|٣٣| عقد حياة سعيدة لخالد وندى.

9.3K 533 1K
                                    

- الرابع والعشرون من سبتمبر ٢٠١٧.
- السادسة وأحد عشر دقيقةً صباحًا.

دون الدخول في الكثير من التفاصيل، هل أنا المخطئة أم خالد؟

حسنًا لا شيء، ولكنني لطالما رأيتُ هذا السؤال في مجموعات الفيسبوك التي تكون الفتيات أعضاءً بها فقط. دون سابق إنذار تسأل فتاةٌ إن كانت هي المخطئة أم ذكرًا معينًا بحياتها! وجديًا لطالما أردتُ مشاركة مثل هذه المنشورات أو إعادة نشرها ولكنني خشيتُ أن أبدو كالمعتوهة، فلأظهر كالمعتوهة أمامكم هنا لا بأس. نحن أسرةٌ مع بعضنا.

جديًا.. لم أجد ما أبدأ به شرح هذا اليوم لكم غير هذا؛ لأنني وببساطة نائمةٌ بأكثر الأساليب راحةً وهدوءً كالجنين برحم أمه، أضم ساقيّ لصدري وجسدي بأكمله مدفونٌ بعناق هذا الذي أهانني واغتصبني البارحة.

حسنًا.. لا تنظروا لي هكذا! أعلم أنه لمْ يكن اغتصابًا، بل كان بمحض إرادتي.

وهذا ما يضايقني حقًا.

أريد الصراخ يا عالم! أريد أن أصيح حتى تتشقق حنجرتي.

ولكن أتعلمون؟ عناق خالد دافئ ومريح.

رباه! خذ أفكاري هذه مني وأرِحني من شر جوزائيتي، أو خذني وأرِح العالم بأكمله مني!

حسنًا حسنًا.. أنا أعنيها هذه المرة، عناق خالد دافئ جدًا، أو ربما جسده هو الدافئ جدًا.. جدًا.

رمشتُ ناظرةً لوجهه الهادئ والمُسالم، كطفلٍ صغيرٍ ينام بعد تعب اللهو واللعب طوال اليوم. مسالمٌ لدرجةٍ جعلتني أستيقظ قبل ساعةٍ أتطلع لوجهه وأفكر بما حدث لنا منذ وصولنا لهنا فقط.

تنفستُ بثقلٍ مراعيةً عدم إصدار أي صوت أو حركةٍ قد تجعله يستيقظ مع علمي أنّه يستيقظ بسرعةٍ، نومه ليس ثقيلًا مثلي، أنا أنام كالخنزير بعد لهوه في مستنقع الطين لفترةٍ كما تقول أمي، وللتو ألاحظ أنّ أمي تشبِّهني بالخنزير.

جديًا، جسد خالد دافئ بطريقة غريبة.

تحرّكتُ بخفةٍ كي لا أوقظه ووضعتُ باطن كفي على جبينه بخفةٍ أُبعد خصلات شعره للخلف قليلًا حتى تسنّى لي ملامسة جلده، وليتني لمْ أفعلها! كان جلده ساخنٌ وكأنني وضعتُ يدي على فُرنٍ مشتعلٍ وليس جلد بشريّ.

حرارة جلده مرتفعةٌ لدرجة أنني إني وضعتُ بيضةً على جبينه سأقليها وأتناولها بفطوري، تبًا كم أنا جائعة!

مـ.. ما اللعنة التي أفكّر بها؟ حرارة خالد مرتفعة؟ لا.. بل مشتعلة.

«خالد، خالد قوم يا حبيبي جسمك كله سُخن جامد.»

حبيبي؟ ما اللعنة؟

رمشتُ رغم شعوري بالغرابة من نفسي بعد نطقي لهذه الكلمة، كنتُ قد نهضتُ مبتعدةً عن عناقه وهذه المرة دون مراعاةٍ لهدوء حركتي، هززتُ كتفه بخفةٍ محاولةً إيقاظه، ولكنّ ملامحه كانت هادئة جدًا، هادئة بشكلٍ مُقلِقٍ. جلستُ على ركبتيّ بجانبه أهزُّ جسده أقوى أناديه، ولكنه لمْ يستجِب، بل لمْ يرتفع صدره دلالةً على أداء رئتيه لعملهما حتى، فقررتُ استشعار نبضات قلبه ونبضات قلبي أنا بدأتْ في الثوران. كنتُ قلِقةً وتلك الأفكار والخيالات اللعينة التي تدور برأسي عن مكروهٍ أصابه تكاد تفتك بي.

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️Where stories live. Discover now