|١٠| اشبكها بدبلة.

6.4K 641 200
                                    

- الرابع من أغسطس عام ٢٠١٧ـم.
- الرابعة والنصف عصرًا.

تمر أيام هذا الشهر منذ بدايتها ببطءٍ مستفزٍ جديًا، بتُّ أشعر أن شهر أغسطس يُعد سنةً بمفرده، كان عيد الأضحى المبارك بالثلاثين من شهر يوليو الماضي، أي قبل خمسة أيامٍ، هذا العيد جميلٌ رغم عدم جمعي للكثير من المال به أعع.

كلما طلبتُ (عيديتي) من شخصٍ بالعائلة يبتسم بسذاجةٍ ويقول لي:

«دا عيد لحمة مافيش فلوس فيه.»

عيد لحومٍ، ألأنه عيد لحومٍ لا نحصل على الأموال؟

ماذا سنحصل إذًا؟ أسيعطوننا كيلو من اللحم بدلًا من المال كـ(عيدية)؟ وماذا سأفعل باللحوم وأنا نباتية؟ رباه!

جاءتني فكرةٌ من قبل أنني إن حصلتُ على اللحوم بدلًا من المال سأبيعها وأحصل على المال من بيعها، مهما فعلتم سأجمع المال، أنا كلبة أموال.

العيد بمصر جميل جدًا جدًا جدًا، قد يكون هو الشيء الوحيد الجميل في مصر، فالتقاليد تختلف من محافظةٍ لأخرى، ولكن دعوني أخبركم عن ما عرفته من تقاليد بمدينتي دمياط الجديدة.

ليلة العيد تقضيها نساء عائلتنا المتمثلات في جدتي وأمي وزوجتيّ عمّيّ في الطبخ، يعددن كل أصناف الطعام حرفيًا ويمتلئ البيت بروائح الطعام الشهية.

رجال العائلة المتمثلون في جدي ووالدي وعمّيّ يجلسون معًا يدردشون ويشربون الشاي ويدخنون حتى يغلبهم النُعاس فينامون.

شباب العائلة المتمثلون في مصطفى وخالد وأمير، عبد الرحمن ومحمود يذهبون للخارج ليقضوا ليلة العيد في احتفالات ليلية مع أصدقائهم، الأوغاد لم يرضوا بأخذي معهم، أكرههم!

أما عن بنات العائلة، أنا، سارة، نوران، نداء، ساندي ونرمين نقيم جلسة فتيات من تصفيف الشعر، وضع الكريمات والمرطبات على الوجه وأجزاء الجسم المكشوفة، رسم الحِناء، وهذا أفضل جزءٍ لديّ جديًا.

أعشق رسم الحناء بكل أشكالها، لو لم يكن أبي سيشويني حيةً إن رأى جسدي منقوشًا بالحِناء بتلك الطريقة في مخيلتي لكنتُ ملأتُ جسدي بها.

أرغب كثيرًا في رسم وشمٍ ولكنه حرام!

لذلك أستبدله بالحِناء الطبيعية السوداء؛ فجدتي تقول أنها ليست حرام تقريبًا لا أتذكر ما قالته بالضبط، لذلك أكتفي بالرسم على ظهر يديّ وخُلخالًا حول كاحلي مرسومًا، وبعض النقوش الموسيقية على جانب رقبتي.. هذا فقط أقسم!

هذا ليلة العيد، نظل باجتماعٍ للفتيات حتى نشاهد جميع الأفلام والمسرحيات المعروضة في هذه الليلة حتى يحين موعد صلاة العيد، وكم نبدو جميلات بأثواب الصلاة الطويلة مختلفة الألوان بشكلٍ واحدٍ، وخاصةً ثوب نرمين شقيقتي الصغير، تبدو بريئةً لأقصى حدٍ.

مذكرات مراهقة (الكتاب الأول).✔️Where stories live. Discover now