بعد عام من ولادتي ، تبادر إلى ذهني ذكريات حياتي السابقة فجأة.
لقد كنتُ داخل رواية قرأتها بسبب توصية من صديقة لي .
كانت رواية نهايتها سعيدة بالكامل، حيث تهزم البطلة المرأة الشريرة في النهاية التي كانت تضايقها و تتزوج رجل ذكوري رائع .
في النهاية ، تموت المرأة الشريرة و يُصبح لدى البطل و البطلة أبناء و بنات و يعيشون في سعادة .
ولقد تجسدتُ كـ إبنة المرأة الشريرة و لستُ كـإبنة البطل و البطلة.
المرأة الشريرة قد إرتكبت خطيئة كبيرة لا تُغتفر و حُبست في برج مرتفع للغاية من قِبل بطل الرواية.
واللعنة لم يكن هناكَ تفاصيل عن تلكَ الجريمة التي إرتكبتها .
لقد وُلدتُ كـ إبنة المرأة الشريرة في تلكَ الرواية منخفضة الجودة و الرخيصة .
عندما رأيتُ ذكريات حياتي السابقة فهمتُ أخيراً ما هذه البيئة المظلمة التي أعيش فيها.
لا يُمكنني إبعاد الطفلة عن والدتها لذا أنا أعيش هنا الآن معها ..
"آهه."
نظرتُ في المكان من حولي لأنني قد سمعتُ صوتَ بكاء .
"....لقد إشتقتُ لكَ أيها الدوق ... هل حقاً قمتَ بنسياني؟"
المرأة الشريرة ... أمي .. لقد كانت تفتقد زوجها السابق طوال اليوم إلا عندما كانت تُرضعني ، و لم تستطع إزالة عيناها من على النافذة.
لم يكن هذا البرج المُظلم مناسباً حقاً للتربية ، لكن في النهاية سأضطر للنمو هنا.
لأن هذا هو قدري ، أن أكون إبنة المرأة الشريرة.
***
كان هناكَ تناقض كبير في رواية النهاية السعيدة هذه .
في الواقع ، لقد كانت المرأة الشريرة زوجة بطل الرواية.
لقد كانا متزوجان و أمضيا ثلاث سنوات معاً ، ولقد كانا زوجين مهذبين مع بعضهما البعض.
ومع ذلكَ ، حين ظهرت البطلة وقع البطل في حبها و تم تهديد مكانة المرأة الشريرة.
لم تستطع فقط مشاهدتهم بهدوء.
لقد حاولت الإحتفاظ بمكانتها بكل الطرق.
ومع ذلكَ ، كان مصير الرواية دائماً بجانب البطلة و ليس بجانب المرأة الشريرة.
إعتبر البطل الجهد شكلاً من أشكال الهزيمة .
و قادها إلى البرج و قال لها «لقد إرتكبتِ جريمة فظيعة و لن أستطيع أن أغفر لكِ.»
و ها نحن هنا.
من المثير للإهتمام أن جسد المرأة الشريرة قد حصل بالفعل على ثمرة زوجين مع بطل الرواية الذكر.
لقد كنت فاكهة الزوجين.
إبنة الشريرة و الرجل بطل الرواية.
لكن الدوق لم يكن مُهتماً بي على الإطلاق ، وأمي قد كانت تفتقد الدوق طوال اليوم و تمضي الليل في البكاء.
إذا كان قدري أن أكون إبنة المرأة الشريرة ، فسأكون إبنة المرأة الشريرة .
إنها قصة ثابتة.
إذا كنتَ لا تعتقد ذلكَ ، فهذه الحقيقة قاسية جداً.
سيكون من الأسهل تصديق أنها كانت قصة.
****
مر الوقت .
عندما إنتهيتُ من رضاعتي الطبيعية من الكامل تركتني والدتي .
يبدو أن أمي لا تزال تفتقد والدي منذ ذلكَ اليوم الذي غادرت فيه و لم تكن تهتم بي .
في الواقع ، لا أستطيع تذكر التفاصيل.
***
الم يكن حزيناً بعض الشئ رغم ذلكَ ؟
هل هي فقط أمنيتي؟
تركتُ أسفي ورائي و إنفصلتُ عن والدتي و دخلتُ إلى دار للأيتام.
عمري عامين فقط ، و الآن أنا بالكاد أستطيع المشي في جسدي ، و كل ما حولي مجرد نظرات خبيثة ولا مبالاة.
-لأنها إبنة المرأة الشريرة ، ستكون بنفس قوتها.
- لن تموتي إن قمتِ بتجويع نفسكِ.
-هل سيكون الدوق سعيداً إن ماتت؟؟
كانو مشغولين بالحديث فيما بينهم .
لم تكن البيئة مختلفة عن بيئة البرج.
مظلمة ، مملة ، مقرفة ، تماماً كـتلكَ البيئة.
'لو لم أتذكر ذكريات حياتي السابقة لكنتُ كـالطفلة التي تبكي كل يوم.'
أنا محظوظة لأن لدىّ ذكريات من حياتي السابقة.
إن ذرفتُ الدموع ، سيزعجني الأمر أكثر لأنني لم أكن أرغب في أن يراها أحد.
لقد بدأتُ في التكيف تدريجاً مع هذا الحقد.
لقد كان الأمر مؤلماً بعض الشئ.
***
لقد بلغتُ السادسة من عمري الآن.
لقد بدأ طاقم دار الأيتام يضايقني شيئاً فـشيئاً.
"لقد ناديتُ عليكِ ألم تسمعي؟"
ظهرت واحدة منهن فجأة أمامي لتتنازع معي ووجهت لي بعض الإتهامات السخيفة.
"هل تحدقين بي؟ تبدين مثل أمكِ كثيراً و تبدين حاقدة للغاية."
كان من الصعب للغاية تحمل المعاملة الباردة و التجاهل ، لكن الأصعب من ذلكَ كانت الكلمات الفظة.
لم أرغب في التعود على ذلكَ.
و مع ذلكَ ، لقد كان الواقع قاسياً لدرجة أنكَ لن تكون قادراً على تحمله إن لم تعتد عليه.
بحلول الوقت الذي أصبحتُ فيه غير حساسة ، بغض النظر عن مدى سرية حدوث هذه المحادثة ، لقد لاحظ مدير الميتم هذا أخيراً.
نظر مدير الميتم إلى الموظفين المحرجين و إلىّ أنا التي كنتُ أبكي ، و أدار رأسه بهدوء.
"إن لم يتسرب الأمر ، فلن يكون هناكَ مشكلة."
لم تكن كلمات مدير الميتم ليلومهم بل ليتستر على أفعالهم.
منذ ذلكَ الحين ، لم يشعرو بالذنب أبداً.
***
عمري الآن سبع سنوات.
أعلم انهُ لا يجبُ علىّ ذلكَ ، لكنني الآن مُعتادة على الأمر.
'قصة ملعونة ، إنها لعنة القدر.'
هل الوم والدتي الشريرة؟
أم ألوم اولئكَ اللذين جعلوني هكذا؟
أم ألوم الشخصيات الرئيسية في هذه الرواية؟
'أنا فقط أريد أن أعيش بسلام.'
خلال تلكَ الأيام الحزينة ، دخلت شخصية جديدة إلى دار الأيتام.
إمرأة جميلة ذات تعبير حسن ، تعاملني معاملة مختلفة عن الآخرين.
عندما أُصبتُ أخذتني لعلاج الجرح ، و أطعمتني بسرية ، و كانت تُربت على رأسي و تخبرني أنني جميلة ، و عاملتني كما لو كنتُ طفلتها.
لقد كنتُ سعيدة جداً بهذا السلام الذي لم أحظَ به لفترة طويلة.
'نعم، كيف يُمكن أن يكون جميع الناس مجانين في هذا الميتم؟'
لقد كنتُ أدعُ الله بصدق أن يستمر هذا السلام لفترة طويلة.
***
ما هو السلام ، انا إبنة الشريرة .
توجهتُ إلى البرج مع السائق عندما أتى إتصال مُفاجئ لمدير الميتم.
ما السبب الذي يجعلهم يأخذونني بشكل مفاجئ بعد أن تصرفو و كأنني لا يجب أن التقي بها ابداً.
لذلكَ سألتُ السائق عن السبب.
"لكن لا يزال عليكِ رؤيتها قبل أن تلقى نهايتها."
أجاب السائق على كلامي بهذا ، مضيفاً أن هذا هو الأمر الوحيد الذي يُمكنني رؤيتها فيه.
ربما كان حول وفاة والدتي.
لقد بدوا مرتاحين جداً.
'هل هذا الإعتبار لي أم لأمي؟'
لا ، هذا ليس إعتباراً.
أنه ليس إعتباراً لنا ، بل لجني معلقة من ذنبهم المرير.
سأتظاهر بأنهم يضعون لي إعتباراً.
لا أحد يهتم بي.
'لا أستطيع حتى تذكر وجهها.'
في ذكرياتي ، كانت أمي مجرد شخص يبكي ثم يبكي و تفتقد زوجها فقط.
لا توجد طريقة يـُمكن فيها أن ترغب في رؤيتي.
و مع ذلكَ ، كان شعوراً غريباً أن أمي ستموت قريباً.
'لم أتوقع شيئاً من أبي على اي حال ، لكن أمي...'
عندما كنتُ صغيرة و أبكي لأنني كنتُ جائعة ، كانت تُعانقني و ترضعني.
الغريب في الأمر ، عندما أكون بين ذراعىّ أمي كنتُ أشعر بالدفئ لدرجة أنني أنسى الجوع و الحزن المستقبلي.
'إنها المرة الأخيرة ، لذا دعوني ارى وجهها حتى اتذكرها كلما اشتقتُ لها.'
لكن لم يكن هناكَ حاجة لإجراء محادثة.
كان مظهر المرأة المُستلقية على السرير مُختلفاً تماماً عن ذكرياتي ، لدرجة أنني أغلقتُ فمي من الصدمة.
للوهلة الأولى ، لقد كانت إمرأة نحيفة تنتظر الموت.
حتى في ذكرياتي الضبابية لقد كانت نحيفة ولكن ليس لهذا الحد.
بغض النظر عن ما أراه ، لقد كانت مريضة و تبدو أنها ستموت قريباً.
حتى أنفاسها كانت تتقطع بقسوة.
"آهغغ.. اهه..."
كان من الصعب عليها حتى التنفس ، لكن كانت تنظر إلىّ بحب حتى النهاية.
عند رؤية هذا المنظر ، شعر قلبي بالهياج و بدأتُ أزرف الدموع.
كانت الجروح التي أصيبت بها و إستمراى الشتائم مستحيلاً للتحمله.
لكن حتى النهاية ، لقد كانت أمي غير مُهتمة بي حتى...
من الغريب أن قلبي يؤلمني .
"أريد...أن أرى..."
أدارت رأسها و نظرت إلى الجانب.
عندها قام السائق الذي جلبني إلى هنا بالتواصل معي بالأعين ، لكن أدار رأسه بسرعة وكأنه يتجنب نظراتي.
لابد وأنها كانت تبحث عن الدوق زوجها السابق الذي تخلى عنها...
ولأنهم لا يستطيعون إحضار الدوق لذا قد جلبو إبنتها بدلاً من ذلك.
نعم ، لقد كانو يتظاهرون بأنني الدوق.
ايها الدوق ، ايها الدوق ، ايها الدوق .
أحبكَ ، أحبكَ ، أحبكَ.
'على أي حال ، هذا الشخص نسانا بالفعل ويعيش بسعادة ، لما لا تدركين هذا يا أمي؟'
أو هل هي تدرك ولكن لا تريد أن تستسلم؟
لقد كرهتُ أمي ، لكن من ناحية أخرى ، لقد كنتُ أفهم ما تشعر به.
لأن المشاعر الحزينة التي أشعر بها تجاه اولئكَ اللذين لا ينظرون إلىّ حتى النهاية فأنا كنتُ أفهم.
إقتربتُ إليها بعناية مع نظرتها التي لم تُوجه إلىَّ حتى النهاية.
ثم وضعتُ يدي بحذر على يدها الجافة و الضعيفة تقريباً.
على الرغم من كونها نحيفة كـالهيكل العظمي ، ألا أن الفرق بين يد إمرأة بالغة ويد طفلة صغيرة كان كبيراً جداً.
"..."
لقد كانت تلكَ هي المرة الأخيرة.
لقد كنتُ أرغب في إمساك يد أمي . لذا أمسكت إصبعها بيدي الصغيرة.
أصبحت يد أمي الباردة أدفء ووجهت نظرتها ببطء نحوي.
"إسمي دافني."
"....."
" لم يقُم أحدٌ بتسميتي ، لذا قُمتُ بتسمية نفسي ، اليس جميلاً؟"
"....."
لم تُبعد أمي نظرها عن عيناي.
سمعتُ أن هذه العيون الذهبية تشبه عيون والدي الدوق.
ستراها و تُفكر في زوجها السابق و تفتقده مرة أخرى.
لكن....
لقد ضحكتُ ووضعت حداً للمشاعر التي ظهرت.
لكن في النهاية أردتُ أن اتخلى عن الأمر و أضحك.
"أنا أعرف يا أمي ، لقد أردتِ أن تكوني زوجة الدوق و ليس أماً لي . لذلكَ أنا أفهم...."
"....."
"لا تكافحي بعد الآن ، نامي جيداً."
لا تنتظري زوجكِ الذي لن يأتي.
أرجوكِ إرتاحي الآن.
"د..."
بدأ صوتها في الظهور ، كما لو انها أرادت قول شئ ما.
كما لو كانت مستاءة من صوتها الذي لم يكن يخرج ، قامت بإصدار عدة أصوات أخرى .
تدفقت الدموع من وجهها الشاحب الحزين.
أغمضت أمي عيناها كما لو أنها لم تستطع كبح دموعها.
إنتظرتُ لفترة لكن لم تفتح عيناها.
غطى الفارس الذي يقف بجانبي وجه أمي بقطعة قماش بيضاء.
"....وداعا ، أمي."
لقد كانت تلكَ هي المحادثة الأخيرة بيننا.
يتبع...