذا هو بالذات مانويلا؟!" إخترق سؤالها هدوء الغرفة و عند ذلك رفعت مانويلا رأسها و ظهرت ملامحها المنزعج...
1.3K 100 22
لقد نجت جولييت من إعادة التأسيس لقد وجدت مقرًا للمقاومة المتمردة و الناس امثالها.. الناس مع الهِبات. إنها حرة من التهديد باستخدامها لقتل الآخرين، وله...
23.8K 395 3
في البداية كانت مسألة مجلس الطابق السفلي و الغرف السبع المعروفة بنظامها الذي يسير مسألة كل المجالات المتعلقة بحياة المجرمين في كل من " الثلاثية الغرب...