|٢٢| هذه البداية فقط.

6.2K 531 115
                                    

- الثامن من سبتمبر عام ٢٠١٧.
- الحادية عشرة والنصف ظهرًا.

«الحيوان اللي قفل التكييف، هموت من الحغ (الحر) ماينفعش تسيبوني نايمة والتكييف شغال لحد ما أخلّص نومي؟ هو النوم حغام (حرام) ولا إيه؟»

صرختُ رغم اختناق صوتي بالنوم وبكاء البارحة بعدما شعرتُ بسخونة جسدي المُفاجئة والعرق يتصبّب من كل مسَامةٍ من مسامّ جسدي. أكره هذه الحركة كثيرًا.. أكره مَن يُطفئ المُكيّف وأنا نائمة أكثر من كرهي لمَن يفتح ضوء الغرفة وأنا بداخلها ثم يتركه مفتوحًا ويخرج.

وما زاد من غضبي هو إرهاقي بسبب الأرق الذي شعرتُ به طوال الليل، بعد خروج مصطفى كالجبان من غرفتي حينما ناداه خالد دخلت والدتي تتوسلني للخروج وتناول العشاء معهم لأنه مُقامٌ على شرفي أنا.. العروس الجديدة. ولكنني رفضتُ الخروج وخالد بالخارج معهم رغم أنه قال أنه سينزل لشقتهم؛ لأنني إن نظرتُ لوجهه سأنفجر في البكاء، وإن نظرتُ لوجه والدي سيزيد بكائي. الجميع بالخارج يثيرون رغبتي في البكاء؛ لأنهم ضدي جميعًا الآن. لمْ يساندني أحدٌ منهم، بل بقوا صامتين أمام جبروت جدي وتخلُّف خالد.

وما إن خرجت والدتي من الغرفة تخبرهم بأنني مرهقة وأحتاج للنوم بدلًا من حقيقة أنني لا أطيق الجلوس معهم أو النظر بوجوههم، أغلقتُ باب الغرفة وبقيتُ أنا بظلامها بالداخل ممدّدةً على ظهري على السرير أنظر للظلام حتى وجدتُ دموعي تغرق وجنتيّ رغمًا عني.

لمْ أكن تلك الفتاة التي تكتم أحداث يومها السلبية ثم تفرغها ليلًا دموعًا تغرق وسادتها، بل كنتُ أسخر من هذا النوع الكئيب الضعيف من الفتيات حتى وجدتُ نفسي مثلهنّ الآن، نائمة على سريري ليلًا بالظلام أبكي وأفكر بما سارت به حياتي حتى جفّت دموعي وسحبني النوم باكيةً مُرهَقةً.

بالإضافة لإرهاقي، نومي المتقطّع، الألم بجميع عظامي أتعرّق في الصيف وغرفتي بها مكيّف لأنّ أحمقًا غبيًا بالمنزل يغلق المكيّف دون مراعاة لشعور الشخص النائم.

«أنا الحيوانة اللي قفلت التكييف، علشان تصحي لإن الساعة بقت ١٢ الضهر خلاص وخالد بيستناكِ من ساعتين هتخرجوا باين.»

رفعتُ ظهري عن السرير حينما ردّتني والدتي بينما تفتح نافذة الغرفة وتجمع الثياب المتسخة من كل مكانٍ بالغرفة مُكملةً حديثها وهي تخرج:

«عايشة في زريبة والله، هيطلقك من أول ساعة تعيشوا فيها مع بعض في بيت واحد، دي منظر غرفة بنت؟ دا الشباب أنضف منك.»

بلا بلا بلا.. ظلّت والدتي تردّد أسطوانتها المعتادة وصوتها ينخفض كلّما ابتعدت عن الغرفة حتى اختفى صوتها والحمد لله. فتنهدتُ أنظر لغرفتي.. والدتي محقّة إنها زَريبة حيوانات وليست غرفة، ولكن هذا بسببهم، لقد دفعتُ لنداء عشرة جنيهات لتنظّفها صباح البارحة، ولكن دخول قريباتي واجتماع العائلة بها مساءً جعلها بهذه الطريقة، ثم تأتي والدتي وتصبُّ عتابها فوق رأسي، وبالنهاية أنا مَن أتحمّل الدفع لشقيقتي نداء خادمة المنزل المحترفة في النصب، تستطيع صنع المال من الرمال.

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️Where stories live. Discover now