|١٣| والأقربون بالمعروف.

6.2K 575 255
                                    

- التاسع والعشرون من أغسطس ٢٠١٧.
- التاسعة مساءً.

أجلس في غرفتي على سريري مربعةً ساقيّ وأمسك بهاتفي المُستمر بالرنين باسم خالد، عيناي تنظران للهاتف بجمودٍ وكأنني أصبحتُ صنمًا.

ولأكن صادقةً معكم، بعد اعترافه بحبه لي قبل  ساعتين وعقلي متوقفٌ عن العمل، لا.. بل جسدي كله متوقفٌ عن العمل.

تركتُه بمكانه بعد أن قال أنه سيطلب يدي للزواج، وتحركتُ بهدوءٍ لمنزلي دون أن أمنحه ردًا حتى، ولحسن حظي لمْ يلحق بي أو يوقفني.

لا بُد أنه علم أنّ ما قاله صدمني، صحيح؟

حسنًا.. ما الذي قاله؟ يحبني؟ هل هو جاد أم قرر إيجاد تسليةٍ له معي؟

هل يجب أن أصدقه؟

حسنًا، حتى لو كان صادقًا فهذا أسوأ.

إيوو مقرف!

مقرفٌ جدًا أن يحبني وأبادله، أعني.. سيكون ضابطًا، شخصيته غبية، غبي جدًا في تعامله، قضيتُ وقتًا هنا جعلني أعرف أغلب طِباعه، متسرع بالحكم، عصبي، غير متفهمٍ ويغار بشدةٍ، مما علمتُه أنه يغار، يغار غيرةً مرَضيةً على كل مَن يقرب له ويخصُه.

رأيتُ كيف يغار على شقيقتي الصُغرى إن نزلت للشارع بمفردها، فما بالكم بي وسأكون زوجته؟

هه.. مستحيل، مستحيل أن أوافق.

وفوق كل هذا أنا لستُ مستعدةً لهكذا علاقة، لطالما كرهتُ الزواج وتلك الأمور اللزجة المُملة، أحب رؤية المسلسلات التركية الرومانسية لنْ أنكر هذا وسبق لي الارتباط بأحدهم وأنا أعيش بسوريا، ولكن لا أريد أن أجرب أيًا مما أراه بها.

لا لستُ مستعدةً أبدًا.

وهذا الغبي يستمر في الاتصال منذ نصف ساعةٍ. بعدما صعدتُ للمنزل دخلتُ غرفتي فورًا، نادتني أمي للغداء ولكنني أخبرتُها أنني تناولتُه بالخارج مع صديقاتي، ولن أخبركم بما قالته من صراخ وعتابٍ، فأعتقد أن أغلب أمهاتكم هكذا وتعرفون هذا الشعور جيدًا.

بدلتُ ثيابي وارتميتُ جالسةً على سريري، منذ ساعتين وأنا بهذه الحالة حتى بدأ إزعاجه باتصالاته المُستمرة.

ولكن حمدًا لله، توقفتْ اتصالاته الآن وأخيرًا، فألقيتُ الهاتف على السرير ونهضتُ أخرج من الغرفة ذاهبةً لدورة المياه.

سمعتُ صوت والدي في غرفته يصيح بضيقٍ في الهاتف، واو.. اليوم يُبشر بالخير من بدايته.

«ندى، ماما بتقول لك حِلي معايا الأسئلة دي.»

اعترضتْ نرمين شقيقتي الصُغرى طريقي تمد لي دفترًا لمحتُ فيه بعض الأرقام.

أرقام؟ ييي أكره الأرقام، أنا فاشلة بالرياضيات وكل ما يقربُها.

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن