مذكرات مراهقة (الكتاب الأول)...

By lunanadaxx

361K 26.4K 15.9K

مَن تلك الغبية التي قد تفكّر في الزواج من ابن عمها أو حتى الوقوع في حبه؟ زواج الأقارب لا يفلح، لا ينجح، لا يك... More

تنويه.
|١| الوقح.
|٢| والدة الوقح.
|٣| عنب بلدي.
|٤| مايوه قطعتين.
|٥| بابا أنا جعانة.
|٦| بدو يچوزني!
|٧| أنا آسفة.
|٨| ذوقه حلو!
|٩| نلعب لعبة الصراحة.
|١٠| اشبكها بدبلة.
|١١| ما مشكلة هذا اليوم؟
|١٢| بتاكل بيتزا زي ما أنت شايف.
|١٣| والأقربون بالمعروف.
|١٤| كسرتُ شيئًا ثمينًا به.
|١٥| تلك الحية الخبيثة!
|١٦| بنات مفاعيص.
|١٧| السيدة خالد محمود.
|١٨| لقد وقعتُ بالفخ.
|١٩| أهلًا وسهلًا بالقواعد.
|٢٠| حفيدٌ جديدٌ للعائلة.
|٢١| بربريّ متوحش.
|٢٢| هذه البداية فقط.
|٢٣| يجب أن أطلب الطلاق منه!
|٢٤| لا ينسى خالد شيئًا.
|٢٥| داديز القبو.
|٢٦| كوزمو و واندا.
|٢٧| مازن!
|٢٨| امسحي دموعكِ.
|٢٩| علامات ملكيته.
|٣١| لن يستطيع الإنجاب أبدًا.
|٣٢| ستقتل الجدة حفيدها.
|٣٣| عقد حياة سعيدة لخالد وندى.
|٣٤| مشاعري تجاه مازن!
|٣٥| مَن يكون زوجي هذا؟
|٣٦| ألم الخيانة أم الألم الجسدي؟
|٣٧| زوجي الخائن. - النهاية ١.
|٣٨| سارق القلوب - النهاية ٢.
|٣٩| غولي الجميل - النهاية ٣.
|٤٠| النهاية.😭
كواليس مذكرات مراهقة.
الجزء الثالث.
الجزء الثاني.
|١| مشهدٌ إضافيّ - ريم عامر.
|٢| مشهدٌ إضافيّ - ليندا.
|٣| مشهدٌ إضافيّ - هدى الديب.
|٤| مشهدٌ إضافيّ - سحر عصام.
|٥| مشهدٌ إضافيّ - منى إبراهيم.
|٦| مشهدٌ إضافيّ - آية محمد.
|٧| مشهدٌ إضافيّ - ميران وائل.
الجزء الرابع

|٣٠| العار!

6.5K 529 89
By lunanadaxx

*قد يحتوي الفصل على بعض الأفكار الجريئة..

- الثاني والعشرون من سبتمبر ٢٠١٧.
- الخامسة وخمس دقائق مساءً.

أعلم أنّ الوقت ليس مناسبًا لهذا، وأعلم أنّ الكلمات ليست مناسبة كبداية.. ولكنني خائفة.

جديًا.. سقط قلبي بمعدتي فور أن شعرتُ بيد خالد على يدي يقبض على رسغي ساحبًا إيايّ لداخل الغرفة مغلقًا الباب بهدوءٍ، وما زاد ارتجاف قلبي وجعلني أتنفس بصعوبةٍ هو سحبه لجسدي بأكمله يسجنني بعناقه قائلًا وأنفاسه تصطدم ببشرة رقبتي مثيرةً القشعريرة على طول عمودي الفقريّ:

«إيه رأيك في المفاجأة دي؟»

رأيي؟ هل هو جادٌ بسؤاله عن رأيي في هذا الموقف؟ حسنًا.. رأيي أن هذه المفاجأة كوجه والدتك عزيزي.

بالطبع كانت هذه أفكارًا وكلمات تدور بداخل رأسي فقط، أما خارج رأسي فلمْ أملك القدرة على الحركة، كنتُ أحبس أنفاسي وكأن خروجها سيتسبّب بموتي.

رباه!

ما الذي يحدث الآن؟ لمَ أشعر أن قلبي يريد الخروج من خلف أضلُعي؟

«ندى اهدي قلبك بيدق جامد! مش هيحصل حاجة والله وأنا دلوقت بس مصمّم إننا نفضل مع بعض في نفس الأوضة علشان ردود فعلك دي.. لازم نتعوّد على بعض أكتر، أنا حاسس إنك لسه بتخافي مني أو عاملة حواجز بيننا، وأنا مش عايز الحواجز دي خالص، عايزك تتعوّدي عليا وكأننا عايشين مع بعض من يوم ما اتولدنا.»

أعتاد عليه؟ هل فعل هذا حقًا لأنه يريدني أن أعتاد على وجوده بـ.. بقُربي؟

حسنًا أنا أوافق على الاعتياد عليه، ولكن ليس لهذه الدرجة.. سنعود للمنزل بچويرية وقُصيّ إن كان هذا ما يقصده بالاعتياد عليه.

سحقًا للرئيس الفرنسيّ، ستقتلني أمي.

سيركض والدي خلفي حاملًا بندقيته بينما يصيح: 'العـــار، العــــــــــــــار!"

ما الذي أفكّر فيه؟

ما إن دارتْ هذه الأفكار في رأسي حتى وجدتُ جسدي يتفاعل مع عقلي من تلقاء نفسه، تحرّكتْ يداي تدفعان صدره بقوةٍ بينما أتململ بين ذراعيه حتى استطعتُ إبعاده عني أخيرًا بعد أن سمح هو لي بذلك وليس لأنني استطعتُ ذلك بقوّتي؛ فقد كان يعانقني وكأنه يقيّدني بحبالٍ لجسده. وعلى الفور نظرتُ له بعينين متسعتين أحاول التعبير ولو بشكل نسبيّ عن القليل من الصدمة التي تعتريني، وبصعوبةٍ تحرّكتْ شفتاي أسأله هاتفةً:

«خـ..خالد أنت خدعتني!»

«خدعتك إيه؟ إيه الأوڤر اللي أنتِ فيه دا؟ خلاص بقينا مع بعض في أوضة واحدة، بس بصي وراكِ هتلاقي الأوضة فيها سريرين مش سرير واحد، دا معناه إننا مع بعض في أوضة واحدة شكلًا بس، كمان أنا عايزك تتعوّدي عليا من ناحية إننا نكون مع بعض في مكان مقفول وحدنا، مش اللي في دماغك.»

رفع حاجبه ناظرًا لي بينما يشبّك ذراعيه على صدره خاتمًا كلماته برد الفعل هذا، وأنا؟ أريد أن تنشق الأرض وتبتلعني في هذه اللحظة. أو يظهر قناصٌ من خلفي فجأةً ويطلق رصاصةً في مؤخرة رأسي، أو يسقط نيزك على هذا الفندق ونرتاح جميعًا.

رباه! سأبكي من الخجل.

لقد قلب الطاولة فوق رأسي وغيّر الحديث لصالحه بسرعةٍ، يتهمني أنا بالتفكير في.. بالتفكير في تلك الأمور الكبيرة ويدّعي البراءة أمامي. حسنًا يا ابن محمود أنت مَن بدأ وأنا مَن سأنهي هذه اللعبة.

«طيب تمام مافيش مشاكل خالص، أنا هدخل آخد شاوغ بقى علشان تعب الطغيق.»

ابتسمتُ له أبرأ ابتسامةٍ أمتلكها، ثم اقتربتُ منه بنفسي أمام نظراته المتفاجئة والتي يحاول إخفاءها، رفعتُ جسدي واقفةً على أصابع قدميّ، ثم طبعتُ قبلةً سريعةً على وجنته بالكاد لامستْ شفتاي الشعر على وجنته. وبعدها مباشرةً تخطّيتُه دون أن أسمح لنفسي بالنظر له أو انتظار رد فعلٍ منه ودخلتُ دورة المياه المجاورة للباب مباشرةً أغلق بابها خلفي.

ووقفتُ في الداخل مغلقةً الباب بالقفل الداخليّ أحمي نفسي من أفكاره المتهوّرة، استندتُ على الباب بظهري وسقطتْ دموعي.

أقسم أنني لا أعرف لمَ البكاء، ولكنني رغبتُ به. لا أعرف كيف فعلتُها وقبّلتُه متحدثةً بهذه الجرأة ولكنني فعلتُها. فعلتُها وانفجر الخجل بداخلي ونتائج تلك الجرأة دموعًا حتى بكيتُ وقتًا لا أعرف مدته. وتوقّفتُ مقتربةً من الحوض أغمر وجهي بالماء مزيلةً آثار الدموع والإرهاق والخجل.

أغلقتُ صنبور المياه وخلعتُ حجابي ملقيةً إياه في سلةٍ للملابس المتسخة وجدتُها خلف الباب، ثم استندتُ بكفيّ على سطح الحوض أُحني جسدي قليلًا ناظرةً لانعكاسي في المرآة بشرودٍ وخصلات شعري قد سقطتْ تغطّي عيناي من الأعلى.

لمَ أنا متوترة الآن؟ خدعني ولن أمرّر الأمر على خيرٍ إلا بمحاسبته على خداعه هذا، كما أنّ لديّ العديد من الأسئلة التي تكاد تفتك بعقلي وتحتاج إجاباتٍ منه. كان من المفترض أن أسأله إياها ونحن بالحافلة طوال الطريق، ولكن تبًا للنوم وتبًا لي ولحيوان الكسلان بداخلي.

لقد قال أنه لن يفعل شيئًا معي، وأنا متأكدةٌ أنّ خالد ليس من النوع الذي قد يجبرني على الاستسلام له بهذه الطريقة، أعلم أنه يجبرني على كل شيءٍ، ولكنني متأكدةٌ أنه لن يجبرني على هذا ذاتًا. خالد يمتلك صفات الغيرة والتملُّك والوقاحة، ولكنه ليس هكذا، يستطيع السيطرة على نفسه وكبح شهواته وقد ظهر هذا بمواقف كثيرةٍ بيننا.

قد أكون غبيةً بالتفكير بهذه الطريقة، ولكنّ شيئًا ما بداخلي يخبرني أنه لن يجبرني على شيءٍ من هذا القبيل. وهذا الشيء بداخلي يؤكّد لي ذلك أيضًا.

هه.. وكأنني سأسمح له بذلك.

ببساطةٍ ودون أن أفكّر بهذا الأمر كثيرًا، إن حاول فسأمنعه، أليس الأمر بسيطًا؟

تبًا لي.

بعثرتُ شعري بغضبٍ أفرغ فيه الكثير من مشاعري السلبية، ثم لكمتُ الحوض بقوةٍ حتى أفلتتْ صرخةٌ متألمةٌ مني وضعتُ كفيّ على فمي أكتمه بهما سريعًا قبل أن يصل صوتي للخارج.

لعنتُ نفسي داخليًا واقتربتُ من باب دورة المياه أضع أذني عليه حتى ارتدّ جسدي بأكمله للخلف فجأةً وقفز قلبي من مكانه؛ حينما سمعتُ طرقاته على الباب من الخارج وتلاها صوته الهادئ قائلًا:

«بسرعة بقى وماتنسيش إني معاكِ بردو وعايز آخد شاور!»

لمْ أجبه، بل لمْ أتجرّأ على فتح فمي حتى، ثم استدرتُ أنظر لحوض الاستحمام بسرعةٍ باحثةً في كل مكان عن ثيابي التي سأرتديها.

ثيابي؟

سحقًا لي، لقد دخلتُ دونها.

رباه! سأقتلني. أسقِط النيزك على رأسي رجاءً يا ربي فقد تعبتُ من غبائي وتسرُّعي.

استنشقتُ ماء أنفي باستياءٍ وأخذتُ نفسًا طويلًا زفرتُه بقوةٍ وكأنني أشحن طاقتي للخروج. ودون التفكير بالأمر كثيرًا فتحتُ باب دورة المياه وتقدّمتُ للخارج ببطءٍ وكأنني أتعلم المشي حديثًا، نظرتُ حولي حتى وقعتْ عيناي عليه يقف عند الشرفة بنهاية الغرفة يفتحها والهاتف على أذنه يتحدّث به بنبرته الضِجرة التي اعتدتُ عليها.

وبسرعة بديهتي أردتُ التصرُّف بسرعةٍ قبل أن يراني، فاتجهتُ لحقيبة ثيابي التي وضعها العامل على طاولة الزينة أمام السريرين أفتحها سريعًا باحثةً عن ما سيناسبني ارتداؤه أمام خالد، والآن فقط شعرتُ أنني أريد أن أصلي ركعتين شكرً لله على اختياري لثيابي طويلة وواسعة حتى الثياب المنزلية منها.

وأخيرًا التقطتُ بيچامةً منزليةً من بين خزانة الثياب التي أحضرتُها معي، وبدأتْ يداي تبحثان بداخل الحقيبة عن ثيابي الداخلية حتى رمشتُ رافعةً رأسي أنظر لانعكاسي بالمرآة أمامي بتفاجؤٍ مصدومةً مصعوقةً مرعوبةً وخيالي ينسج لي مشهد ثيابي الداخلية التي أخرجتُها من الخزانة ورتّبتها فوق بعضها على سطح مكتبي ونسيتُ وضعها بحقيبة سفري.

سحقًا لوالدة خالد.

ارتجفتْ شفتاي وبدأتْ أعضائي جميعها وليس قلبي فقط في الارتجاف ذُعرًا من فكرة قضائي لأسبوعين في غرفةٍ مغلقةٍ مع خالد دون ثيابٍ داخليةٍ. وكأنني أخبره بأن يتفضّل ويفعل معي ما يريده.

رباه، بماذا أفكّر الآن؟

«ندى مالك؟ خدي كلّمي جدك عايز يتطمّن عليكِ!»

انتفضتُ قافزةً بالمعنى الحرفيّ حينما حطّتْ يد خالد على كتفي، ورفعتُ عينيّ ناظرةً لانعكاسه في المرآة أمامي ينظر لي بتفاجؤٍ من رد فعلي هذا، ثم زمّ شفتيه بضيقٍ وألقى الهاتف على الطاولة أمامنا يمنحني ظهره متجهًا لدورة المياه مغلقًا الباب خلفه بقوةٍ هزّت مفاصل الباب وهزّت قلبي أيضًا حتى جفلتُ.

ماذا حدث الآن؟ ما الذي فعلتُه ليغضب مني بهذه الطريقة؟

عضضتُ شفتي السفلى بقوةٍ أمسك بالهاتف سريعًا بعدما سمعتُ صوت جدي يصدر منخفضًا من الهاتف، وضعتُه على أذني أسمع مناداة جدي لخالد، فتنهّدتُ أحاول تنظيم أنفاسي مجيبةً:

«ألو.. أيوا يا جدو.»

«حبيبة جدو، أخباركم إيه؟»

وكأنني ينقصني جدي هذا أيضًا، زفرتُ بقوةٍ محاولةً عدم الصراخ فيه بأنه السبب في كل هذه المشاعر المُختلطة التي أشعر بها، ثم ابتسمتُ بتكلُّفٍ أجيبه:

«تمام يا جدو الحمد لله.»

«المكان جميل عندك؟»

«أيوا جميل جدًا يا جدو.»

«طيب يا حبيبتي استمتعوا بالرحلة وفرّحونا بقى.»

ما الذي يقوله هذا الجد الخرِف الآن؟ رباه! هل تختبر قوة تحمُّلي أم ماذا؟ ماذا يريدنا أن نفعل لنفرحه هذا الجد الـ.. أستغفر الله العظيم سأفقد صوابي.

حاولتُ إجابة جدي بأبسط الكلمات وأكثرها اختصارًا حتى أنهيتُ المكالمة معه أخيرًا ووضعتُ هاتف خالد على الطاولة أسحب شعري للخلف بقوةٍ أفرغ غضبي به. هذا الشعر المسكين يتحمّل الكثير من فقدان الأعصاب مني مؤخرًا.

هل يتآمر الكون بأكمله ضدي أم ماذا؟ لمَ يحدث هذا معي؟ من جهةٍ خداع خالد لي ووجودي معه في نفس الغرفة، ومن جهة هذا الكلام المُخجِل الذي يقوله لي دائمًا، ومن جهةٍ نسياني لثيابي الداخلية كالغبية في المنزل ولا أملك سوى قطعتي الثياب الداخلية اللتين أرتديهما. ومن الجهة الأكبر والتي ستفقدني أعصابي حرفيًا هو استمرار تفكيري في علاقة نورهان بخالد. العلاقة التي ينسجها عقلي على أنها ليستْ عادية، ليست ولا زالتْ غير عادية حتى الآن.

وقبل أن أفكّر بالمزيد سمعتُ باب دورة المياه يُفتَح ويخرج منه خالد عاري الصدر تسقط المياه من شعره الثقيل، وما إن وقعتْ عيناي على المنشفة الملتفة حول خصره حتى انقبض قلبي بقوةٍ وضاق صدري وأصبحتْ أنفاسي شهيقًا أدير ظهري له سريعًا. ولكنه لمْ ينظر لي حتى وتحرّك تجاه حقيبة ثيابه يفتحها، وعلى الفور تفاعلتُ مع رد فعله العجيب هذا أدخل دورة المياه سريعًا ومعي بيچامتي.

أخذتُ حمامًا سريعًا جعلتُ جسدي يلمس الماء فيه فقط ولا أعرف لمَ هذه السرعة حتى، ثم ارتديتُ ثيابي الداخلية التي كنتُ أرتديها مجددًا وفوقها بيچامتي أجفّف شعري بإحدى المناشف البيضاء ذات ملمس الفرو التي تمتلئ دورة المياه بها، ثم خرجتُ من دورة المياه سريعًا بعدما عزمتُ في الداخل على إخبار خالد بأنني أحتاج للتسوّق عند خروجنا مساءً، خاصةً أن المرشد قد قال أننا سنذهب لمكانٍ كالسوق يدعى سوهو سكوير وهذا أراحني وجعلني أطمئن أن فكرة حصولي على ثيابٍ داخلية وشرائي ولو لقطعتين فقط ستكون سهلةً.

وقفتُ أمام مرآة الزينة أفرغ حقيبتي من محتوياتها في الخزانة بعدما وجدتُ خالد قد وضع حقيبة ثيابه في الخزانة بأكملها دون أن يفرغها، وكان جالسًا على السرير المجاور للشرفة عاري الصدر يصل غطاء السرير لبطنه وشعره لا زال مبتلًا بالماء، يستند بظهره على خشبة السرير وعلى فخذيه يضع حاسوبه المحمول يعبث به.

فتنهدتُ بقوةٍ متضايقةً من تجاهله لي وغضبه المفاجئ مني لسببٍ لا أعرفه حتى، ثم حاولتُ إلهاء نفسي بتفريغ حقيبتي وحقيبته في الخزانة، وكنتُ أتجوّل بالغرفة بين الخزانة المقابلة لباب دورة المياه والمجاورة لباب الغرفة وبين طاولة الزينة في منتصف الغرفة أفرغ مقتنياتنا من الحقائب بها، حتى وقعتْ يداي على علبةٍ صغيرةٍ سوداء اللون في حقيبة خالد، كانت مدفونةً بين ثيابه.

أخرجتُها من الحقيبة ونظرتُ لها ليسقط قلبي في حذائي وليستْ معدتي فقط.

شعرتُ أن العالم يدور بي وزادتْ ضربات قلبي علوًا حتى سمعتُ دقاته تتردّد بأذنيّ، ثم لففتُ رأسي بدرجةٍ خفيفةٍ أنظر للمكان حيث يجلس خالد لترتفع حرارة جسدي بأكمله حينما رأيتُه ينظر لي بملامح هادئةٍ جامدةٍ. ولكنني لمحتُ الابتسامة بعينيه، وانعكستْ تلك الابتسامة على شفتيه حتى شعرتُ بانقباضات في بطني.

إلى أن أخفض عينيه لشاشة حاسوبه واستمر بالعبث بلوحة المفاتيح بأصابعه بعدما اختفتْ ابتسامته تلك، ابتسامته التي فسّرها عقلي خبثًا.

حينها أخذتُ نفسًا طويلًا أعيد رأسي للخزانة أمامي، وانكتم نفسي لمْ أكد أزفره حينما سمعتُ طرقات على باب الغرفة جعلتْ تلك العلبة تسقط من يدي التي ارتجفتْ فجأةً بها.

دار رأسي تجاه الباب ودون شعورٍ مني مددتُ يدي القريبة منه أمسك بقبضته أديرها للأسفل أفتح الباب حتى ظهرتْ نورهان وشقيقها عمّار من خلفه.

وما إن لمحني عمّار أفتح الباب حتى أخفض عينيه عني سريعًا، ولكن عقلي لمْ يكد يفسّر رد فعله حتى شعرتُ بيد خالد تقبض على ذراعي بقوةٍ آلمتني وجعلتني أتأوه بصوت مسموعٍ يسحبني للداخل بقوةٍ مخفيًا جسدي خلف جسده مواجهًا هو نورهان وشقيقها.. وبصدره العاري أيضًا.

كنتُ تائهةً لا أعرف بماذا أفكّر، فحاولتُ سحب ذراعي من يد خالد وعينيّ على تلك العبلة التي وقعتْ من يدي، ولكنّ قبضة خالد كانت تضغط على ذراعي أكثر بينما يتحدّث مع عمّار بكلامٍ لمْ يصل لأذنيّ واضحًا.

إلى أن استأذن عمار ورحل عائدًا للغرفة المقابلة لنا، وبقيتْ نورهان تلك أمام خالد، ومن خلف ظهر خالد سمعتُها تقول له:

«ابقى رد على مكالماتي يا خالد لو سمحت بلاش التجاهل دا علشان أنت كدا بتتعب نفسيتي.»

يرد على مكالماتها؟ ما بينهما يتعب نفسيتها؟

تبًا لي...

يُتبــــع...

رأيكم في الفصل؟ وتوقعاتكم للأحداث القادمة؟

وأخيرًا بحبكم❤️

Continue Reading

You'll Also Like

5.5K 229 43
انا موقنه أننى لؤلؤه فى قاع المحيط مختبئه عن اعين الصيادين و تُحيط بى محاره قويه لا يصل لى إلا غواص واحد قد غطس إلى قاع المحيط ليصل لى ، فهذه هى الم...
الغامض By sally

Mystery / Thriller

4.7K 691 27
نظرت له بعشق وجرأة أنثى ثم لاحت بعدها بكلماتها الخفيفة ... " سأحبك بالمقدار الذي أريده أنا ..."... رفع أحد حاجبيه باستغراب ... " ولماذا بالمقدار ا...
65.2K 5.6K 16
هل تمتلكين زوجًا تريدين استفزازه؟ هل ترغبين في إثارة غضبه؟ هل تستمتعين عندما يفقد أعصابه؟ هل تتلذَّذين برؤيته على وشك حفر قبركِ وسحبكِ من قدميكِ لدفن...
723 79 9
فى ليلة وضُحاها إنقلبت الأمور رأساً على عقب وحدث ما لم يكن فى الحُسبان أبداً ولكن صداقتهم القويه كانت عامل أساسي فى تحديهم للصعاب هل ستكتمل ام لا