مذكرات مراهقة (الكتاب الأول)...

Από lunanadaxx

360K 26.4K 15.9K

مَن تلك الغبية التي قد تفكّر في الزواج من ابن عمها أو حتى الوقوع في حبه؟ زواج الأقارب لا يفلح، لا ينجح، لا يك... Περισσότερα

تنويه.
|١| الوقح.
|٢| والدة الوقح.
|٣| عنب بلدي.
|٤| مايوه قطعتين.
|٥| بابا أنا جعانة.
|٦| بدو يچوزني!
|٧| أنا آسفة.
|٨| ذوقه حلو!
|٩| نلعب لعبة الصراحة.
|١١| ما مشكلة هذا اليوم؟
|١٢| بتاكل بيتزا زي ما أنت شايف.
|١٣| والأقربون بالمعروف.
|١٤| كسرتُ شيئًا ثمينًا به.
|١٥| تلك الحية الخبيثة!
|١٦| بنات مفاعيص.
|١٧| السيدة خالد محمود.
|١٨| لقد وقعتُ بالفخ.
|١٩| أهلًا وسهلًا بالقواعد.
|٢٠| حفيدٌ جديدٌ للعائلة.
|٢١| بربريّ متوحش.
|٢٢| هذه البداية فقط.
|٢٣| يجب أن أطلب الطلاق منه!
|٢٤| لا ينسى خالد شيئًا.
|٢٥| داديز القبو.
|٢٦| كوزمو و واندا.
|٢٧| مازن!
|٢٨| امسحي دموعكِ.
|٢٩| علامات ملكيته.
|٣٠| العار!
|٣١| لن يستطيع الإنجاب أبدًا.
|٣٢| ستقتل الجدة حفيدها.
|٣٣| عقد حياة سعيدة لخالد وندى.
|٣٤| مشاعري تجاه مازن!
|٣٥| مَن يكون زوجي هذا؟
|٣٦| ألم الخيانة أم الألم الجسدي؟
|٣٧| زوجي الخائن. - النهاية ١.
|٣٨| سارق القلوب - النهاية ٢.
|٣٩| غولي الجميل - النهاية ٣.
|٤٠| النهاية.😭
كواليس مذكرات مراهقة.
الجزء الثالث.
الجزء الثاني.
|١| مشهدٌ إضافيّ - ريم عامر.
|٢| مشهدٌ إضافيّ - ليندا.
|٣| مشهدٌ إضافيّ - هدى الديب.
|٤| مشهدٌ إضافيّ - سحر عصام.
|٥| مشهدٌ إضافيّ - منى إبراهيم.
|٦| مشهدٌ إضافيّ - آية محمد.
|٧| مشهدٌ إضافيّ - ميران وائل.
الجزء الرابع

|١٠| اشبكها بدبلة.

6.4K 646 208
Από lunanadaxx

- الرابع من أغسطس عام ٢٠١٧ـم.
- الرابعة والنصف عصرًا.

تمر أيام هذا الشهر منذ بدايتها ببطءٍ مستفزٍ جديًا، بتُّ أشعر أن شهر أغسطس يُعد سنةً بمفرده، كان عيد الأضحى المبارك بالثلاثين من شهر يوليو الماضي، أي قبل خمسة أيامٍ، هذا العيد جميلٌ رغم عدم جمعي للكثير من المال به أعع.

كلما طلبتُ (عيديتي) من شخصٍ بالعائلة يبتسم بسذاجةٍ ويقول لي:

«دا عيد لحمة مافيش فلوس فيه.»

عيد لحومٍ، ألأنه عيد لحومٍ لا نحصل على الأموال؟

ماذا سنحصل إذًا؟ أسيعطوننا كيلو من اللحم بدلًا من المال كـ(عيدية)؟ وماذا سأفعل باللحوم وأنا نباتية؟ رباه!

جاءتني فكرةٌ من قبل أنني إن حصلتُ على اللحوم بدلًا من المال سأبيعها وأحصل على المال من بيعها، مهما فعلتم سأجمع المال، أنا كلبة أموال.

العيد بمصر جميل جدًا جدًا جدًا، قد يكون هو الشيء الوحيد الجميل في مصر، فالتقاليد تختلف من محافظةٍ لأخرى، ولكن دعوني أخبركم عن ما عرفته من تقاليد بمدينتي دمياط الجديدة.

ليلة العيد تقضيها نساء عائلتنا المتمثلات في جدتي وأمي وزوجتيّ عمّيّ في الطبخ، يعددن كل أصناف الطعام حرفيًا ويمتلئ البيت بروائح الطعام الشهية.

رجال العائلة المتمثلون في جدي ووالدي وعمّيّ يجلسون معًا يدردشون ويشربون الشاي ويدخنون حتى يغلبهم النُعاس فينامون.

شباب العائلة المتمثلون في مصطفى وخالد وأمير، عبد الرحمن ومحمود يذهبون للخارج ليقضوا ليلة العيد في احتفالات ليلية مع أصدقائهم، الأوغاد لم يرضوا بأخذي معهم، أكرههم!

أما عن بنات العائلة، أنا، سارة، نوران، نداء، ساندي ونرمين نقيم جلسة فتيات من تصفيف الشعر، وضع الكريمات والمرطبات على الوجه وأجزاء الجسم المكشوفة، رسم الحِناء، وهذا أفضل جزءٍ لديّ جديًا.

أعشق رسم الحناء بكل أشكالها، لو لم يكن أبي سيشويني حيةً إن رأى جسدي منقوشًا بالحِناء بتلك الطريقة في مخيلتي لكنتُ ملأتُ جسدي بها.

أرغب كثيرًا في رسم وشمٍ ولكنه حرام!

لذلك أستبدله بالحِناء الطبيعية السوداء؛ فجدتي تقول أنها ليست حرام تقريبًا لا أتذكر ما قالته بالضبط، لذلك أكتفي بالرسم على ظهر يديّ وخُلخالًا حول كاحلي مرسومًا، وبعض النقوش الموسيقية على جانب رقبتي.. هذا فقط أقسم!

هذا ليلة العيد، نظل باجتماعٍ للفتيات حتى نشاهد جميع الأفلام والمسرحيات المعروضة في هذه الليلة حتى يحين موعد صلاة العيد، وكم نبدو جميلات بأثواب الصلاة الطويلة مختلفة الألوان بشكلٍ واحدٍ، وخاصةً ثوب نرمين شقيقتي الصغير، تبدو بريئةً لأقصى حدٍ.

خرجنا جميعًا لأداء الصلاة في ساحة مسجدٍ واسعٍ والرجال بداخل المسجد، وبعد انتهائنا عدنا جميعًا مع الشباب، ولن أخفي عنكم اضطراب قلبي حينما لمحتُ خالد ينظر لي بتلك الطريقة.

هذا حقه.. فهذه أول مرةٍ يراني بثوبٍ يستر كامل جسدي وحجابٍ كذلك.

لمع رأسي تلك اللحظة بفكرة الحجاب، لمَ لا أرتدي حجابًا؟

حسنًا قررتُ وبكامل قواي العقلية مناقشة والدتي في هذا الأمر، وأعلم تمام العلم أنها ستسعد كثيرًا.

بعد عودتنا للمنزل نجتمع ببيت جدي بالأسفل حول طاولتي الطعام لنتناول الفطور كطقسٍ من طقوس العيد، الفطور في السابعة صباحًا، والفطور مكونٌ من اللحوم.

لحومٌ وأرزٌ ومخبوزاتٌ ومشوياتٌ في السابعة صباحًا؟ تبًا.

بعد الإفطار تقف بنات العائلة ونساؤها وصغارها صفًا واحدًا من الكبير للصغير لنأخذ عيدياتنا من كلٍ من:

جدي.
عمي الأكبر.
عمي الأوسط.
والدي.
مصطفى.
خالد.
عبد الرحمن.

سأستثني عبد الرحمن الذي لا يعطي سوى لنرمين وساندي، ذلك البخيل الأحمق! أعطاني خمسة جنيهاتٍ بعدما صرختُ فيه نصف ساعةٍ، خمسة جنيهاتٍ يا عالم!

المهم، لننتقل لثاني أيام العيد، وهو اليوم الذي سيصبح أسوأ أيامي طوال حياتي.

يوم الذبح آن آآن آآآآآن!

هذه موسيقى الشر والمفاجأة.

معروف أن الذبح سُنةٌ في عيد الأضحى لدى المسلمين سيرًا خلف قصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام؛ لذلك جدي وأبناؤه يشترون بقرةً كبيرةً وسمينةً ويذبحونها في المذبح ويقطعونها هناك، ثم يحضرون اللحم مقطعًا للبيت.

وهذا أسوأ جزءٍ صدقوني.

أن أكون جالسةً وسط اللحوم الحمراء النيئة وهم يضعونها بالأكياس لتوزيعها على الفقراء وأنا لا أحب اللحوم وأُصاب بالغثيان لمجرد شم رائحتها لشعور مقرف جدًا.

ييي قشعريرة لا أريد تذكُر هذا الحدث، لا أريد تذكُر هذا العيد بأكمله.

لنعُد لهذا اليوم، الرابع من أغسطس، يومٌ لن ولم أستطع نسيانه حتى، لم أدوّنه بمذكراتي ولكنه لا يغيب عن رأسي.. أبدًا.

إنها الرابعة والنصف عصرًا، كنتُ جالسةً بشقة ذلك المعلم أحضر درس الفيزياء الغبيّ، أتخيلني جاموسةً تائهةً في بحر الفيزياء، جديًا هذه المادة ليست للتعليم والنجاح، هذه المادة للرسوب فقط.

لا تهتموا لأحزاني مع الفيزياء؛ فأنا لديّ فوبيا من الأرقام عامةً.

مرّ الدرس بنفس الوضع المُمل ثم خرجتُ أتمشى مع إيمان وشروق حتى منازلنا نتحدث معًا والاثنتان تتوسلاني للخروج معهما قليلًا لشراء طعام وتناوله معًا.

لم أتناول الغداء بعد ولكنني حتى الآن لستُ معتادةً على الخروج دون أحدٍ من عائلتي، لا تنظروا لي هكذا! لستُ أتعامل كطفلةٍ، ولكن الاحتياط واجبٌ.

«طيب أنا عايزة أخغج (أخرج) معاكم بس مش هينفع لإن ماما عاغفة (ميعاد) خغوجي (خروجي).»

تذمرتُ بعدما نفد صبري، وهذه حيلةٌ جيدة للهروب من هذا الأمر، لا أريد الذهاب معهما ولا تسألوني لماذا!

«عادي يا بنتي، اتصلي بمامتك قولي لها إن المستر طلب مننا تصوير ورق ومذكرات من مكتبة بعيدة شوية، وأنتِ هتروحي معانا وهتتأخري ساعة مثلًا، عادي أنا بأعمل كدا علطول.»

اقترحت شروق بأريحيةٍ، هذه الفتاة بالفعل تعجبني أفكارها.

حسنًا سأوافق وليحدث ما يحدث، اتصلتُ بوالدتي وأخبرتها بهذه الكذبة الصغيرة، ولحسن الحظ وافقت والدتي لأنها طيبة وتثق بي.

وأنا كـندى ذاهبة لأخون هذه الثقة الآن، تيهيهي.

ذهبتُ معهما لمطعمٍ يبيع الكريب، وهو نوع من الساندويتشات اللذيذة الممتلئ بأصناف الطعام، جعلني مصطفى أعشقه حرفيًا وأصبحتُ أطلب منه شراءه لي يوميًا.

طلبت الفتاتان كريب دجاج وطلبتُ أنا كريب خليط من الجُبن، جلسنا في المطعم نتناول وندردش ونقهقه ولم يخلُ الأمر من التقاط الصور، حتى أننا لفتنا نظر جميع من بالمطعم.

مر وقت أقل من ساعة وخرجنا لنعود للمنزل، أصرتا على مرافقتي للمنزل، ولكنني وبكل ثقةٍ وأناقةٍ منعتهما قائلةً:

«لا لا سيبوني أمشي وحدي علشان أتعود، أنا ذكية وحافظة الطغيق (الطريق).»

ويا لذكائي فعلًا، ظللتُ أدخل شارع وأخرج من الآخر حتى أصبحتُ تائهةً، الله!

مرت نصف ساعةٍ ولم أستطع الوصول للبيت حتى الآن، وخشيتُ الاتصال بأحدٍ من عائلتي فيسخر مني؛ لذلك أوقفتُ سيدةً كانت تسير مع طفلٍ صغيرٍ وسألتها عن طريق الشارع حيث أسكن.

شرحت لي الطريق وأنا أومئ لها بغباءٍ وكأنني أفهم حتى رحلت.

حاولتُ تذكر ما شرحته واتباع الطريق حتى وجدتُ نفسي أمام منزل معلم الفيزياء مرةً أخرى.

حسنًا جيد، سأنظر للأمر من الجانب الإيجابي؛ فعقلي لا زال يتذكر طريق منزلي من طريق منزل المعلم.. آخخ تبًا لعقلي وذاكرتي السمكية.

جلستُ قليلًا على سلالمٍ من الرخام أمام إحدى المنازل القريبة من منزل المُعلم؛ لأرتاح قليلًا من تعب السير، أصابني الإرهاق بسبب كثرة جلوسي بالمنزل لم أعتد السير لمدةٍ كهذه، كما أن معظم تنقلي يكون بسيارة والدي.

سمعتُ رنين هاتفي فأخرجتُه من جيب سروالي الچينز الأبيض لترتجف يدي ما إن رأيتُ أن والدتي هي المُتصلة، يييي لقد نسيتُها ونسيتُ أنني تأخرتُ في العودة.

لمْ أجبها لأنني أعلم أنني سأستمع للصراخ والتوبيخ فقط، أغلقتُ الهاتف ووضعته بجيبي مجددًا أرفع رأسي أستعد للنهوض.

ولكنني تفاجأتُ برؤية شابين يقفان أمامي مباشرةً لا يفصل بيننا سوى مسافةٌ صغيرةٌ، بضعة سنتيمتراتٍ وسيلتصقان بي.. تبًا.

ماذا مهلًا؟ لقد رأيتُهما من قبل! أعلم من هما.

إنهما زميلاي في درس الفيزياء، رأيتُهما اليوم والمرة الفائتة ولكنني لم أُركز معهما ولا مع أحدٍ آخر، حتى أنني تجاهلتُ نظرات ذلك المدعو أمجد تمامًا رغم أنه لمْ يُشِح عينيه عني طوال الحصة.

هذا القصير قليلًا أمامي يُدعى يوسف، أتذكر حينما ناداه المعلم بذلك الاسم، والآخر طويل ويمتلك غمازتين جميلتين غائرتين، يبدو قويًا رغم لطافة ملامحه.

ما الذي أفكر فيه؟

كنتُ سأنهض وأبتعد ولكنني سمعتُ ذلك المدعو يوسف يتحدث وهو يمد يده لي ليصافحني:

«ممكن نتعرف؟ أنا يوسف زميلك ومعاكِ في درس الفيزيا.»

رفعتُ حاجبي ونظرتُ ليده الممدودة، لم أصافحه ونهضتُ لأبتعد، ولكن أوقفني صوت الفتى الآخر يقول بنبرةٍ ساخرةٍ شقت قلبي نصفين حرفيًا:

«أنت لسه هتتعرف يابني؟ دي تدخل معاها وش وتشبُكها بدبلة علطول، أكيد أنت مش أول واحد يعني، الـ زيها مقضياها ويمكن تكون حامل كمان.»

ححـ..حامل؟ ماذا قال للتو؟

قلبي اضطرب بقوةٍ وشعرتُ بالإهانة المريرة، ما قاله ليس سهلًا أبدًا، كسرني وكسر قلبي بهذه الكلمات.

اتسع فمي وأنا أنظر له أشعر برغبةٍ قويةٍ بالبكاء، شعرتُ بالدموع تتجمع في عينيّ وأجزم أنّ عينيّ تحولتا للأحمر الآن، ارتجف جسدي بخفةٍ حينما اقترب وأمسك بيدي بحركةٍ مفاجئةٍ.

نظرت له ودفعتُ صدره بقوةٍ بعيدًا عني أركض بأقصى سرعتي بعيدًا عنهما وأنا أشعر بدموعي على وجنتيّ.

أيعرفانني حتى يقولا عني هذا الكلام؟

ما معنى أنني أقضيها مع الشباب؟ ألهذه الدرجة يرونني وضيعةً وأنا لمْ أقابلهم سوى مرتين ولم أتحدث معهم نهائيًا؟

هل أبدو لزملائي عاهرةً لتلك الدرجة؟

يحكمون عليّ من ملابسي على الرغم من أنني أرى فتيات معي يرتدين أسوأ منها؟

قد أكون متحررةً في تصرفاتي قليلًا، ولكنني لمْ أتخطى حدودي يومًا مع ذكرٍ، لمْ أعامل ذكرًا بحريةٍ مُطلقة أبدًا. لمَ قال هذا الحقير هذه الكلمات عني؟

أي سوءٍ رآه مني ليتحدث بتلك الطريقة؟

الأمر مؤلمٌ، لمْ أتعرض للإهانة بحياتي بأكملها حتى الآن لهذه الدرجة صدقًا.

إن سمعت إحداكن هذا الكلام المؤلم، فكيف سيكون رد فعلها؟

البكاء والركض؟

هذا ما فعلتُه، استمررتُ بالركض تجاه منزلي وأنا أبكي ولا أشعر بأيّ شيءٍ حولي مطلقًا حتى دخلتُ من بوابة منزلنا.

صعدتُ الدَرج لأشعر بيدٍ تمسك برسغي بقوةٍ توقفني، استدرتُ مُجبَرةً لأجد مصطفى يمسك بيدي وينظر لي بقلقٍ، فرفعتُ رأسي لأجد خالد واقفًا خلفه وينظر لي بهدوءٍ.

حاولتُ تهدئة نفسي ومسح دموعي بسرعةٍ لكي لا يلاحظا المزيد من بكائي، فترك مصطفى ذراعي يسألني بقلقٍ:

«مالك يا بنتي في إيه؟ شوفناكِ جاية جري من برا وبتبكي وما أخدتيش بالك مننا حتى، حصل إيه؟»

«ماحصلش حاجة تعبت شوية بس وعندي صداع.»

أجبتُه بهدوءٍ محاولةً الابتسام، ولكنني ظهرتُ كالمُعاقة بابتسامتي حتى صعد مصطفى درجةً يقترب مني هامسًا وقد رأيتُ خالد يحاول التركيز بالسماع:

«لو مش عايزة تقولي قدام خالد لما تطلعي هتصل بيكِ.»

كنتُ سأفتح فمي لأتحدث ولكنني صمتتُ حينما صعد خالد مارًا إلى جانبي بهدوءٍ يتجاهلنا ليكمل صعوده لشقتهم، أوه يبدو أننا أغضبناه!

استمر مصطفى بالنظر لظهر خالد حتى اختفى، فنظر لي يسألني مجددًا، وجدتُ نفسي أحكي له كل ما حدث منفجرةً في البكاء، دموعي تسقط لا إراديًا مع كل كلمةٍ تخرج من فمي حتى انتهيتُ لينظر لي مصطفى بأسى متسائلًا:

«اللي اسمه يوسف دا قصير شوية وشعره منفوش كدا؟»

تعجبتُ من معرفته لشكله وأومأتُ له بنعم مجففةً دموعي، فتنهد بضيقٍ يتحدث:

«خلاص خلاص عرفتُه، عارفه الو*ـخ دا وعارف أسلوبه، هخد لك حقك منه بس كفاية ماتعيّطيش تاني، ماتقوليش لباباكِ أو أي حد وأنا هتصرف.»

أومأتُ له وأخرجتُ منديلًا أمسح دموعي ووجهي حتى لا أدخل شقتنا بوجهٍ وعينين حمراوين بتلك الطريقة.

ولكن الصدمة شلت حركتي حينما وجدتُ خالد يقف عند مُفترق السُلم وينظر لي بهدوءٍ بينما أصعد.

سحقًا للثيران!

كان يقف هنا طوال الوقت ويستمع لنا؟

استمر التواصل البصري بيننا حتى قطعه حينما استدار وصعد لأسمع صوت إغلاق باب شقتهم بقوةٍ.

جفلتُ مغمضةً عينيّ لأفزع من صوت مصطفى خلفي:

«خلاص بقا مافيش داعي لتدخلي، خالد هيقوم بالواجب وزيادة، الله يرحمه يوسف كان وسخ أوي.»

لمَ أريد الضحك في هذا الوقت؟ لمَ يجبرني مصطفى دائمًا على الضحك؟ لمَ هو غبي لتلك الدرجة؟

تجاهلتُه وصعدتُ لشقتنا لأجد والدتي وأخواتي ينتظرنني على الغداء، جلستُ أتناوله معهن بضيقٍ مجبرةً لانسداد شهيتي كلما ترددت كلمات ذلك الحقير في رأسي.

جديًا وأقسم لكم آلمتني كلماته كثيرًا، أهانني بأكثر الطرق وضاعةً، وحتى الآن لا أفهم سبب حديثه بتلك الطريقة.

قضيتُ باقي اليوم بكتابة فصلٍ من رواية (أسد و7 قطط) التي بدأتُها قبل أسبوعين وراقت للكثيرين، كم أحب هؤلاء الذين أتعرف عليهم من الواتباد، كل شخصٍ منهم مميزٌ بطريقته، أشعر أن هذا التطبيق قد جمع أفخم العقول بالعالم أجمع.

درستُ قليلًا وتصفحتُ الإنترنت كذلك حتى غلبني النعاس ونمتُ، وهكذا قضيتُ اليومين التاليين بنفس الوتيرة المُملة لا شيء جديدٌ سوى انقطاع حديث خالد معي على تطبيق الواتس آب.

كنتُ قد اعتدتُ الدردشة معه قليلًا قبل النوم، ولكنه لمْ يرد على رسائلي منذ ذلك اليوم، ما به؟ هل هو غاضب مني وأنا الضحية؟

جاء اليوم الثالث موعد درس الفيزياء، تذمرتُ عن الذهاب حتى لا أقابل هذين الحقيرين مجددًا، ولكنً والدتي صرخت بي بأن أذهب قائلةً:

«يعني إيه مش عايزة تروحي الدرس؟ هتروحي يعني هتروحي ما إحنا مش بندفع فلوس في الهوا.»

لأتجنب هذا الحديث منها ارتديتُ أقرب شيءٍ وجدتُه أمامي وخرجتُ مندفعةً من المنزل حتى أنني حينما وصلتُ للمكان تذكرتُ أنني نسيتُ دفتر الدرس، رائع!

هل هناك أسوأ من هذا؟

بالطبع هناك..

وسيداتي سادتي ها هي صدمةٌ جديدةٌ لي ولكنها أقوى بمراحل.

وصلتُ لمكان الدرس لأجد الحقيرين هناك يقفان مع فتى ثالث، ما إن لمحاني حتى نظرا لي بسخريةٍ، أيتجرأن بعد ما فعلاه؟

فزعتُ وارتجف جسدي حينما مرت سيارة أعرفها جيدًا من جانبي بسرعةٍ مهوولةٍ، وتوقفتْ السيارة بنفس السرعة أمامي مباشرةً.

تبًا تبًا تبًا تبًا.

إنه خالد.

وجدتُه ينزل من السيارة باندفاعٍ كالثور الهائج، فارتجفتُ واستعددتُ للهرب حينما وجدتُه يتجه ناحيتي.

ولكنه أخلف طريقه متجهًا ليوسف والحقير الآخر، وبوووم.

صفع يوسف على كامل وجهه صفعةً رنت بأذنيّ لأسمع شهقات الجميع من حولي وشهقتي أنا أيضًا.

دراما ولحظاتها الغبية، انكمش يوسف وتراجع للخلف ليمسك خالد بالشاب الآخر صافعًا إياه كما يوسف.

ومن هنا بدأت الحرب.

اجتمع كل الشباب من زملائي الموجودين حولهم وحاولوا جذب خالد للخلف، ولكن لم يتجرأ أحد على مبادلته الشجار.. واو!

حينما عاد خالد للإمساك بالحقير الآخر ليضربه مجددًا وجدتُ نفسي أندفع تجاهه وأمسك به.

أمسكتُ ذراعه وشددتُه بعيدًا أمام نظرات الفتيات زميلاتي المتعجبات.

ما هذه المبالغة؟ لمَ يتصرفون كالأفلام والمسلسلات؟

سحبتُه بعيدًا مُحاوِلةً تهدئته حتى نظر لي بغضب.

ييي ليتني لم أسحبه، تركتُ ذراعه سريعًا وبدا على ملامحي التوتر لألمحه يهدأ ويلين قليلًا، فنظر لي مطولًا يقول بنبرةٍ أرعبتني رغم انخفاضها:

«بعد كدا لما يحصل معاكِ حاجة زي كدا تقولي لي أنا مش مصطفى، أخويا جبان ولما قال لك هيتصرف كان قصده ياخدهم على القهوة يتكلم معاهم باحترام وهدوء، والأشكال الزبالة دي ماينفعش معاها غير الضرب، مافيش واحد فيهم هيفكر يبص لك تاني.»

هذا هو بطلي الشجاع!

ما هذه الدراما؟ كنتُ أود الابتسام والصياح بالتشجيع له، ولكنني أومأتُ له بهدوءٍ ملتزمةً الصمت.

نظر لي ثانيةً مطولًا ليتجه لسيارته بعدما رمق يوسف والحقير الآخر بنظرةٍ قاتلةٍ يأمرني:

«تخلصي الحصة وتستنيني هاجي آخدك!»

ركب السيارة وانطلق بها بهدوءٍ مبتعدًا.

و.. ماذا حدث للتو؟

فليقرصني أحدٌ! أعيدوني لوعيي رجاءً!

يتبع..

#الوقح_دراما_كينج 🌚✌

Συνέχεια Ανάγνωσης

Θα σας αρέσει επίσης

407K 19.4K 32
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
الغامض Από sally

Μυστήριο / Τρόμου/ Θρίλερ

4.7K 679 27
نظرت له بعشق وجرأة أنثى ثم لاحت بعدها بكلماتها الخفيفة ... " سأحبك بالمقدار الذي أريده أنا ..."... رفع أحد حاجبيه باستغراب ... " ولماذا بالمقدار ا...
721 79 9
فى ليلة وضُحاها إنقلبت الأمور رأساً على عقب وحدث ما لم يكن فى الحُسبان أبداً ولكن صداقتهم القويه كانت عامل أساسي فى تحديهم للصعاب هل ستكتمل ام لا
3.6M 54.5K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...